السعال الديكى

من طرف **b7ar** الأحد 15 يونيو - 2:35

السعال الديكي أحد الأمراض السارية المعدية الفاتكة بالأطفال المنتشرة في
جميع أنحاء العالم، ينتشر عن طريق الرذاذ الخارج مع النفس، ويصيب بشكل
أساسي صغار الأطفال (أقل من ست سنوات) والأطفال الرضع، وتشكل الإصابة به
لهذه الفئة العمرية بالذات خطورة كبيرة، فالأعراض تكون شديدة والمضاعفات
كثيرة، كما يزداد احتمال الوفاة.
وقبل التعرف على مرض السعال الديكي نتعرف أولا على السعال بشكل عام.
السعال أحد العوارض العادية والكثيرة التي تعتري الإنسان بين الفينة
والأخرى كردة فعل على وجود جسم غريب مهيج للحنجرة، ولا يشكل السعال في
العادة أي خطورة إذا عولج في مراحله الأولية، وعندما يسعل الإنسان فإنه
يخرج مواد غريبة من الرئتين، أو من الشعب الرئوية، أو من الحلق، وأحيانا
يكون السعال سببا لإنقاذ حياة الإنسان.
السعال الديكي
أما السعال الديكي ويطلق عليه الشهاق أو الشاهوق (سمي بهذا الاسم لأن
المصاب به يصاب بنوبات من السعال الشديدة يتبعها شهيق شبيه بصياح الديك)
فهو عبارة عن مرض بكتيري شديد العدوى يصيب الجهاز التنفسي وتسببه بكتيريا
بورديتيلا بيرتوسس التي تنتقل عن طريق الرذاذ من الشخص المريض إلى الشخص
السليم.
فترة الحضانة هي المدة الزمنية منذ دخول الميكروب إلى الجسم إلى بداية
ظهور الأعراض، وتتراوح مدة حضانة هذا المرض من ثلاثة أيام إلى اثني عشر
يوما، وتستمر فترة الإصابة بالمرض حوالي ستة أسابيع.
طرق العدوى
يكون الشخص معديا من بداية ظهور الأعراض في المرحلة الأولى إلى 3 أسابيع من بداية السعال، وينتقل هذا المرض من شخص إلى آخر إما:

• الملامسة المباشرة للمريض من الفم للفم.
• الرذاذ الخارج من الفم والبلعوم أثناء السعال أو العطاس؛ حيث تحمل ذرات
الهواء الميكروب لتنقله إلى أشخاص آخرين وخاصة في المراحل الأولى للمرض.

