المواضيع الأخيرة
بحـث
قاموس عربي<> انجليزى
قاموس ترجمة ثنائي اللغة |
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 142 عُضو.آخر عُضو مُسجل هو roko فمرحباً به.
أعضاؤنا قدموا 28436 مساهمة في هذا المنتدى في 4810 موضوع
جمال عبد الناصر
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
جمال عبد الناصر
ولد جمال عبد الناصر في ١٥ يناير ١٩١٨ في ١٨ شارع قنوات في حي باكوس الشعبي بالإسكندرية .
رئيس جمهورية مصر العربية السابق : جمال عبد الناصر:
كان جمال عبد الناصر الابن الأكبر لعبد الناصر حسين الذي ولد في عام ١٨٨٨في قرية بني مر في صعيد مصر في أسره من الفلاحين، ولكنه حصل على قدر منالتعليم سمح له بأن يلتحق بوظيفة في مصلحة البريد بالإسكندرية، وكان مرتبهيكفى بصعوبة لسداد ضرورات الحياة .
جمال عبد الناصر فى المرحلة الابتدائية:
التحق جمال عبد الناصر بروضة الأطفال بمحرم بك بالإسكندرية، ثم التحق بالمدرسة الابتدائية بالخطاطبه في عامي ١٩٢٣ ، ١٩٢٤ .
وفى عام ١٩٢٥ دخل جمال مدرسة النحاسين الابتدائية بالجمالية بالقاهرةوأقام عند عمه خليل حسين في حي شعبي لمدة ثلاث سنوات، وكان جمال يسافرلزيارة أسرته بالخطاطبه في العطلات المدرسية، وحين وصل في الإجازة الصيفيةفي العام التالي – ١٩٢٦ – علم أن والدته قد توفيت قبل ذلك بأسابيع ولم يجدأحد الشجاعة لإبلاغه بموتها، ولكنه اكتشف ذلك بنفسه بطريقة هزت كيانه –كما ذكر لـ "دافيد مورجان" مندوب صحيفة "الصنداى تايمز" – ثم أضاف: "لقدكان فقد أمي في حد ذاته أمراً محزناً للغاية، أما فقدها بهذه الطريقة فقدكان صدمة تركت في شعوراً لا يمحوه الزمن. وقد جعلتني آلامي وأحزاني الخاصةفي تلك الفترة أجد مضضاً بالغاً في إنزال الآلام والأحزان بالغير فيمستقبل السنين ".
وبعد أن أتم جمال السنة الثالثة في مدرسة النحاسين بالقاهرة، أرسله والدهفي صيف ١٩٢٨ عند جده لوالدته فقضى السنة الرابعة الابتدائية في مدرسةالعطارين بالإسكندرية .
عبد الناصر اثناء دراسته فى مدرسة حلوان الثانوية
التحق جمال عبد الناصر في عام ١٩٢٩ بالقسم الداخلي في مدرسة حلوانالثانوية وقضى بها عاماً واحداً، ثم نقل في العام التالي – ١٩٣٠ – إلىمدرسة رأس التين الثانوية بالإسكندرية بعد أن انتقل والده إلى العملبمصلحة البوسطة هناك .
وفى تلك المدرسة تكون وجدان جمال عبد الناصر القومي؛ ففي عام ١٩٣٠ استصدرتوزارة إسماعيل صدقي مرسوماً ملكياً بإلغاء دستور ١٩٢٣ فثارت مظاهراتالطلبة تهتف بسقوط الاستعمار وبعودة الدستور.
ويحكى جمال عبد الناصر عن أول مظاهرة اشترك فيها: "كنت أعبر ميدان المنشيةفي الإسكندرية حين وجدت اشتباكاً بين مظاهرة لبعض التلاميذ وبين قوات منالبوليس، ولم أتردد في تقرير موقفي؛ فلقد انضممت على الفور إلىالمتظاهرين، دون أن أعرف أي شئ عن السبب الذي كانوا يتظاهرون من أجله،ولقد شعرت أنني في غير حاجة إلى سؤال؛ لقد رأيت أفراداً من الجماهير فيصدام مع السلطة، واتخذت موقفي دون تردد في الجانب المعادى للسلطة.
ومرت لحظات سيطرت فيها المظاهرة على الموقف، لكن سرعان ما جاءت إلى المكانالإمدادات؛ حمولة لوريين من رجال البوليس لتعزيز القوة، وهجمت عليناجماعتهم، وإني لأذكر أنى – في محاولة يائسة – ألقيت حجراً، لكنهم أدركونافي لمح البصر، وحاولت أن أهرب، لكنى حين التفت هوت على رأسي عصا من عصىالبوليس، تلتها ضربة ثانية حين سقطت، ثم شحنت إلى الحجز والدم يسيل منرأسي مع عدد من الطلبة الذين لم يستطيعوا الإفلات بالسرعة الكافية.
ولما كنت في قسم البوليس، وأخذوا يعالجون جراح رأسي؛ سألت عن سببالمظاهرة، فعرفت أنها مظاهرة نظمتها جماعة مصر الفتاة في ذلك الوقتللاحتجاج على سياسة الحكومة.
وقد دخلت السجن تلميذاً متحمساً، وخرجت منه مشحوناً بطاقة من الغضب".(حديث عبد الناصر مع "دافيد مورجان" مندوب "صحيفة الصنداى تايمز"١٨/٦/١٩٦٢) .
ويعود جمال عبد الناصر إلى هذه الفترة من حياته في خطاب له بميدان المنشيةبالإسكندرية في ٢٦/١٠/١٩٥٤ ليصف أحاسيسه في تلك المظاهرة وما تركته منآثار في نفسه: "حينما بدأت في الكلام اليوم في ميدان المنشية. سرح بيالخاطر إلى الماضي البعيد ... وتذكرت كفاح الإسكندرية وأنا شاب صغيروتذكرت في هذا الوقت وأنا اشترك مع أبناء الإسكندرية، وأنا أهتف لأول مرةفي حياتي باسم الحرية وباسم الكرامة، وباسم مصر... أطلقت علينا طلقاتالاستعمار وأعوان الاستعمار فمات من مات وجرح من جرح، ولكن خرج من بينهؤلاء الناس شاب صغير شعر بالحرية وأحس بطعم الحرية، وآلي على نفسه أنيجاهد وأن يكافح وأن يقاتل في سبيل الحرية التي كان يهتف بها ولا يعلممعناها؛ لأنه كان يشعر بها في نفسه، وكان يشعر بها في روحه وكان يشعر بهافي دمه". لقد كانت تلك الفترة بالإسكندرية مرحلة تحول في حياة الطالب جمالمن متظاهر إلى ثائر تأثر بحالة الغليان التي كانت تعانى منها مصر بسبب
مقال كتبه جمال عبد الناصر بعنوان "فولتير رجل الحرية"
تحكم الاستعمار وإلغاء الدستور. وقد ضاق المسئولون بالمدرسة بنشاطه ونبهوا والده فأرسله إلى القاهرة.
وقد التحق جمال عبد الناصر في عام ١٩٣٣ بمدرسة النهضة الثانوية بحي الظاهربالقاهرة، واستمر في نشاطه السياسي فأصبح رئيس اتحاد مدارس النهضةالثانوية.
وفى تلك الفترة ظهر شغفه بالقراءة في التاريخ والموضوعات الوطنية فقرأ عنالثورة الفرنسية وعن "روسو" و"فولتير" وكتب مقالة بعنوان "فولتير رجلالحرية" نشرها بمجلة المدرسة. كما قرأ عن "نابليون" و"الإسكندر" و"يوليوسقيصر" و"غاندى" وقرأ رواية البؤساء لـ "فيكتور هيوجو" وقصة مدينتين لـ"شارلز ديكنز".(الكتب التي كان يقرأها عبد الناصر في المرحلة الثانوية).(الكتب التي كان يقرأها عبد الناصر في المرحلة الثانوية).
