قمر انسلادوس واكتشاف مذهل

بسم الله الرحمن الرحيم

و صـلى الله وسلـم على المصطـفى الأمين

السـلام عليكم ورحمـة الله و بركــاته

أهــــــــلا و سهــلا بكم





قدمت الصور المقربة التي التقطت لمنطقة القطب الجنوبي حيث تندفع الى الفضاء نوافير من بخار الماء و الجسيمات الثلجية من فجوات بين شقوق سطح القمر الشهيرة التي تشه "خطوط النمر" لعلماء الفلك أدلة باهرة على حركة تكتونية تشبه مثيلتها على كوكبنا. و هو ما جعل العلماء يتوصلون لتصور جديد عما يحصل بين شقوق القمر وكشف آخر البيانات حول عملية التصعد plume -و هو سحابة هائلة من بخار الماء وجسيمات تغذيها النوافير و تمتد إلى الفضاء- أنه يتباين مع الزمن وانه يخلف تأثيرات واسعة النطاق على المجال المغناطيسي لكوكب زحل.

تقول كارولين بروكو، قائدة فريق التصوير المركبة كاسيني في معهد علوم الفضاء في بولدر بولاية كولورادو:" من بين كل العوالم الجيولوجية في منظمة زحل التي اكتشفتها المركبة كاسيني، لا يوجد مكان مثير و ينطوي على تداعيات علمية مهمة مثل منطقة القطب الجنوبي للقمر إنسلادوس".



وكانت الصور كشفت أن سطح إنسلادوس يتشقق و يتمدد تماما مثلما يحدث مع قاع المحيطات على الأرض عندما يتمدد مكونا قشرة جديدة.



و تعزز البيانات الجديدة اعتقادا سابقا لدى علماء ناسا بأن إنسلادوس يضم محيطات مائية تحتسطحية. و تقول بروكر:"إن الأدلة تتجمع الواحد تلو الآخر على ان هناك مياها سائلة على القمر إنسلادوس".



و على الأرض يحدث التباعد عند أعراف (جبال)منتصف المحيط :

Mid-Oceanic Ridges ، وتعرف أحيانا بحيود منتصف المحيط وهي سلسلة جبال مرتفعة في قاع المحيط و في منتصفه و تمتد بطوله و ترتفع نحو ثلاثة كيلوميترات عن قاع المحيط و يصل عرضها إلى أكثر من2000 كلم، و يعد اكتشافها احد أعظم الاكتشافات العلمية في القرن العشرين،و أصبحت عنصرا أساسيا في نظرية تكتونيات الصفائح Plate tectonics . وحسب نظرية الصفائح

التكتونية ينقسم الغلاف الصخري للأرض Lithosphere إلى صفائح Plate

تسمى بالصفائح التكتونية أو الألواح التكتونية. و تطفو تلك الصفائح التكتونية فوق طبقة الأنيثنوسفير asthenosphere المنصهرة. ويتغير حجم ومكان هذه الصفائح مع الزمن و طبقا لهذه النظرية يقسم سطح الأرض الى 12 صفيحة رئيسية و العديد من الصفائح الثانوية. أما الحركات التكتونية فهي حركات باطنية يتعرض لها الغلاف الصخري للأرض نتيجة لتمدد القشرة و تتسبب في نشأة الأشكال التضاريسية الكبرى وتصنف إلى حركات بطيئة ( التواءات وانكسارات)

و حركات سريعة(الزلازل و البراكين).

رصدت المركبة كاسيني شيئا مشابها تماما على سطح إنسلادوس. فسطح هذا القمر الثلجي الأبيض مليء بالشقوق ـ خطوط النمرـ عند قطبه الجنوبي. وتقابل خطوط النمر على سطح إنسلادوس أعراف منتصف المحيط على الأرض.

و استخدم د. بول هلفنستين خرائط كمبيوترية للمنطقة لإعادة رسم تاريخ خطوط النمر، و اخذ يحرك الشقوق متباعدة على شاشة الكمبيوتر حتى تطابقت تدريجيا مع وضعها الراهن.

و اكتشف أن أقساما من الشقوق قد انتقلت من مكانها الأصلي.

يقول بول هلفنستين الاستاذ بجامعة كورنيل في نيويورك و عضو في فريق تصوير كاسيني:"القشرة الجليدية لإنسلادوس تتمدد تماما كما يحدث للقشرة الأرضية لكن مع فاق مثيرــ أن تمدد قشرة إنسلادوس يحدث تقريبا في اتجاه واحد مثل حزام ناقل للحركة. و التمدد اللامتساوق من هذا النوع أمر غير طبيعي على كوكب الأرض وهو غير مفهوم حتى الآن".

و يضيف:" قشرة إنسلادوس تتمدد على نحو غير متساوق ونحن لسنا متأكدين من الآليات الجيولوجية التي تتحكم في هذا التمدد، لكننا رصدنا نماذج للتشعبات و التباعدات وانبثاق الجبال تشبه كثيرا ما نعرفه على كوكب الارض وهو ما يفترض ان العملية ترتبط بالحرارة و تيارات الحمل التحتسطحية".

و على كوكبنا فان تمدد قاع المحيط تحركه تيارات الحمل التحتسطحية المتولدة عن الطيقة المنصهرة في باطن الأرض. و على القمر إنسلادوس يتوقع العلماء ان يكون محرك تيارات الحمل هو سائلا وربما يكون المياه و هو ما سيجعل القمار إنسلادوس احد أكثر الأهداف إثارة للمهمات الفضائية القادمة.
منقول

معلمومة جميلة
اشكرك ياديد

من تميز الى تميز ان شاء الله

شكرا ع ردودكوا
ساره وجنه