المواضيع الأخيرة
بحـث
قاموس عربي<> انجليزى
قاموس ترجمة ثنائي اللغة |
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 142 عُضو.آخر عُضو مُسجل هو roko فمرحباً به.
أعضاؤنا قدموا 28436 مساهمة في هذا المنتدى في 4810 موضوع
مأساة مريم ( قصة حقيقية ) سأرويها لكم على حلقات
صفحة 2 من اصل 2
صفحة 2 من اصل 2 • 1, 2
مأساة مريم ( قصة حقيقية ) سأرويها لكم على حلقات
تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :
بسم الله الرحمن الرحيم
****هذه القصة حقيقية و حدثت منذ أكثر من سبعون عاما في ايران ****
****الجزء الأول ****
أنا مريم و من عائله محافظة و من عائلة كبيرة و مهمه زمان في ايران عندي أختين الأولى ليلى و هي متزوجة و مخلفة ولد و الثانية هي أنا و الثالثة شهرزاد و والــدي يلقب بصير الملك << باشا >> و هو ذي شخصية مهمة و ذي نفوذ هو رجل متعلم و يهوى الشعر و الاوبرا و هو متزوج من وحدة غير والدتي وتدعى عصمت وأما والدتي تدعى نرجس
و الخدم يلقبونها بست الكل وهي محبوبة من قبل الجميع ووالدي يعشقها
وطبعا حسب عادات وتقاليد زمان البنات يتزوجن بسن مبكر ووالدتي تصغر والدي بخمسة عشر سنه هي بنت اكبر التجار وبنت رجل ذي شخصية مهمة في البلد وهي تحترم والدي كثيرا وتخاطبه برسمية وبكل احترام على فكره بيتنا ليس بيتا بل قصر مليان من الخدم والحشم .
كانت امنية والدتي بان تنجب ولد وطبعا هذي كانت أمنية والدي أيضا كان عمر والدتي اثنين وثلاثين عندما بدأ عليها ظواهر الحمل وفي ذلك الوقت كان يتقدم لخطبتي ابن عطاء الدولة وهو من الشخصيات المهمة والمعروفة في إيران وهو أرمل توفيت زوجته وهى تلد وفى ذلك الحين كنت في الخامسة عشر من عمري وكنت سعيدة بهذا الخبر ولم أكن أعرف ما معنى الزواج أو الزوج .
اللي أعرفه أني إذا بعد سنتين ما تزوجت سأصبح
عانس . المهم أنه في يوم أنا والدادة تبعي كنا رايحين السوق نشتري شرائط للفستان الذي سأرتديه في يوم اللي كانوا سيطلبون يدي للزواج وفي ذلك الحين وبسبب ضيق الوقت كان لازم الخياطة تظل ثلاث أيام عندنا في القصر حتي تكمل خياطة الفستان
لما أردنا الذهاب الى السوق أقتربت الخياطة وقالت للدادة الخياطة:
لو سمحتوا وانتم رايحين السوق علي طريقكم مرو جنب دكان النجار وبتشوفوا الصبي قولوا له يروح ويخبر ابني أني ما اقدر اليوم أتي البيت عشان شغلي فلا يقلقوا بشأني
بعد ما رحنا للسوق واشترينا الشرائط قالت لي الدادة :سيدتي مريم أنتي روحي دكان النجار وبلغيه الرسالة وانا بروح الكنيسة أولع شمعتين والحق بكي لكن أرجوكي لا تخبرين سيدتي نرجس لأنها لو عرفت أنك أنتي من ابلغه بالرسالة ستغضب مني .
رديت عليها : طيب لكن لا تتأخري علي
مشيت للدكان ووقفت عند باب الدكان ورأيت رجلا شعره طويل ومنشور على كتفه وحنطي البشرة وانفه حاد كالسيف تبادلنا النظرات لدقائق دون أي كلام فجأة انتبهت لنفسي وقلت: هي أنت
رد على تخاطبينني أنا يا آنسة ؟
كانت رائحة الخشب و الشغل والتعب تملأ المكان وكأنه رائحة جديدة ممزوجة مع رائحة الربيع كنت انظر إليه وقلت:عندي لك رسالة
استغرب وقال : لي أنا؟
قلت : نعم
قال:أنا أكون احمد النجار ها !! أكيد أنتي غلطانة في العنوان
قلت مع نفسي يا له من إسم جميل لقد دخل قلبي
قلت : أعرف
قال : أنتي من تكوني
قلت : بنت بصير الملك
فوضع المنشار على الأرض ووقف باحترام
قال : أهلا سيدتي سامحيني لم أعرفك
قلت : لو سمحت اخبر ابن الخياطة انه يمكن شغلها يطول في القصر عندنا فلا يقلقوا عليها
قال : على عيني وراسي
قلت : لا تنسى
قال : إذا بقيت حي لن أنسى
قلت : الله يعطيك العافية وطولة العمر
نظر إلي بإسغراب ثم ابتسم لي وقال : هل هذه الجملة فقط عشان أوصل رسالتك ؟ فارتبكت وقلت : مع السلامة
وخرجت من الدكان مسرعة ومتضايقة من نفسي ومن الدادة لأنها تأخرت في المجيئ يا الهي ماذا حصل لي ما هذا الشعور الغريب لماذا دقات قلبي تتسارع لماذا جسمي يرتجف لماذا كل هذا الارتباك كل هذا عشان نجار بسيط ومعدم ولماذا ؟؟؟؟؟؟
كان كل شيئ جاهز للتحضيرات الورود و الحلويات و كل شيئ أنا كنت أعشق الورود و أحب الحلويات لكن الآن لا اعلم ماذا حصل لي اشعر إني أكره الورود و الحلويات و اكره كل شيئ من حولي لدرجه إني أتمنى تمزيق ملابسي الجديدة التي سأرتد يها في يوم خطوبتي ماذا حصل لي يا الهي لا اعلم كل الذي أعلم به إني أريد الموت أو أن أموت ؟ أو أن ؟ لا أعلم ..
ففي خلال أسبوع مرتين أمر من جنب دكان النجار يا له من رجل بلا حياء بدأ يعرف عربتنا .
صار أسبوع و الواحد لا يجرئ أن يخرج من بيته يجب أن أقول للدادة أو سائق العربه , لا ما في داعي سيضربه و يقتله و أنا التي من ستحمل ذنبه سأقول لوالدي لا هذا أسوء إذا سوف أقول لوالدتي أصلا ماذا أقول ؟ أقول انه كل مره لما تمر العربة جنب دكان النجار هو ينظر إليها ؟ لماذا ؟
هل هو ممنوع النظر إلى الناس ؟ إذا لماذا أنا انظر إليه ؟ أنا المفروض لا أهتم لأجله ممكــــــن القصاب أو الخباز أو البقال أيضا ينظرون في النهاية نحن في هذه البلاد ناس معروفين و مهمين عادي الناس لو نظروا إلينا لكن الفرق إنه أنا لا أهتم لهم .
فلينظر بقدر ما يشاء لا يهمني
يتبع 0000
بسم الله الرحمن الرحيم
****هذه القصة حقيقية و حدثت منذ أكثر من سبعون عاما في ايران ****
****الجزء الأول ****
أنا مريم و من عائله محافظة و من عائلة كبيرة و مهمه زمان في ايران عندي أختين الأولى ليلى و هي متزوجة و مخلفة ولد و الثانية هي أنا و الثالثة شهرزاد و والــدي يلقب بصير الملك << باشا >> و هو ذي شخصية مهمة و ذي نفوذ هو رجل متعلم و يهوى الشعر و الاوبرا و هو متزوج من وحدة غير والدتي وتدعى عصمت وأما والدتي تدعى نرجس
و الخدم يلقبونها بست الكل وهي محبوبة من قبل الجميع ووالدي يعشقها
وطبعا حسب عادات وتقاليد زمان البنات يتزوجن بسن مبكر ووالدتي تصغر والدي بخمسة عشر سنه هي بنت اكبر التجار وبنت رجل ذي شخصية مهمة في البلد وهي تحترم والدي كثيرا وتخاطبه برسمية وبكل احترام على فكره بيتنا ليس بيتا بل قصر مليان من الخدم والحشم .
كانت امنية والدتي بان تنجب ولد وطبعا هذي كانت أمنية والدي أيضا كان عمر والدتي اثنين وثلاثين عندما بدأ عليها ظواهر الحمل وفي ذلك الوقت كان يتقدم لخطبتي ابن عطاء الدولة وهو من الشخصيات المهمة والمعروفة في إيران وهو أرمل توفيت زوجته وهى تلد وفى ذلك الحين كنت في الخامسة عشر من عمري وكنت سعيدة بهذا الخبر ولم أكن أعرف ما معنى الزواج أو الزوج .
اللي أعرفه أني إذا بعد سنتين ما تزوجت سأصبح
عانس . المهم أنه في يوم أنا والدادة تبعي كنا رايحين السوق نشتري شرائط للفستان الذي سأرتديه في يوم اللي كانوا سيطلبون يدي للزواج وفي ذلك الحين وبسبب ضيق الوقت كان لازم الخياطة تظل ثلاث أيام عندنا في القصر حتي تكمل خياطة الفستان
لما أردنا الذهاب الى السوق أقتربت الخياطة وقالت للدادة الخياطة:
لو سمحتوا وانتم رايحين السوق علي طريقكم مرو جنب دكان النجار وبتشوفوا الصبي قولوا له يروح ويخبر ابني أني ما اقدر اليوم أتي البيت عشان شغلي فلا يقلقوا بشأني
بعد ما رحنا للسوق واشترينا الشرائط قالت لي الدادة :سيدتي مريم أنتي روحي دكان النجار وبلغيه الرسالة وانا بروح الكنيسة أولع شمعتين والحق بكي لكن أرجوكي لا تخبرين سيدتي نرجس لأنها لو عرفت أنك أنتي من ابلغه بالرسالة ستغضب مني .
