المواضيع الأخيرة
بحـث
قاموس عربي<> انجليزى
قاموس ترجمة ثنائي اللغة |
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 142 عُضو.آخر عُضو مُسجل هو roko فمرحباً به.
أعضاؤنا قدموا 28436 مساهمة في هذا المنتدى في 4810 موضوع
مأساة مريم ( قصة حقيقية ) سأرويها لكم على حلقات
صفحة 1 من اصل 2
صفحة 1 من اصل 2 • 1, 2
مأساة مريم ( قصة حقيقية ) سأرويها لكم على حلقات
بسم الله الرحمن الرحيم
****هذه القصة حقيقية و حدثت منذ أكثر من سبعون عاما في ايران ****
****الجزء الأول ****
أنا مريم و من عائله محافظة و من عائلة كبيرة و مهمه زمان في ايران عندي أختين الأولى ليلى و هي متزوجة و مخلفة ولد و الثانية هي أنا و الثالثة شهرزاد و والــدي يلقب بصير الملك << باشا >> و هو ذي شخصية مهمة و ذي نفوذ هو رجل متعلم و يهوى الشعر و الاوبرا و هو متزوج من وحدة غير والدتي وتدعى عصمت وأما والدتي تدعى نرجس
و الخدم يلقبونها بست الكل وهي محبوبة من قبل الجميع ووالدي يعشقها
وطبعا حسب عادات وتقاليد زمان البنات يتزوجن بسن مبكر ووالدتي تصغر والدي بخمسة عشر سنه هي بنت اكبر التجار وبنت رجل ذي شخصية مهمة في البلد وهي تحترم والدي كثيرا وتخاطبه برسمية وبكل احترام على فكره بيتنا ليس بيتا بل قصر مليان من الخدم والحشم .
كانت امنية والدتي بان تنجب ولد وطبعا هذي كانت أمنية والدي أيضا كان عمر والدتي اثنين وثلاثين عندما بدأ عليها ظواهر الحمل وفي ذلك الوقت كان يتقدم لخطبتي ابن عطاء الدولة وهو من الشخصيات المهمة والمعروفة في إيران وهو أرمل توفيت زوجته وهى تلد وفى ذلك الحين كنت في الخامسة عشر من عمري وكنت سعيدة بهذا الخبر ولم أكن أعرف ما معنى الزواج أو الزوج .
اللي أعرفه أني إذا بعد سنتين ما تزوجت سأصبح
عانس . المهم أنه في يوم أنا والدادة تبعي كنا رايحين السوق نشتري شرائط للفستان الذي سأرتديه في يوم اللي كانوا سيطلبون يدي للزواج وفي ذلك الحين وبسبب ضيق الوقت كان لازم الخياطة تظل ثلاث أيام عندنا في القصر حتي تكمل خياطة الفستان
لما أردنا الذهاب الى السوق أقتربت الخياطة وقالت للدادة الخياطة:
لو سمحتوا وانتم رايحين السوق علي طريقكم مرو جنب دكان النجار وبتشوفوا الصبي قولوا له يروح ويخبر ابني أني ما اقدر اليوم أتي البيت عشان شغلي فلا يقلقوا بشأني
بعد ما رحنا للسوق واشترينا الشرائط قالت لي الدادة :سيدتي مريم أنتي روحي دكان النجار وبلغيه الرسالة وانا بروح الكنيسة أولع شمعتين والحق بكي لكن أرجوكي لا تخبرين سيدتي نرجس لأنها لو عرفت أنك أنتي من ابلغه بالرسالة ستغضب مني .
رديت عليها : طيب لكن لا تتأخري علي
مشيت للدكان ووقفت عند باب الدكان ورأيت رجلا شعره طويل ومنشور على كتفه وحنطي البشرة وانفه حاد كالسيف تبادلنا النظرات لدقائق دون أي كلام فجأة انتبهت لنفسي وقلت: هي أنت
رد على تخاطبينني أنا يا آنسة ؟
كانت رائحة الخشب و الشغل والتعب تملأ المكان وكأنه رائحة جديدة ممزوجة مع رائحة الربيع كنت انظر إليه وقلت:عندي لك رسالة
استغرب وقال : لي أنا؟
قلت : نعم
قال:أنا أكون احمد النجار ها !! أكيد أنتي غلطانة في العنوان
قلت مع نفسي يا له من إسم جميل لقد دخل قلبي
قلت : أعرف
قال : أنتي من تكوني
قلت : بنت بصير الملك
فوضع المنشار على الأرض ووقف باحترام
قال : أهلا سيدتي سامحيني لم أعرفك
قلت : لو سمحت اخبر ابن الخياطة انه يمكن شغلها يطول في القصر عندنا فلا يقلقوا عليها
قال : على عيني وراسي
قلت : لا تنسى
قال : إذا بقيت حي لن أنسى
قلت : الله يعطيك العافية وطولة العمر
نظر إلي بإسغراب ثم ابتسم لي وقال : هل هذه الجملة فقط عشان أوصل رسالتك ؟ فارتبكت وقلت : مع السلامة
وخرجت من الدكان مسرعة ومتضايقة من نفسي ومن الدادة لأنها تأخرت في المجيئ يا الهي ماذا حصل لي ما هذا الشعور الغريب لماذا دقات قلبي تتسارع لماذا جسمي يرتجف لماذا كل هذا الارتباك كل هذا عشان نجار بسيط ومعدم ولماذا ؟؟؟؟؟؟
كان كل شيئ جاهز للتحضيرات الورود و الحلويات و كل شيئ أنا كنت أعشق الورود و أحب الحلويات لكن الآن لا اعلم ماذا حصل لي اشعر إني أكره الورود و الحلويات و اكره كل شيئ من حولي لدرجه إني أتمنى تمزيق ملابسي الجديدة التي سأرتد يها في يوم خطوبتي ماذا حصل لي يا الهي لا اعلم كل الذي أعلم به إني أريد الموت أو أن أموت ؟ أو أن ؟ لا أعلم ..
ففي خلال أسبوع مرتين أمر من جنب دكان النجار يا له من رجل بلا حياء بدأ يعرف عربتنا .
صار أسبوع و الواحد لا يجرئ أن يخرج من بيته يجب أن أقول للدادة أو سائق العربه , لا ما في داعي سيضربه و يقتله و أنا التي من ستحمل ذنبه سأقول لوالدي لا هذا أسوء إذا سوف أقول لوالدتي أصلا ماذا أقول ؟ أقول انه كل مره لما تمر العربة جنب دكان النجار هو ينظر إليها ؟ لماذا ؟
هل هو ممنوع النظر إلى الناس ؟ إذا لماذا أنا انظر إليه ؟ أنا المفروض لا أهتم لأجله ممكــــــن القصاب أو الخباز أو البقال أيضا ينظرون في النهاية نحن في هذه البلاد ناس معروفين و مهمين عادي الناس لو نظروا إلينا لكن الفرق إنه أنا لا أهتم لهم .
فلينظر بقدر ما يشاء لا يهمني
يتبع 0000
****هذه القصة حقيقية و حدثت منذ أكثر من سبعون عاما في ايران ****
****الجزء الأول ****
أنا مريم و من عائله محافظة و من عائلة كبيرة و مهمه زمان في ايران عندي أختين الأولى ليلى و هي متزوجة و مخلفة ولد و الثانية هي أنا و الثالثة شهرزاد و والــدي يلقب بصير الملك << باشا >> و هو ذي شخصية مهمة و ذي نفوذ هو رجل متعلم و يهوى الشعر و الاوبرا و هو متزوج من وحدة غير والدتي وتدعى عصمت وأما والدتي تدعى نرجس
و الخدم يلقبونها بست الكل وهي محبوبة من قبل الجميع ووالدي يعشقها
وطبعا حسب عادات وتقاليد زمان البنات يتزوجن بسن مبكر ووالدتي تصغر والدي بخمسة عشر سنه هي بنت اكبر التجار وبنت رجل ذي شخصية مهمة في البلد وهي تحترم والدي كثيرا وتخاطبه برسمية وبكل احترام على فكره بيتنا ليس بيتا بل قصر مليان من الخدم والحشم .
كانت امنية والدتي بان تنجب ولد وطبعا هذي كانت أمنية والدي أيضا كان عمر والدتي اثنين وثلاثين عندما بدأ عليها ظواهر الحمل وفي ذلك الوقت كان يتقدم لخطبتي ابن عطاء الدولة وهو من الشخصيات المهمة والمعروفة في إيران وهو أرمل توفيت زوجته وهى تلد وفى ذلك الحين كنت في الخامسة عشر من عمري وكنت سعيدة بهذا الخبر ولم أكن أعرف ما معنى الزواج أو الزوج .
اللي أعرفه أني إذا بعد سنتين ما تزوجت سأصبح
عانس . المهم أنه في يوم أنا والدادة تبعي كنا رايحين السوق نشتري شرائط للفستان الذي سأرتديه في يوم اللي كانوا سيطلبون يدي للزواج وفي ذلك الحين وبسبب ضيق الوقت كان لازم الخياطة تظل ثلاث أيام عندنا في القصر حتي تكمل خياطة الفستان
لما أردنا الذهاب الى السوق أقتربت الخياطة وقالت للدادة الخياطة:
لو سمحتوا وانتم رايحين السوق علي طريقكم مرو جنب دكان النجار وبتشوفوا الصبي قولوا له يروح ويخبر ابني أني ما اقدر اليوم أتي البيت عشان شغلي فلا يقلقوا بشأني
بعد ما رحنا للسوق واشترينا الشرائط قالت لي الدادة :سيدتي مريم أنتي روحي دكان النجار وبلغيه الرسالة وانا بروح الكنيسة أولع شمعتين والحق بكي لكن أرجوكي لا تخبرين سيدتي نرجس لأنها لو عرفت أنك أنتي من ابلغه بالرسالة ستغضب مني .
رديت عليها : طيب لكن لا تتأخري علي
مشيت للدكان ووقفت عند باب الدكان ورأيت رجلا شعره طويل ومنشور على كتفه وحنطي البشرة وانفه حاد كالسيف تبادلنا النظرات لدقائق دون أي كلام فجأة انتبهت لنفسي وقلت: هي أنت
رد على تخاطبينني أنا يا آنسة ؟
كانت رائحة الخشب و الشغل والتعب تملأ المكان وكأنه رائحة جديدة ممزوجة مع رائحة الربيع كنت انظر إليه وقلت:عندي لك رسالة
استغرب وقال : لي أنا؟
قلت : نعم
قال:أنا أكون احمد النجار ها !! أكيد أنتي غلطانة في العنوان
قلت مع نفسي يا له من إسم جميل لقد دخل قلبي
قلت : أعرف
قال : أنتي من تكوني
قلت : بنت بصير الملك
فوضع المنشار على الأرض ووقف باحترام
قال : أهلا سيدتي سامحيني لم أعرفك
قلت : لو سمحت اخبر ابن الخياطة انه يمكن شغلها يطول في القصر عندنا فلا يقلقوا عليها
قال : على عيني وراسي
قلت : لا تنسى
قال : إذا بقيت حي لن أنسى
قلت : الله يعطيك العافية وطولة العمر
نظر إلي بإسغراب ثم ابتسم لي وقال : هل هذه الجملة فقط عشان أوصل رسالتك ؟ فارتبكت وقلت : مع السلامة
وخرجت من الدكان مسرعة ومتضايقة من نفسي ومن الدادة لأنها تأخرت في المجيئ يا الهي ماذا حصل لي ما هذا الشعور الغريب لماذا دقات قلبي تتسارع لماذا جسمي يرتجف لماذا كل هذا الارتباك كل هذا عشان نجار بسيط ومعدم ولماذا ؟؟؟؟؟؟
كان كل شيئ جاهز للتحضيرات الورود و الحلويات و كل شيئ أنا كنت أعشق الورود و أحب الحلويات لكن الآن لا اعلم ماذا حصل لي اشعر إني أكره الورود و الحلويات و اكره كل شيئ من حولي لدرجه إني أتمنى تمزيق ملابسي الجديدة التي سأرتد يها في يوم خطوبتي ماذا حصل لي يا الهي لا اعلم كل الذي أعلم به إني أريد الموت أو أن أموت ؟ أو أن ؟ لا أعلم ..
ففي خلال أسبوع مرتين أمر من جنب دكان النجار يا له من رجل بلا حياء بدأ يعرف عربتنا .
صار أسبوع و الواحد لا يجرئ أن يخرج من بيته يجب أن أقول للدادة أو سائق العربه , لا ما في داعي سيضربه و يقتله و أنا التي من ستحمل ذنبه سأقول لوالدي لا هذا أسوء إذا سوف أقول لوالدتي أصلا ماذا أقول ؟ أقول انه كل مره لما تمر العربة جنب دكان النجار هو ينظر إليها ؟ لماذا ؟
هل هو ممنوع النظر إلى الناس ؟ إذا لماذا أنا انظر إليه ؟ أنا المفروض لا أهتم لأجله ممكــــــن القصاب أو الخباز أو البقال أيضا ينظرون في النهاية نحن في هذه البلاد ناس معروفين و مهمين عادي الناس لو نظروا إلينا لكن الفرق إنه أنا لا أهتم لهم .
فلينظر بقدر ما يشاء لا يهمني
يتبع 0000
رد: مأساة مريم ( قصة حقيقية ) سأرويها لكم على حلقات
( الجزء الثاني ) :
ساعة بعد ساعة يقترب موعد الخطوبة و القصر مزيٌن من الداخل و الخارج بالورود و رائحة الورود تفوح و تغطي المكان بعطرها الفوٌاح و كان القصر مزدحم من الأهل و الخدم الكل سعيد و مهتم بيني السيدة الصغيرة راحت و السيدة الصغيرة أتت و ...
مع الغروب وصلوا الضيوف أنا و أختي الصغرى شهرزاد في الغرفة مختبئين و الضيوف جالسين في الغرفة المجاورة فذهبت القي نظرة إليهم من فتحة صغيرة في النافذة
والدة العريس إمرأة بدينة و مسنة و واضح إنها متكبرة و مغطية نفسها من فوق لتحت بالمجوهرات و برفقتها إبنتها القبيحة التي متبرجة و كأنها مهرج و زوجته إبنها الأكبر و دادة العريس وهي سوداء البشرة و طويلة القامة و من ذلك السود الجميلات و التي كان يبدوا عليها أكثر من والدته العريس و كانت تردد ولدي و لدي و كأنه حقا العريس ولدها المهم تبادلوا الحديث و المجاملات مثلا شرفتونا , نورتوا القصر بوجودكم و.............
بعدها والدة العريس قالت: إذا أين العروس ؟ تسمحوا نشوفها ؟
والدتي قالت: أكيد الآن ستتشرف بكم
خرجت والدتي من الغرفة وبصوت عالي حتى تسمعهم قالت : عزيزتي شرفينا في الغرفة حماتك تريد أن تراك بعدها بحركة سريعة و من دون أي صوت دخلت الغرفة التي أنا و أختي موجودين فيها و بصوت منخفض قالت: بسرعة أذهبي و أحضري الشاي و قدميه للضيوف و أحذري حتى لا ينسكب في الصينية و لا يكون الشاي بارد بل ساخن و رجعت للضيوف و بعدها بدقيقتين حملت الصينية الشاي التي من قبل جهزتها الدادة مسكت الصينية و يداي ترتجف فدخلت الغرفة ما إن دخلت حتى فهمت بأن هوس النجار الذي في رأسي أوهام و كأني أرى بعيني الفرق الذي بيني و بينه . أنا ؟
أنا التي متعلقة و متعودة على هذه الحياة المرفٌهة و المريحة هو أين و أنا أين ؟ كلانا من عالم مختلف و كأنٌ موجه كبيره أتت و فصلتني عن الخيال و جرتني إلى الواقع
قلت : مرحبا
ردت علي و الدة العريس : هلا ما هذا الجمال ما شاء الله
ردت عليها والدتي : تقبل يداك
قلت مع نفسي أنا حتى لم أشاء تقبيلها فأخذت الشاي و بدقة و بكل حذر حتى لا ينسكب من الأكواب في الصينية و قدمته لهم الواحدة تلو الأخرى جاء دور دادة العريس و في اللحظة التي كانت تحمل كوب الشاي قالت : ماشاء الله تعرفي تحضري الشاي ؟
كان يجب أن أضحك على مزحها حتى ترى أسناني إن كانت سليمة و بيضاء و مرتبة فأبتسمت
قالت: يا سلام ما هذه الأسنان ما شاء الله مثل اللؤلؤ
الدادة بتاعي كانت واقفة و على أحر من الجمر جنب باب الغرفة . رجعت بصينية الشاي حتى أخرج من الغرفة .
والدة العريس و بصوت عالي قالت : إلى أين يا مريم ؟ أبقي معنا مده أطول
سلمت الصينية للدادة بتاعي حتى تخرج من الغرفة و أنا رجعت دادة العريس فتحت ذراعيها و قالت: تعالي حبيبتي لكي أقبلك أنا من زمان وأتمنى هذا اليوم لولدي فأمسكتني من تحت ذراعي و قبلتني على خدي الأيمن و الأيسر حتى إنها تركت لعابها على خدودي . كنت اعرف إنها تريد أن تعرف فمي لا يعطي رائحة كريهة ؟ أو تحت ذراعي لا يوجد عرق أو رائحة ؟ فكل الاختبارات كانت إجابية لأنٌ والدتي لم تقصر كل العطور التي كانت موجودة و ضعتها علي و كنت متأكدة المساكين أكيد طوال الليل أصابهم صداع مثلي .
جلست وأنزلت رأسي في الأرض و بصوت منخفض و بنعم ولا أجيب على كل أسألتهم سرقت نظرة و نظرت إليهم و قلت في نفسي هل يجي على خيال هؤلاء السيدات الأنيقات و الراقيات إني أنا أتمنى أن أصبح زوجة نجار الحي قلبي يتمنى أن اترك كل هذه الرفاهية و الخدم و الراحةو كل شيء خلفي و أركض و أرتمي في أحضان النجار المعدم ؟ أذهب إليه و أكحل عيني بشوفته و هو يعمل و يقطع الخشب الله عالم بأنٌ ذلك الدكان الصغير بالنسبة لي قد يكون قصرا وأنٌ رائحة الخشب كالعطر .
فبدأت والدة العريس بمدح ولدها فقالت والدتي : عزيزتي مريم إذهبي مرة أخرى و أحضري الشاي المعنى من كلام والدتي خلاص أخرجي من الغرفة . حتى لا يقولوا عني خفيفة و جالسة تسمع الكلام من أوله لآخره وهي غير مصدقة نفسها
لما أوشكت على الخروج من الغرفة و كنت مارة من جنب والدة العريس حتى أمسكت يدي و قالت: إلى أين يا عزيزتي . تعالي و أجلسي جنبي خسارة هذه اليد الناعمة تتعب لكن أنا بلا حدود عجبتهم ووالدتي كانت ستطير من السعادة و قالت: سيدتي جلب الشاي ليس بعمل لا تتكلمي أمامها هكذا سوف تتدلع و ضحكت و أتت الدادة بالشاي و الحلويات و بكل الرسميات و الكلام والمجاملات انتهت الضيافة و قادروا الضيوف بعد مرور يومين استيقظت من النوم وأبدا لم يكن النجار في فكري و كأني لم أعرفه .
المهم نصير خان زوج أختي ليلى كان مرتب عزومة وداعي إبن عطاء الدولة حتى انا اذهب و أراه لأنهم قد أرسلوا رسالة لوالدي و يريدون الجواب ووالدي كان قد رد عليهم أعطونا فرصه نفكر كم يوم و نستشير البنت.
ذهبت في ذلك اليوم الى بيت أختي مشيا على الأقدام لأن العربة كانت مع والدي , ذهبت لوحدي و كان ظهرا و الزقاق كان يخلو من الناس و يسكنه الهدوء كان السوق و المتاجر كلها مغلقه
لم يبقى لوصولي الى دكان النجار سوى خطوات فلما اقتربت لم أسمع صوت المنشار ففجأة اختفى كل الشوق الذي كنت احمله لرويته كان قلبي يتمنى أن يراه و هو يعمل , كانت كل الأماكن يسكنها الهدوء فلما اقتربت خطوتين الي الأمام تفاجأت برويته وهو يقفز من على الخشب الذي كان بجنب الدكان
ـــ السلام عليكم
لقد كان يرتدي نفس الملابس بنطلون اسود و قميص ابيض و لقد كانت أزار قميصه مفتوحة و على طول تذكرت بيت شعر <<......>> دخل داخل الدكان و أتكأ على الطاولة الذي عليها أغراض عمله و مرة أخرى قال
ـــ نحن سلمناها !
فنظرت الى من حولي و لم أرى أحدا
ـــ و عليكم السلام أنت في وقت الظهر ألا تغلق الدكان؟
ـــ عندما أكون أنتظر شخصا لا
ـــ هل كنت تنتظر أحدا؟
ـــ نعم
ـــ تنتظر من؟
ـــ أنتظرك أنت
فبدأت دقات قلبي تتسارع وبدأ جسمي بالإرتجاف فقلت لنفسي هل هذا ما أردتيه ؟ أنتي من البداية و كنتي تعرفين الجواب فلما تسألين مره أخرى ؟ ألا ترين بأنه تمادى معك ؟ إذا متى ستوقفينه عند حدٌه ؟ ومع كل هذا و بصوت منخفض سألته:
ـــ هل تريد مني شيئا ؟
ـــ ألم تكوني أنت من تريد إطارا؟ طيب أنا صنعته لك
فحمل الإطار من على الطاولة و قدمه لي فإذا الحمدلله لم تكن نواياه خبيثة فلما سلٌم علي لأجل رزقه فهدأ قلبي قليلا و قلت :
ـــ لكن أنا لم أعطيك المقاس
ـــ طيب أنت أردتي شيئا و أنا صنعت هذا الشيء و إذا لم يعجبك فأرميه تحت قدميك و سأصنع لكي آخر , فمنذ أسبوع تقريبا من الظهر اجلس و أنتظرك
فأقترب مني خطوتين و مدٌ يده و قدم لي الإطار فمددت يدي لكي أستلمه و لم أكن أريد بأن يده تلمس يدي و لكن لمست.
لقد كانت يداه خشنة و كأنها لم تعرف الراحة أبدا . و لم يكن في الزقاق أحدا لقد كان يخلو من الناس حتى لو رآني أحدا سيكون الأمر طبيعيا فأنا كنت أشتري إطارا لأختي
ـــ أنت الظهر لا تذهب الى بيت زوجتك ألا تتضايق؟
ـــ أنا لست متزوجا
ـــ ألا يوجد في فكرك شخصا؟
ـــ نعم
مره أخرى تسارعت دقات قلبي و قلت لنفسي هل الآن أرتحتي يا بنت؟ فهذا الرجل على وشك الزواج و في ذلك الوقت أنت بنت بصير الملك جعلتي نفسك لا تساوي شيئا ــ من تكون ؟
فقلت لنفسي أنت ما دخلك ؟ بنت فلان الوله ما دخلها لكي تعرف من هي
خطيبة نجار الحي من تكون ؟
ـــ ابنة خالتي
ـــ مبروك مقدما
ـــ مبروك لأمي أنا لا أريد الزواج
ـــ كم أدفع ؟
ـــ تدفعي ماذا ؟
ـــ ثمن الإطار
ـــ لا . لا أريد منك شيئا فأقبليه كتذكارا مني
ـــ شكرا جزيلا
و من دون إرادتي رفعت الخمار و كشفت عن وجهي و نظرت إلى عينيه وهو واقف من دون حركه كالتمثال فأحمر وجهه و قال بصوت منخفض
ـــ سبحان الله
هذه المرة ليست كالمرة السابقة ركضت من دون وداع بل هذه المرة خرجت من الدكان بهدوء و كنت أمشي بهدوء و كنت أحس بأنه كان ينظر إلي و في تلك اللحظة كنت اشتم نفسي .
وصلت إلي بيت أختي ولقد كان كل شئ حاضرا للعزومة وكانت هذه العزومة على شرف إبن عطاء الدولة و لكي أنا أيضا أراه و كنت أرتجف بشدٌه و مرتبكة لدرجه إنه أختي لاحظت علي و قالت لي :
ـــ اذا سوف تظلي على هذا الوضع يا مجنونه ستدخلين عليهم في الغرفة و من دون قصد لقد كان المفروض أنا أقف خلف الباب و أنظر إليه من خلف الفتحة التي موجودة في باب الغرفة
و لكن في تلك اللحظة كنت أقول لنفسي يا رب أن أجد فيه عيبا أن يكون أعرج أو أعور أو أصلع و... حتى يكون عندي عذرا لرفضه. المهم حضروا الضيوف و أنا كنت أتفرج من خلف الباب و لكن هل تصدقون ما رأيت إنٌ هذا الذي كنت أتمنى أن يكون أعرجا أم أعورا أم أصلعا أم ... فلقد وجدته رجلا أنيقا و وسيما و لم يكن فيه عيبا واحدا فكانت أي بنت مكاني تتمنى مثل هذا الرجل
فركضت مسرعة ومن دون ارادة مني الى الحديقة و كنت أقول مع نفسي الحمد لله الحمد لله فشكرت ربي ألف مرة و لكن لماذا كل هذا التأخير لماذا لا أوافق عليه و أرتاح فأيقنت في تلك اللحظة إني خلاص أنا مغرمة و مغرمة بمن؟ و من هو؟ آآآآآآه أنا مغرمة بنجار الحي ففجأة سمعت أختي تناديني بصوت منخفض أين ذهبتي هيا ارجعي فذهبت مره أخرى لكي أراه و كنت أقارن بين إبن عطاء الدولة وأحمد النجار . فوقع نظري على يداه لقد كانت بيضاء و نظيفة و ناعمة و كأنها لم تعرف يوما التعب و الشقاء فالفرق كان واضحا بينهما كان كل شيء في وجه جميلا شفايفه صغيره وحمراء و بشرته بيضاء و انفه كالسيف و كنت أقول لنفسي ماذا دهاك يا بنت ماذا تريدين أفضل من هذا ؟
فبعد أن أنتهت الضيافة و ذهبوا الضيوف قالت لي ليلى
ـــ إبن عطاء الدولة ماشاء الله لا ينقصه أي شيء رجل بكل معنى الكلمة وأي بنت تتمنى الزواج به بعدها أمي أرسلت الدادة الى بيت أختي تصحبني الى القصر و بعد وصولنا الى القصر دخلت الغرفة مع الدادة فقالت لي الدادة ـــ هل رايتيه ؟ هل أقول مبروك ام لا ؟ أنتِ تعرفين ان والدك يريد لكي الأفضل و من المستحيل أن يخطئ في اختياره ماذا أقول لهما الآن هل أعجبك أم لا ؟
ـــ لااااااااااااا
ـــ أنتِ بتدلعي يا بنت هيا قولي لي ماذا أقول لوالدتك ؟
ـــ كلامي كان واضحا و الكلام كم من مره أعيده لاااااا لا لا
ـــ ماذا أقول لا؟ هل جننتي ؟ ماذا ستكون ردة فعل والدتك يا ترى؟
ـــ هل هي التي ستتزوج؟
ـــ فأستغربت الدادة من كلامي و نظرت الي بحيرة و قالت :
ـــ صايرة جريئة أما أنا لا أملك الجرأة لكي أقول إذهبي بنفسك و قولي لهم
يا ربي ما هو العيب الذي في هذا الشاب؟
ـــ لا يوجد فيه أي عيب الله يحفظه لوالديه
ـــ شاب غني و وسيم و ما شاء الله عليه في عز شبابه
و في هذه اللحظة دخلت والدتي الغرفة و قالت:
ـــ ماذا دهاك يا دادة لماذا تصرخين؟ ما الحكاية يا مريم ؟
ـــ ولا حكاية و لا شيء
ألتفتت والدتي والى الدادة و قالت:
ـــ طيب ما كان الجواب ماذا قالت ما نعطيهم من جواب؟
أنا أجبت مكان الدادة و بصوت مرتفع و جدي قلت قولوا مريم تقول لاااااااااااا.
فنظرت إلي والدتي و هي مندهشة و قالت :
ـــ نقول ماذا ؟ أنت ماذا قلتي ؟
ـــ قولوا انا قلت لااااااااا
ـــ هل جننتي يا بنت؟
ـــ لا لم اجن و لكني لا أريد هذا الرجل
فأ قتربت مني والدتي و بصوت حنون و كأي أم تحاول نصيحة إبنتها قالت :
ـــ فلا ترفضي نصيبك يا مريم لماذا الدلع ؟
ـــ أنا لا أريد أن أصبح زوجة أرمل و له أولاد
قلت هذه الجملة و أنا بنفسي لا أصدق و كأنه شخصا آخر قال هذه الجملة بدلا عني و لم أصدق انه لساني الذي نطق هذه الجملة . فالجميع حاولوا إقناعي و لكن جوابي كان واحدا و هو لا لا لا .
قال والدي :
ـــ قولوا لمريم خسارة فلتفكر مليا و لكن إذا لم ترده فلا تصروا عليها دعوها تقرر بنفسها لكي لا تقول بعدها أنتم الذين أجبرتوني .
فبعد هذا الكلام أرتحت و أخذت نفسا عميقا .
أنتظروا الجزء الثالث 00000
ساعة بعد ساعة يقترب موعد الخطوبة و القصر مزيٌن من الداخل و الخارج بالورود و رائحة الورود تفوح و تغطي المكان بعطرها الفوٌاح و كان القصر مزدحم من الأهل و الخدم الكل سعيد و مهتم بيني السيدة الصغيرة راحت و السيدة الصغيرة أتت و ...
مع الغروب وصلوا الضيوف أنا و أختي الصغرى شهرزاد في الغرفة مختبئين و الضيوف جالسين في الغرفة المجاورة فذهبت القي نظرة إليهم من فتحة صغيرة في النافذة
والدة العريس إمرأة بدينة و مسنة و واضح إنها متكبرة و مغطية نفسها من فوق لتحت بالمجوهرات و برفقتها إبنتها القبيحة التي متبرجة و كأنها مهرج و زوجته إبنها الأكبر و دادة العريس وهي سوداء البشرة و طويلة القامة و من ذلك السود الجميلات و التي كان يبدوا عليها أكثر من والدته العريس و كانت تردد ولدي و لدي و كأنه حقا العريس ولدها المهم تبادلوا الحديث و المجاملات مثلا شرفتونا , نورتوا القصر بوجودكم و.............
بعدها والدة العريس قالت: إذا أين العروس ؟ تسمحوا نشوفها ؟
والدتي قالت: أكيد الآن ستتشرف بكم
خرجت والدتي من الغرفة وبصوت عالي حتى تسمعهم قالت : عزيزتي شرفينا في الغرفة حماتك تريد أن تراك بعدها بحركة سريعة و من دون أي صوت دخلت الغرفة التي أنا و أختي موجودين فيها و بصوت منخفض قالت: بسرعة أذهبي و أحضري الشاي و قدميه للضيوف و أحذري حتى لا ينسكب في الصينية و لا يكون الشاي بارد بل ساخن و رجعت للضيوف و بعدها بدقيقتين حملت الصينية الشاي التي من قبل جهزتها الدادة مسكت الصينية و يداي ترتجف فدخلت الغرفة ما إن دخلت حتى فهمت بأن هوس النجار الذي في رأسي أوهام و كأني أرى بعيني الفرق الذي بيني و بينه . أنا ؟
أنا التي متعلقة و متعودة على هذه الحياة المرفٌهة و المريحة هو أين و أنا أين ؟ كلانا من عالم مختلف و كأنٌ موجه كبيره أتت و فصلتني عن الخيال و جرتني إلى الواقع
قلت : مرحبا
ردت علي و الدة العريس : هلا ما هذا الجمال ما شاء الله
ردت عليها والدتي : تقبل يداك
قلت مع نفسي أنا حتى لم أشاء تقبيلها فأخذت الشاي و بدقة و بكل حذر حتى لا ينسكب من الأكواب في الصينية و قدمته لهم الواحدة تلو الأخرى جاء دور دادة العريس و في اللحظة التي كانت تحمل كوب الشاي قالت : ماشاء الله تعرفي تحضري الشاي ؟
كان يجب أن أضحك على مزحها حتى ترى أسناني إن كانت سليمة و بيضاء و مرتبة فأبتسمت
قالت: يا سلام ما هذه الأسنان ما شاء الله مثل اللؤلؤ
الدادة بتاعي كانت واقفة و على أحر من الجمر جنب باب الغرفة . رجعت بصينية الشاي حتى أخرج من الغرفة .
والدة العريس و بصوت عالي قالت : إلى أين يا مريم ؟ أبقي معنا مده أطول
سلمت الصينية للدادة بتاعي حتى تخرج من الغرفة و أنا رجعت دادة العريس فتحت ذراعيها و قالت: تعالي حبيبتي لكي أقبلك أنا من زمان وأتمنى هذا اليوم لولدي فأمسكتني من تحت ذراعي و قبلتني على خدي الأيمن و الأيسر حتى إنها تركت لعابها على خدودي . كنت اعرف إنها تريد أن تعرف فمي لا يعطي رائحة كريهة ؟ أو تحت ذراعي لا يوجد عرق أو رائحة ؟ فكل الاختبارات كانت إجابية لأنٌ والدتي لم تقصر كل العطور التي كانت موجودة و ضعتها علي و كنت متأكدة المساكين أكيد طوال الليل أصابهم صداع مثلي .
جلست وأنزلت رأسي في الأرض و بصوت منخفض و بنعم ولا أجيب على كل أسألتهم سرقت نظرة و نظرت إليهم و قلت في نفسي هل يجي على خيال هؤلاء السيدات الأنيقات و الراقيات إني أنا أتمنى أن أصبح زوجة نجار الحي قلبي يتمنى أن اترك كل هذه الرفاهية و الخدم و الراحةو كل شيء خلفي و أركض و أرتمي في أحضان النجار المعدم ؟ أذهب إليه و أكحل عيني بشوفته و هو يعمل و يقطع الخشب الله عالم بأنٌ ذلك الدكان الصغير بالنسبة لي قد يكون قصرا وأنٌ رائحة الخشب كالعطر .
فبدأت والدة العريس بمدح ولدها فقالت والدتي : عزيزتي مريم إذهبي مرة أخرى و أحضري الشاي المعنى من كلام والدتي خلاص أخرجي من الغرفة . حتى لا يقولوا عني خفيفة و جالسة تسمع الكلام من أوله لآخره وهي غير مصدقة نفسها
لما أوشكت على الخروج من الغرفة و كنت مارة من جنب والدة العريس حتى أمسكت يدي و قالت: إلى أين يا عزيزتي . تعالي و أجلسي جنبي خسارة هذه اليد الناعمة تتعب لكن أنا بلا حدود عجبتهم ووالدتي كانت ستطير من السعادة و قالت: سيدتي جلب الشاي ليس بعمل لا تتكلمي أمامها هكذا سوف تتدلع و ضحكت و أتت الدادة بالشاي و الحلويات و بكل الرسميات و الكلام والمجاملات انتهت الضيافة و قادروا الضيوف بعد مرور يومين استيقظت من النوم وأبدا لم يكن النجار في فكري و كأني لم أعرفه .
المهم نصير خان زوج أختي ليلى كان مرتب عزومة وداعي إبن عطاء الدولة حتى انا اذهب و أراه لأنهم قد أرسلوا رسالة لوالدي و يريدون الجواب ووالدي كان قد رد عليهم أعطونا فرصه نفكر كم يوم و نستشير البنت.
ذهبت في ذلك اليوم الى بيت أختي مشيا على الأقدام لأن العربة كانت مع والدي , ذهبت لوحدي و كان ظهرا و الزقاق كان يخلو من الناس و يسكنه الهدوء كان السوق و المتاجر كلها مغلقه
لم يبقى لوصولي الى دكان النجار سوى خطوات فلما اقتربت لم أسمع صوت المنشار ففجأة اختفى كل الشوق الذي كنت احمله لرويته كان قلبي يتمنى أن يراه و هو يعمل , كانت كل الأماكن يسكنها الهدوء فلما اقتربت خطوتين الي الأمام تفاجأت برويته وهو يقفز من على الخشب الذي كان بجنب الدكان
ـــ السلام عليكم
لقد كان يرتدي نفس الملابس بنطلون اسود و قميص ابيض و لقد كانت أزار قميصه مفتوحة و على طول تذكرت بيت شعر <<......>> دخل داخل الدكان و أتكأ على الطاولة الذي عليها أغراض عمله و مرة أخرى قال
ـــ نحن سلمناها !
فنظرت الى من حولي و لم أرى أحدا
ـــ و عليكم السلام أنت في وقت الظهر ألا تغلق الدكان؟
ـــ عندما أكون أنتظر شخصا لا
ـــ هل كنت تنتظر أحدا؟
ـــ نعم
ـــ تنتظر من؟
ـــ أنتظرك أنت
فبدأت دقات قلبي تتسارع وبدأ جسمي بالإرتجاف فقلت لنفسي هل هذا ما أردتيه ؟ أنتي من البداية و كنتي تعرفين الجواب فلما تسألين مره أخرى ؟ ألا ترين بأنه تمادى معك ؟ إذا متى ستوقفينه عند حدٌه ؟ ومع كل هذا و بصوت منخفض سألته:
ـــ هل تريد مني شيئا ؟
ـــ ألم تكوني أنت من تريد إطارا؟ طيب أنا صنعته لك
فحمل الإطار من على الطاولة و قدمه لي فإذا الحمدلله لم تكن نواياه خبيثة فلما سلٌم علي لأجل رزقه فهدأ قلبي قليلا و قلت :
ـــ لكن أنا لم أعطيك المقاس
ـــ طيب أنت أردتي شيئا و أنا صنعت هذا الشيء و إذا لم يعجبك فأرميه تحت قدميك و سأصنع لكي آخر , فمنذ أسبوع تقريبا من الظهر اجلس و أنتظرك
فأقترب مني خطوتين و مدٌ يده و قدم لي الإطار فمددت يدي لكي أستلمه و لم أكن أريد بأن يده تلمس يدي و لكن لمست.
لقد كانت يداه خشنة و كأنها لم تعرف الراحة أبدا . و لم يكن في الزقاق أحدا لقد كان يخلو من الناس حتى لو رآني أحدا سيكون الأمر طبيعيا فأنا كنت أشتري إطارا لأختي
ـــ أنت الظهر لا تذهب الى بيت زوجتك ألا تتضايق؟
ـــ أنا لست متزوجا
ـــ ألا يوجد في فكرك شخصا؟
ـــ نعم
مره أخرى تسارعت دقات قلبي و قلت لنفسي هل الآن أرتحتي يا بنت؟ فهذا الرجل على وشك الزواج و في ذلك الوقت أنت بنت بصير الملك جعلتي نفسك لا تساوي شيئا ــ من تكون ؟
فقلت لنفسي أنت ما دخلك ؟ بنت فلان الوله ما دخلها لكي تعرف من هي
خطيبة نجار الحي من تكون ؟
ـــ ابنة خالتي
ـــ مبروك مقدما
ـــ مبروك لأمي أنا لا أريد الزواج
ـــ كم أدفع ؟
ـــ تدفعي ماذا ؟
ـــ ثمن الإطار
ـــ لا . لا أريد منك شيئا فأقبليه كتذكارا مني
ـــ شكرا جزيلا
و من دون إرادتي رفعت الخمار و كشفت عن وجهي و نظرت إلى عينيه وهو واقف من دون حركه كالتمثال فأحمر وجهه و قال بصوت منخفض
ـــ سبحان الله
هذه المرة ليست كالمرة السابقة ركضت من دون وداع بل هذه المرة خرجت من الدكان بهدوء و كنت أمشي بهدوء و كنت أحس بأنه كان ينظر إلي و في تلك اللحظة كنت اشتم نفسي .
وصلت إلي بيت أختي ولقد كان كل شئ حاضرا للعزومة وكانت هذه العزومة على شرف إبن عطاء الدولة و لكي أنا أيضا أراه و كنت أرتجف بشدٌه و مرتبكة لدرجه إنه أختي لاحظت علي و قالت لي :
ـــ اذا سوف تظلي على هذا الوضع يا مجنونه ستدخلين عليهم في الغرفة و من دون قصد لقد كان المفروض أنا أقف خلف الباب و أنظر إليه من خلف الفتحة التي موجودة في باب الغرفة
و لكن في تلك اللحظة كنت أقول لنفسي يا رب أن أجد فيه عيبا أن يكون أعرج أو أعور أو أصلع و... حتى يكون عندي عذرا لرفضه. المهم حضروا الضيوف و أنا كنت أتفرج من خلف الباب و لكن هل تصدقون ما رأيت إنٌ هذا الذي كنت أتمنى أن يكون أعرجا أم أعورا أم أصلعا أم ... فلقد وجدته رجلا أنيقا و وسيما و لم يكن فيه عيبا واحدا فكانت أي بنت مكاني تتمنى مثل هذا الرجل
فركضت مسرعة ومن دون ارادة مني الى الحديقة و كنت أقول مع نفسي الحمد لله الحمد لله فشكرت ربي ألف مرة و لكن لماذا كل هذا التأخير لماذا لا أوافق عليه و أرتاح فأيقنت في تلك اللحظة إني خلاص أنا مغرمة و مغرمة بمن؟ و من هو؟ آآآآآآه أنا مغرمة بنجار الحي ففجأة سمعت أختي تناديني بصوت منخفض أين ذهبتي هيا ارجعي فذهبت مره أخرى لكي أراه و كنت أقارن بين إبن عطاء الدولة وأحمد النجار . فوقع نظري على يداه لقد كانت بيضاء و نظيفة و ناعمة و كأنها لم تعرف يوما التعب و الشقاء فالفرق كان واضحا بينهما كان كل شيء في وجه جميلا شفايفه صغيره وحمراء و بشرته بيضاء و انفه كالسيف و كنت أقول لنفسي ماذا دهاك يا بنت ماذا تريدين أفضل من هذا ؟
فبعد أن أنتهت الضيافة و ذهبوا الضيوف قالت لي ليلى
ـــ إبن عطاء الدولة ماشاء الله لا ينقصه أي شيء رجل بكل معنى الكلمة وأي بنت تتمنى الزواج به بعدها أمي أرسلت الدادة الى بيت أختي تصحبني الى القصر و بعد وصولنا الى القصر دخلت الغرفة مع الدادة فقالت لي الدادة ـــ هل رايتيه ؟ هل أقول مبروك ام لا ؟ أنتِ تعرفين ان والدك يريد لكي الأفضل و من المستحيل أن يخطئ في اختياره ماذا أقول لهما الآن هل أعجبك أم لا ؟
ـــ لااااااااااااا
ـــ أنتِ بتدلعي يا بنت هيا قولي لي ماذا أقول لوالدتك ؟
ـــ كلامي كان واضحا و الكلام كم من مره أعيده لاااااا لا لا
ـــ ماذا أقول لا؟ هل جننتي ؟ ماذا ستكون ردة فعل والدتك يا ترى؟
ـــ هل هي التي ستتزوج؟
ـــ فأستغربت الدادة من كلامي و نظرت الي بحيرة و قالت :
ـــ صايرة جريئة أما أنا لا أملك الجرأة لكي أقول إذهبي بنفسك و قولي لهم
يا ربي ما هو العيب الذي في هذا الشاب؟
ـــ لا يوجد فيه أي عيب الله يحفظه لوالديه
ـــ شاب غني و وسيم و ما شاء الله عليه في عز شبابه
و في هذه اللحظة دخلت والدتي الغرفة و قالت:
ـــ ماذا دهاك يا دادة لماذا تصرخين؟ ما الحكاية يا مريم ؟
ـــ ولا حكاية و لا شيء
ألتفتت والدتي والى الدادة و قالت:
ـــ طيب ما كان الجواب ماذا قالت ما نعطيهم من جواب؟
أنا أجبت مكان الدادة و بصوت مرتفع و جدي قلت قولوا مريم تقول لاااااااااااا.
فنظرت إلي والدتي و هي مندهشة و قالت :
ـــ نقول ماذا ؟ أنت ماذا قلتي ؟
ـــ قولوا انا قلت لااااااااا
ـــ هل جننتي يا بنت؟
ـــ لا لم اجن و لكني لا أريد هذا الرجل
فأ قتربت مني والدتي و بصوت حنون و كأي أم تحاول نصيحة إبنتها قالت :
ـــ فلا ترفضي نصيبك يا مريم لماذا الدلع ؟
ـــ أنا لا أريد أن أصبح زوجة أرمل و له أولاد
قلت هذه الجملة و أنا بنفسي لا أصدق و كأنه شخصا آخر قال هذه الجملة بدلا عني و لم أصدق انه لساني الذي نطق هذه الجملة . فالجميع حاولوا إقناعي و لكن جوابي كان واحدا و هو لا لا لا .
قال والدي :
ـــ قولوا لمريم خسارة فلتفكر مليا و لكن إذا لم ترده فلا تصروا عليها دعوها تقرر بنفسها لكي لا تقول بعدها أنتم الذين أجبرتوني .
فبعد هذا الكلام أرتحت و أخذت نفسا عميقا .
أنتظروا الجزء الثالث 00000
رد: مأساة مريم ( قصة حقيقية ) سأرويها لكم على حلقات
الجزء الثالث :
لقد كان ربيعا و كانت كل التحضيرات للمولود الجديد جاهزة و كان الجميع ينتظر ولادة والدتي فهي تتألم
و أنا كنت قلقة جدا عليها و في نفس الوقت كنت أفكر في قلبي ماذا افعل أنا مقصرة
فوالدتي تتألم و أنا أبحث عن أي عذر لكي أخرج من القصر لكي أراه و لو لدقيقة واحدة فقط فذهبت إلى غرفتي و أخذت عبائتي و ناديت:
ـــ دادة دادة ...
فخرجت من الغرفة التي كانت فيها والدتي و قالت:
ـــ لا تخافي فمازال الوقت مبكر
ـــ أعرف انه الوقت مبكر أنا أريد الخروج
ـــ إلى أين ستذهبين و بمفردك ؟
ـــ لا تخافي سأرجع بسرعة سأذهب لكي أضيئ شمعة من أجل سلامة والدتي
ـــ أجل عزيزتي أرجعي بسرعة ليس جيدا البنت تكون خارج البيت لوحدها و في المغرب
ـــ الآن سأرجع
فذهبت الى الحديقة وقطفت ورده حمراء و ذات رائحة فواحة و أخفيتها خلف عباأتي و خرجت من القصر دون أن ينتبه أحدا إلي لأن الجميع كانوا مشغولين البال على والدتي.
فمشيت بسرعة إلى أن أوشكت على الوصول فكلما خففت من سرعتي بدأت دقات قلبي تتسارع فذهبت إلى الكنيسة و بعجلة أضأت الشموع و دعيت لوالدتي بأن تقوم بالسلامة و دعيت لنفسي بأن يا رب تخفف من عذابي و خرجت متوجهة الى الدكان فاقتربت و دقات قلبي تتسارع فرأيته كان منهمكا في العمل ولم ينتبه الى حضوري فكحيت حتى ينتبه الي رفع راسه وقال:
ـــ مرحبا
ـــ مرحبتين
فقدمت الوردة إليه وقلت:
ـــ هذه لك
ـــ لي أنا ؟
ـــ نعم لك أنت
ـــ ما هي المناسبة ؟
ـــ ثمن الإطار
فضحك وأنا فرحت من أجله. سبحان الله هذا النجار في هذا الدكان الصغير أجمل بكثير من جمال إبن عطاء الدولة أو يمكن أن يكون في نظري أنا هذا الشيء . حقيقة مكانه ليس هنا بل مكانه في قصر وبين الملوك فقال :
ـــ ما هو اسمك؟
ـــ مريم
قلتها بصوت منخفض جدا لا أعلم إن كان قد سمعني أم لا فإن سمعني فهذه معجزة .
ومن دون أن يقول أي كلمه حمل الوردة مرة أخرى وشمها وسألني :
ـــ هل أنت مرتبطة ؟
قلت لنفسي أهربي يا مريم هيا أهربي ولا تعطيه مجال ليتمادى أكثر فهذا الولد وقح هيا أهربي ماذا يظن نفسه هذا النجار المعدم فالمفروض أن أبصق في وجه . ولكن لماذا أنا هادئة هكذا وراضية عن كل شيء ماذا حدث لي يا ترى ؟ أردت أن أشتمه ولكن سمعت نفسي اقول :
ـــ هم أرادوا ولكن أنا لاااا
ـــ لماذا ؟ هل أنت بخيله لكي تحرمينا من حلوان زواجك
ـــ لا إن شاء الله سوف تأكل حلواني
ـــ لماذا ؟
نظرت إلى عينيه مثل الأرنب الذي أسير الى الأفعى ولكن من منا كان الأفعى ؟ لا أعرف كلانا الاثنين أسيرين للعبة القدر , أنزل رأسه في الأرض وشد على المنشار الذي كان في يده وكأنه فهم الذي ما كان يجب أن يفهمه . رجعت وأتجهت الى القصر .
وبعد طول إنتظار تحققت إمنية والداي فأنجبت والدتي ولد ذكر وكان والدي لا تسعه الفرحة فاحتفل ثمانية ليالي بمناسبة تشريف أخي محمد رضا وكان القصر يعج بالضيوف الأصدقاء والمعارف والأقرباء والهدايا من مجوهرات وذهب وووو... والجميع كان فرحا بهذه المناسبة وكان القصر لا يخلى من الناس أختي شهرزاد كانت تتفرج على الناس
ـــ مريم تعالي لنذهب و نتفرج
ـــ أنا لا أريد الذهاب معك اذهبي بمفردك
ـــ لماذا فكل شيء يدعو للتفرج
ـــ أنا لا أريد بل أريد الذهاب لأضيئ شمعة
ـــ واااه أنت كم مرة تضيئين شمعة هذه المرة الثالثة التي تضيئين الشمعة لوالدتي
ـــ أنت لا تتدخلي و ليس لسلامة والدتي بل هي لسلامة أخي و هذه المرة الثانية
ـــ وأنا ما دخلي ذهبتي أم لم تذهبي
لقد كان ظهرا و كان يجب علي أن أرجع بسرعة و لكن لم أكن أعرف بأي عذر أوقف جنب الدكان فأقتربت و جسمي يرتعش و دقات قلبي تتسارع لقد رأيته واقفا جنب باب الدكان و أنا توقفت للحظة و قلت في نفسي ماذا لو أعترض طريقي ؟ ماذا سيحصل ؟ ستكون فضيحة في الحي و لكنه لم يفعل و لمجرد أن رآني دخل بسرعة داخل الدكان وفي لحظة رأيت قد وقع شيئا من يده كانت ورقه صغيرة فأقتربت بهدوء ووضعت قدمي فوقها فأحسست و كأنه نارا تشتعل من أسفل قدمي الى قلبي فكانت في يدي قطعة نقدية فرميتها على الأرض و بسرعة و بحجة أني سألتقطها من الأرض ألتقط النقود مع الورقة و بسرعة رجعت الى القصر و في الطريق كان يتهيأ أن الناس يصرخون خلفي ماذا ألتقطي من الأرض ؟
لما رجعت الى القصر لم أكن أتجرأ أن أنظر الى أحد في تلك الأيام القصر كان مزدحما وأنا كنت فرحة لأن الجميع كانوا غافلين عني .
أين أذهب وأقرأ الرسالة و لهذه اللحظة لم يخطر على بالي بأنه قد يكون متعلما أم لا ؟ فإذا هو
متعلم الحمد لله و لقد كان جسمي يرتعش من الخوف و كنت مرتبكة الى أين اذهب فذهبت الى الغرفة و أقفلت الباب بحجة أني سأغير ملابسي لكي لا يدخل أحد فتحت الرسالة كانت ورقة صغيرة و من دون مقدمات و بخط جميل جدا كان مكتوب فيها بيت شعر و كان المقصود من هذا البيت<< أنه القلب لما يهوى فلا يفرق بين خلق الله فسيأتي يوم و ينكشف ما بالقلب >> إذا هو
يبادلني الشعور ذاته لا يكون يفعلها وننكشف إذا هو يعلم بأني أنا أيضا ... ماذا أفعل ؟ ما هذه الورطة ؟
يا له من خط جميل إذا هو خطاط الآن استطيع أن أقول لوالدي بأنه خطاط و لكن ماذا عن الدكان
فهو ليس صاحبه بل مجرد صبي . سأذهب وأرمي الرسالة في وجهه و سأقول له أخجل من نفسك وليس لك الحق
أن تعترض طريقي مره أخرى وليس لك الحق تنظر الي بنظرة وله و ليس لك الحق بأن ترمي لي الرسائل مرة أخرى ولكن إن قال هذه الرسالة لم اكتبها لك ماذا سيحدث حينها فالرسالة لا تحتوي على أي اسم و لا تخاطب شخص معين أصلا من الأساس ممكن لم تكن لي و قد يكون المقصود شخص أخر لماذا لم أنظر الى من حولي ربما كان يوجد إمرأة خلفي لماذا أذللت نفسي ؟
و لكن بدل كل هذا أخذت الورقة الحقيرة و قبلت خطوطهاو أحتفظت بها .
أنا إبنة بصير الملك أتمنى لو كسرت قدمي قبل أن أذهب إلى دكانه مرة أخرى
لن اذهب إليه فالى هذا الحد و كفايه .
" يتبع "
لقد كان ربيعا و كانت كل التحضيرات للمولود الجديد جاهزة و كان الجميع ينتظر ولادة والدتي فهي تتألم
و أنا كنت قلقة جدا عليها و في نفس الوقت كنت أفكر في قلبي ماذا افعل أنا مقصرة
فوالدتي تتألم و أنا أبحث عن أي عذر لكي أخرج من القصر لكي أراه و لو لدقيقة واحدة فقط فذهبت إلى غرفتي و أخذت عبائتي و ناديت:
ـــ دادة دادة ...
فخرجت من الغرفة التي كانت فيها والدتي و قالت:
ـــ لا تخافي فمازال الوقت مبكر
ـــ أعرف انه الوقت مبكر أنا أريد الخروج
ـــ إلى أين ستذهبين و بمفردك ؟
ـــ لا تخافي سأرجع بسرعة سأذهب لكي أضيئ شمعة من أجل سلامة والدتي
ـــ أجل عزيزتي أرجعي بسرعة ليس جيدا البنت تكون خارج البيت لوحدها و في المغرب
ـــ الآن سأرجع
فذهبت الى الحديقة وقطفت ورده حمراء و ذات رائحة فواحة و أخفيتها خلف عباأتي و خرجت من القصر دون أن ينتبه أحدا إلي لأن الجميع كانوا مشغولين البال على والدتي.
فمشيت بسرعة إلى أن أوشكت على الوصول فكلما خففت من سرعتي بدأت دقات قلبي تتسارع فذهبت إلى الكنيسة و بعجلة أضأت الشموع و دعيت لوالدتي بأن تقوم بالسلامة و دعيت لنفسي بأن يا رب تخفف من عذابي و خرجت متوجهة الى الدكان فاقتربت و دقات قلبي تتسارع فرأيته كان منهمكا في العمل ولم ينتبه الى حضوري فكحيت حتى ينتبه الي رفع راسه وقال:
ـــ مرحبا
ـــ مرحبتين
فقدمت الوردة إليه وقلت:
ـــ هذه لك
ـــ لي أنا ؟
ـــ نعم لك أنت
ـــ ما هي المناسبة ؟
ـــ ثمن الإطار
فضحك وأنا فرحت من أجله. سبحان الله هذا النجار في هذا الدكان الصغير أجمل بكثير من جمال إبن عطاء الدولة أو يمكن أن يكون في نظري أنا هذا الشيء . حقيقة مكانه ليس هنا بل مكانه في قصر وبين الملوك فقال :
ـــ ما هو اسمك؟
ـــ مريم
قلتها بصوت منخفض جدا لا أعلم إن كان قد سمعني أم لا فإن سمعني فهذه معجزة .
ومن دون أن يقول أي كلمه حمل الوردة مرة أخرى وشمها وسألني :
ـــ هل أنت مرتبطة ؟
قلت لنفسي أهربي يا مريم هيا أهربي ولا تعطيه مجال ليتمادى أكثر فهذا الولد وقح هيا أهربي ماذا يظن نفسه هذا النجار المعدم فالمفروض أن أبصق في وجه . ولكن لماذا أنا هادئة هكذا وراضية عن كل شيء ماذا حدث لي يا ترى ؟ أردت أن أشتمه ولكن سمعت نفسي اقول :
ـــ هم أرادوا ولكن أنا لاااا
ـــ لماذا ؟ هل أنت بخيله لكي تحرمينا من حلوان زواجك
ـــ لا إن شاء الله سوف تأكل حلواني
ـــ لماذا ؟
نظرت إلى عينيه مثل الأرنب الذي أسير الى الأفعى ولكن من منا كان الأفعى ؟ لا أعرف كلانا الاثنين أسيرين للعبة القدر , أنزل رأسه في الأرض وشد على المنشار الذي كان في يده وكأنه فهم الذي ما كان يجب أن يفهمه . رجعت وأتجهت الى القصر .
وبعد طول إنتظار تحققت إمنية والداي فأنجبت والدتي ولد ذكر وكان والدي لا تسعه الفرحة فاحتفل ثمانية ليالي بمناسبة تشريف أخي محمد رضا وكان القصر يعج بالضيوف الأصدقاء والمعارف والأقرباء والهدايا من مجوهرات وذهب وووو... والجميع كان فرحا بهذه المناسبة وكان القصر لا يخلى من الناس أختي شهرزاد كانت تتفرج على الناس
ـــ مريم تعالي لنذهب و نتفرج
ـــ أنا لا أريد الذهاب معك اذهبي بمفردك
ـــ لماذا فكل شيء يدعو للتفرج
ـــ أنا لا أريد بل أريد الذهاب لأضيئ شمعة
ـــ واااه أنت كم مرة تضيئين شمعة هذه المرة الثالثة التي تضيئين الشمعة لوالدتي
ـــ أنت لا تتدخلي و ليس لسلامة والدتي بل هي لسلامة أخي و هذه المرة الثانية
ـــ وأنا ما دخلي ذهبتي أم لم تذهبي
لقد كان ظهرا و كان يجب علي أن أرجع بسرعة و لكن لم أكن أعرف بأي عذر أوقف جنب الدكان فأقتربت و جسمي يرتعش و دقات قلبي تتسارع لقد رأيته واقفا جنب باب الدكان و أنا توقفت للحظة و قلت في نفسي ماذا لو أعترض طريقي ؟ ماذا سيحصل ؟ ستكون فضيحة في الحي و لكنه لم يفعل و لمجرد أن رآني دخل بسرعة داخل الدكان وفي لحظة رأيت قد وقع شيئا من يده كانت ورقه صغيرة فأقتربت بهدوء ووضعت قدمي فوقها فأحسست و كأنه نارا تشتعل من أسفل قدمي الى قلبي فكانت في يدي قطعة نقدية فرميتها على الأرض و بسرعة و بحجة أني سألتقطها من الأرض ألتقط النقود مع الورقة و بسرعة رجعت الى القصر و في الطريق كان يتهيأ أن الناس يصرخون خلفي ماذا ألتقطي من الأرض ؟
لما رجعت الى القصر لم أكن أتجرأ أن أنظر الى أحد في تلك الأيام القصر كان مزدحما وأنا كنت فرحة لأن الجميع كانوا غافلين عني .
أين أذهب وأقرأ الرسالة و لهذه اللحظة لم يخطر على بالي بأنه قد يكون متعلما أم لا ؟ فإذا هو
متعلم الحمد لله و لقد كان جسمي يرتعش من الخوف و كنت مرتبكة الى أين اذهب فذهبت الى الغرفة و أقفلت الباب بحجة أني سأغير ملابسي لكي لا يدخل أحد فتحت الرسالة كانت ورقة صغيرة و من دون مقدمات و بخط جميل جدا كان مكتوب فيها بيت شعر و كان المقصود من هذا البيت<< أنه القلب لما يهوى فلا يفرق بين خلق الله فسيأتي يوم و ينكشف ما بالقلب >> إذا هو
يبادلني الشعور ذاته لا يكون يفعلها وننكشف إذا هو يعلم بأني أنا أيضا ... ماذا أفعل ؟ ما هذه الورطة ؟
يا له من خط جميل إذا هو خطاط الآن استطيع أن أقول لوالدي بأنه خطاط و لكن ماذا عن الدكان
فهو ليس صاحبه بل مجرد صبي . سأذهب وأرمي الرسالة في وجهه و سأقول له أخجل من نفسك وليس لك الحق
أن تعترض طريقي مره أخرى وليس لك الحق تنظر الي بنظرة وله و ليس لك الحق بأن ترمي لي الرسائل مرة أخرى ولكن إن قال هذه الرسالة لم اكتبها لك ماذا سيحدث حينها فالرسالة لا تحتوي على أي اسم و لا تخاطب شخص معين أصلا من الأساس ممكن لم تكن لي و قد يكون المقصود شخص أخر لماذا لم أنظر الى من حولي ربما كان يوجد إمرأة خلفي لماذا أذللت نفسي ؟
و لكن بدل كل هذا أخذت الورقة الحقيرة و قبلت خطوطهاو أحتفظت بها .
أنا إبنة بصير الملك أتمنى لو كسرت قدمي قبل أن أذهب إلى دكانه مرة أخرى
لن اذهب إليه فالى هذا الحد و كفايه .
" يتبع "
رد: مأساة مريم ( قصة حقيقية ) سأرويها لكم على حلقات
ولم أخرج من البيت و إن كنت أخرج , أخرج بالعربة و لما تمر العربة من جنب الدكان كنت أراه ينظر إلى العربة بأربعة عيون و كانت هذه العيون تبحث عني فلم يكن يميز من التي جالسة بالعربة أنا أم أختي أم الدادا .
بدأ يقترب موعد تحديد تاريخ زواج أختي شهرزاد من إبن خالتي . لأن خالتي كانت تصر على تعجيل الزواج و لكن والدتي تطلب منها مهلة شهر أو شهرين لأنه بصراحة أختي كانت صغيرة و كان عمرها لا يزيد عن الحادي عشر . كانت والدتي تأجل زواج أختي بحجة أني أنا حتى الان لم أتزوج بعد ولكن خالتي كانت مصرة .
كنت جالسة مع والدتي و هي كانت ترضع أخي فأبتسمت لي و قالت :
ـــ البارحة والدك زف إلي خبر مفرح لقد تقدم لخطبتك خطيب رائع , عمك يريد أن يطلب يدك لإبنه منصور .
فاستأت من كلامها و ألزمت الصمت فأعتبرت والدتي ردت فعلي معبرة عن الخجل .
هذه المرة لن يكون لي أي عذر على قول الدادا إبن عمي رجل بكل معنى الكلمة غني ووسيم و متعلم ولا يقل شأنا عن إبن عطاء الدولة . فهو يكبرني بعشر سنوات.
وقد قال لوالده أن مريم لي من يوم أبصرت النور قلت لنفسي هذه من ستكون زوجتي فأنا ما زلت حتى الآن صابر وأيضا سأصبر أنا أريدها هي ولا أريد سواها فمنذ إن كنا صغارا وأنا أريدها .
فأي وحده مكاني كانت ستتمنى هذه الزيجة طبعا غيري , أنا يا لها من ورطة وقعت فيها
ركضت إلى الغرفة وأخذت الورقة وقرأت البيت الشعر مرة أخرى وبعدها قبلتها وكأني بهذا الشيء أداوي جروحي لقد كانت الخطوبة جدية وكنت خائفة ومحتارة ماذا أفعل كنت أبحث عن أي عذر مقنع لرفضه ولكن لا يوجد فأخذت ورقة بيضاء وعطرتها وزينت أطرافها بالورود و لونتها و كتبت فيها بيتين شعر .
في ذلك الزمان عندما البنت تكون في الخامسة عشر من عمرها تحب أو تعشق هذه لوحدها معصية
لدرجة قد إنها من الممكن أن تسبب في إسالت الدماء ما إذا وصل لكتابة رسالة ولرفض الخطيب و إن كان هذا من أجل حب نجارا معدم هذا بنفسه شيء كبير فكيف أذا وصل لبنت بصير الملك فمجرد التفكير بهذا الشيء يجعل القلب يتوقف.
فلم يكن عندي أي عذر للخروج من القصر على كل حال خرجت من القصر و كان وقتها غروب توجهت إلى الدكان فرأيته و هو على وشك الخروج . أنا كنت ذاهبة أنهي الموضوع وأضع له حدا فرآني وبصوت منخفض قال :
ـــ وأخيرا حضرتي
رفعت الخمار عن وجهي و نظرت في عينيه وأبتسمت له قال :
ـــ هل تعلمين كم يوم مضى ولم تسألي عني ؟
ـــ أعرف
ـــ هل تريدين أن تجننيني أنت ؟
ـــ إن كنت أنا قد جننت فلماذا أنت أيضا لا تجن ؟
نظر إلي و هو متعجبا و لم يصدق بأن أنا اكلمه بهذه الطريقة و من غير رسميات لقد كان واقفا و ينظر إلي وهو في حيرة ماذا يقول قلت
ـــ فلم أكن أعرف بأنك متعلم
ـــ نعم أنا متعلم
ـــ هذا الخط جميل فمن أين تعلمته ؟
ـــ تعلمته في تبريز << تبريز مدينه في شمال ايران>> فمنذ الوالدة إلي الثانية عشرة من عمري كنت أعيش في تبريز كان والدي من هناك ووالدتي من الشمال كنا مستأجرين غرفة في منزل مطوع وهو الذي علمني الكتابة و القراءة
ـــ و الآن هل تدرس ؟
ـــ كنت أتمنى الذهاب الى دار الفنون
ـــ لماذا لم تذهب
ـــ قلت لك والدي توفى وأنا الذي علت والدتي من بعد وفاته و الآن أريد العمل في وقت الفراغ لكي أدخر النقود لكي اذهب إلى مدرسة عسكرية
ـــ اهاااا خيرا ما تفعل ولو انه خسارة سيحلقون شعرك
فعم السكوت بيننا مرة أخرى وأنا كنت فرحة في داخلي لأنه يريد أن يصبح ذا شأن فمددت يدي له وقلت :
ـــ هذا لك
فأبتسم لي مرة أخرى و نظر في عيني و كأنه يقرأ كل أفكاري
ـــ لي أنا ؟
ـــ نعم لك أنت
ـــ ماذا يكون ؟
ـــ خذه و ستعرف بنفسك
أقترب مني و كنت أتمنى في تلك اللحظة بأن يتوقف الزمن و تدوم هذه اللحظة مدى الحياة و لكن يا خسارة هذه كانت مجرد ثواني أخذ الورقة من يدي و بعدها رجعت إلى القصر .
في تلك الأيام كان في القصر لا يوجد إلا الكلام في موضوعي أنا و منصور كان والداي فرحين لهذا الموضوع . وبعد عدة أيام دعانا عمي لقضاء أسبوع في مزرعته وأنا كنت خائفة ومحتارة ماذا أفعل بهذا الموضوع ففكرت مليا وقررت الذهاب إلى بيت أختي ليلى .
فذهبت وحدي وفي طريقي مررت الى الدكان وكان هو واقفا في وسط الدكان
ـــ السلام عليكم
ـــ عليكم السلام
فذهب قرب الطاولة في وسط الدكان وأخذ شيئا و أتجه نحوي
ـــ هذا لك
ــ ما هذا ؟
مددت يدي ووضع فيها خصلة شعر من شعره التي كانت مربوطة بخيط , رفعت الخمار من على وجهي وابتسمت في وجهه وهو أيضا بادلني نفس الإبتسامة كنت انظر في عينيه وكنت أريد التكلم ولكنني لم أستطع وكأنه فهمني ومن دون مقدمات قال :
ـــ أريد أن اطلب يدك
تسارعت دقات قلبي
ـــ غير ممكن
ـــ لماذا ؟
ـــ يريدون أن يزوجوني لإبن عمي
أختفت الإبتسامة من على شفايفه وتنهد آآآآه وألتزم السكوت بعدها رد علي وبحسرة
ـــ هل أنت أيضا تريدينه ؟
ـــ لااااا
عم السكوت بيننا بعدها قلت
ـــ أنا الآن ذاهبة الى بيت أختي لكي أقول لها إني لا أريد الزواج من إبن عمي
ـــ وإن سألتك تريدين من ؟
ـــ نجار حينا
فضحك بصوت عالي ونظر إلى ولم أهرب من نظرته إلى أني كنت سأموت من الخجل سألني
ـــ هل تقولين الحقيقة
ـــ نعم
ـــ إذا دعيني أحضر وأطلب يدك
ـــ لا لم يحن الوقت بعد أصبر إلى أن أختي تكلم والداي عندها سأخبرك
ـــ حقا أنت مستعدة للزواج مني ؟ وأن تكوني زوجت واحد لا شيء ؟
ـــ نعم
فحرك رأسه و كانت علامات الأسف و الحسرة ظاهرة على وجه
ـــ ألن تندمي ؟
ـــ لماذا ؟ فأنا لا أرى فيك أي عيب
ـــ عيبي هو إني عشقت و يدي فارغة
فضحكت و توجهت إلى بيت أختي وفي الطريق بإستمرار كنت أنظر إلى خصلة الشعر .
قلت لأختي :
ـــ جئت للغذاء عندكم
مع إن أختي تعجبت من هذا الأمر إلا إنها فرحت لقدومي الى بيتها فأقتربت مني و سألت :
ـــ ماهي آخر الأخبار ؟
ـــ عمي دعانا لقضاء أسبوع في مزرعته يبدو أنهم يريدون التكلم عن موضوعي أنا و منصور
ففرحت أختي من هذا الخبر
ـــ لاحظت بأنك لستي على طبيعتك فهل هذا كله بسبب منصور , مبروك
ولكني فضلت السكوت و كنت مرتبكة و ارتجف فلاحظت علي أختي و قالت
ـــ ماذا دهاك يا مريم تكلمي بس لا تكوني تحبي ؟
وفجأة و من دون إرادتي بكيت فأستغربت أختي مني وسألتني :
ـــ هل أنت تحبين منصور ؟
ـــ لا
فأستغربت و أخفضت صوتها و قالت :
ـــ مريم هل انت تقولين الصدق
كنت ساكته و ابكي
ـــ تكلمي تحبين من ؟
بدأت تعد لي كل شباب أقاربنا قلت:
ـــ لا يا أختي
ـــ إذا تكلمي من هو ؟ لا تكوني قد أحببتي واحدا متزوجا و عنده أولاد هل هو يقرب لنا ؟ أين رأيته ؟
ـــ لا ليس من أقاربنا
و أكثرت بالبكاء
ـــ لا ؟ إذا من هو ؟ هل هو يبادلك الشعور ذاته ؟ هل انتم تتواعدان ؟
والدموع تنهمر على وجهي و قلت :
ـــ نعم يا أختي هو أيضا يبادلني الشعور لا تحزني يا أختي لأنه ... لأنه ... ليس من مستوانا
ـــ إذا من هو ؟
الآن هي التي بدأت بالارتجاف فقلت لها
ـــ انسي يا أختي فلا يوجد احد
أردت النهوض إلا إنها أمسكت يدي بقوة و قالت
ـــ كيف أنسى و إلى أين تذهبين أجلسي و أخبريني القصة و من هو ؟
ـــ لا أستطيع إخبارك
ـــ مريم أنت الآن ستقتلينني و سيتوقف قلبي و أرجوك لا تلفي و تدوري و أخبريني من يكون
و هل هو الذي قال لكي بأنه هو أيضا يبادلك الشعور ذاته ؟
ـــ نعم يا أختي
و قالت بحسرة
ـــ إذا تتكلمون مع بعض ؟
ألتزمت السكوت و الدموع تنهمر على وجهي
ـــ تكلمي يا بنت تكلمي كيف تعرفتي عليه ؟
هل ستتكلمين أم لا ؟
يتبع 0000
بدأ يقترب موعد تحديد تاريخ زواج أختي شهرزاد من إبن خالتي . لأن خالتي كانت تصر على تعجيل الزواج و لكن والدتي تطلب منها مهلة شهر أو شهرين لأنه بصراحة أختي كانت صغيرة و كان عمرها لا يزيد عن الحادي عشر . كانت والدتي تأجل زواج أختي بحجة أني أنا حتى الان لم أتزوج بعد ولكن خالتي كانت مصرة .
كنت جالسة مع والدتي و هي كانت ترضع أخي فأبتسمت لي و قالت :
ـــ البارحة والدك زف إلي خبر مفرح لقد تقدم لخطبتك خطيب رائع , عمك يريد أن يطلب يدك لإبنه منصور .
فاستأت من كلامها و ألزمت الصمت فأعتبرت والدتي ردت فعلي معبرة عن الخجل .
هذه المرة لن يكون لي أي عذر على قول الدادا إبن عمي رجل بكل معنى الكلمة غني ووسيم و متعلم ولا يقل شأنا عن إبن عطاء الدولة . فهو يكبرني بعشر سنوات.
وقد قال لوالده أن مريم لي من يوم أبصرت النور قلت لنفسي هذه من ستكون زوجتي فأنا ما زلت حتى الآن صابر وأيضا سأصبر أنا أريدها هي ولا أريد سواها فمنذ إن كنا صغارا وأنا أريدها .
فأي وحده مكاني كانت ستتمنى هذه الزيجة طبعا غيري , أنا يا لها من ورطة وقعت فيها
ركضت إلى الغرفة وأخذت الورقة وقرأت البيت الشعر مرة أخرى وبعدها قبلتها وكأني بهذا الشيء أداوي جروحي لقد كانت الخطوبة جدية وكنت خائفة ومحتارة ماذا أفعل كنت أبحث عن أي عذر مقنع لرفضه ولكن لا يوجد فأخذت ورقة بيضاء وعطرتها وزينت أطرافها بالورود و لونتها و كتبت فيها بيتين شعر .
في ذلك الزمان عندما البنت تكون في الخامسة عشر من عمرها تحب أو تعشق هذه لوحدها معصية
لدرجة قد إنها من الممكن أن تسبب في إسالت الدماء ما إذا وصل لكتابة رسالة ولرفض الخطيب و إن كان هذا من أجل حب نجارا معدم هذا بنفسه شيء كبير فكيف أذا وصل لبنت بصير الملك فمجرد التفكير بهذا الشيء يجعل القلب يتوقف.
فلم يكن عندي أي عذر للخروج من القصر على كل حال خرجت من القصر و كان وقتها غروب توجهت إلى الدكان فرأيته و هو على وشك الخروج . أنا كنت ذاهبة أنهي الموضوع وأضع له حدا فرآني وبصوت منخفض قال :
ـــ وأخيرا حضرتي
رفعت الخمار عن وجهي و نظرت في عينيه وأبتسمت له قال :
ـــ هل تعلمين كم يوم مضى ولم تسألي عني ؟
ـــ أعرف
ـــ هل تريدين أن تجننيني أنت ؟
ـــ إن كنت أنا قد جننت فلماذا أنت أيضا لا تجن ؟
نظر إلي و هو متعجبا و لم يصدق بأن أنا اكلمه بهذه الطريقة و من غير رسميات لقد كان واقفا و ينظر إلي وهو في حيرة ماذا يقول قلت
ـــ فلم أكن أعرف بأنك متعلم
ـــ نعم أنا متعلم
ـــ هذا الخط جميل فمن أين تعلمته ؟
ـــ تعلمته في تبريز << تبريز مدينه في شمال ايران>> فمنذ الوالدة إلي الثانية عشرة من عمري كنت أعيش في تبريز كان والدي من هناك ووالدتي من الشمال كنا مستأجرين غرفة في منزل مطوع وهو الذي علمني الكتابة و القراءة
ـــ و الآن هل تدرس ؟
ـــ كنت أتمنى الذهاب الى دار الفنون
ـــ لماذا لم تذهب
ـــ قلت لك والدي توفى وأنا الذي علت والدتي من بعد وفاته و الآن أريد العمل في وقت الفراغ لكي أدخر النقود لكي اذهب إلى مدرسة عسكرية
ـــ اهاااا خيرا ما تفعل ولو انه خسارة سيحلقون شعرك
فعم السكوت بيننا مرة أخرى وأنا كنت فرحة في داخلي لأنه يريد أن يصبح ذا شأن فمددت يدي له وقلت :
ـــ هذا لك
فأبتسم لي مرة أخرى و نظر في عيني و كأنه يقرأ كل أفكاري
ـــ لي أنا ؟
ـــ نعم لك أنت
ـــ ماذا يكون ؟
ـــ خذه و ستعرف بنفسك
أقترب مني و كنت أتمنى في تلك اللحظة بأن يتوقف الزمن و تدوم هذه اللحظة مدى الحياة و لكن يا خسارة هذه كانت مجرد ثواني أخذ الورقة من يدي و بعدها رجعت إلى القصر .
في تلك الأيام كان في القصر لا يوجد إلا الكلام في موضوعي أنا و منصور كان والداي فرحين لهذا الموضوع . وبعد عدة أيام دعانا عمي لقضاء أسبوع في مزرعته وأنا كنت خائفة ومحتارة ماذا أفعل بهذا الموضوع ففكرت مليا وقررت الذهاب إلى بيت أختي ليلى .