كذلك اهتم بالإنتاج الأدبي العربي فكان معجباً بأشعار أحمد شوقي وحافظإبراهيم، وقرأ عن سيرة النبي محمد وعن أبطال الإسلام وكذلك عن مصطفى كامل،كما قرأ مسرحيات وروايات توفيق الحكيم خصوصاً رواية عودة الروح التي تتحدثعن ضرورة ظهور زعيم للمصريين يستطيع توحيد صفوفهم ودفعهم نحو النضال فيسبيل الحرية والبعث الوطني.
الحفلة التمثيلية لمدارس النهضة المصرية تعرض مسرحية يوليوس قيصر ..
وفى ١٩٣٥ في حفل مدرسة النهضة الثانوية لعب الطالب جمال عبد الناصر دور"يوليوس قيصر" بطل تحرير الجماهير في مسرحية "ش**بير" في حضور وزيرالمعارف في ذلك الوقت.
وقد شهد عام ١٩٣٥ نشاطاً كبيراً للحركة الوطنية المصرية التي لعب فيهاالطلبة الدور الأساسي مطالبين بعودة الدستور والاستقلال، ويكشف خطاب منجمال عبد الناصر إلى صديقه حسن النشار في ٤ سبتمبر ١٩٣٥ مكنون نفسه في هذهالفترة، فيقول: "لقد انتقلنا من نور الأمل إلى ظلمة اليأس ونفضنا بشائرالحياة واستقبلنا غبار الموت، فأين من يقلب كل ذلك رأساً على عقب، ويعيدمصر إلى سيرتها الأولى يوم أن كانت مالكة العالم. أين من يخلق خلفاًجديداً لكي يصبح المصري الخافت الصوت الضعيف الأمل الذي يطرق برأسه ساكناًصابراً على اهتضام حقه ساهياً عن التلاعب بوطنه يقظاً عالي الصوت عظيمالرجاء رافعاً رأسه يجاهد بشجاعة وجرأه في طلب الاستقلال والحرية... قالمصطفى كامل ' لو نقل قلبي من اليسار إلى اليمين أو تحرك الأهرام من مكانهالمكين أو تغير مجرى [النيل] فلن أتغير عن المبدأ ' ... كل ذلك مقدمةطويلة لعمل أطول وأعظم فقد تكلمنا مرات عده في عمل يوقظ الأمة من غفوتهاويضرب على الأوتار الحساسة من القلوب ويستثير ما كمن في الصدور. ولكن كلذلك لم يدخل في حيز العمل إلى الآن".(خطاب عبد الناصر لحسن النشار...٤/٩/١٩٣٥).
خطاب عبد الناصر لحسن النشار عن الحركة الوطنية بين الطلبة لعودة الدستور والاستقلال
ووبعد ذلك بشهرين وفور صدور تصريح "صمويل هور" – وزير الخارجية البريطانية– في ٩ نوفمبر١٩٣٥ معلناً رفض بريطانيا لعودة الحياة الدستورية في مصر،اندلعت مظاهرات الطلبة والعمال في البلاد، وقاد جمال عبد الناصر في ١٣نوفمبر مظاهرة من تلاميذ المدارس الثانوية واجهتها قوة من البوليسالإنجليزي فأصيب جمال بجرح في جبينه سببته رصاصة مزقت الجلد ولكنها لمتنفذ إلى الرأس، وأسرع به زملاؤه إلى دار جريدة الجهاد التي تصادف وقوعالحادث بجوارها ونشر اسمه في العدد الذي صدر صباح اليوم التالي بين أسماءالجرحى. (مجلة الجهاد ١٩٣٥).
وعن آثار أحداث تلك الفترة في نفسية جمال عبد الناصر قال في كلمة له فيجامعة القاهرة في ١٥ نوفمبر ١٩٥٢: "وقد تركت إصابتي أثراً عزيزاً لا يزاليعلو وجهي فيذكرني كل يوم بالواجب الوطني الملقى على كاهلي كفرد من أبناءهذا الوطن العزيز. وفى هذا اليوم وقع صريع الظلم والاحتلال المرحوم عبدالمجيد مرسى فأنساني ما أنا مصاب به، ورسخ في نفسي أن على واجباً أفنى فيسبيله أو أكون أحد العاملين في تحقيقه حتى يتحقق؛ وهذا الواجب هو تحريرالوطن من الاستعمار، وتحقيق سيادة الشعب. وتوالى بعد ذلك سقوط الشهداءصرعى؛ فازداد إيماني بالعمل على تحقيق حرية مصر".
وتحت الضغط الشعبي وخاصة من جانب الطلبة والعمال صدر مرسوم ملكي في ١٢ ديسمبر ١٩٣٥ بعودة دستور ١٩٢٣.
رئيس جمهورية مصر العربية السابق : جمال عبد الناصر:
كان جمال عبد الناصر الابن الأكبر لعبد الناصر حسين الذي ولد في عام ١٨٨٨في قرية بني مر في صعيد مصر في أسره من الفلاحين، ولكنه حصل على قدر منالتعليم سمح له بأن يلتحق بوظيفة في مصلحة البريد بالإسكندرية، وكان مرتبهيكفى بصعوبة لسداد ضرورات الحياة .
جمال عبد الناصر فى المرحلة الابتدائية:
التحق جمال عبد الناصر بروضة الأطفال بمحرم بك بالإسكندرية، ثم التحق بالمدرسة الابتدائية بالخطاطبه في عامي ١٩٢٣ ، ١٩٢٤ .
وفى عام ١٩٢٥ دخل جمال مدرسة النحاسين الابتدائية بالجمالية بالقاهرةوأقام عند عمه خليل حسين في حي شعبي لمدة ثلاث سنوات، وكان جمال يسافرلزيارة أسرته بالخطاطبه في العطلات المدرسية، وحين وصل في الإجازة الصيفيةفي العام التالي – ١٩٢٦ – علم أن والدته قد توفيت قبل ذلك بأسابيع ولم يجدأحد الشجاعة لإبلاغه بموتها، ولكنه اكتشف ذلك بنفسه بطريقة هزت كيانه –كما ذكر لـ "دافيد مورجان" مندوب صحيفة "الصنداى تايمز" – ثم أضاف: "لقدكان فقد أمي في حد ذاته أمراً محزناً للغاية، أما فقدها بهذه الطريقة فقدكان صدمة تركت في شعوراً لا يمحوه الزمن. وقد جعلتني آلامي وأحزاني الخاصةفي تلك الفترة أجد مضضاً بالغاً في إنزال الآلام والأحزان بالغير فيمستقبل السنين ".
وبعد أن أتم جمال السنة الثالثة في مدرسة النحاسين بالقاهرة، أرسله والدهفي صيف ١٩٢٨ عند جده لوالدته فقضى السنة الرابعة الابتدائية في مدرسةالعطارين بالإسكندرية .
عبد الناصر اثناء دراسته فى مدرسة حلوان الثانوية
التحق جمال عبد الناصر في عام ١٩٢٩ بالقسم الداخلي في مدرسة حلوانالثانوية وقضى بها عاماً واحداً، ثم نقل في العام التالي – ١٩٣٠ – إلىمدرسة رأس التين الثانوية بالإسكندرية بعد أن انتقل والده إلى العملبمصلحة البوسطة هناك .
وفى تلك المدرسة تكون وجدان جمال عبد الناصر القومي؛ ففي عام ١٩٣٠ استصدرتوزارة إسماعيل صدقي مرسوماً ملكياً بإلغاء دستور ١٩٢٣ فثارت مظاهراتالطلبة تهتف بسقوط الاستعمار وبعودة الدستور.
