أدب الأطفال لتنمية السلوك الاجتماعي لدى الطفل وبناء شخصيته المستقبلية

أدب الأطفال لتنمية السلوك الاجتماعي لدى الطفل وبناء شخصيته المستقبلية



الطفولة هي المرحلة التي يمر بها الكائن البشري من الميلاد وإلى سن الثانية عشر تقريباً وتتميز بأنها تتسم بالمرونة والقابلية وهي مرحلة للتربية والتعليم وفيها يكتسب الطفل العادات والمهارات والاتجاهات العقلية والاجتماعية والحسية . فالطفولة هي مرحلة من مراحل تطور حياة الإنسان ويتحول خلالها الفرد من كل عضو إلى كائن اجتماعي ليستطيع التكيف مع الحياة الاجتماعية

ويتم ذلك نتيجة سلسلة متداخلة من التغيرات التطورية تحدث في نظم معين وفي تتابع زمني خاص .‏

إن الحياة هي جملة من الحلقات المتصلة والمتداخلة , أما النمو فهو عملية مستمرة , لهذا يصعب تمييز نهاية كل مرحلة في بداية المراحل التي تليها كما أن لكل مرحلة سماتها الخاصة بها , تتأثر بما سبقها من مراحل كما تؤثر في مايليها من مراحل أخرى وفي الحقيقة أن مرحلة الطفولة تمثل الأساس الذي يعتمد عليه كل مايتلوها من مراحل النمو في المستقبل وفيها يتم إرساء الأساس الذي يقوم عليه بنيان شخصية الطفل ومايتضمنه هذا البنيان من قيم واتجاهات تحدد نوعية سلوكه وطريقته في مستقبل حياته وبالتالي مواطناً يعيش في مجتمع معين .‏

كيف يمكن تقسيم الطفولة إلى مراحل‏

اختلف العلماء حول مسألة تقسيم الطفولة إلى عدة مراحل واختلفت التسميات بهذا الشأن إلا أنه لابد لنا من أن نتوصل لتقسيم أقرب إلى المثال في تجزئ هذه المرحلة من حياة الانسان والأدب المقدم إلى هذه الفئات العمرية كل على حدا فالأدب المقدم إلى طفل في مرحلة الخيال المحدد يختلف عن الأدب المقدم لطفل قد تجاوز هذه المراحل أجمع اصولاً إلى المرحلة المراهقة المبكرة أو المرحلة المثالية .‏

المرحلة الأولى من » 3-5 سنوات «‏

مرحلة الواقعية والخيال المحدود‏

عالم الطفل في المرحلة ضيق فهو ينحصر في الأب والأم والأخوة وبعض المعارف والأقارب والجيران وتعد هذه المرحلة من أهم مراحل تكوين الشخصية وحياة الطفل تبدأ بعلاقات عضوية أساسية ترتبط بالأم سرعان ماتتحول لعلاقات نفسية تحقق للطفل حاجته للشعور » بالدفء والشعور بالأمان والأمن والطمأنينة والشعور بالتقدير « ..‏

فالطفل يثير يومياً نحو 300 سؤال على الأقل عن الشؤون المعلقة بالبيئة التي يعيش فيها ويضيف حوالي 500 - 600 كلمة سنوياً إلى المفردات التي يعرفيها وقيل بهذه المرحلة الطفل يميل بشدة إلى المحاكمة والتقليد والتمثيل لكل مايرى ويسمع وهذه المرحلة هي مرحلة اللعب ولهذا اهتمت التربية بها واستخدمتها وسيلة من وسائلها بتربية الأطفال وتعليمهم وحين يبلغ سن المدرسة يكون قد امتلك عدة الحديث والفهم كما يستطيع صوغ العبارات والجمل والتراكيب التي تحمل أداءه من معان تتفق مع نضجه وخبراته ومن وحي الخصائص التي يتصف بها الأطفال بهده المرحلة يتحدد شكل الأدب المقدم لهم ومضمونه وهنا يغلب على الطفل الخيال التوهمي حيث يعتقد أن الجماد يتكلم معه مما يلقي ضوءاً على وسيط عرض القيم حيث يميل للحيوان أو الأشياء الأخرى أكثر من الانسان .‏