رديت عليها : طيب لكن لا تتأخري علي
مشيت للدكان ووقفت عند باب الدكان ورأيت رجلا شعره طويل ومنشور على كتفه وحنطي البشرة وانفه حاد كالسيف تبادلنا النظرات لدقائق دون أي كلام فجأة انتبهت لنفسي وقلت: هي أنت
رد على تخاطبينني أنا يا آنسة ؟
كانت رائحة الخشب و الشغل والتعب تملأ المكان وكأنه رائحة جديدة ممزوجة مع رائحة الربيع كنت انظر إليه وقلت:عندي لك رسالة
استغرب وقال : لي أنا؟
قلت : نعم
قال:أنا أكون احمد النجار ها !! أكيد أنتي غلطانة في العنوان
قلت مع نفسي يا له من إسم جميل لقد دخل قلبي
قلت : أعرف
قال : أنتي من تكوني
قلت : بنت بصير الملك
فوضع المنشار على الأرض ووقف باحترام
قال : أهلا سيدتي سامحيني لم أعرفك
قلت : لو سمحت اخبر ابن الخياطة انه يمكن شغلها يطول في القصر عندنا فلا يقلقوا عليها
قال : على عيني وراسي
قلت : لا تنسى
قال : إذا بقيت حي لن أنسى
قلت : الله يعطيك العافية وطولة العمر
نظر إلي بإسغراب ثم ابتسم لي وقال : هل هذه الجملة فقط عشان أوصل رسالتك ؟ فارتبكت وقلت : مع السلامة
وخرجت من الدكان مسرعة ومتضايقة من نفسي ومن الدادة لأنها تأخرت في المجيئ يا الهي ماذا حصل لي ما هذا الشعور الغريب لماذا دقات قلبي تتسارع لماذا جسمي يرتجف لماذا كل هذا الارتباك كل هذا عشان نجار بسيط ومعدم ولماذا ؟؟؟؟؟؟
كان كل شيئ جاهز للتحضيرات الورود و الحلويات و كل شيئ أنا كنت أعشق الورود و أحب الحلويات لكن الآن لا اعلم ماذا حصل لي اشعر إني أكره الورود و الحلويات و اكره كل شيئ من حولي لدرجه إني أتمنى تمزيق ملابسي الجديدة التي سأرتد يها في يوم خطوبتي ماذا حصل لي يا الهي لا اعلم كل الذي أعلم به إني أريد الموت أو أن أموت ؟ أو أن ؟ لا أعلم ..
ففي خلال أسبوع مرتين أمر من جنب دكان النجار يا له من رجل بلا حياء بدأ يعرف عربتنا .
صار أسبوع و الواحد لا يجرئ أن يخرج من بيته يجب أن أقول للدادة أو سائق العربه , لا ما في داعي سيضربه و يقتله و أنا التي من ستحمل ذنبه سأقول لوالدي لا هذا أسوء إذا سوف أقول لوالدتي أصلا ماذا أقول ؟ أقول انه كل مره لما تمر العربة جنب دكان النجار هو ينظر إليها ؟ لماذا ؟
هل هو ممنوع النظر إلى الناس ؟ إذا لماذا أنا انظر إليه ؟ أنا المفروض لا أهتم لأجله ممكــــــن القصاب أو الخباز أو البقال أيضا ينظرون في النهاية نحن في هذه البلاد ناس معروفين و مهمين عادي الناس لو نظروا إلينا لكن الفرق إنه أنا لا أهتم لهم .
فلينظر بقدر ما يشاء لا يهمني
يتبع 0000
رد: مأساة مريم ( قصة حقيقية ) سأرويها لكم على حلقات
كان سعيداً خرج من الغرفة و ترك الباب مفتوحاً
هو لا يذهب الى العمل كل يوم و اليوم في هذا الجو البارد
الى أين سيذهب ؟ سألته
ـــ إلى أين
رد علي و بطريقة و لكي يدعني في شك قال
ـــ الى مكاناً جميلاً
ذهب و أرتدى ملابسه و أخذ المفتاح من تحت السجادة قلت له
ـــ احمد ماذا تريد؟
ـــ نقود
ـــ ليس لدينا نقود ، لا تنسى فنحن في اخر الشهر
و هذه النقود القليلة هي لمصروفنا
لم يعرني اي اهتمام سألته
ـــ هل تريد أن تشرب من تلك القذارة مرة اخرى ؟
ـــ انا سأفعل ما أشاء هل عندك مانع ؟
سرّح شعره و ذهب كان ولدي حينها نائماً
نهضت من مكاني منذ اسبوع لم أذهب الى الحمام
من شدة البرد لا رغبة لدي بالإستحمام
و لكن مع هذا لا استطيع طوال فترة الشتاء
أن أبقى دون إستحمام لقد كان الجو مشمساً
و جميلاً أخذت ملابسي و ذهبت
و لكن قبل هذا قد ذهبت الى الغرفة للإطمئنان
على ابني عندما فتحت الباب استيقظ و بدأ بالبكاء و قال
ـــ انا ايضاً اريد المجيئ ، انا ايضاً اريد المجيئ
جلست بقربه و قلت له
ـــ أين ستأتي يا عزيزي انا اريد الذهاب لأستحم
ومع إنه كان يكره الاستحمام نهض من مكانه
ووقف على سريره الصغير و لقد كانت عيناه الواسعتين
مليئة بالدموع ، عيون احمد نفسها ! قبلت وجهه البريء
و قال لي مرة اخرى
ـــ اريد المجيئ
ـــ هل تريد أن احممك و اغسل شعرك
حرّك رأسه بعلامه نعم و قال
ـــ نعم
ضحكت و قلت
ـــ يا شقي ! إن بقيت هنا سأعطيك شيئاً تحبه
ـــ ماذا؟
كنت اعرف انه يحب الحلوى
و لكن في ذلك اليوم لم يكن يوجد في البيت ، كذبت و قلت
ـــ الحلوى
فرح و بدأ يقفز من الفرحة و قال
ـــ أعطيني .. اعطيني ..أعطيني
ـــ الان سأقول لجدتك لكي تعطيك
ناديت جدته له و قالت له
ـــ تعال لنذهب اريد أن أعطيك الحلوى
و الان والدتك سترجع ، مريم ارجعي بسرعة ،
ركضت و أحضرت له الكنزة التي انا كنت قد حكتها له
والبسته و قلت
ـــ سيدتي الجو بارد جداً لا تتركيه يلعب في الخارج
ـــ انت اذهبي و لا تقلقي ، الماس سيبقى معي
لقد رجعت من الحمام و كان الجو دافئ و مشمس
و كنت بأحسن حال و كانت الشمس تبعث الدفئ الى جسدي
و كنت قد اشتريت في طريقي بعض الحلوى لإبني
وصلت الى اول الزقاق ورأيت حشداً من الناس
بقرب منزلنا قلت لنفسي ماذا حصل للناس
و هم فاضين و ليس عندهم اشغال لكي يتجمعوا
و في هذا الجو يا ترى ماذا يفعلون ؟
لقد كانت المسافة التي تفصلني بينهم مئه قدم
سمعت صوت صراخ يبدو انه قد اصاب الجيران مكروهاً
لقد كانت زوجة الجيران تصرخ
و لكن لا انا مخطئة فهي هناك امام منزلنا
واقفة و تنظر الي حتى انها لم تكن بكامل حجابها
لفترة كنا نحدق في بعض
و انا كنت قد كشفت عن وجهي
و لقد كانت عيناي تطرح الأسئلة
و عيناها كانت في عذاب و حيرة
فصاحبة هذه العيون كانت تتألم وتتعذب
بعدها غيرت مسار نظرتها ،
سمعت احدهم يقول ها هي قد أتت والدته
أحسست بأن قلبي قد سقط من مكانه ماذا يعني ؟
كانوا يقصدونني ماذا حصل يا ترى ؟
ركضت الى ناحية المنزل كان الباب مفتوحا
مررت من بين الناس و دخلت الى الداخل ،
كان هناك جالساً وواقفين كان واحداً منهم إبن الجيران
الذي كان دائماً يلعب مع الماس
لقد بدا لي وجهه متورماً من البكاء
كنت اسمع صوت صراخاً و صوت والدة زوجي
ايضاً عندما اقتربت اكثر رأيت والدة زوجي
كانت دون حجاب و بشعرها كانت تشد على شعرها
و تصرخ فما أن وقع نظرها علي صرخت و قالت
ـــ هل أتيتي ؟ تعالي و انظري ، اقتربي و انظري
ماذا حصل لكي و كانت تضرب بيدها و بشدة على ركبتيها
نظرت من حولي ووجدت جسدا صغيراً وممداً على قطعة خشب
و كان مغطى بقماش ابيض لم استوعب ماالذي قد حدث ،
ماذلك الشيء الذي كان تحت الغطاء
لم اكن اريد أن أعرف كان صوتاً في داخلي يقول لي
هذا احمد هذا احمد كنت انظر اليه و بخوف
كان شخصاً ما تحت الغطاء كان احمد و لكن احمد في الدكان
و احمد ليس بهذا الحجم الصغير
كانت والدة زوجي تضرب بيدها علي صدرها و رأسها
و تبكي و هي تقول : صغيري .. صغيري..