ويحكى جمال عبد الناصر عن أول مظاهرة اشترك فيها: "كنت أعبر ميدان المنشيةفي الإسكندرية حين وجدت اشتباكاً بين مظاهرة لبعض التلاميذ وبين قوات منالبوليس، ولم أتردد في تقرير موقفي؛ فلقد انضممت على الفور إلىالمتظاهرين، دون أن أعرف أي شئ عن السبب الذي كانوا يتظاهرون من أجله،ولقد شعرت أنني في غير حاجة إلى سؤال؛ لقد رأيت أفراداً من الجماهير فيصدام مع السلطة، واتخذت موقفي دون تردد في الجانب المعادى للسلطة.
ومرت لحظات سيطرت فيها المظاهرة على الموقف، لكن سرعان ما جاءت إلى المكانالإمدادات؛ حمولة لوريين من رجال البوليس لتعزيز القوة، وهجمت عليناجماعتهم، وإني لأذكر أنى – في محاولة يائسة – ألقيت حجراً، لكنهم أدركونافي لمح البصر، وحاولت أن أهرب، لكنى حين التفت هوت على رأسي عصا من عصىالبوليس، تلتها ضربة ثانية حين سقطت، ثم شحنت إلى الحجز والدم يسيل منرأسي مع عدد من الطلبة الذين لم يستطيعوا الإفلات بالسرعة الكافية.
ولما كنت في قسم البوليس، وأخذوا يعالجون جراح رأسي؛ سألت عن سببالمظاهرة، فعرفت أنها مظاهرة نظمتها جماعة مصر الفتاة في ذلك الوقتللاحتجاج على سياسة الحكومة.
وقد دخلت السجن تلميذاً متحمساً، وخرجت منه مشحوناً بطاقة من الغضب".(حديث عبد الناصر مع "دافيد مورجان" مندوب "صحيفة الصنداى تايمز"١٨/٦/١٩٦٢) .
ويعود جمال عبد الناصر إلى هذه الفترة من حياته في خطاب له بميدان المنشيةبالإسكندرية في ٢٦/١٠/١٩٥٤ ليصف أحاسيسه في تلك المظاهرة وما تركته منآثار في نفسه: "حينما بدأت في الكلام اليوم في ميدان المنشية. سرح بيالخاطر إلى الماضي البعيد ... وتذكرت كفاح الإسكندرية وأنا شاب صغيروتذكرت في هذا الوقت وأنا اشترك مع أبناء الإسكندرية، وأنا أهتف لأول مرةفي حياتي باسم الحرية وباسم الكرامة، وباسم مصر... أطلقت علينا طلقاتالاستعمار وأعوان الاستعمار فمات من مات وجرح من جرح، ولكن خرج من بينهؤلاء الناس شاب صغير شعر بالحرية وأحس بطعم الحرية، وآلي على نفسه أنيجاهد وأن يكافح وأن يقاتل في سبيل الحرية التي كان يهتف بها ولا يعلممعناها؛ لأنه كان يشعر بها في نفسه، وكان يشعر بها في روحه وكان يشعر بهافي دمه". لقد كانت تلك الفترة بالإسكندرية مرحلة تحول في حياة الطالب جمالمن متظاهر إلى ثائر تأثر بحالة الغليان التي كانت تعانى منها مصر بسبب
مقال كتبه جمال عبد الناصر بعنوان "فولتير رجل الحرية"
تحكم الاستعمار وإلغاء الدستور. وقد ضاق المسئولون بالمدرسة بنشاطه ونبهوا والده فأرسله إلى القاهرة.
وقد التحق جمال عبد الناصر في عام ١٩٣٣ بمدرسة النهضة الثانوية بحي الظاهربالقاهرة، واستمر في نشاطه السياسي فأصبح رئيس اتحاد مدارس النهضةالثانوية.
وفى تلك الفترة ظهر شغفه بالقراءة في التاريخ والموضوعات الوطنية فقرأ عنالثورة الفرنسية وعن "روسو" و"فولتير" وكتب مقالة بعنوان "فولتير رجلالحرية" نشرها بمجلة المدرسة. كما قرأ عن "نابليون" و"الإسكندر" و"يوليوسقيصر" و"غاندى" وقرأ رواية البؤساء لـ "فيكتور هيوجو" وقصة مدينتين لـ"شارلز ديكنز".(الكتب التي كان يقرأها عبد الناصر في المرحلة الثانوية).(الكتب التي كان يقرأها عبد الناصر في المرحلة الثانوية).
كذلك اهتم بالإنتاج الأدبي العربي فكان معجباً بأشعار أحمد شوقي وحافظإبراهيم، وقرأ عن سيرة النبي محمد وعن أبطال الإسلام وكذلك عن مصطفى كامل،كما قرأ مسرحيات وروايات توفيق الحكيم خصوصاً رواية عودة الروح التي تتحدثعن ضرورة ظهور زعيم للمصريين يستطيع توحيد صفوفهم ودفعهم نحو النضال فيسبيل الحرية والبعث الوطني.
الحفلة التمثيلية لمدارس النهضة المصرية تعرض مسرحية يوليوس قيصر ..
وفى ١٩٣٥ في حفل مدرسة النهضة الثانوية لعب الطالب جمال عبد الناصر دور"يوليوس قيصر" بطل تحرير الجماهير في مسرحية "ش**بير" في حضور وزيرالمعارف في ذلك الوقت.
وقد شهد عام ١٩٣٥ نشاطاً كبيراً للحركة الوطنية المصرية التي لعب فيهاالطلبة الدور الأساسي مطالبين بعودة الدستور والاستقلال، ويكشف خطاب منجمال عبد الناصر إلى صديقه حسن النشار في ٤ سبتمبر ١٩٣٥ مكنون نفسه في هذهالفترة، فيقول: "لقد انتقلنا من نور الأمل إلى ظلمة اليأس ونفضنا بشائرالحياة واستقبلنا غبار الموت، فأين من يقلب كل ذلك رأساً على عقب، ويعيدمصر إلى سيرتها الأولى يوم أن كانت مالكة العالم. أين من يخلق خلفاًجديداً لكي يصبح المصري الخافت الصوت الضعيف الأمل الذي يطرق برأسه ساكناًصابراً على اهتضام حقه ساهياً عن التلاعب بوطنه يقظاً عالي الصوت عظيمالرجاء رافعاً رأسه يجاهد بشجاعة وجرأه في طلب الاستقلال والحرية... قالمصطفى كامل ' لو نقل قلبي من اليسار إلى اليمين أو تحرك الأهرام من مكانهالمكين أو تغير مجرى [النيل] فلن أتغير عن المبدأ ' ... كل ذلك مقدمةطويلة لعمل أطول وأعظم فقد تكلمنا مرات عده في عمل يوقظ الأمة من غفوتهاويضرب على الأوتار الحساسة من القلوب ويستثير ما كمن في الصدور. ولكن كلذلك لم يدخل في حيز العمل إلى الآن".(خطاب عبد الناصر لحسن النشار...٤/٩/١٩٣٥).
خطاب عبد الناصر لحسن النشار عن الحركة الوطنية بين الطلبة لعودة الدستور والاستقلال
ووبعد ذلك بشهرين وفور صدور تصريح "صمويل هور" – وزير الخارجية البريطانية– في ٩ نوفمبر١٩٣٥ معلناً رفض بريطانيا لعودة الحياة الدستورية في مصر،اندلعت مظاهرات الطلبة والعمال في البلاد، وقاد جمال عبد الناصر في ١٣نوفمبر مظاهرة من تلاميذ المدارس الثانوية واجهتها قوة من البوليسالإنجليزي فأصيب جمال بجرح في جبينه سببته رصاصة مزقت الجلد ولكنها لمتنفذ إلى الرأس، وأسرع به زملاؤه إلى دار جريدة الجهاد التي تصادف وقوعالحادث بجوارها ونشر اسمه في العدد الذي صدر صباح اليوم التالي بين أسماءالجرحى. (مجلة الجهاد ١٩٣٥).