فذهبت وحدي وفي طريقي مررت الى الدكان وكان هو واقفا في وسط الدكان
ـــ السلام عليكم
ـــ عليكم السلام
فذهب قرب الطاولة في وسط الدكان وأخذ شيئا و أتجه نحوي
ـــ هذا لك
ــ ما هذا ؟
مددت يدي ووضع فيها خصلة شعر من شعره التي كانت مربوطة بخيط , رفعت الخمار من على وجهي وابتسمت في وجهه وهو أيضا بادلني نفس الإبتسامة كنت انظر في عينيه وكنت أريد التكلم ولكنني لم أستطع وكأنه فهمني ومن دون مقدمات قال :
ـــ أريد أن اطلب يدك
تسارعت دقات قلبي
ـــ غير ممكن
ـــ لماذا ؟
ـــ يريدون أن يزوجوني لإبن عمي
أختفت الإبتسامة من على شفايفه وتنهد آآآآه وألتزم السكوت بعدها رد علي وبحسرة
ـــ هل أنت أيضا تريدينه ؟
ـــ لااااا
عم السكوت بيننا بعدها قلت
ـــ أنا الآن ذاهبة الى بيت أختي لكي أقول لها إني لا أريد الزواج من إبن عمي
ـــ وإن سألتك تريدين من ؟
ـــ نجار حينا
فضحك بصوت عالي ونظر إلى ولم أهرب من نظرته إلى أني كنت سأموت من الخجل سألني
ـــ هل تقولين الحقيقة
ـــ نعم
ـــ إذا دعيني أحضر وأطلب يدك
ـــ لا لم يحن الوقت بعد أصبر إلى أن أختي تكلم والداي عندها سأخبرك
ـــ حقا أنت مستعدة للزواج مني ؟ وأن تكوني زوجت واحد لا شيء ؟
ـــ نعم
فحرك رأسه و كانت علامات الأسف و الحسرة ظاهرة على وجه
ـــ ألن تندمي ؟
ـــ لماذا ؟ فأنا لا أرى فيك أي عيب
ـــ عيبي هو إني عشقت و يدي فارغة
فضحكت و توجهت إلى بيت أختي وفي الطريق بإستمرار كنت أنظر إلى خصلة الشعر .
قلت لأختي :
ـــ جئت للغذاء عندكم
مع إن أختي تعجبت من هذا الأمر إلا إنها فرحت لقدومي الى بيتها فأقتربت مني و سألت :
ـــ ماهي آخر الأخبار ؟
ـــ عمي دعانا لقضاء أسبوع في مزرعته يبدو أنهم يريدون التكلم عن موضوعي أنا و منصور
ففرحت أختي من هذا الخبر
ـــ لاحظت بأنك لستي على طبيعتك فهل هذا كله بسبب منصور , مبروك
ولكني فضلت السكوت و كنت مرتبكة و ارتجف فلاحظت علي أختي و قالت
ـــ ماذا دهاك يا مريم تكلمي بس لا تكوني تحبي ؟
وفجأة و من دون إرادتي بكيت فأستغربت أختي مني وسألتني :
ـــ هل أنت تحبين منصور ؟
ـــ لا
فأستغربت و أخفضت صوتها و قالت :
ـــ مريم هل انت تقولين الصدق
كنت ساكته و ابكي
ـــ تكلمي تحبين من ؟
بدأت تعد لي كل شباب أقاربنا قلت:
ـــ لا يا أختي
ـــ إذا تكلمي من هو ؟ لا تكوني قد أحببتي واحدا متزوجا و عنده أولاد هل هو يقرب لنا ؟ أين رأيته ؟
ـــ لا ليس من أقاربنا
و أكثرت بالبكاء
ـــ لا ؟ إذا من هو ؟ هل هو يبادلك الشعور ذاته ؟ هل انتم تتواعدان ؟
والدموع تنهمر على وجهي و قلت :
ـــ نعم يا أختي هو أيضا يبادلني الشعور لا تحزني يا أختي لأنه ... لأنه ... ليس من مستوانا
ـــ إذا من هو ؟
الآن هي التي بدأت بالارتجاف فقلت لها
ـــ انسي يا أختي فلا يوجد احد
أردت النهوض إلا إنها أمسكت يدي بقوة و قالت
ـــ كيف أنسى و إلى أين تذهبين أجلسي و أخبريني القصة و من هو ؟
ـــ لا أستطيع إخبارك
ـــ مريم أنت الآن ستقتلينني و سيتوقف قلبي و أرجوك لا تلفي و تدوري و أخبريني من يكون
و هل هو الذي قال لكي بأنه هو أيضا يبادلك الشعور ذاته ؟
ـــ نعم يا أختي
و قالت بحسرة
ـــ إذا تتكلمون مع بعض ؟
ألتزمت السكوت و الدموع تنهمر على وجهي
ـــ تكلمي يا بنت تكلمي كيف تعرفتي عليه ؟
هل ستتكلمين أم لا ؟
يتبع 0000
رد: مأساة مريم ( قصة حقيقية ) سأرويها لكم على حلقات
ـــ سأتكلم هل تعرفين ذلك الدكان الذي نمر من جنبه على طريقنا ؟
ـــ طيب !
ـــ ذلك الصبي النجار الذي اسمه أحمد
ما إن لفظت إسمه حتى شعرت بالإرتياح وأخيرا هذا الحمل الثقيل زال عن صدري و أخيرا بحت بسري لشخص . وأختي و كأنها لا تصدق الذي قلته و قالت :
ـــ من؟ هل جننتي يا مريم ؟
ـــ لا يا أختي انا لم أجن استحلفك بالله اخبري والداي و قولي لهم أنا أريد سواه و لا أستطيع العيش من دونه ....
ـــ أنا أغلط و أقول هذا الكلام لهم هل تريدين أن يموت والدي من هذا الخبر و ماذا عن أمي طبعا سيجف الحليب من صدرها
فعم السكوت بيننا وأختي تنظر الي بإندهاش و كأنها لم تصدق ما تسمع أو ترفض التصديق فقالت:
ـــ أي دكان تقصدين ؟ هل ذلك الدكان الصغير و المظلم ؟
ـــ نعم هو
ـــ يا بنت ماذا كنتي تفعلين هناك ؟ كيف قدميك أخذتك الى ذلك المكان الحقير ؟ و كيف رأيته ؟
ـــ صدقيني يا أختي أنا بنفسي لا أعلم كيف يمكن أن يكون هذا نصيبي
ـــ هيا انهضي و أخجلي من نفسك حتى إبن الدادا أفضل منه بكثير هل تريدين أن تكوني تعيسة وتفضحيننا
و تفضحي والدنا و نكون على كل لسان ؟ هل تريدين أن تصبحي زوجة النجار ؟
ـــ أسمعي يا أختي فالحب لا يأتي بإختيار المرأ أنا اعرف كل هذا الذي قلتيه و فكرت مليا بهذا الشيء و على فكرة هو يريد أن يلتحق بالجيش و إذا والدي ساعده سيصبح ذا شأن فأرجوك تكلمي مع والداي و إن أصبح زوجته وإن لم أصبح سأقتل نفسي
كنت أتكلم بجدية و بصوت مرتفع لدرجة إن أختي صدقت ما قلت و قالت :
ـــ تأكدي إن عرف والدي سيقتلك قبل أن تقتلي نفسك
ـــ ليقتلني أفضل سأرتاح فأنا لا أريد الزواج بمنصور و لا غيره الموت أفضل لي فإن لم تتكلمي أنت معهم أنا بنفسي سأكلمهم
فأردت النهوض فأمسكت بيدي مرة أخرى و لكن هذه المرة كانت يدها باردة كقطعة ثلج و كانت عكس يدي أنا كانت ساخنة جدا جدا
ـــ إجلسي يا مريم ودعيني أفكر و تعوذي من الشيطان و أتركي عنكي هذا الجنون
فكلما أزدادت نصائحها لي كنت أنا ازداد عنادا كنت أريده هو ولا سواه و بعصبية قلت
ـــ جئت لكي عون فصرتي لي فرعون أنت من ماذا خائفة ؟ يريدون قتلي فيقتلوني فداك يا أختي فسأذهب بنفسي وأبحث عن حل لمشكلتي
وبإكراه رضيت أختي أن تتكلم مع والدي فذهبت معي الى القصر ...
أستغربت والداتي من وجود أختي معي في هذا الوقت
ـــ ليلى ماذا حصل ؟ لماذا أنت أيضا آتية في هذه الساعة برفقت مريم ؟
لقد خافت أمي من أن يكون قد حصل إختلاف بين ليلى و زوجها فضحكت أختي و قالت:
ـــ والدتي العزيزة إن كنتي قد تضايقتي من مجيئي سأذهب
ـــ يسرٌني قدومك و لكن لماذا في هذا الوقت ؟ لماذا لم تجلبي إبنك معك ؟
فلكي لا تنتبه الدادا بوجود شيء فغمزت أختي لوالدتي و قالت:
ـــ فلما أخبرتني مريم بأنك مصابة بالزكام قلقت و جئت للإطمئنان عليك ولم أحضر إبني معي
لكي لا يصب بالعدوى
فغمزت مرة أخرى لوالدتي . فرأيت يد والدتي ترتجف أحست بأنه في موضوع خطير و لا يجب للخدم أن يعرفوا أو يشعروا بشيء ، فقالت ليلى للدادة :
ـــ خذي محمد رضا الى بيتي و في الطريق أضيئي عشرة شموع
ووالدتي كانت مستغربة من كلام ليلى و هي في حيرة من أمرها فما أن غادرت الداده الغرفة فأمسكت والدتي بذراع ليلى و بصوت منخفض قالت:
ـــ ماذا يجري يا ليلى ؟ ها أختلفتي مع زوجك ؟ لماذا جعلتيهم يأخذون محمد رضا الى بيتك ؟
كانت والدتي شديدة القلق فأدمعت عينها و أختي تحاول أن تهدأ من روعها فتقول لها :
ـــ أطمئني اقسم بأنه لم يحدث بيني و بين زوجي أي شيء
ـــ إذا ماذا ؟ لماذا تريدينه أن يترك البيت ؟
فذهبت ليلى قرب النافذة وألقت نظرة من النافذة و لما رأتهم الدادا مع السائق يغادران قالت:
والدتي اجلسي مريم أنت أيضا تعالي فنظرت إلي والدتي التي كانت شديدة القلق فبدأت دقات قلبي تتسارع, وتغير لون وجهي فقالت والدتي :
ـــ هل ستقولين ماذا يجري أم لا ؟ لماذا لا تتكلمين ؟ هيا تكلمي !
فنظرت ليلى في عين والدتي و قالت :
ـــ والدتي العزيزة إن مريم لا تريد الزواج من منصور
فلاحظت بأنٌ صوتها كان يرتجف وهي تتكلم ووالدتي كانت منصدمة من هذا الكلام فنظرت إلي
ثم نظرت الى ليلى فغضبت و صرخت هذا لا يحتاج الى إخلاء البيت ,
ما الذي يعيب منصور ؟ أنا كلما فكرت فلا أرى أي عيب فيه
ممكن قد قال لها شيئا ؟ أم حصل بينهما شيء ؟ إذا لماذا لا تريد الزواج
ـــ هي لا تحب منصور
الظاهر والدتي بدأت تفهم ولكن لا تريد التصديق فقالت :
ـــ منصور لا تريده ، إبن عطاء الدولة لا تريده إذا من تريد ؟
ـــ والدتي لا تغضبني الحقيقة ... الحقيقة ... مريم عاشقة
في لحظة عم السكوت و رأيت بدأ التغير في وجه والدتي -- شاحبة -- فألتفتت نحوي و قالت :
ـــ يا سلام ! ماهذا ؟!!
أمسكت أختي ذراع والدتي و قالت :
ـــ والدتي أرجوك لا تصرخي لا تفضحينا تفضحينا
ـــ أنا أفضحكم ؟
فالفضيحة قد حصلت الآن الآنسة عاشقة
عاشقة أي كلب يا ترى ؟
ترقبوا الجزء الرابع 0000000
ـــ طيب !
ـــ ذلك الصبي النجار الذي اسمه أحمد
ما إن لفظت إسمه حتى شعرت بالإرتياح وأخيرا هذا الحمل الثقيل زال عن صدري و أخيرا بحت بسري لشخص . وأختي و كأنها لا تصدق الذي قلته و قالت :
ـــ من؟ هل جننتي يا مريم ؟
ـــ لا يا أختي انا لم أجن استحلفك بالله اخبري والداي و قولي لهم أنا أريد سواه و لا أستطيع العيش من دونه ....
ـــ أنا أغلط و أقول هذا الكلام لهم هل تريدين أن يموت والدي من هذا الخبر و ماذا عن أمي طبعا سيجف الحليب من صدرها
فعم السكوت بيننا وأختي تنظر الي بإندهاش و كأنها لم تصدق ما تسمع أو ترفض التصديق فقالت:
ـــ أي دكان تقصدين ؟ هل ذلك الدكان الصغير و المظلم ؟
ـــ نعم هو
ـــ يا بنت ماذا كنتي تفعلين هناك ؟ كيف قدميك أخذتك الى ذلك المكان الحقير ؟ و كيف رأيته ؟
ـــ صدقيني يا أختي أنا بنفسي لا أعلم كيف يمكن أن يكون هذا نصيبي
ـــ هيا انهضي و أخجلي من نفسك حتى إبن الدادا أفضل منه بكثير هل تريدين أن تكوني تعيسة وتفضحيننا
و تفضحي والدنا و نكون على كل لسان ؟ هل تريدين أن تصبحي زوجة النجار ؟
ـــ أسمعي يا أختي فالحب لا يأتي بإختيار المرأ أنا اعرف كل هذا الذي قلتيه و فكرت مليا بهذا الشيء و على فكرة هو يريد أن يلتحق بالجيش و إذا والدي ساعده سيصبح ذا شأن فأرجوك تكلمي مع والداي و إن أصبح زوجته وإن لم أصبح سأقتل نفسي
كنت أتكلم بجدية و بصوت مرتفع لدرجة إن أختي صدقت ما قلت و قالت :
ـــ تأكدي إن عرف والدي سيقتلك قبل أن تقتلي نفسك
ـــ ليقتلني أفضل سأرتاح فأنا لا أريد الزواج بمنصور و لا غيره الموت أفضل لي فإن لم تتكلمي أنت معهم أنا بنفسي سأكلمهم
فأردت النهوض فأمسكت بيدي مرة أخرى و لكن هذه المرة كانت يدها باردة كقطعة ثلج و كانت عكس يدي أنا كانت ساخنة جدا جدا
ـــ إجلسي يا مريم ودعيني أفكر و تعوذي من الشيطان و أتركي عنكي هذا الجنون
فكلما أزدادت نصائحها لي كنت أنا ازداد عنادا كنت أريده هو ولا سواه و بعصبية قلت
ـــ جئت لكي عون فصرتي لي فرعون أنت من ماذا خائفة ؟ يريدون قتلي فيقتلوني فداك يا أختي فسأذهب بنفسي وأبحث عن حل لمشكلتي
وبإكراه رضيت أختي أن تتكلم مع والدي فذهبت معي الى القصر ...
أستغربت والداتي من وجود أختي معي في هذا الوقت
ـــ ليلى ماذا حصل ؟ لماذا أنت أيضا آتية في هذه الساعة برفقت مريم ؟
لقد خافت أمي من أن يكون قد حصل إختلاف بين ليلى و زوجها فضحكت أختي و قالت:
ـــ والدتي العزيزة إن كنتي قد تضايقتي من مجيئي سأذهب
ـــ يسرٌني قدومك و لكن لماذا في هذا الوقت ؟ لماذا لم تجلبي إبنك معك ؟
فلكي لا تنتبه الدادا بوجود شيء فغمزت أختي لوالدتي و قالت:
ـــ فلما أخبرتني مريم بأنك مصابة بالزكام قلقت و جئت للإطمئنان عليك ولم أحضر إبني معي
لكي لا يصب بالعدوى
فغمزت مرة أخرى لوالدتي . فرأيت يد والدتي ترتجف أحست بأنه في موضوع خطير و لا يجب للخدم أن يعرفوا أو يشعروا بشيء ، فقالت ليلى للدادة :
ـــ خذي محمد رضا الى بيتي و في الطريق أضيئي عشرة شموع
ووالدتي كانت مستغربة من كلام ليلى و هي في حيرة من أمرها فما أن غادرت الداده الغرفة فأمسكت والدتي بذراع ليلى و بصوت منخفض قالت:
ـــ ماذا يجري يا ليلى ؟ ها أختلفتي مع زوجك ؟ لماذا جعلتيهم يأخذون محمد رضا الى بيتك ؟
كانت والدتي شديدة القلق فأدمعت عينها و أختي تحاول أن تهدأ من روعها فتقول لها :
ـــ أطمئني اقسم بأنه لم يحدث بيني و بين زوجي أي شيء
ـــ إذا ماذا ؟ لماذا تريدينه أن يترك البيت ؟
فذهبت ليلى قرب النافذة وألقت نظرة من النافذة و لما رأتهم الدادا مع السائق يغادران قالت:
والدتي اجلسي مريم أنت أيضا تعالي فنظرت إلي والدتي التي كانت شديدة القلق فبدأت دقات قلبي تتسارع, وتغير لون وجهي فقالت والدتي :
ـــ هل ستقولين ماذا يجري أم لا ؟ لماذا لا تتكلمين ؟ هيا تكلمي !
فنظرت ليلى في عين والدتي و قالت :
ـــ والدتي العزيزة إن مريم لا تريد الزواج من منصور
فلاحظت بأنٌ صوتها كان يرتجف وهي تتكلم ووالدتي كانت منصدمة من هذا الكلام فنظرت إلي
ثم نظرت الى ليلى فغضبت و صرخت هذا لا يحتاج الى إخلاء البيت ,
ما الذي يعيب منصور ؟ أنا كلما فكرت فلا أرى أي عيب فيه
ممكن قد قال لها شيئا ؟ أم حصل بينهما شيء ؟ إذا لماذا لا تريد الزواج
ـــ هي لا تحب منصور
الظاهر والدتي بدأت تفهم ولكن لا تريد التصديق فقالت :
ـــ منصور لا تريده ، إبن عطاء الدولة لا تريده إذا من تريد ؟
ـــ والدتي لا تغضبني الحقيقة ... الحقيقة ... مريم عاشقة
في لحظة عم السكوت و رأيت بدأ التغير في وجه والدتي -- شاحبة -- فألتفتت نحوي و قالت :
ـــ يا سلام ! ماهذا ؟!!
أمسكت أختي ذراع والدتي و قالت :
ـــ والدتي أرجوك لا تصرخي لا تفضحينا تفضحينا
ـــ أنا أفضحكم ؟
فالفضيحة قد حصلت الآن الآنسة عاشقة
عاشقة أي كلب يا ترى ؟
ترقبوا الجزء الرابع 0000000
رد: مأساة مريم ( قصة حقيقية ) سأرويها لكم على حلقات
الجزء الرابع :
عم السكوت في الغرفة و أمي شديدة الغضب فصرخت في وجه أختي
ـــ ألم أكلمك يا بنت ؟ تكلمي عاشقة أي كلب ؟
كانت تصرخ في وجه ليلى و كأنها هي المذنبة
ـــ لا تغضبي يا والدتي اهدئي ارجوكي أنت لا تعرفينه وانأ أيضا لا اعرفه...
هذه المرة فقط والدتي سألت
ـــ من؟
ـــ ذلك الشاب ... ذلك الشاب الذي داخل الدكان... ذلك دكان النجارة....في ذلك دكان النجارة
يوجد صبي يعمل... تقول اسمه احمد ، أحمد النجار
بينما والدتي كانت تنظر إلى أختي و باستغراب فجاه و من دون كلام وقعت راكعة على الأرض و اخفت وجهها بيدها و أنا كنت أرتجف من الخوف و أختي تنظر الي بعتاب قالت :
ـــ والدتي عزيزتي هل أانت بخير؟
في النهاية والدتي رفعت رأسها شاحبة اللون و كأنه جف الدماء من جسدها فنظرت إلى أختي و بحنية سألتها:
ـــ كنتي تمزحين يا ليلى صح ؟
و لأنها رأت أختي ملتزمة الصمت فمرة أخرى اخفت وجهها بيدها و صرخت
ـــ يا الهي!... فتمزق قلبي لرويتها بهذه الحالة فتحاول أختي بأن تهدئها و إقناعها قالت :
ـــ والدتي هي تريد أن تصبح زوجته
ـــ هي تخطأ ، يا الهي ماذا سأقول لوالدك ؟
سيقول لي لم تعرفي كيف تربي ابنتك!
ـــ إنا سأتكلم مع والدي
ـــ ألا تخجلين أنتي أيضا مثلها فقد عقلك فألتفت إلي و قالت:
ـــ حسابي معك فيما بعد عاشقة يا قليلة الحياء و عاشقة من نجار معدم و حقير ! اتفووو عليك و علي أنا التي أنجبتك
فأزداد بكائها وارتفع صوت بكائها فقالت لها أختي :
ـــ لا تفعلي بنفسك هكذا يا والدتي سيجف الحليب من صدرك
فأخذت والدتي في حضنها و قبلتها و حاولت تهدئتها
ـــ أحسنتي يا بنت وما قصرتي على هذه الفضيحة ماذا أقول لوالدك ؟ أقول ابنتك قد هبلت ؟ عاشقة نجار الحي الحافي ؟ أقول أنت يجب أن تصبح والد زوجت النجار المعدم النجار الشحاد ؟
فغضبت من كلامها و لا أعرف كيف تجرأت و رفعت صوتي عليها من الممكن غياب والدي أعطاني الجرأة و قلت
ـــ شحاد فليكن فهل يجب على الجميع أن يكونوا أغنياء ؟ فهو يعمل و يكد و لا يسرق ليلى لم تقل أنا سأقول يريد أن يذهب الى المدرسة العسكرية
و يصبح ذا شأن
فأتجهت والدتي نحوي و هي غاضبة و قالت :
ـــ انزلي عيونك الوقحة الى الأرض الا تخجلين من نفسك يا قليلة الحياء
فهجمت علي و أمسكت بطرف فستاني و أرادت التهجم علي وبكل قوتي أستطعت تخليص نفسي من يدها و هربت كنت اسمع صوتها و هي تصرخ فما أن يأتي الليلة والدك تأكدي سيخرجون جثتك من القصر فوقفت على الباب و أنا ابكي قلت:
ـــ هذا أفضل سأرتاح
فصرخت علي ليلى
ـــ اصمتي يا مريم اصمتي و اخرجي فخرجت من الغرفة و ركضت بإتجاه الحديقة وجلست وقد حل الليل و أختي المسكينة تحاول بيني و بين والدتي بعض الأحيان تحاول إقناعي بأن اكف عن هذا الجنون و أحيانا تقوم بنصيحة والدتي
ـــ والدتي العزيزة هل مريم الوحيدة التي عشقت ؟ فالكثيرون يعشقون و يتزوجون و في النهاية يعيشون سعيدين
ـــ نعم يعشقون و لكن ليس بنجار معدم إلا إن كان على جثتي
أختي الصغيرة شهرزاد تنظر الي بحيرة وهي لا تعرف ماذا يجري تصرخ والدتي قائلة :
ـــ فلم تفكر في سمعت والدها و لم تفكر في سمعت أمها و أخواتها و لم تفكر في هذه الطفلة البريئة و بيدها أشارت على أختي شهرزاد ليلى قالت :
ـــ والدتي مريم تقول الصدق هو سيذهب الى المدرسة العسكرية و سيصبح ذا شأن
ــ ليلى غلطت غلطة كبيرة و أنت ساندتها الليلة ما أن يأتي والدك سأجعله يوريها النجوم في عز الظهر
ـــ والدتي العزيزة أستحلفك بالله ما أن يأتي والدي لا تخبريه حينها دعيه يستريح و يأكل بعدها ...
حضر والدي و كان القصر يعمه السكوت و كأننا في مأتم فلاحظ والدي الوضع فسأل:
ـــ لماذا لا يوجد خدم في القصر أين ذهبوا ؟ و أين محمد رضا فأنا لا اسمع صراخه ؟ وماذا عنك انت ليلى ماذا جاء بك في هذا الوقت تكلموا ماذا يجري هنا لما الجميع صامتون ؟ فليخبرني أحدكم و انت يا مريم ماذا بك ؟ لماذا لستي على طبيعتك ؟ لماذا ترتجفين ؟ فليخبرني أحدا ماذا يجري هنا هيا تكلمي يا نرجس لما انت شاحبة ؟
ـــ سوف أخبرك بكل شيء ولكن أرجوك بأن تهدأ لكي أستطيع إخبارك
فخرجت من الغرفة وخرجت شهرزاد ورائي وقالت لي بصوت منخفض
ـــ اذهبي واختبئي فما إن يعرف والدي تأكدي سيقطعك إربا إربا
فطلبت منها بأن تصمت وتذهب الى غرفتها وتنام وظليت أنا استرق السمع من وراء الباب
ـــ طيب
ـــ أنا أرسلت محمد رضا مع الداده الى منزل ليلى بحجت إخلاء القصر
ـــ إخلاء القصر ؟ لماذا ؟
ـــ أريد التكلم معك
مسكينة والدتي كان صوتها يرتجف وهي تخاطب والدي
ـــ بخصوص ماذا؟
ـــ بخصوص مريم
أنزلت والدتي رأسها الى الأسفل وتابعت كلامها
ـــ هي قد أخبرت ليلى بأنها لا تريد إبن عمها
ـــ ما معنى هذا ؟ في البداية قالت يجب أن أرى ابن عطاء الدولة وبعد ما رأته قالت لا أريده لأنه أرمل وعنده اولاد ألم تكن تعرف من البداية بأنه كان متزوج وله اولاد والآن أيضا لا تريد منصور
ـــ والله يا باشا أنا بنفسي قلت لها هذا الكلام
ـــ إذا ماذا تريد ؟ الى متى ستظل دون زواج ؟هي ليست طفلة ، عمرها خمسة عشر سنه و لما الآن بنفسها لا تعرف ماذا تريد
ـــ بلى يا باشا هي تعرف ماذا تريد
والدي كان ساكنا في مكانه كالتمثال و بعد لحظة قال
ـــ ماذا قلتي؟
ـــ يا باشا استحلفك اذا كنت ستغضب و تصرخ ...
والدتي لم تسطتع ان تتابع فبصوت منخفض جدا تابعت
ـــ هي تقول ... هي تقول ... في الحقيقة هي تحب شخصا
ـــ تحب شخصا ؟ من ؟
كان والدي غاضبا جدا و كأنه ينتظر جلب رأسي له لكي يفصله عن جسدي
ـــ ماذا أقول يا باشا
ـــ انا سألت من
صوت أبي ارتفع فوالدتي كانت حذره فقبلها قد أغلقت كل النوافذ و الأبواب
ـــ يا باشا اخاف ان اقول فهو ليس...ليس من اصل و نسب عريق
ـــ هي أين رأته فصرخ والدي هائج كالعاصفة و قال
ـــ نرجس أنا سألتك هي تريد من ؟
كان واضحا بأنه لا يريد لفظ إسمي
ـــ إن قلت لك فلن تغضب ؟ استحلفك بالله...
ـــ قلت من يكون هذا الشخص ؟
ـــ هو صبي نجار ذلك النجار الذي لا يسوى شيئا اسمه احمد
جلس والدي كالتمثال وواضعا يده على صدره دون حراك ولم أرى في حياتي انسانا بهذا الشكل تتبدل شفاه الحمراء الى هذا البياض لقد أصبحت شفاه والدي بيضاء جدا و اصبح لون شاحبا ووالدتي تنظر اليه بخوف فلقد كان سكوته أكثر خوفا من صراخه بهدوء قالت
ـــ باشا؟!
وبما إنٌ والدي ما زال صامتا قالت والدتي:
ـــ يا باشا هو يريد أن يذهب الى مدرسة عسكرية ولن يظل مدى حياته نجار
والدي كان كما هو ينظر الى نقطة معينة و كان هادئا و صامتا ففتح فمه بصعوبة وكأنه شخصا يشدٌ حنجرته فبصعوبة قال :
ـــ أين هي ؟ أين هذه البنت؟
فأمسكته والدتي من ذراعيه و قالت:
ـــ استحلفك بالله يا باشا أن تهدأ فماذا تريد منها؟
ـــ تتجول في الاسواق و الأزقة و من دون رقيب واي شيء أرادته فعلته أين هي ؟ قلت أين هي ؟
أختي و بترجي قالت
ـــ والدي استحلفك بالله بأن تسامحها هي اخطأت ، فمن الأساس أنا التي لم يجب أن أخبركم هي طفلة و كأي طفلة أخطأت
فصرخ والدي قائلا :
ـــ طفلة ؟ لما كانت أمك في عمرها كان لها طفلا عمره سنتين كل هذا بسببي أنا ، انا الذي أعطيتها الحرية المطلقة ووثقت بها و لكني سأمزق جسدها بالصوت حتى تنسى عشقها ردت عليه أختي
ـــ ما هذا الكلام يا والدي ماذا يعني عشقها ؟
والدتي تقول:
ـــ يا باشا لا تفضحنا فصوتك سيخرج من القصر و سننفضح أمام الناس
فصرخ والدي فاقدا أعصابه ـــ فضيحة ؟
و اكبر من هذه الفضيحة ؟ هل تظنين أن الخدم لم ينتبهوا هل هم أغبياء لكي لا يفهموا ماذا يجري ؟ وحتى لما الآن لم يفهموا لم يتأخر الوقت بعد ، كانت أختي معها الحق لما قالت لا تدلل بناتك كثيرا ، أقول لكي إذهبي و أخبريها بأن تأتي ، أين هي الان ؟ إن لم تخبريها سأذهب بنفسي لها
فهجم والدي نحو باب الغرفة و انا كنت في داخل ارتجف خوفا و كنت اسمع والدتي تقول له :
ـــ ماذا تريد أن تفعل يا باشا فأنت الان غاضب وقد تفعل شيئا ثم تندم عليه لاحقا
ـــ تنحي جانبا يا إمرأه و لا تعترضي طريقي
ـــ استحلفك بغلاوة محمد رضا ارحمها
ـــ بغلاوة محمد رضا ؟ هل هذه البنت لم دعتني أتهنى بفرحة إبني
فكانت أختي تترجاه و تقول له :
ـــ أرجوك يا والدي أولا اذهب و تعشى إن كل هذا بسببي أنا
لقد سمعت صوتا مخيفا ففهمت إنٌ والدي لقد ركل طبق الطعام نحو الجدار ، أختي ووالدتي كانتا تصرخان و أنا بإتجاه الحديقة و كنت احمل حذائي في يدي لكي لا يسمع صوت أقدامي وأنا اركض فسمعت صوت باب الغرفة و صراخ والدي الذي كان كالأسد الذي يريد الهجوم على فريسته يصرخ و يقول أين انت يا بنت ؟ أين ذهبتي ؟ و كان كالمجنون يبحث عني في كل الغرف و في كل ارجاء القصر فركضت إلى الحديقة و ذهبت نحو المطبخ ووضعت عباتي على رأسي و ذهبت نحو غرفة الخدم فمازلت اسمع صوت والدي و هو يصرخ .
فبعد مرور بضع ساعات لم اعد اسمع صراخه فرجعت الى الداخل و كنت خائفة و كأني سأذهب الى القصاب و الحمد لله يبدو انٌ الجميع كانوا نائمين أم كانوا يتظاهرون بالنوم حتى يخمدوا النار التي اشتعلت في القصر بسببي فبهدوء فتحت الغرفة التي كنت اعلم انه ليلى تنام فيها دخلت و اقفلت الباب خلفي ففتحت عيناها و رأتني و لقد كنت متعبه جدا فتمددت جنبها ووضعت رأسي حنب أذنها و قلت ماذا جرى ؟
ـــ ماذا كنتي تريدين أن يحدث ؟ رأيتي ماذا ما اشعلتي من نار فوالدي اصدر امرا بمنعك من الخروج خارج القصر و اذا استلزم الامر فيجب أن يكون بالعربة و برفقت والدتي أم الدادا و أن يكون بإذن من والدتي
ومن دون ارادتي تنهدت آآآآآآآه
ـــ والدي قال سيرسل لعمي خبر لكي تذهبوا الى مزرعته سياخذونك معهم لكي يجهزوا كل ما يلزم لزواجك من منصور
مرة اخرى قلت آآآآآآآآآآآه و تهت في افكاري و لم أرى شيئا حولي فقط كنت اتمنى الموت و كنت احقد كثيرا على منصور فتابعت اختي
ـــ و ايضا منع بأن اي شخص من اهل هذا القصر أن يتجول قرب السوق و على الجميع أن يغيروا طريقهم للذهاب الى و ليذهبوا من الطريق الاخر
أنا كنت صامته و كأني جثة هامدة من دون روح فقط كنت أرى و شعره المتموج على جبينه و أرى منصور و شعره القصير انا لا اريده ليس إجبارا لا اريد منصور فقالت لي اختي :
ـــ يا مريم اتركي عنك هذا الجنون و فكري مليا و انظري ماذا فعلتي بالجميع فأنتي التي مع كل هذا العز و الحياة المرفهة فهل تستطيعين أن تصبحي زوجت نجار ؟ هل تستطيعين بأن تعيشي مع انسان لا يملك شيئا ؟ اريد أن أعرف هذا الشاب ماذا يملك بغير رائحة الخشب الكريهة
فقطعت كلامها و قلت
ـــ اتركيني و نامي
ـــ قولي لي بماذا تفكرين ؟
ـــ أفكر فيه
فأغلقت الأبواب في وجهي كنت مثل القطة المتوحشة و المتمردة و هي في المصيدة لم أكن أجرؤ أن انظر في وجه والدي و كنت اتجنب رويته ، فبعد رجوع الدادا و التي كانت تنظر الي بشكوك ومن دون أن تتكلم تحضر لي الطعام وأما والدتي لقد كانت قدر الامكان تتجنب النظر الي
كلما كنت اخرج من الغرفة و طبعا للضرورة و كنت اصادفها في طريقي انزل راسي الى الاسفل و أسلم عليها و لكن لا أسمع ردا على سلامي أما اختي شهرزاد لقد كانت الواسطة بيني و بين والدتي .
عشرين يوما تقريبا كنت سجينة في القصر كنت كالمجنونة لا افكر الا به و هذا السجن الذي كنت فيه كان يزيد من نار قلبي شهرزاد تقول :
ـــ تقول والدتي بأنٌ عمي دعا والدي و قد قال له تفضلوا الى المزرعة لكي نتكلم و بجدية في موضوع اولادنا ووالدي سوف يذهب لكي ينهي الامر لانه يقول ليس جيدا بأن تظلي في البيت يجب أن يزوجك ، يقول البنت لما تعشق يجب تزوجيها بسرعة والا ستكبر الفضيحة 0
" يتبع"
عم السكوت في الغرفة و أمي شديدة الغضب فصرخت في وجه أختي
ـــ ألم أكلمك يا بنت ؟ تكلمي عاشقة أي كلب ؟
كانت تصرخ في وجه ليلى و كأنها هي المذنبة
ـــ لا تغضبي يا والدتي اهدئي ارجوكي أنت لا تعرفينه وانأ أيضا لا اعرفه...
هذه المرة فقط والدتي سألت
ـــ من؟
ـــ ذلك الشاب ... ذلك الشاب الذي داخل الدكان... ذلك دكان النجارة....في ذلك دكان النجارة
يوجد صبي يعمل... تقول اسمه احمد ، أحمد النجار
بينما والدتي كانت تنظر إلى أختي و باستغراب فجاه و من دون كلام وقعت راكعة على الأرض و اخفت وجهها بيدها و أنا كنت أرتجف من الخوف و أختي تنظر الي بعتاب قالت :
ـــ والدتي عزيزتي هل أانت بخير؟
في النهاية والدتي رفعت رأسها شاحبة اللون و كأنه جف الدماء من جسدها فنظرت إلى أختي و بحنية سألتها:
ـــ كنتي تمزحين يا ليلى صح ؟
و لأنها رأت أختي ملتزمة الصمت فمرة أخرى اخفت وجهها بيدها و صرخت
ـــ يا الهي!... فتمزق قلبي لرويتها بهذه الحالة فتحاول أختي بأن تهدئها و إقناعها قالت :
ـــ والدتي هي تريد أن تصبح زوجته
ـــ هي تخطأ ، يا الهي ماذا سأقول لوالدك ؟
سيقول لي لم تعرفي كيف تربي ابنتك!
ـــ إنا سأتكلم مع والدي
ـــ ألا تخجلين أنتي أيضا مثلها فقد عقلك فألتفت إلي و قالت:
ـــ حسابي معك فيما بعد عاشقة يا قليلة الحياء و عاشقة من نجار معدم و حقير ! اتفووو عليك و علي أنا التي أنجبتك
فأزداد بكائها وارتفع صوت بكائها فقالت لها أختي :
ـــ لا تفعلي بنفسك هكذا يا والدتي سيجف الحليب من صدرك
فأخذت والدتي في حضنها و قبلتها و حاولت تهدئتها
ـــ أحسنتي يا بنت وما قصرتي على هذه الفضيحة ماذا أقول لوالدك ؟ أقول ابنتك قد هبلت ؟ عاشقة نجار الحي الحافي ؟ أقول أنت يجب أن تصبح والد زوجت النجار المعدم النجار الشحاد ؟
فغضبت من كلامها و لا أعرف كيف تجرأت و رفعت صوتي عليها من الممكن غياب والدي أعطاني الجرأة و قلت
ـــ شحاد فليكن فهل يجب على الجميع أن يكونوا أغنياء ؟ فهو يعمل و يكد و لا يسرق ليلى لم تقل أنا سأقول يريد أن يذهب الى المدرسة العسكرية
و يصبح ذا شأن
فأتجهت والدتي نحوي و هي غاضبة و قالت :
ـــ انزلي عيونك الوقحة الى الأرض الا تخجلين من نفسك يا قليلة الحياء
فهجمت علي و أمسكت بطرف فستاني و أرادت التهجم علي وبكل قوتي أستطعت تخليص نفسي من يدها و هربت كنت اسمع صوتها و هي تصرخ فما أن يأتي الليلة والدك تأكدي سيخرجون جثتك من القصر فوقفت على الباب و أنا ابكي قلت:
ـــ هذا أفضل سأرتاح
فصرخت علي ليلى
ـــ اصمتي يا مريم اصمتي و اخرجي فخرجت من الغرفة و ركضت بإتجاه الحديقة وجلست وقد حل الليل و أختي المسكينة تحاول بيني و بين والدتي بعض الأحيان تحاول إقناعي بأن اكف عن هذا الجنون و أحيانا تقوم بنصيحة والدتي
ـــ والدتي العزيزة هل مريم الوحيدة التي عشقت ؟ فالكثيرون يعشقون و يتزوجون و في النهاية يعيشون سعيدين
ـــ نعم يعشقون و لكن ليس بنجار معدم إلا إن كان على جثتي
أختي الصغيرة شهرزاد تنظر الي بحيرة وهي لا تعرف ماذا يجري تصرخ والدتي قائلة :
ـــ فلم تفكر في سمعت والدها و لم تفكر في سمعت أمها و أخواتها و لم تفكر في هذه الطفلة البريئة و بيدها أشارت على أختي شهرزاد ليلى قالت :
ـــ والدتي مريم تقول الصدق هو سيذهب الى المدرسة العسكرية و سيصبح ذا شأن
ــ ليلى غلطت غلطة كبيرة و أنت ساندتها الليلة ما أن يأتي والدك سأجعله يوريها النجوم في عز الظهر
ـــ والدتي العزيزة أستحلفك بالله ما أن يأتي والدي لا تخبريه حينها دعيه يستريح و يأكل بعدها ...
حضر والدي و كان القصر يعمه السكوت و كأننا في مأتم فلاحظ والدي الوضع فسأل:
ـــ لماذا لا يوجد خدم في القصر أين ذهبوا ؟ و أين محمد رضا فأنا لا اسمع صراخه ؟ وماذا عنك انت ليلى ماذا جاء بك في هذا الوقت تكلموا ماذا يجري هنا لما الجميع صامتون ؟ فليخبرني أحدكم و انت يا مريم ماذا بك ؟ لماذا لستي على طبيعتك ؟ لماذا ترتجفين ؟ فليخبرني أحدا ماذا يجري هنا هيا تكلمي يا نرجس لما انت شاحبة ؟
ـــ سوف أخبرك بكل شيء ولكن أرجوك بأن تهدأ لكي أستطيع إخبارك
فخرجت من الغرفة وخرجت شهرزاد ورائي وقالت لي بصوت منخفض
ـــ اذهبي واختبئي فما إن يعرف والدي تأكدي سيقطعك إربا إربا
فطلبت منها بأن تصمت وتذهب الى غرفتها وتنام وظليت أنا استرق السمع من وراء الباب
ـــ طيب
ـــ أنا أرسلت محمد رضا مع الداده الى منزل ليلى بحجت إخلاء القصر
ـــ إخلاء القصر ؟ لماذا ؟
ـــ أريد التكلم معك
مسكينة والدتي كان صوتها يرتجف وهي تخاطب والدي
ـــ بخصوص ماذا؟
ـــ بخصوص مريم
أنزلت والدتي رأسها الى الأسفل وتابعت كلامها
ـــ هي قد أخبرت ليلى بأنها لا تريد إبن عمها
ـــ ما معنى هذا ؟ في البداية قالت يجب أن أرى ابن عطاء الدولة وبعد ما رأته قالت لا أريده لأنه أرمل وعنده اولاد ألم تكن تعرف من البداية بأنه كان متزوج وله اولاد والآن أيضا لا تريد منصور
ـــ والله يا باشا أنا بنفسي قلت لها هذا الكلام
ـــ إذا ماذا تريد ؟ الى متى ستظل دون زواج ؟هي ليست طفلة ، عمرها خمسة عشر سنه و لما الآن بنفسها لا تعرف ماذا تريد
ـــ بلى يا باشا هي تعرف ماذا تريد
والدي كان ساكنا في مكانه كالتمثال و بعد لحظة قال
ـــ ماذا قلتي؟
ـــ يا باشا استحلفك اذا كنت ستغضب و تصرخ ...
والدتي لم تسطتع ان تتابع فبصوت منخفض جدا تابعت
ـــ هي تقول ... هي تقول ... في الحقيقة هي تحب شخصا
ـــ تحب شخصا ؟ من ؟
كان والدي غاضبا جدا و كأنه ينتظر جلب رأسي له لكي يفصله عن جسدي
ـــ ماذا أقول يا باشا
ـــ انا سألت من
صوت أبي ارتفع فوالدتي كانت حذره فقبلها قد أغلقت كل النوافذ و الأبواب
ـــ يا باشا اخاف ان اقول فهو ليس...ليس من اصل و نسب عريق
ـــ هي أين رأته فصرخ والدي هائج كالعاصفة و قال
ـــ نرجس أنا سألتك هي تريد من ؟
كان واضحا بأنه لا يريد لفظ إسمي
ـــ إن قلت لك فلن تغضب ؟ استحلفك بالله...
ـــ قلت من يكون هذا الشخص ؟
ـــ هو صبي نجار ذلك النجار الذي لا يسوى شيئا اسمه احمد
جلس والدي كالتمثال وواضعا يده على صدره دون حراك ولم أرى في حياتي انسانا بهذا الشكل تتبدل شفاه الحمراء الى هذا البياض لقد أصبحت شفاه والدي بيضاء جدا و اصبح لون شاحبا ووالدتي تنظر اليه بخوف فلقد كان سكوته أكثر خوفا من صراخه بهدوء قالت
ـــ باشا؟!
وبما إنٌ والدي ما زال صامتا قالت والدتي:
ـــ يا باشا هو يريد أن يذهب الى مدرسة عسكرية ولن يظل مدى حياته نجار
والدي كان كما هو ينظر الى نقطة معينة و كان هادئا و صامتا ففتح فمه بصعوبة وكأنه شخصا يشدٌ حنجرته فبصعوبة قال :
ـــ أين هي ؟ أين هذه البنت؟
فأمسكته والدتي من ذراعيه و قالت:
ـــ استحلفك بالله يا باشا أن تهدأ فماذا تريد منها؟
ـــ تتجول في الاسواق و الأزقة و من دون رقيب واي شيء أرادته فعلته أين هي ؟ قلت أين هي ؟
أختي و بترجي قالت
ـــ والدي استحلفك بالله بأن تسامحها هي اخطأت ، فمن الأساس أنا التي لم يجب أن أخبركم هي طفلة و كأي طفلة أخطأت
فصرخ والدي قائلا :
ـــ طفلة ؟ لما كانت أمك في عمرها كان لها طفلا عمره سنتين كل هذا بسببي أنا ، انا الذي أعطيتها الحرية المطلقة ووثقت بها و لكني سأمزق جسدها بالصوت حتى تنسى عشقها ردت عليه أختي
ـــ ما هذا الكلام يا والدي ماذا يعني عشقها ؟
والدتي تقول:
ـــ يا باشا لا تفضحنا فصوتك سيخرج من القصر و سننفضح أمام الناس
فصرخ والدي فاقدا أعصابه ـــ فضيحة ؟
و اكبر من هذه الفضيحة ؟ هل تظنين أن الخدم لم ينتبهوا هل هم أغبياء لكي لا يفهموا ماذا يجري ؟ وحتى لما الآن لم يفهموا لم يتأخر الوقت بعد ، كانت أختي معها الحق لما قالت لا تدلل بناتك كثيرا ، أقول لكي إذهبي و أخبريها بأن تأتي ، أين هي الان ؟ إن لم تخبريها سأذهب بنفسي لها
فهجم والدي نحو باب الغرفة و انا كنت في داخل ارتجف خوفا و كنت اسمع والدتي تقول له :
ـــ ماذا تريد أن تفعل يا باشا فأنت الان غاضب وقد تفعل شيئا ثم تندم عليه لاحقا
ـــ تنحي جانبا يا إمرأه و لا تعترضي طريقي
ـــ استحلفك بغلاوة محمد رضا ارحمها
ـــ بغلاوة محمد رضا ؟ هل هذه البنت لم دعتني أتهنى بفرحة إبني
فكانت أختي تترجاه و تقول له :
ـــ أرجوك يا والدي أولا اذهب و تعشى إن كل هذا بسببي أنا
لقد سمعت صوتا مخيفا ففهمت إنٌ والدي لقد ركل طبق الطعام نحو الجدار ، أختي ووالدتي كانتا تصرخان و أنا بإتجاه الحديقة و كنت احمل حذائي في يدي لكي لا يسمع صوت أقدامي وأنا اركض فسمعت صوت باب الغرفة و صراخ والدي الذي كان كالأسد الذي يريد الهجوم على فريسته يصرخ و يقول أين انت يا بنت ؟ أين ذهبتي ؟ و كان كالمجنون يبحث عني في كل الغرف و في كل ارجاء القصر فركضت إلى الحديقة و ذهبت نحو المطبخ ووضعت عباتي على رأسي و ذهبت نحو غرفة الخدم فمازلت اسمع صوت والدي و هو يصرخ .
فبعد مرور بضع ساعات لم اعد اسمع صراخه فرجعت الى الداخل و كنت خائفة و كأني سأذهب الى القصاب و الحمد لله يبدو انٌ الجميع كانوا نائمين أم كانوا يتظاهرون بالنوم حتى يخمدوا النار التي اشتعلت في القصر بسببي فبهدوء فتحت الغرفة التي كنت اعلم انه ليلى تنام فيها دخلت و اقفلت الباب خلفي ففتحت عيناها و رأتني و لقد كنت متعبه جدا فتمددت جنبها ووضعت رأسي حنب أذنها و قلت ماذا جرى ؟
ـــ ماذا كنتي تريدين أن يحدث ؟ رأيتي ماذا ما اشعلتي من نار فوالدي اصدر امرا بمنعك من الخروج خارج القصر و اذا استلزم الامر فيجب أن يكون بالعربة و برفقت والدتي أم الدادا و أن يكون بإذن من والدتي
ومن دون ارادتي تنهدت آآآآآآآه
ـــ والدي قال سيرسل لعمي خبر لكي تذهبوا الى مزرعته سياخذونك معهم لكي يجهزوا كل ما يلزم لزواجك من منصور
مرة اخرى قلت آآآآآآآآآآآه و تهت في افكاري و لم أرى شيئا حولي فقط كنت اتمنى الموت و كنت احقد كثيرا على منصور فتابعت اختي
ـــ و ايضا منع بأن اي شخص من اهل هذا القصر أن يتجول قرب السوق و على الجميع أن يغيروا طريقهم للذهاب الى و ليذهبوا من الطريق الاخر
أنا كنت صامته و كأني جثة هامدة من دون روح فقط كنت أرى و شعره المتموج على جبينه و أرى منصور و شعره القصير انا لا اريده ليس إجبارا لا اريد منصور فقالت لي اختي :
ـــ يا مريم اتركي عنك هذا الجنون و فكري مليا و انظري ماذا فعلتي بالجميع فأنتي التي مع كل هذا العز و الحياة المرفهة فهل تستطيعين أن تصبحي زوجت نجار ؟ هل تستطيعين بأن تعيشي مع انسان لا يملك شيئا ؟ اريد أن أعرف هذا الشاب ماذا يملك بغير رائحة الخشب الكريهة
فقطعت كلامها و قلت
ـــ اتركيني و نامي
ـــ قولي لي بماذا تفكرين ؟
ـــ أفكر فيه
فأغلقت الأبواب في وجهي كنت مثل القطة المتوحشة و المتمردة و هي في المصيدة لم أكن أجرؤ أن انظر في وجه والدي و كنت اتجنب رويته ، فبعد رجوع الدادا و التي كانت تنظر الي بشكوك ومن دون أن تتكلم تحضر لي الطعام وأما والدتي لقد كانت قدر الامكان تتجنب النظر الي
كلما كنت اخرج من الغرفة و طبعا للضرورة و كنت اصادفها في طريقي انزل راسي الى الاسفل و أسلم عليها و لكن لا أسمع ردا على سلامي أما اختي شهرزاد لقد كانت الواسطة بيني و بين والدتي .
عشرين يوما تقريبا كنت سجينة في القصر كنت كالمجنونة لا افكر الا به و هذا السجن الذي كنت فيه كان يزيد من نار قلبي شهرزاد تقول :
ـــ تقول والدتي بأنٌ عمي دعا والدي و قد قال له تفضلوا الى المزرعة لكي نتكلم و بجدية في موضوع اولادنا ووالدي سوف يذهب لكي ينهي الامر لانه يقول ليس جيدا بأن تظلي في البيت يجب أن يزوجك ، يقول البنت لما تعشق يجب تزوجيها بسرعة والا ستكبر الفضيحة 0
" يتبع"
رد: مأساة مريم ( قصة حقيقية ) سأرويها لكم على حلقات
فأحمر وجه شهرزاد و من ثم تابعت
ـــ والدتي ايضا سترسل رسالة الى خالتي لكي يأتوا بسرعة و ينهوا موضوعي مع أمير فضحكت وتابعت
ـــ و بسببك و من الخوف انا ايضا يريدون أن يزوجوني بسرعة
ـــ إن شاء الله الف مبروك يا اختي و لكني انا لا اريد الزواج من منصور و اذا رأيته و كأنه عزرائيل
ـــ تقول والدتي تريدين أم لا تريدين فغصبا علكي ستصبحين زوجته
ـــ سأتناول السم و اقتل نفسي و سترين بأني لن أصبح زوجة منصور
ـــ مسكين منصور هو ليس بسيئ انا أشفق عليه انت أصبحتي مجنونة
ـــ نعم يا أختي صدقتي أنا جننت في الصباح الباكر خرج والدي بالعربة الى مزرعة عمي و في تلك اللحظة انا لم انهض من السرير و لكن اسمع الرايح و الجاي وبعد ذلك والدتي استعدت للخروج و الذهاب الى بيت خالتي مع شهرزاد و الدادا . فقالت الدادا لوالدتي :
ـــ فماذا عن مريم ألن ترافقنا
ـــ انت ما دخلك
فردت عليها الدادا إن مريم لم ترافقكم فأنا اطلب بالذهاب الى زيارة اختي
أذنت لها والدتي و لكن مع هذا كنت في حيرة و تعجب
لماذا والدتي تركتني لوحدي في القصر هل اشفقت علي ؟
هل انتهت فتره عقوبتي و سجني ومع كل هذا فأنا كلي شوقا للذهاب إليه و رويته و روية شعره المنثور على أكتافه و لروية جسده المعضل سأذهب لأشم رائحة الخشب المميزة . في ذلك الحين ذهبت و لبست عباتي و وضعت الخمار على وجهي و خرجت من القصر في الفترة التي مضت خرجت مرة واحدة فقط من القصر و ذلك بقصد الذهاب الى بيت اختي و بالعربة
و برفقة الدادا.
ذهبت من نفس الطريق الذي كان يأدي الى دكان النجار أرى كل شيء كما كان لم يتغير شيء و الناس كالسابق رايحين و جايين فقط انا التي كنت احس بأني سأطير من الفرح كنت ارغب في الضحك بصوت عالي رفعت الخمار من على وجهي حتى أراه بوضوح و لكي يراني هو أيضا
فيا ليتني كنت مثل الشحاد واجلس جنب باب دكانه وأتفرج عليه عند قدومه وخروجه وأتفرج عليه وهو يعمل وأتفرج عليه وهو يتنفس اقتربت من الدكان وفجأة احسست بالبرودة ووقفت مكاني ولم استطع التحرك من مكاني ولكن قدماي ايضا لم تعد قادرة على الوقوف لقد كان الدكان مغلقا هل من الممكن وفي هذا الوقت من النهار قد يكون الدكان مغلقا ؟ وقد كان وضع على الباب خشبتين وبعلامة x وقفت مكاني وكنت محتارة وكنت انظر من حولي واجد شخصا يقول لي ماذايجري ؟ اسئل من ؟ وأين أذهب ؟ فنظرت مرة اخرى الى باب الدكان وكأني أنظر الى شخص عزيز على قلبي ومن دون أي رغبة مني رجعت الى القصر إذ لم يكن كلام والدتي دون قصد لما فكت أسري ولما كانت تضحك كانت تريد أن أذهب وأرى بعيني . إن كان قد حصل شيء فهذا من عمل والدي يا ترى هل سجنوه ؟
هل قتلوه ؟ ماذا جرى له ؟ ماذا فعلوا له ؟
فإن أصابوه بمكروه كأنهم أصابوا قلبي .
أصبحت أكره والدي وضحكت والدتي يا إلهى كيف أراه مرة أخرى ؟ كيف أجده ؟ فقدماي لا تحملاني كنت بلا روح كنت أحس بالتعب . أجر قدماي على الارض وبصعوبة أتنفس لماذا كل شيء تغير ؟ لماذا الحياة أصبحت بلا معنى ؟ لماذا أرى الحزن من حولي ؟ لقد جفت الدموع من عيني وكنت غاضبة من والدي ووالدتي ومن منصور أيضا .
سيجلسان وينتظران متى سأصبح زوجة منصور فإن كان هذا ما يريدان فأنا بدوري سأعاند وكنت جالسة علي حوض القصر وأفكر نهضت مرة أخرى ووضعت عباتي على رأسي وقلت لنفسي ممكن قد يكون الآن قد رجع الى عمله سأذهب لأرى إن رجع أم لا إلا اني قد فهمت ما معنى الخشب المثبت على الباب ومع هذا لم اقطع الامل فأنا أذهب لكي أرى مكانه الفارغ و الباب المغلق بإحكام ولكي اتخيله و هو يعمل من خلف الباب فوصلت إلى المكان وللأسف لقد كان الباب مغلق كما هو ومن دون إرادتي توجهت الى السوق حائرة ولا أعرف ماذا أفعل وإلى اين ألجأ او ماذا اريد وصلت الى الكنيسة و لكني لم أضيئ شمعة لم أكن ارغب بأي شيء كان يجب علي أن أرجع الى القصر لماذا أنا هنا أتجول كالطير الهارب من القفص يجب أن ارجع الى قفصي و ابكي على حظي .
ـــ يا سيدتي ارجوك ساعديني فأنا يتيم ...
هذا ما كان ينقصني كان ولدا في العاشرة من عمره متسول وحافي القدمين و ملابسه رثة وممزقة يركض خلفي .
فإن كان الدكان مفتوحا و كنت سعيدة من دون شك كنت قد أعطيته نقودا و لكن الان كنت اكره كل شيء من حولي حتى نفسي فأمسك طرف عباتي و بدأ يتوسل الي
ـــ أنا يتيم يا سيدة الله يخلي اولادك و يخليك لأولادك ساعديني
بدأت عباتي تتسخ من يده فغضبت منه و دفعته و قلت
ـــ ابتعد عني
وقف قليلا ثم تبعني مجددا فبينما كنت امشي و من دون أن التفت خلفي
أقول له :
ـــ قلت لك ابتعد عني فأخفض صوته وقال
ـــ هو أعطاني لك ورقة
و فجأه وقفت مكاني من دون اي حراك فإقترب مني الولد و مدٌ يده نحوي
ـــ من هو ؟
ـــ قال لكي أقول ذلك النجار
فزعمت اني كنت اعطيه نقودا أخذت الورقة من يده و تحركت و فتحت الورقة كان ذلك الخط الجميل و برويته مرة أخرى بدأت دقات قلبي تتسارع وبدأت الدماء تتحرك في جسدي المجمد وبدأت الشمس تشع في وجهي و بدأت أحيا من جديد و كانت الرسالة تحتوي على هذه الجملة :
<< أنا أنتظرك ألآن خلف حديقة القصر >>
فلم أعد اهتم للفضائح ولا لأي شيء أعرف بأنٌ والدي ووالدتي مرتاحان البال من ناحية النجار و والدتي سوف تتأخر في الرجوع وإلى حلول المغرب مازال عندي وقت ساعتين .
فتوجهت إلى خلف حديقة القصر وكان الوقت ظهرا ولا أحد يمر من هناك و حتى لو مرٌ احدا فأنا البس عباأه قديمة و الخمار على وجهي فلن يعرفني احد . فوقفت هناك و بعد دقائق سمعت صوت أقدام خلفي فإقترب هذا الصوت مني شيئا فشيئا و مر من جانبي ووقف أمامي لقد كان هو يبتسم لي بخجل و كان لابسا قبعة وخصلات شعره ظاهرة من تحت القبعة فقال لي
ـــ السلام عليكم
ـــ و عليكم السلام
ـــ أين كنتي من ثلاث وعشرون يوما ؟
ـــ كنت سجينة
فرفع حواجبه و علامات الحيرة و التعجب ظاهرة على وجهه فقلت:
ـــ قلت لأبي فمنعني من الخروج و أنت لماذا دكانك مغلق ؟
فإبتسم لي بسخرية و قال :
ـــ ألا تعلمين ؟
ـــ لا
ـــ اسألي والدك
فإذا كان ظني في مكانه هذا كان من عمل والدي ولكن كيف ؟
ـــ والدك اشترى الدكان منذ عشرة ايام وفي صباح يوم عندما ذهبت الى العمل رأيت الدكان مغلقا بالخشب و بإحكام فذهبت إلى الاستاذ و سألته لماذا أغلقت الدكان؟ قال : بصير الملك قد أرسل شخصا و يسأل عن ثمن الدكان فقلت له لن أبيع فقال لي بصير الملك فقط يسألك كم ثمنه ؟
فذهب و رجع مرة أخرى يقول بصير الملك سيشتريه ضعف ثمنه بشرط أن يشتريه اليوم قبل غد وأنا وافقت .
كنت في حيرة ورفعت الخمار من على وجهي و قلت :
ـــ إذا والدي قد جعلك بلا عمل و قطع رزقك ؟ فإذا هو قد نشر سمه ؟
فبرايته الى وجهي أحمر وجهه و قال
ـــ بدلا عنه أعطاني دواء شفائي
قلت مرة أخرى
ـــ لقد قطع رزقك
ـــ من الممكن كان يعلم بالإبتعاد عنك فالماء لن ينزل من عنقي
وضحك و بعدها عم السكوت بيننا و كأن القلق ظاهرا على وجهه
ـــ من البداية كنت أعلم بأنهم لن يسمحوا أن تكوني لي
ـــ تعال الى القصر و اطلب يدي و أخبر والدي بأنك ستذهب الى المدرسة العسكرية و بأنك ستصبح ذا شأن فلا تريد هذا؟ ها ؟؟؟
ـــ نعم أريد و لكن دون فائدة لأنه لن يسمح لي حتى بالكلام
ـــ لما لا ؟ فلما يراك .....
فقطع كلامي و قال
ـــ والدك لقد رآني
ـــ ماذا ؟متى ؟ أين ؟
ـــ لما اشترى الدكان وأغلقه بالخشب كنت بعد كل يوم أو يومين أتي إلى الدكان و أقف و القي نظرة إن كنتي قد أتيتي أم لم تأتي لم أكن أعرف ماذا أفعل و كيف أراك كنت خائفا من أن يزوجوك رغما عنك من ذلك الشاب ابن عمك ماذا كان اسمه ؟
ـــ منصور
فنظر في عيني و أبتسم و قال
ـــ اهاااا ذلك منصور خان إنه ثري جدا صح ؟
كان في كلامه تجريح لماذا الجميع يتهجمون علي فأنا لا أتحمل فقلبي متحطم فقال
ـــ لقد أنتظرتك كثيرا و لكن لم تأتي إلا أنه في يوم رأيت عربة والدك تمر من جنب الدكان و كان والدك جالسا و لقد رآني واقفا فتجاهلني فقلت لنفسي أين أخفى إبنته ؟ ماذا فعل بها ؟ فقفزت أمام العربة وأوقفت العربة و قلت
ـــ سيدي أريد التكلم معك
و أنا ومن غير إرادة مني صفعت نفسي و قلت يا الهي ما هذه الجراءة
مرة أخرى أبتسم لي بسخرية و قال
ـــ لماذا ؟
ـــ طيب و ماذا بعد ؟
ـــ فالسيد نظر إلي بكره فلو كان يحمل مسدسا حينها لأفرغه في صدري فقال لي بغضب تكلم
فأقربت وجهي إليه و لم أكن أريد أن يعرف أحدا و خشيت من أن يسمع السائق و المارون همست في أذنه و قلت لماذا تعذبها ؟ اتركها و شأنها ، أنا من تريد أن تصبح زوجته فعداوتك معي أنا فإزداد غضبا و تغير لون وجهه لدرجة إني قلت مع نفسي الآن سيسقط أمامي كان ينظر الي بكره فيريد التنفس و التكلم و لكن صوته لم يخرج بعدها قفز و بشدة من مكانه ودفع سائق العربة بشدة مثل الأسد الهائج أخذ الصوت من يد السائق و انهال علي ضربا لدرجة إنه تمزقت ملابسي و بدأ جسدي ينزف و بين ما كان يضربني يصرخ و يقول : أيها الحقير فإن تجرأت مرة أخرى و تكلمت عنها سأجعلهم يقطعون عنقك وإن رأيتك في هذه النواحي سأجعل والدتك تبكي على جنازتك فرمى الصوت أمام السائق و قال هيا تحرك و من ثم ذهب انظري ماذا فعل بي
فقدم لي منديلا ابيض ملطخا بالدماء و قال
ـــ خذي هذا و احتفظي به كتذكارا مني فسالت دمائي من أجلك
ومن رأيت الدماء أحسست بدوار وقلت
ـــ آخ
و كأنه أنا من ضربت و ليس هو فسألني
ـــ الآن ماذا افعل ؟ أريد أن أتي لخطبتك حتى لو قطعوا عنقي فلن أتراجع عن قراري
ـــ اصبر قليلا وأنا سأخبرك
ـــ كيف ؟
ـــ أعطني عنوان بيتك
فرد علي بقلق
ـــ عنوان بيتي بما يفيد فهو مؤًجر و إن عرف والدك سيشتريه هو أيضا
فخطرت ببالي فكرة و قلت
ـــ طيب سآتي من داخل القصر إلى آخر الحديقة و أرمي لك ورقة في هذا المكان سألف الورقة على صخرة صغيرة و سأرميها لك من فوق الجدار فبعض الأحيان تعال هنا و انظر
ـــ بعض الأحيان أتي ؟ أنا كل يوم سأتفقد هذا المكان ماذا افعل ؟ والدك أخذ عملي مني و أنت أخذتي هدوئي و سكوني
كنت أعلم بأنٌ يجب أن أصبح زوجته مهما كان الثمن سأصبح زوجته فشعره من شعر النجار تساوي عندي الملايين من الملوك قلت
ـــ الآن يجب أن أذهب
ـــ أنا أعطيتك الكثير كتذكار شعري و دمائي
و أنت ماذا سوف تعطيني كتذكار ؟
ـــ اولا أنا أعطيتك تذكار
فنظر إلي بإستغراب و قال
ـــ ما هو ؟
ـــ قلبي
و ركضت بسرعة الى القصر وكنت أتمنى من قلبي لو شلٌت قدماي و إلى آخر العمر وظليت واقفة أمامه هناك ....
انتظروا الجزء الخامس ...
ـــ والدتي ايضا سترسل رسالة الى خالتي لكي يأتوا بسرعة و ينهوا موضوعي مع أمير فضحكت وتابعت
ـــ و بسببك و من الخوف انا ايضا يريدون أن يزوجوني بسرعة
ـــ إن شاء الله الف مبروك يا اختي و لكني انا لا اريد الزواج من منصور و اذا رأيته و كأنه عزرائيل
ـــ تقول والدتي تريدين أم لا تريدين فغصبا علكي ستصبحين زوجته
ـــ سأتناول السم و اقتل نفسي و سترين بأني لن أصبح زوجة منصور
ـــ مسكين منصور هو ليس بسيئ انا أشفق عليه انت أصبحتي مجنونة
ـــ نعم يا أختي صدقتي أنا جننت في الصباح الباكر خرج والدي بالعربة الى مزرعة عمي و في تلك اللحظة انا لم انهض من السرير و لكن اسمع الرايح و الجاي وبعد ذلك والدتي استعدت للخروج و الذهاب الى بيت خالتي مع شهرزاد و الدادا . فقالت الدادا لوالدتي :
ـــ فماذا عن مريم ألن ترافقنا
ـــ انت ما دخلك
فردت عليها الدادا إن مريم لم ترافقكم فأنا اطلب بالذهاب الى زيارة اختي
أذنت لها والدتي و لكن مع هذا كنت في حيرة و تعجب
لماذا والدتي تركتني لوحدي في القصر هل اشفقت علي ؟
هل انتهت فتره عقوبتي و سجني ومع كل هذا فأنا كلي شوقا للذهاب إليه و رويته و روية شعره المنثور على أكتافه و لروية جسده المعضل سأذهب لأشم رائحة الخشب المميزة . في ذلك الحين ذهبت و لبست عباتي و وضعت الخمار على وجهي و خرجت من القصر في الفترة التي مضت خرجت مرة واحدة فقط من القصر و ذلك بقصد الذهاب الى بيت اختي و بالعربة
و برفقة الدادا.
ذهبت من نفس الطريق الذي كان يأدي الى دكان النجار أرى كل شيء كما كان لم يتغير شيء و الناس كالسابق رايحين و جايين فقط انا التي كنت احس بأني سأطير من الفرح كنت ارغب في الضحك بصوت عالي رفعت الخمار من على وجهي حتى أراه بوضوح و لكي يراني هو أيضا
فيا ليتني كنت مثل الشحاد واجلس جنب باب دكانه وأتفرج عليه عند قدومه وخروجه وأتفرج عليه وهو يعمل وأتفرج عليه وهو يتنفس اقتربت من الدكان وفجأة احسست بالبرودة ووقفت مكاني ولم استطع التحرك من مكاني ولكن قدماي ايضا لم تعد قادرة على الوقوف لقد كان الدكان مغلقا هل من الممكن وفي هذا الوقت من النهار قد يكون الدكان مغلقا ؟ وقد كان وضع على الباب خشبتين وبعلامة x وقفت مكاني وكنت محتارة وكنت انظر من حولي واجد شخصا يقول لي ماذايجري ؟ اسئل من ؟ وأين أذهب ؟ فنظرت مرة اخرى الى باب الدكان وكأني أنظر الى شخص عزيز على قلبي ومن دون أي رغبة مني رجعت الى القصر إذ لم يكن كلام والدتي دون قصد لما فكت أسري ولما كانت تضحك كانت تريد أن أذهب وأرى بعيني . إن كان قد حصل شيء فهذا من عمل والدي يا ترى هل سجنوه ؟
هل قتلوه ؟ ماذا جرى له ؟ ماذا فعلوا له ؟
فإن أصابوه بمكروه كأنهم أصابوا قلبي .
أصبحت أكره والدي وضحكت والدتي يا إلهى كيف أراه مرة أخرى ؟ كيف أجده ؟ فقدماي لا تحملاني كنت بلا روح كنت أحس بالتعب . أجر قدماي على الارض وبصعوبة أتنفس لماذا كل شيء تغير ؟ لماذا الحياة أصبحت بلا معنى ؟ لماذا أرى الحزن من حولي ؟ لقد جفت الدموع من عيني وكنت غاضبة من والدي ووالدتي ومن منصور أيضا .
سيجلسان وينتظران متى سأصبح زوجة منصور فإن كان هذا ما يريدان فأنا بدوري سأعاند وكنت جالسة علي حوض القصر وأفكر نهضت مرة أخرى ووضعت عباتي على رأسي وقلت لنفسي ممكن قد يكون الآن قد رجع الى عمله سأذهب لأرى إن رجع أم لا إلا اني قد فهمت ما معنى الخشب المثبت على الباب ومع هذا لم اقطع الامل فأنا أذهب لكي أرى مكانه الفارغ و الباب المغلق بإحكام ولكي اتخيله و هو يعمل من خلف الباب فوصلت إلى المكان وللأسف لقد كان الباب مغلق كما هو ومن دون إرادتي توجهت الى السوق حائرة ولا أعرف ماذا أفعل وإلى اين ألجأ او ماذا اريد وصلت الى الكنيسة و لكني لم أضيئ شمعة لم أكن ارغب بأي شيء كان يجب علي أن أرجع الى القصر لماذا أنا هنا أتجول كالطير الهارب من القفص يجب أن ارجع الى قفصي و ابكي على حظي .
ـــ يا سيدتي ارجوك ساعديني فأنا يتيم ...
هذا ما كان ينقصني كان ولدا في العاشرة من عمره متسول وحافي القدمين و ملابسه رثة وممزقة يركض خلفي .
فإن كان الدكان مفتوحا و كنت سعيدة من دون شك كنت قد أعطيته نقودا و لكن الان كنت اكره كل شيء من حولي حتى نفسي فأمسك طرف عباتي و بدأ يتوسل الي
ـــ أنا يتيم يا سيدة الله يخلي اولادك و يخليك لأولادك ساعديني
بدأت عباتي تتسخ من يده فغضبت منه و دفعته و قلت
ـــ ابتعد عني
وقف قليلا ثم تبعني مجددا فبينما كنت امشي و من دون أن التفت خلفي
أقول له :
ـــ قلت لك ابتعد عني فأخفض صوته وقال
ـــ هو أعطاني لك ورقة
و فجأه وقفت مكاني من دون اي حراك فإقترب مني الولد و مدٌ يده نحوي
ـــ من هو ؟
ـــ قال لكي أقول ذلك النجار
فزعمت اني كنت اعطيه نقودا أخذت الورقة من يده و تحركت و فتحت الورقة كان ذلك الخط الجميل و برويته مرة أخرى بدأت دقات قلبي تتسارع وبدأت الدماء تتحرك في جسدي المجمد وبدأت الشمس تشع في وجهي و بدأت أحيا من جديد و كانت الرسالة تحتوي على هذه الجملة :
<< أنا أنتظرك ألآن خلف حديقة القصر >>
فلم أعد اهتم للفضائح ولا لأي شيء أعرف بأنٌ والدي ووالدتي مرتاحان البال من ناحية النجار و والدتي سوف تتأخر في الرجوع وإلى حلول المغرب مازال عندي وقت ساعتين .
فتوجهت إلى خلف حديقة القصر وكان الوقت ظهرا ولا أحد يمر من هناك و حتى لو مرٌ احدا فأنا البس عباأه قديمة و الخمار على وجهي فلن يعرفني احد . فوقفت هناك و بعد دقائق سمعت صوت أقدام خلفي فإقترب هذا الصوت مني شيئا فشيئا و مر من جانبي ووقف أمامي لقد كان هو يبتسم لي بخجل و كان لابسا قبعة وخصلات شعره ظاهرة من تحت القبعة فقال لي
ـــ السلام عليكم
ـــ و عليكم السلام
ـــ أين كنتي من ثلاث وعشرون يوما ؟
ـــ كنت سجينة
فرفع حواجبه و علامات الحيرة و التعجب ظاهرة على وجهه فقلت:
ـــ قلت لأبي فمنعني من الخروج و أنت لماذا دكانك مغلق ؟
فإبتسم لي بسخرية و قال :
ـــ ألا تعلمين ؟
ـــ لا
ـــ اسألي والدك
فإذا كان ظني في مكانه هذا كان من عمل والدي ولكن كيف ؟
ـــ والدك اشترى الدكان منذ عشرة ايام وفي صباح يوم عندما ذهبت الى العمل رأيت الدكان مغلقا بالخشب و بإحكام فذهبت إلى الاستاذ و سألته لماذا أغلقت الدكان؟ قال : بصير الملك قد أرسل شخصا و يسأل عن ثمن الدكان فقلت له لن أبيع فقال لي بصير الملك فقط يسألك كم ثمنه ؟
فذهب و رجع مرة أخرى يقول بصير الملك سيشتريه ضعف ثمنه بشرط أن يشتريه اليوم قبل غد وأنا وافقت .
كنت في حيرة ورفعت الخمار من على وجهي و قلت :
ـــ إذا والدي قد جعلك بلا عمل و قطع رزقك ؟ فإذا هو قد نشر سمه ؟
فبرايته الى وجهي أحمر وجهه و قال
ـــ بدلا عنه أعطاني دواء شفائي
قلت مرة أخرى
ـــ لقد قطع رزقك
ـــ من الممكن كان يعلم بالإبتعاد عنك فالماء لن ينزل من عنقي
وضحك و بعدها عم السكوت بيننا و كأن القلق ظاهرا على وجهه
ـــ من البداية كنت أعلم بأنهم لن يسمحوا أن تكوني لي
ـــ تعال الى القصر و اطلب يدي و أخبر والدي بأنك ستذهب الى المدرسة العسكرية و بأنك ستصبح ذا شأن فلا تريد هذا؟ ها ؟؟؟
ـــ نعم أريد و لكن دون فائدة لأنه لن يسمح لي حتى بالكلام
ـــ لما لا ؟ فلما يراك .....
فقطع كلامي و قال
ـــ والدك لقد رآني
ـــ ماذا ؟متى ؟ أين ؟
ـــ لما اشترى الدكان وأغلقه بالخشب كنت بعد كل يوم أو يومين أتي إلى الدكان و أقف و القي نظرة إن كنتي قد أتيتي أم لم تأتي لم أكن أعرف ماذا أفعل و كيف أراك كنت خائفا من أن يزوجوك رغما عنك من ذلك الشاب ابن عمك ماذا كان اسمه ؟
ـــ منصور
فنظر في عيني و أبتسم و قال
ـــ اهاااا ذلك منصور خان إنه ثري جدا صح ؟
كان في كلامه تجريح لماذا الجميع يتهجمون علي فأنا لا أتحمل فقلبي متحطم فقال
ـــ لقد أنتظرتك كثيرا و لكن لم تأتي إلا أنه في يوم رأيت عربة والدك تمر من جنب الدكان و كان والدك جالسا و لقد رآني واقفا فتجاهلني فقلت لنفسي أين أخفى إبنته ؟ ماذا فعل بها ؟ فقفزت أمام العربة وأوقفت العربة و قلت
ـــ سيدي أريد التكلم معك
و أنا ومن غير إرادة مني صفعت نفسي و قلت يا الهي ما هذه الجراءة
مرة أخرى أبتسم لي بسخرية و قال
ـــ لماذا ؟
ـــ طيب و ماذا بعد ؟
ـــ فالسيد نظر إلي بكره فلو كان يحمل مسدسا حينها لأفرغه في صدري فقال لي بغضب تكلم
فأقربت وجهي إليه و لم أكن أريد أن يعرف أحدا و خشيت من أن يسمع السائق و المارون همست في أذنه و قلت لماذا تعذبها ؟ اتركها و شأنها ، أنا من تريد أن تصبح زوجته فعداوتك معي أنا فإزداد غضبا و تغير لون وجهه لدرجة إني قلت مع نفسي الآن سيسقط أمامي كان ينظر الي بكره فيريد التنفس و التكلم و لكن صوته لم يخرج بعدها قفز و بشدة من مكانه ودفع سائق العربة بشدة مثل الأسد الهائج أخذ الصوت من يد السائق و انهال علي ضربا لدرجة إنه تمزقت ملابسي و بدأ جسدي ينزف و بين ما كان يضربني يصرخ و يقول : أيها الحقير فإن تجرأت مرة أخرى و تكلمت عنها سأجعلهم يقطعون عنقك وإن رأيتك في هذه النواحي سأجعل والدتك تبكي على جنازتك فرمى الصوت أمام السائق و قال هيا تحرك و من ثم ذهب انظري ماذا فعل بي
فقدم لي منديلا ابيض ملطخا بالدماء و قال
ـــ خذي هذا و احتفظي به كتذكارا مني فسالت دمائي من أجلك
ومن رأيت الدماء أحسست بدوار وقلت
ـــ آخ
و كأنه أنا من ضربت و ليس هو فسألني
ـــ الآن ماذا افعل ؟ أريد أن أتي لخطبتك حتى لو قطعوا عنقي فلن أتراجع عن قراري
ـــ اصبر قليلا وأنا سأخبرك
ـــ كيف ؟
ـــ أعطني عنوان بيتك
فرد علي بقلق
ـــ عنوان بيتي بما يفيد فهو مؤًجر و إن عرف والدك سيشتريه هو أيضا
فخطرت ببالي فكرة و قلت
ـــ طيب سآتي من داخل القصر إلى آخر الحديقة و أرمي لك ورقة في هذا المكان سألف الورقة على صخرة صغيرة و سأرميها لك من فوق الجدار فبعض الأحيان تعال هنا و انظر
ـــ بعض الأحيان أتي ؟ أنا كل يوم سأتفقد هذا المكان ماذا افعل ؟ والدك أخذ عملي مني و أنت أخذتي هدوئي و سكوني
كنت أعلم بأنٌ يجب أن أصبح زوجته مهما كان الثمن سأصبح زوجته فشعره من شعر النجار تساوي عندي الملايين من الملوك قلت
ـــ الآن يجب أن أذهب
ـــ أنا أعطيتك الكثير كتذكار شعري و دمائي
و أنت ماذا سوف تعطيني كتذكار ؟
ـــ اولا أنا أعطيتك تذكار
فنظر إلي بإستغراب و قال
ـــ ما هو ؟
ـــ قلبي
و ركضت بسرعة الى القصر وكنت أتمنى من قلبي لو شلٌت قدماي و إلى آخر العمر وظليت واقفة أمامه هناك ....