، لا ، لا يجب أن اصدق ارفض التصديق
لماذا الدنيا اظلمت في عيني ؟
لماذا هذا المكان غريبا و موحشاً ،
أنا هنا واقفة و اتفرج على الناس
و لكن لا يمكن أن تكون هذه الكارثة قد حلّت علي ،
لماذا انا ؟ ممكن لغيري و ليس لي أنا
و لكن كانت تقول صغيري .. صغيري..
يعني كانت تقصد إبني الماس هنا و تحت هذا الغطاء ،
وقع كيس ملابسي من يدي ركض احدهم
محاولاً امساكي وقعت العبائة من على رأسي
اقتربت من الغطاء و انحنيت لكي اكشف عنه
و لكن لم اتجرأ ظليت فترة احدق اليه من فوق الرداء
و لكني لم اكن اريد رويته فكلما تأخرت كان افضل
فما دمت لم أراه فأنا اكذب نفسي و ما حصل
و لكنني رأيته كشفت عن وجهه كان مغمض العنين
و كانت عيناه كاعيناي والده ، فجأة اكتشفت
و لأول مرة اكتشف كم كان يشبه اختي ليلى ،
مع ذلك الفم و الجسم الممتلئ
و كأنها كانت ليلى و هي نائمة
....اااااه كنت أعرف انه بعدها كلما سأرى ليلى سأتذكره ،
طبعاً إن رأيت ليلى مرة اخرى ،
قلت و بصوت عالي : إن رأيت ليلى مرة اخرى ...
إن رأيت ليلى مرة اخرى ،
سمعت اصواتاً من خلفي وهم يقولون
يبدوا انها قد اصيبت بالجنون وانا صرخت
إن رأيت ليلى مرة اخرى ،
اردت النهوض و لكني لم استطع ما معنى هذا ؟
لماذا قدماي متجمدتان جريت نفسي الجدار
و كأن الشمس لم تشرق بعد قلت
بصوت منخفض اااه يا والدي اااه يا والدتي
و لم يكن احداً أين انت يا دادا كم انا بحاجةٍ اليك
تعالي و انقذيني من هذا الغرق ،
كنت اهذي مع نفسي كم كان صراخ والدة زوجي
يزعجني و يعذبني لم اعد اذرف الدموع
لأنه لم يكن في عيناي دموع لقد جفت دموعي ،
تحركت بصعوبة و اقتربت من إبني
و كنت اتنفس بصعوبة و كنت اترجاهم و اقول
ارجوكم ساعدوا ابني إذهبوا و احضروا طبيباً
زوجي ليس موجوداً في البيت
و لكن لا اعلم لماذا كانوا ينظرون الى بعضهم البعض
لماذا اخفضوا رؤوسوهم الى الاسفل
لماذا لا يسرعون بإحضار الطبيب
صرخت و قلت اذهبوا و احضروا طبيباً
احدهم رد علي و بصوت منخفض
إحضار الطبيب لن يفيد بشيء ،
رنت هذه الجملة ألاف المرات في اذني ما معنى هذا ؟
هل يعني هذا إنّ الماس قد توفي....
تعجبت من نفسي و انا الفظ هذه الكلمة
لقد اصبح فمي جافاً و كنت عاجزة عن الكلام
بصعوبة نطقت و سألت كيف حدث هذا ؟
اجابني احدهم لقد سقط في حوض الماء ،
ما معنى هذا ؟
موكد هناك خطأً ما منزلنا ليس فيه حوض
و لقد كانت جدته هنا
حوض اي حوض ؟
ـــ حوض بيت السيد صادق لقد سقط هناك
ـــ مات؟
سكوت ، صرخت و قلت
ـــ مات ؟....
لقد فقدته و بهذه السهولة لماذا ؟
الأطفال الذي كانوا بعمره ما زالوا بصحة جيدة
و هم الان في احضان امهاتهم
الان الجميع سيرجعون الى بيتهم و هم سعداء
لانّ هذه الكارثة لم تحل عليهم لقد حلّت علي انا ،
انا هنا وحيدة مرمية
و ايضا لا استطيع الانجاب مرة اخرى اااااااه ،
كنت على وشك السقوط على الارض احدهم امسكني
و قال اذهبوا لإحضار زوجها فهي ليست بخير
لم اكن اعرف ماذا كان يجري ،
فالعزاء و هذه الحالات لا يستطيع بأن يصفها ويصعب شرحها .
قبل مجيئ احمد قد كانوا اخذوني الى داخل الغرفة
أتى احمد و دخل الغرفة كانت عيناه حمراء
كنت اشعر بالإشمئزاز من نفسي
لماذا لا يدعونني اذهب الى الخارج قلت
ـــ احمد اجلبه الى هنا في الخارج الجو بارداً
وكنت قد مددت يدي نحوه و اترجاه ،
و احمد و بعيناه الحمراء و يبدوا انه قد كان يتألم كثيراً
اقترب و إتكأ على الجدار
و من دون أن ينطق بكلمة ظل يحدق بي .
أنتظروا الجزء الرابع عشر :
هو لا يذهب الى العمل كل يوم و اليوم في هذا الجو البارد
الى أين سيذهب ؟ سألته
ـــ إلى أين
رد علي و بطريقة و لكي يدعني في شك قال
ـــ الى مكاناً جميلاً
ذهب و أرتدى ملابسه و أخذ المفتاح من تحت السجادة قلت له
ـــ احمد ماذا تريد؟
ـــ نقود
ـــ ليس لدينا نقود ، لا تنسى فنحن في اخر الشهر
و هذه النقود القليلة هي لمصروفنا
لم يعرني اي اهتمام سألته
ـــ هل تريد أن تشرب من تلك القذارة مرة اخرى ؟
ـــ انا سأفعل ما أشاء هل عندك مانع ؟
سرّح شعره و ذهب كان ولدي حينها نائماً
نهضت من مكاني منذ اسبوع لم أذهب الى الحمام
من شدة البرد لا رغبة لدي بالإستحمام
و لكن مع هذا لا استطيع طوال فترة الشتاء
أن أبقى دون إستحمام لقد كان الجو مشمساً
و جميلاً أخذت ملابسي و ذهبت
و لكن قبل هذا قد ذهبت الى الغرفة للإطمئنان
على ابني عندما فتحت الباب استيقظ و بدأ بالبكاء و قال
ـــ انا ايضاً اريد المجيئ ، انا ايضاً اريد المجيئ
جلست بقربه و قلت له
ـــ أين ستأتي يا عزيزي انا اريد الذهاب لأستحم
ومع إنه كان يكره الاستحمام نهض من مكانه
ووقف على سريره الصغير و لقد كانت عيناه الواسعتين
مليئة بالدموع ، عيون احمد نفسها ! قبلت وجهه البريء
و قال لي مرة اخرى
ـــ اريد المجيئ
ـــ هل تريد أن احممك و اغسل شعرك
حرّك رأسه بعلامه نعم و قال
ـــ نعم
ضحكت و قلت
ـــ يا شقي ! إن بقيت هنا سأعطيك شيئاً تحبه
ـــ ماذا؟
كنت اعرف انه يحب الحلوى
و لكن في ذلك اليوم لم يكن يوجد في البيت ، كذبت و قلت
ـــ الحلوى
فرح و بدأ يقفز من الفرحة و قال
ـــ أعطيني .. اعطيني ..أعطيني
ـــ الان سأقول لجدتك لكي تعطيك
ناديت جدته له و قالت له
ـــ تعال لنذهب اريد أن أعطيك الحلوى
و الان والدتك سترجع ، مريم ارجعي بسرعة ،
ركضت و أحضرت له الكنزة التي انا كنت قد حكتها له
والبسته و قلت
ـــ سيدتي الجو بارد جداً لا تتركيه يلعب في الخارج
ـــ انت اذهبي و لا تقلقي ، الماس سيبقى معي
لقد رجعت من الحمام و كان الجو دافئ و مشمس
و كنت بأحسن حال و كانت الشمس تبعث الدفئ الى جسدي
و كنت قد اشتريت في طريقي بعض الحلوى لإبني
وصلت الى اول الزقاق ورأيت حشداً من الناس
بقرب منزلنا قلت لنفسي ماذا حصل للناس
و هم فاضين و ليس عندهم اشغال لكي يتجمعوا
و في هذا الجو يا ترى ماذا يفعلون ؟
لقد كانت المسافة التي تفصلني بينهم مئه قدم
سمعت صوت صراخ يبدو انه قد اصاب الجيران مكروهاً
لقد كانت زوجة الجيران تصرخ
و لكن لا انا مخطئة فهي هناك امام منزلنا
واقفة و تنظر الي حتى انها لم تكن بكامل حجابها
لفترة كنا نحدق في بعض
و انا كنت قد كشفت عن وجهي
و لقد كانت عيناي تطرح الأسئلة
و عيناها كانت في عذاب و حيرة
فصاحبة هذه العيون كانت تتألم وتتعذب
بعدها غيرت مسار نظرتها ،
سمعت احدهم يقول ها هي قد أتت والدته
أحسست بأن قلبي قد سقط من مكانه ماذا يعني ؟
كانوا يقصدونني ماذا حصل يا ترى ؟
ركضت الى ناحية المنزل كان الباب مفتوحا
مررت من بين الناس و دخلت الى الداخل ،
كان هناك جالساً وواقفين كان واحداً منهم إبن الجيران
الذي كان دائماً يلعب مع الماس
لقد بدا لي وجهه متورماً من البكاء
كنت اسمع صوت صراخاً و صوت والدة زوجي
ايضاً عندما اقتربت اكثر رأيت والدة زوجي
كانت دون حجاب و بشعرها كانت تشد على شعرها
و تصرخ فما أن وقع نظرها علي صرخت و قالت
ـــ هل أتيتي ؟ تعالي و انظري ، اقتربي و انظري
ماذا حصل لكي و كانت تضرب بيدها و بشدة على ركبتيها
نظرت من حولي ووجدت جسدا صغيراً وممداً على قطعة خشب
و كان مغطى بقماش ابيض لم استوعب ماالذي قد حدث ،
ماذلك الشيء الذي كان تحت الغطاء
لم اكن اريد أن أعرف كان صوتاً في داخلي يقول لي
هذا احمد هذا احمد كنت انظر اليه و بخوف
كان شخصاً ما تحت الغطاء كان احمد و لكن احمد في الدكان
و احمد ليس بهذا الحجم الصغير
كانت والدة زوجي تضرب بيدها علي صدرها و رأسها
و تبكي و هي تقول : صغيري .. صغيري..