وعن آثار أحداث تلك الفترة في نفسية جمال عبد الناصر قال في كلمة له فيجامعة القاهرة في ١٥ نوفمبر ١٩٥٢: "وقد تركت إصابتي أثراً عزيزاً لا يزاليعلو وجهي فيذكرني كل يوم بالواجب الوطني الملقى على كاهلي كفرد من أبناءهذا الوطن العزيز. وفى هذا اليوم وقع صريع الظلم والاحتلال المرحوم عبدالمجيد مرسى فأنساني ما أنا مصاب به، ورسخ في نفسي أن على واجباً أفنى فيسبيله أو أكون أحد العاملين في تحقيقه حتى يتحقق؛ وهذا الواجب هو تحريرالوطن من الاستعمار، وتحقيق سيادة الشعب. وتوالى بعد ذلك سقوط الشهداءصرعى؛ فازداد إيماني بالعمل على تحقيق حرية مصر".
وتحت الضغط الشعبي وخاصة من جانب الطلبة والعمال صدر مرسوم ملكي في ١٢ ديسمبر ١٩٣٥ بعودة دستور ١٩٢٣.
رد: جمال عبد الناصر
مجلة الجهاد تنشر أسماء الجرحى فى مظاهرات نوفمبر
وقد انضم جمال عبد الناصر في هذا الوقت إلى وفود الطلبة التي كانت تسعىإلى بيوت الزعماء تطلب منهم أن يتحدوا من أجل مصر، وقد تألفت الجبهةالوطنية سنة ١٩٣٦ بالفعل على أثر هذه الجهود.
وقد كتب جمال في فترة الفوران هذه خطاباً إلى حسن النشار في ٢ سبتمبر ١٩٣٥قال فيه: "يقول الله تعالى: وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة، فأين تلك القوةالتي نستعد بها لهم؛ إن الموقف اليوم دقيق ومصر في موقف أدق...".
ووصف جمال عبد الناصر شعوره في كتاب "فلسفة الثورة" فقال: "وفى تلك الأيامقدت مظاهرة في مدرسة النهضة، وصرخت من أعماقي بطلب الاستقلال التام، وصرخورائي كثيرون، ولكن صراخنا ضاع هباء وبددته الرياح أصداء واهية لا تحركالجبال ولا تحطم الصخور".
إلا أن اتحاد الزعماء السياسيين على كلمة واحدة كان فجيعة لإيمان جمال عبدالناصر، على حد تعبيره في كتاب "فلسفة الثورة"، فإن الكلمة الواحدة التياجتمعوا عليها كانت معاهدة ١٩٣٦ التي قننت الاحتلال، فنصت على أن تبقى فيمصر قواعد عسكرية لحماية وادي النيل وقناة السويس من أي اعتداء، وفى حالوقوع حرب تكون الأراضي المصرية بموانيها ومطاراتها وطرق مواصلاتها تحتتصرف بريطانيا، كما نصت المعاهدة على بقاء الحكم الثنائي في السودان.
وكان من نتيجة النشاط السياسي المكثف لجمال عبد الناصر في هذه الفترة الذيرصدته تقارير البوليس أن قررت مدرسة النهضة فصله بتهمة تحريضه الطلبة علىالثورة، إلا أن زملائه ثاروا وأعلنوا الإضراب العام وهددوا بحرق المدرسةفتراجع ناظر المدرسة في قراره.
ومنذ المظاهرة الأولى التي اشترك فيها جمال عبد الناصر بالإسكندرية شغلتالسياسة كل وقته، وتجول بين التيارات السياسية التي كانت موجودة في هذاالوقت فانضم إلى مصر الفتاة لمدى عامين، ثم انصرف عنها بعد أن اكتشف أنهالا تحقق شيئاً، كما كانت له اتصالات متعددة بالإخوان المسلمين إلا أنه قدعزف عن الانضمام لأي من الجماعات أو الأحزاب القائمة لأنه لم يقتنع بجدوىأياً منها ،"فلم يكن هناك ح** مثالي يضم جميع العناصر لتحقيق الأهدافالوطنية".
كذلك فإنه وهو طالب في المرحلة الثانوية بدأ الوعي العربي يتسلل إلىتفكيره، فكان يخرج مع زملائه كل عام في الثاني من شهر نوفمبر احتجاجاً علىوعد "بلفور" الذي منحت به بريطانيا لليهود وطناً في فلسطين على حسابأصحابه الشرعيين.
جمال عبد الناصر ضابطاً:
عبد الناصر وهو فى طالب فى الكلية الحربية بعد ان انتقل اليها من كلية الحقوق
لما أتم جمال عبد الناصر دراسته الثانوية وحصل على البكالوريا في القسمالأدبي قرر الالتحاق بالجيش، ولقد أيقن بعد التجربة التي مر بها في العملالسياسي واتصالاته برجال السياسة والأحزاب التي أثارت اشمئزازه منهم أنتحرير مصر لن يتم بالخطب بل يجب أن تقابل القوة بالقوة والاحتلال العسكريبجيش وطني.
تقدم جمال عبد الناصر إلى الكلية الحربية فنجح في الكشف الطبي ولكنه سقطفي كشف الهيئة لأنه حفيد فلاح من بني مر وابن موظف بسيط لا يملك شيئاً،ولأنه اشترك في مظاهرات ١٩٣٥، ولأنه لا يملك واسطة.
ولما رفضت الكلية الحربية قبول جمال، تقدم في أكتوبر ١٩٣٦ إلى كلية الحقوقفي جامعة القاهرة ومكث فيها ستة أشهر إلى أن عقدت معاهدة ١٩٣٦ واتجهتالنية إلى زيادة عدد ضباط الجيش المصري من الشباب بصرف النظر عن طبقتهمالاجتماعية أو ثروتهم، فقبلت الكلية الحربية دفعة في خريف ١٩٣٦ وأعلنتوزارة الحربية عن حاجتها لدفعة ثانية، فتقدم جمال مرة ثانية للكليةالحربية ولكنه توصل إلى مقابلة وكيل وزارة الحربية اللواء إبراهيم خيريالذي أعجب بصراحته ووطنيته وإصراره على أن يصبح ضابطاً فوافق على دخوله فيالدورة التالية؛ أي في مارس ١٩٣٧.
لقد وضع جمال عبد الناصر أمامه هدفاً واضحاً في الكلية الحربية وهو "أنيصبح ضابطاً ذا كفاية وأن يكتسب المعرفة والصفات التي تسمح له بأن يصبحقائداً"، وفعلاً أصبح "رئيس فريق"، وأسندت إليه منذ أوائل ١٩٣٨ مهمة تأهيلالطلبة المستجدين الذين كان من بينهم عبد الحكيم عامر. وطوال فترة الكليةلم يوقع على جمال أي جزاء، كما رقى إلى رتبة أومباشى طالب.
الملازم ثان عبد الناصر
تخرج جمال عبد الناصر من الكلية الحربية بعد مرور ١٧ شهراً، أي في يوليه١٩٣٨، فقد جرى استعجال تخريج دفعات الضباط في ذلك الوقت لتوفير عدد كافيمن الضباط المصريين لسد الفراغ الذي تركه انتقال القوات البريطانية إلىمنطقة قناة السويس.
وقد كانت مكتبة الكلية الحربية غنية بالكتب القيمة، فمن لائحة الاستعارةتبين أن جمال قرأ عن سير عظماء التاريخ مثل "بونابرت" و"الإسكندر"و"جاليباردى" و"بسمارك" و"مصطفى كمال أتاتورك" و"هندنبرج" و"تشرشل"و"فوش". كما قرأ الكتب التي تعالج شئون الشرق الأوسط والسودان ومشكلاتالدول التي على البحر المتوسط والتاريخ العسكري. وكذلك قرأ عن الحربالعالمية الأولى وعن حملة فلسطين، وعن تاريخ ثورة ١٩١٩.(الكتب التى كانيقرأها عبد الناصر فى الكلية الحربية).