• الأيدي الملوثة بإفرازات الشخص المريض والتي تخرج من الفم والأنف.
• استعمال أدوات ملوثة بالرذاذ الخارج من فم إنسان مريض بالمرض.
التشخيص
قد يصعب التمييز في المراحل المبكرة بين السعال الديكي وأنواع السعال
الأخرى؛ خاصة وأن الأطفال الرضع غالبا ما يعجزون عن الشهق، وقد لا تكون
الشهقات واضحة أيضا في حال إصابة المتقدمين في السن غير المحصنين (من لم
يأخذوا المطعوم)، وعادة يتمكن الطبيب من الوصول للتشخيص الدقيق عن طريق
الاطلاع على التاريخ المرضي، والفحص السريري للمصاب.
كما أن الشهاق الذي يتبع السعال الشديد الذي هو من أهم علامات الإصابة
بالمرض، وتؤكد التحاليل المخبرية مصداقية التشخيص المعتمد؛ عن طريق إجراء
زراعة لبصاق الطفل أو الرذاذ الخارج أثناء سعاله، أو عن طريق أخذ مسحة من
الأنف تؤخذ من خلال إدخال ماسحة من الأنف للبلعوم، ومن ثم يتم التعرف على
الجرثومة المسببة للمرض.
أعراض المرض السريرية ومراحله
أعراض المرض الأولية تبدو مشابهة لأعراض الرشح، ويمر هذا المرض بعدة مراحل هي:
• المرحلة النزلية: وتدوم هذه المرحلة مدة أسبوعين، وتبدأ أعراضها
بالتدريج كنزلة برد أو التهاب فيروسي للجهاز التنفسي العلوي (أنفلونزا)،
وتشمل أعراضها: الزكام والعطاس المستمر، والعيون الدامعة، والتعب العام،
وارتفاع طفيف في درجة الحرارة.
• مرحلة النوبات: وتحدث بعد عشرة إلى أربعة عشر يوما من بداية الأعراض،
وتبدأ بسعال متقطع (تقريبا خمس إلى خمس عشرة سعلة) متواصلة تنتهي بالسعال
العالي المصحوب بشهقة أو صوت يشبه صياح الديك؛ نتيجة لاندفاع الهواء بشدة
داخل الرئتين، يصاحب هذا السعال خروج كتلة من البصاق السميك، ويحدث قيء
عند الأطفال، وقد تحدث شرقة من جراء هذه الإفرازات.
وتتكرر هذه النوبات عدة مرات في اليوم الواحد، كما قد يتحول لون الطفل
للأزرق نتيجة نقص الأكسجين، وتزول هذه الزرقة بانتهاء النوبة بالشهقة
المميزة، ويزداد السعال ليلا، ويليه قيء وتعب شديد، وينتهي هذا الطور بعد
أسبوع إلى ستة أسابيع وقد يستمر إلى 10 أسابيع.
• مرحلة النقاهة: تبدأ هذه المرحلة في الأسبوع الرابع، وفيها تقل حدة
السعال تدريجيا ويتوقف القيء وتكون دورات السعال المتقطع أقل حدة وعددا،
ويقل القيء، ويبدأ المصاب بالتنفس العادي، ويتماثل الطفل للشفاء خلال عدة
أسابيع (من شهر إلى ثلاثة أشهر تقريبا).
مضاعفات الإصابة بالسعال الديكي
يعتبر مرض السعال الديكي من الأمراض الخطيرة خاصة إذا أصابت الأطفال دون
السنتين، فقد تصل نسبة الوفاة إلى 2% لدى الأطفال الذين لم يتجاوزوا عاما
واحدا، ومن أهم المضاعفات ما يلي:
• مضاعفات الجهاز التنفسي، وتعد من أكثر المضاعفات التي يسببها السعال الديكي، وأهمها:

• نزيف يحدث بسبب السعال الشديد والشهاق، وقد يأخذ الأشكال التالية:

• حدوث فتق سري بسبب ارتفاع الضغط داخل تجويف البطن؛ بسبب نوبات السعال الشديدة.
• حدوث تشنجات بسبب نقص الأكسجين في الدماغ أو بسبب السموم الناتجة عن الجراثيم، وغالبا ما تحدث (التشجنات) لدى الأطفال الرضع.
• فقدان الشهية بسبب الاضطراب الشديد في تهوية الرئتين (نقص الأكسجين).
• التهاب ثانوي في الأذن الوسطى.
• ظهور أعراض سوء التغذية والجفاف بسبب القيء الشديد.
جدول التطعيم ضد السعال الديكي
يجب الحرص على إعطاء المواليد التطعيمات في مواعيدها المحددة؛ ومن ضمنها
التطعيم ضد السعال الديكي، ويتم إعطاء اللقاح على الشكل التالي:

الوقاية من مرض السعال الديكي
تؤمن الإجراءات التالية الوقاية من الإصابة بالمرض، وتشمل:
• تحصين الأطفال وتطعيمهم ضد السعال الديكي في وقت مبكر، لأن الجنين لا
يكتسب مناعة ضد المرض من أمه؛ إذ أن دمها لا توجد فيه كميات كافية من
الأجسام المضادة للمرض، ويتيح التلقيح الفرصة للجسم لتكوين أجسام مضادة في
وقت مبكر وبمقادير كافية.
• عزل المرضى المصابين بالمرض لمدة لا تقل عن خمسة أيام من بداية علاجهم
بالمضادات الحيوية، والحرص على إعطائهم وجبات صغيرة الحجم تجنبا للتقيؤ.
• استعمال المناديل الصحية للتخلص من إفرازات الأنف والفم والقيء، مع
ضرورة غلي وتعقيم الأغطية والمناشف والملابس الملوثة تجنبا لنقل العدوى.
• وقاية الأشخاص المخالطين من الإصابة بالعدوى عن طريق:

• تبليغ الجهات الصحية المختصة في حال الإصابة بالمرض.
العلاج
التشخيص المبكر لمرض السعال الديكي يفيد كثيرا في التخفيف من شدة الإصابة،
ولكنها لن تزيل السعال بشكل فوري، كما أن الأدوية المستخدمة تخفف من خطر
العدوى، ويرتكز علاج السعال الديكي على الخطوات التالية:
• المضادات الحيوية: ويجب أخذها في مرحلة مبكرة بمجرد تشخيص المرض أو
الاشتباه به؛ وذلك للقضاء على الميكروب ومنع انتشار المرض، ولأن المضاد
الحيوي يقضي على الميكروب خلال خمسة أيام من بداية العلاج بحيث يصبح
المريض غير مصدر للعدوى، ومن المضادات المستخدمة في العلاج الإريثرومايسين
والآزيثرومايسين، ويجب أن يستمر العلاج بالمضاد الحيوي لمدة 14 يوما في
حال استعمال الإريثرومايسين، أو خمسة أيام في حال استعمال الأزيثرومايسين
حتى لا تحدث انتكاسة.
• عادة ما ينصح بإدخال الأطفال الرضع المستشفى في الحالات الشديدة، وذلك
لحاجتهم إلى عناية تمريضية خاصة، كما يتم تعويض السوائل والأملاح المفقودة
إذا كانت حالات الاستفراغ شديدة.
• الاهتمام بتغذية الطفل بوجبات قليلة ولكن متكررة خاصة للأطفال الرضع.
• تهوية غرفة المصاب.
• الإكثار من السوائل لتقليل الجفاف.
• إعطاء المضاد الحيوي للأشخاص المخالطين لتقليل احتمال الإصابة بالمرض.

1. بطريق مباشر عن طريق:

1. التهاب رئوي، أو التهاب شعبي رئوي ثانوي يحصل نتيجة عدوى ثانوية بكتيرية أو فيروسية، يسبب الوفاة في معظم الحالات.
وكما نعلم فالوقاية خير من العلاج، وأفضل أشكال الوقاية هنا تتمثل في التطعيم باللقاح المناسب في الوقت المناسب.

2. بطريق غير مباشر، مثل:

2. انتفاخ رئوي (وجود هواء في الصدر) في حالات نادرة.
1. نزيف داخل الدماغ.
2. نزيف ملتحمة العين.
3. نزيف الغشاء المخاطي (الرعاف).

2. الجرعة الثانية في الشهر الرابع.
3. الجرعة الثالثة في الشهر الخامس.
4. جرعة منشطة بعد 12ـ 18 شهرا من الجرعة الثالثة.
5. جرعة منشطة ثانية عند سن 4 ـ 6 سنوات، وهو ضمن لقاح الثلاثي يتكون من السعال الديكي والدفتيريا والتتانوس.

1. الجرعة الأولى في الشهر الثالث.
1. إبعاد الأطفال غير المحصنين داخل الأسرة وفي المدارس لمدة 14 يوما.
2. مراقبة المخالطين الملاصقين وإعطائهم الايرثيرومايسين، وإعطائهم جرعة
تطعيم منشطة، وذلك لمنع ظهور الأعراض أو التخفيف من حدتها إن ظهرت ولمنع
نشرهم العدوى لأشخاص آخرين خاصة الأطفال الصغار والمواليد المعرضين
للمضاعفات الشديدة وربما الوفاة.