، لا ، لا يجب أن اصدق ارفض التصديق
لماذا الدنيا اظلمت في عيني ؟
لماذا هذا المكان غريبا و موحشاً ،
أنا هنا واقفة و اتفرج على الناس
و لكن لا يمكن أن تكون هذه الكارثة قد حلّت علي ،
لماذا انا ؟ ممكن لغيري و ليس لي أنا
و لكن كانت تقول صغيري .. صغيري..
يعني كانت تقصد إبني الماس هنا و تحت هذا الغطاء ،
وقع كيس ملابسي من يدي ركض احدهم
محاولاً امساكي وقعت العبائة من على رأسي
اقتربت من الغطاء و انحنيت لكي اكشف عنه
و لكن لم اتجرأ ظليت فترة احدق اليه من فوق الرداء
و لكني لم اكن اريد رويته فكلما تأخرت كان افضل
فما دمت لم أراه فأنا اكذب نفسي و ما حصل
و لكنني رأيته كشفت عن وجهه كان مغمض العنين
و كانت عيناه كاعيناي والده ، فجأة اكتشفت
و لأول مرة اكتشف كم كان يشبه اختي ليلى ،
مع ذلك الفم و الجسم الممتلئ
و كأنها كانت ليلى و هي نائمة
....اااااه كنت أعرف انه بعدها كلما سأرى ليلى سأتذكره ،
طبعاً إن رأيت ليلى مرة اخرى ،
قلت و بصوت عالي : إن رأيت ليلى مرة اخرى ...
إن رأيت ليلى مرة اخرى ،
سمعت اصواتاً من خلفي وهم يقولون
يبدوا انها قد اصيبت بالجنون وانا صرخت
إن رأيت ليلى مرة اخرى ،
اردت النهوض و لكني لم استطع ما معنى هذا ؟
لماذا قدماي متجمدتان جريت نفسي الجدار
و كأن الشمس لم تشرق بعد قلت
بصوت منخفض اااه يا والدي اااه يا والدتي
و لم يكن احداً أين انت يا دادا كم انا بحاجةٍ اليك
تعالي و انقذيني من هذا الغرق ،
كنت اهذي مع نفسي كم كان صراخ والدة زوجي
يزعجني و يعذبني لم اعد اذرف الدموع
لأنه لم يكن في عيناي دموع لقد جفت دموعي ،
تحركت بصعوبة و اقتربت من إبني
و كنت اتنفس بصعوبة و كنت اترجاهم و اقول
ارجوكم ساعدوا ابني إذهبوا و احضروا طبيباً
زوجي ليس موجوداً في البيت
و لكن لا اعلم لماذا كانوا ينظرون الى بعضهم البعض
لماذا اخفضوا رؤوسوهم الى الاسفل
لماذا لا يسرعون بإحضار الطبيب
صرخت و قلت اذهبوا و احضروا طبيباً
احدهم رد علي و بصوت منخفض
إحضار الطبيب لن يفيد بشيء ،
رنت هذه الجملة ألاف المرات في اذني ما معنى هذا ؟
هل يعني هذا إنّ الماس قد توفي....
تعجبت من نفسي و انا الفظ هذه الكلمة
لقد اصبح فمي جافاً و كنت عاجزة عن الكلام
بصعوبة نطقت و سألت كيف حدث هذا ؟
اجابني احدهم لقد سقط في حوض الماء ،
ما معنى هذا ؟
موكد هناك خطأً ما منزلنا ليس فيه حوض
و لقد كانت جدته هنا
حوض اي حوض ؟
ـــ حوض بيت السيد صادق لقد سقط هناك
ـــ مات؟
سكوت ، صرخت و قلت
ـــ مات ؟....
لقد فقدته و بهذه السهولة لماذا ؟
الأطفال الذي كانوا بعمره ما زالوا بصحة جيدة
و هم الان في احضان امهاتهم
الان الجميع سيرجعون الى بيتهم و هم سعداء
لانّ هذه الكارثة لم تحل عليهم لقد حلّت علي انا ،
انا هنا وحيدة مرمية
و ايضا لا استطيع الانجاب مرة اخرى اااااااه ،
كنت على وشك السقوط على الارض احدهم امسكني
و قال اذهبوا لإحضار زوجها فهي ليست بخير
لم اكن اعرف ماذا كان يجري ،
فالعزاء و هذه الحالات لا يستطيع بأن يصفها ويصعب شرحها .
قبل مجيئ احمد قد كانوا اخذوني الى داخل الغرفة
أتى احمد و دخل الغرفة كانت عيناه حمراء
كنت اشعر بالإشمئزاز من نفسي
لماذا لا يدعونني اذهب الى الخارج قلت
ـــ احمد اجلبه الى هنا في الخارج الجو بارداً
وكنت قد مددت يدي نحوه و اترجاه ،
و احمد و بعيناه الحمراء و يبدوا انه قد كان يتألم كثيراً
اقترب و إتكأ على الجدار
و من دون أن ينطق بكلمة ظل يحدق بي .
أنتظروا الجزء الرابع عشر :
رد: مأساة مريم ( قصة حقيقية ) سأرويها لكم على حلقات
الجزء الرابع عشر :
كان البيت موحشاً و مظلماً و يغطيه الأسى و الحزن 0
والدة زوجي في زاوية من الحديقة و انا في الزاوية الاخرى
احمد لم يكن يتحمل و كان يخرج من البيت
كنت اتمنى أن يكون بقربي لكي أضع رأسي على كتفيه و ابكي
و هو يهديني و يشاركني الألم و يمنحني الهدوء و الأمان
كنت أتمنى ان اقول له احمد يكاد الحزن يقتلني ،
أنقذني ، كنت اتمنى أن يرد علي ويقول لي لا يا مرمر لا تفعلي هذا بنفسك
كنت اتمني أن أراه في الليل و أن يكون مستيقظاً مثلي ويحدق في السقف وأن أرى دموعه و من دون صوت تتساقط على المخده
ولكن احمد لم يكن هنا ، لم يكن سنداً لي و كأني معلقة
بين ما بين الأرض والسماء .
أتت الدادا ، سمعتها تتحدث مع والدو زوجي ،
كان قد مضى على وفاة ابني15 يوماً
رأيتها والدموع تتساقط من عينها تأتي إلي من دون أن تقول شيئاً أخذتني في أحضانها وقلت:
ـــ آآآآآه، دادا،دادا،دادا
وسالت دموعي ، في الغروب ذهبت الدادا ولكن لقد رجعت بسرعة
ـــ دادا عزيزتي لماذا رجعتي ؟
ـــ رجعت لكي ابقى معك يوم أواكثر
ـــ ماذ قالت والدتي ؟
ـــ ماذا ستقول يا حسرة ؟ انها حزينة جداً
ـــ ماذا عن والدي؟
ـــ جالس في الغرفة وحيداً ولا يقول شيئاً ووجهه شاحباً
لقد انصدم من الخبر
في الليل نامت معي واحمد نام في الغرفة المجاورة ،
كنت اتنهد وأبكي ولقد كنت أشكي لها همومي
وأفرغ لها ما بقلبي من هموماً
ـــ دادا لقد كانت يداه تؤلمه ، دادا عندما كان يتفوه بالألفاظ البذيئة كنت اضربه على فمه الصغير ...
دادا عندما كنت اتشاجر مع احمد كان يخاف ويبدأ بالبكاء
... دادا لم يكن عندنا حلوى لكي اعطيه.
قالت الدادا وهي تبكي :
ـــ يكفي يا مريم ، انت ستقتلين نفسك يا عزيزتي
الحزن والهموم دائماً كانت تقضي علي ابكي عند تناولي للطعام
أتذكره أين هو الان هل هو وحيد ؟آآآآآه يادادا!
لقد كنت اتجنب النظر الى والدتةزوجي
واحمد ايضاً لم يعد يكلمها اكثر من مئة مرة
قلت لها لا تدعي الطفل يتجول في الزقاق
لم اعد ارغب بالمرور من جنب بيت السيد الصادق
، هناك ، مكان مقتل ولدي ، في الليل بصعوبة استطيع النوم و أي نوم ؟
كنت اريد النوم و لكني بالخوف من النوم
عندما انام اراه في منامي وعندما اكون مستيقظة
اراه امام عيناي و صوت جدته مازال يرن في اذني ، صغيري.. صغيري ... ااااااه أين انت يا حبيبي ااااااه كم افتقدك
مضت ثلاثه شهور شيئاً فشيئاً بدأت امواج الامي و عذابي تهدأ
كانت الحياه عادية و هادئه و لكنها قد تركت خلفها جرحاً عميقاً في قلبي الذي كان و بأي سبب يطفح و يجعل روحي تتألم و تتمزق كان ألماً يصعب وصفه
كنت اتمنى بأن لا يعرفه اي انسان
لقد خف حزن احمد قبلي و في يوم من الايام و في الصباح رأيته بكامل أناقته يستعد للخروج ، لا اعرف كيف يستطيع عمل ذلك ؟و بينما طفلنا .... اااااه و أنا لم اكن استطيع
ان افعل مثله ، كيف كنت استطيع أنا هنا مرحه و بينما كان طفلي هناك ...