التحق جمال عبد الناصر فور تخرجه بسلاح المشاة ونقل إلى منقباد في الصعيد،وقد أتاحت له إقامته هناك أن ينظر بمنظار جديد إلى أوضاع الفلاحين وبؤسهم.وقد التقى في منقباد بكل من زكريا محيى الدين وأنور السادات.
وفى عام ١٩٣٩ طلب جمال عبد الناصر نقله إلى السودان، فخدم في الخرطوم وفىجبل الأولياء، وهناك قابل زكريا محيى الدين وعبد الحكيم عامر. وفى مايو١٩٤٠ رقى إلى رتبة الملازم أول.
عبد الناصر مع الحامية المصرية بالسودان
لقد كان الجيش المصري حتى ذلك الوقت جيشاً غير مقاتل، وكان من مصلحةالبريطانيين أن يبقوه على هذا الوضع، ولكن بدأت تدخل الجيش طبقة جديدة منالضباط الذين كانوا ينظرون إلى مستقبلهم في الجيش كجزء من جهاد أكبرلتحرير شعبهم. وقد ذهب جمال إلى منقباد تملؤه المثل العليا، ولكنه ورفقائهأصيبوا بخيبة الأمل فقد كان معظم الضباط "عديمي الكفاءة وفاسدين"، ومن هنااتجه تفكيره إلى إصلاح الجيش وتطهيره من الفساد. وقد كتب لصديقه حسنالنشار في ١٩٤١ من جبل الأولياء بالسودان: "على العموم يا حسن أنا مش عارفألاقيها منين واللا منين.. هنا في عملي كل عيبي إني دغرى لا أعرف الملقولا الكلمات الحلوة ولا التمسح بالأذيال.
وفى نهاية عام ١٩٤١ بينما كان "روميل" يتقدم نحو الحدود المصرية الغربيةعاد جمال عبد الناصر إلى مصر ونقل إلى كتيبة بريطانية تعسكر خلف خطوطالقتال بالقرب من العلمين.
ويذكر جمال عبد الناصر: "في هذه المرحلة رسخت فكرة الثورة في ذهني رسوخاًتاماً، أما السبيل إلى تحقيقها فكانت لا تزال بحاجة إلى دراسة، وكنت يومئذلا أزال أتحسس طريقي إلى ذلك، وكان معظم جهدي في ذلك الوقت يتجه إلى تجميععدد كبير من الضباط الشبان الذين أشعر أنهم يؤمنون في قراراتهم بصالحالوطن؛ فبهذا وحده كنا نستطيع أن نتحرك حول محور واحد هو خدمة هذه القضيةالمشتركة".
وأثناء وجوده في العلمين جرت أحداث ٤ فبراير ١٩٤٢ حينما توجه السفيرالبريطاني – "السير مايلز لامسبون" – ليقابل الملك فاروق بسراي عابدين فيالقاهرة بعد أن حاصر القصر بالدبابات البريطانية، وسلم الملك إنذاراًيخيره فيه بين إسناد رئاسة الوزراء إلى مصطفى النحاس مع إعطائه الحق فيتشكيل مجلس وزراء متعاون مع بريطانيا وبين الخلع، وقد سلم الملك بلا قيدولا شرط.
ويذكر جمال عبد الناصر أنه منذ ذلك التاريخ لم يعد شئ كما كان أبداً، فكتبإلى صديقه حسن النشار في ١٦ فبراير ١٩٤٢ يقول: "وصلني جوابك، والحقيقة أنما به جعلني أغلى غلياناً مراً، وكنت على وشك الانفجار من الغيظ، ولكن ماالعمل بعد أن وقعت الواقعة وقبلناها مستسلمين خاضعين خائفين. والحقيقة أنىأعتقد أن الإنجليز كانوا يلعبون بورقة واحده في يدهم بغرض التهديد فقط،ولكن لو كانوا أحسوا أن بعض المصريين ينوون التضحية بدمائهم ويقابلواالقوة بالقوة لانسحبوا كأي امرأة من العاهرات.
أما نحن. أما الجيش فقد كان لهذا الحادث تأثير جديد على الوضع والإحساسفيه، فبعد أن كنت ترى الضباط لا يتكلمون إلا عن النساء واللهو، أصبحوايتكلمون عن التضحية والاستعداد لبذل النفوس في سبيل الكرامة.
خطاب عبد الناصر لحسن النشار يبرز فيه موقفه من أحداث ٤ فبراير ١٩٤٢
وأصبحت تراهم وكلهم ندم لأنهم لم يتدخلوا – مع ضعفهم الظاهر – ويردواللبلاد كرامتها ويغسلوها بالدماء.. ولكن إن غداً لقريب.. حاول البعض بعدالحادث أن يعملوا شئ بغرض الانتقام، لكن كان الوقت قد فات أما القلوبفكلها نار وأسى. عموماً فإن هذه الحركة أو هذه الطعنة ردت الروح إلى بعضالأجساد وعرفتهم أن هناك كرامة يجب أن يستعدوا للدفاع عنها، وكان هذادرساً ولكنه كان درساً قاسياً". (خطاب عبد الناصر لحسن النشار...١٦/٢/١٩٤٢).
ررقى جمال عبد الناصر إلى رتبة اليو**اشى (نقيب) في ٩ سبتمبر ١٩٤٢. وفى ٧فبراير ١٩٤٣ عين مدرساً بالكلية الحربية. ومن قائمة مطالعاته في هذهالفترة يتضح أنه قرأ لكبار المؤلفين العسكريين من أمثال "ليدل هارت"و"كلاوزفيتز"، كما قرأ مؤلفات الساسة والكتاب السياسيين مثل "كرومويل"و"تشرشل". وفى هذه الفترة كان جمال عبد الناصر يعد العدة للالتحاق بمدرسةأركان حرب.
وفى ٢٩ يونيه ١٩٤٤ تزوج جمال عبد الناصر من تحية محمد كاظم – ابنة تاجر منرعايا إيران – كان قد تعرف على عائلتها عن طريق عمه خليل حسين، وقد أنجبابنتيه هدى ومنى وثلاثة أبناء هم خالد وعبد الحميد وعبد الحكيم. لعبت تحيةدوراً هاماً في حياته خاصة في مرحلة الإعداد للثورة واستكمال خلايا تنظيمالضباط الأحرار، فقد تحملت أعباء أسرته الصغيرة - هدى ومنى - عندما كان فيحرب فلسطين، كما ساعدته في إخفاء السلاح حين كان يدرب الفدائيين المصريينللعمل ضد القاعدة البريطانية في قناة السويس في ١٩٥١، ١٩٥٢.
تنظيم الضباط الأحرار:
شهد عام ١٩٤٥ انتهاء الحرب العالمية الثانية وبداية حركة الضباط الأحرار،ويقول جمال عبد الناصر في حديثة إلى "دافيد مورجان": "وقد ركزت حتى ١٩٤٨على تأليف نواة من الناس الذين بلغ استياؤهم من مجرى الأمور في مصر مبلغاستيائي، والذين توفرت لديهم الشجاعة الكافية والتصميم الكافي للإقدام علىالتغيير اللازم. وكنا يومئذ جماعة صغيرة من الأصدقاء المخلصين نحاول أننخرج مثلنا العليا العامة في هدف مشترك وفى خطة مشتركة".
وعقب صدور قرار تقسيم فلسطين في سبتمبر ١٩٤٧ عقد الضباط الأحرار اجتماعاًواعتبروا أن اللحظة جاءت للدفاع عن حقوق العرب ضد هذا الانتهاك للكرامةالإنسانية والعدالة الدولية، واستقر رأيهم على مساعدة المقاومة في فلسطين.