انتظروا الجزء الخامس ...
رد: مأساة مريم ( قصة حقيقية ) سأرويها لكم على حلقات
الجــزء الخامس ....
مضت ليلة ولم نسمع خبر عن والدي و في اليوم الثاني في وقت الظهر رجعت العربة من دون والدي نزل السواق بسرعة و طلب التكلم مع والدتي و قال لها
ـــ سيدتي الباشا طلب مني أن أتي و أخذكم إلى المزعة
كنت اعرف إن الموضوع يخصني أنا و منصور . في الصباح الباكر ركبنا العربة و أتجهنا إلى المزرعة فلما مررنا من جنب دكان النجار كانت والدتي تنظر إلي فلما رأتني هادئة و لم أبالي فأرتاح بالها ، من الممكن كان في ظنها إني نسيت الأمر و لكن الأمر ليس كما تظن فأنا كنت مصممة جدا كنت من البارحة الى هذا الصباح أفكر و أخطط لكل شيء .
وصلنا إلى المزرعة فأستقبلونا إستقبالا حارا من قبل زوجت عمي وأولادها و حينها كان والدي وعمي و منصور قد ذهبوا إلى الصيد و لم يكونوا موجودين حين وصولنا و كانت زوجت عمي سعيدة جدا بحضورنا و بالأخص بحضوري أنا و كانت تكرر هذه الكلمة كثيرا < عروس ولدي الجميلة> ووالدتي كانت بغاية السعادة بعد مرور عدة ساعات على وجودنا في المزرعة وصل والدي مع عمي و منصور و كانت السعادة ظاهرة على وجوههم و كانوا يحملون ما أصطادوه من طيور فما إن وصلوا قال عمي
ـــ إن هذه الطيور من أجل مريم
من أجلي أنا و أنا ماذا سأفعل بها ؟ فرأيت تصرفات منصور لي كانت غريبة لقد كان مرتبكا و خجولا و كان ينظر إلي بإستمرار وعندما انظر إليه كان يحمر خجلا و يشح نظره إلى مكان آخر
كنت أقول لنفسي يجب بأن أحسسه بأني لا أبالي به لكي يفهم ما بداخلي و يتراجع عن قراره و لكنه لم يفهم المسكين لم يخطر بباله ماذا يدور في قلبي و بماذا أفكر . والحق انه كان رجل بكل معنى الكلمة لقد كان مؤدبا جدا ووسيما جدا و كانت أي بنت تتمنى الزواج منه إلا أنا لقد كان في نظري مثل الأفعى و من رويته تنقلب أحوالي .
بينما كان جالسا و يقرأ الصحيفة فجأة وضع الصحيفة في الأرض و أتجه نحو والدتي و قال
ـــ خالتي أريد أن اصطحب مريم في جولة حول المزرعة هل تسمحين لها بالذهاب معي و كأني أنا أيضا أتشوق لرفقته و دون أن يعرف رأيي إن كنت أريد الذهاب معه أم لا و دون إستشارتي قالت والدتي
ـــ إذا لماذا أنت جالسة يا مريم هيا أنهضي لا تجعلي منصور ينتظر
فنهضت من دون رغبة مني و أخذت عباتي لكي أضعها على رأسي فقالت زوجت عمي
ـــ ما هذا يا مريم ! أنت لا تحتاجين لعباة لا يوجد في المزرعة محرم و منصور إبن عمك و هو قريبا سيكون زوجك
فأحمر وجهي و ليس من الخجل بل من الغضب و منصور نظر إلى والدته بغضب و صرخ قائلا
ـــ والدتي
والدتي و زوجة عمي نظر إلى بعض ثم بدأ بالضحك .
ذهبت بصحبته نتمشى و كان المكان يعمه السكون و الهدوء و لا أسمع إلا أصوات الطيور و هي تغرد و صوت النهر و الأشجار كان كل شيء هادئا و جميلا بدأ منصور بالكلام و أنا لا أفهم شيئا من كلامه لأني كنت ارتجف من الخوف بسبب ما خططت له الليلة الماضية في كل لحظة أندم مئة مرة و لكن في أخر لحظة أغير رأيي فسألني منصور
ـــ مريم هل زوجت عمي تكلمت معك ؟
تظاهرت بأني لا أعرف شيئا قلت
ـــ بخصوص ماذا ؟
فضحك و قال
ـــ تعرفين جيدا عن ماذا أتكلم . مريم كل ما تتمنينه أخبريني و أنا سأحققه لك إن أردتي سأشتري بيتا لك وحدك و سأجلب لك مدرسا للموسيقى و أتمنى ايضا بأن تتعلمي اللغة الفرنسية
ـــ أنا قد تعلمت اللغة الفرنسية عند والدي
ـــ طيب هذا أفضل فبعدها ستكملينها
فجأة أشفقت عليه لأنه يكن لي نفس الشعور الذي أكنه لأحمد النجار كانت لعبة تدعو للسخرية 0
أبتسم لي بلطافة و رمقني بنظرة كلها حب و حنان انه إنسانا مميزا و هذه الحقيقة الذي أنا أيضا لا استطيع إنكارها كنت أحبه و لا أرضى له بالتعاسة كنت أحبه مثل ما أحب بنات عمي و أخي محمد رضا كنا نتمشى جنب النهر و لما وصلنا عند شجرة التفاح منصور قطف تفاحة من الشجرة وأنا جلست تحت الشجرة فأقترب مني و أبتسم لي و سألني
ـــ هل تحبينني ؟
لم أرد عليه فتابع
ـــ لماذا لا تتكلمين ؟
حينما كنتي طفلة لم تكوني خجولة هل أكلت القطة لسانك ؟
و بينما كان يضحك قال
ـــ تفضلي قطفت هذه من أجلك ألا تحبين التفاح ؟
ـــ شكرا لا أريد و لزمت الصمت فأقترب مني اكثر و همس في أذني
ـــ هل تحبينني بقدر ما انا احبك ؟
و لا كان يحلم بأن جوابي سيكون له لا . فجأة سمعت صوتي و لا اعرف بأمر من لساني نطق بكلمه لا لقد كان صوتي جدي لدرجة إني تعجبت من نفسي فسألني ـــ لماذا ؟
ـــ لأني لا أريد
فأرتبك و سأل ـــ طيب لماذا ؟
هل أنا ضايقتك بشيء ؟ هل سمعتي شيئا عني ؟
هل والدتي قالت لك شيئا وضايقك ؟
رفعت رأسي و قلت
ـــ لا لا لا اقسم ليس الأمر هكذا
ـــ إذا تكلمي ماذا جرى ؟
فواصلت كلامي أريد أن أخبرك و لكني خائفة
فهل تقسم لي بأنك لن تغضب ؟ وهل تقسم بأنك لن تخبر أحدا ؟
اقسم بغلاوة عمي
كان منصدما و لكنه شيئا فشيئا بدأ يجمع أفكاره و قال
ـــ تكلمي لن اخبر أحدا
ـــ هل ستعدني ؟ هل تقسم لي ؟
ـــ قلت تكلمي اقسم بغلاوة والدتي لن اخبر أحدا ماذا تريدين أن تقولي ؟
خفت إن تأخرت في إخباره أكثر فقلقه قد يتسبب بغضبه قلت
ـــ منصور أنا ... أنا ... ليس لأني لا احبك فأنت مثل أخي اقسم أني احبك قدر أخي محمد رضا و لكن..
أتكأ على الشجرة ووضع يده على خده و ركز نظره علي بدأت عيناه كقطعة زجاج دون روح فقال
ـــ تحبينني مثل محمد رضا ؟
أنزلت رأسي و قلت
ـــ نعم
ـــ إذا هكذا ! الآن تخبرينني ؟
ـــ إذا متى كان يجب علي أن أخبرك ؟
ـــ طيب لو من البداية قلتي أني لا أريد الزواج من منصور
ـــ لقد قلت
ـــ قلتي لمن ؟
لقد كان في حيرة من أمره و لم يكن يستوعب كلامي
ـــ قلت للجميع لوالدي ووالدتي و لكنهم لم يسمعوا كلامي و بإستمرار كانوا يخططون لزواجي
ـــ لماذا لا تريدين ؟ الآن انسي أمري أنا
و لكن ماذا عن البقية الذين تقدموا لكي ماذا كان عيبهم ؟
كان ينظر الي بغضب و عتاب
ـــ لا يعيبهم شيء العيب كان مني أنا ..
ـــ منك أنت ؟
ـــ أجل مني أنا
فأنا أحب شخصا أخر
يتبع 000000
مضت ليلة ولم نسمع خبر عن والدي و في اليوم الثاني في وقت الظهر رجعت العربة من دون والدي نزل السواق بسرعة و طلب التكلم مع والدتي و قال لها
ـــ سيدتي الباشا طلب مني أن أتي و أخذكم إلى المزعة
كنت اعرف إن الموضوع يخصني أنا و منصور . في الصباح الباكر ركبنا العربة و أتجهنا إلى المزرعة فلما مررنا من جنب دكان النجار كانت والدتي تنظر إلي فلما رأتني هادئة و لم أبالي فأرتاح بالها ، من الممكن كان في ظنها إني نسيت الأمر و لكن الأمر ليس كما تظن فأنا كنت مصممة جدا كنت من البارحة الى هذا الصباح أفكر و أخطط لكل شيء .
وصلنا إلى المزرعة فأستقبلونا إستقبالا حارا من قبل زوجت عمي وأولادها و حينها كان والدي وعمي و منصور قد ذهبوا إلى الصيد و لم يكونوا موجودين حين وصولنا و كانت زوجت عمي سعيدة جدا بحضورنا و بالأخص بحضوري أنا و كانت تكرر هذه الكلمة كثيرا < عروس ولدي الجميلة> ووالدتي كانت بغاية السعادة بعد مرور عدة ساعات على وجودنا في المزرعة وصل والدي مع عمي و منصور و كانت السعادة ظاهرة على وجوههم و كانوا يحملون ما أصطادوه من طيور فما إن وصلوا قال عمي
ـــ إن هذه الطيور من أجل مريم
من أجلي أنا و أنا ماذا سأفعل بها ؟ فرأيت تصرفات منصور لي كانت غريبة لقد كان مرتبكا و خجولا و كان ينظر إلي بإستمرار وعندما انظر إليه كان يحمر خجلا و يشح نظره إلى مكان آخر
كنت أقول لنفسي يجب بأن أحسسه بأني لا أبالي به لكي يفهم ما بداخلي و يتراجع عن قراره و لكنه لم يفهم المسكين لم يخطر بباله ماذا يدور في قلبي و بماذا أفكر . والحق انه كان رجل بكل معنى الكلمة لقد كان مؤدبا جدا ووسيما جدا و كانت أي بنت تتمنى الزواج منه إلا أنا لقد كان في نظري مثل الأفعى و من رويته تنقلب أحوالي .
بينما كان جالسا و يقرأ الصحيفة فجأة وضع الصحيفة في الأرض و أتجه نحو والدتي و قال
ـــ خالتي أريد أن اصطحب مريم في جولة حول المزرعة هل تسمحين لها بالذهاب معي و كأني أنا أيضا أتشوق لرفقته و دون أن يعرف رأيي إن كنت أريد الذهاب معه أم لا و دون إستشارتي قالت والدتي
ـــ إذا لماذا أنت جالسة يا مريم هيا أنهضي لا تجعلي منصور ينتظر
فنهضت من دون رغبة مني و أخذت عباتي لكي أضعها على رأسي فقالت زوجت عمي
ـــ ما هذا يا مريم ! أنت لا تحتاجين لعباة لا يوجد في المزرعة محرم و منصور إبن عمك و هو قريبا سيكون زوجك
فأحمر وجهي و ليس من الخجل بل من الغضب و منصور نظر إلى والدته بغضب و صرخ قائلا
ـــ والدتي
والدتي و زوجة عمي نظر إلى بعض ثم بدأ بالضحك .
ذهبت بصحبته نتمشى و كان المكان يعمه السكون و الهدوء و لا أسمع إلا أصوات الطيور و هي تغرد و صوت النهر و الأشجار كان كل شيء هادئا و جميلا بدأ منصور بالكلام و أنا لا أفهم شيئا من كلامه لأني كنت ارتجف من الخوف بسبب ما خططت له الليلة الماضية في كل لحظة أندم مئة مرة و لكن في أخر لحظة أغير رأيي فسألني منصور
ـــ مريم هل زوجت عمي تكلمت معك ؟
تظاهرت بأني لا أعرف شيئا قلت
ـــ بخصوص ماذا ؟
فضحك و قال
ـــ تعرفين جيدا عن ماذا أتكلم . مريم كل ما تتمنينه أخبريني و أنا سأحققه لك إن أردتي سأشتري بيتا لك وحدك و سأجلب لك مدرسا للموسيقى و أتمنى ايضا بأن تتعلمي اللغة الفرنسية
ـــ أنا قد تعلمت اللغة الفرنسية عند والدي
ـــ طيب هذا أفضل فبعدها ستكملينها
فجأة أشفقت عليه لأنه يكن لي نفس الشعور الذي أكنه لأحمد النجار كانت لعبة تدعو للسخرية 0
أبتسم لي بلطافة و رمقني بنظرة كلها حب و حنان انه إنسانا مميزا و هذه الحقيقة الذي أنا أيضا لا استطيع إنكارها كنت أحبه و لا أرضى له بالتعاسة كنت أحبه مثل ما أحب بنات عمي و أخي محمد رضا كنا نتمشى جنب النهر و لما وصلنا عند شجرة التفاح منصور قطف تفاحة من الشجرة وأنا جلست تحت الشجرة فأقترب مني و أبتسم لي و سألني
ـــ هل تحبينني ؟
لم أرد عليه فتابع
ـــ لماذا لا تتكلمين ؟
حينما كنتي طفلة لم تكوني خجولة هل أكلت القطة لسانك ؟
و بينما كان يضحك قال
ـــ تفضلي قطفت هذه من أجلك ألا تحبين التفاح ؟
ـــ شكرا لا أريد و لزمت الصمت فأقترب مني اكثر و همس في أذني
ـــ هل تحبينني بقدر ما انا احبك ؟
و لا كان يحلم بأن جوابي سيكون له لا . فجأة سمعت صوتي و لا اعرف بأمر من لساني نطق بكلمه لا لقد كان صوتي جدي لدرجة إني تعجبت من نفسي فسألني ـــ لماذا ؟
ـــ لأني لا أريد
فأرتبك و سأل ـــ طيب لماذا ؟
هل أنا ضايقتك بشيء ؟ هل سمعتي شيئا عني ؟
هل والدتي قالت لك شيئا وضايقك ؟
رفعت رأسي و قلت
ـــ لا لا لا اقسم ليس الأمر هكذا
ـــ إذا تكلمي ماذا جرى ؟
فواصلت كلامي أريد أن أخبرك و لكني خائفة
فهل تقسم لي بأنك لن تغضب ؟ وهل تقسم بأنك لن تخبر أحدا ؟
اقسم بغلاوة عمي
كان منصدما و لكنه شيئا فشيئا بدأ يجمع أفكاره و قال
ـــ تكلمي لن اخبر أحدا
ـــ هل ستعدني ؟ هل تقسم لي ؟
ـــ قلت تكلمي اقسم بغلاوة والدتي لن اخبر أحدا ماذا تريدين أن تقولي ؟
خفت إن تأخرت في إخباره أكثر فقلقه قد يتسبب بغضبه قلت
ـــ منصور أنا ... أنا ... ليس لأني لا احبك فأنت مثل أخي اقسم أني احبك قدر أخي محمد رضا و لكن..
أتكأ على الشجرة ووضع يده على خده و ركز نظره علي بدأت عيناه كقطعة زجاج دون روح فقال
ـــ تحبينني مثل محمد رضا ؟
أنزلت رأسي و قلت
ـــ نعم
ـــ إذا هكذا ! الآن تخبرينني ؟
ـــ إذا متى كان يجب علي أن أخبرك ؟
ـــ طيب لو من البداية قلتي أني لا أريد الزواج من منصور
ـــ لقد قلت
ـــ قلتي لمن ؟
لقد كان في حيرة من أمره و لم يكن يستوعب كلامي
ـــ قلت للجميع لوالدي ووالدتي و لكنهم لم يسمعوا كلامي و بإستمرار كانوا يخططون لزواجي
ـــ لماذا لا تريدين ؟ الآن انسي أمري أنا
و لكن ماذا عن البقية الذين تقدموا لكي ماذا كان عيبهم ؟
كان ينظر الي بغضب و عتاب
ـــ لا يعيبهم شيء العيب كان مني أنا ..
ـــ منك أنت ؟
ـــ أجل مني أنا
فأنا أحب شخصا أخر
يتبع 000000
رد: مأساة مريم ( قصة حقيقية ) سأرويها لكم على حلقات
لم أكن انظر في عينيه لكن من نبرة صوته كانت الغيرة ظاهرة عليه
ـــ ما هذا الكلام ؟
كان بحالة يرثى لها وكنت أقول لنفسي الآن سيفقد أعصابه و سينهال علي ضربا و لكن كان اكبر و أعقل من أن يمد يده على إمرأة فقلت
ـــ أخفض صوتك أستحلفك لا تصرخ والدي سيقتلني أنت وعدتني و لقد أقسمت بغلاوة زوجت عمي
ـــ هل عمي يعرف ؟ هل زوجت عمي تعرف ؟
ـــ أجل أخبرت الجميع و لهذا السبب هم يريدون أن يزوجونني رغما عني كان يعتقدون بأني بهذا الزواج سوف أنسى حبي
فضحك و بسخرية و قال
ـــ هه ، يريدون ان يزوجوك رغما عنك حتى تنسي ألم يجدوا أغبى مني
فترجيته مرة أخرى
ـــ منصور استحلفك لا ترفع صوتك
سأل من هو ؟
ـــ لن تصدق إذا أخبرتك
ـــ لما لا سأصدق أنا أتوقع منك كل شيء قولي من هو؟
لم أكن اعرف من الصواب إخباره أو لا ، لم أكن اعرف انه هذا الذي فعلته هو انتقاما من والدي أم كنت أريد أن أفضفض عما بداخلي لشخص حتى لو كان هذا الشخص هو صاحب المصلحة في تلك اللحظة كنت أراه كأخي الكبير و كنت انتظر عتابه في اي لحظة
ـــ هو صبي نجار
هو أيضا مثل البقية أنصدم من هذه الحقيقة و ببطء أقترب مني و بصوت عالي و مليئا بالغضب و السخرية ضحك و قال
ـــ صبي نجار !!
و فجأة سكت و بدأ ينظر في عيني و يبحث عن شيئا من المزحة كان يظن بأني كنت أمازحه و لأنه لم يجد شيئا من المزح ، بكرها قال: وع ، فالإنسان يشعر بالتقيؤ لمجرد التفكير بهذا ألا تخجلين
فغضبت من كلامه و بسرعة قلت
صح هو الآن نجار ولكنه سيجمع النقود لأنه يريد الذهاب الى المدرسة العسكرية فضحك بسخرية على وقال
ـــ اهاااا إذا سيذهب الى العسكرية ومتى ذلك إنشاءالله ؟
لماذا الجميع لا يصدقون لماذا عندما أتكلم عن ذهابه الى المدرسة العسكرية يسخرون و يضحكون ما العيب في ذلك؟ هل هذا مستحيل ؟ قلت
ـــ فلما يذهب سوف ترى هل فقط الذين يملكون مزارع و ثروات يجب أن يصبحوا ذا شأن ؟
فنظر إلي و بغضب شديد لدرجة أني خفت و لزمت الصمت فقال
ـــ إذا هكذا.. إذا انا بالنسبة لك اقل شأنا من ذلك النجار؟!
فأردت مواساته فقلت
ـــ لا والله ما هذا الكلام أنت الأفضل و لكن أنا بنفسي متعجبة من نفسي لقد أسرت
فأنا بنفسي مثله كنت متعجبة من وقاحتي وصراحتي فقال بغضب شديد
ـــ خلاص انهي الموضوع ودعينا نرجع
ـــ لا ليس هكذا نذهب يجب أن أعرف ماذا تريد أن تقول لهم
ـــ ماذا يجب أن أقول لهم ؟ سأقول مريم لا تريدني وأنها كانت تتلاعب بمشاعري
أستحلفك بالله لا تقول هكذا فوالدي سيقتلني
ـــ إذا ماذاتريدين أن أقول ؟
ـــ قول أنا لا أريد مريم ...
فقاطع كلامي وصرخ قائلا
ـــ لن أجعل من نفسي سخرية حتى أمس كنت أقول أني أريدها و اليوم أقول لا أريدها و لابد تريدين أيضا أن امسك يدك و أضعها في يد حضرت النجار لا عزيزتي فلن يمر علي هذا الكلام
ـــ الله يرضى عليك ، أرحمني و لا تفضحني
ـــ أرحمك ؟ وهل أنت رحمتي أحدا ؟ فلتنفضحي .
بكل وقاحة تأتين و تقولين أحب شخصا أخرا و يا ليته كان مثل الناس انه نجار ، حقا تهتمين للفضيحة ؟
فأشتعلت النيران بداخلي وكان هذا ما ينقصني أن يصرخ في وجهي قلت
و أنا غاضبة
ـــ حسنا . اذهب و افضحني هذا ليس رغما عني لا أريدك اذهب و افضحني حتى يرتاح قلبك
اذهب و قل فإن أنفضحت أنا أنت أول واحد سينفضح .
ـــ أنا أنفضح و ما دخلي أنا ؟ فهل أنا العاشق ؟
ـــ لا يا عزيزي ابنة عمك اذهب و قل للجميع أن مريم تحب نجارا فدع الجميع يضحك عليك و ليسخروا منك و يقولوا بقولك أنت منصور أقل شأنا من النجار و ليقولوا أكيد بنات عمها مثلها
فأنت ألم تقسم لي ؟
اذهب و قل لهم لكي عمي ينهال علي ضربا و يقتلني و أنت تفرج علي
بعد تفكير قال
ـــ طيب هل كل ما اردتيه قلتيه ؟ يا لكي من مخلوقة جريئة هيا انهضي و اذهبي و لكن بشرط لا أريد أن أراكي مره أخرى
فرمى التفاحة بغضب إلى النهر و قال لي باشمئزاز
ـــ لم أكن اعرف أنكي لهذه الدرجة قد أصبحتي وقحة وقليلة أدب يا ليت عرفتك على حقيقتك من قبل
ـــ الآن ماذا تريد أن تقول لهم ؟
ـــ لا اعرف و لكن أكيد سوف أقول لهم شيئا
ـــ أرجوك غير ملامح وجهك لا تذهب وأنت هكذا
ـــ ماذا تريدين أن افعل لك ؟ هل تريدين أن ارقص؟
ـــ لا و لكن بهذا الوجه فالجميع سيلاحظ عليك
ـــ لا تخافي ولا حتى في الأحلام سيعرفون أي تحفة أكتشفت
لقد كان كلامه صحيحا . فذهب وهو محطم القلب و منهار ذهب و هو يحمل معه سري ما عدت أخاف منه
و لكنني لست مرتاحة البال فأنا اخجل من نفسي
كانت زوجة عمي مثل الدجاجة التي قد فصل رأسها عن جسدها و هي كانت تدور حول نفسها إلى أن أتت لأمي و انفردت معها في الغرفة و أغفلت الباب عليهم و كان تصرف زوجة عمي يدعو للحيرة و الجميع لاحظ بأن هناك موضوع خطير. وبعد فتره خرجت والدتي من الغرفة و أتت الغرفة التي كنا موجودين فيها و قالت
ـــ أحملوا أمتعتكم يجب أن نرجع إلى البيت في الصباح الباكر
قالت الدادا: لماذا يا سيدتي إلى أين نذهب ألا يجب أن نبقى 8 أيام و ماذا عن موضوع مريم و منصور ؟
ردت عليها والدتي
ـــ لا شيء ماذا كنتي تتوقعين أن يحدث فالخطوبة لن تتم
ردت عليها الدادا و هي مندهشة
ـــ لن تتم؟
ـــ الشاب قد قال لوالدته لا أريد
ـــ كيف لا يريد ؟ و هو للأمس كان مصرّا
فقالت والدتي من غير نفس
ـــ نعم لكن الان لا
ـــ ماذا حصل ؟ و لماذا لا يريد ؟
ـــ قد قال لوالدته مريم طفلة ودلوعة و أنا أريد إمراة و لا أريد طفلة لكي العب معها إلى اليوم كان يتهيأ لي أني أريدها و لكن الآن لا ، لا أريدها و اعتبرها كأختي
لما سمعت هذا الكلام مسكت نفسي عن الضحك وقالت لي الدادا
ــ افديكي بعمري يا عزيزتي لا تحملي هم
والدتي و بينما كانت مشغولة في توضيب الأمتعة رفعت رأسها و رمقتني بنظرة غضب.
و في الصباح الباكر توجهنا إلى القصر. قبل أن أنزع عباءتي شهرزاد أمسكتني من ذراعي و أدخلتني الغرفة و كنت في تلك اللحظة اسمع صوت أقدام أمي كان يصل من الطابق الأعلى إلى مسامعي شهرزاد بعجلة سألتني :
ـــ ماذا حصل يا مريم ؟ ماذا هناك ؟ لماذا منصور فجأة غير رأيه ؟
قلت لها الآن لا استطيع أن أخبرك شيئا في الليل وقت النوم سأقول لكي...
و في تلك اللحظة كنت اسمع صوت أقدام أمي تقترب من الغرفة و فجأة دخلت و هي غاضبة أردت الهروب لكن لم أستطع ذلك و بشدة دفعتني بيدها نحو الجدار و هي غاضبة و قالت لي
ـــ أين تذهبين ؟
قولي لي بسرعة ماذا قلتي لمنصور حتى يصرف النظر؟
في تلك اللحظة قلت لها
ـــ لم أقل شيء
ـــ و لماذا فجأة صرف النظر عن الزواج
ـــ لا أعرف
اقتربت والدتي أكثر مني و مسكت ذراعي اليسرى واليمنى و قرصتني بقوة وشدتني من شعري بكل قوتها ومن شدت ألمي كنت أقول آه آه والدتي هذا موًلم فردت علي و هي غاضبة
ـــ تستحقين أكثر من هذا يا حقيرة أتحسبينني غبية و لا اعلم بشيء
فالنارلا تشتعل إلا من تحت يديك تريدين أن تخدعيني أنا أيتها الوقحة
لقد كنت في تلك اللحظة أتألم و أتحمل فتركت ذراعي و هجمت على فستاني ورفعته و قرصتني من فخذي و بشدة و كنت أتالم و أنا صامتة
و حينها قالت لي
ـــ هل تريدين أن تفضحينا ؟ هل تريدين أن تقتلي والدك ؟
أنت فضحتينا أمام الناس
و من شدة الألم وضعت رأسي ما بين أكتافي و كنت اصرخ
ـــ قتلتيني يا والدتي
و المسكينة شهرزاد كانت تترجى والدتي و تقول
ـــ اتركيها أرجوك اتركيها أنت تقتليها
و كأن والدتي قد فقدت عقلها و أعصابها تشد علي و المسكينة الدادا بإستمرار كانت تقول
ـــ يا الهي سيدتي اتركيها أنت تقتليها
و لقد كانت تدور حول نفسها و كانت تريد أن تمنع والدتي من ضربي لكن أخي كان في أحضانها
ـــ يا الهي ماذا افعل ؟ فأن عرفت زوجت عمك فالدنيا برمتها ستعرف .
الى الآن لم يتأخر الوقت قريبا ستعرف الحقيقة يا الهي ماذا افعل ؟
هذه المرة هجمت على ذراعي وقرصتني بشدة و من شدة الألم بدأت أحس بالضعف و في النهاية الدادا أعطت أخي لشهرزاد و قالت لها
ـــ خذيه
ومن الخلف أمسكت بوالدتي و أبعتدها عني و قالت
ـــ قتلتي طفلتي يا سيدتي كفاية اتركيها أرجوك
كانت والدتي تبكي و الدادا تحاول تهدئتها و سألتها
ـــ ماذا حصل ؟ لماذا تفعلين بها هكذا ؟
ـــ ماذا حصل ؟ إسأليها فالبنت عاشقة
قفزت من مكانها مرة أخرى محاولة ضربي و لكن الدادا لم تدعها فقالت لي الدادا
ـــ مريم اخرجي من هذه الغرفة هيا اخرجي و بسرعة
هل تريدينها أن تقتلك ؟
خرجت من الغرفة لكن كيف لم أفكر بهذا ؟ كنت اسمع والدتي و الدادا يتهامسان وبسرعة أخذت ورقة و كتبت فيها << لقد كلمت ابن عمي و أخبرته بجوابي و قلت له إني لا أريده و أني أريدك أنت يا أحمد فقط أنت و لا سواك >> ركضت الى الحديقة و في طريقي رأيت شهرزاد تحمل أخي فسألتني إلى أين أنت ذاهبة هل تريدين الخروج من القصر؟
ـــ لا والدتي تريد ضربي و أنا سأذهب خلف القصر إلى أن تهدأ .
وضعت عبائتي فوق رأسي و ذهبت مسرعة نحو الحديقة أخذت صخرة من الأرض و لففت الورقة عليها و رميتها من فوق الجدار إلى خارج القصر ومن ثم رجعت إلي الغرفة .
و في الصباح الباكر سخنوا الحمام لكي نستحم في ذلك الزمان حينما نريد الإستحمام نستدعي إمرأة لكي تحممنا و هذه هي مهنتها
أنتظروا الجزء السادس 0000
ـــ ما هذا الكلام ؟
كان بحالة يرثى لها وكنت أقول لنفسي الآن سيفقد أعصابه و سينهال علي ضربا و لكن كان اكبر و أعقل من أن يمد يده على إمرأة فقلت
ـــ أخفض صوتك أستحلفك لا تصرخ والدي سيقتلني أنت وعدتني و لقد أقسمت بغلاوة زوجت عمي
ـــ هل عمي يعرف ؟ هل زوجت عمي تعرف ؟
ـــ أجل أخبرت الجميع و لهذا السبب هم يريدون أن يزوجونني رغما عني كان يعتقدون بأني بهذا الزواج سوف أنسى حبي
فضحك و بسخرية و قال
ـــ هه ، يريدون ان يزوجوك رغما عنك حتى تنسي ألم يجدوا أغبى مني
فترجيته مرة أخرى
ـــ منصور استحلفك لا ترفع صوتك
سأل من هو ؟
ـــ لن تصدق إذا أخبرتك
ـــ لما لا سأصدق أنا أتوقع منك كل شيء قولي من هو؟
لم أكن اعرف من الصواب إخباره أو لا ، لم أكن اعرف انه هذا الذي فعلته هو انتقاما من والدي أم كنت أريد أن أفضفض عما بداخلي لشخص حتى لو كان هذا الشخص هو صاحب المصلحة في تلك اللحظة كنت أراه كأخي الكبير و كنت انتظر عتابه في اي لحظة
ـــ هو صبي نجار
هو أيضا مثل البقية أنصدم من هذه الحقيقة و ببطء أقترب مني و بصوت عالي و مليئا بالغضب و السخرية ضحك و قال
ـــ صبي نجار !!
و فجأة سكت و بدأ ينظر في عيني و يبحث عن شيئا من المزحة كان يظن بأني كنت أمازحه و لأنه لم يجد شيئا من المزح ، بكرها قال: وع ، فالإنسان يشعر بالتقيؤ لمجرد التفكير بهذا ألا تخجلين
فغضبت من كلامه و بسرعة قلت
صح هو الآن نجار ولكنه سيجمع النقود لأنه يريد الذهاب الى المدرسة العسكرية فضحك بسخرية على وقال
ـــ اهاااا إذا سيذهب الى العسكرية ومتى ذلك إنشاءالله ؟
لماذا الجميع لا يصدقون لماذا عندما أتكلم عن ذهابه الى المدرسة العسكرية يسخرون و يضحكون ما العيب في ذلك؟ هل هذا مستحيل ؟ قلت
ـــ فلما يذهب سوف ترى هل فقط الذين يملكون مزارع و ثروات يجب أن يصبحوا ذا شأن ؟
فنظر إلي و بغضب شديد لدرجة أني خفت و لزمت الصمت فقال
ـــ إذا هكذا.. إذا انا بالنسبة لك اقل شأنا من ذلك النجار؟!
فأردت مواساته فقلت
ـــ لا والله ما هذا الكلام أنت الأفضل و لكن أنا بنفسي متعجبة من نفسي لقد أسرت
فأنا بنفسي مثله كنت متعجبة من وقاحتي وصراحتي فقال بغضب شديد
ـــ خلاص انهي الموضوع ودعينا نرجع
ـــ لا ليس هكذا نذهب يجب أن أعرف ماذا تريد أن تقول لهم
ـــ ماذا يجب أن أقول لهم ؟ سأقول مريم لا تريدني وأنها كانت تتلاعب بمشاعري
أستحلفك بالله لا تقول هكذا فوالدي سيقتلني
ـــ إذا ماذاتريدين أن أقول ؟
ـــ قول أنا لا أريد مريم ...
فقاطع كلامي وصرخ قائلا
ـــ لن أجعل من نفسي سخرية حتى أمس كنت أقول أني أريدها و اليوم أقول لا أريدها و لابد تريدين أيضا أن امسك يدك و أضعها في يد حضرت النجار لا عزيزتي فلن يمر علي هذا الكلام
ـــ الله يرضى عليك ، أرحمني و لا تفضحني
ـــ أرحمك ؟ وهل أنت رحمتي أحدا ؟ فلتنفضحي .
بكل وقاحة تأتين و تقولين أحب شخصا أخرا و يا ليته كان مثل الناس انه نجار ، حقا تهتمين للفضيحة ؟
فأشتعلت النيران بداخلي وكان هذا ما ينقصني أن يصرخ في وجهي قلت
و أنا غاضبة
ـــ حسنا . اذهب و افضحني هذا ليس رغما عني لا أريدك اذهب و افضحني حتى يرتاح قلبك
اذهب و قل فإن أنفضحت أنا أنت أول واحد سينفضح .
ـــ أنا أنفضح و ما دخلي أنا ؟ فهل أنا العاشق ؟
ـــ لا يا عزيزي ابنة عمك اذهب و قل للجميع أن مريم تحب نجارا فدع الجميع يضحك عليك و ليسخروا منك و يقولوا بقولك أنت منصور أقل شأنا من النجار و ليقولوا أكيد بنات عمها مثلها
فأنت ألم تقسم لي ؟
اذهب و قل لهم لكي عمي ينهال علي ضربا و يقتلني و أنت تفرج علي
بعد تفكير قال
ـــ طيب هل كل ما اردتيه قلتيه ؟ يا لكي من مخلوقة جريئة هيا انهضي و اذهبي و لكن بشرط لا أريد أن أراكي مره أخرى
فرمى التفاحة بغضب إلى النهر و قال لي باشمئزاز
ـــ لم أكن اعرف أنكي لهذه الدرجة قد أصبحتي وقحة وقليلة أدب يا ليت عرفتك على حقيقتك من قبل
ـــ الآن ماذا تريد أن تقول لهم ؟
ـــ لا اعرف و لكن أكيد سوف أقول لهم شيئا
ـــ أرجوك غير ملامح وجهك لا تذهب وأنت هكذا
ـــ ماذا تريدين أن افعل لك ؟ هل تريدين أن ارقص؟
ـــ لا و لكن بهذا الوجه فالجميع سيلاحظ عليك
ـــ لا تخافي ولا حتى في الأحلام سيعرفون أي تحفة أكتشفت
لقد كان كلامه صحيحا . فذهب وهو محطم القلب و منهار ذهب و هو يحمل معه سري ما عدت أخاف منه
و لكنني لست مرتاحة البال فأنا اخجل من نفسي
كانت زوجة عمي مثل الدجاجة التي قد فصل رأسها عن جسدها و هي كانت تدور حول نفسها إلى أن أتت لأمي و انفردت معها في الغرفة و أغفلت الباب عليهم و كان تصرف زوجة عمي يدعو للحيرة و الجميع لاحظ بأن هناك موضوع خطير. وبعد فتره خرجت والدتي من الغرفة و أتت الغرفة التي كنا موجودين فيها و قالت
ـــ أحملوا أمتعتكم يجب أن نرجع إلى البيت في الصباح الباكر
قالت الدادا: لماذا يا سيدتي إلى أين نذهب ألا يجب أن نبقى 8 أيام و ماذا عن موضوع مريم و منصور ؟
ردت عليها والدتي
ـــ لا شيء ماذا كنتي تتوقعين أن يحدث فالخطوبة لن تتم
ردت عليها الدادا و هي مندهشة
ـــ لن تتم؟
ـــ الشاب قد قال لوالدته لا أريد
ـــ كيف لا يريد ؟ و هو للأمس كان مصرّا
فقالت والدتي من غير نفس
ـــ نعم لكن الان لا
ـــ ماذا حصل ؟ و لماذا لا يريد ؟
ـــ قد قال لوالدته مريم طفلة ودلوعة و أنا أريد إمراة و لا أريد طفلة لكي العب معها إلى اليوم كان يتهيأ لي أني أريدها و لكن الآن لا ، لا أريدها و اعتبرها كأختي
لما سمعت هذا الكلام مسكت نفسي عن الضحك وقالت لي الدادا
ــ افديكي بعمري يا عزيزتي لا تحملي هم
والدتي و بينما كانت مشغولة في توضيب الأمتعة رفعت رأسها و رمقتني بنظرة غضب.
و في الصباح الباكر توجهنا إلى القصر. قبل أن أنزع عباءتي شهرزاد أمسكتني من ذراعي و أدخلتني الغرفة و كنت في تلك اللحظة اسمع صوت أقدام أمي كان يصل من الطابق الأعلى إلى مسامعي شهرزاد بعجلة سألتني :
ـــ ماذا حصل يا مريم ؟ ماذا هناك ؟ لماذا منصور فجأة غير رأيه ؟
قلت لها الآن لا استطيع أن أخبرك شيئا في الليل وقت النوم سأقول لكي...
و في تلك اللحظة كنت اسمع صوت أقدام أمي تقترب من الغرفة و فجأة دخلت و هي غاضبة أردت الهروب لكن لم أستطع ذلك و بشدة دفعتني بيدها نحو الجدار و هي غاضبة و قالت لي
ـــ أين تذهبين ؟
قولي لي بسرعة ماذا قلتي لمنصور حتى يصرف النظر؟
في تلك اللحظة قلت لها
ـــ لم أقل شيء
ـــ و لماذا فجأة صرف النظر عن الزواج
ـــ لا أعرف
اقتربت والدتي أكثر مني و مسكت ذراعي اليسرى واليمنى و قرصتني بقوة وشدتني من شعري بكل قوتها ومن شدت ألمي كنت أقول آه آه والدتي هذا موًلم فردت علي و هي غاضبة
ـــ تستحقين أكثر من هذا يا حقيرة أتحسبينني غبية و لا اعلم بشيء
فالنارلا تشتعل إلا من تحت يديك تريدين أن تخدعيني أنا أيتها الوقحة
لقد كنت في تلك اللحظة أتألم و أتحمل فتركت ذراعي و هجمت على فستاني ورفعته و قرصتني من فخذي و بشدة و كنت أتالم و أنا صامتة
و حينها قالت لي
ـــ هل تريدين أن تفضحينا ؟ هل تريدين أن تقتلي والدك ؟
أنت فضحتينا أمام الناس
و من شدة الألم وضعت رأسي ما بين أكتافي و كنت اصرخ
ـــ قتلتيني يا والدتي
و المسكينة شهرزاد كانت تترجى والدتي و تقول
ـــ اتركيها أرجوك اتركيها أنت تقتليها
و كأن والدتي قد فقدت عقلها و أعصابها تشد علي و المسكينة الدادا بإستمرار كانت تقول
ـــ يا الهي سيدتي اتركيها أنت تقتليها
و لقد كانت تدور حول نفسها و كانت تريد أن تمنع والدتي من ضربي لكن أخي كان في أحضانها
ـــ يا الهي ماذا افعل ؟ فأن عرفت زوجت عمك فالدنيا برمتها ستعرف .
الى الآن لم يتأخر الوقت قريبا ستعرف الحقيقة يا الهي ماذا افعل ؟
هذه المرة هجمت على ذراعي وقرصتني بشدة و من شدة الألم بدأت أحس بالضعف و في النهاية الدادا أعطت أخي لشهرزاد و قالت لها
ـــ خذيه
ومن الخلف أمسكت بوالدتي و أبعتدها عني و قالت
ـــ قتلتي طفلتي يا سيدتي كفاية اتركيها أرجوك
كانت والدتي تبكي و الدادا تحاول تهدئتها و سألتها
ـــ ماذا حصل ؟ لماذا تفعلين بها هكذا ؟
ـــ ماذا حصل ؟ إسأليها فالبنت عاشقة
قفزت من مكانها مرة أخرى محاولة ضربي و لكن الدادا لم تدعها فقالت لي الدادا
ـــ مريم اخرجي من هذه الغرفة هيا اخرجي و بسرعة
هل تريدينها أن تقتلك ؟
خرجت من الغرفة لكن كيف لم أفكر بهذا ؟ كنت اسمع والدتي و الدادا يتهامسان وبسرعة أخذت ورقة و كتبت فيها << لقد كلمت ابن عمي و أخبرته بجوابي و قلت له إني لا أريده و أني أريدك أنت يا أحمد فقط أنت و لا سواك >> ركضت الى الحديقة و في طريقي رأيت شهرزاد تحمل أخي فسألتني إلى أين أنت ذاهبة هل تريدين الخروج من القصر؟
ـــ لا والدتي تريد ضربي و أنا سأذهب خلف القصر إلى أن تهدأ .
وضعت عبائتي فوق رأسي و ذهبت مسرعة نحو الحديقة أخذت صخرة من الأرض و لففت الورقة عليها و رميتها من فوق الجدار إلى خارج القصر ومن ثم رجعت إلي الغرفة .
و في الصباح الباكر سخنوا الحمام لكي نستحم في ذلك الزمان حينما نريد الإستحمام نستدعي إمرأة لكي تحممنا و هذه هي مهنتها
أنتظروا الجزء السادس 0000
رد: مأساة مريم ( قصة حقيقية ) سأرويها لكم على حلقات
الجزء السادس :
في البداية شهرزاد دخلت و استحمت و بعدها والدتي و أخي و إنا كنت قد جهزت ملابسي و حضرت الدادا لكي تخبرني أن الحمام جاهز و لكي اذهب للاستحمام فرأت عيناي متورمتان من شدت البكاء في الليلة الماضية قالت
ـــ انظري ماذا فعلتي بنفسك هل رايتي و جهك في المرأة ؟ طيب هل جهزني ملابسك و كل شئ ؟
ـــ نعم
ـــ هيا اذهبي و اغسلي و جهك لأنه متورم من شدة البكاء و هذه المرأة ثرثارة و قد تسيء لك بالكلام
فأمسكت ذراعي لكي انهض و ما إن أمسكت ذراعي حتى صرخت من شدة الألم ففزعت و قالت و هي مندهشة ماذا حصل ؟
ـــ فمكان قرصات والدتي يؤلمني
فاقتربت مني و كشفت عن ملابسي و رأت الرضوض و الكدمات علي جسدي و كان مكانه أزرق و أحمر و بنفسجي فاندهشت الدادا من الذي رأته و قالت
ـــ يا الهي ماذا فعلوا بك يا عزيزتي
بعدها كشفت لترى فخذي و كان الأمر أسوء فجأة سمعنا والدتي و هي تصرخ هيا تعالوا إن المرأة تنتظر و بما إنها لم تسمع أي رد قد صرخت مرة أخرى ألا تسمعين ألا أكلمك خرجت الدادا و ردت عليها بصوت مرتفع و تعمدت لكي تسمع المرأة في الحمام مريم لا تستطيع الاستحمام فهي لديها عذر . بعدها أتت أمي إلى الغرفة و غضبت من الداداو قالت لها
ـــ لماذا تصرخين ؟ ألا تخجلين أن يسمعك الطباخ أو البستاني و أشارت إلي بيدها قائله
ـــ أنا أعرف إنها لا تشكو من شئ وما هذه المهزلة هيا انهضي و أذهبي إلى الحمام
اقتربت مني الدادا و أمسكت بيدي و كشفت عن ذراعي و قالت لوالدتي
ـــ هل تذهب إلى الحمام بهذه الحالة انظري جيدا ماذا فعلتي بهذا و هذا ما ينقص أن ترى جسدها المرأة و تفقد الوعي
ـــ افديك بعمري يا ابنتي بعد إن تذهب المرأه أنا سأخذك بنفسي و أحممك
خرجت والدتي من الغرفة و هي غاضبة و تقول
ـــ لو سمعت الكلام من الأول ما كان صار الذي صار
فخرجت الدادا خلفها قائله
ـــ صحيح إنها ليست من دمي و لحمي لكن إنا ربيتها و كبرتها و لما رأيت جسدها بهذه الحالة
قلت سيدتي انشاءالله تنكسر يدك لقد شوهتي جسم الفتاة
فلزمت السكوت والدتي و لم ترد عليها و لم اسمع إلا الدادا و هي تعاتب والدتي ، ممكن لم ترد عليها بسبب عمرها ووفائها طوال هذه السنين و بسبب احترامها لها كأم لأنها تألمت عندما رأت جسدي المشوه .
مرة أخرى كتبت رسالة لأحمد و شرحت له عن ما حدث معي و عن والدتي فانتظرت إلى أن أتى الظهر و عندما قد كان الجميع ذهبوا إلى غرفهم وبهدوء ذهبت إلى الحديقة لكي ارمي الورقة و لكن فجأة سمعت صوت أقدام شخصا كان يمشي خلف الحديقة فترددت في رميها و قلت مع نفسي يا ترى من يكون هذا الشخص و ماذا يفعل في هذا المكان الضيق و المهجور سأنتظر حتى يذهب .
وعندما لم أعد أسمع الصوت , من الواضح إن هذا الشخص قد توقف , فجأة خطر ببالي أن من الممكن قد يكون هذا الشخص هو أحمد لكن كيف لي أن اعرف انه هو . خطر ببالي أن أصرخ على الطباخ وقلت: لماذا لا يوجد احد خلف القصر ؟ و على طول سمعت أحمد يقول : هذا الزقاق مليء بالرمل و أوراق الشجر . قلت بهدوء
ـــ احمد ؟
ـــ مرمر هذه انت و لوحدك ؟
ـــ نعم
رميت الورقة و بعد فتره قصيرة و من الواضح انه قد قرأها قال
ـــ يضربونك ؟
ـــ عادي لا مشكلة احتمل كل شئ من أجلك
ـــ عادي ؟ لا ليس بالأمر العادي إنهم يعذبونك
ـــ إنهم لا يصدقون بأنك ستذهب إلى المدرسة العسكرية ألا تريد الذهاب ؟
ـــ أنا ذهبت لتسجيل نفسي و سيطول الأمر عدة أشهر .
هل ستأتي لكي نهرب ؟
فتحت فمي من الدهشة
ـــ يا الهي ما هذا الكلام لا ، هل تريد إنا يقتلوني و يقتلونك ؟ كن صبورا لكي نرى ماذا سيحدث
الصبر مفتاح الفرج
ـــ إلى متى انتظر فأنا أعاني
ـــ إن لم يوافق أبي ، عندها سنفكر بحل
ـــ ارجوكي بسرعة فكري في الموضوع فأنا بدأت انتهي شيئا فشيئا
سمعت صوتا يقترب مني فقلت له و بصوت منخفض
ـــ إلى اللقاء اذهب فأنا أسمع صوتا
عشرين يوما مضت على زيارتنا للمزرعة و كان الصيف وشك على الانتهاء و الجو يبرد شيئا فشيئا و مع هذا كنا مازلنا ننام فوق السطوح فعندما والدي ينام في الحديقة نحن ننام فوق السطوح و عندما ينام فوق السطوح نحن يجب أن ننام في الحديقة القصر .
كانت أختي و الدادا و محمد رضا نائمين لكن إنا لا استطيع النوم من شده التفكير فجأة سمعت الباب يطرق و من بعدها سمعت أصوات والدي ووالدتي و هما يتهامسان كانا مستغربان من هذا الذي يطرق الباب و في هذا الوقت المتأخر من الليل بعدها سمعت صوت الباب و هو يفتح ثم صوت والدي ووالدتي و هم يرحبون يشخصا ما
ـــ عجبا في هذا الوقت تذكرتنا؟
إذا الضيف من أقاربنا و لكن من يكون يا ترى ؟ فصوت عمي فاجأني و من الخوف ارتعش جسدي و هو يقول
ـــ لقد أزعجتكم بقدومي و في هذا الوقت المتأخر صحيح ؟ أنا جئت للتكلم معكم ..
و بعدها ابتعدت الأصوات كأنهم دخلوا داخل الغرفة لأني لم اعد أسمع شيئا ، توقف قلبي و حسي السادس يقول إن زيارة عمي المفاجأة و في هذا الوقت المتأخر فمن دون شك تتعلق بقضيتي.
فبهدوء و حافية القدمين نزلت من على الدرج و لم أرى أحدا دون شك قد ذهبوا إلى الغرفة فمن المؤكد أنهم لا يريدون لأحد أن يسمع كلامهم فبهدوء ذهبت نحو الغرفة و سمعت صوتهما كانوا يتكلمون بحذر و بصوت منخفض فاقتربت من الفتحة الموجودة في الباب و نظرت من خلالها إلى الداخل كانوا جالسين على الأريكة فجأة تكلم عمي وسأل في النهاية ماذا قررتم ؟
تعجب والدي وقال
ـــ بخصوص ماذا؟
ـــ بخصوص ابنتك مريم
أحسست وكأن السماء قد وقعت على رأسي الله لا يسامحك يا منصور فلماذا لم تلزم الصمت ؟
سأله والدي
ـــ أنت من أين تعلم؟
ـــ الذي كنت أعرفه هو بأن منصور كان يموت حبا بمريم فلماذا بعد ساعة من خروجهما معا في المزرعة فجأة يغير رأيه فأنا لم أدعه و شأنه كنت باستمرار أصر عليه بأن يخبرني ما القضية
إلى أن الليلة قد اغتنمت الفرصة بغياب والدته و أخواته و اصريت عليه كثيرا إلى أن قال لي مريم لا تريدني هي قد قالت لمنصور اتركني و دعني أتزوج بمن أحب فصفعت أمي وجهها و بحسرة قالت
ـــ ياالهي ما هذه الفضيحة
رد عمي عليها
ـــ يا سيدة نرجس ما هذا الذي تفعلينه فتصرفك هذا لا معنى له فيجب حل هذه المسألة بروية
ـــ سيدي إن هذه المسألة لا يوجد لها حل
سأل والدي عمي
ـــ منصور ألم يقل لك هي تحب من ؟
لقد كان صوت والدي منخفضا و فيه بعض الخجل لما سأل عمي
ـــ نعم قال ، قال تحب شخصا يريد بعدها أن يذهب إلى المدرسة العسكرية
ـــ ألم يقل لك ماذا يعمل ؟
عمي انزل رأسه إلى الأرض و لم يكن يريد أن يخجل والدي
ـــ أجل قال في الوقت الحالي هو نجار
ـــ صدق بقوله فإبنت حضرتي عاشقة وهي تعشق نجار و هي مصرة على كلمتها تريد أن تصبح زوجته ، هه الرجل الحقير ... يريد أن يذهب إلى المدرسة العسكرية ؟ فبهذا الكلام يخدع هذه البنت الغبية
ـــ طيب زوجها له
تعجّب والداي من كلام عمي و تبادلا النظرات بدهشة و طبعا إنا أيضا كنت أكثر اندهاشا منهما
ـــ نزوجها له ؟ ما هذا الكلام يا أخي ؟ فأنا حتى جثتها لن أعطيه إياها انظروا هذه البنت ماذا فعلت بنا ، انظروا ما حجم الفضيحة التي تسببت بها فأنا الليلة سأصفي حسابي معها و سأجعلهم يخرجون جثتها من القصر و يرمونها في النهر
فأراد النهوض من مكانه و لكن عمي امسكه من ذراعيه ووالدتي أيضا قفزت من مكانها لكي تعترض طريقه و خاطبت عمي
ـــ أرجوك سيدي لا تدعه يفعل شيئا
عمي و هو الأكبر من والدي فصرخ بصوت عالي و محكم قائلا
ـــ ما هذا الجنون يا أخي فأنت لست طفلا ما هذه الحركات الصبيانية فلنقل انك ذهبت و قتلتها فهل بهذا العمل ستخفي الفضيحة أم انك ذهبت و ضربتها و ماذا ستستفيد من هذا العمل ؟ يجب عليك أن تفكر بتعقل فحسب ما يقول منصور و ما أرى إنّ البنت مصممة إلى الآخر و على قوله
لو كلمتها أكثر لمزقت ثيابها و هرعت إلى الشارع . طيب زوجوها لهذا الشاب هو سيذهب إلى المدرسة العسكرية و انت طبعا ستساعده ...
قاطع والدي كلام عمي
ـــ سيذهب إلى المدرسة العسكرية ؟ لماذا انت تقول هذا الكلام ؟ هذا الإنسان الذي هو لا شئ فإن كان حقا يريد الذهاب لذهب منذ زمن ، فإن هو ذهب إلى المدرسة العسكرية إنا سأغير اسمي ولن يكون اسمي بصير الملك ، إنا ميت و انت حي و سترى
ـــ يا أخي فكر بعقلانية لكل مشكله حل . هي تحبه , أخبر الشاب بأن يأتي وضع يدها في يده وليذهبوا ويعيشوا حياتهم , فهي لم ترتكب أي جرم بل تريد بأن تتزوج
جلس والدي على الأريكة وكأنه يحمل ثقلا على صدره وكان شاحب اللون ومنهارا وقال
ـــ نعم يا أخي فأنت بعيدا من النار ولن تمسك بقدر ما ستمسني أنا ، أنا من سيحترق فيها ، أنا من سمعته في خطر هي ليست ابنتك بل ابنة حضرتي لو كانت ابنتك هل كنت ستدعها تذهب و بهذه السهولة
قاطع عمي كلام والدي و صرخ قائلا
ـــ عجبا ، ليست ابنتي ؟ أجل ليست ابنتي و لكنها ابنة أخي ، هي و بكل سذاجتها تعرف ماذا تقول لمنصور قد قالت إن تلطخ سمعتي فسمعت العائلة كلها ستتلطخ الجميع سيقول بأن بنات عمها مثلها فأنا لما أفكر بكلامها أرى إنها على حق ، أنت أولا أستدع الشاب لكي تراه يمكن يكون شابا صالحا ، هل لأنه نجار فليكن نجارا فالعمل ليس بعيب. أنت إلى الآن لم تراه يمكن يقول الصدق و يذهب إلى المدرسة العسكرية
ـــ ومن قال لك بأني لم أراه إلى الآن ؟ إنا لا اعرف هذه الغبية ما الذي أعجبها فيه لا جمال ولا كمال إنه إنسان معدم ، صوته خشن ، و طريقة كلامه سوقية ، دائما أزرار قميصه مفتوحة ، شعره طويل كالوحوش من الأمام و إلى الخلف منثور على أكتافه ووجهه فهل هذا المخلوق قد يذهب إلى المدرسة العسكرية ؟ إن لم يصبح أقل من ما هو الآن عليه لن أكون بصير الملك ، أنا ميت و انت حي
ـــ الآن ماذا ستفعل يا أخي البنت لم ترتكب أي جرم هي تريد أن تتزوج فالحب ليس بمعصية كثير من الناس عشقوا من قبلها و تزوجوا و عاشوا سعيدين
ـــ يا أخي انت ماذا تقول ؟ إنّ هذه البنت لا تعرف أين مصلحتها هل تسمي هذا عشقا لقد اختارت شخصا حافيا و عاريا و ليس من مستواها قل لي من أين سيطعمها و سيعيشها
ـــ الأفضل لك يا أخي أن توافق على هذا الشيء حتى بعدها تتجنب الفضائح ماذا إذا البنت قد تناولت سما و قتلت نفسها ؟ أو ماذا إن هربت معه ماذا ستفعل حينها ؟ مؤكد قد يكون أسوء
أنا لا أرى نتيجة جيده لهذا العمل الأفضل لك أن تزوجهم و بسرعة و تنهي القضية
أمي رفعت يدها و ضربت رأسها و صرخت قائله
ـــ يا الهي ماذا سيتكلمون الناس عنا
رد عليها والدي
ـــ لا شئ يا عزيزتي فقط سيضحكون علي و سيقولون ابنة بصير الملك مع كل هذا العز و الدلال
تصبح زوجت نجار الحي
ردت عليه والدتي
ـــ يا الهي لا اعرف أي إثما ارتكبت لكي أعاقب عليه بهذه ألطريقة ما هذه الفضيحة إنا التي كنت أساعد المحتاجين و اليتامى لماذا يحصل معي هذا ؟ وماذا أقول للناس
رد عليها عمي
ـــ سيدتي ما هذا ؟ الناس ؟ و ماذا تقصدون من الناس؟
إن نحن رفعنا رأسنا و لم نبالي لكلامهم
لن يتجرا أحدا و يفتح فمه
ألتفت والدتي إلى والدي و قالت له
ـــ ما يقوله السيد عين الصواب فالبنت لم ترتكب أي ذنب هي تريد أن تتزوج بمن تحب ماذا نفعل ؟ يجب أن نوافق
أبي رمق أمي بنظرة و عيناه حمراء من الغضب قال
ـــ هل جننتي هل فقدتي عقلك يا امرأة ألست أنت من يقول لن يحدث هذا إلا على جثتي لماذا الآن غيرتي رأيك ؟
ردت عليه والدتي و بحسرة
ـــ ماذا افعل ؟ و نظرت إلى عمي قائله ماذا أفعل يا سيدي صدقني قلبي يتقطع على هذه البنت وواصلت كلامها و الدموع تتساقط من عيناها لماذا اعترض طريقها أنا أخاف أن تفعل شيئا بنفسها أو تأكل شيئا و تقتل نفسها صدقوني إنه في يومي أموت مائة مرة
إلا أني في يوم حاولت أن أتناول السم و أتخلص من نفسي
و ارتاح من كل هذا العذاب
و لكن فكرت بهذا الطفل البرئ ما ذنبه
و لماذا يتيتم وهو صغير
يتبع 000000000
في البداية شهرزاد دخلت و استحمت و بعدها والدتي و أخي و إنا كنت قد جهزت ملابسي و حضرت الدادا لكي تخبرني أن الحمام جاهز و لكي اذهب للاستحمام فرأت عيناي متورمتان من شدت البكاء في الليلة الماضية قالت
ـــ انظري ماذا فعلتي بنفسك هل رايتي و جهك في المرأة ؟ طيب هل جهزني ملابسك و كل شئ ؟
ـــ نعم
ـــ هيا اذهبي و اغسلي و جهك لأنه متورم من شدة البكاء و هذه المرأة ثرثارة و قد تسيء لك بالكلام
فأمسكت ذراعي لكي انهض و ما إن أمسكت ذراعي حتى صرخت من شدة الألم ففزعت و قالت و هي مندهشة ماذا حصل ؟
ـــ فمكان قرصات والدتي يؤلمني
فاقتربت مني و كشفت عن ملابسي و رأت الرضوض و الكدمات علي جسدي و كان مكانه أزرق و أحمر و بنفسجي فاندهشت الدادا من الذي رأته و قالت
ـــ يا الهي ماذا فعلوا بك يا عزيزتي
بعدها كشفت لترى فخذي و كان الأمر أسوء فجأة سمعنا والدتي و هي تصرخ هيا تعالوا إن المرأة تنتظر و بما إنها لم تسمع أي رد قد صرخت مرة أخرى ألا تسمعين ألا أكلمك خرجت الدادا و ردت عليها بصوت مرتفع و تعمدت لكي تسمع المرأة في الحمام مريم لا تستطيع الاستحمام فهي لديها عذر . بعدها أتت أمي إلى الغرفة و غضبت من الداداو قالت لها
ـــ لماذا تصرخين ؟ ألا تخجلين أن يسمعك الطباخ أو البستاني و أشارت إلي بيدها قائله
ـــ أنا أعرف إنها لا تشكو من شئ وما هذه المهزلة هيا انهضي و أذهبي إلى الحمام
اقتربت مني الدادا و أمسكت بيدي و كشفت عن ذراعي و قالت لوالدتي
ـــ هل تذهب إلى الحمام بهذه الحالة انظري جيدا ماذا فعلتي بهذا و هذا ما ينقص أن ترى جسدها المرأة و تفقد الوعي
ـــ افديك بعمري يا ابنتي بعد إن تذهب المرأه أنا سأخذك بنفسي و أحممك
خرجت والدتي من الغرفة و هي غاضبة و تقول
ـــ لو سمعت الكلام من الأول ما كان صار الذي صار
فخرجت الدادا خلفها قائله
ـــ صحيح إنها ليست من دمي و لحمي لكن إنا ربيتها و كبرتها و لما رأيت جسدها بهذه الحالة
قلت سيدتي انشاءالله تنكسر يدك لقد شوهتي جسم الفتاة
فلزمت السكوت والدتي و لم ترد عليها و لم اسمع إلا الدادا و هي تعاتب والدتي ، ممكن لم ترد عليها بسبب عمرها ووفائها طوال هذه السنين و بسبب احترامها لها كأم لأنها تألمت عندما رأت جسدي المشوه .
مرة أخرى كتبت رسالة لأحمد و شرحت له عن ما حدث معي و عن والدتي فانتظرت إلى أن أتى الظهر و عندما قد كان الجميع ذهبوا إلى غرفهم وبهدوء ذهبت إلى الحديقة لكي ارمي الورقة و لكن فجأة سمعت صوت أقدام شخصا كان يمشي خلف الحديقة فترددت في رميها و قلت مع نفسي يا ترى من يكون هذا الشخص و ماذا يفعل في هذا المكان الضيق و المهجور سأنتظر حتى يذهب .
وعندما لم أعد أسمع الصوت , من الواضح إن هذا الشخص قد توقف , فجأة خطر ببالي أن من الممكن قد يكون هذا الشخص هو أحمد لكن كيف لي أن اعرف انه هو . خطر ببالي أن أصرخ على الطباخ وقلت: لماذا لا يوجد احد خلف القصر ؟ و على طول سمعت أحمد يقول : هذا الزقاق مليء بالرمل و أوراق الشجر . قلت بهدوء
ـــ احمد ؟
ـــ مرمر هذه انت و لوحدك ؟
ـــ نعم
رميت الورقة و بعد فتره قصيرة و من الواضح انه قد قرأها قال
ـــ يضربونك ؟
ـــ عادي لا مشكلة احتمل كل شئ من أجلك
ـــ عادي ؟ لا ليس بالأمر العادي إنهم يعذبونك
ـــ إنهم لا يصدقون بأنك ستذهب إلى المدرسة العسكرية ألا تريد الذهاب ؟
ـــ أنا ذهبت لتسجيل نفسي و سيطول الأمر عدة أشهر .
هل ستأتي لكي نهرب ؟
فتحت فمي من الدهشة
ـــ يا الهي ما هذا الكلام لا ، هل تريد إنا يقتلوني و يقتلونك ؟ كن صبورا لكي نرى ماذا سيحدث
الصبر مفتاح الفرج
ـــ إلى متى انتظر فأنا أعاني
ـــ إن لم يوافق أبي ، عندها سنفكر بحل
ـــ ارجوكي بسرعة فكري في الموضوع فأنا بدأت انتهي شيئا فشيئا
سمعت صوتا يقترب مني فقلت له و بصوت منخفض
ـــ إلى اللقاء اذهب فأنا أسمع صوتا
عشرين يوما مضت على زيارتنا للمزرعة و كان الصيف وشك على الانتهاء و الجو يبرد شيئا فشيئا و مع هذا كنا مازلنا ننام فوق السطوح فعندما والدي ينام في الحديقة نحن ننام فوق السطوح و عندما ينام فوق السطوح نحن يجب أن ننام في الحديقة القصر .
كانت أختي و الدادا و محمد رضا نائمين لكن إنا لا استطيع النوم من شده التفكير فجأة سمعت الباب يطرق و من بعدها سمعت أصوات والدي ووالدتي و هما يتهامسان كانا مستغربان من هذا الذي يطرق الباب و في هذا الوقت المتأخر من الليل بعدها سمعت صوت الباب و هو يفتح ثم صوت والدي ووالدتي و هم يرحبون يشخصا ما
ـــ عجبا في هذا الوقت تذكرتنا؟
إذا الضيف من أقاربنا و لكن من يكون يا ترى ؟ فصوت عمي فاجأني و من الخوف ارتعش جسدي و هو يقول
ـــ لقد أزعجتكم بقدومي و في هذا الوقت المتأخر صحيح ؟ أنا جئت للتكلم معكم ..
و بعدها ابتعدت الأصوات كأنهم دخلوا داخل الغرفة لأني لم اعد أسمع شيئا ، توقف قلبي و حسي السادس يقول إن زيارة عمي المفاجأة و في هذا الوقت المتأخر فمن دون شك تتعلق بقضيتي.
فبهدوء و حافية القدمين نزلت من على الدرج و لم أرى أحدا دون شك قد ذهبوا إلى الغرفة فمن المؤكد أنهم لا يريدون لأحد أن يسمع كلامهم فبهدوء ذهبت نحو الغرفة و سمعت صوتهما كانوا يتكلمون بحذر و بصوت منخفض فاقتربت من الفتحة الموجودة في الباب و نظرت من خلالها إلى الداخل كانوا جالسين على الأريكة فجأة تكلم عمي وسأل في النهاية ماذا قررتم ؟
تعجب والدي وقال
ـــ بخصوص ماذا؟
ـــ بخصوص ابنتك مريم
أحسست وكأن السماء قد وقعت على رأسي الله لا يسامحك يا منصور فلماذا لم تلزم الصمت ؟
سأله والدي
ـــ أنت من أين تعلم؟
ـــ الذي كنت أعرفه هو بأن منصور كان يموت حبا بمريم فلماذا بعد ساعة من خروجهما معا في المزرعة فجأة يغير رأيه فأنا لم أدعه و شأنه كنت باستمرار أصر عليه بأن يخبرني ما القضية
إلى أن الليلة قد اغتنمت الفرصة بغياب والدته و أخواته و اصريت عليه كثيرا إلى أن قال لي مريم لا تريدني هي قد قالت لمنصور اتركني و دعني أتزوج بمن أحب فصفعت أمي وجهها و بحسرة قالت
ـــ ياالهي ما هذه الفضيحة
رد عمي عليها
ـــ يا سيدة نرجس ما هذا الذي تفعلينه فتصرفك هذا لا معنى له فيجب حل هذه المسألة بروية
ـــ سيدي إن هذه المسألة لا يوجد لها حل
سأل والدي عمي
ـــ منصور ألم يقل لك هي تحب من ؟
لقد كان صوت والدي منخفضا و فيه بعض الخجل لما سأل عمي
ـــ نعم قال ، قال تحب شخصا يريد بعدها أن يذهب إلى المدرسة العسكرية
ـــ ألم يقل لك ماذا يعمل ؟
عمي انزل رأسه إلى الأرض و لم يكن يريد أن يخجل والدي
ـــ أجل قال في الوقت الحالي هو نجار
ـــ صدق بقوله فإبنت حضرتي عاشقة وهي تعشق نجار و هي مصرة على كلمتها تريد أن تصبح زوجته ، هه الرجل الحقير ... يريد أن يذهب إلى المدرسة العسكرية ؟ فبهذا الكلام يخدع هذه البنت الغبية
ـــ طيب زوجها له
تعجّب والداي من كلام عمي و تبادلا النظرات بدهشة و طبعا إنا أيضا كنت أكثر اندهاشا منهما
ـــ نزوجها له ؟ ما هذا الكلام يا أخي ؟ فأنا حتى جثتها لن أعطيه إياها انظروا هذه البنت ماذا فعلت بنا ، انظروا ما حجم الفضيحة التي تسببت بها فأنا الليلة سأصفي حسابي معها و سأجعلهم يخرجون جثتها من القصر و يرمونها في النهر
فأراد النهوض من مكانه و لكن عمي امسكه من ذراعيه ووالدتي أيضا قفزت من مكانها لكي تعترض طريقه و خاطبت عمي
ـــ أرجوك سيدي لا تدعه يفعل شيئا
عمي و هو الأكبر من والدي فصرخ بصوت عالي و محكم قائلا
ـــ ما هذا الجنون يا أخي فأنت لست طفلا ما هذه الحركات الصبيانية فلنقل انك ذهبت و قتلتها فهل بهذا العمل ستخفي الفضيحة أم انك ذهبت و ضربتها و ماذا ستستفيد من هذا العمل ؟ يجب عليك أن تفكر بتعقل فحسب ما يقول منصور و ما أرى إنّ البنت مصممة إلى الآخر و على قوله
لو كلمتها أكثر لمزقت ثيابها و هرعت إلى الشارع . طيب زوجوها لهذا الشاب هو سيذهب إلى المدرسة العسكرية و انت طبعا ستساعده ...
قاطع والدي كلام عمي
ـــ سيذهب إلى المدرسة العسكرية ؟ لماذا انت تقول هذا الكلام ؟ هذا الإنسان الذي هو لا شئ فإن كان حقا يريد الذهاب لذهب منذ زمن ، فإن هو ذهب إلى المدرسة العسكرية إنا سأغير اسمي ولن يكون اسمي بصير الملك ، إنا ميت و انت حي و سترى
ـــ يا أخي فكر بعقلانية لكل مشكله حل . هي تحبه , أخبر الشاب بأن يأتي وضع يدها في يده وليذهبوا ويعيشوا حياتهم , فهي لم ترتكب أي جرم بل تريد بأن تتزوج
جلس والدي على الأريكة وكأنه يحمل ثقلا على صدره وكان شاحب اللون ومنهارا وقال
ـــ نعم يا أخي فأنت بعيدا من النار ولن تمسك بقدر ما ستمسني أنا ، أنا من سيحترق فيها ، أنا من سمعته في خطر هي ليست ابنتك بل ابنة حضرتي لو كانت ابنتك هل كنت ستدعها تذهب و بهذه السهولة
قاطع عمي كلام والدي و صرخ قائلا
ـــ عجبا ، ليست ابنتي ؟ أجل ليست ابنتي و لكنها ابنة أخي ، هي و بكل سذاجتها تعرف ماذا تقول لمنصور قد قالت إن تلطخ سمعتي فسمعت العائلة كلها ستتلطخ الجميع سيقول بأن بنات عمها مثلها فأنا لما أفكر بكلامها أرى إنها على حق ، أنت أولا أستدع الشاب لكي تراه يمكن يكون شابا صالحا ، هل لأنه نجار فليكن نجارا فالعمل ليس بعيب. أنت إلى الآن لم تراه يمكن يقول الصدق و يذهب إلى المدرسة العسكرية
ـــ ومن قال لك بأني لم أراه إلى الآن ؟ إنا لا اعرف هذه الغبية ما الذي أعجبها فيه لا جمال ولا كمال إنه إنسان معدم ، صوته خشن ، و طريقة كلامه سوقية ، دائما أزرار قميصه مفتوحة ، شعره طويل كالوحوش من الأمام و إلى الخلف منثور على أكتافه ووجهه فهل هذا المخلوق قد يذهب إلى المدرسة العسكرية ؟ إن لم يصبح أقل من ما هو الآن عليه لن أكون بصير الملك ، أنا ميت و انت حي
ـــ الآن ماذا ستفعل يا أخي البنت لم ترتكب أي جرم هي تريد أن تتزوج فالحب ليس بمعصية كثير من الناس عشقوا من قبلها و تزوجوا و عاشوا سعيدين
ـــ يا أخي انت ماذا تقول ؟ إنّ هذه البنت لا تعرف أين مصلحتها هل تسمي هذا عشقا لقد اختارت شخصا حافيا و عاريا و ليس من مستواها قل لي من أين سيطعمها و سيعيشها
ـــ الأفضل لك يا أخي أن توافق على هذا الشيء حتى بعدها تتجنب الفضائح ماذا إذا البنت قد تناولت سما و قتلت نفسها ؟ أو ماذا إن هربت معه ماذا ستفعل حينها ؟ مؤكد قد يكون أسوء
أنا لا أرى نتيجة جيده لهذا العمل الأفضل لك أن تزوجهم و بسرعة و تنهي القضية
أمي رفعت يدها و ضربت رأسها و صرخت قائله
ـــ يا الهي ماذا سيتكلمون الناس عنا
رد عليها والدي
ـــ لا شئ يا عزيزتي فقط سيضحكون علي و سيقولون ابنة بصير الملك مع كل هذا العز و الدلال
تصبح زوجت نجار الحي
ردت عليه والدتي
ـــ يا الهي لا اعرف أي إثما ارتكبت لكي أعاقب عليه بهذه ألطريقة ما هذه الفضيحة إنا التي كنت أساعد المحتاجين و اليتامى لماذا يحصل معي هذا ؟ وماذا أقول للناس
رد عليها عمي
ـــ سيدتي ما هذا ؟ الناس ؟ و ماذا تقصدون من الناس؟
إن نحن رفعنا رأسنا و لم نبالي لكلامهم
لن يتجرا أحدا و يفتح فمه
ألتفت والدتي إلى والدي و قالت له
ـــ ما يقوله السيد عين الصواب فالبنت لم ترتكب أي ذنب هي تريد أن تتزوج بمن تحب ماذا نفعل ؟ يجب أن نوافق
أبي رمق أمي بنظرة و عيناه حمراء من الغضب قال
ـــ هل جننتي هل فقدتي عقلك يا امرأة ألست أنت من يقول لن يحدث هذا إلا على جثتي لماذا الآن غيرتي رأيك ؟
ردت عليه والدتي و بحسرة
ـــ ماذا افعل ؟ و نظرت إلى عمي قائله ماذا أفعل يا سيدي صدقني قلبي يتقطع على هذه البنت وواصلت كلامها و الدموع تتساقط من عيناها لماذا اعترض طريقها أنا أخاف أن تفعل شيئا بنفسها أو تأكل شيئا و تقتل نفسها صدقوني إنه في يومي أموت مائة مرة
إلا أني في يوم حاولت أن أتناول السم و أتخلص من نفسي
و ارتاح من كل هذا العذاب
و لكن فكرت بهذا الطفل البرئ ما ذنبه
و لماذا يتيتم وهو صغير
يتبع 000000000
رد: مأساة مريم ( قصة حقيقية ) سأرويها لكم على حلقات
صعق والدي من كلام والدتي و نظر اليها بنظرة حزينة و كلها حب و حنان و قال لها
ـــ ماذا تقولين ، أحسنتي هذا ما كان ينقصني بأن تذهبي وتتركينني في هذه الظروف وهل ينقصني من ألام وأحزان كنتي تريدين أن تزيدي من عذابي
كانت والدتي جالسة في زاوية من الغرفة وتحاول أن تمسح دموعها وأنا أيضا لما رأيتها بهذه الحالة تقطع قلبي وسالت دموعي من أجلها قالت
ـــ هذه ابنتي ، فلذة كبدي قلبي يحترق و يتقطع عليها و أنا اعرف أنت أيضا يا باشا نفس الشيء قاطعت والدي وواصلت بكلامها
ـــ لا، لا تقل ليس هكذا ، أنا ألاحظ انك تعاني و تتعذب أكثر مني أنا اعرف انك تخاف عليها أكثر مني بكثير قلت بأنك ستضربها و ستقتلها فلماذا لم تفعل ؟ اعلم انك لست من ألآباء الذين يرفعون يدهم على أبنائهم اعلم بأنك حنون و محب لأولادك و أكثرت والدتي في البكاء و رد عليها والدي بالحنة حزين و هادئ
ـــ هذا عوض أن تجعليها تخرج من رأسها هذا الجنون ، تشفقين عليها ، سنفضح يا إمرأة
ردت عليه والدتي و بصوت مرتفع و هذه أول مره اسمعها و هي ترفع صوتها عليه و هي تبكي
ـــ ماذا تعتقد ألم أضربها ؟ ألم أشوه جسدها من الضرب حتى الدادا أشفقت على حالها و قالت لـي : انشاء الله تنكسر يداك ، أصدقت القول إنشاء الله تنكسر يدي ، لما كنت اضربها لقد أصفر وجهها و لم تستطع حتى التكلم أو المشي اقسم بالله العظيم كان قلبي يتقطع من الداخل و أنا اضربها
كان البكاء لا يدع والدتي تكمل كلامها لقد كانت ترتجف و تبكي و أنا كنت أيضا خائفة أن يسمعوا صوتي فوضعت يدي في فمي و تابعت والدتي و قالت
ـــ قالت لي الدادا هل تعرفين مريم ماذا تقول ؟ تقول لي ماذا كنتي تحسبيني لقد قلت لنفسي هذا الكلام أكثر من ألف مرة أقول لنفسي ألا تفكرين بسمعة والدك فكري بوالدتك و اختك شهرزاد ، من الليل حتى الصباح ابكي و ادعي ربي أن يأخذني عنده لكي ارتاح لكن لا يفعل ، تقول الدادا لما أسألها لماذا لا تأكلين يا مريم لماذا ، هل هذا عناد ؟ تقول لي دادا والله العظيم أنا لا أعاند لكن الأكل لا ينزل من رقبتي أحاول كثيرا لكن دون جدوى دائما صورته أمامي أتحسبين أنا لا اعرف انه نجار و ليس من مستوانا لكن شعره من رأسه تساوي عندي منصور و كل الملوك أتحسبين إني لم أقل لنفسي هذا الكلام لكن ماذا افعل و اقسم إنّ هذا الذي أصابني مرض لا شفاء منه يا دادا
يا ليتني أصبت بالسرطان او الوباء حينها والداي سيكونون عند سريري و سيحضرون لي طبيباً لكي يعالجني و لكن الآن و مع هذا المرض الذي لا علاج له لا يسألون عن حالي تركوني لوحدي أتمنى لو أموت لكي أريح نفسي و أريحهم معي ، دادا قولي لهم انه سيذهب إلى المدرسة العسكرية و سيصبح حينها ذا شأن فليتركوني أصبح زوجته و اذهب ، فليفرضوا أنهم قد اشتروا عبدا و الآن سيعتقونه و يدعونه يذهب أو ليفرضوا أنهم في سلامة أخي يذبحون خروفا أو أصبت بمرض معدي و خطير و ذهبت اقسم بأنهم سينالون أجرا من عند الله لماذا لا يوجد من يحس بمعاناتي لماذا لا يوجد من يفهمني ؟
سكتت أمي و تابعت و هي تبكي
ـــ هي كالشمعة تذوب أمامي أنا أخاف بأن تجن ابنتي
فعم السكوت بينهم و في النهاية قال عمي و بحسرة
ـــ والله أنا فعلت ما يجب أن افعله و نصحتكم اسمعوا كلامي و زوجوها و لتذهب و لا يوجد لهذه المسئلة حلا آخر فعنادكم سيجعل من شوقها و حبها يزداد له و من الممكن مريم تفعل شيئا يسيء لسمعتكم أفرضوا أنها قد هربت معه أو انتحرت هذا سيكون أسوء
قال والدي
ـــ وأنا ماذا افعل ؟
رد عليه عمي
ـــ لا شيء زوجهم لبعض و ستنال أجرا اعقد قرانها بسكوت و دعهم يذهبون و يعيشون حياتهم قال والدي
ـــ أنا أقولها لك و في وجهك يا أخي مريم ستذهب و لكنها سترجع اقسم إنها سترجع إن لم ترجع
أنا سأغير اسمي و لن يكون اسمي بصير الملك
رد عليه عمي و بحسرة
ـــ ليس لدينا خيارا آخرا إنشاء الله خير
بعد ذهاب عمي تنهد والدي و قال لوالدتي
ـــ قولي لمريم أن تبلغ ذلك الشاب يوم الثلاثاء القادم عند الغروب أريد مقابلته
ردت عليه والدتي و كان ظاهرا على وجهها
ـــ دكانه مغلق فمن أين مريم ستعثر عليه ؟
ـــ كم أنت ساذجة يا إمرأة بنفسها مريم تعرف كيف تجده
ذهبت بعدها بهدوء الى غرفتي و رميت نفسي على السرير و تغطيت و كأنّ حملا ثقيلا قد زال من على صدري كنت أحس بإرتياح لم يسبق لي ان أحسست به و كنت أرى القمر و النجــــوم
تتلأًلأً في السماء و كانت السماء صافية و جميلة و كان نسيم الهواء يداعب وجنتي أين كنت من قبلها لماذا لم أرى هذا الجمال .