لا لا استطيع ، لم يكن بيدي
مضت شهور و انا ما زلت على حالي منطوية على نفسي
و لا اعرف متى كان يأتي الصيف و يمضي و متى الشتاء.
و في ليلة من الليالي كنا انا و احمد جالسين في الغرفة و انا كنت مشغولة بالحياكة و لم يعد لي الا هذا العمل لكي اشغل نفسي .
كان احمد جالساً و انا كنت انظر اليه بدقة
و كأني أراه بعد غياب طويل كم كان قد تغير و في الآونة الاخيرة
قد اصبح يدخن و فمه دائما كان يفوح منه رائحة المشروب
كان هادئاً و لا يبالي بشيء حدق الي و من ثم نهض من مكانه
و ذهب و احضر قلم وورقة و حبر جلس امامي و بد أ بالكتابة
سألته
ـــ احمد ماذا تكتب؟
ادار الورقة لكي أقرأها كان نفس بيت الشعر الذي كتبه لي اول مرة
و دائماً كان يكتبه
<< دل ميرودزدستم،صاحبدلان خدا را>>
ـــ كم تحب هذا الشعر ؟! فأنت قد كتبت واحداً من قبل
و أشرت بيدي على الجدار ضحك و قال
ـــ احب ان اكتبه مرة واحدة بعد مرور كل سنة
بعد كتابته وضعه على الطاوله لكي يجف ،
و في الصباح عندما استيقظت من النوم
لم تكن لدي رغبةً في النهوض و لا أملاً اعيش من اجله في هذه الحياة
كان ظهراً عندما استيقظت و نهضت من الفراش ،
لم أرى الورقة على الطاولة ، كان احمد قد أخذها معه
كان نهاية الشتاء ، أتت الدادا ، كنا جالسين في الغرفة
و نشرب الشاي ، ما إن أراها تنفتح جروحي و ابدأ بالبكاء
كانت تقول الدادا
ـــ يكفي يا عزيزتي لماذا تعذبين نفسك ؟ متى ستكفين عن هذا ؟
ـــ دادا عزيزتي جرحي و ألمي ليس بواحد فأنا لم أعد استطيع الانجاب مرة اخرى
قالت الدادا و من دون ان تقصد
ـــ افضل . الحمدلله ، مع هذا الزوج عديم المسئولية ....
و سكتت
ـــ ماذا ؟
ـــ لا شيء انا لم اقل شيئاً لا تهتمي لي
ـــ اخبريني دادا اعرف انك تعرفين شيئاً
ـــ من أين سأعرف هكذا قلت شيئاً
نظرت اليها و بصوتٍ عالي قلت لها
ـــ دادا تكلمي
ـــ ماذا اقول؟ لا يوجد شيئاً لأقول
إمرأة قد اخبرتني إنها عندما كانت تمر من جنب دكان
احمد تقول انها قد رأت شيئاً
ـــ مثل ماذا؟
ـــ لا اعرف فقط هذا الذي قالته ،
مريم ارجوك لا تخبري احمد بما اخبرتك قد يكون هذا الكلام غير صحيح
ـــ أعرف هذا أنا لست صغيرة يا دادا
من البداية كنت اشعر بأن هناك أمراً غريباً
و لكن كان قلبي يرفض التصديق ،
كنت افهم من غيابه المتكرر عن البيت و من مظهره
و الاهتمام بنفسه و من كتابته ذلك الشعر ....
تناولت الغداء و احمد لم يكن في المنزل تظاهرت بالنوم ووالدته ايضا كانت نائمة بغرفتها بهدوء و من دون أن اصدر اي ضجة
اخذت عبائتي و حذائي و خرجت على اصابعي الى الحديقة
و هناك ارتديت عبائتي و حذائي ووضعت الخمار على وجهي و غطيته
و توجهت الى دكان احمد ، لم اصادف احداً في الزقاق وصلت الى جنب الدكان وسمعت صوت المنشار و لم ارى شيئاً غريبا اردت الرجوع الى البيت و في طريقي رأيت فتاة قصيرة و سمينة و قد كانت كاشفة عن وجهها مرت من جنبي و اقتربت من الدكان بعدها لم اعد اسمع صوت المنشار
اقتربت اكثر سمعت ضحكتها ثم وقفت لبضع دقائق شعرت بقلبي يتحطم ، لقد كان موت ابني اخر ضربة يتلقاها حبنا و بسيفٍ حاد فصل قلبينا الى نصفين
و الان و بهذا تصرفه الوقح يضع الملح على جرحي بعد فترة
خرجت من الدكان مرت من جواري كم كانت قبيحة الوجه
تعقبتها الى ان دخلت منزلاً بعدها تحريت عنها من تكون ،
لقد كانت فتاة سيئة السمعة لم تكن محترمة و جاهلة هي و اهلها ،
كانت تدعى معصومه .
و رجعت الى المنزل كنت اريد الرجوع بسرعة و كنت متعجبة من نفسي ،
في الحقيقة لست متضايقة ابداً من هذا الشئ
و كأني كنت بعيدة عن كل شيء و كأن هذه المسئلة لا تخصني
و لا تتعلق بي قلبي قد اصبح كالحجر ،
فالحزن و الفرح يتعلق بالناس الذين توجد في أجسادهم روحاً للناس الأحياء و الذين عندهم هدف و أمل في هذه الحياة
و انا قد فقدت قوة ادراكي و احساسي لم اكن مبالية بشيء
و بعيدة عن هذا العالم ،
ماذا كنت اريد أقوى من هذه الضربة التي وجهت لي
و التي هي موت ابني ،
كان قلبي مليئاً بالهموم و لقد نسيت مانوع الحياة
و كيف هي من دون آلام و هموم ،
لقد كان الشارع شيئاً فشيئاً يبدأ بالإزدحام كنت أرى الناس و أطفالهم
و لكن أين هو الماس لم يكن موجوداً ااااااااه
وصلت الى المنزل دخلت الى الحديقة
و حاولت بأن لا يقع نظري على المكان الذي كان منذ اشهر ابني ممدداً فيه
و تحت قماشاً ابيض
لم يكن من داعي لأتجنب النظر لأنه قد ظهرت والدة زوجي امامي
وبدأت بطرح الأسئلة
ـــ أين كنتي ؟
ـــ في الخارج
رفعت رأسي و حاولت العبور من امامها سألتني
ـــ قلت لكي اين كنتي ؟
ـــ و ما دخلك ، سيدتي هل انا سجينتك ؟
ـــ لقد امر زوجك بأن كل من يخرج أو يدخل هذا المنزل
يجب ان يكون بإذناً مني ،
الا يجب أن اعرف ما الذي يجري هنا ؟
ابني المسكين الا يجب ان يعرف ماذا يدور في منزله و ماذا يجري ؟
ـــ منزله ؟ من متى قد اصبح هو صاحب هذا المنزل ،
انت مخطئة فهذا منزلي انا ، سيدتي لقد نسيتي هذا الشيء بسرعة
دهشت من ردي لها و لكنها لم تستسلم
ـــ لا تحاولي تغير الموضوع اخبريني اين كنتي؟
ـــ لو كنتي و بنصف هذه المراقبة التي تراقبينني بها الان
قد اهتممتي او راقبتي حفيدك لكان الان ما زال على قد الحياة
ردت علي و بينما كانت تقلدني قالت
ـــ و انت ايضاً عوضا من ان تذهبي لإنزال جنينك
و كنتي حقاً قد ذهبتي الى الحمام لكان الان بيتكي مليئاً بالاطفال
لقد صوبت السهم في الهدف
و من مكانه اشتعل الغضب رفعت صوتي و بدأت بالصراخ
ـــ لا تخافي فالعروس الجديدة ستملئ المنزل لكي بالأطفال
و لأني رأيتها تنظر الي و هي مندهشة اضفت و قلت
ـــ هل حقاً تريدين ان تعلمي اين كنت ؟
ذهبت ارى العروس ذهبت اخطب لإبنك ،
مبروك ، ذهبت و خطبت معصومة خانم لإبنك ،
حقاً ابنك قد اختار المرأة المناسبة و التي تليق بكم
ـــ هذا الكلام لا ينطبق على ولدي المسكين هو من الصباح و حتى الغروب يشقى و يتعب ...