وفى اليوم التالي ذهب جمال عبد الناصر إلى مفتى فلسطين الذي كان لاجئاًيقيم في مصر الجديدة فعرض عليه خدماته وخدمات جماعته الصغيرة كمدربينلفرقة المتطوعين وكمقاتلين معها. وقد أجابه المفتى بأنه لا يستطيع أن يقبلالعرض دون موافقة الحكومة المصرية. وبعد بضعة أيام رفض العرض فتقدم بطلبإجازة حتى يتمكن من الانضمام إلى المتطوعين، لكن قبل أن يبت في طلبه أمرتالحكومة المصرية الجيش رسمياً بالاشتراك في الحرب. فسافر جمال إلى فلسطينفي ١٦ مايو ١٩٤٨، بعد أن كان قد رقى إلى رتبة صاغ (رائد) في أوائل عام١٩٤٨.
لقد كان لتجربة حرب فلسطين آثاراً بعيدة على جمال عبد الناصر فعلى حدقولة: "فلم يكن هناك تنسيق بين الجيوش العربية، وكان عمل القيادة على أعلىمستوى في حكم المعدوم، وتبين أن أسلحتنا في كثير من الحالات أسلحة فاسدة،وفى أوج القتال صدرت الأوامر لسلاح المهندسين ببناء شاليه للاستجمام فيغزه للملك فاروق.
وقد بدا أن القيادة العليا كانت مهمتها شيئاً واحداً هو احتلال أوسع رقعةممكنة من الأرض بغض النظر عن قيمتها الإستراتيجية، وبغض النظر عما إذاكانت تضعف مركزنا العام في القدرة على إلحاق الهزيمة بالعدو خلال المعركةأم لا.
وقد كنت شديد الاستياء من ضباط الفوتيلات أو محاربي المكاتب الذين لم تكن لديهم أية فكرة عن ميادين القتال أو عن آلام المقاتلين.
وجاءت القطرة الأخيرة التي طفح بعدها الكيل حين صدرت الأوامر إلىّ بأنأقود قوة من كتيبة المشاة السادسة إلى عراق سويدان التي كان الإسرائيليونيهاجمونها، وقبل أن أبدأ في التحرك نشرت تحركاتنا كاملة في صحف القاهرة.ثم كان حصار الفالوجا الذي عشت معاركه؛ حيث ظلت القوات المصرية تقاوم رغمأن القوات الإسرائيلية كانت تفوقها كثيراً من ناحية العدد حتى انتهت الحرببالهدنة التي فرضتها الأمم المتحدة " في ٢٤ فبراير ١٩٤٩.
وقد جرح جمال عبد الناصر مرتين أثناء حرب فلسطين ونقل إلى المستشفى.ونظراً للدور المتميز الذي قام به خلال المعركة فإنه منح نيشان "النجمةالعسكرية" في عام ١٩٤٩.
وبعد رجوعه إلى القاهرة أصبح جمال عبد الناصر واثقاً أن المعركة الحقيقيةهي في مصر، فبينما كان ورفاقه يحاربون في فلسطين كان السياسيون المصريونيكدسون الأموال من أرباح الأسلحة الفاسدة التي اشتروها رخيصة وباعوهاللجيش.
وقد أصبح مقتنعاً أنه من الضروري تركيز الجهود لضرب أسرة محمد على؛ فكانالملك فاروق هو هدف تنظيم الضباط الأحرار منذ نهاية ١٩٤٨ وحتى ١٩٥٢.
ووقد كان في نية جمال عبد الناصر القيام بالثورة في ١٩٥٥، لكن الحوادث أملت عليه قرار القيام بالثورة
وقد انضم جمال عبد الناصر في هذا الوقت إلى وفود الطلبة التي كانت تسعىإلى بيوت الزعماء تطلب منهم أن يتحدوا من أجل مصر، وقد تألفت الجبهةالوطنية سنة ١٩٣٦ بالفعل على أثر هذه الجهود.
وقد كتب جمال في فترة الفوران هذه خطاباً إلى حسن النشار في ٢ سبتمبر ١٩٣٥قال فيه: "يقول الله تعالى: وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة، فأين تلك القوةالتي نستعد بها لهم؛ إن الموقف اليوم دقيق ومصر في موقف أدق...".
ووصف جمال عبد الناصر شعوره في كتاب "فلسفة الثورة" فقال: "وفى تلك الأيامقدت مظاهرة في مدرسة النهضة، وصرخت من أعماقي بطلب الاستقلال التام، وصرخورائي كثيرون، ولكن صراخنا ضاع هباء وبددته الرياح أصداء واهية لا تحركالجبال ولا تحطم الصخور".
إلا أن اتحاد الزعماء السياسيين على كلمة واحدة كان فجيعة لإيمان جمال عبدالناصر، على حد تعبيره في كتاب "فلسفة الثورة"، فإن الكلمة الواحدة التياجتمعوا عليها كانت معاهدة ١٩٣٦ التي قننت الاحتلال، فنصت على أن تبقى فيمصر قواعد عسكرية لحماية وادي النيل وقناة السويس من أي اعتداء، وفى حالوقوع حرب تكون الأراضي المصرية بموانيها ومطاراتها وطرق مواصلاتها تحتتصرف بريطانيا، كما نصت المعاهدة على بقاء الحكم الثنائي في السودان.
وكان من نتيجة النشاط السياسي المكثف لجمال عبد الناصر في هذه الفترة الذيرصدته تقارير البوليس أن قررت مدرسة النهضة فصله بتهمة تحريضه الطلبة علىالثورة، إلا أن زملائه ثاروا وأعلنوا الإضراب العام وهددوا بحرق المدرسةفتراجع ناظر المدرسة في قراره.
ومنذ المظاهرة الأولى التي اشترك فيها جمال عبد الناصر بالإسكندرية شغلتالسياسة كل وقته، وتجول بين التيارات السياسية التي كانت موجودة في هذاالوقت فانضم إلى مصر الفتاة لمدى عامين، ثم انصرف عنها بعد أن اكتشف أنهالا تحقق شيئاً، كما كانت له اتصالات متعددة بالإخوان المسلمين إلا أنه قدعزف عن الانضمام لأي من الجماعات أو الأحزاب القائمة لأنه لم يقتنع بجدوىأياً منها ،"فلم يكن هناك ح** مثالي يضم جميع العناصر لتحقيق الأهدافالوطنية".
كذلك فإنه وهو طالب في المرحلة الثانوية بدأ الوعي العربي يتسلل إلىتفكيره، فكان يخرج مع زملائه كل عام في الثاني من شهر نوفمبر احتجاجاً علىوعد "بلفور" الذي منحت به بريطانيا لليهود وطناً في فلسطين على حسابأصحابه الشرعيين.
جمال عبد الناصر ضابطاً:
عبد الناصر وهو فى طالب فى الكلية الحربية بعد ان انتقل اليها من كلية الحقوق
لما أتم جمال عبد الناصر دراسته الثانوية وحصل على البكالوريا في القسمالأدبي قرر الالتحاق بالجيش، ولقد أيقن بعد التجربة التي مر بها في العملالسياسي واتصالاته برجال السياسة والأحزاب التي أثارت اشمئزازه منهم أنتحرير مصر لن يتم بالخطب بل يجب أن تقابل القوة بالقوة والاحتلال العسكريبجيش وطني.
تقدم جمال عبد الناصر إلى الكلية الحربية فنجح في الكشف الطبي ولكنه سقطفي كشف الهيئة لأنه حفيد فلاح من بني مر وابن موظف بسيط لا يملك شيئاً،ولأنه اشترك في مظاهرات ١٩٣٥، ولأنه لا يملك واسطة.