في الصباح الباكر كتبت ( رسالة والدي ) في ورقة و ذهبت الى خلف الحديقة و رميت الورقة .
أنتظروا الجزء السابع 00000000
ـــ ماذا تقولين ، أحسنتي هذا ما كان ينقصني بأن تذهبي وتتركينني في هذه الظروف وهل ينقصني من ألام وأحزان كنتي تريدين أن تزيدي من عذابي
كانت والدتي جالسة في زاوية من الغرفة وتحاول أن تمسح دموعها وأنا أيضا لما رأيتها بهذه الحالة تقطع قلبي وسالت دموعي من أجلها قالت
ـــ هذه ابنتي ، فلذة كبدي قلبي يحترق و يتقطع عليها و أنا اعرف أنت أيضا يا باشا نفس الشيء قاطعت والدي وواصلت بكلامها
ـــ لا، لا تقل ليس هكذا ، أنا ألاحظ انك تعاني و تتعذب أكثر مني أنا اعرف انك تخاف عليها أكثر مني بكثير قلت بأنك ستضربها و ستقتلها فلماذا لم تفعل ؟ اعلم انك لست من ألآباء الذين يرفعون يدهم على أبنائهم اعلم بأنك حنون و محب لأولادك و أكثرت والدتي في البكاء و رد عليها والدي بالحنة حزين و هادئ
ـــ هذا عوض أن تجعليها تخرج من رأسها هذا الجنون ، تشفقين عليها ، سنفضح يا إمرأة
ردت عليه والدتي و بصوت مرتفع و هذه أول مره اسمعها و هي ترفع صوتها عليه و هي تبكي
ـــ ماذا تعتقد ألم أضربها ؟ ألم أشوه جسدها من الضرب حتى الدادا أشفقت على حالها و قالت لـي : انشاء الله تنكسر يداك ، أصدقت القول إنشاء الله تنكسر يدي ، لما كنت اضربها لقد أصفر وجهها و لم تستطع حتى التكلم أو المشي اقسم بالله العظيم كان قلبي يتقطع من الداخل و أنا اضربها
كان البكاء لا يدع والدتي تكمل كلامها لقد كانت ترتجف و تبكي و أنا كنت أيضا خائفة أن يسمعوا صوتي فوضعت يدي في فمي و تابعت والدتي و قالت
ـــ قالت لي الدادا هل تعرفين مريم ماذا تقول ؟ تقول لي ماذا كنتي تحسبيني لقد قلت لنفسي هذا الكلام أكثر من ألف مرة أقول لنفسي ألا تفكرين بسمعة والدك فكري بوالدتك و اختك شهرزاد ، من الليل حتى الصباح ابكي و ادعي ربي أن يأخذني عنده لكي ارتاح لكن لا يفعل ، تقول الدادا لما أسألها لماذا لا تأكلين يا مريم لماذا ، هل هذا عناد ؟ تقول لي دادا والله العظيم أنا لا أعاند لكن الأكل لا ينزل من رقبتي أحاول كثيرا لكن دون جدوى دائما صورته أمامي أتحسبين أنا لا اعرف انه نجار و ليس من مستوانا لكن شعره من رأسه تساوي عندي منصور و كل الملوك أتحسبين إني لم أقل لنفسي هذا الكلام لكن ماذا افعل و اقسم إنّ هذا الذي أصابني مرض لا شفاء منه يا دادا
يا ليتني أصبت بالسرطان او الوباء حينها والداي سيكونون عند سريري و سيحضرون لي طبيباً لكي يعالجني و لكن الآن و مع هذا المرض الذي لا علاج له لا يسألون عن حالي تركوني لوحدي أتمنى لو أموت لكي أريح نفسي و أريحهم معي ، دادا قولي لهم انه سيذهب إلى المدرسة العسكرية و سيصبح حينها ذا شأن فليتركوني أصبح زوجته و اذهب ، فليفرضوا أنهم قد اشتروا عبدا و الآن سيعتقونه و يدعونه يذهب أو ليفرضوا أنهم في سلامة أخي يذبحون خروفا أو أصبت بمرض معدي و خطير و ذهبت اقسم بأنهم سينالون أجرا من عند الله لماذا لا يوجد من يحس بمعاناتي لماذا لا يوجد من يفهمني ؟
سكتت أمي و تابعت و هي تبكي
ـــ هي كالشمعة تذوب أمامي أنا أخاف بأن تجن ابنتي
فعم السكوت بينهم و في النهاية قال عمي و بحسرة
ـــ والله أنا فعلت ما يجب أن افعله و نصحتكم اسمعوا كلامي و زوجوها و لتذهب و لا يوجد لهذه المسئلة حلا آخر فعنادكم سيجعل من شوقها و حبها يزداد له و من الممكن مريم تفعل شيئا يسيء لسمعتكم أفرضوا أنها قد هربت معه أو انتحرت هذا سيكون أسوء
قال والدي
ـــ وأنا ماذا افعل ؟
رد عليه عمي
ـــ لا شيء زوجهم لبعض و ستنال أجرا اعقد قرانها بسكوت و دعهم يذهبون و يعيشون حياتهم قال والدي
ـــ أنا أقولها لك و في وجهك يا أخي مريم ستذهب و لكنها سترجع اقسم إنها سترجع إن لم ترجع
أنا سأغير اسمي و لن يكون اسمي بصير الملك
رد عليه عمي و بحسرة
ـــ ليس لدينا خيارا آخرا إنشاء الله خير
بعد ذهاب عمي تنهد والدي و قال لوالدتي
ـــ قولي لمريم أن تبلغ ذلك الشاب يوم الثلاثاء القادم عند الغروب أريد مقابلته
ردت عليه والدتي و كان ظاهرا على وجهها
ـــ دكانه مغلق فمن أين مريم ستعثر عليه ؟
ـــ كم أنت ساذجة يا إمرأة بنفسها مريم تعرف كيف تجده
ذهبت بعدها بهدوء الى غرفتي و رميت نفسي على السرير و تغطيت و كأنّ حملا ثقيلا قد زال من على صدري كنت أحس بإرتياح لم يسبق لي ان أحسست به و كنت أرى القمر و النجــــوم
تتلأًلأً في السماء و كانت السماء صافية و جميلة و كان نسيم الهواء يداعب وجنتي أين كنت من قبلها لماذا لم أرى هذا الجمال .
في الصباح الباكر كتبت ( رسالة والدي ) في ورقة و ذهبت الى خلف الحديقة و رميت الورقة .
أنتظروا الجزء السابع 00000000
رد: مأساة مريم ( قصة حقيقية ) سأرويها لكم على حلقات
الجزء السابع :
أتى اليوم الموعود و أنا كنت كثيرة التوتر و كانت شهرزاد كل دقيقة تأتي و تقول
ـــ كيف هو شكله ؟ كيف هو شكله ؟
أتركيني و شأني الآن سيأتي و انظري إ ليه من الخلف النافذة كنت أريد أن يستقبلوه كما يجب و كما يستقبلوا الناس المهمين و الذي هم من مستواهم لقد كان السكوت و الهدوء يعم القصر
كان كل شيء هادئا و الجميع كان يريد مشاهدته كان الوقت غروبا عندما وصل إلى القصر كانت أختي تتفرج عليه من نافذة الغرفة و والدتي و الدادا كانتا حينها في المطبخ و من دون شك كانتا تشاهدانه أيضا ، كان يرتدي ملابس جديدة وواضعا على رأسه قبعة و مغطي شعره و كنت أتمنى
أن ينزع القبعة من على رأسه لكي تشاهد شهرزاد شعره الطويل و المتموج لكي تمتدح ذوقي و اختياري و لاحظت بأن التوتر ظاهراًَ على وجهه و إن يداه القوية كانتا ترتجفان .
ـــ السلام عليكم
رد عليه والدي و ببروده
ـــ عليكم السلام ، تعال و ادخل و لا يحتاج بأن تنزع حذاءك
دخل داخل الغرفة و قال له والدي ببرود
ـــ أجلس هنا
كان هو يريد أن يجلس على الأرض لكن والدي أمره أن يجلس على الكرسي ، ضحكت شهرزاد و قالت لي
ـــ هل تحبين هذا ؟
ـــ اخرسي ، سوف يسمعك
لقد كنت متضايقة من معاملة والدي وطريقة إستقباله له ، سأله والدي
ـــ كم عمرك ؟
في تلك اللحظة كان ينظر إلى الغرفة و لم ينتبه لسؤال والدي
فسأله مرة أخرى
ـــ أين والدك ؟
ـــ كنت طفلا حين توفي
ـــ إذا هكذا هو متوفي و ماذا عن والدتك هل هي موجودة أم لا
ـــ نعم
ـــ وهل لك أقارب ؟
ـــ لا ليس لدي سوى والدتي
ـــ هل تحب ابنتي ؟
اخفض رأسه إلى الأسفل ثم بهدوء رفعها ولم يكن يملك الجرأة للنظر في عين والدي
ـــ نعم
ـــ هل تريد الزواج منها ؟
فنظر لوالدي و هو مستغرب و قال
ـــ أتمنى ذلك من ربي
و رد عليه والدي و بغضب و قال
ـــ ربك أراد لك ذلك
أنزل رأسه إلى الأرض مرة أخرى و ألتزم الصمت و كنت حينها لا أريد والدي بأن يحرجه أكثر قال له
ـــ أسمعني جيدا فإن زوّجتك ابنتي هل تستطيع أن تأمن لها حياة هادئة و مريحة
أشار إلى الغرفة و قال
ـــ لا أقصد مثل هذه الحياة المرفهة و المريحة
ـــ سأفعل ما بوسعي ، سأهبها روحي
ـــ أحتفظ بروحك لنفسك ، فأنا لا أعلم بماذا أحشيت رأسها و لكن أسمعني جيدا أنا سأشتري بيت لكي تعيشوا فيه مع دكان لكي تعمل و تكسب رزقك منه و الدادا كل شهر ستحضر لها مصروفها
والويل لك إن أذيتها يوما سأجعلك تكره و تلعن يوم ولادتك
ـــ نعم سيدي
ـــ أذهب و فكر جيدا بما قلت لك و بعدها رد علي الجواب
ـــ أنا فكرت بكل شيء ، أنا أريدها حتى لو دفعت حياتي ثمناًَ لن أتنازل عنها
حرك والدي يده و بكره قائلا
ـــ خلاص انتهينا ليله الجمعة تعال و اعقد قرانك عليها و خذها معك .
هل أنت متعلّم ؟
يا الهي لماذا والدي يكلمه بهذه الطريقة و كأنه يريد أن يشتري عبداًَ
ـــ أجل ، وأنا خطاط أيضاًَ
اخرج والدي ورقة صغيرة من جيبه و كان مكتوب عليها عنوان منزل حسن خان اخو زوجة والدي الثانية و أعطاه إياها
ـــ غداًَ صباحاًَ ستذهب إلى هذا العنوان لقد أوصيت هذا الرجل لكي يصطحبك معه و يشتري لك ملابس لائقة لكي ترتديها يوم الخميس
هل فهمت ؟
ـــ نعم سيدي
ـــ شرفتنا
فنهض لكي يغادر القصر و بكل جرأة قال لوالدي
ـــ أبلغ سلامي لمريم
فصرخ عليه والدي و هو غاضب
ـــ أذهب
بعد مرور أياماًَ والدي أمر الدادا بأن تذهب مع حسن خان لكي يشتروا بيتاًَ صغير و متواضع و دكان صغير و في منطقة متواضعة و قريباًَ من المنزل و لكي يسجلونه بإسمي .
الدادا كانت تذهب كل يوم و ترتب البيت على ذوقها . يا الهي كم كان مختلفاًَ عن زواج أختي ليلى لقد كان زواجاًَ ولا في الأحلام كان كل شيئاًَ جميلاًَ بينما كان زواجي العكس .
أتى اليوم الموعود ، يوم الخميس ، جاء الشيخ الذي سيعقد قراني عليه و بعدها جاء احمد مع والدته ، كان أنيقاًَ و كانت ملابسه جديدة و فعلا كان وسيماًَ و لكن أنا رغم كل هذا كنت أفضله في تلك الملابس المتواضعة يبدو عليه كان متضايقا من هذه الملابس . والدته كانت إمرأة نحيفة و تدعى زينب ، أقتربت مني و قبلتني بحرارة و بشوق ً قالت
ـــ كنت انتظر هذا اليوم بفارغ الصبر لولدي
أنا فقط كنت أتمنى أن ينتهي كل هذا بسرعة و يأتي احمد الذي كان واقفاًَ و يأخذني معه حتى اذهب من هذا المكان و العيون الحزينة و الساخرة
بعد انتهاء مراسم العقد أقترب مني احمد و قبلني على جبيني وأدخل يده في جيبه و أخرج قرطين من الذهب و ألبسني إياه و بعدها جاءت والدته و أعطتني سوار ذهب و قبلتني مره ثانية . كنت متضايقة جداًَ لكن في نفس الوقت كنت اسعد فتاة على وجه الأرض و في تلك اللحظة و خصوصا حينما امسك يدي و شدّ عليها بحرارة و قال
ـــ و أخيراًَ أصبحتي زوجتي
أختي ليلى كانت واقفة و هي حزينة ، أقتربت مني و أعطني سوارين و قبلتني حتى إنها لم تتحدث مع احمد و أشك لو نظرت إليه حتى والدة احمد و الدادا و شهرزاد كانوا يصفقون و يزغردون.
أتت أختي ليلى و قالت لي
ـــ مريم تعالي برفقتي فوالدي يريدك
فنهضت و ذهبت برفقة أختي الى الغرفة الذي كان والدي فيها و دخلت و أقفلت الباب خلفي كان والدي جالساًَ على الأريكا كان شبه منهار وفي حالة يرثى لها و كان زرّين من أزار قميصه مفتوحين وكأنه يحس بالإختناق و كان واضعاًَ رجله على المكتب و كأنه من دون روح ووالدتي أيضاًَ كانت جالسة قرب النافذة فلما رأتني أقتربت مني و أعطتني خاتما الماس و قالت لي
ـــ أقبليه مني كتذكار
و خرجت من الغرفة و هي تبكي حتى أنها لم تقل لي مبروك ، كان والدي ساكت و رأسه الى الأسفل و فجأة تنهد و قال
ـــ أنا قلت بأني سأرسل لكي مصروفك كل شهر
و حرّك يده رغماًَ عنه و أدخلها في جيبه وأخرج عقداًَ من الذهب الخالص و قدمه لي و طلب مني أن أضعه في عنقي و أنا و بمساعدة أختي وضعته في عنقي و نظر إلي و كانت عيناه مليئة بالدموع
و لكن ماذا عن احمد أين هديته ؟ أصلا لم يذكره احد و كأنه بلا وجود ، فجأة قال لي
ـــ حسناًَ أذهبي و مع السلامة
تجرأت و قلت له
ـــ أين دعواتك ألن تدعو لي
في ذلك الوقت من عاداتنا و تقاليدنا إنه الآباء في ليلة زواج أبنائهم وعند وداعهم يدعون لهم و يتمنون لهم السعادة و التوفيق . وأنا كنت شاهدة على دعوات والدتي عندما تزوجت ليلى حتى إن الدعوات قد أبكت العروس و العريس ، ابتسم لي بسخرية و صمت ثم حرّك يده اليمنى رغماًَ
عنه و قال لي
ـــ سأدعو لك دعائين الأول خير و الثاني شر ، الخير هو أن لا تكوني أسيرة هذا الرجل مدى الحياة ، و الشر هو أن تعيشي مائه سنه
تبادلنا النظرات أنا و أختي و باستغراب و فهم والدي ما الذي يدور في رأسنا و قال
ـــ أعرف بأن داخل قلبك تقولين إن هذا الدعاء ليس شراً بل خيراً لكن أنا دعيت لكي أن تعيشي مائة سنة فلكي كل يوم من حياتك تعضي أصابعك ندماً وتقولي يا لها من غلطة قد ارتكبتها ،
الآن هيا أذهبي
أقتربت من الباب لكي اخرج قال لي مرة أخرى ومن دون أن يلفظ اسمي
ـــ انتظري يا فتاة
ـــ نعم يا والدي
ـــ ما دمتي تزوجت هذا الشاب لا تنطقي إسمي و لا تطئي قدماك هذا القصر
فقط قلت له
ـــ مع السلامة
ـــ الله معك
ليلى و شهرزاد قبلوني و كان على عكس العادات المتداولة تلك الأيام لما البنت تذهب بيت زوجها يبكون الأهل و لكن الآن لم يبكي أحداً منا ، فالبكاء للزواج الذي لما يكون الجميع راضون عنه و ليس هذا الزواج
صعدنا إلى العربة كانت الدادا واضعة بعض الحلويات في العربة وهي أيضا صعدت الى العربة معنا وعندما أرادت والدة أحمد الصعود قال لها أحمد
ـــ لا ، أذهبي ألى البيت فلا يوجد مكان لك
ردت عليه والدته
ـــ لكن الليلة هي ليلة زواجك
ظهرت ابتسامة ساخرة على شفايفه وقال
ـــ لهذا أنا أقول لك أذهبي إلى البيت
لم يعجبني أسلوب كلامه و أحسست بطعنه في أعماقي ، في النهاية وصلنا الى البيت و دخلنا
لقد كان بيتاً صغيراً و هذا الزواج البسيط والفقير و هذا المنزل الحقير و ذلك اليوم الصعب و المؤلم الذي هو يوم زواجي يجعلني أحس بالكآبة ، أتكئة على الجدار و كنت أتأمل نقطة معينة و أفكر بالذي حصل في هذا اليوم الصعب .
بينما هو كان يساعد الدادا في توضيب الأغراض ، ولما خرج من الغرفة و رآني متكئة على الجدار و غارقة في أفكاري ، اقترب مني ووضع يده على الجدار فوق رأسي و هذه أول مرة و عن قرب أرى شعره و تلك الإبتسامة التي تسحرني سألني
ـــ لماذا واقفة هنا ؟ تفضلي إلى الغرفة
ومن ثم أبتسم لي في تلك اللحظة نسيت كل همومي و أحزاني فإن هذه الإبتسامة أنستني كل ما في قلبي من هموم ، فهو إلى حداً أسرني بإبتسامته و نظراته و كلامه المعسول لدرجة أني قد اركع أمام قدميه إن لزم الأمر مرة أخرى سوف أحارب من اجله لكي لا يبتعد عني و يبقى دائما بقربي .
كانت الدادا قد جهزت العشاء لنا و لم أكن أشعر بالجوع حتى إني كنت لا أريد عشاء و لا حتى وجود الدادا فقط كنت أريد أن أبقى مع احمد أنا وهو لوحدنا لكي أمتع ناظري برؤيته و شعره المنثور على أكتافه و لكي العب بشعره و المس بشرته الخشنة فقربه مني يشعرني بالهدوء و الأمان .
سألني احمد
ـــ هل الليلة ستضعين منتاً على رأسنا ؟
ـــ الليلة و كل ليلة
ضحكنا و ذهبنا الى الداخل ، و جلسنا على المائدة و تناولنا الطعام ، منذ زمن و أنا لم أأكل بهذه الشراهة لماذا ؟ لا أعرف ؟
نهضت الدادا من مكانها أحسست إن قلبي وقع في أحشائي من شدت الخوف قالت لي
ـــ عزيزتي مريم ، الأن يجب أن أذهب ، فطلبت مني والدتك بأن أرجع بسرعة للإعتناء بأخيك
و هي أيضاً مرهقة
والدتي مرهقة ؟ ! لماذا ؟ ماذا فعلت في زواج إبنتها ، هي لم تحرك ساكناً فهي قد أرسلت الدادا في ليلة زواجي في حين كان يجب على أهل العروس أن يسهروا إلى الصباح في بيتها و أن لا يتركوها ولكن في نظر والداي زوجي احمد لا يساوي شيئا .
نهضت من مكاني و قلت
ـــ سأذهب و أغسل يداي
سبقتني الدادا لكي تحضر الماء لكي اغسل يدي طبعا أنا و احمد و بعدها ذهبت الى الغرفة ثم لحقت بي الدادا
و أعطتني مبلغاً من النقود و قالت لي
ـــ خذي هذا من عند والدك والان أعتقد أن والدتك تنتظر و أنا قد تأخرت ، أنا قد نظفت المائدة لكن ليس لدي الوقت الكافي لكي اغسل الأطباق ،إن زوجك ليس بسيئ .
امسكي زمام الأمور و إياك أن تنسي في يوم من أنت و من تكوني ، أريد البقاء هنا الليلة ولكن لا أستطيع و لكن سأزورك من وقتاً لأخر
لم أكن أفهم ماذا تقول كنت مرتبكة وكأني كنت في حلم قلت
ـــ خذي هذا النقود فأعطي بعضها للسائق و احتفظي بالباقي في البداية لم تقبل و لكني أصريت عليها إلى أن قبلت بها ، قبلتني على جبيني و ذهبت ، ذهبت الدادا و ذهب معها ماضي مريم و الحياة الطفولية و المرفهة ، يجب أن أنسى كل الماضي ، يجب آن اخرج هذه الأفكار من رأسي أنا بقيت وحدي و مع احمد الذي لا اعرف أين هو الان لماذا لا يأتي ففي النهاية حصل الذي حصل و أنا وحيده و في هذه الغرفة الصغيرة والمظلمة آآآآه يا والدتي كم احتاجك و لك أنت ايضاً يا والدي و شهرزاد و ليلى و محمد رضا و الدادا و كل شيء بدأت أشتاق لكل شئ آآآآآه
كم أتمنى أن يكون هذا حلم متى يأتي الصباح لكي اصحوا و أرى نفسي في بيت والدي وااااه
أسمع صوت أقدام احمد و هو يقترب آآآه كم هو جميل أن أشعر بأني أصبحت زوجته و بقربه
فجأة أبتعد كل شيء عن تفكيري القصر و أهلي و و و و
يتبع 0000
أتى اليوم الموعود و أنا كنت كثيرة التوتر و كانت شهرزاد كل دقيقة تأتي و تقول
ـــ كيف هو شكله ؟ كيف هو شكله ؟
أتركيني و شأني الآن سيأتي و انظري إ ليه من الخلف النافذة كنت أريد أن يستقبلوه كما يجب و كما يستقبلوا الناس المهمين و الذي هم من مستواهم لقد كان السكوت و الهدوء يعم القصر
كان كل شيء هادئا و الجميع كان يريد مشاهدته كان الوقت غروبا عندما وصل إلى القصر كانت أختي تتفرج عليه من نافذة الغرفة و والدتي و الدادا كانتا حينها في المطبخ و من دون شك كانتا تشاهدانه أيضا ، كان يرتدي ملابس جديدة وواضعا على رأسه قبعة و مغطي شعره و كنت أتمنى
أن ينزع القبعة من على رأسه لكي تشاهد شهرزاد شعره الطويل و المتموج لكي تمتدح ذوقي و اختياري و لاحظت بأن التوتر ظاهراًَ على وجهه و إن يداه القوية كانتا ترتجفان .
ـــ السلام عليكم
رد عليه والدي و ببروده
ـــ عليكم السلام ، تعال و ادخل و لا يحتاج بأن تنزع حذاءك
دخل داخل الغرفة و قال له والدي ببرود
ـــ أجلس هنا
كان هو يريد أن يجلس على الأرض لكن والدي أمره أن يجلس على الكرسي ، ضحكت شهرزاد و قالت لي
ـــ هل تحبين هذا ؟
ـــ اخرسي ، سوف يسمعك
لقد كنت متضايقة من معاملة والدي وطريقة إستقباله له ، سأله والدي
ـــ كم عمرك ؟
في تلك اللحظة كان ينظر إلى الغرفة و لم ينتبه لسؤال والدي
فسأله مرة أخرى
ـــ أين والدك ؟
ـــ كنت طفلا حين توفي
ـــ إذا هكذا هو متوفي و ماذا عن والدتك هل هي موجودة أم لا
ـــ نعم
ـــ وهل لك أقارب ؟
ـــ لا ليس لدي سوى والدتي
ـــ هل تحب ابنتي ؟
اخفض رأسه إلى الأسفل ثم بهدوء رفعها ولم يكن يملك الجرأة للنظر في عين والدي
ـــ نعم
ـــ هل تريد الزواج منها ؟
فنظر لوالدي و هو مستغرب و قال
ـــ أتمنى ذلك من ربي
و رد عليه والدي و بغضب و قال
ـــ ربك أراد لك ذلك
أنزل رأسه إلى الأرض مرة أخرى و ألتزم الصمت و كنت حينها لا أريد والدي بأن يحرجه أكثر قال له
ـــ أسمعني جيدا فإن زوّجتك ابنتي هل تستطيع أن تأمن لها حياة هادئة و مريحة
أشار إلى الغرفة و قال
ـــ لا أقصد مثل هذه الحياة المرفهة و المريحة
ـــ سأفعل ما بوسعي ، سأهبها روحي
ـــ أحتفظ بروحك لنفسك ، فأنا لا أعلم بماذا أحشيت رأسها و لكن أسمعني جيدا أنا سأشتري بيت لكي تعيشوا فيه مع دكان لكي تعمل و تكسب رزقك منه و الدادا كل شهر ستحضر لها مصروفها
والويل لك إن أذيتها يوما سأجعلك تكره و تلعن يوم ولادتك
ـــ نعم سيدي
ـــ أذهب و فكر جيدا بما قلت لك و بعدها رد علي الجواب
ـــ أنا فكرت بكل شيء ، أنا أريدها حتى لو دفعت حياتي ثمناًَ لن أتنازل عنها
حرك والدي يده و بكره قائلا
ـــ خلاص انتهينا ليله الجمعة تعال و اعقد قرانك عليها و خذها معك .
هل أنت متعلّم ؟
يا الهي لماذا والدي يكلمه بهذه الطريقة و كأنه يريد أن يشتري عبداًَ
ـــ أجل ، وأنا خطاط أيضاًَ
اخرج والدي ورقة صغيرة من جيبه و كان مكتوب عليها عنوان منزل حسن خان اخو زوجة والدي الثانية و أعطاه إياها
ـــ غداًَ صباحاًَ ستذهب إلى هذا العنوان لقد أوصيت هذا الرجل لكي يصطحبك معه و يشتري لك ملابس لائقة لكي ترتديها يوم الخميس
هل فهمت ؟
ـــ نعم سيدي
ـــ شرفتنا
فنهض لكي يغادر القصر و بكل جرأة قال لوالدي
ـــ أبلغ سلامي لمريم
فصرخ عليه والدي و هو غاضب
ـــ أذهب
بعد مرور أياماًَ والدي أمر الدادا بأن تذهب مع حسن خان لكي يشتروا بيتاًَ صغير و متواضع و دكان صغير و في منطقة متواضعة و قريباًَ من المنزل و لكي يسجلونه بإسمي .
الدادا كانت تذهب كل يوم و ترتب البيت على ذوقها . يا الهي كم كان مختلفاًَ عن زواج أختي ليلى لقد كان زواجاًَ ولا في الأحلام كان كل شيئاًَ جميلاًَ بينما كان زواجي العكس .
أتى اليوم الموعود ، يوم الخميس ، جاء الشيخ الذي سيعقد قراني عليه و بعدها جاء احمد مع والدته ، كان أنيقاًَ و كانت ملابسه جديدة و فعلا كان وسيماًَ و لكن أنا رغم كل هذا كنت أفضله في تلك الملابس المتواضعة يبدو عليه كان متضايقا من هذه الملابس . والدته كانت إمرأة نحيفة و تدعى زينب ، أقتربت مني و قبلتني بحرارة و بشوق ً قالت
ـــ كنت انتظر هذا اليوم بفارغ الصبر لولدي
أنا فقط كنت أتمنى أن ينتهي كل هذا بسرعة و يأتي احمد الذي كان واقفاًَ و يأخذني معه حتى اذهب من هذا المكان و العيون الحزينة و الساخرة
بعد انتهاء مراسم العقد أقترب مني احمد و قبلني على جبيني وأدخل يده في جيبه و أخرج قرطين من الذهب و ألبسني إياه و بعدها جاءت والدته و أعطتني سوار ذهب و قبلتني مره ثانية . كنت متضايقة جداًَ لكن في نفس الوقت كنت اسعد فتاة على وجه الأرض و في تلك اللحظة و خصوصا حينما امسك يدي و شدّ عليها بحرارة و قال
ـــ و أخيراًَ أصبحتي زوجتي
أختي ليلى كانت واقفة و هي حزينة ، أقتربت مني و أعطني سوارين و قبلتني حتى إنها لم تتحدث مع احمد و أشك لو نظرت إليه حتى والدة احمد و الدادا و شهرزاد كانوا يصفقون و يزغردون.
أتت أختي ليلى و قالت لي
ـــ مريم تعالي برفقتي فوالدي يريدك
فنهضت و ذهبت برفقة أختي الى الغرفة الذي كان والدي فيها و دخلت و أقفلت الباب خلفي كان والدي جالساًَ على الأريكا كان شبه منهار وفي حالة يرثى لها و كان زرّين من أزار قميصه مفتوحين وكأنه يحس بالإختناق و كان واضعاًَ رجله على المكتب و كأنه من دون روح ووالدتي أيضاًَ كانت جالسة قرب النافذة فلما رأتني أقتربت مني و أعطتني خاتما الماس و قالت لي
ـــ أقبليه مني كتذكار
و خرجت من الغرفة و هي تبكي حتى أنها لم تقل لي مبروك ، كان والدي ساكت و رأسه الى الأسفل و فجأة تنهد و قال
ـــ أنا قلت بأني سأرسل لكي مصروفك كل شهر
و حرّك يده رغماًَ عنه و أدخلها في جيبه وأخرج عقداًَ من الذهب الخالص و قدمه لي و طلب مني أن أضعه في عنقي و أنا و بمساعدة أختي وضعته في عنقي و نظر إلي و كانت عيناه مليئة بالدموع
و لكن ماذا عن احمد أين هديته ؟ أصلا لم يذكره احد و كأنه بلا وجود ، فجأة قال لي
ـــ حسناًَ أذهبي و مع السلامة
تجرأت و قلت له
ـــ أين دعواتك ألن تدعو لي
في ذلك الوقت من عاداتنا و تقاليدنا إنه الآباء في ليلة زواج أبنائهم وعند وداعهم يدعون لهم و يتمنون لهم السعادة و التوفيق . وأنا كنت شاهدة على دعوات والدتي عندما تزوجت ليلى حتى إن الدعوات قد أبكت العروس و العريس ، ابتسم لي بسخرية و صمت ثم حرّك يده اليمنى رغماًَ
عنه و قال لي
ـــ سأدعو لك دعائين الأول خير و الثاني شر ، الخير هو أن لا تكوني أسيرة هذا الرجل مدى الحياة ، و الشر هو أن تعيشي مائه سنه
تبادلنا النظرات أنا و أختي و باستغراب و فهم والدي ما الذي يدور في رأسنا و قال
ـــ أعرف بأن داخل قلبك تقولين إن هذا الدعاء ليس شراً بل خيراً لكن أنا دعيت لكي أن تعيشي مائة سنة فلكي كل يوم من حياتك تعضي أصابعك ندماً وتقولي يا لها من غلطة قد ارتكبتها ،
الآن هيا أذهبي
أقتربت من الباب لكي اخرج قال لي مرة أخرى ومن دون أن يلفظ اسمي
ـــ انتظري يا فتاة
ـــ نعم يا والدي
ـــ ما دمتي تزوجت هذا الشاب لا تنطقي إسمي و لا تطئي قدماك هذا القصر
فقط قلت له
ـــ مع السلامة
ـــ الله معك
ليلى و شهرزاد قبلوني و كان على عكس العادات المتداولة تلك الأيام لما البنت تذهب بيت زوجها يبكون الأهل و لكن الآن لم يبكي أحداً منا ، فالبكاء للزواج الذي لما يكون الجميع راضون عنه و ليس هذا الزواج
صعدنا إلى العربة كانت الدادا واضعة بعض الحلويات في العربة وهي أيضا صعدت الى العربة معنا وعندما أرادت والدة أحمد الصعود قال لها أحمد
ـــ لا ، أذهبي ألى البيت فلا يوجد مكان لك
ردت عليه والدته
ـــ لكن الليلة هي ليلة زواجك
ظهرت ابتسامة ساخرة على شفايفه وقال
ـــ لهذا أنا أقول لك أذهبي إلى البيت
لم يعجبني أسلوب كلامه و أحسست بطعنه في أعماقي ، في النهاية وصلنا الى البيت و دخلنا
لقد كان بيتاً صغيراً و هذا الزواج البسيط والفقير و هذا المنزل الحقير و ذلك اليوم الصعب و المؤلم الذي هو يوم زواجي يجعلني أحس بالكآبة ، أتكئة على الجدار و كنت أتأمل نقطة معينة و أفكر بالذي حصل في هذا اليوم الصعب .
بينما هو كان يساعد الدادا في توضيب الأغراض ، ولما خرج من الغرفة و رآني متكئة على الجدار و غارقة في أفكاري ، اقترب مني ووضع يده على الجدار فوق رأسي و هذه أول مرة و عن قرب أرى شعره و تلك الإبتسامة التي تسحرني سألني
ـــ لماذا واقفة هنا ؟ تفضلي إلى الغرفة
ومن ثم أبتسم لي في تلك اللحظة نسيت كل همومي و أحزاني فإن هذه الإبتسامة أنستني كل ما في قلبي من هموم ، فهو إلى حداً أسرني بإبتسامته و نظراته و كلامه المعسول لدرجة أني قد اركع أمام قدميه إن لزم الأمر مرة أخرى سوف أحارب من اجله لكي لا يبتعد عني و يبقى دائما بقربي .
كانت الدادا قد جهزت العشاء لنا و لم أكن أشعر بالجوع حتى إني كنت لا أريد عشاء و لا حتى وجود الدادا فقط كنت أريد أن أبقى مع احمد أنا وهو لوحدنا لكي أمتع ناظري برؤيته و شعره المنثور على أكتافه و لكي العب بشعره و المس بشرته الخشنة فقربه مني يشعرني بالهدوء و الأمان .
سألني احمد
ـــ هل الليلة ستضعين منتاً على رأسنا ؟
ـــ الليلة و كل ليلة
ضحكنا و ذهبنا الى الداخل ، و جلسنا على المائدة و تناولنا الطعام ، منذ زمن و أنا لم أأكل بهذه الشراهة لماذا ؟ لا أعرف ؟
نهضت الدادا من مكانها أحسست إن قلبي وقع في أحشائي من شدت الخوف قالت لي
ـــ عزيزتي مريم ، الأن يجب أن أذهب ، فطلبت مني والدتك بأن أرجع بسرعة للإعتناء بأخيك
و هي أيضاً مرهقة
والدتي مرهقة ؟ ! لماذا ؟ ماذا فعلت في زواج إبنتها ، هي لم تحرك ساكناً فهي قد أرسلت الدادا في ليلة زواجي في حين كان يجب على أهل العروس أن يسهروا إلى الصباح في بيتها و أن لا يتركوها ولكن في نظر والداي زوجي احمد لا يساوي شيئا .
نهضت من مكاني و قلت
ـــ سأذهب و أغسل يداي
سبقتني الدادا لكي تحضر الماء لكي اغسل يدي طبعا أنا و احمد و بعدها ذهبت الى الغرفة ثم لحقت بي الدادا
و أعطتني مبلغاً من النقود و قالت لي
ـــ خذي هذا من عند والدك والان أعتقد أن والدتك تنتظر و أنا قد تأخرت ، أنا قد نظفت المائدة لكن ليس لدي الوقت الكافي لكي اغسل الأطباق ،إن زوجك ليس بسيئ .
امسكي زمام الأمور و إياك أن تنسي في يوم من أنت و من تكوني ، أريد البقاء هنا الليلة ولكن لا أستطيع و لكن سأزورك من وقتاً لأخر
لم أكن أفهم ماذا تقول كنت مرتبكة وكأني كنت في حلم قلت
ـــ خذي هذا النقود فأعطي بعضها للسائق و احتفظي بالباقي في البداية لم تقبل و لكني أصريت عليها إلى أن قبلت بها ، قبلتني على جبيني و ذهبت ، ذهبت الدادا و ذهب معها ماضي مريم و الحياة الطفولية و المرفهة ، يجب أن أنسى كل الماضي ، يجب آن اخرج هذه الأفكار من رأسي أنا بقيت وحدي و مع احمد الذي لا اعرف أين هو الان لماذا لا يأتي ففي النهاية حصل الذي حصل و أنا وحيده و في هذه الغرفة الصغيرة والمظلمة آآآآه يا والدتي كم احتاجك و لك أنت ايضاً يا والدي و شهرزاد و ليلى و محمد رضا و الدادا و كل شيء بدأت أشتاق لكل شئ آآآآآه
كم أتمنى أن يكون هذا حلم متى يأتي الصباح لكي اصحوا و أرى نفسي في بيت والدي وااااه
أسمع صوت أقدام احمد و هو يقترب آآآه كم هو جميل أن أشعر بأني أصبحت زوجته و بقربه
فجأة أبتعد كل شيء عن تفكيري القصر و أهلي و و و و
يتبع 0000
رد: مأساة مريم ( قصة حقيقية ) سأرويها لكم على حلقات
فتح الباب و دخل الغرفة ووقف في وسط الغرفة
و أنا كنت جالسة على السرير و رأسي في الأسفل
كان شعره منثوراً على اكتافه و كان النور ساطعاً في شعره
كنت مسحورة بجماله و كأني كنت أتفرج على تحفة ،
أبتسم لي تلك الإبتساما التي تسحرني دائماً و قال
ـــ و أخيرا
أنزلت رأسي إلى الأسفل قال
ـــ لا ، دعيني أتأمل هذا الجمال حتى اشبع عيناي
رفعت رأسي و نظرت في عينه و أبتسمت لقد كان واقفاً و يتأملني قال
ـــ كل الليالي التي نمتيها بهناء هل تعلمين ماذا كان يحدث لي ؟
ـــ نمت بهناء
ومن دون ارادتي مددت يدي نحوه وواصلت كلامي
ـــ أنا كل ليله أدعو إلى ربي أن يجمعنا تحت سقفاً واحدا وأن نكون لبعضنا البعض
أقفل الباب وإقترب مني و امسك يدي و جلس قربي و قال
ـــ لا أعلم ماذا فعلت من ثواب لكي يكافأني ربي
و يهبني هذه الهدية الثمينة حتى الآن لا أصدق نفسي
و كأني في حلم أخاف أن اصحوا و ينتهي هذا الحلم ،
مريم كيف وقعتي من السماء إلى أحضاني أنا ؟
كنتي كل يوم كالقمر تظهرين على باب دكاني المظلم لتنيرينه بنورك .
مرمر!
إنّ عيناك بحراً شاسع تتلأ لأ فيه أضواء القمر
و تسكن فيه درر البحر ، عيناك شئ فريد من البشر
تلهمني القصائد ، فأنتِ يا حبيبتي مثل القمر
تنيري ليلي بنورك ، فأنتِ حبيبتي حدث الأمس و الغد
فكوني لي للأبد............. أحبك مرمر
و بعد شهور من المعاناة و العذاب و أخيرا ضحكت من أعماق قلبي
أنتـظروا الجزء الثامن 00000
و أنا كنت جالسة على السرير و رأسي في الأسفل
كان شعره منثوراً على اكتافه و كان النور ساطعاً في شعره
كنت مسحورة بجماله و كأني كنت أتفرج على تحفة ،
أبتسم لي تلك الإبتساما التي تسحرني دائماً و قال
ـــ و أخيرا
أنزلت رأسي إلى الأسفل قال
ـــ لا ، دعيني أتأمل هذا الجمال حتى اشبع عيناي
رفعت رأسي و نظرت في عينه و أبتسمت لقد كان واقفاً و يتأملني قال
ـــ كل الليالي التي نمتيها بهناء هل تعلمين ماذا كان يحدث لي ؟
ـــ نمت بهناء
ومن دون ارادتي مددت يدي نحوه وواصلت كلامي
ـــ أنا كل ليله أدعو إلى ربي أن يجمعنا تحت سقفاً واحدا وأن نكون لبعضنا البعض
أقفل الباب وإقترب مني و امسك يدي و جلس قربي و قال
ـــ لا أعلم ماذا فعلت من ثواب لكي يكافأني ربي
و يهبني هذه الهدية الثمينة حتى الآن لا أصدق نفسي
و كأني في حلم أخاف أن اصحوا و ينتهي هذا الحلم ،
مريم كيف وقعتي من السماء إلى أحضاني أنا ؟
كنتي كل يوم كالقمر تظهرين على باب دكاني المظلم لتنيرينه بنورك .
مرمر!
إنّ عيناك بحراً شاسع تتلأ لأ فيه أضواء القمر
و تسكن فيه درر البحر ، عيناك شئ فريد من البشر
تلهمني القصائد ، فأنتِ يا حبيبتي مثل القمر
تنيري ليلي بنورك ، فأنتِ حبيبتي حدث الأمس و الغد
فكوني لي للأبد............. أحبك مرمر
و بعد شهور من المعاناة و العذاب و أخيرا ضحكت من أعماق قلبي
أنتـظروا الجزء الثامن 00000
رد: مأساة مريم ( قصة حقيقية ) سأرويها لكم على حلقات
الجزء الثامن :
كان صباحا استيقظت من النوم ، أين انا ؟ الشمس كانت مشرقة ، يا الهي كم انا متعبة و كانت رائحة الخبز الطازج تملئ المكان ما زلت نعسة ما زال الوقت مبكرا سأنتظر إلى أن تأتي الدادا و تيقظني ... فجأة استيقظت أنا هنا في منزل أحمد في منزلي أنا زوجة أحمد .
أنفتح باب الغرفة و دخل احمد
ـــ ألن تنهضي بعد يا كسولة
ـــ واااااااا كم أنا جائعة
ـــ أعلم عندما شممتي رائحة انفتحت شهيتك
ـــ أنا كنت على وشك النهوض ...
ـــ لا يحتاج بأن تنهضي ، يا مدللــه فأنا بنفسي جهزت لكي الفطور و غسلت الأطباق أيضا
يا الهي تذكرت بأنني البارحة نمت دون أن أغسل الأطباق قلت له و أنا خجلة من نفسي
ـــ الأطباق ؟
خرجنا من الغرفة الصغيرة لكي نتناول الفطور ، أخذت قطعه من الخبز و لكن الجبنة كانت لها رائحة غريبة
ـــ أحمد إنّ هذا الجبن له رائحة
ـــ أعطيني لكي أراه
أخذ الجبن و شمه
ـــ الجبن طازج أنا بنفسي اليوم الصبح اشتريته فهو طازج و ليس له أي رائحة كلي ولا تتذمري
ـــ يا ليت أحضرت معي جبناً من القصر
ـــ كل الأجبان واحدة ما الفرق ؟
مضت أربعة أيام على زواجنا و آحمد لم يذهب الى العمل مع إنه ذهب و رأى الدكان الجديد
ـــ أحمد حبيبي ألن تذهب إلى العمل ؟
ـــ هل تطردينني ؟
ـــ لا والله و لكن ماذا بشأن الدكان
ـــ أولاً يجب أن أشتري له أغراض و لكني أحتاج إلى بعض النقود إن شاء الله سأتدبر الأمر فذهبت بسرعة غرفة نومنا و رجعت
ـــ خذ هذه 54 تومان والدي أعطاني إياها خذها و دبر حالك بها
ـــ سأدبر حالي لكن أحتفظي بنقودك لنفسك ، والدك أعطاك هذه النقود لكي أنت
ـــ أنا وأنت واحد ولا فرق بيننا و إن شاء الله بعدما تتحسن أمورك سترّجعها لي أضعافاً
ضحك و دفع النقود نحوي كنت أصر عليه و هو يرفض أخذت النقود وقلت
ـــ إن لم تقبلها سأحرقها
ـــ أنا لم و لن أرى أكثر عناداً منك يا فتاة
وأخذ النقود من يدي و شدّ على يدي بقوة لدرجة إني صرخت من الألم و من الفرحة بعدها قلت له وكنت مترددة
ـــ أحمد حبيبي ألا تفكر بالمدرسة العسكرية
تعجب و سألني
ـــ المدرسة العسكرية ؟
ـــ أجل ألم تكن تريد الذهاب ؟ ألم تكن تريد أن تصبح ذا شأن
فجأة تذكر و قال
ـــ أجل أجل .. طبعاً ، أولاً يجب أن أجهز الدكان و بعد الإطمئنان على أموره بعدها يجب أن أجد شخصاً لكي يحلّ مكاني
و ابتسم لي و من ثم أضاف
ـــ أجل سأستخدم احداً ، صبي نجّار و طبعا إن لم يرى فتاة جميلة و يجن بجمالها ، بعدها سأذهب إلى المدرسة العسكرية
و كلانا ضحكنا ، لم أكن أعرف كيف أدير المنزل و الأسوء من هذا أني لا أعرف كيف اشتري أغراض المنزل و ما يحتاجه ، أشعر بالعار بمجرد الذهاب الى البقال او الخباز او القصاب
كان احمد في كل صباح ينهض مبكراً و يذهب لشراء الخبز و يجهز الفطور و أنا كنت ارتب السرير وهو يغسل الأطباق و أنا كنت أشعر بالخجل و العار لم أكن أريد لزوجي أن يغسل الأطباق كنت أريد أن يكون لنا خادمة و لكن هذا كله من رابع المستحيلات حياتي الجديدة عكس حياتي السابقة الآن لا يوجد لا خدم و لا راحة الآن يوجد عمل و تعب و عرق لكسب الرزق ويوجد أعمال و جهود لإدارة المنزل ،الغسيل، الطبخ ، الكنس وووو
مع كل هذا العناء فالحياة ستكون جميلة بقربه و سهلة و ممتعة ، عندما يراني في ذلك المطبخ الصغير و المظلم مجتهدة في تحضير الغداء يقول لي
ـــ انت كالماسة التي تشع في المنجم ، لا تطبخي يا عزيزتي مرمر سنأكل طعاماً جاهزا أنا لا أريد لهذه اليدين الناعمتين أن يفقدا نعومتهما خسارة ..
لم أكن اخبره بصعوبة عملي في المنزل ، لم يكن يسمح لي بغسل الأطباق كل مرة بعد رجوعه من العمل و بعد الغداء بنفسه يغسل كل الأطباق ، مع هذا الآن قد بدأت أفهم ما معنى الطبخ و الكنس و أعمال المنزل ، كل عمل أقوم به في المنزل يكون بالنسبة لي صعباً و متعباً للغاية ، إن كل شيء يزعجني صوت الأطفال في الزقاق و أصوات الجيران و صراخ الأطفال و البائعين المتجولين وأصوات الخيول و العربات وووو كان بيت والدي كبيراً ولا يسمع الضجيج داخل القصر و كان حيّنا لا يقارن بهذا الحي الوضيع و عذابي الآخر كان الحمام هنا لا يوجد حمام في المنزل و كان يجب علي الذهاب الى الحمام العام و لا يوجد شخصاً لكي يحمل ملابسي كان يجب علي أن افعل كما تفعل الدادا أحمل ملابسي في يدي و اذهب إلى الحمام ، عندما كنت أريد الذهاب يوم قبل ذهابي أجهز ملابسي و كنت احمل هم الحمام كثيرا كنت اذهب باكراً كنت أريد عامله لكي تحممني و لكني لم أكن معروفه مثل حيّنا فهنا لا احد يعرفني كان يجب علي أن أنتظر دوري أو أتحمم بنفسي و ارجع الى البيت .
مشكلتي الثانية أيضاً الملابس لا أعلم ماذا أفعل ملابسنا كلها متسخة و تحتاج للغسيل أول الشهر عندما أتت الدادا وأحضرت النقود قلت لها
ـــ دادا قولي لعاملنا الذي في القصر ليأتي كل أسبوعين مرة واحدة و يغسل ملابسنا
ـــ لا عزيزتي فالطريق بعيد جداً فما أن يصل إلى منزلك قد يكون ظهرا
فهمت من كلامها بأن لا يجب أن يعرف العامل شيئاً عن حياتي أو بالأصح أن لا يرى الحياة التي أعيشها
ـــ أجل ماذا افعل ؟
ـــ أنا بنفسي سأجد لكي شخصاً
في ذلك اليوم الدادا بنفسها غسلت ملابسنا و قبل انتهاء الشهر يأتي مره واحده كل 15 يوم و يغسل الملابس
أخيرا بعد ثلاثين يوما أتت لزيارتنا والدة احمد و لقد كانت تلح علي بأن تساعدني
ـــ سيدتي اقسم بأنه ليس لدي عملاً تقومين به فقط سأذهب وأ شتري بعض الأغراض و أرجع
بإلحاح أخذت النقود من يدي و ذهبت للتبضع وأنا أخذت نفساً عميقاً لأني كنت أكثر من كل شيء أشعر بالعار عندما اذهب إلى السوق ، الأرز و الزيت أحضرتهما الدادا من القصر و لكن كنت احمل هم شراء الخضار و اللحم. بعد رجوعها من السوق نظفت البيت و رتبت كل شيء
رجع احمد من العمل و تناولنا الطعام معاً والدة زوجي لطيفة جداً معي وأنا كنت احترمها كثيراً
عندما أرادت الذهاب الى البيت رافقها احمد إلى الباب و لما أردت أنا أيضاً مرافقتها لم تدعني و ذهبت مع احمد ووقفت في حديقة البيت الصغيرة و بدأت تتهامس مع احمد و لقد ظهر القلق على وجهه كان يحرك يده بشدة و بعصبيه يكلمها و من الواضح كانوا يتجادلون فجأة خرجت والدة زوجي مسرعة و أغلقت الباب خلفها بشدة كان مازال احمد واقفاً في مكانه قد وقف لفترة و بعدها اخفض رأسه غارقاً في التفكير و بعد فترة حضر إلى الداخل شعرت بالقلق وسألته
ـــ أحمد ماذا حدث ؟
ـــ لا شيء ، هل كان يجب أن يحدث شيئا ً؟
ـــ لا ولكن من الواضح أنك كنت تتجادل مع والدتك
ـــ لا ، لقد كنا نودع بعضنا
ـــ و هل تسمي هذا وداع ؟
ـــ اتركيني يا مريم ، أنت أيضاً اتركيني بحالي
لزمت الصمت و لم أكن أريد مضايقته مهما كانت مشكلته سوف يجد لها حلاً أو في النهاية سوف يلجا إلى لكي أواسيه و حتى حلول الليل لقد كان على حاله
ـــ هل تريد عشاء ؟
ـــ لا رغبة لي تعشي لوحدك يا مرمر
ذهب و جلس في زاوية الغرفة ووضع يديه على وجهه و كنت أريد أن اعرف بماذا يفكر و ما الذي في قلبه و يعذبه ؟ ما الذي يشغله ؟ ما الذي قالته والدته له أكيد الأمر يخصني لأني سمعت احمد يقول لها اخفضي صوتك ستسمعك أكيد كان يقصدني أنا بكلامه ذهبت و جلست بقربه
ـــ احمد حبيبي إن لم تأكل عشاءك أنا أيضا لن أكل أخبرني ما الذي يجري؟
ـــ المسألة ليست مهمة أنا بنفسي سأحلها
ـــ أخبرني هل أنا فعلت شيئاً سيئاً ؟
رفع رأسه و نظر إلي و أبتسم إبتسامة حزينة و سأل
ـــ هل من المعقول أن تفعلي شيئاً سيئاً ؟
ـــ أجل ماذا يجري لماذا لا تتكلم ؟
ـــ أخاف بأن أضايقك أنا بنفسي سأجد حلاً
ـــ أحمد هل تريد بأن تجنني ، استحلفك بالله تكلم ماذا يجري؟
اقسم بأني لن أتضايق
لزم الصمت و ركز نظره على يده و كأنه يريد أن يقول شيئاً و لكنه كان يشعر بالخجل قال و هو متردداً
ـــ أنا أقترضت شيئاً لست أنا بل والدتي أقترضته لي و الآن ذلك الشخص يطالب به
أرتاح قلبي قليلاً قلت
ـــ طيب إنّ هذه ليست بمشكلة لقد أخفتني أعد له غرضه
و ما هو هذا الغرض ؟
ـــ الأقراط التى قدمتها لكي يوم زواجنا
أحسست و كأنه احضروا ماءاً بارداً واسكبوه فوق رأسي تفاجأت ، صعقت ، أنصدمت عم السكوت بيننا لفترة و بعدها بصوت منخفض و كله خجل واصل كلامه
ـــ أردت أن أجمع نقوداً و أعطيه ثمنها و لكن والدتي تقول إنه الشخص لا يريد المال بل يريد الأقراط 000
مرمر ، أنا سأشتري لكي أفضل منها
أحسست بأن قلبي كان ينزف لم أكن حتى أتوقع أن أرى هذا اليوم ولا في الحلم مع كل هذا أشفقت عليه المسكين و كأن غروره مثل الشمعة يذوب قطرة قطرة و ينسكب على الأرض وضعت يدي في يده
ـــ احمد حبيبي أنا أريدك أنت وليس الأقراط لماذا لم تخبرني من البداية الآن سأجلبها لك
ذهبت الى غرفة نومنا و أحضرت الأقراط مع السوار التي أهدتني إياه والدته و أعطيته إياه
ـــ لماذا أحضرتي السوار أيضاً ؟ هذا لوالدتي وسأعطيها ثمنه بالأقساط
يعني والدته كانت تريد السوار أيضاً تلك المرأة التي في ذلك اليوم من الصباح حتى المساء التي كانت تدعي لي بالسعادة والخير، تلك المرأة التي أحببتها كاوالدتي
ـــ يعني والدتك تريد السوار أيضاً ؟ خذهم كلهم و أعدهم لها
ـــ تقول إنّ هذا السوار تذكار من زوجها وقالت لي أيضا ً أعطيتك هذا السوار لكي أجنبك الإحراج وفي النهاية كانت يجب أن تقدم لزوجتك شيئاً في يوم عقد قرانك ، مرمر اذا أعجبك صدقيني سأدفع ثمنه لأمي بالأقساط
في تلك اللحظة كرهت كل ما يسمى بالذهب و الجواهر و قلت
ـــ لا يا احمد خذهم و أعدهم أنا لا أريد منك شيئاً أنا لم أتزوجك من اجل الذهب و الجواهر
جلس أمامي و مسك بيدي و قال
ـــ مريم أنا خجلاً منك ...
وضعت يدي على فمه و قلت
ـــ لا ، احمد حبيبي لا تقل هذا الكلام كل شيء فداك
قبّل يدي و قال
ـــ أنا سأغرق هذه اليد الصغيرة بالأساور و سأضع في هذه الأذن الجميلة أقراطا من الماس و سأضع على هذا العنق الأبيض الجميل عقد من الزمرد سوف ترين يا مرمر في يوم عندما سأصبح مليونيرا ، فإن لزم الأمر من أجلك سأعمل ليلاً و نهاراً إن لم أفعل هذا سوف ترين ، لتمر هذه السنة و ارتب أمور الدكان .... سوف اذهب الى العسكرية حبيبتي مرمر كل ما تحبين سأفعله من أجلك
فرحت كثيرا من كلامه و قلت
اللعنة على الأقراط و اللعنة على الجواهر
و كأن الدنيا تضحك لي من جديد كنت بمنتهى السعادة كنت ذاهبة للتبضع و أقدامي لا تحملاني من شدة السعادة ، أنا ابنة بصير الملك مشياً على الأقدام و لوحدي و أحمل السلة في يدي و أتجه إلى البقال و القصاب ، لم أكن أريد أن اشكي لأحمد لكي لا يحمل همي كنت أريد أصبح له الزوجة المثالية ، وصلت لدكان الخضار قلت
ـــ السلام عليكم ، سيدي هل عندك خضار؟
نظر إلي البائع بتعجب ورد علي بقلة أدب
ـــ ما هذا عشب ؟
يا له من رجل قليل الأدب لماذا يخاطبني بهذا الطريقة ومن دون احترام ، يقول الشيطان لي لا اشتري وارجع الى البيت و لكن ماذا سنأكل إن لم أشتري منه من أين سأشتري فهذا دكان الخضار الوحيد في الحي و دائما سأضطر للشراء من عنده . ومن القصاب طلبت 3 كيلو لحم سألني
ـــ سيدتي هل لديك ضيوف ؟
لا ليس لدي ضيوف فقط أنا و احمد و لكن كنت أرى في القصر شراء اللحم لا يقل عن 3 أو 4 كيلو و أنا اخجل بأن اشتري اقل من هذا و لكني أرى إن البائع محقاً في كلامه و نحن فقط شخصين قلت
ـــ طيب أعطني كيلو واحداً
نظر إلي بإستغراب و بينما كان يعطيني اللحم وكأنه كان يخاطب نفسه قال هي بنفسها لا تعرف كم تريد ، اسمع النساء عندما يحضرن للتبضع يقلن للبائعين نريد خضاراً طازجاً ، نريد لحماً نظيفاً ...
و لكن الذي أنا اشتريه كله لا يصلح لم أكن اعرف كيف أتصرف مسكين احمد كان يأخذه و يستبدله و يحضر الأفضل
مع هذا شيئاً فشيئاً قد تعلمت و تعودت على هذه الحياة 0
يتبع 0000
كان صباحا استيقظت من النوم ، أين انا ؟ الشمس كانت مشرقة ، يا الهي كم انا متعبة و كانت رائحة الخبز الطازج تملئ المكان ما زلت نعسة ما زال الوقت مبكرا سأنتظر إلى أن تأتي الدادا و تيقظني ... فجأة استيقظت أنا هنا في منزل أحمد في منزلي أنا زوجة أحمد .
أنفتح باب الغرفة و دخل احمد
ـــ ألن تنهضي بعد يا كسولة
ـــ واااااااا كم أنا جائعة
ـــ أعلم عندما شممتي رائحة انفتحت شهيتك
ـــ أنا كنت على وشك النهوض ...
ـــ لا يحتاج بأن تنهضي ، يا مدللــه فأنا بنفسي جهزت لكي الفطور و غسلت الأطباق أيضا
يا الهي تذكرت بأنني البارحة نمت دون أن أغسل الأطباق قلت له و أنا خجلة من نفسي
ـــ الأطباق ؟
خرجنا من الغرفة الصغيرة لكي نتناول الفطور ، أخذت قطعه من الخبز و لكن الجبنة كانت لها رائحة غريبة
ـــ أحمد إنّ هذا الجبن له رائحة
ـــ أعطيني لكي أراه
أخذ الجبن و شمه
ـــ الجبن طازج أنا بنفسي اليوم الصبح اشتريته فهو طازج و ليس له أي رائحة كلي ولا تتذمري
ـــ يا ليت أحضرت معي جبناً من القصر
ـــ كل الأجبان واحدة ما الفرق ؟
مضت أربعة أيام على زواجنا و آحمد لم يذهب الى العمل مع إنه ذهب و رأى الدكان الجديد
ـــ أحمد حبيبي ألن تذهب إلى العمل ؟
ـــ هل تطردينني ؟
ـــ لا والله و لكن ماذا بشأن الدكان
ـــ أولاً يجب أن أشتري له أغراض و لكني أحتاج إلى بعض النقود إن شاء الله سأتدبر الأمر فذهبت بسرعة غرفة نومنا و رجعت
ـــ خذ هذه 54 تومان والدي أعطاني إياها خذها و دبر حالك بها
ـــ سأدبر حالي لكن أحتفظي بنقودك لنفسك ، والدك أعطاك هذه النقود لكي أنت
ـــ أنا وأنت واحد ولا فرق بيننا و إن شاء الله بعدما تتحسن أمورك سترّجعها لي أضعافاً
ضحك و دفع النقود نحوي كنت أصر عليه و هو يرفض أخذت النقود وقلت
ـــ إن لم تقبلها سأحرقها
ـــ أنا لم و لن أرى أكثر عناداً منك يا فتاة
وأخذ النقود من يدي و شدّ على يدي بقوة لدرجة إني صرخت من الألم و من الفرحة بعدها قلت له وكنت مترددة
ـــ أحمد حبيبي ألا تفكر بالمدرسة العسكرية
تعجب و سألني
ـــ المدرسة العسكرية ؟
ـــ أجل ألم تكن تريد الذهاب ؟ ألم تكن تريد أن تصبح ذا شأن
فجأة تذكر و قال
ـــ أجل أجل .. طبعاً ، أولاً يجب أن أجهز الدكان و بعد الإطمئنان على أموره بعدها يجب أن أجد شخصاً لكي يحلّ مكاني
و ابتسم لي و من ثم أضاف
ـــ أجل سأستخدم احداً ، صبي نجّار و طبعا إن لم يرى فتاة جميلة و يجن بجمالها ، بعدها سأذهب إلى المدرسة العسكرية
و كلانا ضحكنا ، لم أكن أعرف كيف أدير المنزل و الأسوء من هذا أني لا أعرف كيف اشتري أغراض المنزل و ما يحتاجه ، أشعر بالعار بمجرد الذهاب الى البقال او الخباز او القصاب
كان احمد في كل صباح ينهض مبكراً و يذهب لشراء الخبز و يجهز الفطور و أنا كنت ارتب السرير وهو يغسل الأطباق و أنا كنت أشعر بالخجل و العار لم أكن أريد لزوجي أن يغسل الأطباق كنت أريد أن يكون لنا خادمة و لكن هذا كله من رابع المستحيلات حياتي الجديدة عكس حياتي السابقة الآن لا يوجد لا خدم و لا راحة الآن يوجد عمل و تعب و عرق لكسب الرزق ويوجد أعمال و جهود لإدارة المنزل ،الغسيل، الطبخ ، الكنس وووو
مع كل هذا العناء فالحياة ستكون جميلة بقربه و سهلة و ممتعة ، عندما يراني في ذلك المطبخ الصغير و المظلم مجتهدة في تحضير الغداء يقول لي
ـــ انت كالماسة التي تشع في المنجم ، لا تطبخي يا عزيزتي مرمر سنأكل طعاماً جاهزا أنا لا أريد لهذه اليدين الناعمتين أن يفقدا نعومتهما خسارة ..
لم أكن اخبره بصعوبة عملي في المنزل ، لم يكن يسمح لي بغسل الأطباق كل مرة بعد رجوعه من العمل و بعد الغداء بنفسه يغسل كل الأطباق ، مع هذا الآن قد بدأت أفهم ما معنى الطبخ و الكنس و أعمال المنزل ، كل عمل أقوم به في المنزل يكون بالنسبة لي صعباً و متعباً للغاية ، إن كل شيء يزعجني صوت الأطفال في الزقاق و أصوات الجيران و صراخ الأطفال و البائعين المتجولين وأصوات الخيول و العربات وووو كان بيت والدي كبيراً ولا يسمع الضجيج داخل القصر و كان حيّنا لا يقارن بهذا الحي الوضيع و عذابي الآخر كان الحمام هنا لا يوجد حمام في المنزل و كان يجب علي الذهاب الى الحمام العام و لا يوجد شخصاً لكي يحمل ملابسي كان يجب علي أن افعل كما تفعل الدادا أحمل ملابسي في يدي و اذهب إلى الحمام ، عندما كنت أريد الذهاب يوم قبل ذهابي أجهز ملابسي و كنت احمل هم الحمام كثيرا كنت اذهب باكراً كنت أريد عامله لكي تحممني و لكني لم أكن معروفه مثل حيّنا فهنا لا احد يعرفني كان يجب علي أن أنتظر دوري أو أتحمم بنفسي و ارجع الى البيت .
مشكلتي الثانية أيضاً الملابس لا أعلم ماذا أفعل ملابسنا كلها متسخة و تحتاج للغسيل أول الشهر عندما أتت الدادا وأحضرت النقود قلت لها
ـــ دادا قولي لعاملنا الذي في القصر ليأتي كل أسبوعين مرة واحدة و يغسل ملابسنا
ـــ لا عزيزتي فالطريق بعيد جداً فما أن يصل إلى منزلك قد يكون ظهرا
فهمت من كلامها بأن لا يجب أن يعرف العامل شيئاً عن حياتي أو بالأصح أن لا يرى الحياة التي أعيشها
ـــ أجل ماذا افعل ؟
ـــ أنا بنفسي سأجد لكي شخصاً
في ذلك اليوم الدادا بنفسها غسلت ملابسنا و قبل انتهاء الشهر يأتي مره واحده كل 15 يوم و يغسل الملابس
أخيرا بعد ثلاثين يوما أتت لزيارتنا والدة احمد و لقد كانت تلح علي بأن تساعدني
ـــ سيدتي اقسم بأنه ليس لدي عملاً تقومين به فقط سأذهب وأ شتري بعض الأغراض و أرجع
بإلحاح أخذت النقود من يدي و ذهبت للتبضع وأنا أخذت نفساً عميقاً لأني كنت أكثر من كل شيء أشعر بالعار عندما اذهب إلى السوق ، الأرز و الزيت أحضرتهما الدادا من القصر و لكن كنت احمل هم شراء الخضار و اللحم. بعد رجوعها من السوق نظفت البيت و رتبت كل شيء
رجع احمد من العمل و تناولنا الطعام معاً والدة زوجي لطيفة جداً معي وأنا كنت احترمها كثيراً
عندما أرادت الذهاب الى البيت رافقها احمد إلى الباب و لما أردت أنا أيضاً مرافقتها لم تدعني و ذهبت مع احمد ووقفت في حديقة البيت الصغيرة و بدأت تتهامس مع احمد و لقد ظهر القلق على وجهه كان يحرك يده بشدة و بعصبيه يكلمها و من الواضح كانوا يتجادلون فجأة خرجت والدة زوجي مسرعة و أغلقت الباب خلفها بشدة كان مازال احمد واقفاً في مكانه قد وقف لفترة و بعدها اخفض رأسه غارقاً في التفكير و بعد فترة حضر إلى الداخل شعرت بالقلق وسألته
ـــ أحمد ماذا حدث ؟
ـــ لا شيء ، هل كان يجب أن يحدث شيئا ً؟
ـــ لا ولكن من الواضح أنك كنت تتجادل مع والدتك
ـــ لا ، لقد كنا نودع بعضنا
ـــ و هل تسمي هذا وداع ؟
ـــ اتركيني يا مريم ، أنت أيضاً اتركيني بحالي
لزمت الصمت و لم أكن أريد مضايقته مهما كانت مشكلته سوف يجد لها حلاً أو في النهاية سوف يلجا إلى لكي أواسيه و حتى حلول الليل لقد كان على حاله
ـــ هل تريد عشاء ؟
ـــ لا رغبة لي تعشي لوحدك يا مرمر
ذهب و جلس في زاوية الغرفة ووضع يديه على وجهه و كنت أريد أن اعرف بماذا يفكر و ما الذي في قلبه و يعذبه ؟ ما الذي يشغله ؟ ما الذي قالته والدته له أكيد الأمر يخصني لأني سمعت احمد يقول لها اخفضي صوتك ستسمعك أكيد كان يقصدني أنا بكلامه ذهبت و جلست بقربه
ـــ احمد حبيبي إن لم تأكل عشاءك أنا أيضا لن أكل أخبرني ما الذي يجري؟
ـــ المسألة ليست مهمة أنا بنفسي سأحلها
ـــ أخبرني هل أنا فعلت شيئاً سيئاً ؟
رفع رأسه و نظر إلي و أبتسم إبتسامة حزينة و سأل
ـــ هل من المعقول أن تفعلي شيئاً سيئاً ؟
ـــ أجل ماذا يجري لماذا لا تتكلم ؟
ـــ أخاف بأن أضايقك أنا بنفسي سأجد حلاً
ـــ أحمد هل تريد بأن تجنني ، استحلفك بالله تكلم ماذا يجري؟
اقسم بأني لن أتضايق
لزم الصمت و ركز نظره على يده و كأنه يريد أن يقول شيئاً و لكنه كان يشعر بالخجل قال و هو متردداً
ـــ أنا أقترضت شيئاً لست أنا بل والدتي أقترضته لي و الآن ذلك الشخص يطالب به
أرتاح قلبي قليلاً قلت
ـــ طيب إنّ هذه ليست بمشكلة لقد أخفتني أعد له غرضه
و ما هو هذا الغرض ؟
ـــ الأقراط التى قدمتها لكي يوم زواجنا
أحسست و كأنه احضروا ماءاً بارداً واسكبوه فوق رأسي تفاجأت ، صعقت ، أنصدمت عم السكوت بيننا لفترة و بعدها بصوت منخفض و كله خجل واصل كلامه
ـــ أردت أن أجمع نقوداً و أعطيه ثمنها و لكن والدتي تقول إنه الشخص لا يريد المال بل يريد الأقراط 000
مرمر ، أنا سأشتري لكي أفضل منها
أحسست بأن قلبي كان ينزف لم أكن حتى أتوقع أن أرى هذا اليوم ولا في الحلم مع كل هذا أشفقت عليه المسكين و كأن غروره مثل الشمعة يذوب قطرة قطرة و ينسكب على الأرض وضعت يدي في يده
ـــ احمد حبيبي أنا أريدك أنت وليس الأقراط لماذا لم تخبرني من البداية الآن سأجلبها لك
ذهبت الى غرفة نومنا و أحضرت الأقراط مع السوار التي أهدتني إياه والدته و أعطيته إياه
ـــ لماذا أحضرتي السوار أيضاً ؟ هذا لوالدتي وسأعطيها ثمنه بالأقساط
يعني والدته كانت تريد السوار أيضاً تلك المرأة التي في ذلك اليوم من الصباح حتى المساء التي كانت تدعي لي بالسعادة والخير، تلك المرأة التي أحببتها كاوالدتي
ـــ يعني والدتك تريد السوار أيضاً ؟ خذهم كلهم و أعدهم لها
ـــ تقول إنّ هذا السوار تذكار من زوجها وقالت لي أيضا ً أعطيتك هذا السوار لكي أجنبك الإحراج وفي النهاية كانت يجب أن تقدم لزوجتك شيئاً في يوم عقد قرانك ، مرمر اذا أعجبك صدقيني سأدفع ثمنه لأمي بالأقساط
في تلك اللحظة كرهت كل ما يسمى بالذهب و الجواهر و قلت
ـــ لا يا احمد خذهم و أعدهم أنا لا أريد منك شيئاً أنا لم أتزوجك من اجل الذهب و الجواهر
جلس أمامي و مسك بيدي و قال
ـــ مريم أنا خجلاً منك ...
وضعت يدي على فمه و قلت
ـــ لا ، احمد حبيبي لا تقل هذا الكلام كل شيء فداك
قبّل يدي و قال
ـــ أنا سأغرق هذه اليد الصغيرة بالأساور و سأضع في هذه الأذن الجميلة أقراطا من الماس و سأضع على هذا العنق الأبيض الجميل عقد من الزمرد سوف ترين يا مرمر في يوم عندما سأصبح مليونيرا ، فإن لزم الأمر من أجلك سأعمل ليلاً و نهاراً إن لم أفعل هذا سوف ترين ، لتمر هذه السنة و ارتب أمور الدكان .... سوف اذهب الى العسكرية حبيبتي مرمر كل ما تحبين سأفعله من أجلك
فرحت كثيرا من كلامه و قلت
اللعنة على الأقراط و اللعنة على الجواهر
و كأن الدنيا تضحك لي من جديد كنت بمنتهى السعادة كنت ذاهبة للتبضع و أقدامي لا تحملاني من شدة السعادة ، أنا ابنة بصير الملك مشياً على الأقدام و لوحدي و أحمل السلة في يدي و أتجه إلى البقال و القصاب ، لم أكن أريد أن اشكي لأحمد لكي لا يحمل همي كنت أريد أصبح له الزوجة المثالية ، وصلت لدكان الخضار قلت
ـــ السلام عليكم ، سيدي هل عندك خضار؟
نظر إلي البائع بتعجب ورد علي بقلة أدب
ـــ ما هذا عشب ؟
يا له من رجل قليل الأدب لماذا يخاطبني بهذا الطريقة ومن دون احترام ، يقول الشيطان لي لا اشتري وارجع الى البيت و لكن ماذا سنأكل إن لم أشتري منه من أين سأشتري فهذا دكان الخضار الوحيد في الحي و دائما سأضطر للشراء من عنده . ومن القصاب طلبت 3 كيلو لحم سألني
ـــ سيدتي هل لديك ضيوف ؟
لا ليس لدي ضيوف فقط أنا و احمد و لكن كنت أرى في القصر شراء اللحم لا يقل عن 3 أو 4 كيلو و أنا اخجل بأن اشتري اقل من هذا و لكني أرى إن البائع محقاً في كلامه و نحن فقط شخصين قلت
ـــ طيب أعطني كيلو واحداً
نظر إلي بإستغراب و بينما كان يعطيني اللحم وكأنه كان يخاطب نفسه قال هي بنفسها لا تعرف كم تريد ، اسمع النساء عندما يحضرن للتبضع يقلن للبائعين نريد خضاراً طازجاً ، نريد لحماً نظيفاً ...