قاطعتها و قلت
ـــ انا بنفسي قد رأيت و بهذه عيناي الإثنتان قد رأيت ،
لقد كانوا معاً في الدكان
أطمأنت و كأنها أيضاً قد فرحت قالت و هي تضحك
ـــ اهااا ...! إذن انت متضايقة من هذا ،
من ان يوجد شخصاً في دكانه و يتكلم معه
و لكن هذه ليست المرة الاولى الذي يفعل هذا الشيء
إن كانوا الفتيات هن الاواتي يذهبن اليه
ما ذنبه هو فهو شاباً ووسيما و هن اللواتي يركضن خلفه
من بنات الطبقة المخملية الى الطبقه السفلى
لقد كان كلامها كله تجريح
ـــ فليذهب و يتزوجها فهذا الصنف يليق بكم كوثر ام هذه الفتاة
التي لا تستطيع حتى بأن تكتب اسمها
و ابنك يذهب و يكتب لها الشعر لقد اصبح سيئ الطباع
انا اتمنى من ربي ان يتزوج هذه الفتاة
لكي تعرفوا قد ناسبتم من ،
ابنك لا يعرف ما هي الأسرة المحترمة
يجب لشخصاً ان يعلمه هذا الشيء
انا قد تعبت كل ما قلتوه و كل ما فعلتوه بي ظليت صامتة
و لم اشتكي او اتذمر ،
الان ناسبوا من يعلمونكم الاحترام و الادب
ـــ و ما ذنب ولدي يبدوا انّ الفتاة هي التي تجري خلفه
الم تكوني انت ايضاً قد فعلتي نفس الشيء
و ولدي ماذا فعل لكي ؟
و انا ما الذي فعلته لكي ؟
و من الذي ارغمك على الزواج به ؟
الان هو لم يفعل شيئاً
لابد انه يريد الزواج مرة اخرى
و هذا يحق له لانه يريد ان يكون له سنداً
و انت لا تستطعين ان تقدمي له هذا الشيء ،
و حتى لو كان احمد لا يريد الزواج
انا بنفسي سأبحث له عن زوجة و ازوجه اياها
لم يعد من داعي لمتابعة النقاش معها
فهي لا تدع لي مجالاً للكلام اشعر بالإشمئزاز من نفسي
لأني اعيش بينهم ادرت ظهري لها
و بينما كنت اذهب الى الغرفة قلت
ـــ انظروا الي اتكلم مع من!
رجع احمد في الليل الى البيت
أخذته والدته الى الغرفة معها مضت نصف ساعة
و هو معها بعدها أتى الى الغرفة
و لم يكن على طبيعته قلت له
ـــ السلام عليكم
ـــ سلام ووجع ،
اليوم و في وقت العصر اين كنتي؟
ـــ هل والدتك قد قدمت لك تقريراً كاملاً ؟
ـــ قلت أين كنتي ؟
يتبع 0000
كان البيت موحشاً و مظلماً و يغطيه الأسى و الحزن 0
والدة زوجي في زاوية من الحديقة و انا في الزاوية الاخرى
احمد لم يكن يتحمل و كان يخرج من البيت
كنت اتمنى أن يكون بقربي لكي أضع رأسي على كتفيه و ابكي
و هو يهديني و يشاركني الألم و يمنحني الهدوء و الأمان
كنت أتمنى ان اقول له احمد يكاد الحزن يقتلني ،
أنقذني ، كنت اتمنى أن يرد علي ويقول لي لا يا مرمر لا تفعلي هذا بنفسك
كنت اتمني أن أراه في الليل و أن يكون مستيقظاً مثلي ويحدق في السقف وأن أرى دموعه و من دون صوت تتساقط على المخده
ولكن احمد لم يكن هنا ، لم يكن سنداً لي و كأني معلقة
بين ما بين الأرض والسماء .
أتت الدادا ، سمعتها تتحدث مع والدو زوجي ،
كان قد مضى على وفاة ابني15 يوماً
رأيتها والدموع تتساقط من عينها تأتي إلي من دون أن تقول شيئاً أخذتني في أحضانها وقلت:
ـــ آآآآآه، دادا،دادا،دادا
وسالت دموعي ، في الغروب ذهبت الدادا ولكن لقد رجعت بسرعة
ـــ دادا عزيزتي لماذا رجعتي ؟
ـــ رجعت لكي ابقى معك يوم أواكثر
ـــ ماذ قالت والدتي ؟
ـــ ماذا ستقول يا حسرة ؟ انها حزينة جداً
ـــ ماذا عن والدي؟
ـــ جالس في الغرفة وحيداً ولا يقول شيئاً ووجهه شاحباً
لقد انصدم من الخبر
في الليل نامت معي واحمد نام في الغرفة المجاورة ،
كنت اتنهد وأبكي ولقد كنت أشكي لها همومي
وأفرغ لها ما بقلبي من هموماً
ـــ دادا لقد كانت يداه تؤلمه ، دادا عندما كان يتفوه بالألفاظ البذيئة كنت اضربه على فمه الصغير ...
دادا عندما كنت اتشاجر مع احمد كان يخاف ويبدأ بالبكاء
... دادا لم يكن عندنا حلوى لكي اعطيه.
قالت الدادا وهي تبكي :
ـــ يكفي يا مريم ، انت ستقتلين نفسك يا عزيزتي
الحزن والهموم دائماً كانت تقضي علي ابكي عند تناولي للطعام
أتذكره أين هو الان هل هو وحيد ؟آآآآآه يادادا!
لقد كنت اتجنب النظر الى والدتةزوجي
واحمد ايضاً لم يعد يكلمها اكثر من مئة مرة
قلت لها لا تدعي الطفل يتجول في الزقاق
لم اعد ارغب بالمرور من جنب بيت السيد الصادق
، هناك ، مكان مقتل ولدي ، في الليل بصعوبة استطيع النوم و أي نوم ؟
كنت اريد النوم و لكني بالخوف من النوم
عندما انام اراه في منامي وعندما اكون مستيقظة
اراه امام عيناي و صوت جدته مازال يرن في اذني ، صغيري.. صغيري ... ااااااه أين انت يا حبيبي ااااااه كم افتقدك
مضت ثلاثه شهور شيئاً فشيئاً بدأت امواج الامي و عذابي تهدأ
كانت الحياه عادية و هادئه و لكنها قد تركت خلفها جرحاً عميقاً في قلبي الذي كان و بأي سبب يطفح و يجعل روحي تتألم و تتمزق كان ألماً يصعب وصفه
كنت اتمنى بأن لا يعرفه اي انسان
لقد خف حزن احمد قبلي و في يوم من الايام و في الصباح رأيته بكامل أناقته يستعد للخروج ، لا اعرف كيف يستطيع عمل ذلك ؟و بينما طفلنا .... اااااه و أنا لم اكن استطيع
ان افعل مثله ، كيف كنت استطيع أنا هنا مرحه و بينما كان طفلي هناك ...
لا لا استطيع ، لم يكن بيدي
مضت شهور و انا ما زلت على حالي منطوية على نفسي
و لا اعرف متى كان يأتي الصيف و يمضي و متى الشتاء.
و في ليلة من الليالي كنا انا و احمد جالسين في الغرفة و انا كنت مشغولة بالحياكة و لم يعد لي الا هذا العمل لكي اشغل نفسي .
كان احمد جالساً و انا كنت انظر اليه بدقة
و كأني أراه بعد غياب طويل كم كان قد تغير و في الآونة الاخيرة
قد اصبح يدخن و فمه دائما كان يفوح منه رائحة المشروب
كان هادئاً و لا يبالي بشيء حدق الي و من ثم نهض من مكانه
و ذهب و احضر قلم وورقة و حبر جلس امامي و بد أ بالكتابة
سألته
ـــ احمد ماذا تكتب؟
ادار الورقة لكي أقرأها كان نفس بيت الشعر الذي كتبه لي اول مرة
و دائماً كان يكتبه
<< دل ميرودزدستم،صاحبدلان خدا را>>
ـــ كم تحب هذا الشعر ؟! فأنت قد كتبت واحداً من قبل
و أشرت بيدي على الجدار ضحك و قال
ـــ احب ان اكتبه مرة واحدة بعد مرور كل سنة
بعد كتابته وضعه على الطاوله لكي يجف ،
و في الصباح عندما استيقظت من النوم
لم تكن لدي رغبةً في النهوض و لا أملاً اعيش من اجله في هذه الحياة
كان ظهراً عندما استيقظت و نهضت من الفراش ،
لم أرى الورقة على الطاولة ، كان احمد قد أخذها معه
كان نهاية الشتاء ، أتت الدادا ، كنا جالسين في الغرفة
و نشرب الشاي ، ما إن أراها تنفتح جروحي و ابدأ بالبكاء
كانت تقول الدادا
ـــ يكفي يا عزيزتي لماذا تعذبين نفسك ؟ متى ستكفين عن هذا ؟
ـــ دادا عزيزتي جرحي و ألمي ليس بواحد فأنا لم أعد استطيع الانجاب مرة اخرى
قالت الدادا و من دون ان تقصد
ـــ افضل . الحمدلله ، مع هذا الزوج عديم المسئولية ....
و سكتت
ـــ ماذا ؟
ـــ لا شيء انا لم اقل شيئاً لا تهتمي لي
ـــ اخبريني دادا اعرف انك تعرفين شيئاً
ـــ من أين سأعرف هكذا قلت شيئاً
نظرت اليها و بصوتٍ عالي قلت لها
ـــ دادا تكلمي
ـــ ماذا اقول؟ لا يوجد شيئاً لأقول
إمرأة قد اخبرتني إنها عندما كانت تمر من جنب دكان
احمد تقول انها قد رأت شيئاً
ـــ مثل ماذا؟
ـــ لا اعرف فقط هذا الذي قالته ،
مريم ارجوك لا تخبري احمد بما اخبرتك قد يكون هذا الكلام غير صحيح
ـــ أعرف هذا أنا لست صغيرة يا دادا
من البداية كنت اشعر بأن هناك أمراً غريباً
و لكن كان قلبي يرفض التصديق ،
كنت افهم من غيابه المتكرر عن البيت و من مظهره
و الاهتمام بنفسه و من كتابته ذلك الشعر ....