ولما رفضت الكلية الحربية قبول جمال، تقدم في أكتوبر ١٩٣٦ إلى كلية الحقوقفي جامعة القاهرة ومكث فيها ستة أشهر إلى أن عقدت معاهدة ١٩٣٦ واتجهتالنية إلى زيادة عدد ضباط الجيش المصري من الشباب بصرف النظر عن طبقتهمالاجتماعية أو ثروتهم، فقبلت الكلية الحربية دفعة في خريف ١٩٣٦ وأعلنتوزارة الحربية عن حاجتها لدفعة ثانية، فتقدم جمال مرة ثانية للكليةالحربية ولكنه توصل إلى مقابلة وكيل وزارة الحربية اللواء إبراهيم خيريالذي أعجب بصراحته ووطنيته وإصراره على أن يصبح ضابطاً فوافق على دخوله فيالدورة التالية؛ أي في مارس ١٩٣٧.
لقد وضع جمال عبد الناصر أمامه هدفاً واضحاً في الكلية الحربية وهو "أنيصبح ضابطاً ذا كفاية وأن يكتسب المعرفة والصفات التي تسمح له بأن يصبحقائداً"، وفعلاً أصبح "رئيس فريق"، وأسندت إليه منذ أوائل ١٩٣٨ مهمة تأهيلالطلبة المستجدين الذين كان من بينهم عبد الحكيم عامر. وطوال فترة الكليةلم يوقع على جمال أي جزاء، كما رقى إلى رتبة أومباشى طالب.
الملازم ثان عبد الناصر
تخرج جمال عبد الناصر من الكلية الحربية بعد مرور ١٧ شهراً، أي في يوليه١٩٣٨، فقد جرى استعجال تخريج دفعات الضباط في ذلك الوقت لتوفير عدد كافيمن الضباط المصريين لسد الفراغ الذي تركه انتقال القوات البريطانية إلىمنطقة قناة السويس.
وقد كانت مكتبة الكلية الحربية غنية بالكتب القيمة، فمن لائحة الاستعارةتبين أن جمال قرأ عن سير عظماء التاريخ مثل "بونابرت" و"الإسكندر"و"جاليباردى" و"بسمارك" و"مصطفى كمال أتاتورك" و"هندنبرج" و"تشرشل"و"فوش". كما قرأ الكتب التي تعالج شئون الشرق الأوسط والسودان ومشكلاتالدول التي على البحر المتوسط والتاريخ العسكري. وكذلك قرأ عن الحربالعالمية الأولى وعن حملة فلسطين، وعن تاريخ ثورة ١٩١٩.(الكتب التى كانيقرأها عبد الناصر فى الكلية الحربية).
التحق جمال عبد الناصر فور تخرجه بسلاح المشاة ونقل إلى منقباد في الصعيد،وقد أتاحت له إقامته هناك أن ينظر بمنظار جديد إلى أوضاع الفلاحين وبؤسهم.وقد التقى في منقباد بكل من زكريا محيى الدين وأنور السادات.
وفى عام ١٩٣٩ طلب جمال عبد الناصر نقله إلى السودان، فخدم في الخرطوم وفىجبل الأولياء، وهناك قابل زكريا محيى الدين وعبد الحكيم عامر. وفى مايو١٩٤٠ رقى إلى رتبة الملازم أول.
عبد الناصر مع الحامية المصرية بالسودان
لقد كان الجيش المصري حتى ذلك الوقت جيشاً غير مقاتل، وكان من مصلحةالبريطانيين أن يبقوه على هذا الوضع، ولكن بدأت تدخل الجيش طبقة جديدة منالضباط الذين كانوا ينظرون إلى مستقبلهم في الجيش كجزء من جهاد أكبرلتحرير شعبهم. وقد ذهب جمال إلى منقباد تملؤه المثل العليا، ولكنه ورفقائهأصيبوا بخيبة الأمل فقد كان معظم الضباط "عديمي الكفاءة وفاسدين"، ومن هنااتجه تفكيره إلى إصلاح الجيش وتطهيره من الفساد. وقد كتب لصديقه حسنالنشار في ١٩٤١ من جبل الأولياء بالسودان: "على العموم يا حسن أنا مش عارفألاقيها منين واللا منين.. هنا في عملي كل عيبي إني دغرى لا أعرف الملقولا الكلمات الحلوة ولا التمسح بالأذيال.
وفى نهاية عام ١٩٤١ بينما كان "روميل" يتقدم نحو الحدود المصرية الغربيةعاد جمال عبد الناصر إلى مصر ونقل إلى كتيبة بريطانية تعسكر خلف خطوطالقتال بالقرب من العلمين.
ويذكر جمال عبد الناصر: "في هذه المرحلة رسخت فكرة الثورة في ذهني رسوخاًتاماً، أما السبيل إلى تحقيقها فكانت لا تزال بحاجة إلى دراسة، وكنت يومئذلا أزال أتحسس طريقي إلى ذلك، وكان معظم جهدي في ذلك الوقت يتجه إلى تجميععدد كبير من الضباط الشبان الذين أشعر أنهم يؤمنون في قراراتهم بصالحالوطن؛ فبهذا وحده كنا نستطيع أن نتحرك حول محور واحد هو خدمة هذه القضيةالمشتركة".
وأثناء وجوده في العلمين جرت أحداث ٤ فبراير ١٩٤٢ حينما توجه السفيرالبريطاني – "السير مايلز لامسبون" – ليقابل الملك فاروق بسراي عابدين فيالقاهرة بعد أن حاصر القصر بالدبابات البريطانية، وسلم الملك إنذاراًيخيره فيه بين إسناد رئاسة الوزراء إلى مصطفى النحاس مع إعطائه الحق فيتشكيل مجلس وزراء متعاون مع بريطانيا وبين الخلع، وقد سلم الملك بلا قيدولا شرط.
ويذكر جمال عبد الناصر أنه منذ ذلك التاريخ لم يعد شئ كما كان أبداً، فكتبإلى صديقه حسن النشار في ١٦ فبراير ١٩٤٢ يقول: "وصلني جوابك، والحقيقة أنما به جعلني أغلى غلياناً مراً، وكنت على وشك الانفجار من الغيظ، ولكن ماالعمل بعد أن وقعت الواقعة وقبلناها مستسلمين خاضعين خائفين. والحقيقة أنىأعتقد أن الإنجليز كانوا يلعبون بورقة واحده في يدهم بغرض التهديد فقط،ولكن لو كانوا أحسوا أن بعض المصريين ينوون التضحية بدمائهم ويقابلواالقوة بالقوة لانسحبوا كأي امرأة من العاهرات.
أما نحن. أما الجيش فقد كان لهذا الحادث تأثير جديد على الوضع والإحساسفيه، فبعد أن كنت ترى الضباط لا يتكلمون إلا عن النساء واللهو، أصبحوايتكلمون عن التضحية والاستعداد لبذل النفوس في سبيل الكرامة.
خطاب عبد الناصر لحسن النشار يبرز فيه موقفه من أحداث ٤ فبراير ١٩٤٢
وأصبحت تراهم وكلهم ندم لأنهم لم يتدخلوا – مع ضعفهم الظاهر – ويردواللبلاد كرامتها ويغسلوها بالدماء.. ولكن إن غداً لقريب.. حاول البعض بعدالحادث أن يعملوا شئ بغرض الانتقام، لكن كان الوقت قد فات أما القلوبفكلها نار وأسى. عموماً فإن هذه الحركة أو هذه الطعنة ردت الروح إلى بعضالأجساد وعرفتهم أن هناك كرامة يجب أن يستعدوا للدفاع عنها، وكان هذادرساً ولكنه كان درساً قاسياً". (خطاب عبد الناصر لحسن النشار...١٦/٢/١٩٤٢).