و لكن الذي أنا اشتريه كله لا يصلح لم أكن اعرف كيف أتصرف مسكين احمد كان يأخذه و يستبدله و يحضر الأفضل
مع هذا شيئاً فشيئاً قد تعلمت و تعودت على هذه الحياة 0
يتبع 0000
رد: مأساة مريم ( قصة حقيقية ) سأرويها لكم على حلقات
مرة أخرى آخر الشهر أتت الدادا و أعطتني مصروفي و سألت عن أحوالي و لكن والداي لم يرسل لي سلامه مثل كل مرة سألتني الدادا هل انا راضية من حياتي ؟ هل انا سعيدة؟
طبعاً سعيدة عندما جلست قلت
ـــ دادا أخبريني كيف حال والدي ووالدتي وأخواني و الجميع ؟
بدأت تخبرني عنهم و أنا في غاية الشوق اليهم لسماع أخبارهم .
بعد ذهاب الدادا وضعت النقود على الطاوله ،
وعند الظهر عندما رجع احمد لقد كان سعيداً لأنه قد حصل على عملاً إضافياً ،
أخرج بعض النقود من جيبه ووضعها على الطاوله بجنب نقودي و قال هذه دفعة مسبقة و فرحت لأجله كثيرا ً.
يا الهي كم أنا مشتاقة لأهلي كنت أفكر فيهم لقد ظهر الحزن على وجهي و لاحظ احمد علي و سألني
ـــ هل أنت متضايقة يا حبيبتي ؟
ـــ من ماذا ؟
ـــ لا أعلم!
ـــ لا لست متضايقة و لكني تذكرت والدتي و أنا مشتاقة كثيراً لها ،
أقترب مني و جلس بجواري ورفع رأسي بيده و نظر في عيني و قال
ـــ لا أريدك أن تقولي هذا الكلام مرة أخرى فأنا كل أهلك
عندما يكون وجهه قريباً جداً من وجهي و عيناه في عيني أنسى العالم بأسره
في ليلة من الليالي أحضر ورقة بيضاء و حبراً و قلم و جلس بجانبي و قال
ـــ أريد أن أكتب لك بيت شعر
و كتب البت الشعر الذي أعطاني إياه زمان في الدكان فجأة الذكريات كالموجة صفعتني علي وجهي ،
و أحمر وجهي .
وبإلحاح أجبرته يعلق ما كتبه على جدار الغرفة .
في يوم من الأيام أتت حماتي إلى منزلنا وأنا أستقبلتها بكل محبة و إحترام و لكن احمد لم يعرها إهتماماً ، أصريت عليها بأن تظل عندنا للعشاء و هي وافقت و بقيت للمبيت أيضاً عندنا و في اليوم الثاني و في الصباح الباكر كالمتعاد ينهض باكراً و يحضر الفطور كنت أريد النهوض لكي أساعده و لكنني كنت متعبة و أشعر بالكسل ، عندما كنا نتناول الفطور قالت حماتي
ـــ أحمد هل دجاجتك تريد أن تضع بيضتها الذهبية ؟
لم أفهم كلامها و ما كانت تقصد سألتها
ـــ ماذا قلتي يا سيدتي ؟
عوضاً عنها ردّ علي احمد
ـــ لا شيء كانت تسأل إن كنتي حاملاً أولا ، ليست حاملاً
قالت حماتي
ـــ أنا في الصباح عندما لم أرى مريم تنهض لتحضير الشاي قلت لنفسي موكد هناك خبراً ،
مريم
أحمد يحبك كثيراً لأنه عندما كان في بيتنا لم يكن يحرك ساكنا في المنزل
أحترقت غيضاً لم أتوقع مثل هذا الكلام عندما كنت في بيت والدي لم يتجرأ أحداً بقول كلمة واحدة عني
قلت لها
ـــ أنا أيضاً عندما كنت في منزل والداي لم أكن أحرك ساكناً
ضحكت بصوت عالي و بسخرية قالت
ـــ لهذا انت مدللة كثيرا
أشتعلت غضباً في داخلي كنت أريد أن أرد عليها و لكن الخجل و إحترام الأكبر سناً مني منعني
جلست دون أن أكمل طعامي كنت أتمنى بأن آحمد يدافع عني أمام والدته و لكنه كان جالسا و لم يبالي و لم يلاحظ علي كم أنا متضايقة و لكن والدته لاحظت و قالت
ـــ لماذا لا تأكلين يا إمرأة أنت غداً ستحملين و ستنجبين و المرأة يجب عليها أن تأكل لكي تتغذى و تقوي جسدها
ـــ لا أريد
أكملت فطورها بشهية و احمد كان نفس الشيء فجأة شعرت نحوهما بالغضب و الحقد .
أقترب العيد مرة أخرى شعرت بشوق لأهلي مضى أربعين يوماً لم تأتي الدادا و في ذلك اليوم في الصباح
و قد كنت للتو غسلت عيناي من الدموع وصلت الدادا و لم تكن على طبيعتها أخذت أطباق الفطور من يدي لكي تغسلها و بينما كانت تغسلها جلست جنبها و قلت
ـــ دادا ألم يسأل والداي عني ألم يرسلوا سلامهم لي ؟
ـــ والله يا عزيزتي مريم عند مجيئي كان القصر مزدحماً جداً و لم يلاحظوا خروجي
ـــ دادا لا تغيري الموضوع هل أرسلوا سلامهم ام لا؟
ـــ الحقيقة لا
قلت بألم
ـــ بعدم سؤالهم عني يريدون تعذيبي ؟
ـــ هم أيضاً يعانون و يتعذبون إلى حد أنهم قد نسيا همك
توقف قلبي و بدأ جسمي يرتجف
ـــ ماذا جرى يا دادا تكلمي ؟
ـــ الحقيقة لم أكن أريد إخبارك لكي أجنبك الحزن و لكن الآن سأتكلم حتى لا تفكري بأن والداك لا يفكران بك ،
بعد زواجك والدتك أرسلت رسالة لأختها مراراً بخصوص شهرزاد ومن أجل ترتيبات الزواج
و لكنهم كانوا يختلقون الأعذار و منذ عشرين يوم في يوماً من الأيام أتت خالتك لعيادة والدتك لأنها كانت مريضة و مصابة بالزكام أغتنمت والدتك الفرصة و أخبرتها إن كانوا يريدونها فليعجلوا في الزواج و لكن خالتك ردت عليها و بصراحة من بعد زواج مريم من النجار ولدي غير رأيه و يقول أنا لا أريد أن أناسب نجارا ً.
أشتعلت غضباً ، شهرزاد تدفع ثمن ما فعلت ، و لكن خالتي كيف أستطاعت و بهذه الوقاحة بأن تجرح قلب والدتي المريضة ، سألت
ـــ كيف حال شهرزاد ؟
كان قلبي يتقطع ألماً من أجل أختي
ـــ هي تقول بأنها لا تهتم لهذا الموضوع ولكن في ليلة من الليالي بكت وقالت دادا لا تظني بأني أبكي لأنه تركني وعدل عن الزواج مني ،
أبكي لأن خالتي أتت وعوضاً من أن تواسي والدتي
قد أكثرت من همومها
فأدمعت عيني وقلت
ـــ دادا أنا الملامة أنا التي تسببت بكل هذه ألآلام لوالداي أنا السبب في فشل زواج شهرزاد
كنت مع الدادا حينما وصل أحمد و فتح الباب و دخل لقد كانت أزار قميصه مفتوحة و رائحته رائحة خشب شعرت بالخجل من أن تراه الدادا و هو بهذا الوضع
أرتبكت و قلت
ـــ أحمد لا تدخل هكذا أغلق أزار قميصك
ـــ لماذا
ـــ إنّ الدادا هنا
ـــ فلتكن هل هذه أول مرة تراني فيها؟
مازلت غاضبة بسببه من الصباح قلت
ـــ لا ليس المرة الأولى و لكن لماذا تراك و أنت بهذا الوضع ، هذا ليس جيداً ، أصبر
رأيت الغضب في عينيه و لكنني لم أهتم أغلقت أزاره و قلت
ـــ احمد حبيبي أرجوك أولا أذهب وأغسل يداك ووجهك
انتظروا الجزء التاسع
طبعاً سعيدة عندما جلست قلت
ـــ دادا أخبريني كيف حال والدي ووالدتي وأخواني و الجميع ؟
بدأت تخبرني عنهم و أنا في غاية الشوق اليهم لسماع أخبارهم .
بعد ذهاب الدادا وضعت النقود على الطاوله ،
وعند الظهر عندما رجع احمد لقد كان سعيداً لأنه قد حصل على عملاً إضافياً ،
أخرج بعض النقود من جيبه ووضعها على الطاوله بجنب نقودي و قال هذه دفعة مسبقة و فرحت لأجله كثيرا ً.
يا الهي كم أنا مشتاقة لأهلي كنت أفكر فيهم لقد ظهر الحزن على وجهي و لاحظ احمد علي و سألني
ـــ هل أنت متضايقة يا حبيبتي ؟
ـــ من ماذا ؟
ـــ لا أعلم!
ـــ لا لست متضايقة و لكني تذكرت والدتي و أنا مشتاقة كثيراً لها ،
أقترب مني و جلس بجواري ورفع رأسي بيده و نظر في عيني و قال
ـــ لا أريدك أن تقولي هذا الكلام مرة أخرى فأنا كل أهلك
عندما يكون وجهه قريباً جداً من وجهي و عيناه في عيني أنسى العالم بأسره
في ليلة من الليالي أحضر ورقة بيضاء و حبراً و قلم و جلس بجانبي و قال
ـــ أريد أن أكتب لك بيت شعر
و كتب البت الشعر الذي أعطاني إياه زمان في الدكان فجأة الذكريات كالموجة صفعتني علي وجهي ،
و أحمر وجهي .
وبإلحاح أجبرته يعلق ما كتبه على جدار الغرفة .
في يوم من الأيام أتت حماتي إلى منزلنا وأنا أستقبلتها بكل محبة و إحترام و لكن احمد لم يعرها إهتماماً ، أصريت عليها بأن تظل عندنا للعشاء و هي وافقت و بقيت للمبيت أيضاً عندنا و في اليوم الثاني و في الصباح الباكر كالمتعاد ينهض باكراً و يحضر الفطور كنت أريد النهوض لكي أساعده و لكنني كنت متعبة و أشعر بالكسل ، عندما كنا نتناول الفطور قالت حماتي
ـــ أحمد هل دجاجتك تريد أن تضع بيضتها الذهبية ؟
لم أفهم كلامها و ما كانت تقصد سألتها
ـــ ماذا قلتي يا سيدتي ؟
عوضاً عنها ردّ علي احمد
ـــ لا شيء كانت تسأل إن كنتي حاملاً أولا ، ليست حاملاً
قالت حماتي
ـــ أنا في الصباح عندما لم أرى مريم تنهض لتحضير الشاي قلت لنفسي موكد هناك خبراً ،
مريم
أحمد يحبك كثيراً لأنه عندما كان في بيتنا لم يكن يحرك ساكنا في المنزل
أحترقت غيضاً لم أتوقع مثل هذا الكلام عندما كنت في بيت والدي لم يتجرأ أحداً بقول كلمة واحدة عني
قلت لها
ـــ أنا أيضاً عندما كنت في منزل والداي لم أكن أحرك ساكناً
ضحكت بصوت عالي و بسخرية قالت
ـــ لهذا انت مدللة كثيرا
أشتعلت غضباً في داخلي كنت أريد أن أرد عليها و لكن الخجل و إحترام الأكبر سناً مني منعني
جلست دون أن أكمل طعامي كنت أتمنى بأن آحمد يدافع عني أمام والدته و لكنه كان جالسا و لم يبالي و لم يلاحظ علي كم أنا متضايقة و لكن والدته لاحظت و قالت
ـــ لماذا لا تأكلين يا إمرأة أنت غداً ستحملين و ستنجبين و المرأة يجب عليها أن تأكل لكي تتغذى و تقوي جسدها
ـــ لا أريد
أكملت فطورها بشهية و احمد كان نفس الشيء فجأة شعرت نحوهما بالغضب و الحقد .
أقترب العيد مرة أخرى شعرت بشوق لأهلي مضى أربعين يوماً لم تأتي الدادا و في ذلك اليوم في الصباح
و قد كنت للتو غسلت عيناي من الدموع وصلت الدادا و لم تكن على طبيعتها أخذت أطباق الفطور من يدي لكي تغسلها و بينما كانت تغسلها جلست جنبها و قلت
ـــ دادا ألم يسأل والداي عني ألم يرسلوا سلامهم لي ؟
ـــ والله يا عزيزتي مريم عند مجيئي كان القصر مزدحماً جداً و لم يلاحظوا خروجي
ـــ دادا لا تغيري الموضوع هل أرسلوا سلامهم ام لا؟
ـــ الحقيقة لا
قلت بألم
ـــ بعدم سؤالهم عني يريدون تعذيبي ؟
ـــ هم أيضاً يعانون و يتعذبون إلى حد أنهم قد نسيا همك
توقف قلبي و بدأ جسمي يرتجف
ـــ ماذا جرى يا دادا تكلمي ؟
ـــ الحقيقة لم أكن أريد إخبارك لكي أجنبك الحزن و لكن الآن سأتكلم حتى لا تفكري بأن والداك لا يفكران بك ،
بعد زواجك والدتك أرسلت رسالة لأختها مراراً بخصوص شهرزاد ومن أجل ترتيبات الزواج
و لكنهم كانوا يختلقون الأعذار و منذ عشرين يوم في يوماً من الأيام أتت خالتك لعيادة والدتك لأنها كانت مريضة و مصابة بالزكام أغتنمت والدتك الفرصة و أخبرتها إن كانوا يريدونها فليعجلوا في الزواج و لكن خالتك ردت عليها و بصراحة من بعد زواج مريم من النجار ولدي غير رأيه و يقول أنا لا أريد أن أناسب نجارا ً.
أشتعلت غضباً ، شهرزاد تدفع ثمن ما فعلت ، و لكن خالتي كيف أستطاعت و بهذه الوقاحة بأن تجرح قلب والدتي المريضة ، سألت
ـــ كيف حال شهرزاد ؟
كان قلبي يتقطع ألماً من أجل أختي
ـــ هي تقول بأنها لا تهتم لهذا الموضوع ولكن في ليلة من الليالي بكت وقالت دادا لا تظني بأني أبكي لأنه تركني وعدل عن الزواج مني ،
أبكي لأن خالتي أتت وعوضاً من أن تواسي والدتي
قد أكثرت من همومها
فأدمعت عيني وقلت
ـــ دادا أنا الملامة أنا التي تسببت بكل هذه ألآلام لوالداي أنا السبب في فشل زواج شهرزاد
كنت مع الدادا حينما وصل أحمد و فتح الباب و دخل لقد كانت أزار قميصه مفتوحة و رائحته رائحة خشب شعرت بالخجل من أن تراه الدادا و هو بهذا الوضع
أرتبكت و قلت
ـــ أحمد لا تدخل هكذا أغلق أزار قميصك
ـــ لماذا
ـــ إنّ الدادا هنا
ـــ فلتكن هل هذه أول مرة تراني فيها؟
مازلت غاضبة بسببه من الصباح قلت
ـــ لا ليس المرة الأولى و لكن لماذا تراك و أنت بهذا الوضع ، هذا ليس جيداً ، أصبر
رأيت الغضب في عينيه و لكنني لم أهتم أغلقت أزاره و قلت
ـــ احمد حبيبي أرجوك أولا أذهب وأغسل يداك ووجهك
انتظروا الجزء التاسع
رد: مأساة مريم ( قصة حقيقية ) سأرويها لكم على حلقات
الجزء التاسع :
نظر إلي وكان الغضب ظاهراً علي وجهه ، ذهب ، و أغتسل و دخل الى داخل البيت ذهبت إليه الدادا و سلمت عليه و رد عليها ببرودة لاحظت عليه و بإشارة حركت يدها و سألتني ماذا يجري ؟ وأشرت عليها لا شيء و لكن في داخلي كنت أشتعل غضباً لماذا عامل الدادا بهذا الشكل ؟ لماذا أنا لا أستطيع أمام والدته التي دائما تجرحني بكلامها أن أفعل أو أقول شيئا يسيء لها كل هذا بسببي لأني لم أتجرأ على الرد عليها ، ذهبت الدادا و ألم رأسي يزداد لم أبالي بوجود احمد و ذهبت إلى النوم أقترب و جلس بجواري و سألني
ـــ حبيبتي مرمر ماذا بك ؟ هل أنت متضايقة ؟
ـــ لا ، اشعر بألم في رأسي
و بدأت بالبكاء فضحك و قال
ـــ فألم الرأس لا يحتاج للبكاء الآن أنا سأشفيك
ذهب و أحضر كل ما يعرفه من ادوية عشبية و سقاني إياها و بعدها احضر الطعام ، مرة أخرى شعرت بشوق لأهلي و تذكرت أيام القصر عندما كنت لا أحرك ساكناً هناك والآن أنا وحدي في هذا المنزل أتعذب و أتألم أشفقت على نفسي و أكثرت من البكاء سألني احمد
ـــ أخبريني ماذا حدث ؟ هل أنا فعلت لكي شيئاً ؟
هل الدادا قالت شيئاً و أحزنك ؟
ـــ لا والله
ـــ ماذا تكلمي ؟ هل بسبب أني لم أغلق أزاري ؟
عرفت بأنه كان يعرف السبب ، يعرف بسبب أزاره و بسبب تجاهله للدادا و مع هذا كان يتجاهل السبب قلت
ـــ لا و بكيت قال
ـــ هل تعلمين تصبحين أجمل عندما تبكين أحب أن أعذبك لكي تبكي و أنا أتفرج عليك عندما ترتجفين و أنت تبكين و لكن في النهاية لا يجب أن تبكي من دون سبب
ـــ ألا تعلم ألم تسمع والدتك ماذا قالت في الصباح ، ليس هناك من ضرورة أن تنهض مبكراً و تحضر الفطور أنا لست عاجزة عن القيام بهذا العمل
ـــ اهااا لهذا السبب أنت متضايقة ؟ هي لم تكن تقصد ألم تري كيف كانت تدعي لكي بالخير ؟
ألم تري بأنها تضايقت عندما لم تفطري ؟
من شطارة والدته و من غبائه غضبت أكثر وقلت
ـــ عندما قالت كل ما أرادت , لم أعد اشتهي الفطور
ـــ طيب والدتي أخطأت هل أرتحتي ؟ الآن لا تبكي هل تريدين أن تعذبيني ؟
فجأة أحسست بالخجل عندما قال والدتي أخطأت أشفقت عليها و قلت
ـــ يا الهي ما هذا الكلام من الممكن كان الخطأ مني و أنا أسأت فهمها
ضحك و قال
ـــ أنت مثل الطقس كل لحظة و يتغير حالك
و تصالحنــــــــــــــــــــــا
ـــ واعععع ، ما هذه الرائحة الكريهة رائحة الخبز كريهة
ـــ ما هذا ما هذا الكلام فالخبز طازجاً وليس له اية رائحة
ـــ أجل، لماذا لون جدار هذه الغرفة أخضر أنا اشعر بالتقيء من هذا اللون
ضحك قائلاً
ـــ حسناً ، في الغد سأجلب عاملاً لكي يغير لونها إلى أحمر
كنت أشتهي الأرز الذي ليس مطبوخاً وأذهب بإستمرار وأكل وأكل .
الدادا أحضرت من القصر حلويات العيد وأرسل والدي لي نقوداً إضافية غير مصروفي لكي أصرفه للعيد ، لقد كنت أكره كل الروائح الخبز الطازج والحلويات والورد وكل شيء كنت أتعذب وكنت بإستمرار أتقيأ أتت الدادا
و هي حاملة مزهرية ورود ،
خجلت بأن أقول لها رائحتك رائحة إنسان فقط
قلت ـــ أه دادا ما هذه الورود ذات الرائحة الكريهة أعيديها لا تلزمنا و احمد كان يضحك و هو متحير و قال
ـــ انظروا الورود تعطي رائحة كريهة و نحن لا نعلم
من الواضح إن الدادا فهمت ما هو مرضي و قالت
ـــ عزيزتي مريم مبروك أنت حامل
الليلة هي ليلة العيد و أحتفلنا أنا و احمد بالعيد لوحدنا
ـــ احمد حبيبي فلنذهب لروية والدتك
ـــ لا لا داعي ، هي ستأتي بنفسها
و لم ألح عليه فهمت أنه لم يكن يريد أن أرى بيت والدته
أتت والدته و أحضرت معها لي قطعة قماش رخيصة الثمن ، نفس القطعة التي كانت والدتي تقدمها للدادا ، شعرت بالحزن و لكني لم اظهر ذلك و قلت
ـــ يا سلام ما هذا الذوق الرفيع شكرا لك
و ضيفتي الثانية كانت الدادا و الذي كان واضحاً بأن حماتي لا تسطلتفها مع هذا كانت الدادا بالنسبة لي ضيفة مميزة و عزيزة .
مرة أخرى أتت الدادا و لم تجلب لي سلام والداي و لقد كان هذا الأمر يعذبني و يزيد من ناري
ـــ دادا كيف حال شهرزاد ؟
ـــ والدك يعلمها اللغة الفرنسية ويريد أن يجلب لها بيانو لكي تتعلم العزف عليه
شعرت بألماً يعصر قلبي ليس من الحسد بل من الحسرة وحزني عليها سألت
ـــ ألا يريدون أن يزوجوها ألم يتقدم لخطبتها أحداً
ـــ لما لا ، طبعاً هي لديها خطاب كثر ولكن لا هي تريد ولا الباشا ، مرة سمعته بنفسي و هو يقول
مازالت شهرزاد صغيرة على الزواج أنا أريد أن تتعلم كل الفنون و الآداب بعدها تتزوج من شخصية ذات شأن ولكي تعوض الآخر
قلقي من ناحية شهرزاد قد زال و لكن فهمت كلام والدي جيداً و أحسست بالحزن .
كنت بإستمرار أشعر بالغثيان ، من الوحدة و من بقائي الدائم في المنزل أيام العيد كان الوحام قد أتعبني و أتقيأ بإستمرار احمد تضايق مني وخرج من البيت ماذا فعلت ؟ لماذا أنا هكذا ؟ لماذا اعترض على كل شيء ؟ أنا كنت أريد له الأفضل من ما هو عليه ، نظيف و مقبول و لكن لماذا لا يريد ؟ و هل هو لا يعرف أني حامل و أن هذا من أعراض الحمل ؟ أين ذهب ؟ أخاف بأن لا يرجع لماذا ذهب و تركني وحيدة في هذا المنزل ، آه يا الهي أني أشتاق إليه وكم أتمناه بقربي الآن .
كان غروباً عندما رجع الى البيت و دخل الغرفة وقال
ـــ انا أتيت
و اقترب ليجلس بقربي قلت
ـــ احمد أنا لست بخير اذهب و دعني أنام
ذهب و نام في الغرفة المجاورة . مع مرور الأيام بدأت أحوالي تتحسن و في يوم من الأيام صباح يوم الجمعة استيقظت من النوم و قلت
ـــ احمد أنا اشعر بالضجر من البقاء في المنزل
ـــ أين تريدين أن آخذك ، الحديقة العامة
ـــ اجل
نظر الي و ضحك
ـــ انهضي لكي نذهب
ـــ الآن لا ، لنذهب في وقت الغروب
و عند الغروب ذهبنا و لقد كان الشارع مزدحماً من الناس قال
ـــ هل تريدين أن نتمشى و نأكل شيئاً ؟ هل أنت بخير؟
ـــ اجل أنا بخير
كان الجو جميلاً و صافياً و كان احمد بكامل أناقته و لقد كان وسيماً جداً و ملفتاً للنظر ، مرّ من أمامنا رجلا عجوز وكان يبيع المكسرات و الحلويات قال
ـــ هل تريدين من هذا ؟
و كالأطفال قلت
ـــ اجل، أريد اشتري لي
مرت من قربنا امرأتان و شاب و كانتا متبرجتان و كانتا كاشفتان الخمار عن وجههما و كانتا تضحكان بصوت عالياً لاحظت إنّ الإمرأة الطويلة كانت تنظر الى احمد و كان يبتسم لها و كانت عيناه تجري وراءهما التفت الي
و سألني
ـــ ماذا تريدين أن اشتري ؟
ـــ لا أريد شيئاً
نظر الي بحيرة و قال
ـــ منذ برهة كنتي تشعرين بالجوع
مشيت و قلت له و أنا غاضبة منه
ـــ كنت و لكن الآن لا ، أوقف عربة و دعنا نرجع الى البيت
ـــ مريم لماذا تتصرفين هكذا ؟
ـــ أتصرف ؟ اشعر بالتعب و أريد أن ارجع الى البيت
و كأني لأول مرة ألاحظ ما كان عليه من ثياب و كم كان وسيماً في تلك الملابس قلت
ـــ ما كل هذه الأناقة و هذه الملابس الأنيقة ؟
ـــ و هل الآن رأيتها ؟ أنت من يريد هذا ، لماذا تختلقين الأعذار ؟
نظرت الى الجهة الأخرى و أنا غاضبة و كنا ننتظر العربة أخذت الخمار و كشفت عن وجهي و ركبت العربة و في تلك اللحظة كان شابا مر بقربنا و صفر لي لاحظ احمد أني كاشفة عن وجهي كان يعض على شفاه من الغضب و قال
ـــ لماذا كشفتي عن وجهك ؟ و هل تريدين أن أتشاجر مع الناس و أن أسيل دماءً ؟
ـــ لا و لكني أنا أردت أن تعرف بأني أيضا اعرف أن أكشف عن وجهي
ـــ أنا اعرف هذا من البداية
لقد أحسست في تلك اللحظة بطعنه في الصميم
و لكني لم اظهر على نفسي ذلك
ـــ حسناً كنت تعرف بهذا الشيء عندما تزوجتني
عندما رايته غاضباً أحسست بالراحة ، في النهاية وصلنا الى البيت و دخلت الغرفة أتي خلفي و هو غاضب عندما دخل أنا كنت جالسة في زاوية الغرفة و أنظر اليه خلع ملابسه و هو غاضباً قال
ـــ اللعنة لهذه الملابس و اللعنة على والداي إن أرتديتهما ثانيةً
و إن خرجت معك مرة أخرى خارج البيت أنت لم تتزوجي بل أشتريتي خادماً لكي يغسل الأطباق
قفزت من مكاني و قلت
ـــ أنا لم أشتري خادما وغسل الأطباق لن يميتني
خرجت مسرعة من الغرفة و كان الجو بارداً و لكني لم أهتم لأني كنت غاضبة جداً أخذت الاطباق لكي أغسلها و كنت أقول لنفسي الآن سيأتي ، يجب أن يأتي و يأخذ كل هذا من يدي و لكي يراضيني و يعتذر لي و لكن مضى وقت و لم يأتي ،
بعد فترة أضاء شمعة في الغرفة و أتي ووقف عند الباب و أتكأ عليه
و أبتسم لي و قال
ـــ هل تصبين غضبك على الأطباق
لم أرد عليه و حتى أني لم ألتفت اليه و كنت أعمل قال
ـــ تعالي الجو بارد ستصابين بالزكام
كنت صامتة و حزينة في تلك اللحظة قال
ـــ مرمر؟!!!
يتبع 0000
نظر إلي وكان الغضب ظاهراً علي وجهه ، ذهب ، و أغتسل و دخل الى داخل البيت ذهبت إليه الدادا و سلمت عليه و رد عليها ببرودة لاحظت عليه و بإشارة حركت يدها و سألتني ماذا يجري ؟ وأشرت عليها لا شيء و لكن في داخلي كنت أشتعل غضباً لماذا عامل الدادا بهذا الشكل ؟ لماذا أنا لا أستطيع أمام والدته التي دائما تجرحني بكلامها أن أفعل أو أقول شيئا يسيء لها كل هذا بسببي لأني لم أتجرأ على الرد عليها ، ذهبت الدادا و ألم رأسي يزداد لم أبالي بوجود احمد و ذهبت إلى النوم أقترب و جلس بجواري و سألني
ـــ حبيبتي مرمر ماذا بك ؟ هل أنت متضايقة ؟
ـــ لا ، اشعر بألم في رأسي
و بدأت بالبكاء فضحك و قال
ـــ فألم الرأس لا يحتاج للبكاء الآن أنا سأشفيك
ذهب و أحضر كل ما يعرفه من ادوية عشبية و سقاني إياها و بعدها احضر الطعام ، مرة أخرى شعرت بشوق لأهلي و تذكرت أيام القصر عندما كنت لا أحرك ساكناً هناك والآن أنا وحدي في هذا المنزل أتعذب و أتألم أشفقت على نفسي و أكثرت من البكاء سألني احمد
ـــ أخبريني ماذا حدث ؟ هل أنا فعلت لكي شيئاً ؟
هل الدادا قالت شيئاً و أحزنك ؟
ـــ لا والله
ـــ ماذا تكلمي ؟ هل بسبب أني لم أغلق أزاري ؟
عرفت بأنه كان يعرف السبب ، يعرف بسبب أزاره و بسبب تجاهله للدادا و مع هذا كان يتجاهل السبب قلت
ـــ لا و بكيت قال
ـــ هل تعلمين تصبحين أجمل عندما تبكين أحب أن أعذبك لكي تبكي و أنا أتفرج عليك عندما ترتجفين و أنت تبكين و لكن في النهاية لا يجب أن تبكي من دون سبب
ـــ ألا تعلم ألم تسمع والدتك ماذا قالت في الصباح ، ليس هناك من ضرورة أن تنهض مبكراً و تحضر الفطور أنا لست عاجزة عن القيام بهذا العمل
ـــ اهااا لهذا السبب أنت متضايقة ؟ هي لم تكن تقصد ألم تري كيف كانت تدعي لكي بالخير ؟
ألم تري بأنها تضايقت عندما لم تفطري ؟
من شطارة والدته و من غبائه غضبت أكثر وقلت
ـــ عندما قالت كل ما أرادت , لم أعد اشتهي الفطور
ـــ طيب والدتي أخطأت هل أرتحتي ؟ الآن لا تبكي هل تريدين أن تعذبيني ؟
فجأة أحسست بالخجل عندما قال والدتي أخطأت أشفقت عليها و قلت
ـــ يا الهي ما هذا الكلام من الممكن كان الخطأ مني و أنا أسأت فهمها
ضحك و قال
ـــ أنت مثل الطقس كل لحظة و يتغير حالك
و تصالحنــــــــــــــــــــــا
ـــ واعععع ، ما هذه الرائحة الكريهة رائحة الخبز كريهة
ـــ ما هذا ما هذا الكلام فالخبز طازجاً وليس له اية رائحة
ـــ أجل، لماذا لون جدار هذه الغرفة أخضر أنا اشعر بالتقيء من هذا اللون
ضحك قائلاً
ـــ حسناً ، في الغد سأجلب عاملاً لكي يغير لونها إلى أحمر
كنت أشتهي الأرز الذي ليس مطبوخاً وأذهب بإستمرار وأكل وأكل .
الدادا أحضرت من القصر حلويات العيد وأرسل والدي لي نقوداً إضافية غير مصروفي لكي أصرفه للعيد ، لقد كنت أكره كل الروائح الخبز الطازج والحلويات والورد وكل شيء كنت أتعذب وكنت بإستمرار أتقيأ أتت الدادا
و هي حاملة مزهرية ورود ،
خجلت بأن أقول لها رائحتك رائحة إنسان فقط
قلت ـــ أه دادا ما هذه الورود ذات الرائحة الكريهة أعيديها لا تلزمنا و احمد كان يضحك و هو متحير و قال
ـــ انظروا الورود تعطي رائحة كريهة و نحن لا نعلم
من الواضح إن الدادا فهمت ما هو مرضي و قالت
ـــ عزيزتي مريم مبروك أنت حامل
الليلة هي ليلة العيد و أحتفلنا أنا و احمد بالعيد لوحدنا
ـــ احمد حبيبي فلنذهب لروية والدتك
ـــ لا لا داعي ، هي ستأتي بنفسها
و لم ألح عليه فهمت أنه لم يكن يريد أن أرى بيت والدته
أتت والدته و أحضرت معها لي قطعة قماش رخيصة الثمن ، نفس القطعة التي كانت والدتي تقدمها للدادا ، شعرت بالحزن و لكني لم اظهر ذلك و قلت
ـــ يا سلام ما هذا الذوق الرفيع شكرا لك
و ضيفتي الثانية كانت الدادا و الذي كان واضحاً بأن حماتي لا تسطلتفها مع هذا كانت الدادا بالنسبة لي ضيفة مميزة و عزيزة .
مرة أخرى أتت الدادا و لم تجلب لي سلام والداي و لقد كان هذا الأمر يعذبني و يزيد من ناري
ـــ دادا كيف حال شهرزاد ؟
ـــ والدك يعلمها اللغة الفرنسية ويريد أن يجلب لها بيانو لكي تتعلم العزف عليه
شعرت بألماً يعصر قلبي ليس من الحسد بل من الحسرة وحزني عليها سألت
ـــ ألا يريدون أن يزوجوها ألم يتقدم لخطبتها أحداً
ـــ لما لا ، طبعاً هي لديها خطاب كثر ولكن لا هي تريد ولا الباشا ، مرة سمعته بنفسي و هو يقول
مازالت شهرزاد صغيرة على الزواج أنا أريد أن تتعلم كل الفنون و الآداب بعدها تتزوج من شخصية ذات شأن ولكي تعوض الآخر
قلقي من ناحية شهرزاد قد زال و لكن فهمت كلام والدي جيداً و أحسست بالحزن .
كنت بإستمرار أشعر بالغثيان ، من الوحدة و من بقائي الدائم في المنزل أيام العيد كان الوحام قد أتعبني و أتقيأ بإستمرار احمد تضايق مني وخرج من البيت ماذا فعلت ؟ لماذا أنا هكذا ؟ لماذا اعترض على كل شيء ؟ أنا كنت أريد له الأفضل من ما هو عليه ، نظيف و مقبول و لكن لماذا لا يريد ؟ و هل هو لا يعرف أني حامل و أن هذا من أعراض الحمل ؟ أين ذهب ؟ أخاف بأن لا يرجع لماذا ذهب و تركني وحيدة في هذا المنزل ، آه يا الهي أني أشتاق إليه وكم أتمناه بقربي الآن .
كان غروباً عندما رجع الى البيت و دخل الغرفة وقال
ـــ انا أتيت
و اقترب ليجلس بقربي قلت
ـــ احمد أنا لست بخير اذهب و دعني أنام
ذهب و نام في الغرفة المجاورة . مع مرور الأيام بدأت أحوالي تتحسن و في يوم من الأيام صباح يوم الجمعة استيقظت من النوم و قلت
ـــ احمد أنا اشعر بالضجر من البقاء في المنزل
ـــ أين تريدين أن آخذك ، الحديقة العامة
ـــ اجل
نظر الي و ضحك
ـــ انهضي لكي نذهب
ـــ الآن لا ، لنذهب في وقت الغروب
و عند الغروب ذهبنا و لقد كان الشارع مزدحماً من الناس قال
ـــ هل تريدين أن نتمشى و نأكل شيئاً ؟ هل أنت بخير؟
ـــ اجل أنا بخير
كان الجو جميلاً و صافياً و كان احمد بكامل أناقته و لقد كان وسيماً جداً و ملفتاً للنظر ، مرّ من أمامنا رجلا عجوز وكان يبيع المكسرات و الحلويات قال
ـــ هل تريدين من هذا ؟
و كالأطفال قلت
ـــ اجل، أريد اشتري لي
مرت من قربنا امرأتان و شاب و كانتا متبرجتان و كانتا كاشفتان الخمار عن وجههما و كانتا تضحكان بصوت عالياً لاحظت إنّ الإمرأة الطويلة كانت تنظر الى احمد و كان يبتسم لها و كانت عيناه تجري وراءهما التفت الي
و سألني
ـــ ماذا تريدين أن اشتري ؟
ـــ لا أريد شيئاً
نظر الي بحيرة و قال
ـــ منذ برهة كنتي تشعرين بالجوع
مشيت و قلت له و أنا غاضبة منه
ـــ كنت و لكن الآن لا ، أوقف عربة و دعنا نرجع الى البيت
ـــ مريم لماذا تتصرفين هكذا ؟
ـــ أتصرف ؟ اشعر بالتعب و أريد أن ارجع الى البيت
و كأني لأول مرة ألاحظ ما كان عليه من ثياب و كم كان وسيماً في تلك الملابس قلت
ـــ ما كل هذه الأناقة و هذه الملابس الأنيقة ؟
ـــ و هل الآن رأيتها ؟ أنت من يريد هذا ، لماذا تختلقين الأعذار ؟
نظرت الى الجهة الأخرى و أنا غاضبة و كنا ننتظر العربة أخذت الخمار و كشفت عن وجهي و ركبت العربة و في تلك اللحظة كان شابا مر بقربنا و صفر لي لاحظ احمد أني كاشفة عن وجهي كان يعض على شفاه من الغضب و قال
ـــ لماذا كشفتي عن وجهك ؟ و هل تريدين أن أتشاجر مع الناس و أن أسيل دماءً ؟
ـــ لا و لكني أنا أردت أن تعرف بأني أيضا اعرف أن أكشف عن وجهي
ـــ أنا اعرف هذا من البداية
لقد أحسست في تلك اللحظة بطعنه في الصميم
و لكني لم اظهر على نفسي ذلك
ـــ حسناً كنت تعرف بهذا الشيء عندما تزوجتني
عندما رايته غاضباً أحسست بالراحة ، في النهاية وصلنا الى البيت و دخلت الغرفة أتي خلفي و هو غاضب عندما دخل أنا كنت جالسة في زاوية الغرفة و أنظر اليه خلع ملابسه و هو غاضباً قال
ـــ اللعنة لهذه الملابس و اللعنة على والداي إن أرتديتهما ثانيةً
و إن خرجت معك مرة أخرى خارج البيت أنت لم تتزوجي بل أشتريتي خادماً لكي يغسل الأطباق
قفزت من مكاني و قلت
ـــ أنا لم أشتري خادما وغسل الأطباق لن يميتني
خرجت مسرعة من الغرفة و كان الجو بارداً و لكني لم أهتم لأني كنت غاضبة جداً أخذت الاطباق لكي أغسلها و كنت أقول لنفسي الآن سيأتي ، يجب أن يأتي و يأخذ كل هذا من يدي و لكي يراضيني و يعتذر لي و لكن مضى وقت و لم يأتي ،
بعد فترة أضاء شمعة في الغرفة و أتي ووقف عند الباب و أتكأ عليه
و أبتسم لي و قال
ـــ هل تصبين غضبك على الأطباق
لم أرد عليه و حتى أني لم ألتفت اليه و كنت أعمل قال
ـــ تعالي الجو بارد ستصابين بالزكام
كنت صامتة و حزينة في تلك اللحظة قال
ـــ مرمر؟!!!
يتبع 0000
رد: مأساة مريم ( قصة حقيقية ) سأرويها لكم على حلقات
من دون إرادتي ألتفت اليه و بدأت أنظر اليه و لشعره
آآآآآه كم كنت أتمنى التأمل فيه لساعات طويلة
و لكن هل يعرف مدى تأثيره علي سألني مرة أخرى
ـــ مرمر ألن تأتي ؟
و من دون إرادتي تركت ما بيدي و نهضت من مكاني لدرجة أني كنت لا أرى ما أمام قدماي
أقتربت منه و كنت أرتجف قال
ـــ اهااا أنا أحبك هكذا ترتجفين و أتمنى أن أتأمل بهذا الجمال ساعات
و ساعات
دخلنا الى الغرفة و اقفل الباب وبدأت دموعي تتساقط كالمطر من عيناي ، وقفت أمامه ووجهي بوجهه امسك بيدي ، ارتجفت و الان أحسست كم كنت اشعر بالبرد و كم كان الجو بارداً و كانت يدي ترتجف في يده آآآآه كم أحسست بالدفئ و الأمان و كم شعرت بالسعادة و كان العالم صغيراً علي
و كان لا يسعني من الفرحة و من تلك الليلة رجع كالسابق ينام في غرفتنا .
كنت في شهوري الأخيرة و كانت الدادا تتردد علي و بإستمرار و من تردد الدادا علي شعرت بقلق والداي علي ، كانت يداي و قدماي متورمتان ووجهي أيضا وكنت أكره أن أنظر لنفسي في المرآة
ـــ دادا لماذا أصبح شكلي هكذا ؟
ـــ هذا بسبب الحمل و بعد أن تلدي فكل شيء سيرجع كما كان ،
يا سيد احمد خذ عنوان القابلة التي أشرفت على ابن ليلى و محمد رضا
خذه و سيلزمك
ضحك و قال
ـــ مازال الوقت مبكراً يا سيدتي
ـــ لا يا عزيزي هي في الشهر التاسع وقد تلد في أي لحظة
ـــ لا تخافي يا سيدتي إذا أنت قلقة لهذه الدرجة أنا من الغد سأذهب و أجلب والدتي لكي تهتم بمريم إلا أن تلد
و في الصباح أتت والدته ارتحت من ناحية الطبخ و الكنس و الغسيل
و التبضع لقد كانت تقوم بكل شيء و أنا كنت اشكرها الف مرة و هي كانت تقول
ـــ أنا هنا لست ضيفة فهذا بيت ولدي ولا يجب أن أضع يداً على يد و أتفرج
نعم كانت تقول بيت ولدي !
أتت العاملة التي كانت تغسل الملابس فتحت والدة احمد لها الباب و تحدثت معها و بعد ذلك أتت و قالت لي
ـــ مريم لماذا تريدين عاملة أعطيني ملابسك لكي اغسلها بنفسي
ـــ لا يا سيدتي ما هذا الكلام فهذا ليس عملك ، إنها تأتي كل 15 يوما مرة واحدة و تقوم بهذا العمل
ـــ لماذا تهدرون أموالكم
ـــ كنت لا أريد لها أن تلمس ملابسي المتسخة و هي والدة احمد والدة زوجي و ليست غسالة الحي
العاملة غسلت الملابس ، و ذهبت لقد كان ظهراً و اقترب موعد مجيئ احمد فجأة رأيت والدة احمد أخذت ملابسها و جلست تغسلها و لم أكن أعرف ما كانت نيتها بهذا التصرف و لماذا تخطط
و لماذا لم تعطي ملابسها للعاملة لتغسلها فجأة لا اعرف لماذا اعتراني الغضب ، كنت متعبة جداً و كنت ثقيلة ولا استطيع النزول أو الصعود من على الدرج ، ذهبت قرب النافذة و نظرت اليها
ـــ سيدتي لماذا لم تعطي ملابسك للعاملة لكي تغسلها ؟
ـــ سأغسلها بنفسي لا أمي كانت لديها عاملة و لا أبي و غسل قطعة
أو قطعتين من الملابس لن يميتني
أحسست بوضوح بسوء نيتها و من دون أن أعيرها اهتماماً ذهبت و جهزت المائدة سمعت صوت أقدام احمد يدخل الحديقة وقفت عند النافذة و نظرت إليه و كان واقفاً و ينظر الى الملابس المنشورة في الحديقة و القى نظرة على والدته و قال
ـــ الم تأتي العاملة اليوم ؟!
ـــ بلى . أتت
ـــ لماذا لم تعطيها ملابسك لكي تغسلها ؟
ـــ مريم لم تقل لي إن كان لديك ملابس متسخة أجلبيها الى العاملة
لكي تغسلها
ارتجف جسمي من سماع هذا الكلام فأنا لم اعتد على هذا الأسلوب ، لدي إحساس بأنّ والدته تريد إشعال النار كانت تريد أن توقع بيني و بينه ، لا اعلم إن توجه احمد لهذا أم لا ، فقط سمعت صوته و هو يقول
ـــ لما لم تجلبيها لها بنفسك لكي تغسلها فهي لا تعمل مجاناً عوضاً ستأخذ أجر و إن كنتي تريدين أن تغسليها بنفسك فهذا يجب أن يكون صباحا و ليس الآن في وقت الغداء هل تريدين أن تغضبينني ؟
ركل ملابسها برجله و قال
ـــ خذي هذا من أمامي و إن كنتي متضايقة من وجودك معنا ارجعي
الى بيتك
ـــ يا بني أنا جئت لكي أساعد زوجتك الى اين اذهب ؟
ـــ هذا كلامي إن كنتي تريدين بأن تتصرفي على هذا النحو فزوجتي لا تحتاج الى خدماتك
ارتاح قلبي و انتهت المسألة علي خير
احضروا لي من القصر جميع ما يلزم لطفلي من ملابس و.... الخ ، من بعد رأت حماتي الأغراض و لكنها لم تأبه وحتى انها لم تقترب لكي تشاهدها كنت أتمنى بسرعة أن ألد لكي هي ترجع الى بيتها .
أتت القابلة وساعدتني على الولادة , كان ولداً جميلاً و أحمر البشرة و كان شعره خفيفاً و اسود اللون و لكنه كان مموجاً تماماً مثل شعر والده .
و بعدها قبّلني و أعطاني هدية .
مضى على ولادتي أسبوع و لم أكن على ما يرام كنت أعلم بأنه بعض النساء بعد الولادة يصيبهم بعض الإرهاق و الكسل و أنا المسكينة كنت من بعض هذه النساء
كان احمد يجلس و يتفرج علي و على الطفل و على كيفية إرضاعه و على دموعي التي تذرف من دون سبباً . في ليلة من الليالي و لما كنت احمل طفلي وكنت أداعبه واقبله قال
ـــ يا سيدة مريم هل نسيتني ، عندما يأتي الجديد يهمل القديم
لقد كان يشعر بالغيرة من إبنه ، ضحكت وقلت يا غيور
ـــ على الأقل دعيه في الليل ينام عند أمي
ـــ لا تنسى الطفل ما زال صغيراً ويحتاج الى الحليب دعه يبقى معنا ثلاث شهور بعدها في وقت النوم لن ينهض ولن يحتاج الى الحليب ، حاضر سآعطيه الى والدتك لكي ينام عندها ، غضب وقال
ـــ إذا دعيه عندك الى أن يحين موعد زواجه ،
مع السلامة يا سيد فنحن ذهبنا
وفعلاً قد ذهب وهو غاضباً وزعلان . رجع في وقت متأخر وكانت رائحة فمه كحولاً .
في الصباح والدته كانت تأخذ الطفل وأنا نائمة ولست على ما يرام وهي التي تقوم بكل أعمال المنزل ،
جاءت الدادا وكان شتاءً والجو بارداً وكان الثلج يتساقط الدادا كانت فرحة من أجل ولادتي فما أن خرجت والدة زوجي من الغرفة قالت لي الدادا بقدر ما أن تستطيعي أرضعي طفلك لكي لا تحملي مرة أخرى تضايقت من كلامها هل الدادا ايضاً تنظر الى احمد بحقد ؟
لماذا لا تريد أن أحمل منه مرة أخرى ؟ يمكن هذا طلب والدتي وهي تبلغني به . أعطتني 40 تومان وقالت
ـــ هذا والدك أرسله لكي هدية ولادتك
ومن ثم ذهبت .
تذكرت والدتي عندما أنجبت أخي كم كان احتفالاً كبيراً والناس والإزدحام ، وأنا في هذه المكان لوحدي مرمية فقط والدة زوجي وأحمد الذي لم يأتي بعد . عندما رجع كان ليس على طبيعته تضايقت منه وبكيت والطفل بجواري نائم ووالدته كانت في المطبخ تغسل الأطباق كنت مستعدة للشجار معه ولكن ما إن وقع نظري في نظره نسيت كل شيء كان شيئاً عجيباً ، كيف عندما أسمع صوت أقدامه قد تتبخر كل ألامي وأحزاني وكل همومي فعلاً كنت أحبه بجنون قال
ـــ السلام عليكم يا ست الكل
فلم أرد عليه قال
ـــ ما زلتي حتى الآن نائمة
ـــ اشعر بألم ولا أستطيع الجلوس
قرب وجهه الى وجهي وكانت رائحة أنفاسه كحول
ـــ مرة أخرى شربت من هذه الحقارة
ـــ أجل وهل هذا يزعجك ؟
ـــ كثيراً ، لا تشرب مرة أخرى
أقترب أكثر مني لكي يقول لي شيئاً ولكن فجأة ظهرت والدته على باب الغرفة وقالت:
الليلة هي الليلة السابعة على ولادة طفلكما ويتوجب عليكما إختيار له إسماً
التفت إلي وقال
ـــ حبيبتي مرمر ما الإسم الذي أخترتيه له ؟
قــــــــــلـــــــــت
ـــ لأنه ربي وهبك لي ولأنك والده سأسميه عناية الله
ضحك بصوت عالي
ـــ إن ربي وهبني لكي يجب أن يكون اسمي أنا أيضا عناية الله ...
فصرخت والدته و قالت
ـــ اصمتوا فهذا ليس بلعب أطفال على العموم أسامي الأطفال يختارونها الكبار كالجد أو الجدة مثلا
قلت لها
ـــ سيدتي إن الجد و الجدة في زمانهم اختاروا أسامي أولادهم بنفسهم
و حسب رغبتهم و الآن هو دورنا نحن ،
و نحن نريد أن نسميه عناية الله
فجأة بدأت تبكي و غضبت و خرجت من الغرفة و ذهبت و جلست على الدرج و بصوت عالي و هي تبكي قالت
ـــ أنا المسكينة ليس لدي كلمة في هذا البيت و المقصر هو ابني ، هو الذي فقط يريدني لكي أخدم زوجته
تبادلنا أنا و أحمد النظرات متحيرين
ـــ إلى أين ستذهب ؟ احمد أتوسل إليك لا تتشاجر معها أنا لست على ما يرام
ذهب دون أن يرد علي سمعت صوته وهو يقول
ـــ ماذا بكي ؟ هل تريدين أن تحاربي؟
ردت عليه و هي تبكي
ـــ لا تخف ، لا أريد أن أتشاجر أو أتحارب معك
ـــ هل تريدين بنفسك أن تختاري اسم الطفل ؟
ـــ اجل، أريد أن اسميه الماس ، على اسم والدك رحمه الله
ـــ طيب سميه الماس وهذا لا يحتاج الى الزعل و البكاء
عم السكوت و توقفت والدة زوجي عن البكاء ، دخل احمد و هو مسرعاً و أغلق الباب قلت له
ـــ أحمد حبيبي إن إسم الماس هو اسم العبيد و أنا لا أحب هذا الاسم
صرخ و قال
ـــ الآن دورك أنت فالإسم إسم و هل العبيد ليسوا من البشر ، إن لم تسميه الماس ستتضايق أمي
ـــ لماذا أنت غاضب ؟ أنا فقط ...
ـــ أنت من يجعلني دائما اغضب ، دائما تبحثين عن الأعذار والدتي طلبت شيئاً و انتهى
زعل و خرج من الغرفة و تلك الليلة نام في الغرفة الثانية ، و سمي اسم ولدي الماس .
بدأ يتحسن حالي شيئاً فشيئاً و بدأت أستطيع أن أقوم بأعمال المنزل
و الإعتناء بطفلي ، والدة زوجي قد طلبت من احمد بأن تبقى للعيش معنا في بيتنا أزعجني هذا الخبر و لكن مع إلحاح احمد لبقائها أجبرت ووافقت
و في النهاية هي والدته فهي قد بقيت بعذر أنها تريد أن تساعدني في تربية طفلي و إدارة أعمال المنزل ، أنا كنت متأكدة بأنها تدبر أمراً ، كل مشاكلي مع احمد هي سببها ، كم أتمنى أن امسكها من يدها و القي بها خارج منزلي و لكنني لا أستطيع و لا أتجرأ للقيام بهذا الشيء ، أنا لم أتعلم كيف أدافع عن نفسي كنت أتذكر كلام والدتي و هي دائما تقول لي
يا مريم كوني سيدة محترمة .
أتت الدادا و أحضرت لي مصروفي كالعادة سألتني
ـــ هل مازالت هذه هنا ؟
ـــ هي ستبقى للعيش معنا هي بعذر مساعدتي أتت و بقيت و لن تذهب ، أترجاك يا دادا لا تخبري والداي بهذا الموضوع
ـــ لماذا أقول ؟ هل لكي أكثر من همومهم
غيرت الموضوع و سألتها
ـــ ما أخبار شهرزاد؟
ـــ لن تصدقي ما شاء الله قد أصبحت إمرأة فهي تتعلم العزف على البيانو
و عندها الكثير من الأساتذة .......
لم افهم بقيه كلامها لقد كنت أفكر في حياتي كأني لست على علم بهذه الدنيا فأنا غارقة في عالمي و كأني لست في هذا العالم بل في عالم آخر .
بعد أن ذهبت الدادا سألتني والدة زوجي
ـــ ماذا كانت تقول الدادا ؟
ـــ لا شيء لقد كانت تتكلم عن أهلي
انزعجت و ذهبت و قالت و هي ذاهبة
ـــ و هل كنت اقصد إنّ الكلام عني الآن نحن أصبحنا غرباء قولي إنها قد أحضرت لك النقود و خلصينا فأنا تعودت اخدم مجاناً
قلت لنفسي إذا هي تريد مني المال ، لا لا لا اعتقد و هل من الممكن أن يكون يوجد إنسان بهذه الحقارة و يحب المال لهذه الدرجة و يعيش في بيت ولده و ينتظر شيئاً ذهبت عندها و قلت
ـــ خذي سيدتي هذه النقود و اشتري لك عبائة جديدة .
في البداية لم تقبل أن تاخذه و قالت
ـــ ما هذا الكلام فأنا لا انتظر شيئاً من ولدي و زوجته
بعدها و من دون أن ألح عليها أخذت النقود .
أتى احمد و سألني
ـــ هذه النقود ناقصة و هل أعطيتي الدادا منها ؟
ـــ لا ، أعطيت والدتك
ـــ و ما هي المناسبة ؟
ـــ استحلفك يا احمد لا تقل شيئاً ففي النهاية هي تتعب في بيتنا و تعتني بالطفل و تقوم بأعمال المنزل استحلفك لا تقل شيئاً ، ليس جيداً
أحسست بأن قلبي قد وقع من مكانه
ذلك الذي لم أريد أن أفهمه قد فهمته و احمد دون أن يلاحظ علي
و بأي حالً ، كان تصرفه نسخه عن والدته. جلس أكل طعامه و بعدها انصرف و ذهب الى العمل . كنت محطمة القلب الآن قد فهمت و عرفت طبعه السيئ و حرصه و حبه للمال ، واسيت نفسي مرة أخرى اصمتي يا مريم أنت التي أرديته و ما شأنك بوالدته ؟ الم تكن عمتك أيضاً تحب المال. أليست أمكر من والدة احمد و ألم تكن تخيف أمك و لكني كنت أعلم إن الفرق شاسع بينهما . لكني سأجعل من احمد رجلاً مهماً و سأفتح عينيه
و سأجعله يميز الصواب من الخطأ ، فقط يجب أن اصبر هذه السنة
و هو بنفسه قد طلب مهلة مني لآخر هذه السنة .
أنتظروا الجزء العاشر 0000
آآآآآه كم كنت أتمنى التأمل فيه لساعات طويلة
و لكن هل يعرف مدى تأثيره علي سألني مرة أخرى
ـــ مرمر ألن تأتي ؟
و من دون إرادتي تركت ما بيدي و نهضت من مكاني لدرجة أني كنت لا أرى ما أمام قدماي
أقتربت منه و كنت أرتجف قال
ـــ اهااا أنا أحبك هكذا ترتجفين و أتمنى أن أتأمل بهذا الجمال ساعات
و ساعات
دخلنا الى الغرفة و اقفل الباب وبدأت دموعي تتساقط كالمطر من عيناي ، وقفت أمامه ووجهي بوجهه امسك بيدي ، ارتجفت و الان أحسست كم كنت اشعر بالبرد و كم كان الجو بارداً و كانت يدي ترتجف في يده آآآآه كم أحسست بالدفئ و الأمان و كم شعرت بالسعادة و كان العالم صغيراً علي
و كان لا يسعني من الفرحة و من تلك الليلة رجع كالسابق ينام في غرفتنا .
كنت في شهوري الأخيرة و كانت الدادا تتردد علي و بإستمرار و من تردد الدادا علي شعرت بقلق والداي علي ، كانت يداي و قدماي متورمتان ووجهي أيضا وكنت أكره أن أنظر لنفسي في المرآة
ـــ دادا لماذا أصبح شكلي هكذا ؟
ـــ هذا بسبب الحمل و بعد أن تلدي فكل شيء سيرجع كما كان ،
يا سيد احمد خذ عنوان القابلة التي أشرفت على ابن ليلى و محمد رضا
خذه و سيلزمك
ضحك و قال
ـــ مازال الوقت مبكراً يا سيدتي
ـــ لا يا عزيزي هي في الشهر التاسع وقد تلد في أي لحظة
ـــ لا تخافي يا سيدتي إذا أنت قلقة لهذه الدرجة أنا من الغد سأذهب و أجلب والدتي لكي تهتم بمريم إلا أن تلد
و في الصباح أتت والدته ارتحت من ناحية الطبخ و الكنس و الغسيل
و التبضع لقد كانت تقوم بكل شيء و أنا كنت اشكرها الف مرة و هي كانت تقول
ـــ أنا هنا لست ضيفة فهذا بيت ولدي ولا يجب أن أضع يداً على يد و أتفرج
نعم كانت تقول بيت ولدي !
أتت العاملة التي كانت تغسل الملابس فتحت والدة احمد لها الباب و تحدثت معها و بعد ذلك أتت و قالت لي
ـــ مريم لماذا تريدين عاملة أعطيني ملابسك لكي اغسلها بنفسي
ـــ لا يا سيدتي ما هذا الكلام فهذا ليس عملك ، إنها تأتي كل 15 يوما مرة واحدة و تقوم بهذا العمل
ـــ لماذا تهدرون أموالكم
ـــ كنت لا أريد لها أن تلمس ملابسي المتسخة و هي والدة احمد والدة زوجي و ليست غسالة الحي
العاملة غسلت الملابس ، و ذهبت لقد كان ظهراً و اقترب موعد مجيئ احمد فجأة رأيت والدة احمد أخذت ملابسها و جلست تغسلها و لم أكن أعرف ما كانت نيتها بهذا التصرف و لماذا تخطط
و لماذا لم تعطي ملابسها للعاملة لتغسلها فجأة لا اعرف لماذا اعتراني الغضب ، كنت متعبة جداً و كنت ثقيلة ولا استطيع النزول أو الصعود من على الدرج ، ذهبت قرب النافذة و نظرت اليها
ـــ سيدتي لماذا لم تعطي ملابسك للعاملة لكي تغسلها ؟
ـــ سأغسلها بنفسي لا أمي كانت لديها عاملة و لا أبي و غسل قطعة
أو قطعتين من الملابس لن يميتني
أحسست بوضوح بسوء نيتها و من دون أن أعيرها اهتماماً ذهبت و جهزت المائدة سمعت صوت أقدام احمد يدخل الحديقة وقفت عند النافذة و نظرت إليه و كان واقفاً و ينظر الى الملابس المنشورة في الحديقة و القى نظرة على والدته و قال
ـــ الم تأتي العاملة اليوم ؟!
ـــ بلى . أتت
ـــ لماذا لم تعطيها ملابسك لكي تغسلها ؟
ـــ مريم لم تقل لي إن كان لديك ملابس متسخة أجلبيها الى العاملة
لكي تغسلها
ارتجف جسمي من سماع هذا الكلام فأنا لم اعتد على هذا الأسلوب ، لدي إحساس بأنّ والدته تريد إشعال النار كانت تريد أن توقع بيني و بينه ، لا اعلم إن توجه احمد لهذا أم لا ، فقط سمعت صوته و هو يقول
ـــ لما لم تجلبيها لها بنفسك لكي تغسلها فهي لا تعمل مجاناً عوضاً ستأخذ أجر و إن كنتي تريدين أن تغسليها بنفسك فهذا يجب أن يكون صباحا و ليس الآن في وقت الغداء هل تريدين أن تغضبينني ؟
ركل ملابسها برجله و قال
ـــ خذي هذا من أمامي و إن كنتي متضايقة من وجودك معنا ارجعي
الى بيتك
ـــ يا بني أنا جئت لكي أساعد زوجتك الى اين اذهب ؟
ـــ هذا كلامي إن كنتي تريدين بأن تتصرفي على هذا النحو فزوجتي لا تحتاج الى خدماتك
ارتاح قلبي و انتهت المسألة علي خير
احضروا لي من القصر جميع ما يلزم لطفلي من ملابس و.... الخ ، من بعد رأت حماتي الأغراض و لكنها لم تأبه وحتى انها لم تقترب لكي تشاهدها كنت أتمنى بسرعة أن ألد لكي هي ترجع الى بيتها .
أتت القابلة وساعدتني على الولادة , كان ولداً جميلاً و أحمر البشرة و كان شعره خفيفاً و اسود اللون و لكنه كان مموجاً تماماً مثل شعر والده .
و بعدها قبّلني و أعطاني هدية .
مضى على ولادتي أسبوع و لم أكن على ما يرام كنت أعلم بأنه بعض النساء بعد الولادة يصيبهم بعض الإرهاق و الكسل و أنا المسكينة كنت من بعض هذه النساء
كان احمد يجلس و يتفرج علي و على الطفل و على كيفية إرضاعه و على دموعي التي تذرف من دون سبباً . في ليلة من الليالي و لما كنت احمل طفلي وكنت أداعبه واقبله قال
ـــ يا سيدة مريم هل نسيتني ، عندما يأتي الجديد يهمل القديم
لقد كان يشعر بالغيرة من إبنه ، ضحكت وقلت يا غيور
ـــ على الأقل دعيه في الليل ينام عند أمي
ـــ لا تنسى الطفل ما زال صغيراً ويحتاج الى الحليب دعه يبقى معنا ثلاث شهور بعدها في وقت النوم لن ينهض ولن يحتاج الى الحليب ، حاضر سآعطيه الى والدتك لكي ينام عندها ، غضب وقال
ـــ إذا دعيه عندك الى أن يحين موعد زواجه ،
مع السلامة يا سيد فنحن ذهبنا
وفعلاً قد ذهب وهو غاضباً وزعلان . رجع في وقت متأخر وكانت رائحة فمه كحولاً .
في الصباح والدته كانت تأخذ الطفل وأنا نائمة ولست على ما يرام وهي التي تقوم بكل أعمال المنزل ،
جاءت الدادا وكان شتاءً والجو بارداً وكان الثلج يتساقط الدادا كانت فرحة من أجل ولادتي فما أن خرجت والدة زوجي من الغرفة قالت لي الدادا بقدر ما أن تستطيعي أرضعي طفلك لكي لا تحملي مرة أخرى تضايقت من كلامها هل الدادا ايضاً تنظر الى احمد بحقد ؟
لماذا لا تريد أن أحمل منه مرة أخرى ؟ يمكن هذا طلب والدتي وهي تبلغني به . أعطتني 40 تومان وقالت
ـــ هذا والدك أرسله لكي هدية ولادتك
ومن ثم ذهبت .
تذكرت والدتي عندما أنجبت أخي كم كان احتفالاً كبيراً والناس والإزدحام ، وأنا في هذه المكان لوحدي مرمية فقط والدة زوجي وأحمد الذي لم يأتي بعد . عندما رجع كان ليس على طبيعته تضايقت منه وبكيت والطفل بجواري نائم ووالدته كانت في المطبخ تغسل الأطباق كنت مستعدة للشجار معه ولكن ما إن وقع نظري في نظره نسيت كل شيء كان شيئاً عجيباً ، كيف عندما أسمع صوت أقدامه قد تتبخر كل ألامي وأحزاني وكل همومي فعلاً كنت أحبه بجنون قال
ـــ السلام عليكم يا ست الكل
فلم أرد عليه قال
ـــ ما زلتي حتى الآن نائمة
ـــ اشعر بألم ولا أستطيع الجلوس
قرب وجهه الى وجهي وكانت رائحة أنفاسه كحول
ـــ مرة أخرى شربت من هذه الحقارة
ـــ أجل وهل هذا يزعجك ؟
ـــ كثيراً ، لا تشرب مرة أخرى
أقترب أكثر مني لكي يقول لي شيئاً ولكن فجأة ظهرت والدته على باب الغرفة وقالت:
الليلة هي الليلة السابعة على ولادة طفلكما ويتوجب عليكما إختيار له إسماً
التفت إلي وقال
ـــ حبيبتي مرمر ما الإسم الذي أخترتيه له ؟
قــــــــــلـــــــــت
ـــ لأنه ربي وهبك لي ولأنك والده سأسميه عناية الله
ضحك بصوت عالي
ـــ إن ربي وهبني لكي يجب أن يكون اسمي أنا أيضا عناية الله ...
فصرخت والدته و قالت
ـــ اصمتوا فهذا ليس بلعب أطفال على العموم أسامي الأطفال يختارونها الكبار كالجد أو الجدة مثلا
قلت لها
ـــ سيدتي إن الجد و الجدة في زمانهم اختاروا أسامي أولادهم بنفسهم
و حسب رغبتهم و الآن هو دورنا نحن ،
و نحن نريد أن نسميه عناية الله
فجأة بدأت تبكي و غضبت و خرجت من الغرفة و ذهبت و جلست على الدرج و بصوت عالي و هي تبكي قالت
ـــ أنا المسكينة ليس لدي كلمة في هذا البيت و المقصر هو ابني ، هو الذي فقط يريدني لكي أخدم زوجته
تبادلنا أنا و أحمد النظرات متحيرين
ـــ إلى أين ستذهب ؟ احمد أتوسل إليك لا تتشاجر معها أنا لست على ما يرام
ذهب دون أن يرد علي سمعت صوته وهو يقول
ـــ ماذا بكي ؟ هل تريدين أن تحاربي؟
ردت عليه و هي تبكي
ـــ لا تخف ، لا أريد أن أتشاجر أو أتحارب معك
ـــ هل تريدين بنفسك أن تختاري اسم الطفل ؟
ـــ اجل، أريد أن اسميه الماس ، على اسم والدك رحمه الله
ـــ طيب سميه الماس وهذا لا يحتاج الى الزعل و البكاء
عم السكوت و توقفت والدة زوجي عن البكاء ، دخل احمد و هو مسرعاً و أغلق الباب قلت له
ـــ أحمد حبيبي إن إسم الماس هو اسم العبيد و أنا لا أحب هذا الاسم
صرخ و قال
ـــ الآن دورك أنت فالإسم إسم و هل العبيد ليسوا من البشر ، إن لم تسميه الماس ستتضايق أمي
ـــ لماذا أنت غاضب ؟ أنا فقط ...
ـــ أنت من يجعلني دائما اغضب ، دائما تبحثين عن الأعذار والدتي طلبت شيئاً و انتهى
زعل و خرج من الغرفة و تلك الليلة نام في الغرفة الثانية ، و سمي اسم ولدي الماس .
بدأ يتحسن حالي شيئاً فشيئاً و بدأت أستطيع أن أقوم بأعمال المنزل
و الإعتناء بطفلي ، والدة زوجي قد طلبت من احمد بأن تبقى للعيش معنا في بيتنا أزعجني هذا الخبر و لكن مع إلحاح احمد لبقائها أجبرت ووافقت
و في النهاية هي والدته فهي قد بقيت بعذر أنها تريد أن تساعدني في تربية طفلي و إدارة أعمال المنزل ، أنا كنت متأكدة بأنها تدبر أمراً ، كل مشاكلي مع احمد هي سببها ، كم أتمنى أن امسكها من يدها و القي بها خارج منزلي و لكنني لا أستطيع و لا أتجرأ للقيام بهذا الشيء ، أنا لم أتعلم كيف أدافع عن نفسي كنت أتذكر كلام والدتي و هي دائما تقول لي
يا مريم كوني سيدة محترمة .
أتت الدادا و أحضرت لي مصروفي كالعادة سألتني
ـــ هل مازالت هذه هنا ؟
ـــ هي ستبقى للعيش معنا هي بعذر مساعدتي أتت و بقيت و لن تذهب ، أترجاك يا دادا لا تخبري والداي بهذا الموضوع
ـــ لماذا أقول ؟ هل لكي أكثر من همومهم
غيرت الموضوع و سألتها
ـــ ما أخبار شهرزاد؟
ـــ لن تصدقي ما شاء الله قد أصبحت إمرأة فهي تتعلم العزف على البيانو
و عندها الكثير من الأساتذة .......
لم افهم بقيه كلامها لقد كنت أفكر في حياتي كأني لست على علم بهذه الدنيا فأنا غارقة في عالمي و كأني لست في هذا العالم بل في عالم آخر .
بعد أن ذهبت الدادا سألتني والدة زوجي
ـــ ماذا كانت تقول الدادا ؟
ـــ لا شيء لقد كانت تتكلم عن أهلي
انزعجت و ذهبت و قالت و هي ذاهبة
ـــ و هل كنت اقصد إنّ الكلام عني الآن نحن أصبحنا غرباء قولي إنها قد أحضرت لك النقود و خلصينا فأنا تعودت اخدم مجاناً
قلت لنفسي إذا هي تريد مني المال ، لا لا لا اعتقد و هل من الممكن أن يكون يوجد إنسان بهذه الحقارة و يحب المال لهذه الدرجة و يعيش في بيت ولده و ينتظر شيئاً ذهبت عندها و قلت
ـــ خذي سيدتي هذه النقود و اشتري لك عبائة جديدة .
في البداية لم تقبل أن تاخذه و قالت
ـــ ما هذا الكلام فأنا لا انتظر شيئاً من ولدي و زوجته
بعدها و من دون أن ألح عليها أخذت النقود .
أتى احمد و سألني
ـــ هذه النقود ناقصة و هل أعطيتي الدادا منها ؟
ـــ لا ، أعطيت والدتك
ـــ و ما هي المناسبة ؟
ـــ استحلفك يا احمد لا تقل شيئاً ففي النهاية هي تتعب في بيتنا و تعتني بالطفل و تقوم بأعمال المنزل استحلفك لا تقل شيئاً ، ليس جيداً
أحسست بأن قلبي قد وقع من مكانه
ذلك الذي لم أريد أن أفهمه قد فهمته و احمد دون أن يلاحظ علي
و بأي حالً ، كان تصرفه نسخه عن والدته. جلس أكل طعامه و بعدها انصرف و ذهب الى العمل . كنت محطمة القلب الآن قد فهمت و عرفت طبعه السيئ و حرصه و حبه للمال ، واسيت نفسي مرة أخرى اصمتي يا مريم أنت التي أرديته و ما شأنك بوالدته ؟ الم تكن عمتك أيضاً تحب المال. أليست أمكر من والدة احمد و ألم تكن تخيف أمك و لكني كنت أعلم إن الفرق شاسع بينهما . لكني سأجعل من احمد رجلاً مهماً و سأفتح عينيه
و سأجعله يميز الصواب من الخطأ ، فقط يجب أن اصبر هذه السنة
و هو بنفسه قد طلب مهلة مني لآخر هذه السنة .
أنتظروا الجزء العاشر 0000
رد: مأساة مريم ( قصة حقيقية ) سأرويها لكم على حلقات
الجزء العاشر :
شيئاً فشيئاً والدة زوجي وبعذر أني لست ناضجة و لا خبرة لدي في تربية الأطفال وأالف عذر أخر سلبت مني زمام الأمور في كل شيء لدرجة أني لا أستطيع السيطرة على طفلي ، و مضت الايام والشهور وأصبح عمر طفلي سنة وشيئاً فشيئاً بدأ بالتكلم و أول ما نطقه هي الشتائم والألفاظ السيئة والسوقية التي كانت جدته دائما تكررها بالمزح أو الجد ، لقد كانت تصطحبه معها الى كل مكان تذهب اليه و دون أن تستشيرني و عندما كان إبني يلفظ الكلام البذيء كنت أصرخ عليه وأاحاول منعه .
في يوم من الأيام عندما كنا جالسين نتناول الفطور كان احمد ووالدته يفطران وأنا كنت جالسة في زاوية
وأضع طفلي في أحضاني كنت أتأملهما كيف كانا يأكلان و بشهية بينما أنا حتى لا رغبة لي في الأكل
و كنت أتذكر كل ما أعانيه في حياتي بسببهما فجأة قلت
ـــ احمد حبيبي في النهاية ما هو قرارك ؟
تعجّب و بينما كان يأكل سألني
ـــ أي قرار؟ عن ماذا تتكلمين؟
ـــ ألم يتحسن وضعك ، ألست راضياً بشأن الدكان؟
ـــ طبعاً لماذا؟
ـــ كان من المفروض بأن تستخدم صبياً في الدكان ليحل مكانك و لكي تذهب إلى المدرسة العسكرية ألا تريد الذهاب ؟
ـــ سأذهب ، في يوماً ما سوف أذهب
أبتسمت لي والدته و بسخرية ، قلت أنا
ـــ متى سيأتي ذلك اليوم يا احمد ؟ كل شيء و له وقته و ما دمت شاباً يجب عليك الذهاب ،
يقولون إنّ المدرسة تحتاج الى الدراسة فلماذا كل هذا التأخير لماذا لا تسرع ؟
ـــ مريم هل ستدعيني أم ماذا؟
نهضت من مكاني و ذهبت الى نومي وأاغلقت الباب بشدة خلفي ، فسمعت صوت والدته و ببراءة و لكن بصوت عالي و طبعاً لكي تسمعني قالت
ـــ هي ماذا بها لماذا تتصرف على هذا النحو
ـــ دعك منها وأاسكبي لي الشاي من الممكن أنها متضايقة من أمر ما
ـــ إن كانت متضايقة من أمر ما فلماذا تصب غضبها علينا ؟
بعدها سمعتها تهمس بصوتٍ منخفض في إذن احمد مرة أخرى بدأت تحرض احمد علي ،
فجأة دفع الباب و بشدة و رأيت والدته و بجوارها ولدي صامتة و جالسة في زاوية و رأيت في وجهها علائم الانتصار سألني احمد و قد كان غاضباً
ـــ ماذا بكي ؟ لماذا لم تتناولي فطورك؟
ـــ لا رغبة لدي
ـــ لا رغبة لديك ؟ ماهذه التصرفات التي تقومين بها ؟ الا يحق لنا بمعرفتها ؟
ـــ الا تفهم ، الا تفهم بأني قد تعبت فهذه ليست حياة فالحياة ليست فقط طعام و شراب و نوم
الا تريد أن تفعل لنفسك شيئاً ألم تفكر في إبنك ألا تفكر في مستقبله
هل انت راضياً من هذه الحياة المحقرة
وبإصبعي أشرت على المنزل صرخ قائلاً
ـــ لماذا لا تدعيني أن أعيش بسلام في منزلي ماذا تريدين مني لماذا دائماً تختلقين الأعذار لتنكدي علي حياتي أنا لا أفهمك تكلمي بوضوح لكي أفهم ما الذي يدور في ذهنك
ها أنا كما كنت ألم ترينني منذ البداية فأنا لم أجري ورائك و هل جريت ؟
أنت بنفسك جئتي الي و رأيتيني وأعجبتك
لقد كان طفلي خائفاً من والده و هو يصرخ علي و كان يبكي صرخ احمد و قال
ـــ أنت لقد أصبحتي زوجتي ، زوجتي أنا
أنا احمد النجار ماذا تريدين مني في البداية لقد كان كل شيء يعجبك بي و يروق لك ،
أزار قميصي المفتوحة و يداي الخشنتان و شعري الطويل و كل شيء الآن ماذا حصل فجأة أصبح كل شيء في يزعجك ولا يعجبك
كان يقلد كل كلمة أقولها و بسخرية ، سمعت صوت والدته من الغرفة المجاورة
و هي تضحك بصوت عالي قلت
ـــ احمد تدرك ماذا تقول هيا أصمت
صرخ مرة أخرى و قال
ـــ الان أصبحتي تأمرينني و تسيرنني على هواك ،
احمد حبيبي خذ هذا الكريم و ضعه على يداك لك تصبح ناعمتان ،
احمد حبيبي إزار قميصك مفتوحة أغلقهما ليس جيدا ً،
احمد حبيبي سرّح شعرك و أدخله تحت القبعة ،
احمد حبيبي قص شعرك لأنه يتساقط في الطعام إفعل هذا ولا تفعل هذا
و في اليوم عشرون مرة تسألينني احمد ألن تذهب الى المدرسة العسكرية إذا متى ستذهب
و هل عندما تعرفت عليكي كنت أذهب الي المدرسة ،
أنا متى قلت لك بأني سأذهب الى المدرسة العسكرية
رديت عليه و أنا غاضبة و قلت
ـــ خلف جدار حديقة القصر ألم تقل هذا الكلام ؟
ـــ حسناً انا قلتها فقط لكي أفرح قلبك ، غلطة وأرتكبتها و الآن أدفع ثمنها
لم أحتمل كلامه صرخت وقلت
ـــ الا تتذكر ذلك اليوم عندما جردتني أمك من السوار و الأقراط أالم تقل لي سوف تذهب الى المدرسة العسكرية و بعدها ستحضر لي أفضل منها
صرخت والدة زوجي من الغرفة الثانية و قالت
ـــ إذا أنت تريدين ذهباً و جواهرا
ً و لماذا تدخلينني أنا بمشكلتك و هل كانت عيناك على هذه الأقراط قاطعها احمد و قال
ـــ وماذا أفعل لك هل تريدين أن أسرق لكي جواهر و هل في المدرسة العسكرية يوزعون السوار والأقراط لقد أتعبتيني ، أنا لن أضع كريم ليدي ليضعه ابن عمك حتى تصبح يداه ناعمة
فأنا لا أكل الخبز الجاهز لكي أضع كريم على يدي لتصبح ناعمة
فأنا أكد و أتعب و أعمل ليل نهار لكي أعيلك أنت و طفلك ،
أنا لن أذهب الى المدرسة فالذهاب اليها يحتاج لمصاريف ووو.....