تناولت الغداء و احمد لم يكن في المنزل تظاهرت بالنوم ووالدته ايضا كانت نائمة بغرفتها بهدوء و من دون أن اصدر اي ضجة
اخذت عبائتي و حذائي و خرجت على اصابعي الى الحديقة
و هناك ارتديت عبائتي و حذائي ووضعت الخمار على وجهي و غطيته
و توجهت الى دكان احمد ، لم اصادف احداً في الزقاق وصلت الى جنب الدكان وسمعت صوت المنشار و لم ارى شيئاً غريبا اردت الرجوع الى البيت و في طريقي رأيت فتاة قصيرة و سمينة و قد كانت كاشفة عن وجهها مرت من جنبي و اقتربت من الدكان بعدها لم اعد اسمع صوت المنشار
اقتربت اكثر سمعت ضحكتها ثم وقفت لبضع دقائق شعرت بقلبي يتحطم ، لقد كان موت ابني اخر ضربة يتلقاها حبنا و بسيفٍ حاد فصل قلبينا الى نصفين
و الان و بهذا تصرفه الوقح يضع الملح على جرحي بعد فترة
خرجت من الدكان مرت من جواري كم كانت قبيحة الوجه
تعقبتها الى ان دخلت منزلاً بعدها تحريت عنها من تكون ،
لقد كانت فتاة سيئة السمعة لم تكن محترمة و جاهلة هي و اهلها ،
كانت تدعى معصومه .
و رجعت الى المنزل كنت اريد الرجوع بسرعة و كنت متعجبة من نفسي ،
في الحقيقة لست متضايقة ابداً من هذا الشئ
و كأني كنت بعيدة عن كل شيء و كأن هذه المسئلة لا تخصني
و لا تتعلق بي قلبي قد اصبح كالحجر ،
فالحزن و الفرح يتعلق بالناس الذين توجد في أجسادهم روحاً للناس الأحياء و الذين عندهم هدف و أمل في هذه الحياة
و انا قد فقدت قوة ادراكي و احساسي لم اكن مبالية بشيء
و بعيدة عن هذا العالم ،
ماذا كنت اريد أقوى من هذه الضربة التي وجهت لي
و التي هي موت ابني ،
كان قلبي مليئاً بالهموم و لقد نسيت مانوع الحياة
و كيف هي من دون آلام و هموم ،
لقد كان الشارع شيئاً فشيئاً يبدأ بالإزدحام كنت أرى الناس و أطفالهم
و لكن أين هو الماس لم يكن موجوداً ااااااااه
وصلت الى المنزل دخلت الى الحديقة
و حاولت بأن لا يقع نظري على المكان الذي كان منذ اشهر ابني ممدداً فيه
و تحت قماشاً ابيض
لم يكن من داعي لأتجنب النظر لأنه قد ظهرت والدة زوجي امامي
وبدأت بطرح الأسئلة
ـــ أين كنتي ؟
ـــ في الخارج
رفعت رأسي و حاولت العبور من امامها سألتني
ـــ قلت لكي اين كنتي ؟
ـــ و ما دخلك ، سيدتي هل انا سجينتك ؟
ـــ لقد امر زوجك بأن كل من يخرج أو يدخل هذا المنزل
يجب ان يكون بإذناً مني ،
الا يجب أن اعرف ما الذي يجري هنا ؟
ابني المسكين الا يجب ان يعرف ماذا يدور في منزله و ماذا يجري ؟
ـــ منزله ؟ من متى قد اصبح هو صاحب هذا المنزل ،
انت مخطئة فهذا منزلي انا ، سيدتي لقد نسيتي هذا الشيء بسرعة
دهشت من ردي لها و لكنها لم تستسلم
ـــ لا تحاولي تغير الموضوع اخبريني اين كنتي؟
ـــ لو كنتي و بنصف هذه المراقبة التي تراقبينني بها الان
قد اهتممتي او راقبتي حفيدك لكان الان ما زال على قد الحياة
ردت علي و بينما كانت تقلدني قالت
ـــ و انت ايضاً عوضا من ان تذهبي لإنزال جنينك
و كنتي حقاً قد ذهبتي الى الحمام لكان الان بيتكي مليئاً بالاطفال
لقد صوبت السهم في الهدف
و من مكانه اشتعل الغضب رفعت صوتي و بدأت بالصراخ
ـــ لا تخافي فالعروس الجديدة ستملئ المنزل لكي بالأطفال
و لأني رأيتها تنظر الي و هي مندهشة اضفت و قلت
ـــ هل حقاً تريدين ان تعلمي اين كنت ؟
ذهبت ارى العروس ذهبت اخطب لإبنك ،
مبروك ، ذهبت و خطبت معصومة خانم لإبنك ،
حقاً ابنك قد اختار المرأة المناسبة و التي تليق بكم
ـــ هذا الكلام لا ينطبق على ولدي المسكين هو من الصباح و حتى الغروب يشقى و يتعب ...
قاطعتها و قلت
ـــ انا بنفسي قد رأيت و بهذه عيناي الإثنتان قد رأيت ،
لقد كانوا معاً في الدكان
أطمأنت و كأنها أيضاً قد فرحت قالت و هي تضحك
ـــ اهااا ...! إذن انت متضايقة من هذا ،
من ان يوجد شخصاً في دكانه و يتكلم معه
و لكن هذه ليست المرة الاولى الذي يفعل هذا الشيء
إن كانوا الفتيات هن الاواتي يذهبن اليه
ما ذنبه هو فهو شاباً ووسيما و هن اللواتي يركضن خلفه
من بنات الطبقة المخملية الى الطبقه السفلى
لقد كان كلامها كله تجريح
ـــ فليذهب و يتزوجها فهذا الصنف يليق بكم كوثر ام هذه الفتاة
التي لا تستطيع حتى بأن تكتب اسمها
و ابنك يذهب و يكتب لها الشعر لقد اصبح سيئ الطباع
انا اتمنى من ربي ان يتزوج هذه الفتاة
لكي تعرفوا قد ناسبتم من ،
ابنك لا يعرف ما هي الأسرة المحترمة
يجب لشخصاً ان يعلمه هذا الشيء
انا قد تعبت كل ما قلتوه و كل ما فعلتوه بي ظليت صامتة
و لم اشتكي او اتذمر ،
الان ناسبوا من يعلمونكم الاحترام و الادب
ـــ و ما ذنب ولدي يبدوا انّ الفتاة هي التي تجري خلفه
الم تكوني انت ايضاً قد فعلتي نفس الشيء
و ولدي ماذا فعل لكي ؟
و انا ما الذي فعلته لكي ؟
و من الذي ارغمك على الزواج به ؟
الان هو لم يفعل شيئاً
لابد انه يريد الزواج مرة اخرى
و هذا يحق له لانه يريد ان يكون له سنداً
و انت لا تستطعين ان تقدمي له هذا الشيء ،
و حتى لو كان احمد لا يريد الزواج
انا بنفسي سأبحث له عن زوجة و ازوجه اياها
لم يعد من داعي لمتابعة النقاش معها
فهي لا تدع لي مجالاً للكلام اشعر بالإشمئزاز من نفسي
لأني اعيش بينهم ادرت ظهري لها
و بينما كنت اذهب الى الغرفة قلت
ـــ انظروا الي اتكلم مع من!
رجع احمد في الليل الى البيت
أخذته والدته الى الغرفة معها مضت نصف ساعة
و هو معها بعدها أتى الى الغرفة
و لم يكن على طبيعته قلت له
ـــ السلام عليكم
ـــ سلام ووجع ،
اليوم و في وقت العصر اين كنتي؟
ـــ هل والدتك قد قدمت لك تقريراً كاملاً ؟
ـــ قلت أين كنتي ؟
يتبع 0000
رد: مأساة مريم ( قصة حقيقية ) سأرويها لكم على حلقات
ـــ و لا مكان كنت قد شعرت بالملل و خرجت لكي اتمشى
و بعدها جئت الى الدكان و رأيت معصومه خانم هناك قلت لنفسي لن ازعجكم
استغرب و دهش من ردي لم يكن يتوقع إني قد اعرف كل هذه المعلومات قال
ـــ إذن هكذا لقد كنتي تتجسسين علي
ـــ عاجلاً أم آجلاً كنت سأعرف عندما ستحضر العروس الى المنزل
التفت ناحية والدة زوجي و قلت
ـــ هل تعرفين سيدتي ، انّ معصومه ساقطة و تليق لإبنك
اقترب احمد مني و ركلني و قال
ـــ لا تدعيني اوسعك ضرباً و ركلاً
لقد تعودت على هذا منه ومن دون ان ابالي بالركلة قلت
ـــ كنت ارى السيد لا يذهب الى الدكان في الصباح
و بل كان يذهب في الظهر لأنه كان يرتب مواعيد
ـــ أجل افعل موتى غيظاً و حسرة و هل مازال عندك كلام ؟
ـــ انا لا ، لا كلام عندي ربما اهل معصومه خانم عندهم كلام
رأيت و بوضوح الخوف في عيناه اقترب و قال
ـــ تستطيعين ان تذهبي و تحضري لي معركة معهم
إن مرة اخرى سمعتك تتكلمين عنهم ،
سأضربك على فمك و أجعلك تفقدين أسنانك
تدخلت والدته و قالت
يتبع 0000
و بعدها جئت الى الدكان و رأيت معصومه خانم هناك قلت لنفسي لن ازعجكم
استغرب و دهش من ردي لم يكن يتوقع إني قد اعرف كل هذه المعلومات قال
ـــ إذن هكذا لقد كنتي تتجسسين علي
ـــ عاجلاً أم آجلاً كنت سأعرف عندما ستحضر العروس الى المنزل
التفت ناحية والدة زوجي و قلت
ـــ هل تعرفين سيدتي ، انّ معصومه ساقطة و تليق لإبنك
اقترب احمد مني و ركلني و قال
ـــ لا تدعيني اوسعك ضرباً و ركلاً
لقد تعودت على هذا منه ومن دون ان ابالي بالركلة قلت
ـــ كنت ارى السيد لا يذهب الى الدكان في الصباح
و بل كان يذهب في الظهر لأنه كان يرتب مواعيد
ـــ أجل افعل موتى غيظاً و حسرة و هل مازال عندك كلام ؟
ـــ انا لا ، لا كلام عندي ربما اهل معصومه خانم عندهم كلام
رأيت و بوضوح الخوف في عيناه اقترب و قال
ـــ تستطيعين ان تذهبي و تحضري لي معركة معهم
إن مرة اخرى سمعتك تتكلمين عنهم ،
سأضربك على فمك و أجعلك تفقدين أسنانك
تدخلت والدته و قالت
يتبع 0000
رد: مأساة مريم ( قصة حقيقية ) سأرويها لكم على حلقات
ـــ في الآونة الاخيرة قد أصبح لسانها طويلاً جداً ،
بيتي ، دكاني، البيت ملكي انا، و الدكان ملكي انا و احمد ليس لديه شيئاً
و لا اعرف ماذا
التفت احمد الي و قال
ـــ حقاً قد قلتي هذا الكلام؟
التفت الى والدته وسألتها
ـــ هل انا ذكرت الدكان ؟
ـــ لا لم تذكري و لكن تكلمتي عن زواج احمد
احمد كان صامتاً و يتجول في الغرفة و بعد فترة قال
ـــ ومن قال لكي بأني سأتزوج ؟
ـــ من قال ؟ والدتك التي تقول اني عاجزة عن الإنجاب ...