ررقى جمال عبد الناصر إلى رتبة اليو**اشى (نقيب) في ٩ سبتمبر ١٩٤٢. وفى ٧فبراير ١٩٤٣ عين مدرساً بالكلية الحربية. ومن قائمة مطالعاته في هذهالفترة يتضح أنه قرأ لكبار المؤلفين العسكريين من أمثال "ليدل هارت"و"كلاوزفيتز"، كما قرأ مؤلفات الساسة والكتاب السياسيين مثل "كرومويل"و"تشرشل". وفى هذه الفترة كان جمال عبد الناصر يعد العدة للالتحاق بمدرسةأركان حرب.
وفى ٢٩ يونيه ١٩٤٤ تزوج جمال عبد الناصر من تحية محمد كاظم – ابنة تاجر منرعايا إيران – كان قد تعرف على عائلتها عن طريق عمه خليل حسين، وقد أنجبابنتيه هدى ومنى وثلاثة أبناء هم خالد وعبد الحميد وعبد الحكيم. لعبت تحيةدوراً هاماً في حياته خاصة في مرحلة الإعداد للثورة واستكمال خلايا تنظيمالضباط الأحرار، فقد تحملت أعباء أسرته الصغيرة - هدى ومنى - عندما كان فيحرب فلسطين، كما ساعدته في إخفاء السلاح حين كان يدرب الفدائيين المصريينللعمل ضد القاعدة البريطانية في قناة السويس في ١٩٥١، ١٩٥٢.
تنظيم الضباط الأحرار:
شهد عام ١٩٤٥ انتهاء الحرب العالمية الثانية وبداية حركة الضباط الأحرار،ويقول جمال عبد الناصر في حديثة إلى "دافيد مورجان": "وقد ركزت حتى ١٩٤٨على تأليف نواة من الناس الذين بلغ استياؤهم من مجرى الأمور في مصر مبلغاستيائي، والذين توفرت لديهم الشجاعة الكافية والتصميم الكافي للإقدام علىالتغيير اللازم. وكنا يومئذ جماعة صغيرة من الأصدقاء المخلصين نحاول أننخرج مثلنا العليا العامة في هدف مشترك وفى خطة مشتركة".
وعقب صدور قرار تقسيم فلسطين في سبتمبر ١٩٤٧ عقد الضباط الأحرار اجتماعاًواعتبروا أن اللحظة جاءت للدفاع عن حقوق العرب ضد هذا الانتهاك للكرامةالإنسانية والعدالة الدولية، واستقر رأيهم على مساعدة المقاومة في فلسطين.
وفى اليوم التالي ذهب جمال عبد الناصر إلى مفتى فلسطين الذي كان لاجئاًيقيم في مصر الجديدة فعرض عليه خدماته وخدمات جماعته الصغيرة كمدربينلفرقة المتطوعين وكمقاتلين معها. وقد أجابه المفتى بأنه لا يستطيع أن يقبلالعرض دون موافقة الحكومة المصرية. وبعد بضعة أيام رفض العرض فتقدم بطلبإجازة حتى يتمكن من الانضمام إلى المتطوعين، لكن قبل أن يبت في طلبه أمرتالحكومة المصرية الجيش رسمياً بالاشتراك في الحرب. فسافر جمال إلى فلسطينفي ١٦ مايو ١٩٤٨، بعد أن كان قد رقى إلى رتبة صاغ (رائد) في أوائل عام١٩٤٨.
لقد كان لتجربة حرب فلسطين آثاراً بعيدة على جمال عبد الناصر فعلى حدقولة: "فلم يكن هناك تنسيق بين الجيوش العربية، وكان عمل القيادة على أعلىمستوى في حكم المعدوم، وتبين أن أسلحتنا في كثير من الحالات أسلحة فاسدة،وفى أوج القتال صدرت الأوامر لسلاح المهندسين ببناء شاليه للاستجمام فيغزه للملك فاروق.
وقد بدا أن القيادة العليا كانت مهمتها شيئاً واحداً هو احتلال أوسع رقعةممكنة من الأرض بغض النظر عن قيمتها الإستراتيجية، وبغض النظر عما إذاكانت تضعف مركزنا العام في القدرة على إلحاق الهزيمة بالعدو خلال المعركةأم لا.
وقد كنت شديد الاستياء من ضباط الفوتيلات أو محاربي المكاتب الذين لم تكن لديهم أية فكرة عن ميادين القتال أو عن آلام المقاتلين.
وجاءت القطرة الأخيرة التي طفح بعدها الكيل حين صدرت الأوامر إلىّ بأنأقود قوة من كتيبة المشاة السادسة إلى عراق سويدان التي كان الإسرائيليونيهاجمونها، وقبل أن أبدأ في التحرك نشرت تحركاتنا كاملة في صحف القاهرة.ثم كان حصار الفالوجا الذي عشت معاركه؛ حيث ظلت القوات المصرية تقاوم رغمأن القوات الإسرائيلية كانت تفوقها كثيراً من ناحية العدد حتى انتهت الحرببالهدنة التي فرضتها الأمم المتحدة " في ٢٤ فبراير ١٩٤٩.
وقد جرح جمال عبد الناصر مرتين أثناء حرب فلسطين ونقل إلى المستشفى.ونظراً للدور المتميز الذي قام به خلال المعركة فإنه منح نيشان "النجمةالعسكرية" في عام ١٩٤٩.
وبعد رجوعه إلى القاهرة أصبح جمال عبد الناصر واثقاً أن المعركة الحقيقيةهي في مصر، فبينما كان ورفاقه يحاربون في فلسطين كان السياسيون المصريونيكدسون الأموال من أرباح الأسلحة الفاسدة التي اشتروها رخيصة وباعوهاللجيش.
وقد أصبح مقتنعاً أنه من الضروري تركيز الجهود لضرب أسرة محمد على؛ فكانالملك فاروق هو هدف تنظيم الضباط الأحرار منذ نهاية ١٩٤٨ وحتى ١٩٥٢.
ووقد كان في نية جمال عبد الناصر القيام بالثورة في ١٩٥٥، لكن الحوادث أملت عليه قرار القيام بالثورة
رد: جمال عبد الناصر
مرسى يا تيجر
tota- الادارة العامة
-
1915
العمر : 36
المهنة :
الهوايات :
المساهمات : 917
السٌّمعَة : 11
تاريخ التسجيل : 30/06/2008
رد: جمال عبد الناصر
تسلمى على مرورك و على تواجدك على مواضيعى التاريخيه
و اتمنى اكون ضفت جديد الى معلوماتك
و شكر على تواجدك
و اتمنى اكون ضفت جديد الى معلوماتك
و شكر على تواجدك
laila- عضو ملكى
-
6168
العمر : 37
المهنة :
الهوايات :
المساهمات : 7340
السٌّمعَة : 9
تاريخ التسجيل : 11/06/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الخميس 18 أبريل - 21:24 من طرف b7ar
» بشرة نضرة فى اسبوع
الخميس 18 أبريل - 21:23 من طرف b7ar
» اهمية العناية بالاظافر
الخميس 18 أبريل - 21:22 من طرف b7ar
» أفضل خلطة للتبييض
الخميس 18 أبريل - 21:17 من طرف b7ar
» نفسى جوزى يبقى رومانسى
الخميس 18 أبريل - 20:29 من طرف b7ar
» كيف تجعلين زوجك منجذب اليك دائما ؟
الخميس 18 أبريل - 20:27 من طرف b7ar
» أســــــباب تشد الرجل لمراته !!!
الخميس 18 أبريل - 20:20 من طرف b7ar
» اهم 10 خطوات لتصبحي زوجة مثالية
الخميس 18 أبريل - 20:18 من طرف b7ar
» الرقص وسحره على الزوج
الخميس 18 أبريل - 20:17 من طرف b7ar
» ازاى تدلعى جوزك
الخميس 18 أبريل - 20:15 من طرف b7ar