ـــ والدي سيتكفل بالمصاريف
ـــ أنا لا أريد من والدك المال ، هذا أنا كما أنا و لن أصبح أفضل من ما أنا عليه
فأنا قد تزوجت زوجة و ليس زوج، هذا أنا إن أعجبتك أم لا
ـــ يكفي أذهب الآن ولا تصرخ علي ولا تسقط نفسك أكثر من عيني
قالت والدته و بقصد جرحي
ـــ احمد عزيزي لا تحمل هماً يا عزيزي هي أخطأت و قالت شيئاً و هي الآن نادمة سامحها
قلت لها
ـــ أتحسبيني لا أعرف بأنك أنت من يحرضه علي و هل أرتحتي الآن فكل هذه المشاكل أنت سببها
ـــ أنا ؟ أنا أم أنت التي تقولين احمد سقط من عينك ألا تحبينه كالسابق
و هل شبعتي و لا تدعيني أن أقول لكي اكثر
احمد أمر والدته بأن تسكت قالت
ـــ حسناً صأصمت و هذا جزائي و اللعنة علي والدي اذا بقيت دقيقة واحدة في هذا المنزل
لقد كان إبن يبكي حملته في أحضاني و كنت أرتجف ذهبت والدته وأخذت أمتعتها
و من ثم خرجت من المنزل ألتفت احمد الي و قال
ـــ هل أرتحتي الان ؟ وهل هذا ما كنتي تريدينه؟
وهو ايضا ً أخذ المال من الصندوق و من ثمّ خرج من المنزل ظليت وحدي مع إبني،
لم أعد أحتمل
و سالت دموعي وأحدق بإبني وأبكي على حظي و كانت دموعي تغسل وجه إبني بعدها ذهبت و البسته الملابس التي كنت أريدها ومن ثم نيمته كنت عاجزة عن الوقوف على قدماي أخذت الأطباق و غسلتها
و نظفت المنزل و جعلته نظيفا و في العصر عندما أستيقظ إبني من النوم لعبت قليلا معه و علمته بعض الكلمات لكي يقولها ،
حلّ الليل و لم يأتي احمد الى المنزل حضرت العشاء لإبني و أطعمته و من ثمّ نيمته ،
كانت الساعة الثانية صباحاً وأنا كنت قد أقفلت باب الغرفة
رجع احمد و من خلف الباب قال
ـــ مرمر حبيبتي تعالي لكي نتصالح لم أجب ركل الباب ومن ثمّ قلت
ـــ لا تحدث ضجة الطفل نائم ، دعني و شأني يا احمد
قال و بصوت مرهق من خلف الباب
ـــ مرمر حبيبتي أفتحي الباب ومن ثمّ سقط و نام مكانه خلف الباب
مضت أربعة أيام و نحن ما زلنا متخاصمين ولا نتكلم مع بعض و لكني كنت أشعر بالسعادة
لأنّ والدته قد رحلت و كنت أتمنى أن لا ترجع أبدا
ً و الليلة الخامسة حضر احمد الى المنزل و كان واضحاً بأنه قد شرب مرة أخرى من تلك القذارة
و هذا الشيء كان يعذبني أكثركان إبني نائماً و أنا كنت جالسة و مشغولة بالحياكة من دون أن يقول كلمة واحدة أحضر القلم و الحبر و الورق و جلس بجواري ،
نظرت اليه ومن دون أي مقدمه سألني
ـــ ماذا أكتب ؟
لم أرد عليه بشيء مرة أخرى سألني
ـــ ماذا أكتب ؟
ـــ لا أعرف أكتب ما تريد
ـــ انا أريدك أنت
أخذ القلم و من ثمّ كتب " مريم مريم مريم"
من دون أن أرد ذلك أبتسمت إليه ثم رمقني بتلك النظرة التي تسحرني مدّ يده بإتجاهي و قال
ـــ مرمر
مرة أخرى ضعفت و لم أتمالك نفسي ذهبت اليه من دون إرادتي
ـــ مرمر حبيبتي يجب أن أذهب و أحضر والدتي
ـــ هي التي أرادت الذهاب
ـــ إلى أين تذهب لا يوجد مكان لتذهب اليه مأكد قد ذهبت عند ابن خالتي في ورامين
<< ورامين هي مدينة من مدن ايران>>
ستبقى يوم أوإثنين أو ثلاثة فهي لا تسطيع البقاء للأبد هناك يجب علي أن أذهب لإحضارها
أقترب مني أكثر و قال
ـــ هل تضايقتي ؟
عندما أكون بقربه أنسى الدنيا و ما فيها لقد نسيت كل همومي و مشاكلي ، كم كان طيب القلب
ـــ لا لماذا أتضايق أذهب و أحضرها
و في تلك الليلة عندما كنت نائمة بقربه و على صدره قلت
ـــ احمد حبيبي سامحني أنا كنت المذنبة و كل الذي حصل بسببي سامحني
أبتسم لي و ضمني بقوة اليه و من ثمّ قال
ـــ لا عليك
أول الشهر و أتت الدادا لزيارتي و كانت تنصحني و بعدها أخبار الجميع كالعادة سألتها
ـــ ما آخر الأخبار؟
ـــ أخبار جيدة
ـــ ماذا أخبريني بسرعة
ـــ منصور لقد تزوج
ـــ اها .
ـــ نعم منصور قد تزوج ، ويقولون إن زوجته مثقفة وأيضاً شاعرة
ـــ ما إسمها ؟
ـــ شهناز، يقولون إنها تكبره بأربعة سنوات و عمرها تقريبا 34 و قد أشرطت و كان شرطها أنها هي ليست إجتماعية ولا تحب الذهاب الى المناسبات و إن كل واحد حر بما يفعله ،
و يقولون إنها مريضة وبمرض اسمه آبله<> وهي تخجل بأن يرى أحداً وجههـــا .
و لكن لا أعرف لماذا شعرت بالغيرة فأنا لا أحب منصور
ولكن ما هذا الشعور، أرتحت و فرحت كثيراً لأجله و قلت في نفسي يستحق ذلك و بنفس اللحظة أشفقت عليه لأنه قد تزوج من إمرأة مريضة و أضافت الدادا
ـــ الجميع يمتدحها يقولون إنها إمرأة بكل معنى الكلمة أصيلة
و الجميع يحترمها من الغرباء الى الخدم و الجميع يحبها ،
مريم عزيزتي لماذا لا تهتمين بمظهرك
لماذا ما زلتي ترتدين نفس الملابس التي أحضرتها معك من بيت والدك
لماذا لا تشترين غيرها فأنت شابة و يجب أن تهتمي بمظهرك من أجل زوجك
ذهبت و رأيت نفسي في المرآة لقد كانت الدادا على حق كنت في حالة يرثى لها
أنا و بهذا الشباب و بهذا الجمال لا أملك فستاناً جديداً ومن دون مقدمات قلت
ـــ دادا عزيزتي هيا بنا لنذهب للتبضع أريد أن أشتري قماشاً
لكي تأخذيه للخياطة والدتي لتخيطه لي
ذهبنا إلى السوق و في الطريق قالت الدادا
ـــ لماذا لا تشترين قطعتين من القماش وتفصلي فستانين بدل الواحد
ـــ و لكن بمقاس من ستقوم بتفصيله؟
ـــ طبعاً بمقاس حبيبتي شهرزاد
ـــ هل هي كبرت إلى هذا الحد
ـــ ما شاءالله لقد أصبحت إمرأة و لكن هي قليلا ممتلئة
أكثر منك فأنتي قد أصبحتي نحيفة جدا لم يبقى منك سوى جلد و عظم
سألتها و أنا فرحة كالأطفال عندما يفرحون لحصولهم على لعبة جديدة
ـــ متى سيجهز الفستان؟
ــ بعد 7 او 8 أيام انشاءالله
بعد مرور 8 ايام رجعت الدادا و أحضرت معها الملابس الجديدة
و بإلحاح منها لبستها لكي تراها علي المسكينة
كم هي طيبة فهي سعيدة من أجلي وفرحة لفرحتي
و كأنني حقاً ابنتها
كانت دائماً تدعي لي بالخير و السعادة
و كانت تأخذ طفلي في أحضانها و تقبله بحرارة و حنان
و بلحظة أخفضت صوتها و كأنها لا تريد أحداً أن يسمعها قالت لي
ـــ ماشاءالله يا له من ولداً جميلاً و محبوب و لكن مريم عزيزتي ،
إبنتي أنتبهي لكي لا تحملي مرة أخرى
و لأنها رأتني أحدق اليها متعجبة أضافت
ـــ لأنّ الوقت مازال مبكراً و طفلك ما زال صغيراً جداً
قلت مع نفسي فهذا ليس كلامها بل وصيت والدتي وأمر والدي ،
قررت مع نفسي بأن أحمل بأسرع وقت .
دخلت والدة زوجي الى الغرفة لكي تأخذ الأكواب
و رأتني و أنا مرتدية الملابس الجديدة
رمقتني بحسد و دون أن تنتطق بكلمة واحدة خرجت من الغرفة قالت الدادا
ـــ هي تغار و تموت حسداً
ـــ لا يا دادا ما هذا الكلام
و لكني بدأت أفهم جيداً معنى نظرات والدة زوجي وكنت أتألم من الداخل
وقلت مع نفسي اللعنة علي إن أنجبت مرة أخرى ما دام هذا الوضع مستمراً
يكفي هذا الواحد ، أشعر أني شبيهة بالقماش يشدونني من الناحيتين ،
من ناحية والداي ومن الناحية الأخرى زوجي ووالدته
وأنا أتمزق في وسطهما .
أنتظروا الجزء الحادي عشر 00000
شيئاً فشيئاً والدة زوجي وبعذر أني لست ناضجة و لا خبرة لدي في تربية الأطفال وأالف عذر أخر سلبت مني زمام الأمور في كل شيء لدرجة أني لا أستطيع السيطرة على طفلي ، و مضت الايام والشهور وأصبح عمر طفلي سنة وشيئاً فشيئاً بدأ بالتكلم و أول ما نطقه هي الشتائم والألفاظ السيئة والسوقية التي كانت جدته دائما تكررها بالمزح أو الجد ، لقد كانت تصطحبه معها الى كل مكان تذهب اليه و دون أن تستشيرني و عندما كان إبني يلفظ الكلام البذيء كنت أصرخ عليه وأاحاول منعه .
في يوم من الأيام عندما كنا جالسين نتناول الفطور كان احمد ووالدته يفطران وأنا كنت جالسة في زاوية
وأضع طفلي في أحضاني كنت أتأملهما كيف كانا يأكلان و بشهية بينما أنا حتى لا رغبة لي في الأكل
و كنت أتذكر كل ما أعانيه في حياتي بسببهما فجأة قلت
ـــ احمد حبيبي في النهاية ما هو قرارك ؟
تعجّب و بينما كان يأكل سألني
ـــ أي قرار؟ عن ماذا تتكلمين؟
ـــ ألم يتحسن وضعك ، ألست راضياً بشأن الدكان؟
ـــ طبعاً لماذا؟
ـــ كان من المفروض بأن تستخدم صبياً في الدكان ليحل مكانك و لكي تذهب إلى المدرسة العسكرية ألا تريد الذهاب ؟
ـــ سأذهب ، في يوماً ما سوف أذهب
أبتسمت لي والدته و بسخرية ، قلت أنا
ـــ متى سيأتي ذلك اليوم يا احمد ؟ كل شيء و له وقته و ما دمت شاباً يجب عليك الذهاب ،
يقولون إنّ المدرسة تحتاج الى الدراسة فلماذا كل هذا التأخير لماذا لا تسرع ؟
ـــ مريم هل ستدعيني أم ماذا؟
نهضت من مكاني و ذهبت الى نومي وأاغلقت الباب بشدة خلفي ، فسمعت صوت والدته و ببراءة و لكن بصوت عالي و طبعاً لكي تسمعني قالت
ـــ هي ماذا بها لماذا تتصرف على هذا النحو
ـــ دعك منها وأاسكبي لي الشاي من الممكن أنها متضايقة من أمر ما
ـــ إن كانت متضايقة من أمر ما فلماذا تصب غضبها علينا ؟
بعدها سمعتها تهمس بصوتٍ منخفض في إذن احمد مرة أخرى بدأت تحرض احمد علي ،
فجأة دفع الباب و بشدة و رأيت والدته و بجوارها ولدي صامتة و جالسة في زاوية و رأيت في وجهها علائم الانتصار سألني احمد و قد كان غاضباً
ـــ ماذا بكي ؟ لماذا لم تتناولي فطورك؟
ـــ لا رغبة لدي
ـــ لا رغبة لديك ؟ ماهذه التصرفات التي تقومين بها ؟ الا يحق لنا بمعرفتها ؟
ـــ الا تفهم ، الا تفهم بأني قد تعبت فهذه ليست حياة فالحياة ليست فقط طعام و شراب و نوم
الا تريد أن تفعل لنفسك شيئاً ألم تفكر في إبنك ألا تفكر في مستقبله
هل انت راضياً من هذه الحياة المحقرة
وبإصبعي أشرت على المنزل صرخ قائلاً
ـــ لماذا لا تدعيني أن أعيش بسلام في منزلي ماذا تريدين مني لماذا دائماً تختلقين الأعذار لتنكدي علي حياتي أنا لا أفهمك تكلمي بوضوح لكي أفهم ما الذي يدور في ذهنك
ها أنا كما كنت ألم ترينني منذ البداية فأنا لم أجري ورائك و هل جريت ؟
أنت بنفسك جئتي الي و رأيتيني وأعجبتك
لقد كان طفلي خائفاً من والده و هو يصرخ علي و كان يبكي صرخ احمد و قال
ـــ أنت لقد أصبحتي زوجتي ، زوجتي أنا
أنا احمد النجار ماذا تريدين مني في البداية لقد كان كل شيء يعجبك بي و يروق لك ،
أزار قميصي المفتوحة و يداي الخشنتان و شعري الطويل و كل شيء الآن ماذا حصل فجأة أصبح كل شيء في يزعجك ولا يعجبك
كان يقلد كل كلمة أقولها و بسخرية ، سمعت صوت والدته من الغرفة المجاورة
و هي تضحك بصوت عالي قلت
ـــ احمد تدرك ماذا تقول هيا أصمت
صرخ مرة أخرى و قال
ـــ الان أصبحتي تأمرينني و تسيرنني على هواك ،
احمد حبيبي خذ هذا الكريم و ضعه على يداك لك تصبح ناعمتان ،
احمد حبيبي إزار قميصك مفتوحة أغلقهما ليس جيدا ً،
احمد حبيبي سرّح شعرك و أدخله تحت القبعة ،
احمد حبيبي قص شعرك لأنه يتساقط في الطعام إفعل هذا ولا تفعل هذا
و في اليوم عشرون مرة تسألينني احمد ألن تذهب الى المدرسة العسكرية إذا متى ستذهب
و هل عندما تعرفت عليكي كنت أذهب الي المدرسة ،
أنا متى قلت لك بأني سأذهب الى المدرسة العسكرية
رديت عليه و أنا غاضبة و قلت
ـــ خلف جدار حديقة القصر ألم تقل هذا الكلام ؟
ـــ حسناً انا قلتها فقط لكي أفرح قلبك ، غلطة وأرتكبتها و الآن أدفع ثمنها
لم أحتمل كلامه صرخت وقلت
ـــ الا تتذكر ذلك اليوم عندما جردتني أمك من السوار و الأقراط أالم تقل لي سوف تذهب الى المدرسة العسكرية و بعدها ستحضر لي أفضل منها
صرخت والدة زوجي من الغرفة الثانية و قالت
ـــ إذا أنت تريدين ذهباً و جواهرا
ً و لماذا تدخلينني أنا بمشكلتك و هل كانت عيناك على هذه الأقراط قاطعها احمد و قال
ـــ وماذا أفعل لك هل تريدين أن أسرق لكي جواهر و هل في المدرسة العسكرية يوزعون السوار والأقراط لقد أتعبتيني ، أنا لن أضع كريم ليدي ليضعه ابن عمك حتى تصبح يداه ناعمة
فأنا لا أكل الخبز الجاهز لكي أضع كريم على يدي لتصبح ناعمة
فأنا أكد و أتعب و أعمل ليل نهار لكي أعيلك أنت و طفلك ،
أنا لن أذهب الى المدرسة فالذهاب اليها يحتاج لمصاريف ووو.....
ـــ والدي سيتكفل بالمصاريف
ـــ أنا لا أريد من والدك المال ، هذا أنا كما أنا و لن أصبح أفضل من ما أنا عليه
فأنا قد تزوجت زوجة و ليس زوج، هذا أنا إن أعجبتك أم لا
ـــ يكفي أذهب الآن ولا تصرخ علي ولا تسقط نفسك أكثر من عيني
قالت والدته و بقصد جرحي
ـــ احمد عزيزي لا تحمل هماً يا عزيزي هي أخطأت و قالت شيئاً و هي الآن نادمة سامحها
قلت لها
ـــ أتحسبيني لا أعرف بأنك أنت من يحرضه علي و هل أرتحتي الآن فكل هذه المشاكل أنت سببها
ـــ أنا ؟ أنا أم أنت التي تقولين احمد سقط من عينك ألا تحبينه كالسابق
و هل شبعتي و لا تدعيني أن أقول لكي اكثر
احمد أمر والدته بأن تسكت قالت
ـــ حسناً صأصمت و هذا جزائي و اللعنة علي والدي اذا بقيت دقيقة واحدة في هذا المنزل
لقد كان إبن يبكي حملته في أحضاني و كنت أرتجف ذهبت والدته وأخذت أمتعتها
و من ثم خرجت من المنزل ألتفت احمد الي و قال
ـــ هل أرتحتي الان ؟ وهل هذا ما كنتي تريدينه؟
وهو ايضا ً أخذ المال من الصندوق و من ثمّ خرج من المنزل ظليت وحدي مع إبني،
لم أعد أحتمل
و سالت دموعي وأحدق بإبني وأبكي على حظي و كانت دموعي تغسل وجه إبني بعدها ذهبت و البسته الملابس التي كنت أريدها ومن ثم نيمته كنت عاجزة عن الوقوف على قدماي أخذت الأطباق و غسلتها
و نظفت المنزل و جعلته نظيفا و في العصر عندما أستيقظ إبني من النوم لعبت قليلا معه و علمته بعض الكلمات لكي يقولها ،
حلّ الليل و لم يأتي احمد الى المنزل حضرت العشاء لإبني و أطعمته و من ثمّ نيمته ،
كانت الساعة الثانية صباحاً وأنا كنت قد أقفلت باب الغرفة
رجع احمد و من خلف الباب قال
ـــ مرمر حبيبتي تعالي لكي نتصالح لم أجب ركل الباب ومن ثمّ قلت
ـــ لا تحدث ضجة الطفل نائم ، دعني و شأني يا احمد
قال و بصوت مرهق من خلف الباب
ـــ مرمر حبيبتي أفتحي الباب ومن ثمّ سقط و نام مكانه خلف الباب
مضت أربعة أيام و نحن ما زلنا متخاصمين ولا نتكلم مع بعض و لكني كنت أشعر بالسعادة
لأنّ والدته قد رحلت و كنت أتمنى أن لا ترجع أبدا
ً و الليلة الخامسة حضر احمد الى المنزل و كان واضحاً بأنه قد شرب مرة أخرى من تلك القذارة
و هذا الشيء كان يعذبني أكثركان إبني نائماً و أنا كنت جالسة و مشغولة بالحياكة من دون أن يقول كلمة واحدة أحضر القلم و الحبر و الورق و جلس بجواري ،
نظرت اليه ومن دون أي مقدمه سألني
ـــ ماذا أكتب ؟
لم أرد عليه بشيء مرة أخرى سألني
ـــ ماذا أكتب ؟
ـــ لا أعرف أكتب ما تريد
ـــ انا أريدك أنت
أخذ القلم و من ثمّ كتب " مريم مريم مريم"
من دون أن أرد ذلك أبتسمت إليه ثم رمقني بتلك النظرة التي تسحرني مدّ يده بإتجاهي و قال
ـــ مرمر
مرة أخرى ضعفت و لم أتمالك نفسي ذهبت اليه من دون إرادتي
ـــ مرمر حبيبتي يجب أن أذهب و أحضر والدتي
ـــ هي التي أرادت الذهاب
ـــ إلى أين تذهب لا يوجد مكان لتذهب اليه مأكد قد ذهبت عند ابن خالتي في ورامين
<< ورامين هي مدينة من مدن ايران>>
ستبقى يوم أوإثنين أو ثلاثة فهي لا تسطيع البقاء للأبد هناك يجب علي أن أذهب لإحضارها
أقترب مني أكثر و قال
ـــ هل تضايقتي ؟
عندما أكون بقربه أنسى الدنيا و ما فيها لقد نسيت كل همومي و مشاكلي ، كم كان طيب القلب
ـــ لا لماذا أتضايق أذهب و أحضرها
و في تلك الليلة عندما كنت نائمة بقربه و على صدره قلت
ـــ احمد حبيبي سامحني أنا كنت المذنبة و كل الذي حصل بسببي سامحني
أبتسم لي و ضمني بقوة اليه و من ثمّ قال
ـــ لا عليك
أول الشهر و أتت الدادا لزيارتي و كانت تنصحني و بعدها أخبار الجميع كالعادة سألتها
ـــ ما آخر الأخبار؟
ـــ أخبار جيدة
ـــ ماذا أخبريني بسرعة
ـــ منصور لقد تزوج
ـــ اها .
ـــ نعم منصور قد تزوج ، ويقولون إن زوجته مثقفة وأيضاً شاعرة
ـــ ما إسمها ؟
ـــ شهناز، يقولون إنها تكبره بأربعة سنوات و عمرها تقريبا 34 و قد أشرطت و كان شرطها أنها هي ليست إجتماعية ولا تحب الذهاب الى المناسبات و إن كل واحد حر بما يفعله ،
و يقولون إنها مريضة وبمرض اسمه آبله<> وهي تخجل بأن يرى أحداً وجههـــا .
و لكن لا أعرف لماذا شعرت بالغيرة فأنا لا أحب منصور
ولكن ما هذا الشعور، أرتحت و فرحت كثيراً لأجله و قلت في نفسي يستحق ذلك و بنفس اللحظة أشفقت عليه لأنه قد تزوج من إمرأة مريضة و أضافت الدادا
ـــ الجميع يمتدحها يقولون إنها إمرأة بكل معنى الكلمة أصيلة
و الجميع يحترمها من الغرباء الى الخدم و الجميع يحبها ،
مريم عزيزتي لماذا لا تهتمين بمظهرك
لماذا ما زلتي ترتدين نفس الملابس التي أحضرتها معك من بيت والدك
لماذا لا تشترين غيرها فأنت شابة و يجب أن تهتمي بمظهرك من أجل زوجك
ذهبت و رأيت نفسي في المرآة لقد كانت الدادا على حق كنت في حالة يرثى لها
أنا و بهذا الشباب و بهذا الجمال لا أملك فستاناً جديداً ومن دون مقدمات قلت
ـــ دادا عزيزتي هيا بنا لنذهب للتبضع أريد أن أشتري قماشاً
لكي تأخذيه للخياطة والدتي لتخيطه لي
ذهبنا إلى السوق و في الطريق قالت الدادا
ـــ لماذا لا تشترين قطعتين من القماش وتفصلي فستانين بدل الواحد
ـــ و لكن بمقاس من ستقوم بتفصيله؟
ـــ طبعاً بمقاس حبيبتي شهرزاد
ـــ هل هي كبرت إلى هذا الحد
ـــ ما شاءالله لقد أصبحت إمرأة و لكن هي قليلا ممتلئة
أكثر منك فأنتي قد أصبحتي نحيفة جدا لم يبقى منك سوى جلد و عظم
سألتها و أنا فرحة كالأطفال عندما يفرحون لحصولهم على لعبة جديدة
ـــ متى سيجهز الفستان؟
ــ بعد 7 او 8 أيام انشاءالله
بعد مرور 8 ايام رجعت الدادا و أحضرت معها الملابس الجديدة
و بإلحاح منها لبستها لكي تراها علي المسكينة
كم هي طيبة فهي سعيدة من أجلي وفرحة لفرحتي
و كأنني حقاً ابنتها
كانت دائماً تدعي لي بالخير و السعادة
و كانت تأخذ طفلي في أحضانها و تقبله بحرارة و حنان
و بلحظة أخفضت صوتها و كأنها لا تريد أحداً أن يسمعها قالت لي
ـــ ماشاءالله يا له من ولداً جميلاً و محبوب و لكن مريم عزيزتي ،
إبنتي أنتبهي لكي لا تحملي مرة أخرى
و لأنها رأتني أحدق اليها متعجبة أضافت
ـــ لأنّ الوقت مازال مبكراً و طفلك ما زال صغيراً جداً
قلت مع نفسي فهذا ليس كلامها بل وصيت والدتي وأمر والدي ،
قررت مع نفسي بأن أحمل بأسرع وقت .
دخلت والدة زوجي الى الغرفة لكي تأخذ الأكواب
و رأتني و أنا مرتدية الملابس الجديدة
رمقتني بحسد و دون أن تنتطق بكلمة واحدة خرجت من الغرفة قالت الدادا
ـــ هي تغار و تموت حسداً
ـــ لا يا دادا ما هذا الكلام
و لكني بدأت أفهم جيداً معنى نظرات والدة زوجي وكنت أتألم من الداخل
وقلت مع نفسي اللعنة علي إن أنجبت مرة أخرى ما دام هذا الوضع مستمراً
يكفي هذا الواحد ، أشعر أني شبيهة بالقماش يشدونني من الناحيتين ،
من ناحية والداي ومن الناحية الأخرى زوجي ووالدته
وأنا أتمزق في وسطهما .
أنتظروا الجزء الحادي عشر 00000
رد: مأساة مريم ( قصة حقيقية ) سأرويها لكم على حلقات
الجزء الحادي عشر :
فأنا منذ شهرين قد قمت بإفطام ولدي ، ولقد كانت والدة زوجي بإستمرار لا تكف عن مضايقتي وعن إزعاجي و بدأت شيئا فشيئاً أشعر بالندم لكوني أصبحت زوجة ولدها ، في كل لحظة يضاف ألم آخر الى آلامي كنت أقول في نفسي احمد لا يشبهها إنه طيب و سيصبح أفضل .
كنت قادمة من الحمام مرتدية ملابسي الجديدة التي حتى الآن لم يراها احمد و كان شعري منثوراً على أكتافي وكنت بكامل زينتي ، والدة زوجي التي كانت جالسة على مائدة العشاء و تنتظر قدوم احمد ترمقني بنظرة مليئة بالحسد قالت
ـــ إلى أين و بكل هذه الأناقة
ـــ ولا مكان ، هنا في منزلي
لقد كنت فرحة جداً و كنت فاتنة جداً ، لقد أصبحت أطول وأنحف من السابق ، سألتني
ـــ كل هذه الزينة من أجل المنزل
ضحكت و قلت
ـــ طبعاً هل المرء فقط يجب أن يكون متزيناً عندما يذهب الى مكان فإن كل هذه الأناقة و الزينة من أجل زوجي
شدت على شفتيها من الحسد و الغيرة و بقصد أن تجرحني قالت
ـــ في زمانا إن تزينا والدة زوجنا تقوم القيامة على رأسنا و ما أن تشبعنا ضرباً مفصلاً من أزواجنا لا يرتاح بالها
ـــ والدة أزواجكن تخطئ بأفعالها هذه
ـــ لا أعلم من الممكن نحن لم نتجرأ على هذه الفعلة أو لم نكن جريئين بما فيه الكفاية
وصل احمد و هي سكتت في الحال لا أعرف من الخوف أم كانت تدبر لأمراً ما .
بروية احمد مبتسماً لي و بنظرته إلي بوله وشغف كنت أقول في نفسي أني أنا المنتصرة .
بعد العشاء جلس بجواري احمد ووالدته حملت طفلي الذي كان نائماً و أنصرفت .
فمنذ أن قمت بفطام ولدي بإلحاحها و رغماً عني قد أنتزعته مني و بالليل كانت تعجله ينام معها .
لست متضايقة بهذا الشأن
فأنا معتادة على الدادا و في عائلتنا الطفل نادراً ما ينام مع والديه و الدادا كانت بمثابة الأم الثانيه للطفل
و لكن المشكلة هنا بأن والدة زوجي تحرض إبني علي
فهي تفعل ما بوسعها لكي تجعله يتعلق بها أكثر لكي لا يستطيع الإبتعاد عنها
و كان هدفها من هذا الشيء هو لكي أرغم أنا و أعيش معها تحت سقفاً واحد .
بعد خروجها أقترب مني احمد أكثر و سألني
ـــ لماذا دائماً عيناك تسحراني ، مرمر ماذا تفعلين لكي تزدادي جمالاً كل يوم ؟
ـــ لا شيء ، فقط لأن عندي زوجاً طيباً
ـــ فقط هذا؟
كان قريباً مني و ينظر الي بلهفة و كنت أنجذب إليه أكثر فأكثر
فجأة سمعنا صوت أحدهم يطرق الباب
ـــ في هذه الساعة ؟
نهض احمد وبإكراه من مكانه و أنا أبتعدت عنه ، و ذهب ليفتح الباب ،
بعدها سمعت ترحيباً و بعدها صوت والدة زوجي وهي ترحب و أصوات غريبة
لم أسمعها من قبل ، دخل احمد مسرعاً
و رتب الغرفة وأنا وضعت الحجاب على رأسي فتح الباب و والدة زوجي قالت
ـــ تفضلوا بالدخول
دخلا رجلين ضخمين و برفقتهما إمرأة سمراء و نحيلة ليست جميلة
و لكن أيضاً ليست بقبيحة كانت مقبولة و كانت تدعى كوثر كانت ملابسهم رثة ومتسخة
كان يبدوا عليهم قرويين ما إن دخلوا رائحة العرق مع رائحة حذائهما الكريهة
قد فاحت في الغرفة من رائحتهم شعرت بالغثيان مع كل هذا فهم أقارب زوجي
و الأدب يحكم علي إحترامهم و فعلاً أحترمتهم و أستقبلتهم بكل أدب و رحبت بهم في منزلي
و قمت بكل ما يلزم كزوجة و سيدة بيت .
في الليل كان الرجلين مع والدة زوجي يتحدثان في زواية و أنا و احمد و كوثر
في زواية أخرى من الغرفة جالسين فجأة نهض احمد و قال لكوثر
ـــ الآن سأجلب لكي فراشاً
كأنه لا يراني و كأني لست موجودة ، و كوثر أيضاً دون أن تهتم لأمري قالت
ـــ لا أريد إزعاجك
ـــ هل تهتمين لأمري
ـــ كثيراً
ذهبت خلف احمد الى الغرفة و أغلقت الباب خلفي و قلت
ـــ احمد ما معنى هذا؟ نحن ليس لدينا فراشاً إضافياً
أشار الى فراشنا و قال
ـــ إذا ما هذا؟
ـــ و لكن هذا فراشنا!
ـــ فليكن ، فهم لا يريدون أن يأخذوه معهم
ـــ إذا نحن أين ننام ؟
ـــ فوق الأرض ، هي ليلة واحدة و ليست مئة ليلة هم أقاربي ولقد حضروا لزيارتنا
و من واجبي إكرامهم
ـــ و لكن ....
ـــ هل أنت متضايقة من وجودهم ؟ الآن سأذهب و أقول لهم اذهبوا الى بيتكم ،
زوجتي لن تعطيكم فراشاً
توجه الى ناحية الباب ركضت خلفه و أمسكته من ذراعه
ـــ احمد !!!!
ـــ أتركيني ، فأنا لا أستطيع أن أستقبل ضيفاً في منزلي
ـــ احمد حبيبي لا تفعل هذا ليس عدلاً أخفض سيسمعون لا تثر فضيحة تعال و خذ الفراش إليهم
و بحالة غضب و رجع و حمل كل فراشنا و أخذه إليهم ، فرش فراش كوثر و قال
ـــ تفضلي كوثر و سامحينا
ـــ شكرا
أنا و احمد و إبننا نمنا على السجاد من دون فراش و أخذت عبائتي و تغطينا بها قال احمد
ـــ غطي الطفل أنا لا أريد
ـــ و لكن ستصاب بالبرد فالجو بارد
ـــ انا لا أشعر بالبرد ، هيا نامي
كنت مستلقية و كنت لا أشعر بالنعاس ما زلت مستيقظة و بعد ساعة رأيت احمد فتح الباب بهدوء
و خرج ثم أغلق الباب خلفه شعرت بشيءً يعصر قلبي ، أنصدمت و هل انا أحلم ؟
لالا أنا مستيقظة 0.
لماذا أنا أصبحت حساسة ، من الممكن أنه قد ذهب الى الحمام لقضاء حاجته موكد 0
ألم يكن يذهب في الليالي السابقة ؟ و لكن في تلك الأيام لم أكن أشك كنت أنام و أنا مرتاحة البال
و لا أشعر بالقلق من ناحيته و لكن اذا ذهب الى الحمام لماذا لا أسمع صوت باب الحمام
هو يفتح أو يغلق ؟
فجأة سمعت صوتاً خفيفاً و كان صوت ضحكة إمرأة و... نهضت من مكاني رغماً عني
كنت لا أستطيع الوقوف أظلمت الدنيا أمام عيني ، لم أذرف الدموع لا 0
لقد مضت ساعة على و أنا هنا و في هذه الغرفة المظلمة منهارة ،
و هل هذا الإحساس من الحسد ؟ لا. من الغيرة . من الإهانة التي وجهها الي .
ومن تلك اللحظة التي فتح الباب و خرج من الغرفة احمد مات بنظري ،
سقط من عيني . هل افتح النافذة ؟ لا، ولدي سيصاب بالزكام ،
كيف أستطاع أن يقدم على هذا الشيء الدنيئ و مع من ؟
مع هذه المرأة القذره و الحقيرة و الذي لا تساوي شييء كيف فضلها علي و كيف أستطاع ذلك ؟
في منزلي و في فراشي و من دون أن يخجلا و لكن لا ،
موكد أنا أتوهم الأشياء و ليس أكثر و الآن سيأتي الى الغرفى
و أنا سأشعر بالخجل من نفسي لأني فكرت هكذا و بهذه الطريقة 0
آآآآآآه إذا لماذا لا يأتي ! مضت ربع ساعة ، نصف ساعة ، ساعة ....
أنظر إلى الغرفة و كأني لأول مرة أراها 0 نظرت الى إبني كان كالملاك الطاهر
و بملابسه الوسخة التي كانت جدته قد صنعتها له مرمياً على الارض و كان بجواري نائما
أشفقت عليه و تقطع قلبي ألما عليه ، الى أين أذهب و ماذا أفعل به ؟
هل أدعه هنا في هذا الجحيم و المكان الحقير أم أخذه معي ؟
كيف أستطاع زوجي بأن يفضل هذه المرأة على إبنت بصير الملك ؟
على إبنت بصير الملك التى بتلك الحواجب والعيون الجميلة ومع هذه النظافة والأناقة
آآآآآه يا ليتني مت قبل أن أكتشف هذا
فخادمة القصر كانت أكثر نظافة وإحتراماً من هذه ، إن عرف والدي بهذا ،
لا لماذا يعرف والدي ؟
إن عرفت الدادا..... يا إلهي كم أحببت هذا الرجل وتخليت عن كل أهلي وعن كل شيء من أجله
والان!..... إن فتحت الباب ماذا سأرى ؟ يا الهي هل هذا هو عقابي ؟
كنت أقول أني سأغيره الى الأفضل ولكنه لم يتغير كان يقول لي وبوقاحا
الا أستطيع أن أستقبل ضيوفاً في منزلي ،
هل هذا المنزل لك ؟ يا أيها الوقح 0000
هو أيضاً مثل والدته وقحاً ولا يخجل من نفسه ولا يعرف الصحيح من الخطأ ،
هل رأيتم ماذا جنيت على نفسي ، لقد كان والدي على حق عندما قال هذا الشاب
ليس لديه لا أصل ولا نسب ، كم قال وكم نصحوني ،
أنا المذنبة أنا الذي جلبت هذا لنفسي ، والآن علي أن أحتمل ، يا الهي ما هذه الغلطة التي ارتكبتها !
... فجأة أصبت بالدهشة و تعرق جسمي 0 أليس هذا دعاء والدي لي ؟
ليت دعاء الشر أستجاب ولا دعاء الخير آآآآه والدي العزيز كم كنت محقاً
يا لها من غلطة.. يا لها من غلطة... اللعنة عليك يا مريم . هل هذا عشقك ؟ إذا تستحقين أكثر .
مضت أكثر من ساعة و أنا في صراع مع نفسي . أستلقيت بجوار ولدي و بقيت سارحة
الى أن أقترب الفجر . فجأة سمعت صوت باب الغرفة يفتح أغمضت عيني و تظاهرت بالنوم
و كان احمد
حضر و بهدوء و من دون أن يحدث ضجة نام بجواري .
في الصباح كنت مرهقة و أشعر بالصداع ذهبت الى المطبخ و شغلت نفسي بمساعدة والدة زوجي لم أكن أريد أن يقع نظري على تلك المرأة الوقحة عديمة الشرف الحقيرة و لا عليه هو 0
احمد لم يذهب الى العمل و بقي في المنزل كنت أسمع صوت ضحكته مع تلك المرأة و أخوها ووالدها .
تناولوا الفطور و لم يذهبوا إذا متى سيذهبون كان قلبي يتفطر من الداخل حان وقت الغداء
قالت لي والدة زوجي
ـــ أنت أذهبي و أجلسي معهم ليس لائقاً أن يظلوا وحدهم و أنا سأذهب لأجلب الغداء
ـــ لا سيدتي أنتي أذهبي عندهم و أنا سأجلب الغداء
ـــ مريم ماذا بك ؟ ماذا جرى مرة أخرى لماذا أنت متضايقة ؟ هل هذا كله بسبب ضيوفي ؟
ـــ دعيني و شأني فأنا لا رغبة لي في الكلام يكفيني ما أنا عليه
ـــ لماذا وما الذي يضايقك
أدرت لها ظهري وأنصرفت وفي طريقي صادفت احمد قال لي وبصوت منخفض
ـــ مريم لا تدعين الضيوف يغادرون الليلة ألحي عليهم لكي يبقوا إن لم تطلبي أنتي منهم فلن يبقوا
يا له من رجل وقح ولا يخجل من نفسه كنت أريد القول له ليذهبوا الى الجحيم
ولكن إن قلت له هذا الكلام كان يجب علي أن أوضح له لماذا
لا أريدهم أن يبقوا رمقته بنظرة و كلها غضب و إشمئزاز ومن ثم أبتعدت عنه و ذهبت 0
لم يكن يلزم أن أطلب منهم البقاء فهم بنفسهم قد بقيوا 0
الليلة كانت كوثر قد أصبحت أكثر وقاحة من قبل قالت لوالدة زوجي
ـــ الليلة دوري أنا أنتي التي تبخطي وأنا سأغسل الأطباق
والدة زوجي نظرت الي وقالت
ـــ أنظري ما أشطرها
لقد شعرت بكلامها كالسهم أخترق قلبي ، قال احمد
ـــ إذا أنا سأساعدك
جمعا الأطباق مع بعض وأخذوها الى المطبخ أردت النهوض من مكاني
وأقول أنا سأقوم بهذا العمل ولكني لم أستطع كانت قدماي لا تحملاني
لقد كانتا كالصخرة لم يتحركا
لقد حان وقت النوم مرة أخري تظاهرت بالنوم وهو أيضا تظاهر بالنوم
ثم بهدوء نهض من مكانه و فتح و خرج و أغلق الباب خلفه 0
ظليت وحدي ومع عذابي و آهاتي كنت أتنفس بصعوبة و أبكي على حظي
فأنا الآن أحصد ما زرعت جلست ووضعت رأسي بين ذراعي
وضغطت عليه بقوة و مرة أخرى أظلمت الدنيا أمامي
تنفست بعمق ، يا الهي أنقذني آآآآآآآه يا لها من غلطة قد أرتكبتها والآن أدفع ثمنها 0
يتبع 0000
فأنا منذ شهرين قد قمت بإفطام ولدي ، ولقد كانت والدة زوجي بإستمرار لا تكف عن مضايقتي وعن إزعاجي و بدأت شيئا فشيئاً أشعر بالندم لكوني أصبحت زوجة ولدها ، في كل لحظة يضاف ألم آخر الى آلامي كنت أقول في نفسي احمد لا يشبهها إنه طيب و سيصبح أفضل .
كنت قادمة من الحمام مرتدية ملابسي الجديدة التي حتى الآن لم يراها احمد و كان شعري منثوراً على أكتافي وكنت بكامل زينتي ، والدة زوجي التي كانت جالسة على مائدة العشاء و تنتظر قدوم احمد ترمقني بنظرة مليئة بالحسد قالت
ـــ إلى أين و بكل هذه الأناقة
ـــ ولا مكان ، هنا في منزلي
لقد كنت فرحة جداً و كنت فاتنة جداً ، لقد أصبحت أطول وأنحف من السابق ، سألتني
ـــ كل هذه الزينة من أجل المنزل
ضحكت و قلت
ـــ طبعاً هل المرء فقط يجب أن يكون متزيناً عندما يذهب الى مكان فإن كل هذه الأناقة و الزينة من أجل زوجي
شدت على شفتيها من الحسد و الغيرة و بقصد أن تجرحني قالت
ـــ في زمانا إن تزينا والدة زوجنا تقوم القيامة على رأسنا و ما أن تشبعنا ضرباً مفصلاً من أزواجنا لا يرتاح بالها
ـــ والدة أزواجكن تخطئ بأفعالها هذه
ـــ لا أعلم من الممكن نحن لم نتجرأ على هذه الفعلة أو لم نكن جريئين بما فيه الكفاية
وصل احمد و هي سكتت في الحال لا أعرف من الخوف أم كانت تدبر لأمراً ما .
بروية احمد مبتسماً لي و بنظرته إلي بوله وشغف كنت أقول في نفسي أني أنا المنتصرة .
بعد العشاء جلس بجواري احمد ووالدته حملت طفلي الذي كان نائماً و أنصرفت .
فمنذ أن قمت بفطام ولدي بإلحاحها و رغماً عني قد أنتزعته مني و بالليل كانت تعجله ينام معها .
لست متضايقة بهذا الشأن
فأنا معتادة على الدادا و في عائلتنا الطفل نادراً ما ينام مع والديه و الدادا كانت بمثابة الأم الثانيه للطفل
و لكن المشكلة هنا بأن والدة زوجي تحرض إبني علي
فهي تفعل ما بوسعها لكي تجعله يتعلق بها أكثر لكي لا يستطيع الإبتعاد عنها
و كان هدفها من هذا الشيء هو لكي أرغم أنا و أعيش معها تحت سقفاً واحد .
بعد خروجها أقترب مني احمد أكثر و سألني
ـــ لماذا دائماً عيناك تسحراني ، مرمر ماذا تفعلين لكي تزدادي جمالاً كل يوم ؟
ـــ لا شيء ، فقط لأن عندي زوجاً طيباً
ـــ فقط هذا؟
كان قريباً مني و ينظر الي بلهفة و كنت أنجذب إليه أكثر فأكثر
فجأة سمعنا صوت أحدهم يطرق الباب
ـــ في هذه الساعة ؟
نهض احمد وبإكراه من مكانه و أنا أبتعدت عنه ، و ذهب ليفتح الباب ،
بعدها سمعت ترحيباً و بعدها صوت والدة زوجي وهي ترحب و أصوات غريبة
لم أسمعها من قبل ، دخل احمد مسرعاً
و رتب الغرفة وأنا وضعت الحجاب على رأسي فتح الباب و والدة زوجي قالت
ـــ تفضلوا بالدخول
دخلا رجلين ضخمين و برفقتهما إمرأة سمراء و نحيلة ليست جميلة
و لكن أيضاً ليست بقبيحة كانت مقبولة و كانت تدعى كوثر كانت ملابسهم رثة ومتسخة
كان يبدوا عليهم قرويين ما إن دخلوا رائحة العرق مع رائحة حذائهما الكريهة
قد فاحت في الغرفة من رائحتهم شعرت بالغثيان مع كل هذا فهم أقارب زوجي
و الأدب يحكم علي إحترامهم و فعلاً أحترمتهم و أستقبلتهم بكل أدب و رحبت بهم في منزلي
و قمت بكل ما يلزم كزوجة و سيدة بيت .
في الليل كان الرجلين مع والدة زوجي يتحدثان في زواية و أنا و احمد و كوثر
في زواية أخرى من الغرفة جالسين فجأة نهض احمد و قال لكوثر
ـــ الآن سأجلب لكي فراشاً
كأنه لا يراني و كأني لست موجودة ، و كوثر أيضاً دون أن تهتم لأمري قالت
ـــ لا أريد إزعاجك
ـــ هل تهتمين لأمري
ـــ كثيراً
ذهبت خلف احمد الى الغرفة و أغلقت الباب خلفي و قلت
ـــ احمد ما معنى هذا؟ نحن ليس لدينا فراشاً إضافياً
أشار الى فراشنا و قال
ـــ إذا ما هذا؟
ـــ و لكن هذا فراشنا!
ـــ فليكن ، فهم لا يريدون أن يأخذوه معهم
ـــ إذا نحن أين ننام ؟
ـــ فوق الأرض ، هي ليلة واحدة و ليست مئة ليلة هم أقاربي ولقد حضروا لزيارتنا
و من واجبي إكرامهم
ـــ و لكن ....
ـــ هل أنت متضايقة من وجودهم ؟ الآن سأذهب و أقول لهم اذهبوا الى بيتكم ،
زوجتي لن تعطيكم فراشاً
توجه الى ناحية الباب ركضت خلفه و أمسكته من ذراعه
ـــ احمد !!!!
ـــ أتركيني ، فأنا لا أستطيع أن أستقبل ضيفاً في منزلي
ـــ احمد حبيبي لا تفعل هذا ليس عدلاً أخفض سيسمعون لا تثر فضيحة تعال و خذ الفراش إليهم
و بحالة غضب و رجع و حمل كل فراشنا و أخذه إليهم ، فرش فراش كوثر و قال
ـــ تفضلي كوثر و سامحينا
ـــ شكرا
أنا و احمد و إبننا نمنا على السجاد من دون فراش و أخذت عبائتي و تغطينا بها قال احمد
ـــ غطي الطفل أنا لا أريد
ـــ و لكن ستصاب بالبرد فالجو بارد
ـــ انا لا أشعر بالبرد ، هيا نامي
كنت مستلقية و كنت لا أشعر بالنعاس ما زلت مستيقظة و بعد ساعة رأيت احمد فتح الباب بهدوء
و خرج ثم أغلق الباب خلفه شعرت بشيءً يعصر قلبي ، أنصدمت و هل انا أحلم ؟
لالا أنا مستيقظة 0.
لماذا أنا أصبحت حساسة ، من الممكن أنه قد ذهب الى الحمام لقضاء حاجته موكد 0
ألم يكن يذهب في الليالي السابقة ؟ و لكن في تلك الأيام لم أكن أشك كنت أنام و أنا مرتاحة البال
و لا أشعر بالقلق من ناحيته و لكن اذا ذهب الى الحمام لماذا لا أسمع صوت باب الحمام
هو يفتح أو يغلق ؟
فجأة سمعت صوتاً خفيفاً و كان صوت ضحكة إمرأة و... نهضت من مكاني رغماً عني
كنت لا أستطيع الوقوف أظلمت الدنيا أمام عيني ، لم أذرف الدموع لا 0
لقد مضت ساعة على و أنا هنا و في هذه الغرفة المظلمة منهارة ،
و هل هذا الإحساس من الحسد ؟ لا. من الغيرة . من الإهانة التي وجهها الي .
ومن تلك اللحظة التي فتح الباب و خرج من الغرفة احمد مات بنظري ،
سقط من عيني . هل افتح النافذة ؟ لا، ولدي سيصاب بالزكام ،
كيف أستطاع أن يقدم على هذا الشيء الدنيئ و مع من ؟
مع هذه المرأة القذره و الحقيرة و الذي لا تساوي شييء كيف فضلها علي و كيف أستطاع ذلك ؟
في منزلي و في فراشي و من دون أن يخجلا و لكن لا ،
موكد أنا أتوهم الأشياء و ليس أكثر و الآن سيأتي الى الغرفى
و أنا سأشعر بالخجل من نفسي لأني فكرت هكذا و بهذه الطريقة 0
آآآآآآه إذا لماذا لا يأتي ! مضت ربع ساعة ، نصف ساعة ، ساعة ....
أنظر إلى الغرفة و كأني لأول مرة أراها 0 نظرت الى إبني كان كالملاك الطاهر
و بملابسه الوسخة التي كانت جدته قد صنعتها له مرمياً على الارض و كان بجواري نائما
أشفقت عليه و تقطع قلبي ألما عليه ، الى أين أذهب و ماذا أفعل به ؟
هل أدعه هنا في هذا الجحيم و المكان الحقير أم أخذه معي ؟
كيف أستطاع زوجي بأن يفضل هذه المرأة على إبنت بصير الملك ؟
على إبنت بصير الملك التى بتلك الحواجب والعيون الجميلة ومع هذه النظافة والأناقة
آآآآآه يا ليتني مت قبل أن أكتشف هذا
فخادمة القصر كانت أكثر نظافة وإحتراماً من هذه ، إن عرف والدي بهذا ،
لا لماذا يعرف والدي ؟
إن عرفت الدادا..... يا إلهي كم أحببت هذا الرجل وتخليت عن كل أهلي وعن كل شيء من أجله
والان!..... إن فتحت الباب ماذا سأرى ؟ يا الهي هل هذا هو عقابي ؟
كنت أقول أني سأغيره الى الأفضل ولكنه لم يتغير كان يقول لي وبوقاحا
الا أستطيع أن أستقبل ضيوفاً في منزلي ،
هل هذا المنزل لك ؟ يا أيها الوقح 0000
هو أيضاً مثل والدته وقحاً ولا يخجل من نفسه ولا يعرف الصحيح من الخطأ ،
هل رأيتم ماذا جنيت على نفسي ، لقد كان والدي على حق عندما قال هذا الشاب
ليس لديه لا أصل ولا نسب ، كم قال وكم نصحوني ،
أنا المذنبة أنا الذي جلبت هذا لنفسي ، والآن علي أن أحتمل ، يا الهي ما هذه الغلطة التي ارتكبتها !
... فجأة أصبت بالدهشة و تعرق جسمي 0 أليس هذا دعاء والدي لي ؟
ليت دعاء الشر أستجاب ولا دعاء الخير آآآآه والدي العزيز كم كنت محقاً
يا لها من غلطة.. يا لها من غلطة... اللعنة عليك يا مريم . هل هذا عشقك ؟ إذا تستحقين أكثر .
مضت أكثر من ساعة و أنا في صراع مع نفسي . أستلقيت بجوار ولدي و بقيت سارحة
الى أن أقترب الفجر . فجأة سمعت صوت باب الغرفة يفتح أغمضت عيني و تظاهرت بالنوم
و كان احمد
حضر و بهدوء و من دون أن يحدث ضجة نام بجواري .
في الصباح كنت مرهقة و أشعر بالصداع ذهبت الى المطبخ و شغلت نفسي بمساعدة والدة زوجي لم أكن أريد أن يقع نظري على تلك المرأة الوقحة عديمة الشرف الحقيرة و لا عليه هو 0
احمد لم يذهب الى العمل و بقي في المنزل كنت أسمع صوت ضحكته مع تلك المرأة و أخوها ووالدها .
تناولوا الفطور و لم يذهبوا إذا متى سيذهبون كان قلبي يتفطر من الداخل حان وقت الغداء
قالت لي والدة زوجي
ـــ أنت أذهبي و أجلسي معهم ليس لائقاً أن يظلوا وحدهم و أنا سأذهب لأجلب الغداء
ـــ لا سيدتي أنتي أذهبي عندهم و أنا سأجلب الغداء
ـــ مريم ماذا بك ؟ ماذا جرى مرة أخرى لماذا أنت متضايقة ؟ هل هذا كله بسبب ضيوفي ؟
ـــ دعيني و شأني فأنا لا رغبة لي في الكلام يكفيني ما أنا عليه
ـــ لماذا وما الذي يضايقك
أدرت لها ظهري وأنصرفت وفي طريقي صادفت احمد قال لي وبصوت منخفض
ـــ مريم لا تدعين الضيوف يغادرون الليلة ألحي عليهم لكي يبقوا إن لم تطلبي أنتي منهم فلن يبقوا
يا له من رجل وقح ولا يخجل من نفسه كنت أريد القول له ليذهبوا الى الجحيم
ولكن إن قلت له هذا الكلام كان يجب علي أن أوضح له لماذا
لا أريدهم أن يبقوا رمقته بنظرة و كلها غضب و إشمئزاز ومن ثم أبتعدت عنه و ذهبت 0
لم يكن يلزم أن أطلب منهم البقاء فهم بنفسهم قد بقيوا 0
الليلة كانت كوثر قد أصبحت أكثر وقاحة من قبل قالت لوالدة زوجي
ـــ الليلة دوري أنا أنتي التي تبخطي وأنا سأغسل الأطباق
والدة زوجي نظرت الي وقالت
ـــ أنظري ما أشطرها
لقد شعرت بكلامها كالسهم أخترق قلبي ، قال احمد
ـــ إذا أنا سأساعدك
جمعا الأطباق مع بعض وأخذوها الى المطبخ أردت النهوض من مكاني
وأقول أنا سأقوم بهذا العمل ولكني لم أستطع كانت قدماي لا تحملاني
لقد كانتا كالصخرة لم يتحركا
لقد حان وقت النوم مرة أخري تظاهرت بالنوم وهو أيضا تظاهر بالنوم
ثم بهدوء نهض من مكانه و فتح و خرج و أغلق الباب خلفه 0
ظليت وحدي ومع عذابي و آهاتي كنت أتنفس بصعوبة و أبكي على حظي
فأنا الآن أحصد ما زرعت جلست ووضعت رأسي بين ذراعي
وضغطت عليه بقوة و مرة أخرى أظلمت الدنيا أمامي
تنفست بعمق ، يا الهي أنقذني آآآآآآآه يا لها من غلطة قد أرتكبتها والآن أدفع ثمنها 0
يتبع 0000
رد: مأساة مريم ( قصة حقيقية ) سأرويها لكم على حلقات
في الصباح الثاني نهضت بصعوبة لقد كنت ضعيفة
و لم أكن أنظر في وجه احمد كنت كالجثة بلا روح ،
نظرت الى نفسي في المرآة و تعجبت من لون وجهي ،
يا لهم من ناس كيف لم يلاحظوا على الحالة التي انا عليها
مضت 3 أيام على وجودهم كنت في المطبخ عندما جاء احمد كان يريد التحدث الي
و لم أكن أرغب بالنظر الى وجهه أقترب مني و قال
ـــ مرمر حبيبتي اليوم أيضاً أطلبي منهم البقاء
ـــ ما دخلي أنا أطلب منهم بنفسك
ـــ إن أنت لم تطلبي منهم البقاء لن يبقوا
أدرت له ظهري و قلت
ـــ لكن البارحة بقو من دون أن أطلب منهم
ـــ و لكن الآن إبن خالتي يريد الذهاب
ـــ الآن ؟ و في هذا الوقت من الظهر؟ لا تخاف حتى لو قلت لهم أذهبوا فلن يذهبوا
حينها كانت والدته مرت و سمعت حديثنا قالت
ـــ لا تطلب منهم البقاء لقد تعبت من خدمتهم إن كانت هذه زيارة خلاص قد أنتهت دعهم يذهبوا
لأول مرة أردت أن أضمها و أغرق وجهها المليئ بالتجاعيد بالقبل
كانت بالنسبة لي كالملاك المنقذ الذي أرسله الله لي ، صرخ احمد في وجهها و قال
ـــ ما دخلك أنت فهم لا يحتاجون الى خدماتك
عندما يكون الأمر في منفعته ينسى إحترام والدته كان يعرف جيداً كيف يوقفها عند حدها قالت له
ـــ الآن من أين جاء كل هذا الحب لإبن الخالة ؟
فهم احمد ما كانت تقصد والدته قال لها
ـــ أسكتوا أخيــــراً قد ذهبوا و أرتاح قلبي
و خرج احمد برفقتهم الى نهاية الزقاق كان حينها ظهراً كنت جالسة مع والدته في الغرفة
و فجأة و بدون مقدمات سألتني
ـــ مريم لماذا وجهك شاحب أنت أصبحتي نحيلة جداً
شعرت بأنها كانت مستاءة من ابن الخاله و تريد أن تفضفض ما بقلبها لي ،
لم أحتمل و أنفجرت بالبكاء و قلت
ـــ كل هذا بسبب احمد
ـــ احمد؟ ماذا فعل؟
ـــ ماذا فعل؟ ! لقد كان في الليل يذهب عند كوثر
قلت و من ثم شعرت بالندم فوالدة زوجي أندهشت و قالت
ـــ ماهذا الكلام؟
ـــ نعم هذه هي الحقيقة
ردت علي و ببرودة
ـــ لا أنت تتخيلين الأشياء احمد لا يقدم على هذا العمل ولا كوثر
ـــ أنا بنفسي رأيته يا سيدتي فأنا لست طفلة أنا أبقى ساهرة للصباح
ـــ طيب إن كنتي تقولين الصدق لماذا لم تذهبي و تمسكيه من ملابسه
وتجرينه من أحضانها لماذا لم تذهبي و تفضحيهم
كانت محقة في كلامها لماذا لم أذهب ، لأنه لم يكن ممكناً فأنا حتى لا أقدم بالتفكير بهذا الشيء
ـــ خفت أن يأتي والد كوثر و يسيل الدماء
ـــ لا عزيزتي لقد خفتي أن ينجبر و يتزوجها
ـــ يتزوجها ؟ هذه الحثالة ؟ هل أنا مت لكي يتزوجها ؟
كنت أعارضها و بنفس الوقت كنت أعاني من العذاب الذي جلبته لنفسي
كنت أحارب من أجل شيئاً لم يعد له قيمة عندي و مع هذا كله كنت أريد أن أنتصر
ـــ لماذا لا يجب أن يتزوجها ؟ لماذا تتضايقين؟
هل هي تضايقت عندما أتيتي أنت و خطفتي خطيبها منها ألستي أنت من ملأ رأسه لكي يتركها
و يتزوجك ؟
ـــ أنا لم أملأ رأسه ، هو الذي لم يكن يريدها ، و الآن بعدما شبع مني ذهب يجري خلف هذه الحثالة
أنا بنفسي كنت مندهشة من كلامي و من ألفاظي و أرى نفسي شيئاً فشيئاً بدأت أتكلم مثلهم
ـــ الحق علي لأني أردت أن أفرغ ما بداخلي لكي بنفسي أنا سأتكلم مع احمد و أضع له حداً
كنت كالأسد الهائج أجول في الغرفة ووالدته كانت في الحديقة تجول تنتظر قدوم احمد ،
فتح الباب و دخل احمد و لقد قال لوالدته
ـــ لقد ذهبوا هل أرتحتي الآن
ـــ لماذا أرتاح أنا بل قل لزوجتك لكي ترتاح و ليس أنا و منذ الصباح و هي تتفوه بالحماقات
غضب و أتجه الى ناحية الغرفة و فتح الباب و رائحة الربيع تملأ المكان دخل ووقف أمامي
ـــ تكلمي و أخبريني ماالذي تريدينه ؟
ـــ حقاً لا تعلم ما الذي أريده ؟ الا تخجل ؟
ـــ و ما الذي فعلته لكي أخجل هل قتلت أحدهم ؟
ـــ هل تظنني حمقاء لكي لا أفهم أين تذهب في الليل
حتى أني لم أرغب بلفظ إسمها توقعت منه أن يعتذر مني و يعترف بغلطته
و لكن و ببرودة أعصاب قال
ـــ طيب ذهبت ، خيراً ما فعلت بذهابي هل عندك مانع ؟
نظرت إليه بدهشة و صرخت في وجهه
ـــ إذن ذهبت ؟ الا تخجل من نفسك تاركاً زوجتك لوحدها ؟
والله عالم الى أين قد تذهب ؟ ألم تقل لك إذهب الى الجحيم ؟
ـــ لا لم تقل لي هي تحبني ؟
أدرت له ظهري و قمت بتقليده
ـــ هي تحبني ؟ يكفي احمد الا تخجل من نفسك ؟ و هذه المرأة الا تخجل من نفسها؟
ـــ و هل أنت خجلتي من نفسك ؟ أنتي أيضاً كنتي مثلها
ـــ أنا ماذا فعلت ؟ هل أتيت الى فراشك ؟
ـــ لم تحصلي على الماء و الا كنتي سباحة ماهرة
لقد عرف كيف يصوب السهم الى الهدف و بمهارة آآآآآه لقد تنهدت و لعنت نفسي الف مرة
ـــ لقد صدقت بكلامك ، فزوجة ساقطة مثلي تليق بزوجاً مثلك أنت
رفع صوته و بدأ يصرخ و قال
ـــ لقد أصبح لسانك طويلاً لقد أصبحتي كالسم لي ماذا حصل ؟ ماذا تريدين مني ؟
كانت عيناه شبية بالحيوان الذكر المتوحش الذي ابعدوا أنثته عنه آآآآه كم أشعر بالإشمئزاز منه ،
هل هذا احمد الذي عرفته منذ زمن ؟ قلت
ـــ لا لا أريد منك شيئاً أذهب و أفعل ما شئت حتى أني لا أريد أن أرى وجهك مرة أخرى
وصلت والدته و قالت
ـــ إذن لا تريدين أن تري وجهه مرة أخرى كم أصبحتي جريئة
نظرت الى احمد و أضافت
ـــ لو كنت رميت في أحضانها 3 أو 4 أطفال لم تكن تتجرأ
و تطول لسانها فالمرأة إن لم تكن أسيرة لأولادها تصبح متمردة
و غير مطيعة إن كانت مجبرة كل يوم على تغيير الحفاظات
و الإهتمام بأطفالها لم تجد فرصة لتحك شعرها و التدخل في شئون زوجها
و لتسأله أين تذهب و من أين أنت قادم
ـــ سيدتي لا تحشري أنفك بما لا يعنيك و أحفظي إحترامك عندي
قالت
ـــ هل أنت تركتي إحتراماً لأحد أنا لا أعرف من أين و منأي شيء أنت متضايقة ؟
وأنا لا أعرف لماذا أنت تختلقين الأعذاردائماً؟
أنتي تريدين لأحمد أن يذهب الى المدرسة العسكرية أنت لا تشفقين عليه
فقط تريدين أن يرتدي ملابس العسكرية وأن يصبح ذا شأن ولكي أنت أيضاً
تستطيعين أن تلبسي الملابس الجديدة التي خيطيها مؤخراً وتتباهي بها
رفعت يداي الى السماء وقلت يا الهي أرحمني ،
لقد كنت محاصرة من الطرفين والآن أيضاً قد أصبحت مذنبة ،
احمد مثل الحيوان المصاب تحرك من مكانه
ــ أين ، أين هذه الملابس
صرخت وقلت
ـــ احمد ماذاتريد أن تفعل بملابسي
كنت قد أحببت جداً هذه الملابس ، ذهب مسرعاً إلى غرفة النوم
ولم أستطيع الوصول اليه و قد ذهب الى الفستان الجديد و أمسكه من الوسط
و شده لكي يمزقه و لكنه لم يستطع ، كالحيوان هجم عليه بوحشية ومزقه بأسنانه
من ثم شطره بيده الى نصفين و من ثم رماه من النافذة الى أسفل الحديقة و قال
ـــ خذي هذا هوالفستان الجديد و أنسي ذهابي الى المدرسة العسكرية
و أعتبريه حلماً ولم و لن يتحقق
كنت أشعر بالكره ناحيته و بينما كنت ذاهبة ناحيته و أقترب منه حدقت في عيناه و قلت
ـــ لقد أرتكبت غلطة و أصبحت زوجتك أذهب
و مرة أخرى لا أريدك أن تلفظ اسمي أذهب الٍى كوثر
فأنت تليق بهذا النوع من النساء هيا أذهب و تزوجها و اللعنة علي إن قلت لك لماذا؟
ـــ سأذهب و أتزوجها شئتي أم أبيتي سأتزوجها
ـــ الى الجحيم
خرج و من ثم رجع و قال
ـــ الزواج يحتاج الى المصاريف أين وضعتي النقود ذهب الى المكان المعتاد
التي توجد فيه النقود و لم يرى شيئاً صرخ و قال
ـــ قلت لكي أين وضعتيها ؟
ـــ آخر الشهر ، أي نقود ؟ أفرغت كل النقود الموجودة في بطن أقاربك المحترمين
ـــ قلت لكي أين المفتاح ؟
كان يريد مفتاح الصندوق الذي بأمراً منه و منذ مجيئ والدته الى منزلنا
طلب مني إقفاله ووضع المفتاح تحت السجاد و عند خروجي الى البيت أخذه معي ،
أخذ المفتاح و فتح الصندوق و أخذ النقود القليلة التي كانت فيه ،
و لما رأى النقود قليلة نظر يميناً ويساراً ثم قال
ـــ أنزعي هذا من يدك
ـــ ماذا؟
ـــ الأساور
ـــ لن أنزعه الا تخجل من نفسك ؟
ـــ قلت لكي أنزعيه
كان يتصرف كالمجانين لم أكن أريد التصديق بأني مستيقظة
بل أرى كابوساً أمسك ذراعي بوحشية وحاول نزع الأساور ،
تلك الأساور التي أهدتني إياها إختي ليلى في يوم زواجي
و بينما كان يحاول نزعها جرح يدي قلت
ـــ أتركني أنا بنفسي سأنزعها
تركني و قال
ـــ أنزعيها بالحسنى
نزعت الأساور و رميتها نحوه
ـــ خذها و أغرب عن وجهي بسرعة اللعنة عليك
ـــ اللعنة على والدك
هذه المرة أنا التي أصبت بالجنون ركضت ناحيته و قلت
ـــ أخرس و لا تلفظ إسم والدي قبل لفظه يجب عليك أن تغسل فمك
فأنت لا تليق حتى بمسح حذاء والدي ولا تلفظ إسمه في هذا المنزل الحقير يا عديم الشرف
ـــ عديم الشرف هو والدك ، والدك ابن الكلب لوكان يملك ذرة من الشرف
لم يترك إبنته التي هي في الخامسة عشر من عمرها
تتجول بجوار دكاني ذلك إبن الكلب الذي 000
صرخت عليه و قلت
ـــ أنت إبن الكلب الذي تركض خلف الكلبات القذرات التي تصادفهن
و الذي بسبب ذهاب كوثر تنبح في وجه والدتك
فالصفعة التي تلقيتها كانت شديدة الى حداً أني لم أعرف ما الذي حدث ،
أصابني الدوار أتكأت على الجدار فهذه الصفعة لم تكن حتى في الحسبان
سقطت على الارض وكان مكان الصفعة يؤلمني
فهذه الصفعة قد فتحت عيناي الى الواقع فألمها كان بالنسبة لي أقل من الألم
الذي أشعر به في صميمي
لدقائق كنت أحدق ولا أصدق ما حدث قلت له
ـــ لك الحق في هذا أنا المذنبة أنا أستحق هذه الصفعة
لأني أخطأت خطأ فادحاً بالزواج منك و لكن لن أبقى ولا حتى لحظة واحدة في هذا المنزل
ظهرت والدته أمام الغرفة و القلق ظاهراً على وجهها
و كانت تحمل ولدي الذي كان خائفاً من ما يجري قال احمد
ـــ أذهبي سوف أرى إلى أين ستذهبين
قالت والدته و بصوت هادئ
ـــ مريم عزيزتي تعوذي من الشيطان و أرجعي
ـــ أتركيها دعيني أرى كيف ستذهب ؟
ذهبت و أنا مسرعة الى غرفة النوم وضعت ملابسي في الحقيبة
ووضعت العقد الذي أهداني إياه والدي يوم زواجي في عنقي
و أيضاً الخاتم الذي أهدتني إياه والدتي وضعته في إصبعي
و القلادة التي أهداني إياها احمد في يوم ولادة إبني ،
صرخ احمد قائلاً
ـــ أعطني هذه
قالت والدته
ـــ احمد أتركها
ـــ أنا أعطيتها إياها و أريد إسترجاعها
أنتظروا الجزء الثاني عشر 00000
و لم أكن أنظر في وجه احمد كنت كالجثة بلا روح ،
نظرت الى نفسي في المرآة و تعجبت من لون وجهي ،
يا لهم من ناس كيف لم يلاحظوا على الحالة التي انا عليها
مضت 3 أيام على وجودهم كنت في المطبخ عندما جاء احمد كان يريد التحدث الي
و لم أكن أرغب بالنظر الى وجهه أقترب مني و قال
ـــ مرمر حبيبتي اليوم أيضاً أطلبي منهم البقاء
ـــ ما دخلي أنا أطلب منهم بنفسك
ـــ إن أنت لم تطلبي منهم البقاء لن يبقوا
أدرت له ظهري و قلت
ـــ لكن البارحة بقو من دون أن أطلب منهم
ـــ و لكن الآن إبن خالتي يريد الذهاب
ـــ الآن ؟ و في هذا الوقت من الظهر؟ لا تخاف حتى لو قلت لهم أذهبوا فلن يذهبوا
حينها كانت والدته مرت و سمعت حديثنا قالت
ـــ لا تطلب منهم البقاء لقد تعبت من خدمتهم إن كانت هذه زيارة خلاص قد أنتهت دعهم يذهبوا
لأول مرة أردت أن أضمها و أغرق وجهها المليئ بالتجاعيد بالقبل
كانت بالنسبة لي كالملاك المنقذ الذي أرسله الله لي ، صرخ احمد في وجهها و قال
ـــ ما دخلك أنت فهم لا يحتاجون الى خدماتك
عندما يكون الأمر في منفعته ينسى إحترام والدته كان يعرف جيداً كيف يوقفها عند حدها قالت له
ـــ الآن من أين جاء كل هذا الحب لإبن الخالة ؟
فهم احمد ما كانت تقصد والدته قال لها
ـــ أسكتوا أخيــــراً قد ذهبوا و أرتاح قلبي
و خرج احمد برفقتهم الى نهاية الزقاق كان حينها ظهراً كنت جالسة مع والدته في الغرفة
و فجأة و بدون مقدمات سألتني
ـــ مريم لماذا وجهك شاحب أنت أصبحتي نحيلة جداً
شعرت بأنها كانت مستاءة من ابن الخاله و تريد أن تفضفض ما بقلبها لي ،
لم أحتمل و أنفجرت بالبكاء و قلت
ـــ كل هذا بسبب احمد
ـــ احمد؟ ماذا فعل؟
ـــ ماذا فعل؟ ! لقد كان في الليل يذهب عند كوثر
قلت و من ثم شعرت بالندم فوالدة زوجي أندهشت و قالت
ـــ ماهذا الكلام؟
ـــ نعم هذه هي الحقيقة
ردت علي و ببرودة
ـــ لا أنت تتخيلين الأشياء احمد لا يقدم على هذا العمل ولا كوثر
ـــ أنا بنفسي رأيته يا سيدتي فأنا لست طفلة أنا أبقى ساهرة للصباح
ـــ طيب إن كنتي تقولين الصدق لماذا لم تذهبي و تمسكيه من ملابسه
وتجرينه من أحضانها لماذا لم تذهبي و تفضحيهم
كانت محقة في كلامها لماذا لم أذهب ، لأنه لم يكن ممكناً فأنا حتى لا أقدم بالتفكير بهذا الشيء
ـــ خفت أن يأتي والد كوثر و يسيل الدماء
ـــ لا عزيزتي لقد خفتي أن ينجبر و يتزوجها
ـــ يتزوجها ؟ هذه الحثالة ؟ هل أنا مت لكي يتزوجها ؟
كنت أعارضها و بنفس الوقت كنت أعاني من العذاب الذي جلبته لنفسي
كنت أحارب من أجل شيئاً لم يعد له قيمة عندي و مع هذا كله كنت أريد أن أنتصر
ـــ لماذا لا يجب أن يتزوجها ؟ لماذا تتضايقين؟
هل هي تضايقت عندما أتيتي أنت و خطفتي خطيبها منها ألستي أنت من ملأ رأسه لكي يتركها
و يتزوجك ؟
ـــ أنا لم أملأ رأسه ، هو الذي لم يكن يريدها ، و الآن بعدما شبع مني ذهب يجري خلف هذه الحثالة
أنا بنفسي كنت مندهشة من كلامي و من ألفاظي و أرى نفسي شيئاً فشيئاً بدأت أتكلم مثلهم
ـــ الحق علي لأني أردت أن أفرغ ما بداخلي لكي بنفسي أنا سأتكلم مع احمد و أضع له حداً
كنت كالأسد الهائج أجول في الغرفة ووالدته كانت في الحديقة تجول تنتظر قدوم احمد ،
فتح الباب و دخل احمد و لقد قال لوالدته
ـــ لقد ذهبوا هل أرتحتي الآن
ـــ لماذا أرتاح أنا بل قل لزوجتك لكي ترتاح و ليس أنا و منذ الصباح و هي تتفوه بالحماقات
غضب و أتجه الى ناحية الغرفة و فتح الباب و رائحة الربيع تملأ المكان دخل ووقف أمامي
ـــ تكلمي و أخبريني ماالذي تريدينه ؟
ـــ حقاً لا تعلم ما الذي أريده ؟ الا تخجل ؟
ـــ و ما الذي فعلته لكي أخجل هل قتلت أحدهم ؟
ـــ هل تظنني حمقاء لكي لا أفهم أين تذهب في الليل
حتى أني لم أرغب بلفظ إسمها توقعت منه أن يعتذر مني و يعترف بغلطته
و لكن و ببرودة أعصاب قال
ـــ طيب ذهبت ، خيراً ما فعلت بذهابي هل عندك مانع ؟
نظرت إليه بدهشة و صرخت في وجهه
ـــ إذن ذهبت ؟ الا تخجل من نفسك تاركاً زوجتك لوحدها ؟
والله عالم الى أين قد تذهب ؟ ألم تقل لك إذهب الى الجحيم ؟
ـــ لا لم تقل لي هي تحبني ؟
أدرت له ظهري و قمت بتقليده
ـــ هي تحبني ؟ يكفي احمد الا تخجل من نفسك ؟ و هذه المرأة الا تخجل من نفسها؟
ـــ و هل أنت خجلتي من نفسك ؟ أنتي أيضاً كنتي مثلها
ـــ أنا ماذا فعلت ؟ هل أتيت الى فراشك ؟
ـــ لم تحصلي على الماء و الا كنتي سباحة ماهرة
لقد عرف كيف يصوب السهم الى الهدف و بمهارة آآآآآه لقد تنهدت و لعنت نفسي الف مرة
ـــ لقد صدقت بكلامك ، فزوجة ساقطة مثلي تليق بزوجاً مثلك أنت
رفع صوته و بدأ يصرخ و قال
ـــ لقد أصبح لسانك طويلاً لقد أصبحتي كالسم لي ماذا حصل ؟ ماذا تريدين مني ؟
كانت عيناه شبية بالحيوان الذكر المتوحش الذي ابعدوا أنثته عنه آآآآه كم أشعر بالإشمئزاز منه ،
هل هذا احمد الذي عرفته منذ زمن ؟ قلت
ـــ لا لا أريد منك شيئاً أذهب و أفعل ما شئت حتى أني لا أريد أن أرى وجهك مرة أخرى
وصلت والدته و قالت
ـــ إذن لا تريدين أن تري وجهه مرة أخرى كم أصبحتي جريئة
نظرت الى احمد و أضافت
ـــ لو كنت رميت في أحضانها 3 أو 4 أطفال لم تكن تتجرأ
و تطول لسانها فالمرأة إن لم تكن أسيرة لأولادها تصبح متمردة
و غير مطيعة إن كانت مجبرة كل يوم على تغيير الحفاظات
و الإهتمام بأطفالها لم تجد فرصة لتحك شعرها و التدخل في شئون زوجها
و لتسأله أين تذهب و من أين أنت قادم
ـــ سيدتي لا تحشري أنفك بما لا يعنيك و أحفظي إحترامك عندي
قالت
ـــ هل أنت تركتي إحتراماً لأحد أنا لا أعرف من أين و منأي شيء أنت متضايقة ؟
وأنا لا أعرف لماذا أنت تختلقين الأعذاردائماً؟
أنتي تريدين لأحمد أن يذهب الى المدرسة العسكرية أنت لا تشفقين عليه
فقط تريدين أن يرتدي ملابس العسكرية وأن يصبح ذا شأن ولكي أنت أيضاً
تستطيعين أن تلبسي الملابس الجديدة التي خيطيها مؤخراً وتتباهي بها
رفعت يداي الى السماء وقلت يا الهي أرحمني ،
لقد كنت محاصرة من الطرفين والآن أيضاً قد أصبحت مذنبة ،
احمد مثل الحيوان المصاب تحرك من مكانه
ــ أين ، أين هذه الملابس
صرخت وقلت
ـــ احمد ماذاتريد أن تفعل بملابسي
كنت قد أحببت جداً هذه الملابس ، ذهب مسرعاً إلى غرفة النوم
ولم أستطيع الوصول اليه و قد ذهب الى الفستان الجديد و أمسكه من الوسط
و شده لكي يمزقه و لكنه لم يستطع ، كالحيوان هجم عليه بوحشية ومزقه بأسنانه
من ثم شطره بيده الى نصفين و من ثم رماه من النافذة الى أسفل الحديقة و قال
ـــ خذي هذا هوالفستان الجديد و أنسي ذهابي الى المدرسة العسكرية
و أعتبريه حلماً ولم و لن يتحقق
كنت أشعر بالكره ناحيته و بينما كنت ذاهبة ناحيته و أقترب منه حدقت في عيناه و قلت
ـــ لقد أرتكبت غلطة و أصبحت زوجتك أذهب
و مرة أخرى لا أريدك أن تلفظ اسمي أذهب الٍى كوثر
فأنت تليق بهذا النوع من النساء هيا أذهب و تزوجها و اللعنة علي إن قلت لك لماذا؟
ـــ سأذهب و أتزوجها شئتي أم أبيتي سأتزوجها
ـــ الى الجحيم
خرج و من ثم رجع و قال
ـــ الزواج يحتاج الى المصاريف أين وضعتي النقود ذهب الى المكان المعتاد
التي توجد فيه النقود و لم يرى شيئاً صرخ و قال
ـــ قلت لكي أين وضعتيها ؟
ـــ آخر الشهر ، أي نقود ؟ أفرغت كل النقود الموجودة في بطن أقاربك المحترمين
ـــ قلت لكي أين المفتاح ؟
كان يريد مفتاح الصندوق الذي بأمراً منه و منذ مجيئ والدته الى منزلنا
طلب مني إقفاله ووضع المفتاح تحت السجاد و عند خروجي الى البيت أخذه معي ،
أخذ المفتاح و فتح الصندوق و أخذ النقود القليلة التي كانت فيه ،
و لما رأى النقود قليلة نظر يميناً ويساراً ثم قال
ـــ أنزعي هذا من يدك
ـــ ماذا؟
ـــ الأساور
ـــ لن أنزعه الا تخجل من نفسك ؟
ـــ قلت لكي أنزعيه
كان يتصرف كالمجانين لم أكن أريد التصديق بأني مستيقظة
بل أرى كابوساً أمسك ذراعي بوحشية وحاول نزع الأساور ،
تلك الأساور التي أهدتني إياها إختي ليلى في يوم زواجي
و بينما كان يحاول نزعها جرح يدي قلت
ـــ أتركني أنا بنفسي سأنزعها
تركني و قال
ـــ أنزعيها بالحسنى
نزعت الأساور و رميتها نحوه
ـــ خذها و أغرب عن وجهي بسرعة اللعنة عليك
ـــ اللعنة على والدك
هذه المرة أنا التي أصبت بالجنون ركضت ناحيته و قلت
ـــ أخرس و لا تلفظ إسم والدي قبل لفظه يجب عليك أن تغسل فمك
فأنت لا تليق حتى بمسح حذاء والدي ولا تلفظ إسمه في هذا المنزل الحقير يا عديم الشرف
ـــ عديم الشرف هو والدك ، والدك ابن الكلب لوكان يملك ذرة من الشرف
لم يترك إبنته التي هي في الخامسة عشر من عمرها
تتجول بجوار دكاني ذلك إبن الكلب الذي 000
صرخت عليه و قلت
ـــ أنت إبن الكلب الذي تركض خلف الكلبات القذرات التي تصادفهن
و الذي بسبب ذهاب كوثر تنبح في وجه والدتك
فالصفعة التي تلقيتها كانت شديدة الى حداً أني لم أعرف ما الذي حدث ،
أصابني الدوار أتكأت على الجدار فهذه الصفعة لم تكن حتى في الحسبان
سقطت على الارض وكان مكان الصفعة يؤلمني
فهذه الصفعة قد فتحت عيناي الى الواقع فألمها كان بالنسبة لي أقل من الألم
الذي أشعر به في صميمي
لدقائق كنت أحدق ولا أصدق ما حدث قلت له
ـــ لك الحق في هذا أنا المذنبة أنا أستحق هذه الصفعة
لأني أخطأت خطأ فادحاً بالزواج منك و لكن لن أبقى ولا حتى لحظة واحدة في هذا المنزل
ظهرت والدته أمام الغرفة و القلق ظاهراً على وجهها
و كانت تحمل ولدي الذي كان خائفاً من ما يجري قال احمد
ـــ أذهبي سوف أرى إلى أين ستذهبين
قالت والدته و بصوت هادئ
ـــ مريم عزيزتي تعوذي من الشيطان و أرجعي
ـــ أتركيها دعيني أرى كيف ستذهب ؟
ذهبت و أنا مسرعة الى غرفة النوم وضعت ملابسي في الحقيبة
ووضعت العقد الذي أهداني إياه والدي يوم زواجي في عنقي
و أيضاً الخاتم الذي أهدتني إياه والدتي وضعته في إصبعي
و القلادة التي أهداني إياها احمد في يوم ولادة إبني ،
صرخ احمد قائلاً
ـــ أعطني هذه
قالت والدته
ـــ احمد أتركها
ـــ أنا أعطيتها إياها و أريد إسترجاعها
أنتظروا الجزء الثاني عشر 00000
رد: مأساة مريم ( قصة حقيقية ) سأرويها لكم على حلقات
الجزء الثاني عشر :
رميت القلادة في وجهه ،فألطقطها ووضعها مع الأساور داخل جيبه
أتجهت ناحية ولدي و أخذته من بين ذراعي جدته
ووضعت عبائتي على رأسي و حملت الحقيبة و ذهبت لكي أنتعل حذائي
رأيت حذاء احمد أمامي فركلته بقدمي وظل يتدحرج في الحديقة
الى أن وصل أمام المطبخ ،
أنا أيضا قد أصبحت مثل احمد متوحشة يجب أن أخرج
من هذا المنزل بسرعة قبل أن أصبح نسخة ثانية منه
و من والدته يجب أن أذهب قبل أن أغرق أكثر ،
أنا لم أستطع أن أغير احمد كإنسان و لكن أنا التي كنت أتغير
و أصبح مثله ، كنت على وشك الخروج
الى أن خرج احمد من الغرفة حافي القدمين
ركض و أعترض طريقي قلت
ـــ تنحى جانباً من طريقي أريد الذهاب
ـــ تريدين الذهاب ؟ و بهذه السهولة ؟
أخذتي كل ما في البيت و تريدين الذهاب ؟
نظرت الى الحقيبة في يدي ثم رميتها و بقوة على الارض و قلت
ـــ الان تنحى جانباً أريد الذهاب
ـــ هذا النصف و لكن النصف الأهم مازال معك
نظرت اليه و أنا متعجبة و قلت
ـــ الأهم ؟
أقترب مني و أنتزع طفلي من بين ذراعي
ووضعه جانباً و من ثم تنحى جانباً من طريقي و قال
ـــ ألآن تفضلي بالخروج ، هرررري
أنتزع قلبي من مكانه كان طفلي يبكي توقفت مكاني دون حراك
و سقطت العبائة من على رأسي
بعدها ذهبت ناحية جدار الحديقة و أتكأت عليه
وظليت أحدق الى نقطة معينة و أفكر و لكن عيناي لا تريان شيئاً ،
بهدوء و بينما أجروا قدماي و بصعوبة على الارض
ذهبت الى الغرفة يا الهي لقد أصبحت أسيرته فولدي قيدني ،
سمعت صوته وهو يقول لوالدته
ـــ أمي أسمعيني جيداً ليس لديها الحق بأن تخرج الولد خارج المنزل
يجب عليك أنت التي تأخذينه برفقتك الى الحمام هل فهمتي ؟
فأنا أمنتك إياه
و من ثم ذهب . كنت أتمنى أن أستيقظ من النوم و أكون في القصر
و في ذلك الزمان الذي تقدم لخطبتي ابن عطاء الدولة
و في الوقت الذي أرادني منصور أو أي شخص آخر يكون من مستواي
أنا في هذا المنزل غريبة ووحيدة فأنا لا أفهم لأصولهم ولا أفهم لعاداتهم
يا لها من غلطة و أرتكبتها
مضت 3 شهور و احمد لم يرجع الي المنزل و ترك لي والدته
التي كانت كالحارسة تتعقبني أين ما ذهبت و لكني لم أعرها إهتماماً
فأنا حياتي و موتي كانا شيئاً واحداً بالنسبة لي ،
لو مت لكنت أرتحت و لكن ماذا عن إبني و ماذا سيحصل له من بعدي ؟
كيف سيكون أكيد سيكون احمداً آخر النسخة الثانية عن والده
كنت محتارة ولا أجد من يخلصني من هذا العذاب ،
في الليل أنام متأخرة و أجلس و أحيك لكي أشغل نفسي
لأني لا أشعر بالنعاس و عندما يأتي الصباح أتأمل السماء الزرقاء
التي كم كانت في عيني رمادية اللون ، لم أكن أستطيع النهوض من السرير
أشعر بالإرهاق و بالحزن بأن يأتي يوماً آخر
و عندما أنهض من عليه و أرى والدة زوجي التي كانت بالنسبة لي كالشيطان ،
آآآآه كم أتمنى لو كانت أختي ليلى معي و ترشدني ماذا أفعل
و بما أجيب على والدة زوجي لكن لا والدي لن يأذن لها بهذا
و زوجها أيضاً وهل سأراها مرة أخري
قلت لنفسي ماذا أفعل وحيدة في هذا البيت ؟
مرهقة و بعيدة عن والداي حتى زوجي ليس موجوداً
و هل تركت بيت والدي لكي أعيش مع عجوزاً
و هي تستمتع وتتلذذ لرويتي و أنا أتعذب ؟ كنت سأجن من الندم
أتت الدادا وأحضرت لي النقود و قالت
ـــ مريم عزيزتي ماذا حصل ؟ هل أنت بخير ؟
ـــ سأقول لك و لكن أستحلفك لا تخبري أحداً بأني تشاجرت مع احمد
كنت أريد أن أفضفض لأحداً ما بقلبي لكي يواسيني و يمسح دموعي
من على وجنتاي و يتنهد من الحسرة علي
و الدادا لهذا السبب كانت موجودة تقول
ـــ أتركيه و أرجعي الى منزل والدك
ـــ وماذا بشأن ولدي ؟ الطفل يحتاج الى والد
ـــ سأصبر إلى أن أرى ماذا سيحدث ،
في النهاية يجب أن أتحمل فكل المتزوجون يحدث بينهم خلاف
ـــ لا ترضي بالظلم يا مريم و لا تحترمي الذي لا يحترمك
فهذه المرأة تكرهك و هي متسلطة و أنا نصحتك
لم أقل للدادا بأن أحمد مضى عليه 3 شهور وهو غائب عن المنزل
و لم أقل لها بأنه ضربني و أنه أسرني فقط
قلت لها إننا تشاجرنا لكي لا تخبر والدي شيئاً .