المرحلة الثانية من » 6-8 سنوات «‏

مرحلة الخيال المطلق :‏

في هذه المرحلة يتحول الطفل من الخيال المحدود ببيئته إلى الواقعية في خيالاته غير المحدودة وهنا على أدب الطفل أن يعنى بتنميةالسلوك الاجتماعي لدى الأطفال ومساعدتهم على تنظيم التعاون والعمل مع المشترك وهنا تتبلور لديهم بهذه المرحلة قيم أخلاقية ومبادئ اجتماعية عبر تعلمهم مع الآخرين وكذلك يظهر ولع للطفل بالقصص الخالية التي تخرج في مضامينها عن محيطه وعالمه بهذه المرحلة يلتحق الطفل بالمدرسة الابتدائية ويشرع في تعلم نوع جديد من لغته وهي اللغة البصرية , لغة الكتابة والتدوين وقراءة المكتوب وهنا يتأثر بالكبار ويميل لسماع الحكايات الخرافية ويتجاوز الأطفال الأخيلة الإلهاميه إلى لون ابداعي يهدف إلى غاية عملية تجعلهم يتشوقون إلى الصور الذهنية غير العقدة التي يرسمها في مخيلتهم أو المقالة أو المسرحية أو القصصية أو الأغنية ... والتي تنقلهم لآفاق بعيدة خارج حدد معارفهم .‏

المرحلة الثالثة من » 8-12 سنة «‏

مرحلة البطولة والمغامرة :‏

وهي مرحلة الانتقال من الواقعية والخيال إلى مرحلة هي أقرب للواقع فالطفل يهتم بالحقائق ويميل للمغامرة , فالأطفال يحبون الظهور ويقلدون في حركاتهم من يعجبون بهم ويميلون للتمثيل كما يبدون اهتماماً بالمسائل التاريخية والحقائق العلمية فيستطيع الطفل أن يحفظ الحوادث التاريخية والحقائق العلمية والالفاظ والعبارات والأناشيد والأغاني ومايناسبه من مقتطفات الشعر والنثر وتعتبر سن التاسعة أفضل سن يستطيع خلالها استيعاب مايقدم له من معلومات , كما ينبغي اختيار المواد والمعلومات التي يجب اعطاؤها للأطفال في هذا السن اختياراً دقيقاً إذ إنه ليس من المهم تعليم الطفل بقدر ما تكمن الأمية في تلقينه فعلاً كيفية التعلم وماذا سيتعلم ويميل الأطفال بهذه السن للقراءة للإجابة عن مئات الأسئلة التي تدور في عقولهم ويميلون لقراءة قصص البطولة وهنا يمكن استغلال هذه الرغبة في الأسئلة التي تدور في عقولهم ويميلون لقراءة قصص البطولة وهنا يمكن استغلال هذه الرغبة في تعريفهم بالبطولات القومية والامجاد الوطنية التي يفخر بها المجتمع .‏

المرحلة المثالية من » 12 -15 سنة « :‏

هنا يبدأ الطفل بتجاوز حياة الطفولة , أي أنه ينتقل من مرحلة تتصف بالاستقرار العاطفي النسبي إلى مرحلة دقيقة شديدة الحساسية حيث يشغف الأطفال في هذه المرحلة بالقصص التي تمتزج فيها المغامرة بالعاطفة وتقل فيها الواقعية لذا سميت هذه الفترة بالمثالية وأدب الأطفال لايعنى بالمعلومات والحقائق وحدها مثلما تفعل أكثر المناهج الدراسية لأن أي لون من ألوان الأدب لم يكن حقائق ومعلومات فحسب . ومن الملاحظ أن الحقائق والمعلومات المقدمة للأطفال لاتعني شيئاً في حد ذاتها إذ لم تسهم في بناء شخصيات الأطفال وتدفعهم للتفكير والتأمل بل إن أخطر المعلومات والحقائق قد لاتثير الأطفال إذا لم تقدم لهم بكيفية مناسبة ... ولكن يمكن لأدب الأطفال أن تتحدد أهدافه بهذه المرحلة .. مرحلة المراهقة وماقبلها في اشباع حاجات الأطفال وفي توجيههم توجيهاً نفسياً واجتماعياً