لم يمضي الربيع بسرعة فهذا الربيع اللعين لم ينتهي
فكل ليلة و يوم فيه كانت ذكريات آلامي و عذابي
و كل لحظة فيه تمضي بهم و غم متى سينتهي هذا الربيع المشئوم
كان أوائل الصيف و في الليل كنت جالسة في الغرفة
و أحيك و كان الماس إبني نائماً جنبي أتت والدته و سألتني
ـــ الا تريدين أن تنامي ؟
ـــ لا، أنت ستأخذين الماس معك أو ستدعينه الليلة ينام معي ؟
ـــ إن كان نائما فليبقى هنا
و ذهبت ، غطيت إبني و ظليت أفكر في كل ما جرى ،
فجأة سمعت صوت المفتاح يدور في قفل الباب
و بعدها صوت الباب و هو ينفتح ثم يغلق
بعدها سمعت صوت أقدام تقترب بدأ قلبي يخفق
ليس من الحب بل من الكراهية ومن التنفر و الاشمئزاز .
كان احمد سعيداً و مرحاً و كأن لم يحدث بيننا شيء قال
ـــ السلام عليكم
ـــ و عليكم السلام
و أنحنى لكي ينزع حذائه قلت
ـــ احمد
رفع رأسه و أبتسم لي أدرت رأسي الى الناحية الأخرى و سألته
ـــ أين كنت طوال هذه الفترة ؟
أينما كنت أرجع من حيث ما أتيت ؟
ـــ حاضر
أنتعل حذائه و أنصرف هذه المرة غاب عن المنزل 6 شهور
هذه المرة غاب 6 شهور وعندما رجع كان عمر طفلي تقريبا 3 سنوات
. هذه المرة أيضاً أتا في الليل و عندما وصل كانت والدته مستيقظة
و طفلي أيضاً كان مستيقظاً و ينظر الى وجه والده .
احمد بوقاحة و من دون خجل قال لوالدته
ـــ الا تريدين الذهاب الى النوم ؟
نهضت والدته من مكانها لكي تذهب قال لها
ـــ خذي هذا معك أيضاً
كان بهذا يقصد إبننا ، أصبحنا لوحدنا و كان قلبي مليئ بالكراهية ،
كنت أشعر بالإشمئزاز منه
أقترب مني و قال
ـــ مرمر حبيبتي أنت ما زلتي جميلة و كل يوم تزدادين جمالاً
كنت صامتة قال
ـــ لقد طلقت كوثر ، وهل أرتحتي الآن ؟
تعجبت من حماقته و سذاجته لا يعرف أن المرأة قد تسامح زوجها
على كل شيء الا الخيانة ،
الخيانة التى رأيتها بعيني ، أقترب مني أكثر و همس في أذني
< دل مى رود زدستم صاحبدلان خدا را>
بيت الشعر الذي أهداني إياه قبل زواجنا و قرب الدكان ،
كنت أرتجف ليس من الحب بل من الإشمئزاز
و لمجرد التفكير بأنه كان يوماً بأحضان تلك المرأة القذرة
و من أنه كان يحسبني ساذجة لكي يخدعني و ينسيني ما مضى
ااااه كم أشمئز منه ، بدأت أشمئز لسماعي هذا الشعر و من الدنيا كلها ،
مدّ يده و بدأ يداعب وجنتاي دفعت يده و قلت
ـــ أتركني احمد، لا تلمسني
رفع صوته و قال
ـــ تريدين الشجار مرة أخرى ، أنت تريدني و ها أنا قد رجعت
لقد كان أكثر سذاجةً و غباءً من أن يدرك عمق جرحي ،
كم أتمنى أن أقول له لم أعد أحبك ،
احمد الذي أحببته قد مات أنا كنت أحب ذلك الشاب الطيب و الصادق ،
هو حب حياتي والذي مظلوماً و حنوناً أما هذا الذي أراه أمامي الان
ليس احمد الذي أحببته بل حيوان متوحش لا يعرف الرحمة
هذا الذي جالس أمام عيني و يبتسم لي و بكل وقاحة لا اريده
لم أعد أحبه و لكني لم أتجرأ للبوح له عن الكره الذي أكنه له في داخلي
أنا لست بحالة تسمح لي بالشجار و الضرب ،
كنت مثل الخروف الذي يأخذونه الى المذبح رغماً عنه ،
دون أن أقول شيئاً أطعته
بعد مرور أيام أتت الدادا
ـــ دادا عزيزتي طمئنيني ما الأخبار؟
ـــ خبر خير ؟ و أخيراً ليلى أنجبت توأم من البنات أنهن جميلتان جداً ،
و شهرزاد قد أصبحت عازفة ماهرة ومحمد رضا أصبح كبيراً ماشاءالله عليه
ووالدك يدللــه كثيراً
كم أشعر بالشوق اااااه كم أنا مشتاقة إليهم أتحرق شوقاً لليلى وأطفالها
و لسماع عزف شهرزاد ومحمد رضا الذي حتى الان أتذكر وجه البريء
و ضحكته الطفولية عندما كنا في مزرعة عمي
ـــ وماذا أيضاً يا دادا
ـــ و أيضاً خالك أمير قد أصبح مدمناً و كل ما يحصل عليه من المال يهدره على إدمانه
و أقتربت مني أكثر و قالت
ـــ صحيح ألم أخبرك
ـــ ماذا؟
ـــ السيد منصور قد تزوج
ـــ أنتي قد أخبرتني أنه تزوج وأيضاً رزق بولد
ـــ لالا، لا أتكلم عن زواجه السابق بل هو تزوج مجدداً
و إسم عروسه أشرف السادات وهي من عائلة محافظة و محترمة
فتحت فمي من الدهشة
ـــ هل أنت جادة ؟
ـــ اوووووه مضى على زواجه 3 شهور و أنا قد كنت نسيت أن أخبرك
ـــ من منصور بعيد هذا الشيء ، ماذا ستفعل زوجته السابقة
ـــ مسكينً منصور هو لم يرد الزواج بل شهناز زوجته السابقة
من أجبره على هذا الزواج هي قد قالت له الا و بالله تتزوج ،
قد قالت أيضاً أنا أريد أن أمضي كل وقتي في الصلاة و العبادة
و لا أستطيع أن أكون لك الزوجة المثالية
و هي بنفسها قد أختارت له الزوجة و لكن من سوء حظها الفتاة حملت
و يقولون أنها لا تتفق مع السيدة شهناز ،
المهم قد جعلت من حياة منصور جحيماً و جعلت أيامه كلها سوداء
و منصور يلوم السيدة شهناز لأنها هي التي أجبرته على الزواج بها
و هي التي جلبت له هذه المعاناة
إذا منصور أيضاً يعاني مثلي و معاناته لا تقل عني بشيء ،
يا إبن عمي المسكين ! أرتاح قلبي و لا أعرف لماذا
و لكنني شعرت بالإرتياح من هذا الخبر
مرة أخرى أتا الصيف و حرارة الشمس جعلت رائحة الخشب الجافة
تفوح في الهواء ، رائحة الخشب مع طلاء النوافذ و الأبواب أنتشرت في الهواء
مرة أخرى رائحة الخشب تفوح من احمد و أتقيأ من رائحة الطعام ،
مرة أخرى أشعر بالتعب و الكسل و مرة أخرى أشعر بالغثيان لرويتي الطعام
نفسي في الرمان أشتهي الرمان
و مرة أخرى والدة زوجي تقول مبروك و احمد يضحك
شعرت و كأن السماء قد سقطت على رأسي اااااااه يا الهي لااااااا
هل رأيتم مرة أخرى أنا حامل لن أقول للدادا بأني حامل
لا اريد أن أزيد من هموم والداي يكفيني ألمي و معاناتي ،
كان احمد سعيداً يعرف تماماً أنه قد قيدني و جعلني اسيرته
اااااه إذا ماذا حدث لدعاء والدي بالخير لي ،
أنا مقيدة بقيود هذا الشيطان و كل يوم يصبح أكثر شراً من قبل
في الصباح لا يذهب الى العمل و الظهر لا يأتي للغداء
و في الليالي يأتي متأخراً و رائحة الخمره تفوح منه ،
أخشى في النهاية أن يصبح مدمناً
ـــ احمد إذا أين كنت الظهر؟
ـــ خلف تعاستي في العمل
ـــ أنت سابقاً في وقت الظهر لا تعمل في الدكان !
ـــ هل نسيتي ؟
إذا في السابق متى كنتي تأتين لرويتي ألم تكن الساعة الواحدة ظهراً ؟
منذ أن تزوجتك لم أعد أذهب الى الدكان في وقت الظهر
ـــ إذا لماذا في الصباح تستيقظ متأخراً ؟
أستيقظ مبكراً لكي تنهي عملك مبكرا
لكي لا تتضطر بالعمل ظهراً
ـــ أرجع لماذا ؟
لكي أتفرج عليك و أنت تتقيأين
أو لكي أتفرج عليك و أنتي جالسة في زاوية من الغرفة
و كأنك في مأتم
ـــ أنا حامل و لست بخير و أنت تعرف هذا الشيء
ـــ أصمتي و إلا صفعتك على فمك ، لا تستفزينني
عندما أكون لوحدي أبكي بحرقة
و أندم و أقول لنفسي مريم هل رأيتي ما الذي جلبتي لنفسك
وما حجم الغلطة التي أرتكبتها ،
فهذا لا يوجد في قلبه ذرة من الرحمة أو الشفقة
وهو لا يتحلى حتى بالرجولة ولا بالإنصاف .
أنهيت من شهري الأول ومن الصباح الباكر
جهزت ملا بسي لكي أذهب الى الحمام ،
سألتني حماتي
ـــ إلى أين ؟
ـــ سأذهب إلى الحمام ، تعال يا ولدي ،
أريد أن أخذه معي
ـــ لا ، غير ممكن
أمسكت يده وجرته وأفلتته من يدي وقالت
ـــ لا، ألماس سيذهب معي أنا الى الحمام
لقد أمرني والده بأن لا يخرج معك
كنت متعبة و مرهقة بسبب التقيؤ الذي حصل لي في الصباح
وصعوبة الحمل و مشاكلي الزوجية ،
خرجت من المنزل و ذهبت الى الحمام ،
شيئاً فشيئاً بدأت لا أشعر بالعار عند ذهابي الى الحمام
والسوق للتبضع و التجول في الزقاق لقد تعودت على ذلك
و على كل شيء
شيئاً فشيئاً بدأت أغرق في تلك القذارة التي هي حياتي الزوجية
كنت أريد لأحمد الأفضل ولكن كان يعذبني
يتبع 0000
رميت القلادة في وجهه ،فألطقطها ووضعها مع الأساور داخل جيبه
أتجهت ناحية ولدي و أخذته من بين ذراعي جدته
ووضعت عبائتي على رأسي و حملت الحقيبة و ذهبت لكي أنتعل حذائي
رأيت حذاء احمد أمامي فركلته بقدمي وظل يتدحرج في الحديقة
الى أن وصل أمام المطبخ ،
أنا أيضا قد أصبحت مثل احمد متوحشة يجب أن أخرج
من هذا المنزل بسرعة قبل أن أصبح نسخة ثانية منه
و من والدته يجب أن أذهب قبل أن أغرق أكثر ،
أنا لم أستطع أن أغير احمد كإنسان و لكن أنا التي كنت أتغير
و أصبح مثله ، كنت على وشك الخروج
الى أن خرج احمد من الغرفة حافي القدمين
ركض و أعترض طريقي قلت
ـــ تنحى جانباً من طريقي أريد الذهاب
ـــ تريدين الذهاب ؟ و بهذه السهولة ؟
أخذتي كل ما في البيت و تريدين الذهاب ؟
نظرت الى الحقيبة في يدي ثم رميتها و بقوة على الارض و قلت
ـــ الان تنحى جانباً أريد الذهاب
ـــ هذا النصف و لكن النصف الأهم مازال معك
نظرت اليه و أنا متعجبة و قلت
ـــ الأهم ؟
أقترب مني و أنتزع طفلي من بين ذراعي
ووضعه جانباً و من ثم تنحى جانباً من طريقي و قال
ـــ ألآن تفضلي بالخروج ، هرررري
أنتزع قلبي من مكانه كان طفلي يبكي توقفت مكاني دون حراك
و سقطت العبائة من على رأسي
بعدها ذهبت ناحية جدار الحديقة و أتكأت عليه
وظليت أحدق الى نقطة معينة و أفكر و لكن عيناي لا تريان شيئاً ،
بهدوء و بينما أجروا قدماي و بصعوبة على الارض
ذهبت الى الغرفة يا الهي لقد أصبحت أسيرته فولدي قيدني ،
سمعت صوته وهو يقول لوالدته
ـــ أمي أسمعيني جيداً ليس لديها الحق بأن تخرج الولد خارج المنزل
يجب عليك أنت التي تأخذينه برفقتك الى الحمام هل فهمتي ؟
فأنا أمنتك إياه
و من ثم ذهب . كنت أتمنى أن أستيقظ من النوم و أكون في القصر
و في ذلك الزمان الذي تقدم لخطبتي ابن عطاء الدولة
و في الوقت الذي أرادني منصور أو أي شخص آخر يكون من مستواي
أنا في هذا المنزل غريبة ووحيدة فأنا لا أفهم لأصولهم ولا أفهم لعاداتهم
يا لها من غلطة و أرتكبتها
مضت 3 شهور و احمد لم يرجع الي المنزل و ترك لي والدته
التي كانت كالحارسة تتعقبني أين ما ذهبت و لكني لم أعرها إهتماماً
فأنا حياتي و موتي كانا شيئاً واحداً بالنسبة لي ،
لو مت لكنت أرتحت و لكن ماذا عن إبني و ماذا سيحصل له من بعدي ؟
كيف سيكون أكيد سيكون احمداً آخر النسخة الثانية عن والده
كنت محتارة ولا أجد من يخلصني من هذا العذاب ،
في الليل أنام متأخرة و أجلس و أحيك لكي أشغل نفسي
لأني لا أشعر بالنعاس و عندما يأتي الصباح أتأمل السماء الزرقاء
التي كم كانت في عيني رمادية اللون ، لم أكن أستطيع النهوض من السرير
أشعر بالإرهاق و بالحزن بأن يأتي يوماً آخر
و عندما أنهض من عليه و أرى والدة زوجي التي كانت بالنسبة لي كالشيطان ،
آآآآه كم أتمنى لو كانت أختي ليلى معي و ترشدني ماذا أفعل
و بما أجيب على والدة زوجي لكن لا والدي لن يأذن لها بهذا
و زوجها أيضاً وهل سأراها مرة أخري
قلت لنفسي ماذا أفعل وحيدة في هذا البيت ؟
مرهقة و بعيدة عن والداي حتى زوجي ليس موجوداً
و هل تركت بيت والدي لكي أعيش مع عجوزاً
و هي تستمتع وتتلذذ لرويتي و أنا أتعذب ؟ كنت سأجن من الندم
أتت الدادا وأحضرت لي النقود و قالت
ـــ مريم عزيزتي ماذا حصل ؟ هل أنت بخير ؟
ـــ سأقول لك و لكن أستحلفك لا تخبري أحداً بأني تشاجرت مع احمد
كنت أريد أن أفضفض لأحداً ما بقلبي لكي يواسيني و يمسح دموعي
من على وجنتاي و يتنهد من الحسرة علي
و الدادا لهذا السبب كانت موجودة تقول
ـــ أتركيه و أرجعي الى منزل والدك
ـــ وماذا بشأن ولدي ؟ الطفل يحتاج الى والد
ـــ سأصبر إلى أن أرى ماذا سيحدث ،
في النهاية يجب أن أتحمل فكل المتزوجون يحدث بينهم خلاف
ـــ لا ترضي بالظلم يا مريم و لا تحترمي الذي لا يحترمك
فهذه المرأة تكرهك و هي متسلطة و أنا نصحتك
لم أقل للدادا بأن أحمد مضى عليه 3 شهور وهو غائب عن المنزل
و لم أقل لها بأنه ضربني و أنه أسرني فقط
قلت لها إننا تشاجرنا لكي لا تخبر والدي شيئاً .
لم يمضي الربيع بسرعة فهذا الربيع اللعين لم ينتهي
فكل ليلة و يوم فيه كانت ذكريات آلامي و عذابي
و كل لحظة فيه تمضي بهم و غم متى سينتهي هذا الربيع المشئوم
كان أوائل الصيف و في الليل كنت جالسة في الغرفة
و أحيك و كان الماس إبني نائماً جنبي أتت والدته و سألتني
ـــ الا تريدين أن تنامي ؟
ـــ لا، أنت ستأخذين الماس معك أو ستدعينه الليلة ينام معي ؟
ـــ إن كان نائما فليبقى هنا
و ذهبت ، غطيت إبني و ظليت أفكر في كل ما جرى ،
فجأة سمعت صوت المفتاح يدور في قفل الباب
و بعدها صوت الباب و هو ينفتح ثم يغلق
بعدها سمعت صوت أقدام تقترب بدأ قلبي يخفق
ليس من الحب بل من الكراهية ومن التنفر و الاشمئزاز .
كان احمد سعيداً و مرحاً و كأن لم يحدث بيننا شيء قال
ـــ السلام عليكم
ـــ و عليكم السلام
و أنحنى لكي ينزع حذائه قلت
ـــ احمد
رفع رأسه و أبتسم لي أدرت رأسي الى الناحية الأخرى و سألته
ـــ أين كنت طوال هذه الفترة ؟
أينما كنت أرجع من حيث ما أتيت ؟
ـــ حاضر
أنتعل حذائه و أنصرف هذه المرة غاب عن المنزل 6 شهور
هذه المرة غاب 6 شهور وعندما رجع كان عمر طفلي تقريبا 3 سنوات
. هذه المرة أيضاً أتا في الليل و عندما وصل كانت والدته مستيقظة
و طفلي أيضاً كان مستيقظاً و ينظر الى وجه والده .
احمد بوقاحة و من دون خجل قال لوالدته
ـــ الا تريدين الذهاب الى النوم ؟
نهضت والدته من مكانها لكي تذهب قال لها
ـــ خذي هذا معك أيضاً
كان بهذا يقصد إبننا ، أصبحنا لوحدنا و كان قلبي مليئ بالكراهية ،
كنت أشعر بالإشمئزاز منه
أقترب مني و قال
ـــ مرمر حبيبتي أنت ما زلتي جميلة و كل يوم تزدادين جمالاً
كنت صامتة قال
ـــ لقد طلقت كوثر ، وهل أرتحتي الآن ؟
تعجبت من حماقته و سذاجته لا يعرف أن المرأة قد تسامح زوجها
على كل شيء الا الخيانة ،
الخيانة التى رأيتها بعيني ، أقترب مني أكثر و همس في أذني
< دل مى رود زدستم صاحبدلان خدا را>
بيت الشعر الذي أهداني إياه قبل زواجنا و قرب الدكان ،
كنت أرتجف ليس من الحب بل من الإشمئزاز
و لمجرد التفكير بأنه كان يوماً بأحضان تلك المرأة القذرة
و من أنه كان يحسبني ساذجة لكي يخدعني و ينسيني ما مضى
ااااه كم أشمئز منه ، بدأت أشمئز لسماعي هذا الشعر و من الدنيا كلها ،
مدّ يده و بدأ يداعب وجنتاي دفعت يده و قلت
ـــ أتركني احمد، لا تلمسني
رفع صوته و قال
ـــ تريدين الشجار مرة أخرى ، أنت تريدني و ها أنا قد رجعت
لقد كان أكثر سذاجةً و غباءً من أن يدرك عمق جرحي ،
كم أتمنى أن أقول له لم أعد أحبك ،
احمد الذي أحببته قد مات أنا كنت أحب ذلك الشاب الطيب و الصادق ،
هو حب حياتي والذي مظلوماً و حنوناً أما هذا الذي أراه أمامي الان
ليس احمد الذي أحببته بل حيوان متوحش لا يعرف الرحمة
هذا الذي جالس أمام عيني و يبتسم لي و بكل وقاحة لا اريده
لم أعد أحبه و لكني لم أتجرأ للبوح له عن الكره الذي أكنه له في داخلي
أنا لست بحالة تسمح لي بالشجار و الضرب ،
كنت مثل الخروف الذي يأخذونه الى المذبح رغماً عنه ،
دون أن أقول شيئاً أطعته
بعد مرور أيام أتت الدادا
ـــ دادا عزيزتي طمئنيني ما الأخبار؟
ـــ خبر خير ؟ و أخيراً ليلى أنجبت توأم من البنات أنهن جميلتان جداً ،
و شهرزاد قد أصبحت عازفة ماهرة ومحمد رضا أصبح كبيراً ماشاءالله عليه
ووالدك يدللــه كثيراً
كم أشعر بالشوق اااااه كم أنا مشتاقة إليهم أتحرق شوقاً لليلى وأطفالها
و لسماع عزف شهرزاد ومحمد رضا الذي حتى الان أتذكر وجه البريء
و ضحكته الطفولية عندما كنا في مزرعة عمي
ـــ وماذا أيضاً يا دادا
ـــ و أيضاً خالك أمير قد أصبح مدمناً و كل ما يحصل عليه من المال يهدره على إدمانه
و أقتربت مني أكثر و قالت
ـــ صحيح ألم أخبرك
ـــ ماذا؟
ـــ السيد منصور قد تزوج
ـــ أنتي قد أخبرتني أنه تزوج وأيضاً رزق بولد
ـــ لالا، لا أتكلم عن زواجه السابق بل هو تزوج مجدداً
و إسم عروسه أشرف السادات وهي من عائلة محافظة و محترمة
فتحت فمي من الدهشة
ـــ هل أنت جادة ؟
ـــ اوووووه مضى على زواجه 3 شهور و أنا قد كنت نسيت أن أخبرك
ـــ من منصور بعيد هذا الشيء ، ماذا ستفعل زوجته السابقة
ـــ مسكينً منصور هو لم يرد الزواج بل شهناز زوجته السابقة
من أجبره على هذا الزواج هي قد قالت له الا و بالله تتزوج ،
قد قالت أيضاً أنا أريد أن أمضي كل وقتي في الصلاة و العبادة
و لا أستطيع أن أكون لك الزوجة المثالية
و هي بنفسها قد أختارت له الزوجة و لكن من سوء حظها الفتاة حملت
و يقولون أنها لا تتفق مع السيدة شهناز ،
المهم قد جعلت من حياة منصور جحيماً و جعلت أيامه كلها سوداء
و منصور يلوم السيدة شهناز لأنها هي التي أجبرته على الزواج بها
و هي التي جلبت له هذه المعاناة
إذا منصور أيضاً يعاني مثلي و معاناته لا تقل عني بشيء ،
يا إبن عمي المسكين ! أرتاح قلبي و لا أعرف لماذا
و لكنني شعرت بالإرتياح من هذا الخبر
مرة أخرى أتا الصيف و حرارة الشمس جعلت رائحة الخشب الجافة
تفوح في الهواء ، رائحة الخشب مع طلاء النوافذ و الأبواب أنتشرت في الهواء
مرة أخرى رائحة الخشب تفوح من احمد و أتقيأ من رائحة الطعام ،
مرة أخرى أشعر بالتعب و الكسل و مرة أخرى أشعر بالغثيان لرويتي الطعام
نفسي في الرمان أشتهي الرمان
و مرة أخرى والدة زوجي تقول مبروك و احمد يضحك
شعرت و كأن السماء قد سقطت على رأسي اااااااه يا الهي لااااااا
هل رأيتم مرة أخرى أنا حامل لن أقول للدادا بأني حامل
لا اريد أن أزيد من هموم والداي يكفيني ألمي و معاناتي ،
كان احمد سعيداً يعرف تماماً أنه قد قيدني و جعلني اسيرته
اااااه إذا ماذا حدث لدعاء والدي بالخير لي ،
أنا مقيدة بقيود هذا الشيطان و كل يوم يصبح أكثر شراً من قبل
في الصباح لا يذهب الى العمل و الظهر لا يأتي للغداء
و في الليالي يأتي متأخراً و رائحة الخمره تفوح منه ،
أخشى في النهاية أن يصبح مدمناً
ـــ احمد إذا أين كنت الظهر؟
ـــ خلف تعاستي في العمل
ـــ أنت سابقاً في وقت الظهر لا تعمل في الدكان !
ـــ هل نسيتي ؟
إذا في السابق متى كنتي تأتين لرويتي ألم تكن الساعة الواحدة ظهراً ؟
منذ أن تزوجتك لم أعد أذهب الى الدكان في وقت الظهر
ـــ إذا لماذا في الصباح تستيقظ متأخراً ؟
أستيقظ مبكراً لكي تنهي عملك مبكرا
لكي لا تتضطر بالعمل ظهراً
ـــ أرجع لماذا ؟
لكي أتفرج عليك و أنت تتقيأين
أو لكي أتفرج عليك و أنتي جالسة في زاوية من الغرفة
و كأنك في مأتم
ـــ أنا حامل و لست بخير و أنت تعرف هذا الشيء
ـــ أصمتي و إلا صفعتك على فمك ، لا تستفزينني
عندما أكون لوحدي أبكي بحرقة
و أندم و أقول لنفسي مريم هل رأيتي ما الذي جلبتي لنفسك
وما حجم الغلطة التي أرتكبتها ،
فهذا لا يوجد في قلبه ذرة من الرحمة أو الشفقة
وهو لا يتحلى حتى بالرجولة ولا بالإنصاف .
أنهيت من شهري الأول ومن الصباح الباكر
جهزت ملا بسي لكي أذهب الى الحمام ،
سألتني حماتي
ـــ إلى أين ؟
ـــ سأذهب إلى الحمام ، تعال يا ولدي ،
أريد أن أخذه معي
ـــ لا ، غير ممكن
أمسكت يده وجرته وأفلتته من يدي وقالت
ـــ لا، ألماس سيذهب معي أنا الى الحمام
لقد أمرني والده بأن لا يخرج معك
كنت متعبة و مرهقة بسبب التقيؤ الذي حصل لي في الصباح
وصعوبة الحمل و مشاكلي الزوجية ،
خرجت من المنزل و ذهبت الى الحمام ،
شيئاً فشيئاً بدأت لا أشعر بالعار عند ذهابي الى الحمام
والسوق للتبضع و التجول في الزقاق لقد تعودت على ذلك
و على كل شيء
شيئاً فشيئاً بدأت أغرق في تلك القذارة التي هي حياتي الزوجية
كنت أريد لأحمد الأفضل ولكن كان يعذبني
يتبع 0000
رد: مأساة مريم ( قصة حقيقية ) سأرويها لكم على حلقات
الحمام كان مزدحماً و جلست في زاوية و لم أكن بخير أشرت بيدي
لعاملة من عاملات الحمام قلت لها أحضري لي إناءً او شيئاً
أريد أن أتقيأ فيه ضحكت و قالت
ـــ مبروك و هل انت حامل ؟
حركت رأسي لها بنعم ضحكت و قالت
ـــ إذا هذه المناسبة السعيدة تحتاج الى حلوان...
بحزن قلت
ـــ هذه ليست سعادتي بل تعاستي
ـــ لماذا؟ لا قدّر الله، الستي انت و زوجك على اتفاق
فجأة سالت الدموع من عيوني لقد وجدت شخصاً لأفرغ ما بقلبي له
و لم يكن من داعياً بأن اخذ حذري منها لانها ليست والدة زوجي
و ليس من داعي بأن اتظاهر بالإبتسامة أمامها
لأنها ليست الدادا لكي تذهب و تخبر والدتي ،
لكي تحمل همي ، هذه المرأة لا تعرفني
أنا لا استطيع أن أفرغ ما بقلبي لها ،
الدموع لم تسمح لي بالتكلم
ـــ هل يضربك ؟
ـــ نعم
و بينما كنت امسح دموعي التي تتساقط كالمطر على وجنتي قالت لي
ـــ لماذا حملتي ؟
ـــ ماذا افعل ؟ كان رغماً عني لو تعلمين كم أحمل من اشياء
ثقيلة و كنت أقفز من أماكن مرتفعة و عملت المستحيل
لكي أجهض الجنين و لكن من دون فائدة
نظرت يمينها و شمالها و أخفضت صوتها و قالت
ـــ انّ كل هذا لا يفيد ، هكذا لن تجهضي يجب لشخصاً ما أن يقوم بهذه المهمة
رفعت رأسي و توقفت دموعي لحصولي على أمل سالتها
ـــ من يقوم بهذا العمل؟
ـــ و هل حقاً تريدين أن تجهضي ؟
ـــ نعم ، أريد . وهل أنت تعرفين شخصاً ليقوم بإجهاضي ؟
ـــ نعم اعرف شخصاً
من الفرحة امسكت بذراعها و قلت
ـــ من يكون؟
ـــ انت ما شأنك من يكون ؟ هي إمرأة و هذا هو عملها
ـــ تعالي لنذهب الآن اليها
ـــ الان ! لا أستطيع يا إمرأة يجب اولاً أن اتكلم معها و لكنها طماعة كثيراً
ـــ فليكن ، أنا موافقة على الذي ستطلبه و حقك أنت أيضا سيكون محفوظ عندي
ـــ وااه ، ما هذا الكلام انا اريد سلامتك أنت فقط
و كل المال لا يساوي شعرة من شعرك
ضحكت و قلت مع نفسي فهي لم تتعرف علي الا من ساعة
و تفضلني أنا على النقود سألتها
ـــ متى ستكلمينها؟
ـــ في يوم من هذه الأيام سأذهب إليها و أكلمها
و إن وافقت في المرة القادمة عندما ستاتين الى الحمام سنذهب معاً اليها
ـــ لا ارجوك لقد مضى على حملي شهر و سيكون الوقت متأخراً أذهبي غداً اليها
ـــ و لكن أنا مشغولة و لدي زبائن غداً
وضعت 3 تومان في يدها و اندهشت لرويتها للنقود قلت
ـــ سأدفع لكي أجرك ليوماً كاملاً و أذهبي اليها
و خذي موعداً و بعد غد سنذهب اليها و ننهي الموضوع
ـــ و لكن لا يجوز بهذه العجلة . أنا غداً عند العصر سأذهب اليها
و أتحدث اليها و هل تستطيعين المجيئ صباح يوم الأربعاء ؟
ـــ أجل سأأتي مهما يكن
ـــ حسناً إذن موعدنا يوم الأربعاء سأنتظرك
كان يجب أن أبحث عن عذراً للخروج يوم الاربعاء .
في الليل أنا و احمد ووالدته و طفلي تناولنا العشاء .
كنت مرتاحة البال من الخطط التي خططتها و كنت أكل بشهية
و أحاول الأكل جيداً لكي أكون في اليوم الثاني قوية و نشيطة .
والدة زوجي كانت تنظر الي بإستغراب و مع كل هذا الحماس
لا أنكر شعوري بالخوف .
غداً سأضع حياتي بين أيدي إمرأة لا أعرفها ،
كنت أشفق على ولدي عندما أنظر اليه و قلبي يتفطرمن أجله
بمجرد التفكير بأنه سيصبح يتيماً و من دون والدة
اااااه كان قلبي يحترق عليه و كم أرغب بالبكاء ،
قبلته و ضممته مرات الى صدري و من ثم ألتفت الى احمد و قلت
ـــ احمد حبيبي أنا أشعر بالنعاس ألن تأتي للنوم؟
ــ كان مشغولاً في الكتابه قال:
ـــ إذهبي انت و نامي
ــ وفي الصباح , وضعت ملابسي في كيس و أضفت لملابسي
عبائة اضافية و بعض الأقمشة و أخذت كل ما يوجد من نقود
في المنزل و من ثم أرتديت عبائتي و ذهبت ،
كالمعتاد ظهرت والدة زوجي في طريقي
ـــ الى اين؟
فهي بأمر من احمد ومن بعد تلك المشاجرة
كان يتوجب علي أن اشرح لها سبب خروجي من المنزل
ـــ سأذهب الى الحمام
تعجبت و قالت
ـــ كيف ؟ !فأنت منذ يومين قد ذهبتي الى الحمام
أجبتها و بكل وقاحة :
ــ هذا ليس من شأنك
تفاجأت من ردي لها و أنزاحت من طريقي و قالت
ـــ مريم لقد أصبحتي قليلة الحياء
مثل العصفور الذي قد تحرر من قفصه
خرجت من المنزل
ـــ هل تكلمتي معها ؟ هيا بنا لنذهب
ـــ انتظري قليلاً فلدي زبونة
كنت بعجلةٍ من أمري قلت
ـــ أتركيها انا سأدفع لكي ضعف ما ستدفعه هي
ـــ لا فهذه من المهمين ومن الزبونات الدائمات عندنا
إن لم أذهب اليها ستذهب الى مكان آخر و سأفقدها
أنتظريني سأذهب و أرجع بسرعة
جلست و أنتظرتها كنت فرحة لأني سأتخلص من الجنين
الذي في أحشائي و في النهاية أتت
ـــ هيا بنا لنذهب تأخرنا
ـــ لنذهب بالعربة
وصلنا الى حي فقير و حقير وبدا لي الناس هناك لا يوحون بالثقة
و كان هذا الحي يقع في جنوب طهران و لم اكن مرتاحة ،
شعرت بجسمي بارداً كالثلج ، ترجلنا في اخر الزقاق
كنت ارتجف ولا استطيع التنفس أخذت نفساً عميقاً فسالتني رقيه
ـــ هل انت خائفة ؟ اذا كنتي نادمة دعينا نرجع
بدا لي هي ايضاً خائفة قلت
ـــ لالا ، لنكمل طريقنا
دخلنا الي منزل صغير جداً ووضيع
وكانت هناك إمرأة يقارب عمرها الثلاثين
و كانت تدعى سوسن خانم ،
رحبت بنا و ادخلتنا في صغيرة و كانت توجد في الغرفة إمرأة عجوز .
ذهبت سوسن خانم الى العجوز و بدأت تخاطبها بصوت منخفض
ثم رجعت و قالت لرقيه
ـــ أنا لن أتحمل النتائج و لا وجع الرأس هل فهمتي ؟
ـــ زوجها قد تركها و ذهب و تزوج أخرى و تأكدي بأنّ لن يعرف أحداً
ـــ كم معك من نقود ؟
ـــ كم تريدين؟
ـــ يجب أن لا يقل عن الثلاثين او اربعين تومان
ـــ لقد كنت اشعر بالخوف وبالعذاب في داخلي قالت لي سوسن خانم :
لن تشعري بألم سأخدرك حتى لا تشعري بشيء ،
أحضرت لي شيئاً لكي أشربه قلت لها
ـــ ما هذا؟
ـــ مخدر هيا أشربيه لكي لا تشعري بالألم
ــ لقد كنت قلقة على المنزل و طفلي ،
كان ظهراً شيئاً فشيئاً بدأت أشعر بالنعاس
و بعدها لم أعرف ماذا حصل . سمعت احداً يناديني
ـــ أنهضي .. أنهضي الا تريدين الذهاب الى منزلك ؟
نهضت و كنت مرهقة جداً يبدو انى قد نمت لفترة طويلة
ـــ هل تحتاجين لشيء ؟
ـــ لا. اريد الذهاب الى المنزل ، الساعة كم الان؟
ـــ الساعة الثانيه ظهراً لو تركتك كنتي ستنامين الى الليل
بصوت مرهق و منخفض قلت
ـــ ااه تأخر الوقت نهضت من مكاني و كنت فرحة لأني أجهضت ،
بصعوبة اخرجت النقود وأعطيتها لسوسن خانم سألتني
ـــ هل تريدين عربة ؟
ـــ أجل
أرتدت عبائتها و بمساعدة منها ومن رقيه وصلنا الى نهايه الزقاق
ثم أوقفت عربة وصعدنا وبكل حركة من حركات العربة
أشعر بالدماء تخرج مني كالسيل ،
بعدها شعرت بألم في ظهري وبطني في نصف الطريق
نزلت رقيه وبقيت وحدي ، وصلنا الى المنزل قلت للسائق توقف هنا ،
توقف وأنا مازلت جالسة مكاني ولا أستطيع النهوض قال سائق العربة
ـــ سيدتي هل انت بخير ، لماذا لا تنزلين ؟
ـــ لا أستطيع آنا متعبة جداً
تمسكت بالعربة وحاولت النهوض ولكن دون جدوى
لم أستطع كنت أتألم كثيراً، لاحظ السائق على الحالة التي كنت فيها ،
فلا أعرف من الخوف أم من الشفقة نزل من العربة وسألني
ـــ سيدتي أين منزلك ؟
أشرت بيدي هذا هو ،أمسكني من خصري وحملني كالدمية
وأنزلني أمام باب المنزل ثم طرق الباب
وبسرعة قفز الى العربة وابتعد ، سمعت صوت والدة زوجي وهي تقول
ـــ ها هي قد أتت
فهذا يعني انه احمد قد رجع الى المنزل ،
من خوفي من احمد ومن شدة نزيفي بدأت أرتجف ،
أتكأت على الباب ثم أنزلقت وسقطت على الأرض
وكيس ملابسي ايضاً سقط من يدي لقد كنت اشعر بالضعف ،
فتحت الباب والدة زوجي و رأتني مرمية على الارض
شعرت بالخوف وصرخت
ـــ احمد تعال هيا بسرعة تعال
ظهر احمد ورأني خاف هو ايضاً وقال
ـــ ماذا حصل ؟ لماذا هيا مرمية على الارض ؟
ـــ يبدو بأنه قد اغمى عليها
حملني احمد ليأخذني الى الغرفة وبينما كان يحملني
رأى وجهي يتصبب عرقاً قال لي
ـــ مرمر حبيبتي ماذا جرى لك ؟
هل أغمى عليك وانت في الحمام ؟
والدة زوجي قالت
ـــ أنزلها على الفراش ، فهي لم تكن في الحمام
نظر اليها احمد وبغضب قال
ـــ كيف عرفتي ؟
ـــ من شعرها فهو جاف وليس مبللاً ومن ملابسها
كانت نفس الملابس التي خرجت بها...
احمد بحذر وضعنى على الفراش و مع هذه الحركة
شعرت بألماً شديدا في بطني ،
والدته أنزعت العبائة من على رأسي ،
كنت أرتدي فستاناً أبيض و طويل ، و قالت لأحمد
ـــ أرفعها قليلاً لكي أسحب العبائة من تحتها
رفعني احمد و صرخت والدته و قالت
ـــ انظر يا احمد انها تنزف
نظر احمدالى ملابسي الملطخة بالدماء من الخلف
و بعدها نظر الى وجهي و لاخوف ظاهر على وجهه ،
لقد كنت شبه واعيه و كنت اسمع اصواتهم و أراهم من بعيد قال
ـــ مرمر حبيبتي ، ماذا حصل ؟ هل سقطي من فوق شيء ؟اذن ماذا؟
كشفت والدته عن فستاني وبدأت بالإرتجاف و أنصدمت وبعدها قالت و هي غاضبة
ـــ اللعنه عليك ايتها اللعينة ، فهي قد أجهضت
صعق احمد بالخبر و حدق الى والدته لفترة ثم سأل
ـــ ماذا ؟! ماذا قلتي ؟
ـــ فالسيدة قد ذهبت و أنزلت جنينها بالقوة
فجأة تغير شكل احمد و تغير لون عيونه
و أصبحت عيونه حمراء رفع يده لكي يصفعني و صرخ قائلاً
ـــ أيتها الحقيرة ،عديمة الرحمة
امسكته والدته من ذراعه و قالت
ـــ ماذا تفعل ؟ هل تريد ان تقتلها انظر اليها
فهي من شدة النزيف تكاد تموت اذهب و احضر لها حكيماً
كان صيفاً و الحر شديد مع هذا اشعر بالبرد كنت اقول مع نفسي
اغلقوا النوافذ و الابواب
ــ نمت و أستيقظت كان ليلاً كنت اشعر بألم كان احدهم ماسكاً يدي
اشعر بالصداع و ألم رهيب في بطني .
ـــ كانوا يطعمونني الأكل و يغيرون الفوط لي و يمسحون العرق من على جبيني .
طلع الصباح ، صرخت اغلقوا الابواب كنت اريد أن تصبح الغرفه مظلمة ،
من بعدها لم اعرف متى يكون صباحاً و متى يكون مساءً
وشيئاً فشيئاً بدأ ألمي يخف و لم أعد أشعر بالبرد ولا بالألم .
استيقظت من النوم ياله من يوماً جميلاً كنت اشعر بالجوع ،
احضرت لي والدة زوجي الطعام لقد كانت شاحبة و نحيلة
و عيناها من قله النوم كانت حمراء أستطعت ان اجلس و أتكأ على الجدار
سألتها
ـــ اليوم ما هو من الايام ؟
ـــ السبت
ـــ هل كل هذه الفترة كنت نائمة ؟
ـــ لقد كنتي محظوظة جداً لإنك مازلتي على قيد الحياة
ربك يعلم كم من حكيم أحضرنا لك
مسكين احمد تعب كثيراً من أجلك أربع ليالي لا هو ولا انا ذقنا طعم النوم
حقاً كنتي محظوظة 0
أنتظروا الجزء الثالث عشر :
لعاملة من عاملات الحمام قلت لها أحضري لي إناءً او شيئاً
أريد أن أتقيأ فيه ضحكت و قالت
ـــ مبروك و هل انت حامل ؟
حركت رأسي لها بنعم ضحكت و قالت
ـــ إذا هذه المناسبة السعيدة تحتاج الى حلوان...
بحزن قلت
ـــ هذه ليست سعادتي بل تعاستي
ـــ لماذا؟ لا قدّر الله، الستي انت و زوجك على اتفاق
فجأة سالت الدموع من عيوني لقد وجدت شخصاً لأفرغ ما بقلبي له
و لم يكن من داعياً بأن اخذ حذري منها لانها ليست والدة زوجي
و ليس من داعي بأن اتظاهر بالإبتسامة أمامها
لأنها ليست الدادا لكي تذهب و تخبر والدتي ،
لكي تحمل همي ، هذه المرأة لا تعرفني
أنا لا استطيع أن أفرغ ما بقلبي لها ،
الدموع لم تسمح لي بالتكلم
ـــ هل يضربك ؟
ـــ نعم
و بينما كنت امسح دموعي التي تتساقط كالمطر على وجنتي قالت لي
ـــ لماذا حملتي ؟
ـــ ماذا افعل ؟ كان رغماً عني لو تعلمين كم أحمل من اشياء
ثقيلة و كنت أقفز من أماكن مرتفعة و عملت المستحيل
لكي أجهض الجنين و لكن من دون فائدة
نظرت يمينها و شمالها و أخفضت صوتها و قالت
ـــ انّ كل هذا لا يفيد ، هكذا لن تجهضي يجب لشخصاً ما أن يقوم بهذه المهمة
رفعت رأسي و توقفت دموعي لحصولي على أمل سالتها
ـــ من يقوم بهذا العمل؟
ـــ و هل حقاً تريدين أن تجهضي ؟
ـــ نعم ، أريد . وهل أنت تعرفين شخصاً ليقوم بإجهاضي ؟
ـــ نعم اعرف شخصاً
من الفرحة امسكت بذراعها و قلت
ـــ من يكون؟
ـــ انت ما شأنك من يكون ؟ هي إمرأة و هذا هو عملها
ـــ تعالي لنذهب الآن اليها
ـــ الان ! لا أستطيع يا إمرأة يجب اولاً أن اتكلم معها و لكنها طماعة كثيراً
ـــ فليكن ، أنا موافقة على الذي ستطلبه و حقك أنت أيضا سيكون محفوظ عندي
ـــ وااه ، ما هذا الكلام انا اريد سلامتك أنت فقط
و كل المال لا يساوي شعرة من شعرك
ضحكت و قلت مع نفسي فهي لم تتعرف علي الا من ساعة
و تفضلني أنا على النقود سألتها
ـــ متى ستكلمينها؟
ـــ في يوم من هذه الأيام سأذهب إليها و أكلمها
و إن وافقت في المرة القادمة عندما ستاتين الى الحمام سنذهب معاً اليها
ـــ لا ارجوك لقد مضى على حملي شهر و سيكون الوقت متأخراً أذهبي غداً اليها
ـــ و لكن أنا مشغولة و لدي زبائن غداً
وضعت 3 تومان في يدها و اندهشت لرويتها للنقود قلت
ـــ سأدفع لكي أجرك ليوماً كاملاً و أذهبي اليها
و خذي موعداً و بعد غد سنذهب اليها و ننهي الموضوع
ـــ و لكن لا يجوز بهذه العجلة . أنا غداً عند العصر سأذهب اليها
و أتحدث اليها و هل تستطيعين المجيئ صباح يوم الأربعاء ؟
ـــ أجل سأأتي مهما يكن
ـــ حسناً إذن موعدنا يوم الأربعاء سأنتظرك
كان يجب أن أبحث عن عذراً للخروج يوم الاربعاء .
في الليل أنا و احمد ووالدته و طفلي تناولنا العشاء .
كنت مرتاحة البال من الخطط التي خططتها و كنت أكل بشهية
و أحاول الأكل جيداً لكي أكون في اليوم الثاني قوية و نشيطة .
والدة زوجي كانت تنظر الي بإستغراب و مع كل هذا الحماس
لا أنكر شعوري بالخوف .
غداً سأضع حياتي بين أيدي إمرأة لا أعرفها ،
كنت أشفق على ولدي عندما أنظر اليه و قلبي يتفطرمن أجله
بمجرد التفكير بأنه سيصبح يتيماً و من دون والدة
اااااه كان قلبي يحترق عليه و كم أرغب بالبكاء ،
قبلته و ضممته مرات الى صدري و من ثم ألتفت الى احمد و قلت
ـــ احمد حبيبي أنا أشعر بالنعاس ألن تأتي للنوم؟
ــ كان مشغولاً في الكتابه قال:
ـــ إذهبي انت و نامي
ــ وفي الصباح , وضعت ملابسي في كيس و أضفت لملابسي
عبائة اضافية و بعض الأقمشة و أخذت كل ما يوجد من نقود
في المنزل و من ثم أرتديت عبائتي و ذهبت ،
كالمعتاد ظهرت والدة زوجي في طريقي
ـــ الى اين؟
فهي بأمر من احمد ومن بعد تلك المشاجرة
كان يتوجب علي أن اشرح لها سبب خروجي من المنزل
ـــ سأذهب الى الحمام
تعجبت و قالت
ـــ كيف ؟ !فأنت منذ يومين قد ذهبتي الى الحمام
أجبتها و بكل وقاحة :
ــ هذا ليس من شأنك
تفاجأت من ردي لها و أنزاحت من طريقي و قالت
ـــ مريم لقد أصبحتي قليلة الحياء
مثل العصفور الذي قد تحرر من قفصه
خرجت من المنزل
ـــ هل تكلمتي معها ؟ هيا بنا لنذهب
ـــ انتظري قليلاً فلدي زبونة
كنت بعجلةٍ من أمري قلت
ـــ أتركيها انا سأدفع لكي ضعف ما ستدفعه هي
ـــ لا فهذه من المهمين ومن الزبونات الدائمات عندنا
إن لم أذهب اليها ستذهب الى مكان آخر و سأفقدها
أنتظريني سأذهب و أرجع بسرعة
جلست و أنتظرتها كنت فرحة لأني سأتخلص من الجنين
الذي في أحشائي و في النهاية أتت
ـــ هيا بنا لنذهب تأخرنا
ـــ لنذهب بالعربة
وصلنا الى حي فقير و حقير وبدا لي الناس هناك لا يوحون بالثقة
و كان هذا الحي يقع في جنوب طهران و لم اكن مرتاحة ،
شعرت بجسمي بارداً كالثلج ، ترجلنا في اخر الزقاق
كنت ارتجف ولا استطيع التنفس أخذت نفساً عميقاً فسالتني رقيه
ـــ هل انت خائفة ؟ اذا كنتي نادمة دعينا نرجع
بدا لي هي ايضاً خائفة قلت
ـــ لالا ، لنكمل طريقنا
دخلنا الي منزل صغير جداً ووضيع
وكانت هناك إمرأة يقارب عمرها الثلاثين
و كانت تدعى سوسن خانم ،
رحبت بنا و ادخلتنا في صغيرة و كانت توجد في الغرفة إمرأة عجوز .
ذهبت سوسن خانم الى العجوز و بدأت تخاطبها بصوت منخفض
ثم رجعت و قالت لرقيه
ـــ أنا لن أتحمل النتائج و لا وجع الرأس هل فهمتي ؟
ـــ زوجها قد تركها و ذهب و تزوج أخرى و تأكدي بأنّ لن يعرف أحداً
ـــ كم معك من نقود ؟
ـــ كم تريدين؟
ـــ يجب أن لا يقل عن الثلاثين او اربعين تومان
ـــ لقد كنت اشعر بالخوف وبالعذاب في داخلي قالت لي سوسن خانم :
لن تشعري بألم سأخدرك حتى لا تشعري بشيء ،
أحضرت لي شيئاً لكي أشربه قلت لها
ـــ ما هذا؟
ـــ مخدر هيا أشربيه لكي لا تشعري بالألم
ــ لقد كنت قلقة على المنزل و طفلي ،
كان ظهراً شيئاً فشيئاً بدأت أشعر بالنعاس
و بعدها لم أعرف ماذا حصل . سمعت احداً يناديني
ـــ أنهضي .. أنهضي الا تريدين الذهاب الى منزلك ؟
نهضت و كنت مرهقة جداً يبدو انى قد نمت لفترة طويلة
ـــ هل تحتاجين لشيء ؟
ـــ لا. اريد الذهاب الى المنزل ، الساعة كم الان؟
ـــ الساعة الثانيه ظهراً لو تركتك كنتي ستنامين الى الليل
بصوت مرهق و منخفض قلت
ـــ ااه تأخر الوقت نهضت من مكاني و كنت فرحة لأني أجهضت ،
بصعوبة اخرجت النقود وأعطيتها لسوسن خانم سألتني
ـــ هل تريدين عربة ؟
ـــ أجل
أرتدت عبائتها و بمساعدة منها ومن رقيه وصلنا الى نهايه الزقاق
ثم أوقفت عربة وصعدنا وبكل حركة من حركات العربة
أشعر بالدماء تخرج مني كالسيل ،
بعدها شعرت بألم في ظهري وبطني في نصف الطريق
نزلت رقيه وبقيت وحدي ، وصلنا الى المنزل قلت للسائق توقف هنا ،
توقف وأنا مازلت جالسة مكاني ولا أستطيع النهوض قال سائق العربة
ـــ سيدتي هل انت بخير ، لماذا لا تنزلين ؟
ـــ لا أستطيع آنا متعبة جداً
تمسكت بالعربة وحاولت النهوض ولكن دون جدوى
لم أستطع كنت أتألم كثيراً، لاحظ السائق على الحالة التي كنت فيها ،
فلا أعرف من الخوف أم من الشفقة نزل من العربة وسألني
ـــ سيدتي أين منزلك ؟
أشرت بيدي هذا هو ،أمسكني من خصري وحملني كالدمية
وأنزلني أمام باب المنزل ثم طرق الباب
وبسرعة قفز الى العربة وابتعد ، سمعت صوت والدة زوجي وهي تقول
ـــ ها هي قد أتت
فهذا يعني انه احمد قد رجع الى المنزل ،
من خوفي من احمد ومن شدة نزيفي بدأت أرتجف ،
أتكأت على الباب ثم أنزلقت وسقطت على الأرض
وكيس ملابسي ايضاً سقط من يدي لقد كنت اشعر بالضعف ،
فتحت الباب والدة زوجي و رأتني مرمية على الارض
شعرت بالخوف وصرخت
ـــ احمد تعال هيا بسرعة تعال
ظهر احمد ورأني خاف هو ايضاً وقال
ـــ ماذا حصل ؟ لماذا هيا مرمية على الارض ؟
ـــ يبدو بأنه قد اغمى عليها
حملني احمد ليأخذني الى الغرفة وبينما كان يحملني
رأى وجهي يتصبب عرقاً قال لي
ـــ مرمر حبيبتي ماذا جرى لك ؟
هل أغمى عليك وانت في الحمام ؟
والدة زوجي قالت
ـــ أنزلها على الفراش ، فهي لم تكن في الحمام
نظر اليها احمد وبغضب قال
ـــ كيف عرفتي ؟
ـــ من شعرها فهو جاف وليس مبللاً ومن ملابسها
كانت نفس الملابس التي خرجت بها...
احمد بحذر وضعنى على الفراش و مع هذه الحركة
شعرت بألماً شديدا في بطني ،
والدته أنزعت العبائة من على رأسي ،
كنت أرتدي فستاناً أبيض و طويل ، و قالت لأحمد
ـــ أرفعها قليلاً لكي أسحب العبائة من تحتها
رفعني احمد و صرخت والدته و قالت
ـــ انظر يا احمد انها تنزف
نظر احمدالى ملابسي الملطخة بالدماء من الخلف
و بعدها نظر الى وجهي و لاخوف ظاهر على وجهه ،
لقد كنت شبه واعيه و كنت اسمع اصواتهم و أراهم من بعيد قال
ـــ مرمر حبيبتي ، ماذا حصل ؟ هل سقطي من فوق شيء ؟اذن ماذا؟
كشفت والدته عن فستاني وبدأت بالإرتجاف و أنصدمت وبعدها قالت و هي غاضبة
ـــ اللعنه عليك ايتها اللعينة ، فهي قد أجهضت
صعق احمد بالخبر و حدق الى والدته لفترة ثم سأل
ـــ ماذا ؟! ماذا قلتي ؟
ـــ فالسيدة قد ذهبت و أنزلت جنينها بالقوة
فجأة تغير شكل احمد و تغير لون عيونه
و أصبحت عيونه حمراء رفع يده لكي يصفعني و صرخ قائلاً
ـــ أيتها الحقيرة ،عديمة الرحمة
امسكته والدته من ذراعه و قالت
ـــ ماذا تفعل ؟ هل تريد ان تقتلها انظر اليها
فهي من شدة النزيف تكاد تموت اذهب و احضر لها حكيماً
كان صيفاً و الحر شديد مع هذا اشعر بالبرد كنت اقول مع نفسي
اغلقوا النوافذ و الابواب
ــ نمت و أستيقظت كان ليلاً كنت اشعر بألم كان احدهم ماسكاً يدي
اشعر بالصداع و ألم رهيب في بطني .
ـــ كانوا يطعمونني الأكل و يغيرون الفوط لي و يمسحون العرق من على جبيني .
طلع الصباح ، صرخت اغلقوا الابواب كنت اريد أن تصبح الغرفه مظلمة ،
من بعدها لم اعرف متى يكون صباحاً و متى يكون مساءً
وشيئاً فشيئاً بدأ ألمي يخف و لم أعد أشعر بالبرد ولا بالألم .
استيقظت من النوم ياله من يوماً جميلاً كنت اشعر بالجوع ،
احضرت لي والدة زوجي الطعام لقد كانت شاحبة و نحيلة
و عيناها من قله النوم كانت حمراء أستطعت ان اجلس و أتكأ على الجدار
سألتها
ـــ اليوم ما هو من الايام ؟
ـــ السبت
ـــ هل كل هذه الفترة كنت نائمة ؟
ـــ لقد كنتي محظوظة جداً لإنك مازلتي على قيد الحياة
ربك يعلم كم من حكيم أحضرنا لك
مسكين احمد تعب كثيراً من أجلك أربع ليالي لا هو ولا انا ذقنا طعم النوم
حقاً كنتي محظوظة 0
أنتظروا الجزء الثالث عشر :
رد: مأساة مريم ( قصة حقيقية ) سأرويها لكم على حلقات
الجزء الثالث عشر :
رجع احمد الي المنزل واشعر بالراحة لاني تخلصت من مشكلتي وكنت أتماثل الى الشفاء بسرعة عندما عرف أني أصبحت أفضل لم يعد يدخل الغرفة التي كنت موجودة فيها في النهار كان يأتي ولدي عندي و كنت ألاعبه و في الليل كان احمد يذهب الى الغرفة المجاورة و هناك كان يتناول العشاء مع والدته
و لقد كانت والدته تحضر الطعام لي في الغرفة حتى عند النوم كان ينام في تلك الغرفة ، كم كنت أشعر بالسعادة كنت أتحسن بسرعة و مضى شهر على اجهاضي استطعت المشي على قدماي و لكن الدادا لم تأتي شيئاً فشيئاً بدأت اشعر بالقلق 0
دخل احمد الى الغرفة و حدق في عيني و كان كالبركان الذي كان على وشك الانفجار لقد فهمت هذا الشيء من نظرته لي قال
ـــ أحتاج الى النقود فهذا الشهر لم تأتي الدادا و أنا لا أملك المال قلت لكي أنا احتاج الى النقود ماذا فعلتي بالمال تكلمي ؟
ـــ لقد صرفته
ـــ صرفتيه على القتل ؟
ذهبتي و أنزلتي جنينك و كل نقودي اعطيتي من ؟
اخبريني ذهبتي الى من لكي يسقط جنينك
ـــ كل ما عندي من مال فهو موجود في الصندوق خذه و أذهب
دون ان يقول شيئاً ذهب الى الصندوق و اخذ النقود و خرج ،
كنت كالدجاجة التي قطع رأسها كنت ليلاً و نهاراً
أعض أصبعي ندماً لم يكن يأتي يوم و أنا لا أقول فيه
يالها من غلطة و أرتكبتها يا مريم 0
شيئاً فشيئاً بدأت أشعر بالقلق على الدادا
لقد تأخرت كثيراً ماذا يعني هذا ؟
افكاري مشوشة هل والدتي مريضة ؟
هل حدث مكروهاً لوالدي ؟ احمد يسألني
ـــ ألم تأتي هذه الدادا؟
ـــ لا، لا اعرف لماذا تأخرت فأنا قلقة جداً
ضحك بسخرية و قال
ـــ لا تخافي لم يحدث شيئاً ، موكد قد أخذت النقود و هربت
لقد كنا نعامل بعضنا ببرودة ،
بدأ احمد يهتم بمظهره كان يلبس ملابساً أنيقة
و لقد أصبح له شارب و كان يهتم كثيراً بمظهره
و ينظر الى نفسه في المرآة الف مرة قبل أن يخرج
و أنا كنت مستغربة لماذا لا يتشاجر معي ،
كان منشغلاً بنفسه و لكن هذا لم يعد يهمني
أنا من رويتي له اشعر بالقرف 0
سمعت صوت الباب كانت الدادا قد أتت و مع إنها كانت تعمل جاهدة لكي تبتسم و بصعوبة ركضت نحوها و كنت حافية القدمين ضممتها ومن ثم اغرقتها من الأسئلة
ـــ دادا عزيزتي ، أين كنتي ؟ ماذا حصل ؟ لماذا تأخرتي ؟
لا تكذبي علي فأنا اشعر إن هناك شيئاً قد حصل
هل أصاب والدي مكروهاً ؟ أم والدتي ؟
إذن ماذا حصل ؟ بسرعة اخبريني
ـــ اللعنة على الشيطان ما هذا يا فتاة لم يحدث شيئاً ،
ألن تقدمي لي الشاي ؟
جلست و شربت الشاي و أنا كنت متوترة للغاية
وضعت النقود امامي و قالت
ـــ سامحينا قد تأخرنا عليك بالنقود لقد كنا مشغولين
ـــ دادا انت تعذبينني هيا تكلمي ماذا حدث ؟
ـــ ماذا اقول لكي ياعزيزتي ، قد تتضايقين... ولكن أشرف خانم....
ـــ أشرف خانم ؟ زوجة منصور ؟ ماذا بها ؟ هيا تكلمي !
ـــ لقد توفيت و هي تلد
و مسحت دموعها بيدها و كنا و والدة زوجي ننظر اليها
و كنا منصدمتين تابعت
ـــ في شهرها السابع شعرت بالألم و بدأت بالنزيف ،
ثلاثة أيام و هي كانت تتألم قد أحضروا لها كل الأطباء
و لكن من دون جدوى لقد كان جسمها في فترة حملها متورما جداً
و في اليوم الرابع المسكينة توفيت
ـــ جنينها ماذا حصل له ؟ هل هو أيضاً مات ؟
ـــ لا لقد كان ولداً جميلاً و قوي البنية
ـــ و كيف حال منصور الان هل هو حزين ؟
ـــ أجل هو حزيناً جداً
رجع احمد كالمعتاد متأخراً الى المنزل كان إبني نائماً في غرفة جدته
عند تناول العشاء قالت والدته
ـــ اليوم كانت الدادا هنا
لقد كانت كالجاسوسة وتخبره بكل شيء قال
ـــ مبروك إذن قد وصلت النقود
ـــ دعني و شأني فأنا لا مزاج لي بالنقاش
ـــ و انت متى كان لكي مزاج
ردت والدته و قالت
ـــ في الصباح لقد كان مزاجك جيدا و لكن بعد مجيئ الدادا
و نقلت لكي اخبار كل الموتى تعكر مزاجك
رد احمد و قال
ـــ موت؟ موت من ؟
ـــ أشرف زوجة منصور
وسالت دموعي قال لي
ـــ لماذا تبكين عليها و انت لم تريها في حياتك ؟
هل تريدين أن تعزي لكل من يموت ؟
بعتاب قلت له
ـــ احمد هي مازلت في عز شبابها و في النهاية هي انسانة
و بقصد أن يجرحني قال
ـــ إن كان هكذا فإذن لماذا ذهبتي أنت في ذلك الوقت
و اسقطي جنينك قطعة قطعة اليس هو ايضاً انساناً و روح
النار التي كانت في قلب احمد و التي كنت احسبها قد خمدت
لقد بدأت بالإشتعال
ـــ انت ذهبتي وأجهضتي طفلك و طفلي
و من دون علم احد ، الان تأتين و تبكين على اشرف خانم
هل تريدين ان اصدق بأن يوجد في قلبك رحمة لا يا عزيزتي
ـــ ذلك لم يكن طفلاً بل كان دماءً و انزلته لأنه كان يوجد لدي سبب
ـــ يوجد لديك سبب ؟ اخبريني ماهو السبب ؟
قالت والدته
ـــ السبب هو انها تريد التفرغ لنفسها وتتزين وتتبرّج
و انت تتعب و تشقى في العمل
وانا ايضا اعمل في هذا المنزل كالخادمة
و هي تصبح الآمرة الناهية و تأمرك انظر لهذه
و لا تنظر لهذه و لا تتكلم مع هذه ولا تتزوج كوثر
و يجب أن لا ترزق بطفل من إمرأة أخرى
و بينما هي و تذهب و من دون علمك تجهض ابنك
ـــ يا سيدة هل تدركين ماذا تقولين لماذا لا تدعين احترمك محفوظاً عندي
إشتعل وجه احمد غضباً و صرخ و قال
ـــ هل تكذب ؟ هل تكذب ؟
لقد كانت عيناه حمراء و كم بدا لي هذا الوجه كريهاً
و لم اكن اعرف ماالذي احببت فيه
ـــ احمد ارجوك اتركني و شأني
ـــ ألا تريدين الإنجاب مني ها ؟ !
هل تشعرين بالعار من ذلك ؟ الان اصبحت بالنسبة لكي اعععع ؟
ـــ هل تتذكرين عندما كنت في الدكان كيف كنتي مسحورةً بي
و كدتي تأكلينني بعيناك ؟
ـــ حينها كنت طفلة ولا أعي شيئاً أما الان بدأت افهم الغلطة التي ارتكبتها
أحسست بالصفعة لقد كانت كالصوت على وجهي ،
هذه المرة لم تتدخل والدته للدفاع عني فقط قالت وبتلذذ
ـــ تستحقين
بينما كنت واضعة يدي على خدي التفت اليها وقلت
ـــ يا سيدة هل انت مسلمة وتصلين ؟
ردت علي وبسخرية
ـــ لا ، فقط انت التي تصلين
ـــ تصلين وهكذا تختلقين الفتن بين زوجين ،
هل لكي وجهاً أن تشعلي هذه النار وبعدها تواجهين ربك
الا تخافين من هذا العمل التي تقومين به ،
وبماذا ستنفعك تعاستي ؟
و ما الذي فعلته لكي غير الاحترام خافي من ربك ،
أنا لست راضية عنك
كانت تصرخ بصوت مرتفع جداًً ، لم يعد يهمني الجيران
لم اعد اقول لهم اخفضوا أصواتكم الجيران سيسمعون ،
فأنا بنفسي قد اصبحت مثلهم قال احمد وهو غاضب
ـــ ماذا دهاك لماذا ترفعين صوتك قلت
ـــ احمد لماذا تفعل بي هكذا ؟
فأنا لست بأسيرة لديك ذهبت وأسقط جنيني ؟
خيراً ما فعلت هل تعلم لماذا ، بسببك انت ووالدتك
وتجريحها الدائم لي فأنا لا اريد الإنجاب ولماذا انجب ؟
لكي أكون أسيرة عذابك انت ووالدتك ؟
لم أعد احتمل اريد الهرب من هذا المنزل
فأنتم اصبتوني بالجنون الى متى سأتحمل وسأصبر وسأسكت ؟
سيأتي يوماً وسوف ترى آخذه ابني و ذاهبة
رفع صوته وقال
ـــ تأخذين ابنك وتذهبين ؟ إن رأيتي اذنك من الخلف سوف ترين إبنك ، سأجعلك تنجبين الكثير من الأطفال لدرجة انك لن تجدي فرصة
لتحكي رأسك ، الان هذا الواحد قد أسقطيه
أما ماذا عن البقية ؟منذ الان سأجعلك كل سنة تنجبين واحدا ً
أتت الدادا عاتبتها و قلت
ـــ دادا مرة اخرى تأخرتي
ـــ ألا تعرفين يا عزيزتي احمل لكي خبراً ساراً
ـــ ما هو ؟ اخبريني
ـــ ستتزوج شهرزاد
نهضت من مكاني شوقاً و فرحاً ،
فالحمل الذي كان يثقل على كاهلي منذ 6 سنوات قد زال الان
شهرزاد لا تدفع ثمن حبي المزعوم قلت
ـــ من ؟ متى ؟ كيف .... ؟
ـــ صبرك علي لكي اخبرك رويداً رويداً
ضممت الدادا و بشدة و قبلتها
ـــ ااه مريم لقد خنقتيني ، أنا السبب في زواج ابنتي شهرزاد
ـــ انت ؟ كيف ؟
ـــ لقد كنت مريضة جداً و اصرت شهرزاد على أن تصطحبني الى العيادة ،
ذهبنا و كان هناك يوجد طبيباً لا تتصورين
كم كان وسيماً و طيباً و محترماً ،
كان رجلاً بكل معنى الكلمة
في البداية انا دخلت وفحصني و اعطاني الدواء و قال : والدتي انشاءالله ستكونين قريباً بخير و بينما كان يرافقني الى الباب
ما إن رأى شهرزاد التي كانت قد كاشفة الخمار عن وجهها
فأنت تعرفين بأنّ شهرزاد لا تضع الخمار جيدا مرة تضعه و مره لا ،
قال لي الطبيب والدتي اجلسي لكي افحصك مرة اخرى
لكي اطمئن بعدها
لم افهم ماذا قال ردت عليه شهرزاد و باللغة الفرنسية
اعتقد انه كان يكلمها عن صحتي و لفترة كانا يتكلمان باللغة الفرنسية في النهاية الدكتور قد اعجب بشهرزاد و قال الاسبوع القادم
ايضاً تعالوا للمراجعة
سألتها و بعدها ماذا جرى ؟
ـــ لا شيء ذهبنا الأسبوع الثاني فحصني و بعدها
قال تعالوا الاسبوع الذي بعده ، وبعد مرور الاسبوع ذهبنا
قلت حبيبتي شهرزاد هل تعرفين شيئاً
انا لن ادخل برفقتك اذهبي لوحدك
و انا سأبقى في العربة اقسم لك بأني قد اصبحت بخير وذهبت لوحدها قد سأل شهرزاد هل تسمحين لي بزيارة والدك
ردت عليه يجب اولاً أن أستشير والدي ،
في الطريق قلت لشهرزاد يبدوا انك قد علقتي
قالت اجل يا دادا فأنا منذ أن رأيته لأول مرة
لا اعرف ماذا حصل لي
و لكن إن قال والدي لا فأنا سأطيعه
لا اريد أن أكسر قلبه مرة اخرى مثل ....
و سكتت الدادا و قلت
ـــ قولي يا دادا مثل من ؟ مثلي انا هي محقة انا لن اتضايق ،
فكلام الحق لا يضايق
ـــ اجل حبيبتي قالت يكفي ألم واحد للقبيلة ،
في النهاية أتى الدكتور و تكلم مع والدك
و كان والدكي سعيداً للغاية و راضياً جداً من هذا العريس
لو ترينه قد اصبح شابا مرة اخرى ،
لقد تمت خطبة شهرزاد و كانوا اهل العريس محترمين
و من عرق اصيل و بعد شهرين سيتزوجان و قالت لي
ـــ مريم عزيزتي انت ايضا تعالي
ـــ هل والدتي تريد هذا ؟
فكرت قليلاً و قالت
ـــ لا و لكن إن أتيتي لن يلقوا بكي خارجاً
ـــ لا دادا دعيني و لا تلمسي جرحي
و أتى اليوم الذي كانت شهرزاد ستتزوج فيه وانا أخذت إبني و البسته ملابسه لكي نذهب و نتفرج من بعد
و أيضاً لإبني أن يرى عظمة و روعة بيت جده
كنت اريد بأي طريقة أن اشارك في زواج اختي
حتى و لو كان ذلك من بعد ، أتت والدة زوجي و قالت
ـــ الى أين و في هذا الوقت من الغروب ؟
ـــ سنذهب لنتفرج على زواج اختي شهرزاد
ـــ لو ارادوا لكي ان تذهبي لأرسلوا لنا بطاقة دعوة
لا عزيزتي أنت لن تصطحبي الولد الى اي مكان
احمد قال لا يحق لكي ذلك
ـــ حسناً سأذهب بمفردي
ـــ و إلى ماذا تخططين ايضا ً؟
اذا تريدين الذهاب اذهبي
و لكن بعدها انت من سيببرر سبب خروجك لأحمد
رأيت إن ذلك لا يستحق أن أشرح أو ابرر له
لكني لم أعد اتحمل الضرب لقد تعبت و قد اصبحت نحيفة
و اصبحت ملابسي واسعة علي هذا يكفي
و مرة اخرى قلت لنفسي انت التي جلبتي لنفسك هذا يا مريم
انت التي ارتكبتي هذه الغلطة
لقد قالوا لكي لا تفعلي تحديتي الجميع و فعلتي
و الان احصدي ما زرعتي واشربي من كووس الأمر ،
أردت الرجوع الى الغرفة
و لكن ولدي كان يريد الخروج
و عندما رأني تراجعت بدأ بالبكاء قالت جدته له
ـــ إذهب و العب امام الباب
وإن اردت الذهاب الى منزل السيد الصادق اذهب
خرج من المنزل و انا كنت متعبة و مرهقة رجعت الى الغرفة 0
لقد اصبح عمر ابني 7 سنوات و كان نهاية الشتاء
و الثلج يتساقط كنت انا و ابني جالسين في الغرفة
و كان احمد يجمع الثلج من الحديقة
كان ابني يريد الذهاب عند والده في الحديقة
و لكنني منعته رجع احمد الى الغرفة
و كان يفرك يداه من شدة البرد ذهب و تغطى بالبطانية
و قال لولدي و بمزحة
ـــ اووه الماس خان كم الجو بارداً !
قلت لولدي
ـــ هل رأيت الحمدلله بأنك لم تذهب الى الحديقة
و الا كنت قد اصبت بالبرد
رد احمد و هو يضحك
ـــ نعم يا عزيزي ليصاب والدك بالبرد وانت لماذا تذهب ؟
ضحكت و قبلت رأس ولدي
و بينما كان احمد ينظر الي و بمزحة قال لولدنا
ـــ عزيزي الماس الا تريد أخاً او اختاً لكي ننجب لك
ضحكت و قلت
ـــ اخجل يا احمد
نهض من مكانه و قال
ـــ خسارة يجب علي أن أذهب
يتبع 000
رجع احمد الي المنزل واشعر بالراحة لاني تخلصت من مشكلتي وكنت أتماثل الى الشفاء بسرعة عندما عرف أني أصبحت أفضل لم يعد يدخل الغرفة التي كنت موجودة فيها في النهار كان يأتي ولدي عندي و كنت ألاعبه و في الليل كان احمد يذهب الى الغرفة المجاورة و هناك كان يتناول العشاء مع والدته
و لقد كانت والدته تحضر الطعام لي في الغرفة حتى عند النوم كان ينام في تلك الغرفة ، كم كنت أشعر بالسعادة كنت أتحسن بسرعة و مضى شهر على اجهاضي استطعت المشي على قدماي و لكن الدادا لم تأتي شيئاً فشيئاً بدأت اشعر بالقلق 0
دخل احمد الى الغرفة و حدق في عيني و كان كالبركان الذي كان على وشك الانفجار لقد فهمت هذا الشيء من نظرته لي قال
ـــ أحتاج الى النقود فهذا الشهر لم تأتي الدادا و أنا لا أملك المال قلت لكي أنا احتاج الى النقود ماذا فعلتي بالمال تكلمي ؟
ـــ لقد صرفته
ـــ صرفتيه على القتل ؟
ذهبتي و أنزلتي جنينك و كل نقودي اعطيتي من ؟
اخبريني ذهبتي الى من لكي يسقط جنينك
ـــ كل ما عندي من مال فهو موجود في الصندوق خذه و أذهب
دون ان يقول شيئاً ذهب الى الصندوق و اخذ النقود و خرج ،
كنت كالدجاجة التي قطع رأسها كنت ليلاً و نهاراً
أعض أصبعي ندماً لم يكن يأتي يوم و أنا لا أقول فيه
يالها من غلطة و أرتكبتها يا مريم 0
شيئاً فشيئاً بدأت أشعر بالقلق على الدادا
لقد تأخرت كثيراً ماذا يعني هذا ؟
افكاري مشوشة هل والدتي مريضة ؟
هل حدث مكروهاً لوالدي ؟ احمد يسألني
ـــ ألم تأتي هذه الدادا؟
ـــ لا، لا اعرف لماذا تأخرت فأنا قلقة جداً
ضحك بسخرية و قال
ـــ لا تخافي لم يحدث شيئاً ، موكد قد أخذت النقود و هربت
لقد كنا نعامل بعضنا ببرودة ،
بدأ احمد يهتم بمظهره كان يلبس ملابساً أنيقة
و لقد أصبح له شارب و كان يهتم كثيراً بمظهره
و ينظر الى نفسه في المرآة الف مرة قبل أن يخرج
و أنا كنت مستغربة لماذا لا يتشاجر معي ،
كان منشغلاً بنفسه و لكن هذا لم يعد يهمني
أنا من رويتي له اشعر بالقرف 0
سمعت صوت الباب كانت الدادا قد أتت و مع إنها كانت تعمل جاهدة لكي تبتسم و بصعوبة ركضت نحوها و كنت حافية القدمين ضممتها ومن ثم اغرقتها من الأسئلة
ـــ دادا عزيزتي ، أين كنتي ؟ ماذا حصل ؟ لماذا تأخرتي ؟
لا تكذبي علي فأنا اشعر إن هناك شيئاً قد حصل
هل أصاب والدي مكروهاً ؟ أم والدتي ؟
إذن ماذا حصل ؟ بسرعة اخبريني
ـــ اللعنة على الشيطان ما هذا يا فتاة لم يحدث شيئاً ،
ألن تقدمي لي الشاي ؟
جلست و شربت الشاي و أنا كنت متوترة للغاية
وضعت النقود امامي و قالت
ـــ سامحينا قد تأخرنا عليك بالنقود لقد كنا مشغولين
ـــ دادا انت تعذبينني هيا تكلمي ماذا حدث ؟
ـــ ماذا اقول لكي ياعزيزتي ، قد تتضايقين... ولكن أشرف خانم....
ـــ أشرف خانم ؟ زوجة منصور ؟ ماذا بها ؟ هيا تكلمي !
ـــ لقد توفيت و هي تلد
و مسحت دموعها بيدها و كنا و والدة زوجي ننظر اليها
و كنا منصدمتين تابعت
ـــ في شهرها السابع شعرت بالألم و بدأت بالنزيف ،
ثلاثة أيام و هي كانت تتألم قد أحضروا لها كل الأطباء
و لكن من دون جدوى لقد كان جسمها في فترة حملها متورما جداً
و في اليوم الرابع المسكينة توفيت
ـــ جنينها ماذا حصل له ؟ هل هو أيضاً مات ؟
ـــ لا لقد كان ولداً جميلاً و قوي البنية
ـــ و كيف حال منصور الان هل هو حزين ؟
ـــ أجل هو حزيناً جداً
رجع احمد كالمعتاد متأخراً الى المنزل كان إبني نائماً في غرفة جدته
عند تناول العشاء قالت والدته
ـــ اليوم كانت الدادا هنا
لقد كانت كالجاسوسة وتخبره بكل شيء قال
ـــ مبروك إذن قد وصلت النقود
ـــ دعني و شأني فأنا لا مزاج لي بالنقاش
ـــ و انت متى كان لكي مزاج
ردت والدته و قالت
ـــ في الصباح لقد كان مزاجك جيدا و لكن بعد مجيئ الدادا
و نقلت لكي اخبار كل الموتى تعكر مزاجك
رد احمد و قال
ـــ موت؟ موت من ؟
ـــ أشرف زوجة منصور
وسالت دموعي قال لي
ـــ لماذا تبكين عليها و انت لم تريها في حياتك ؟
هل تريدين أن تعزي لكل من يموت ؟
بعتاب قلت له
ـــ احمد هي مازلت في عز شبابها و في النهاية هي انسانة
و بقصد أن يجرحني قال
ـــ إن كان هكذا فإذن لماذا ذهبتي أنت في ذلك الوقت
و اسقطي جنينك قطعة قطعة اليس هو ايضاً انساناً و روح
النار التي كانت في قلب احمد و التي كنت احسبها قد خمدت
لقد بدأت بالإشتعال
ـــ انت ذهبتي وأجهضتي طفلك و طفلي
و من دون علم احد ، الان تأتين و تبكين على اشرف خانم
هل تريدين ان اصدق بأن يوجد في قلبك رحمة لا يا عزيزتي
ـــ ذلك لم يكن طفلاً بل كان دماءً و انزلته لأنه كان يوجد لدي سبب
ـــ يوجد لديك سبب ؟ اخبريني ماهو السبب ؟
قالت والدته
ـــ السبب هو انها تريد التفرغ لنفسها وتتزين وتتبرّج
و انت تتعب و تشقى في العمل
وانا ايضا اعمل في هذا المنزل كالخادمة
و هي تصبح الآمرة الناهية و تأمرك انظر لهذه
و لا تنظر لهذه و لا تتكلم مع هذه ولا تتزوج كوثر
و يجب أن لا ترزق بطفل من إمرأة أخرى
و بينما هي و تذهب و من دون علمك تجهض ابنك
ـــ يا سيدة هل تدركين ماذا تقولين لماذا لا تدعين احترمك محفوظاً عندي
إشتعل وجه احمد غضباً و صرخ و قال
ـــ هل تكذب ؟ هل تكذب ؟
لقد كانت عيناه حمراء و كم بدا لي هذا الوجه كريهاً
و لم اكن اعرف ماالذي احببت فيه
ـــ احمد ارجوك اتركني و شأني
ـــ ألا تريدين الإنجاب مني ها ؟ !
هل تشعرين بالعار من ذلك ؟ الان اصبحت بالنسبة لكي اعععع ؟
ـــ هل تتذكرين عندما كنت في الدكان كيف كنتي مسحورةً بي
و كدتي تأكلينني بعيناك ؟
ـــ حينها كنت طفلة ولا أعي شيئاً أما الان بدأت افهم الغلطة التي ارتكبتها
أحسست بالصفعة لقد كانت كالصوت على وجهي ،
هذه المرة لم تتدخل والدته للدفاع عني فقط قالت وبتلذذ
ـــ تستحقين
بينما كنت واضعة يدي على خدي التفت اليها وقلت
ـــ يا سيدة هل انت مسلمة وتصلين ؟
ردت علي وبسخرية
ـــ لا ، فقط انت التي تصلين
ـــ تصلين وهكذا تختلقين الفتن بين زوجين ،
هل لكي وجهاً أن تشعلي هذه النار وبعدها تواجهين ربك
الا تخافين من هذا العمل التي تقومين به ،
وبماذا ستنفعك تعاستي ؟
و ما الذي فعلته لكي غير الاحترام خافي من ربك ،
أنا لست راضية عنك
كانت تصرخ بصوت مرتفع جداًً ، لم يعد يهمني الجيران
لم اعد اقول لهم اخفضوا أصواتكم الجيران سيسمعون ،
فأنا بنفسي قد اصبحت مثلهم قال احمد وهو غاضب
ـــ ماذا دهاك لماذا ترفعين صوتك قلت
ـــ احمد لماذا تفعل بي هكذا ؟
فأنا لست بأسيرة لديك ذهبت وأسقط جنيني ؟
خيراً ما فعلت هل تعلم لماذا ، بسببك انت ووالدتك
وتجريحها الدائم لي فأنا لا اريد الإنجاب ولماذا انجب ؟
لكي أكون أسيرة عذابك انت ووالدتك ؟
لم أعد احتمل اريد الهرب من هذا المنزل
فأنتم اصبتوني بالجنون الى متى سأتحمل وسأصبر وسأسكت ؟
سيأتي يوماً وسوف ترى آخذه ابني و ذاهبة
رفع صوته وقال
ـــ تأخذين ابنك وتذهبين ؟ إن رأيتي اذنك من الخلف سوف ترين إبنك ، سأجعلك تنجبين الكثير من الأطفال لدرجة انك لن تجدي فرصة
لتحكي رأسك ، الان هذا الواحد قد أسقطيه
أما ماذا عن البقية ؟منذ الان سأجعلك كل سنة تنجبين واحدا ً
أتت الدادا عاتبتها و قلت
ـــ دادا مرة اخرى تأخرتي
ـــ ألا تعرفين يا عزيزتي احمل لكي خبراً ساراً
ـــ ما هو ؟ اخبريني
ـــ ستتزوج شهرزاد
نهضت من مكاني شوقاً و فرحاً ،
فالحمل الذي كان يثقل على كاهلي منذ 6 سنوات قد زال الان
شهرزاد لا تدفع ثمن حبي المزعوم قلت
ـــ من ؟ متى ؟ كيف .... ؟
ـــ صبرك علي لكي اخبرك رويداً رويداً
ضممت الدادا و بشدة و قبلتها
ـــ ااه مريم لقد خنقتيني ، أنا السبب في زواج ابنتي شهرزاد
ـــ انت ؟ كيف ؟
ـــ لقد كنت مريضة جداً و اصرت شهرزاد على أن تصطحبني الى العيادة ،
ذهبنا و كان هناك يوجد طبيباً لا تتصورين
كم كان وسيماً و طيباً و محترماً ،
كان رجلاً بكل معنى الكلمة
في البداية انا دخلت وفحصني و اعطاني الدواء و قال : والدتي انشاءالله ستكونين قريباً بخير و بينما كان يرافقني الى الباب
ما إن رأى شهرزاد التي كانت قد كاشفة الخمار عن وجهها
فأنت تعرفين بأنّ شهرزاد لا تضع الخمار جيدا مرة تضعه و مره لا ،
قال لي الطبيب والدتي اجلسي لكي افحصك مرة اخرى
لكي اطمئن بعدها
لم افهم ماذا قال ردت عليه شهرزاد و باللغة الفرنسية
اعتقد انه كان يكلمها عن صحتي و لفترة كانا يتكلمان باللغة الفرنسية في النهاية الدكتور قد اعجب بشهرزاد و قال الاسبوع القادم
ايضاً تعالوا للمراجعة
سألتها و بعدها ماذا جرى ؟
ـــ لا شيء ذهبنا الأسبوع الثاني فحصني و بعدها
قال تعالوا الاسبوع الذي بعده ، وبعد مرور الاسبوع ذهبنا
قلت حبيبتي شهرزاد هل تعرفين شيئاً
انا لن ادخل برفقتك اذهبي لوحدك
و انا سأبقى في العربة اقسم لك بأني قد اصبحت بخير وذهبت لوحدها قد سأل شهرزاد هل تسمحين لي بزيارة والدك
ردت عليه يجب اولاً أن أستشير والدي ،
في الطريق قلت لشهرزاد يبدوا انك قد علقتي
قالت اجل يا دادا فأنا منذ أن رأيته لأول مرة
لا اعرف ماذا حصل لي
و لكن إن قال والدي لا فأنا سأطيعه
لا اريد أن أكسر قلبه مرة اخرى مثل ....
و سكتت الدادا و قلت
ـــ قولي يا دادا مثل من ؟ مثلي انا هي محقة انا لن اتضايق ،
فكلام الحق لا يضايق
ـــ اجل حبيبتي قالت يكفي ألم واحد للقبيلة ،
في النهاية أتى الدكتور و تكلم مع والدك
و كان والدكي سعيداً للغاية و راضياً جداً من هذا العريس
لو ترينه قد اصبح شابا مرة اخرى ،
لقد تمت خطبة شهرزاد و كانوا اهل العريس محترمين
و من عرق اصيل و بعد شهرين سيتزوجان و قالت لي
ـــ مريم عزيزتي انت ايضا تعالي
ـــ هل والدتي تريد هذا ؟
فكرت قليلاً و قالت
ـــ لا و لكن إن أتيتي لن يلقوا بكي خارجاً
ـــ لا دادا دعيني و لا تلمسي جرحي
و أتى اليوم الذي كانت شهرزاد ستتزوج فيه وانا أخذت إبني و البسته ملابسه لكي نذهب و نتفرج من بعد
و أيضاً لإبني أن يرى عظمة و روعة بيت جده
كنت اريد بأي طريقة أن اشارك في زواج اختي
حتى و لو كان ذلك من بعد ، أتت والدة زوجي و قالت
ـــ الى أين و في هذا الوقت من الغروب ؟
ـــ سنذهب لنتفرج على زواج اختي شهرزاد
ـــ لو ارادوا لكي ان تذهبي لأرسلوا لنا بطاقة دعوة
لا عزيزتي أنت لن تصطحبي الولد الى اي مكان
احمد قال لا يحق لكي ذلك
ـــ حسناً سأذهب بمفردي
ـــ و إلى ماذا تخططين ايضا ً؟
اذا تريدين الذهاب اذهبي
و لكن بعدها انت من سيببرر سبب خروجك لأحمد
رأيت إن ذلك لا يستحق أن أشرح أو ابرر له
لكني لم أعد اتحمل الضرب لقد تعبت و قد اصبحت نحيفة
و اصبحت ملابسي واسعة علي هذا يكفي
و مرة اخرى قلت لنفسي انت التي جلبتي لنفسك هذا يا مريم
انت التي ارتكبتي هذه الغلطة
لقد قالوا لكي لا تفعلي تحديتي الجميع و فعلتي
و الان احصدي ما زرعتي واشربي من كووس الأمر ،
أردت الرجوع الى الغرفة
و لكن ولدي كان يريد الخروج
و عندما رأني تراجعت بدأ بالبكاء قالت جدته له
ـــ إذهب و العب امام الباب
وإن اردت الذهاب الى منزل السيد الصادق اذهب
خرج من المنزل و انا كنت متعبة و مرهقة رجعت الى الغرفة 0
لقد اصبح عمر ابني 7 سنوات و كان نهاية الشتاء
و الثلج يتساقط كنت انا و ابني جالسين في الغرفة
و كان احمد يجمع الثلج من الحديقة
كان ابني يريد الذهاب عند والده في الحديقة
و لكنني منعته رجع احمد الى الغرفة
و كان يفرك يداه من شدة البرد ذهب و تغطى بالبطانية
و قال لولدي و بمزحة
ـــ اووه الماس خان كم الجو بارداً !
قلت لولدي
ـــ هل رأيت الحمدلله بأنك لم تذهب الى الحديقة
و الا كنت قد اصبت بالبرد
رد احمد و هو يضحك
ـــ نعم يا عزيزي ليصاب والدك بالبرد وانت لماذا تذهب ؟
ضحكت و قبلت رأس ولدي
و بينما كان احمد ينظر الي و بمزحة قال لولدنا
ـــ عزيزي الماس الا تريد أخاً او اختاً لكي ننجب لك
ضحكت و قلت
ـــ اخجل يا احمد
نهض من مكانه و قال
ـــ خسارة يجب علي أن أذهب
يتبع 000
رد: مأساة مريم ( قصة حقيقية ) سأرويها لكم على حلقات
الجزء الثالث عشر :
رجع احمد الي المنزل واشعر بالراحة لاني تخلصت من مشكلتي وكنت أتماثل الى الشفاء بسرعة عندما عرف أني أصبحت أفضل لم يعد يدخل الغرفة التي كنت موجودة فيها في النهار كان يأتي ولدي عندي و كنت ألاعبه و في الليل كان احمد يذهب الى الغرفة المجاورة و هناك كان يتناول العشاء مع والدته
و لقد كانت والدته تحضر الطعام لي في الغرفة حتى عند النوم كان ينام في تلك الغرفة ، كم كنت أشعر بالسعادة كنت أتحسن بسرعة و مضى شهر على اجهاضي استطعت المشي على قدماي و لكن الدادا لم تأتي شيئاً فشيئاً بدأت اشعر بالقلق 0
دخل احمد الى الغرفة و حدق في عيني و كان كالبركان الذي كان على وشك الانفجار لقد فهمت هذا الشيء من نظرته لي قال
ـــ أحتاج الى النقود فهذا الشهر لم تأتي الدادا و أنا لا أملك المال قلت لكي أنا احتاج الى النقود ماذا فعلتي بالمال تكلمي ؟
ـــ لقد صرفته
ـــ صرفتيه على القتل ؟
ذهبتي و أنزلتي جنينك و كل نقودي اعطيتي من ؟
اخبريني ذهبتي الى من لكي يسقط جنينك
ـــ كل ما عندي من مال فهو موجود في الصندوق خذه و أذهب
دون ان يقول شيئاً ذهب الى الصندوق و اخذ النقود و خرج ،
كنت كالدجاجة التي قطع رأسها كنت ليلاً و نهاراً
أعض أصبعي ندماً لم يكن يأتي يوم و أنا لا أقول فيه
يالها من غلطة و أرتكبتها يا مريم 0
شيئاً فشيئاً بدأت أشعر بالقلق على الدادا
لقد تأخرت كثيراً ماذا يعني هذا ؟
افكاري مشوشة هل والدتي مريضة ؟
هل حدث مكروهاً لوالدي ؟ احمد يسألني
ـــ ألم تأتي هذه الدادا؟
ـــ لا، لا اعرف لماذا تأخرت فأنا قلقة جداً
ضحك بسخرية و قال
ـــ لا تخافي لم يحدث شيئاً ، موكد قد أخذت النقود و هربت
لقد كنا نعامل بعضنا ببرودة ،
بدأ احمد يهتم بمظهره كان يلبس ملابساً أنيقة
و لقد أصبح له شارب و كان يهتم كثيراً بمظهره
و ينظر الى نفسه في المرآة الف مرة قبل أن يخرج
و أنا كنت مستغربة لماذا لا يتشاجر معي ،
كان منشغلاً بنفسه و لكن هذا لم يعد يهمني
أنا من رويتي له اشعر بالقرف 0
سمعت صوت الباب كانت الدادا قد أتت و مع إنها كانت تعمل جاهدة لكي تبتسم و بصعوبة ركضت نحوها و كنت حافية القدمين ضممتها ومن ثم اغرقتها من الأسئلة
ـــ دادا عزيزتي ، أين كنتي ؟ ماذا حصل ؟ لماذا تأخرتي ؟
لا تكذبي علي فأنا اشعر إن هناك شيئاً قد حصل
هل أصاب والدي مكروهاً ؟ أم والدتي ؟
إذن ماذا حصل ؟ بسرعة اخبريني
ـــ اللعنة على الشيطان ما هذا يا فتاة لم يحدث شيئاً ،
ألن تقدمي لي الشاي ؟
جلست و شربت الشاي و أنا كنت متوترة للغاية
وضعت النقود امامي و قالت
ـــ سامحينا قد تأخرنا عليك بالنقود لقد كنا مشغولين
ـــ دادا انت تعذبينني هيا تكلمي ماذا حدث ؟
ـــ ماذا اقول لكي ياعزيزتي ، قد تتضايقين... ولكن أشرف خانم....
ـــ أشرف خانم ؟ زوجة منصور ؟ ماذا بها ؟ هيا تكلمي !
ـــ لقد توفيت و هي تلد
و مسحت دموعها بيدها و كنا و والدة زوجي ننظر اليها
و كنا منصدمتين تابعت
ـــ في شهرها السابع شعرت بالألم و بدأت بالنزيف ،
ثلاثة أيام و هي كانت تتألم قد أحضروا لها كل الأطباء
و لكن من دون جدوى لقد كان جسمها في فترة حملها متورما جداً
و في اليوم الرابع المسكينة توفيت
ـــ جنينها ماذا حصل له ؟ هل هو أيضاً مات ؟
ـــ لا لقد كان ولداً جميلاً و قوي البنية
ـــ و كيف حال منصور الان هل هو حزين ؟
ـــ أجل هو حزيناً جداً
رجع احمد كالمعتاد متأخراً الى المنزل كان إبني نائماً في غرفة جدته
عند تناول العشاء قالت والدته
ـــ اليوم كانت الدادا هنا
لقد كانت كالجاسوسة وتخبره بكل شيء قال
ـــ مبروك إذن قد وصلت النقود
ـــ دعني و شأني فأنا لا مزاج لي بالنقاش
ـــ و انت متى كان لكي مزاج
ردت والدته و قالت
ـــ في الصباح لقد كان مزاجك جيدا و لكن بعد مجيئ الدادا
و نقلت لكي اخبار كل الموتى تعكر مزاجك
رد احمد و قال
ـــ موت؟ موت من ؟
ـــ أشرف زوجة منصور
وسالت دموعي قال لي
ـــ لماذا تبكين عليها و انت لم تريها في حياتك ؟
هل تريدين أن تعزي لكل من يموت ؟
بعتاب قلت له
ـــ احمد هي مازلت في عز شبابها و في النهاية هي انسانة
و بقصد أن يجرحني قال
ـــ إن كان هكذا فإذن لماذا ذهبتي أنت في ذلك الوقت
و اسقطي جنينك قطعة قطعة اليس هو ايضاً انساناً و روح
النار التي كانت في قلب احمد و التي كنت احسبها قد خمدت
لقد بدأت بالإشتعال
ـــ انت ذهبتي وأجهضتي طفلك و طفلي
و من دون علم احد ، الان تأتين و تبكين على اشرف خانم
هل تريدين ان اصدق بأن يوجد في قلبك رحمة لا يا عزيزتي
ـــ ذلك لم يكن طفلاً بل كان دماءً و انزلته لأنه كان يوجد لدي سبب
ـــ يوجد لديك سبب ؟ اخبريني ماهو السبب ؟
قالت والدته
ـــ السبب هو انها تريد التفرغ لنفسها وتتزين وتتبرّج
و انت تتعب و تشقى في العمل
وانا ايضا اعمل في هذا المنزل كالخادمة
و هي تصبح الآمرة الناهية و تأمرك انظر لهذه
و لا تنظر لهذه و لا تتكلم مع هذه ولا تتزوج كوثر
و يجب أن لا ترزق بطفل من إمرأة أخرى
و بينما هي و تذهب و من دون علمك تجهض ابنك
ـــ يا سيدة هل تدركين ماذا تقولين لماذا لا تدعين احترمك محفوظاً عندي
إشتعل وجه احمد غضباً و صرخ و قال
ـــ هل تكذب ؟ هل تكذب ؟
لقد كانت عيناه حمراء و كم بدا لي هذا الوجه كريهاً
و لم اكن اعرف ماالذي احببت فيه
ـــ احمد ارجوك اتركني و شأني
ـــ ألا تريدين الإنجاب مني ها ؟ !
هل تشعرين بالعار من ذلك ؟ الان اصبحت بالنسبة لكي اعععع ؟
ـــ هل تتذكرين عندما كنت في الدكان كيف كنتي مسحورةً بي
و كدتي تأكلينني بعيناك ؟
ـــ حينها كنت طفلة ولا أعي شيئاً أما الان بدأت افهم الغلطة التي ارتكبتها
أحسست بالصفعة لقد كانت كالصوت على وجهي ،
هذه المرة لم تتدخل والدته للدفاع عني فقط قالت وبتلذذ
ـــ تستحقين
بينما كنت واضعة يدي على خدي التفت اليها وقلت
ـــ يا سيدة هل انت مسلمة وتصلين ؟
ردت علي وبسخرية
ـــ لا ، فقط انت التي تصلين
ـــ تصلين وهكذا تختلقين الفتن بين زوجين ،
هل لكي وجهاً أن تشعلي هذه النار وبعدها تواجهين ربك
الا تخافين من هذا العمل التي تقومين به ،
وبماذا ستنفعك تعاستي ؟
و ما الذي فعلته لكي غير الاحترام خافي من ربك ،
أنا لست راضية عنك
كانت تصرخ بصوت مرتفع جداًً ، لم يعد يهمني الجيران
لم اعد اقول لهم اخفضوا أصواتكم الجيران سيسمعون ،
فأنا بنفسي قد اصبحت مثلهم قال احمد وهو غاضب
ـــ ماذا دهاك لماذا ترفعين صوتك قلت
ـــ احمد لماذا تفعل بي هكذا ؟
فأنا لست بأسيرة لديك ذهبت وأسقط جنيني ؟
خيراً ما فعلت هل تعلم لماذا ، بسببك انت ووالدتك
وتجريحها الدائم لي فأنا لا اريد الإنجاب ولماذا انجب ؟
لكي أكون أسيرة عذابك انت ووالدتك ؟
لم أعد احتمل اريد الهرب من هذا المنزل
فأنتم اصبتوني بالجنون الى متى سأتحمل وسأصبر وسأسكت ؟
سيأتي يوماً وسوف ترى آخذه ابني و ذاهبة
رفع صوته وقال
ـــ تأخذين ابنك وتذهبين ؟ إن رأيتي اذنك من الخلف سوف ترين إبنك ، سأجعلك تنجبين الكثير من الأطفال لدرجة انك لن تجدي فرصة
لتحكي رأسك ، الان هذا الواحد قد أسقطيه
أما ماذا عن البقية ؟منذ الان سأجعلك كل سنة تنجبين واحدا ً
أتت الدادا عاتبتها و قلت
ـــ دادا مرة اخرى تأخرتي
ـــ ألا تعرفين يا عزيزتي احمل لكي خبراً ساراً
ـــ ما هو ؟ اخبريني
ـــ ستتزوج شهرزاد
نهضت من مكاني شوقاً و فرحاً ،
فالحمل الذي كان يثقل على كاهلي منذ 6 سنوات قد زال الان
شهرزاد لا تدفع ثمن حبي المزعوم قلت
ـــ من ؟ متى ؟ كيف .... ؟
ـــ صبرك علي لكي اخبرك رويداً رويداً
ضممت الدادا و بشدة و قبلتها
ـــ ااه مريم لقد خنقتيني ، أنا السبب في زواج ابنتي شهرزاد
ـــ انت ؟ كيف ؟
ـــ لقد كنت مريضة جداً و اصرت شهرزاد على أن تصطحبني الى العيادة ،
ذهبنا و كان هناك يوجد طبيباً لا تتصورين
كم كان وسيماً و طيباً و محترماً ،
كان رجلاً بكل معنى الكلمة
في البداية انا دخلت وفحصني و اعطاني الدواء و قال : والدتي انشاءالله ستكونين قريباً بخير و بينما كان يرافقني الى الباب
ما إن رأى شهرزاد التي كانت قد كاشفة الخمار عن وجهها
فأنت تعرفين بأنّ شهرزاد لا تضع الخمار جيدا مرة تضعه و مره لا ،
قال لي الطبيب والدتي اجلسي لكي افحصك مرة اخرى
لكي اطمئن بعدها
لم افهم ماذا قال ردت عليه شهرزاد و باللغة الفرنسية
اعتقد انه كان يكلمها عن صحتي و لفترة كانا يتكلمان باللغة الفرنسية في النهاية الدكتور قد اعجب بشهرزاد و قال الاسبوع القادم
ايضاً تعالوا للمراجعة
سألتها و بعدها ماذا جرى ؟
ـــ لا شيء ذهبنا الأسبوع الثاني فحصني و بعدها
قال تعالوا الاسبوع الذي بعده ، وبعد مرور الاسبوع ذهبنا
قلت حبيبتي شهرزاد هل تعرفين شيئاً
انا لن ادخل برفقتك اذهبي لوحدك
و انا سأبقى في العربة اقسم لك بأني قد اصبحت بخير وذهبت لوحدها قد سأل شهرزاد هل تسمحين لي بزيارة والدك
ردت عليه يجب اولاً أن أستشير والدي ،
في الطريق قلت لشهرزاد يبدوا انك قد علقتي
قالت اجل يا دادا فأنا منذ أن رأيته لأول مرة
لا اعرف ماذا حصل لي
و لكن إن قال والدي لا فأنا سأطيعه
لا اريد أن أكسر قلبه مرة اخرى مثل ....
و سكتت الدادا و قلت
ـــ قولي يا دادا مثل من ؟ مثلي انا هي محقة انا لن اتضايق ،
فكلام الحق لا يضايق
ـــ اجل حبيبتي قالت يكفي ألم واحد للقبيلة ،
في النهاية أتى الدكتور و تكلم مع والدك
و كان والدكي سعيداً للغاية و راضياً جداً من هذا العريس
لو ترينه قد اصبح شابا مرة اخرى ،
لقد تمت خطبة شهرزاد و كانوا اهل العريس محترمين
و من عرق اصيل و بعد شهرين سيتزوجان و قالت لي
ـــ مريم عزيزتي انت ايضا تعالي
ـــ هل والدتي تريد هذا ؟
فكرت قليلاً و قالت
ـــ لا و لكن إن أتيتي لن يلقوا بكي خارجاً
ـــ لا دادا دعيني و لا تلمسي جرحي
و أتى اليوم الذي كانت شهرزاد ستتزوج فيه وانا أخذت إبني و البسته ملابسه لكي نذهب و نتفرج من بعد
و أيضاً لإبني أن يرى عظمة و روعة بيت جده
كنت اريد بأي طريقة أن اشارك في زواج اختي
حتى و لو كان ذلك من بعد ، أتت والدة زوجي و قالت
ـــ الى أين و في هذا الوقت من الغروب ؟
ـــ سنذهب لنتفرج على زواج اختي شهرزاد
ـــ لو ارادوا لكي ان تذهبي لأرسلوا لنا بطاقة دعوة
لا عزيزتي أنت لن تصطحبي الولد الى اي مكان
احمد قال لا يحق لكي ذلك
ـــ حسناً سأذهب بمفردي
ـــ و إلى ماذا تخططين ايضا ً؟
اذا تريدين الذهاب اذهبي
و لكن بعدها انت من سيببرر سبب خروجك لأحمد
رأيت إن ذلك لا يستحق أن أشرح أو ابرر له
لكني لم أعد اتحمل الضرب لقد تعبت و قد اصبحت نحيفة
و اصبحت ملابسي واسعة علي هذا يكفي
و مرة اخرى قلت لنفسي انت التي جلبتي لنفسك هذا يا مريم
انت التي ارتكبتي هذه الغلطة
لقد قالوا لكي لا تفعلي تحديتي الجميع و فعلتي
و الان احصدي ما زرعتي واشربي من كووس الأمر ،
أردت الرجوع الى الغرفة
و لكن ولدي كان يريد الخروج
و عندما رأني تراجعت بدأ بالبكاء قالت جدته له
ـــ إذهب و العب امام الباب
وإن اردت الذهاب الى منزل السيد الصادق اذهب
خرج من المنزل و انا كنت متعبة و مرهقة رجعت الى الغرفة 0
لقد اصبح عمر ابني 7 سنوات و كان نهاية الشتاء
و الثلج يتساقط كنت انا و ابني جالسين في الغرفة
و كان احمد يجمع الثلج من الحديقة
كان ابني يريد الذهاب عند والده في الحديقة
و لكنني منعته رجع احمد الى الغرفة
و كان يفرك يداه من شدة البرد ذهب و تغطى بالبطانية
و قال لولدي و بمزحة
ـــ اووه الماس خان كم الجو بارداً !
قلت لولدي
ـــ هل رأيت الحمدلله بأنك لم تذهب الى الحديقة
و الا كنت قد اصبت بالبرد
رد احمد و هو يضحك
ـــ نعم يا عزيزي ليصاب والدك بالبرد وانت لماذا تذهب ؟
ضحكت و قبلت رأس ولدي
و بينما كان احمد ينظر الي و بمزحة قال لولدنا
ـــ عزيزي الماس الا تريد أخاً او اختاً لكي ننجب لك
ضحكت و قلت
ـــ اخجل يا احمد
نهض من مكانه و قال
ـــ خسارة يجب علي أن أذهب
يتبع 000
رجع احمد الي المنزل واشعر بالراحة لاني تخلصت من مشكلتي وكنت أتماثل الى الشفاء بسرعة عندما عرف أني أصبحت أفضل لم يعد يدخل الغرفة التي كنت موجودة فيها في النهار كان يأتي ولدي عندي و كنت ألاعبه و في الليل كان احمد يذهب الى الغرفة المجاورة و هناك كان يتناول العشاء مع والدته
و لقد كانت والدته تحضر الطعام لي في الغرفة حتى عند النوم كان ينام في تلك الغرفة ، كم كنت أشعر بالسعادة كنت أتحسن بسرعة و مضى شهر على اجهاضي استطعت المشي على قدماي و لكن الدادا لم تأتي شيئاً فشيئاً بدأت اشعر بالقلق 0
دخل احمد الى الغرفة و حدق في عيني و كان كالبركان الذي كان على وشك الانفجار لقد فهمت هذا الشيء من نظرته لي قال
ـــ أحتاج الى النقود فهذا الشهر لم تأتي الدادا و أنا لا أملك المال قلت لكي أنا احتاج الى النقود ماذا فعلتي بالمال تكلمي ؟
ـــ لقد صرفته
ـــ صرفتيه على القتل ؟
ذهبتي و أنزلتي جنينك و كل نقودي اعطيتي من ؟
اخبريني ذهبتي الى من لكي يسقط جنينك
ـــ كل ما عندي من مال فهو موجود في الصندوق خذه و أذهب
دون ان يقول شيئاً ذهب الى الصندوق و اخذ النقود و خرج ،
كنت كالدجاجة التي قطع رأسها كنت ليلاً و نهاراً
أعض أصبعي ندماً لم يكن يأتي يوم و أنا لا أقول فيه
يالها من غلطة و أرتكبتها يا مريم 0
شيئاً فشيئاً بدأت أشعر بالقلق على الدادا
لقد تأخرت كثيراً ماذا يعني هذا ؟
افكاري مشوشة هل والدتي مريضة ؟
هل حدث مكروهاً لوالدي ؟ احمد يسألني
ـــ ألم تأتي هذه الدادا؟
ـــ لا، لا اعرف لماذا تأخرت فأنا قلقة جداً
ضحك بسخرية و قال
ـــ لا تخافي لم يحدث شيئاً ، موكد قد أخذت النقود و هربت
لقد كنا نعامل بعضنا ببرودة ،
بدأ احمد يهتم بمظهره كان يلبس ملابساً أنيقة
و لقد أصبح له شارب و كان يهتم كثيراً بمظهره
و ينظر الى نفسه في المرآة الف مرة قبل أن يخرج
و أنا كنت مستغربة لماذا لا يتشاجر معي ،
كان منشغلاً بنفسه و لكن هذا لم يعد يهمني
أنا من رويتي له اشعر بالقرف 0
سمعت صوت الباب كانت الدادا قد أتت و مع إنها كانت تعمل جاهدة لكي تبتسم و بصعوبة ركضت نحوها و كنت حافية القدمين ضممتها ومن ثم اغرقتها من الأسئلة
ـــ دادا عزيزتي ، أين كنتي ؟ ماذا حصل ؟ لماذا تأخرتي ؟
لا تكذبي علي فأنا اشعر إن هناك شيئاً قد حصل
هل أصاب والدي مكروهاً ؟ أم والدتي ؟
إذن ماذا حصل ؟ بسرعة اخبريني
ـــ اللعنة على الشيطان ما هذا يا فتاة لم يحدث شيئاً ،
ألن تقدمي لي الشاي ؟
جلست و شربت الشاي و أنا كنت متوترة للغاية
وضعت النقود امامي و قالت
ـــ سامحينا قد تأخرنا عليك بالنقود لقد كنا مشغولين
ـــ دادا انت تعذبينني هيا تكلمي ماذا حدث ؟
ـــ ماذا اقول لكي ياعزيزتي ، قد تتضايقين... ولكن أشرف خانم....
ـــ أشرف خانم ؟ زوجة منصور ؟ ماذا بها ؟ هيا تكلمي !
ـــ لقد توفيت و هي تلد
و مسحت دموعها بيدها و كنا و والدة زوجي ننظر اليها
و كنا منصدمتين تابعت
ـــ في شهرها السابع شعرت بالألم و بدأت بالنزيف ،
ثلاثة أيام و هي كانت تتألم قد أحضروا لها كل الأطباء
و لكن من دون جدوى لقد كان جسمها في فترة حملها متورما جداً
و في اليوم الرابع المسكينة توفيت
ـــ جنينها ماذا حصل له ؟ هل هو أيضاً مات ؟
ـــ لا لقد كان ولداً جميلاً و قوي البنية
ـــ و كيف حال منصور الان هل هو حزين ؟
ـــ أجل هو حزيناً جداً
رجع احمد كالمعتاد متأخراً الى المنزل كان إبني نائماً في غرفة جدته
عند تناول العشاء قالت والدته
ـــ اليوم كانت الدادا هنا
لقد كانت كالجاسوسة وتخبره بكل شيء قال
ـــ مبروك إذن قد وصلت النقود
ـــ دعني و شأني فأنا لا مزاج لي بالنقاش
ـــ و انت متى كان لكي مزاج
ردت والدته و قالت
ـــ في الصباح لقد كان مزاجك جيدا و لكن بعد مجيئ الدادا
و نقلت لكي اخبار كل الموتى تعكر مزاجك
رد احمد و قال
ـــ موت؟ موت من ؟
ـــ أشرف زوجة منصور
وسالت دموعي قال لي
ـــ لماذا تبكين عليها و انت لم تريها في حياتك ؟
هل تريدين أن تعزي لكل من يموت ؟
بعتاب قلت له
ـــ احمد هي مازلت في عز شبابها و في النهاية هي انسانة
و بقصد أن يجرحني قال
ـــ إن كان هكذا فإذن لماذا ذهبتي أنت في ذلك الوقت
و اسقطي جنينك قطعة قطعة اليس هو ايضاً انساناً و روح
النار التي كانت في قلب احمد و التي كنت احسبها قد خمدت
لقد بدأت بالإشتعال
ـــ انت ذهبتي وأجهضتي طفلك و طفلي
و من دون علم احد ، الان تأتين و تبكين على اشرف خانم
هل تريدين ان اصدق بأن يوجد في قلبك رحمة لا يا عزيزتي
ـــ ذلك لم يكن طفلاً بل كان دماءً و انزلته لأنه كان يوجد لدي سبب
ـــ يوجد لديك سبب ؟ اخبريني ماهو السبب ؟
قالت والدته
ـــ السبب هو انها تريد التفرغ لنفسها وتتزين وتتبرّج
و انت تتعب و تشقى في العمل
وانا ايضا اعمل في هذا المنزل كالخادمة
و هي تصبح الآمرة الناهية و تأمرك انظر لهذه
و لا تنظر لهذه و لا تتكلم مع هذه ولا تتزوج كوثر
و يجب أن لا ترزق بطفل من إمرأة أخرى
و بينما هي و تذهب و من دون علمك تجهض ابنك
ـــ يا سيدة هل تدركين ماذا تقولين لماذا لا تدعين احترمك محفوظاً عندي
إشتعل وجه احمد غضباً و صرخ و قال
ـــ هل تكذب ؟ هل تكذب ؟
لقد كانت عيناه حمراء و كم بدا لي هذا الوجه كريهاً
و لم اكن اعرف ماالذي احببت فيه
ـــ احمد ارجوك اتركني و شأني
ـــ ألا تريدين الإنجاب مني ها ؟ !
هل تشعرين بالعار من ذلك ؟ الان اصبحت بالنسبة لكي اعععع ؟
ـــ هل تتذكرين عندما كنت في الدكان كيف كنتي مسحورةً بي
و كدتي تأكلينني بعيناك ؟
ـــ حينها كنت طفلة ولا أعي شيئاً أما الان بدأت افهم الغلطة التي ارتكبتها
أحسست بالصفعة لقد كانت كالصوت على وجهي ،
هذه المرة لم تتدخل والدته للدفاع عني فقط قالت وبتلذذ
ـــ تستحقين
بينما كنت واضعة يدي على خدي التفت اليها وقلت
ـــ يا سيدة هل انت مسلمة وتصلين ؟
ردت علي وبسخرية
ـــ لا ، فقط انت التي تصلين
ـــ تصلين وهكذا تختلقين الفتن بين زوجين ،
هل لكي وجهاً أن تشعلي هذه النار وبعدها تواجهين ربك
الا تخافين من هذا العمل التي تقومين به ،
وبماذا ستنفعك تعاستي ؟
و ما الذي فعلته لكي غير الاحترام خافي من ربك ،
أنا لست راضية عنك
كانت تصرخ بصوت مرتفع جداًً ، لم يعد يهمني الجيران
لم اعد اقول لهم اخفضوا أصواتكم الجيران سيسمعون ،
فأنا بنفسي قد اصبحت مثلهم قال احمد وهو غاضب
ـــ ماذا دهاك لماذا ترفعين صوتك قلت
ـــ احمد لماذا تفعل بي هكذا ؟
فأنا لست بأسيرة لديك ذهبت وأسقط جنيني ؟
خيراً ما فعلت هل تعلم لماذا ، بسببك انت ووالدتك
وتجريحها الدائم لي فأنا لا اريد الإنجاب ولماذا انجب ؟
لكي أكون أسيرة عذابك انت ووالدتك ؟
لم أعد احتمل اريد الهرب من هذا المنزل
فأنتم اصبتوني بالجنون الى متى سأتحمل وسأصبر وسأسكت ؟
سيأتي يوماً وسوف ترى آخذه ابني و ذاهبة
رفع صوته وقال
ـــ تأخذين ابنك وتذهبين ؟ إن رأيتي اذنك من الخلف سوف ترين إبنك ، سأجعلك تنجبين الكثير من الأطفال لدرجة انك لن تجدي فرصة
لتحكي رأسك ، الان هذا الواحد قد أسقطيه
أما ماذا عن البقية ؟منذ الان سأجعلك كل سنة تنجبين واحدا ً
أتت الدادا عاتبتها و قلت
ـــ دادا مرة اخرى تأخرتي
ـــ ألا تعرفين يا عزيزتي احمل لكي خبراً ساراً
ـــ ما هو ؟ اخبريني
ـــ ستتزوج شهرزاد
نهضت من مكاني شوقاً و فرحاً ،
فالحمل الذي كان يثقل على كاهلي منذ 6 سنوات قد زال الان
شهرزاد لا تدفع ثمن حبي المزعوم قلت
ـــ من ؟ متى ؟ كيف .... ؟
ـــ صبرك علي لكي اخبرك رويداً رويداً
ضممت الدادا و بشدة و قبلتها
ـــ ااه مريم لقد خنقتيني ، أنا السبب في زواج ابنتي شهرزاد
ـــ انت ؟ كيف ؟
ـــ لقد كنت مريضة جداً و اصرت شهرزاد على أن تصطحبني الى العيادة ،
ذهبنا و كان هناك يوجد طبيباً لا تتصورين
كم كان وسيماً و طيباً و محترماً ،
كان رجلاً بكل معنى الكلمة
في البداية انا دخلت وفحصني و اعطاني الدواء و قال : والدتي انشاءالله ستكونين قريباً بخير و بينما كان يرافقني الى الباب
ما إن رأى شهرزاد التي كانت قد كاشفة الخمار عن وجهها
فأنت تعرفين بأنّ شهرزاد لا تضع الخمار جيدا مرة تضعه و مره لا ،
قال لي الطبيب والدتي اجلسي لكي افحصك مرة اخرى
لكي اطمئن بعدها
لم افهم ماذا قال ردت عليه شهرزاد و باللغة الفرنسية
اعتقد انه كان يكلمها عن صحتي و لفترة كانا يتكلمان باللغة الفرنسية في النهاية الدكتور قد اعجب بشهرزاد و قال الاسبوع القادم
ايضاً تعالوا للمراجعة
سألتها و بعدها ماذا جرى ؟
ـــ لا شيء ذهبنا الأسبوع الثاني فحصني و بعدها
قال تعالوا الاسبوع الذي بعده ، وبعد مرور الاسبوع ذهبنا
قلت حبيبتي شهرزاد هل تعرفين شيئاً
انا لن ادخل برفقتك اذهبي لوحدك
و انا سأبقى في العربة اقسم لك بأني قد اصبحت بخير وذهبت لوحدها قد سأل شهرزاد هل تسمحين لي بزيارة والدك
ردت عليه يجب اولاً أن أستشير والدي ،
في الطريق قلت لشهرزاد يبدوا انك قد علقتي
قالت اجل يا دادا فأنا منذ أن رأيته لأول مرة
لا اعرف ماذا حصل لي
و لكن إن قال والدي لا فأنا سأطيعه
لا اريد أن أكسر قلبه مرة اخرى مثل ....
و سكتت الدادا و قلت
ـــ قولي يا دادا مثل من ؟ مثلي انا هي محقة انا لن اتضايق ،
فكلام الحق لا يضايق
ـــ اجل حبيبتي قالت يكفي ألم واحد للقبيلة ،
في النهاية أتى الدكتور و تكلم مع والدك
و كان والدكي سعيداً للغاية و راضياً جداً من هذا العريس
لو ترينه قد اصبح شابا مرة اخرى ،
لقد تمت خطبة شهرزاد و كانوا اهل العريس محترمين
و من عرق اصيل و بعد شهرين سيتزوجان و قالت لي
ـــ مريم عزيزتي انت ايضا تعالي
ـــ هل والدتي تريد هذا ؟
فكرت قليلاً و قالت
ـــ لا و لكن إن أتيتي لن يلقوا بكي خارجاً
ـــ لا دادا دعيني و لا تلمسي جرحي
و أتى اليوم الذي كانت شهرزاد ستتزوج فيه وانا أخذت إبني و البسته ملابسه لكي نذهب و نتفرج من بعد
و أيضاً لإبني أن يرى عظمة و روعة بيت جده
كنت اريد بأي طريقة أن اشارك في زواج اختي
حتى و لو كان ذلك من بعد ، أتت والدة زوجي و قالت
ـــ الى أين و في هذا الوقت من الغروب ؟
ـــ سنذهب لنتفرج على زواج اختي شهرزاد
ـــ لو ارادوا لكي ان تذهبي لأرسلوا لنا بطاقة دعوة
لا عزيزتي أنت لن تصطحبي الولد الى اي مكان
احمد قال لا يحق لكي ذلك
ـــ حسناً سأذهب بمفردي
ـــ و إلى ماذا تخططين ايضا ً؟
اذا تريدين الذهاب اذهبي
و لكن بعدها انت من سيببرر سبب خروجك لأحمد
رأيت إن ذلك لا يستحق أن أشرح أو ابرر له
لكني لم أعد اتحمل الضرب لقد تعبت و قد اصبحت نحيفة
و اصبحت ملابسي واسعة علي هذا يكفي
و مرة اخرى قلت لنفسي انت التي جلبتي لنفسك هذا يا مريم
انت التي ارتكبتي هذه الغلطة
لقد قالوا لكي لا تفعلي تحديتي الجميع و فعلتي
و الان احصدي ما زرعتي واشربي من كووس الأمر ،
أردت الرجوع الى الغرفة
و لكن ولدي كان يريد الخروج
و عندما رأني تراجعت بدأ بالبكاء قالت جدته له
ـــ إذهب و العب امام الباب
وإن اردت الذهاب الى منزل السيد الصادق اذهب
خرج من المنزل و انا كنت متعبة و مرهقة رجعت الى الغرفة 0
لقد اصبح عمر ابني 7 سنوات و كان نهاية الشتاء
و الثلج يتساقط كنت انا و ابني جالسين في الغرفة
و كان احمد يجمع الثلج من الحديقة
كان ابني يريد الذهاب عند والده في الحديقة
و لكنني منعته رجع احمد الى الغرفة
و كان يفرك يداه من شدة البرد ذهب و تغطى بالبطانية
و قال لولدي و بمزحة
ـــ اووه الماس خان كم الجو بارداً !
قلت لولدي
ـــ هل رأيت الحمدلله بأنك لم تذهب الى الحديقة
و الا كنت قد اصبت بالبرد
رد احمد و هو يضحك
ـــ نعم يا عزيزي ليصاب والدك بالبرد وانت لماذا تذهب ؟
ضحكت و قبلت رأس ولدي
و بينما كان احمد ينظر الي و بمزحة قال لولدنا
ـــ عزيزي الماس الا تريد أخاً او اختاً لكي ننجب لك
ضحكت و قلت
ـــ اخجل يا احمد
نهض من مكانه و قال
ـــ خسارة يجب علي أن أذهب
يتبع 000
رد: مأساة مريم ( قصة حقيقية ) سأرويها لكم على حلقات
كان سعيداً خرج من الغرفة و ترك الباب مفتوحاً
هو لا يذهب الى العمل كل يوم و اليوم في هذا الجو البارد
الى أين سيذهب ؟ سألته
ـــ إلى أين
رد علي و بطريقة و لكي يدعني في شك قال
ـــ الى مكاناً جميلاً
ذهب و أرتدى ملابسه و أخذ المفتاح من تحت السجادة قلت له
ـــ احمد ماذا تريد؟
ـــ نقود
ـــ ليس لدينا نقود ، لا تنسى فنحن في اخر الشهر
و هذه النقود القليلة هي لمصروفنا
لم يعرني اي اهتمام سألته
ـــ هل تريد أن تشرب من تلك القذارة مرة اخرى ؟
ـــ انا سأفعل ما أشاء هل عندك مانع ؟
سرّح شعره و ذهب كان ولدي حينها نائماً
نهضت من مكاني منذ اسبوع لم أذهب الى الحمام
من شدة البرد لا رغبة لدي بالإستحمام
و لكن مع هذا لا استطيع طوال فترة الشتاء
أن أبقى دون إستحمام لقد كان الجو مشمساً
و جميلاً أخذت ملابسي و ذهبت
و لكن قبل هذا قد ذهبت الى الغرفة للإطمئنان
على ابني عندما فتحت الباب استيقظ و بدأ بالبكاء و قال
ـــ انا ايضاً اريد المجيئ ، انا ايضاً اريد المجيئ
جلست بقربه و قلت له
ـــ أين ستأتي يا عزيزي انا اريد الذهاب لأستحم
ومع إنه كان يكره الاستحمام نهض من مكانه
ووقف على سريره الصغير و لقد كانت عيناه الواسعتين
مليئة بالدموع ، عيون احمد نفسها ! قبلت وجهه البريء
و قال لي مرة اخرى
ـــ اريد المجيئ
ـــ هل تريد أن احممك و اغسل شعرك
حرّك رأسه بعلامه نعم و قال
ـــ نعم
ضحكت و قلت
ـــ يا شقي ! إن بقيت هنا سأعطيك شيئاً تحبه
ـــ ماذا؟
كنت اعرف انه يحب الحلوى
و لكن في ذلك اليوم لم يكن يوجد في البيت ، كذبت و قلت
ـــ الحلوى
فرح و بدأ يقفز من الفرحة و قال
ـــ أعطيني .. اعطيني ..أعطيني
ـــ الان سأقول لجدتك لكي تعطيك
ناديت جدته له و قالت له
ـــ تعال لنذهب اريد أن أعطيك الحلوى
و الان والدتك سترجع ، مريم ارجعي بسرعة ،
ركضت و أحضرت له الكنزة التي انا كنت قد حكتها له
والبسته و قلت
ـــ سيدتي الجو بارد جداً لا تتركيه يلعب في الخارج
ـــ انت اذهبي و لا تقلقي ، الماس سيبقى معي
لقد رجعت من الحمام و كان الجو دافئ و مشمس
و كنت بأحسن حال و كانت الشمس تبعث الدفئ الى جسدي
و كنت قد اشتريت في طريقي بعض الحلوى لإبني
وصلت الى اول الزقاق ورأيت حشداً من الناس
بقرب منزلنا قلت لنفسي ماذا حصل للناس
و هم فاضين و ليس عندهم اشغال لكي يتجمعوا
و في هذا الجو يا ترى ماذا يفعلون ؟
لقد كانت المسافة التي تفصلني بينهم مئه قدم
سمعت صوت صراخ يبدو انه قد اصاب الجيران مكروهاً
لقد كانت زوجة الجيران تصرخ
و لكن لا انا مخطئة فهي هناك امام منزلنا
واقفة و تنظر الي حتى انها لم تكن بكامل حجابها
لفترة كنا نحدق في بعض
و انا كنت قد كشفت عن وجهي
و لقد كانت عيناي تطرح الأسئلة
و عيناها كانت في عذاب و حيرة
فصاحبة هذه العيون كانت تتألم وتتعذب
بعدها غيرت مسار نظرتها ،
سمعت احدهم يقول ها هي قد أتت والدته
أحسست بأن قلبي قد سقط من مكانه ماذا يعني ؟
كانوا يقصدونني ماذا حصل يا ترى ؟
ركضت الى ناحية المنزل كان الباب مفتوحا
مررت من بين الناس و دخلت الى الداخل ،
كان هناك جالساً وواقفين كان واحداً منهم إبن الجيران
الذي كان دائماً يلعب مع الماس
لقد بدا لي وجهه متورماً من البكاء
كنت اسمع صوت صراخاً و صوت والدة زوجي
ايضاً عندما اقتربت اكثر رأيت والدة زوجي
كانت دون حجاب و بشعرها كانت تشد على شعرها
و تصرخ فما أن وقع نظرها علي صرخت و قالت
ـــ هل أتيتي ؟ تعالي و انظري ، اقتربي و انظري
ماذا حصل لكي و كانت تضرب بيدها و بشدة على ركبتيها
نظرت من حولي ووجدت جسدا صغيراً وممداً على قطعة خشب
و كان مغطى بقماش ابيض لم استوعب ماالذي قد حدث ،
ماذلك الشيء الذي كان تحت الغطاء
لم اكن اريد أن أعرف كان صوتاً في داخلي يقول لي
هذا احمد هذا احمد كنت انظر اليه و بخوف
كان شخصاً ما تحت الغطاء كان احمد و لكن احمد في الدكان
و احمد ليس بهذا الحجم الصغير
كانت والدة زوجي تضرب بيدها علي صدرها و رأسها
و تبكي و هي تقول : صغيري .. صغيري..
، لا ، لا يجب أن اصدق ارفض التصديق
لماذا الدنيا اظلمت في عيني ؟
لماذا هذا المكان غريبا و موحشاً ،
أنا هنا واقفة و اتفرج على الناس
و لكن لا يمكن أن تكون هذه الكارثة قد حلّت علي ،
لماذا انا ؟ ممكن لغيري و ليس لي أنا
و لكن كانت تقول صغيري .. صغيري..
يعني كانت تقصد إبني الماس هنا و تحت هذا الغطاء ،
وقع كيس ملابسي من يدي ركض احدهم
محاولاً امساكي وقعت العبائة من على رأسي
اقتربت من الغطاء و انحنيت لكي اكشف عنه
و لكن لم اتجرأ ظليت فترة احدق اليه من فوق الرداء
و لكني لم اكن اريد رويته فكلما تأخرت كان افضل
فما دمت لم أراه فأنا اكذب نفسي و ما حصل
و لكنني رأيته كشفت عن وجهه كان مغمض العنين
و كانت عيناه كاعيناي والده ، فجأة اكتشفت
و لأول مرة اكتشف كم كان يشبه اختي ليلى ،
مع ذلك الفم و الجسم الممتلئ
و كأنها كانت ليلى و هي نائمة
....اااااه كنت أعرف انه بعدها كلما سأرى ليلى سأتذكره ،
طبعاً إن رأيت ليلى مرة اخرى ،
قلت و بصوت عالي : إن رأيت ليلى مرة اخرى ...
إن رأيت ليلى مرة اخرى ،
سمعت اصواتاً من خلفي وهم يقولون
يبدوا انها قد اصيبت بالجنون وانا صرخت
إن رأيت ليلى مرة اخرى ،
اردت النهوض و لكني لم استطع ما معنى هذا ؟
لماذا قدماي متجمدتان جريت نفسي الجدار
و كأن الشمس لم تشرق بعد قلت
بصوت منخفض اااه يا والدي اااه يا والدتي
و لم يكن احداً أين انت يا دادا كم انا بحاجةٍ اليك
تعالي و انقذيني من هذا الغرق ،
كنت اهذي مع نفسي كم كان صراخ والدة زوجي
يزعجني و يعذبني لم اعد اذرف الدموع
لأنه لم يكن في عيناي دموع لقد جفت دموعي ،
تحركت بصعوبة و اقتربت من إبني
و كنت اتنفس بصعوبة و كنت اترجاهم و اقول
ارجوكم ساعدوا ابني إذهبوا و احضروا طبيباً
زوجي ليس موجوداً في البيت
و لكن لا اعلم لماذا كانوا ينظرون الى بعضهم البعض
لماذا اخفضوا رؤوسوهم الى الاسفل
لماذا لا يسرعون بإحضار الطبيب
صرخت و قلت اذهبوا و احضروا طبيباً
احدهم رد علي و بصوت منخفض
إحضار الطبيب لن يفيد بشيء ،
رنت هذه الجملة ألاف المرات في اذني ما معنى هذا ؟
هل يعني هذا إنّ الماس قد توفي....
تعجبت من نفسي و انا الفظ هذه الكلمة
لقد اصبح فمي جافاً و كنت عاجزة عن الكلام
بصعوبة نطقت و سألت كيف حدث هذا ؟
اجابني احدهم لقد سقط في حوض الماء ،
ما معنى هذا ؟
موكد هناك خطأً ما منزلنا ليس فيه حوض
و لقد كانت جدته هنا
حوض اي حوض ؟
ـــ حوض بيت السيد صادق لقد سقط هناك
ـــ مات؟
سكوت ، صرخت و قلت
ـــ مات ؟....
لقد فقدته و بهذه السهولة لماذا ؟
الأطفال الذي كانوا بعمره ما زالوا بصحة جيدة
و هم الان في احضان امهاتهم
الان الجميع سيرجعون الى بيتهم و هم سعداء
لانّ هذه الكارثة لم تحل عليهم لقد حلّت علي انا ،
انا هنا وحيدة مرمية
و ايضا لا استطيع الانجاب مرة اخرى اااااااه ،
كنت على وشك السقوط على الارض احدهم امسكني
و قال اذهبوا لإحضار زوجها فهي ليست بخير
لم اكن اعرف ماذا كان يجري ،
فالعزاء و هذه الحالات لا يستطيع بأن يصفها ويصعب شرحها .
قبل مجيئ احمد قد كانوا اخذوني الى داخل الغرفة
أتى احمد و دخل الغرفة كانت عيناه حمراء
كنت اشعر بالإشمئزاز من نفسي
لماذا لا يدعونني اذهب الى الخارج قلت
ـــ احمد اجلبه الى هنا في الخارج الجو بارداً
وكنت قد مددت يدي نحوه و اترجاه ،
و احمد و بعيناه الحمراء و يبدوا انه قد كان يتألم كثيراً
اقترب و إتكأ على الجدار
و من دون أن ينطق بكلمة ظل يحدق بي .
أنتظروا الجزء الرابع عشر :
هو لا يذهب الى العمل كل يوم و اليوم في هذا الجو البارد
الى أين سيذهب ؟ سألته
ـــ إلى أين
رد علي و بطريقة و لكي يدعني في شك قال
ـــ الى مكاناً جميلاً
ذهب و أرتدى ملابسه و أخذ المفتاح من تحت السجادة قلت له
ـــ احمد ماذا تريد؟
ـــ نقود
ـــ ليس لدينا نقود ، لا تنسى فنحن في اخر الشهر
و هذه النقود القليلة هي لمصروفنا
لم يعرني اي اهتمام سألته
ـــ هل تريد أن تشرب من تلك القذارة مرة اخرى ؟
ـــ انا سأفعل ما أشاء هل عندك مانع ؟
سرّح شعره و ذهب كان ولدي حينها نائماً
نهضت من مكاني منذ اسبوع لم أذهب الى الحمام
من شدة البرد لا رغبة لدي بالإستحمام
و لكن مع هذا لا استطيع طوال فترة الشتاء
أن أبقى دون إستحمام لقد كان الجو مشمساً
و جميلاً أخذت ملابسي و ذهبت
و لكن قبل هذا قد ذهبت الى الغرفة للإطمئنان
على ابني عندما فتحت الباب استيقظ و بدأ بالبكاء و قال
ـــ انا ايضاً اريد المجيئ ، انا ايضاً اريد المجيئ
جلست بقربه و قلت له
ـــ أين ستأتي يا عزيزي انا اريد الذهاب لأستحم
ومع إنه كان يكره الاستحمام نهض من مكانه
ووقف على سريره الصغير و لقد كانت عيناه الواسعتين
مليئة بالدموع ، عيون احمد نفسها ! قبلت وجهه البريء
و قال لي مرة اخرى
ـــ اريد المجيئ
ـــ هل تريد أن احممك و اغسل شعرك
حرّك رأسه بعلامه نعم و قال
ـــ نعم
ضحكت و قلت
ـــ يا شقي ! إن بقيت هنا سأعطيك شيئاً تحبه
ـــ ماذا؟
كنت اعرف انه يحب الحلوى
و لكن في ذلك اليوم لم يكن يوجد في البيت ، كذبت و قلت
ـــ الحلوى
فرح و بدأ يقفز من الفرحة و قال
ـــ أعطيني .. اعطيني ..أعطيني
ـــ الان سأقول لجدتك لكي تعطيك
ناديت جدته له و قالت له
ـــ تعال لنذهب اريد أن أعطيك الحلوى
و الان والدتك سترجع ، مريم ارجعي بسرعة ،
ركضت و أحضرت له الكنزة التي انا كنت قد حكتها له
والبسته و قلت
ـــ سيدتي الجو بارد جداً لا تتركيه يلعب في الخارج
ـــ انت اذهبي و لا تقلقي ، الماس سيبقى معي
لقد رجعت من الحمام و كان الجو دافئ و مشمس
و كنت بأحسن حال و كانت الشمس تبعث الدفئ الى جسدي
و كنت قد اشتريت في طريقي بعض الحلوى لإبني
وصلت الى اول الزقاق ورأيت حشداً من الناس
بقرب منزلنا قلت لنفسي ماذا حصل للناس
و هم فاضين و ليس عندهم اشغال لكي يتجمعوا
و في هذا الجو يا ترى ماذا يفعلون ؟
لقد كانت المسافة التي تفصلني بينهم مئه قدم
سمعت صوت صراخ يبدو انه قد اصاب الجيران مكروهاً
لقد كانت زوجة الجيران تصرخ
و لكن لا انا مخطئة فهي هناك امام منزلنا
واقفة و تنظر الي حتى انها لم تكن بكامل حجابها
لفترة كنا نحدق في بعض
و انا كنت قد كشفت عن وجهي
و لقد كانت عيناي تطرح الأسئلة
و عيناها كانت في عذاب و حيرة
فصاحبة هذه العيون كانت تتألم وتتعذب
بعدها غيرت مسار نظرتها ،
سمعت احدهم يقول ها هي قد أتت والدته
أحسست بأن قلبي قد سقط من مكانه ماذا يعني ؟
كانوا يقصدونني ماذا حصل يا ترى ؟
ركضت الى ناحية المنزل كان الباب مفتوحا
مررت من بين الناس و دخلت الى الداخل ،
كان هناك جالساً وواقفين كان واحداً منهم إبن الجيران
الذي كان دائماً يلعب مع الماس
لقد بدا لي وجهه متورماً من البكاء
كنت اسمع صوت صراخاً و صوت والدة زوجي
ايضاً عندما اقتربت اكثر رأيت والدة زوجي
كانت دون حجاب و بشعرها كانت تشد على شعرها
و تصرخ فما أن وقع نظرها علي صرخت و قالت
ـــ هل أتيتي ؟ تعالي و انظري ، اقتربي و انظري
ماذا حصل لكي و كانت تضرب بيدها و بشدة على ركبتيها
نظرت من حولي ووجدت جسدا صغيراً وممداً على قطعة خشب
و كان مغطى بقماش ابيض لم استوعب ماالذي قد حدث ،
ماذلك الشيء الذي كان تحت الغطاء
لم اكن اريد أن أعرف كان صوتاً في داخلي يقول لي
هذا احمد هذا احمد كنت انظر اليه و بخوف
كان شخصاً ما تحت الغطاء كان احمد و لكن احمد في الدكان
و احمد ليس بهذا الحجم الصغير
كانت والدة زوجي تضرب بيدها علي صدرها و رأسها
و تبكي و هي تقول : صغيري .. صغيري..
، لا ، لا يجب أن اصدق ارفض التصديق
لماذا الدنيا اظلمت في عيني ؟
لماذا هذا المكان غريبا و موحشاً ،
أنا هنا واقفة و اتفرج على الناس
و لكن لا يمكن أن تكون هذه الكارثة قد حلّت علي ،
لماذا انا ؟ ممكن لغيري و ليس لي أنا
و لكن كانت تقول صغيري .. صغيري..
يعني كانت تقصد إبني الماس هنا و تحت هذا الغطاء ،
وقع كيس ملابسي من يدي ركض احدهم
محاولاً امساكي وقعت العبائة من على رأسي
اقتربت من الغطاء و انحنيت لكي اكشف عنه
و لكن لم اتجرأ ظليت فترة احدق اليه من فوق الرداء
و لكني لم اكن اريد رويته فكلما تأخرت كان افضل
فما دمت لم أراه فأنا اكذب نفسي و ما حصل
و لكنني رأيته كشفت عن وجهه كان مغمض العنين
و كانت عيناه كاعيناي والده ، فجأة اكتشفت
و لأول مرة اكتشف كم كان يشبه اختي ليلى ،
مع ذلك الفم و الجسم الممتلئ
و كأنها كانت ليلى و هي نائمة
....اااااه كنت أعرف انه بعدها كلما سأرى ليلى سأتذكره ،
طبعاً إن رأيت ليلى مرة اخرى ،
قلت و بصوت عالي : إن رأيت ليلى مرة اخرى ...
إن رأيت ليلى مرة اخرى ،
سمعت اصواتاً من خلفي وهم يقولون
يبدوا انها قد اصيبت بالجنون وانا صرخت
إن رأيت ليلى مرة اخرى ،
اردت النهوض و لكني لم استطع ما معنى هذا ؟
لماذا قدماي متجمدتان جريت نفسي الجدار
و كأن الشمس لم تشرق بعد قلت
بصوت منخفض اااه يا والدي اااه يا والدتي
و لم يكن احداً أين انت يا دادا كم انا بحاجةٍ اليك
تعالي و انقذيني من هذا الغرق ،
كنت اهذي مع نفسي كم كان صراخ والدة زوجي
يزعجني و يعذبني لم اعد اذرف الدموع
لأنه لم يكن في عيناي دموع لقد جفت دموعي ،
تحركت بصعوبة و اقتربت من إبني
و كنت اتنفس بصعوبة و كنت اترجاهم و اقول
ارجوكم ساعدوا ابني إذهبوا و احضروا طبيباً
زوجي ليس موجوداً في البيت
و لكن لا اعلم لماذا كانوا ينظرون الى بعضهم البعض
لماذا اخفضوا رؤوسوهم الى الاسفل
لماذا لا يسرعون بإحضار الطبيب
صرخت و قلت اذهبوا و احضروا طبيباً
احدهم رد علي و بصوت منخفض
إحضار الطبيب لن يفيد بشيء ،
رنت هذه الجملة ألاف المرات في اذني ما معنى هذا ؟
هل يعني هذا إنّ الماس قد توفي....
تعجبت من نفسي و انا الفظ هذه الكلمة
لقد اصبح فمي جافاً و كنت عاجزة عن الكلام
بصعوبة نطقت و سألت كيف حدث هذا ؟
اجابني احدهم لقد سقط في حوض الماء ،
ما معنى هذا ؟
موكد هناك خطأً ما منزلنا ليس فيه حوض
و لقد كانت جدته هنا
حوض اي حوض ؟
ـــ حوض بيت السيد صادق لقد سقط هناك
ـــ مات؟
سكوت ، صرخت و قلت
ـــ مات ؟....
لقد فقدته و بهذه السهولة لماذا ؟
الأطفال الذي كانوا بعمره ما زالوا بصحة جيدة
و هم الان في احضان امهاتهم
الان الجميع سيرجعون الى بيتهم و هم سعداء
لانّ هذه الكارثة لم تحل عليهم لقد حلّت علي انا ،
انا هنا وحيدة مرمية
و ايضا لا استطيع الانجاب مرة اخرى اااااااه ،
كنت على وشك السقوط على الارض احدهم امسكني
و قال اذهبوا لإحضار زوجها فهي ليست بخير
لم اكن اعرف ماذا كان يجري ،
فالعزاء و هذه الحالات لا يستطيع بأن يصفها ويصعب شرحها .
قبل مجيئ احمد قد كانوا اخذوني الى داخل الغرفة
أتى احمد و دخل الغرفة كانت عيناه حمراء
كنت اشعر بالإشمئزاز من نفسي
لماذا لا يدعونني اذهب الى الخارج قلت
ـــ احمد اجلبه الى هنا في الخارج الجو بارداً
وكنت قد مددت يدي نحوه و اترجاه ،
و احمد و بعيناه الحمراء و يبدوا انه قد كان يتألم كثيراً
اقترب و إتكأ على الجدار
و من دون أن ينطق بكلمة ظل يحدق بي .
أنتظروا الجزء الرابع عشر :
صفحة 1 من اصل 2 • 1, 2
صفحة 1 من اصل 2
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الخميس 18 أبريل - 21:24 من طرف b7ar
» بشرة نضرة فى اسبوع
الخميس 18 أبريل - 21:23 من طرف b7ar
» اهمية العناية بالاظافر
الخميس 18 أبريل - 21:22 من طرف b7ar
» أفضل خلطة للتبييض
الخميس 18 أبريل - 21:17 من طرف b7ar
» نفسى جوزى يبقى رومانسى
الخميس 18 أبريل - 20:29 من طرف b7ar
» كيف تجعلين زوجك منجذب اليك دائما ؟
الخميس 18 أبريل - 20:27 من طرف b7ar
» أســــــباب تشد الرجل لمراته !!!
الخميس 18 أبريل - 20:20 من طرف b7ar
» اهم 10 خطوات لتصبحي زوجة مثالية
الخميس 18 أبريل - 20:18 من طرف b7ar
» الرقص وسحره على الزوج
الخميس 18 أبريل - 20:17 من طرف b7ar
» ازاى تدلعى جوزك
الخميس 18 أبريل - 20:15 من طرف b7ar