ولم أحتمل و أضفت و انا أبكي
ـــ تقول انّ احمد يريد سنداً له ،
و انا ايضاً قد رأيت الفتاة بنفسي امام الدكان و كانت تكلمك
قالت والدته
ـــ يالك من مدللــه و ما ارق قلبك ...
التفت احمد الى والدته و قال
ـــ اذهبي الى غرفتك فأنت سبب كل هذه المشاكل
ذهبت و بعدها جلس احمد في زاوية من الغرفة ووضع رأسه بين ذراعيه
و بعدها بصوت هادئ و منخفض و كأن يتكلم مع نفسه قال
ـــ لم يمر يوم و انا آتي هذه الحثالة و لا يكون صراخاً و شجاراً
و لم تمر ليلة و أضع رأسي على المخدة مرتاح البال
مريم لماذا لا تدعينا نعيش حياتنا بسلام ؟
ـــ انا لا ادع ، انت لماذا كل يوم تركض خلف واحدة
فبعذر العمل تبقى في الدكان و تفعل ما تشاء
قل لي ما هو عيبي ؟ هل انا عمياء ؟صماء ؟أم ماذا ؟
تكتب الشعر وتأخذه الى تلك الفتاة الذي شكلها كالبومة
ـــ من قال لك بأني قد اهديتها شعراً ؟
انت بنفسك قلتي بأنها تشبه البومة
و هي تأتي جنب الدكان و تتحرش بي والله
و بالله انا احسب حساب أشقائها فمرتين قد ذهبت برفقتهما الى الحمام
و في مرة هذه الفتاة قد احضرت لي رسالة من شقيقاها الى الدكان
و هذا كل شيء و من حينها لا تدعني و شأني
و في كل مرة و بأي عذر تأتي الى الدكان ،
الان انتي تريدين أن لا أتاخر في الدكان ،
حاضر لن أتأخر وسأرى هل سيكون لكي عذراً آخراً ام لا ،
و هل انا اتركك انت و بقولك و بهذا الجمال و الكمال و ابنه بصير الملك
و اذهب خلف فتاة لا تساوي شيئاً أين ذهب عقلك يا مرمر
لن أتأخر مرة اخرى لقد تبت هل ارتحتي الان ؟
خجلت و لم اقل له اني بنفسي قد رأيتك انت تمسك ذراعها
و تجرها الى داخل الدكان ،
مازلت اريد ان اعيش ،
الان ان كان هو قد اعترف بغلطته فيجب انا ايضا ان التزم الصمت
و اسامحه
اقترب و جلس بجواري و قال
ـــ الا تريدين ان تسكبي لي الشاي
سكبت له الشاي ووضعته امامه و لقد كنت متوترة جداً
و يداي ترتجفان امسك يداي و قبلهما و قال
ـــ انظري ماذا تفعلين بنفسك انت تعذبينني انا ايضاً معك
عندما اراك و انت مهمومة و حزينة
فكري في انا ايضاً انا لست من حجر من ناحية ابني
و ناحية اخرى زوجتي التي اراها شيئا فشيئاً تتلاشى
و تنتهي امام عيناي
مرة اخرى عيناي اذرفت الدموع و تذكرت ابني
ـــ والدتك تقول انها تريد ان تزوجك
تقول اريد ان يكون لولدي سنداً تقول .....
ـــ والدتي مخطئة ،
انا ان كنت اريد طفلاً اريده منك ، منك انت
و ليس من اي إمرأة اخرى انا اريدك انت مرمر حبيبتي ،
اريد الانجاب منك انت وحدك
لما الان لا تفهمي هذا الشيء ؟
انا اتزوج و انت تتعذبين ، لا، لا مرمر
أنا لست الى هذا الحد عديم الشرف و الرحمة
سنبقى معاً و معاً الى الابد ما دمنا أحياء سنبقى معاً
عندما اكون قد مت ستحررين مني و سترتاحين مني
فقط بعض الاحيان تعالي و إقرائي الفاتحة على قبري
رميت نفسي في احضانه و ضممته بقوة
و كانت الدموع تسيل على وجهي قلت
ـــ لا تقل هذا يا احمد لا اريد ان يأتي ذلك اليوم
و إن أتي عسى أن يكون يومي قبل يومك
إن كنت تريد الزواج فأنا لا مانع لدي اذهب و تتزوج
تذكرت شهناز خانم زوجة منصور و قلت
ـــ أنا بنفسي سأذهب و ابحث لك عن زوجة
و لكن ليس من هذا الصنف من النساء بل فتاة محترمة
و من عائلة محترمة
ـــ دعيني و شأني يا مريم انا ماذا سأفعل بالزوجة ،
تكفيني زوجة واحدة انت و امي كالسكين و الجبن
لقد سلبتموني راحة البال
و ماذا ان انضافت اليكم واحدة ثالثة
لا انسي هذا الأمر و لا تذكريه امامي ،
اسكبي لنا الشاي لكي نشربه قبل ان يبرد
لقد زالت كل الهموم التي كانت تضغط على روحي ،
احسست بالراحة ، مرة اخرى اصبح طيباً معي ،
مرة اخرى كان ينظر الي بالنظرة التي كانت دائماً تسحرني ،
لقد أحيا كل الأحاسيس التي انا قد افتكرتها ماتت في داخلي
كنت اسيرة جسدي و كنت شابة جداً
و كان عمري 22 عاماً و لكن تجربتي مع الهموم
كانت تجربه شخص في الخمسين من عمره
افتكرت إن مع موت ابني انا أيضاً قد مت ،
ولكن لم يخطر على بالي إني مرة اخرى سأرتمي في احضان زوجي
و احس بحبه وبإن تستيقظ المشاعر التي قد تصورتها ماتت قال
ـــ انا ظننت انك قد تكوني عدلتي عن حبي و لم تعدي تحبينني
ـــ انت الذي لم تعد تحبني
ابتسم لي و شدّ يدي بقوة و حرارة و من شدة الحب
سالت دموعي كيف يكون صاحب هذا الوجه ان يكون سيئاً ؟
انا مخطئة انا التي كنت سيئة
انا التي كنت فقط افكر بنفسي
و ماذا فعلت لكي يفكر بهذه الطريقة بأني لا احبه قال
ـــ و في ذلك الوقت عندما ذهبتي و انزلتي جنينك
قلت مع نفسي من الممكن انها تكرهني و كنت دائماً اخاف ،
اخاف مرة اخرى و بعذر ذهابك الى الحمام
ان تذهبي و ترجعي الى المنزل
ـــ احمد ...!
و لكن البكاء لم يدعني اكمل أطفاء السيجارة
و استدار نحوي مسح دموعي و قال
ـــ هل تبكين ،اخجلي يا فتاة!
انا كنت ابكي وهو كان يحاول تهدئتي
و انا كنت استمتع بذلك و لكن مع هذا اشتد بكائي
و كأنه كان سداً أمام عيني و الان قد أنهار هذا السد ،
كانت الالام التي كانت بقلبي و الذي لم اجد احدا اتكلم معه
و افرغه له كانت هذه الالام قد انحلت و امتزجت مع دموعي
و كانت مداعباته لي كالبلسم الشافي على جروحي ،
إن مت في تلك اللحظة
و إن ربي اخذ روحي في تلك اللحظة
سأرحل و انا اسعد واحدة على هذه الارض
و ماذا كنت اريد اكثر من هذا ؟
لا اريد من ربي شيئاً اخر قلت
ـــ احمد لا تجعلني اتعذب مرة اخرى
فأنا لم اعد اتحمل المزيد و ليس لدي سواك ،
كن معي دائماً و لا تتركني وحيدة اتعذب مرة اخرى
قال و بمزحه
ـــ ماهذا الكلام ؟ ابنة بصير الملك ليس لديها احداً إن انت وحيدة
و لا احد لديك فماذا عن الناس المساكين ماذا يقولون ؟
لا تقولي هذا الكلام امام احداً الناس ستضحك عليك
انت تعرفين ان احمد الذي هو لا شيء
ليس لديه غير مريم خانم الثرية
من تواضعه لي و لأنه قد أقر بأنه اقل شأناً مني
تقطع قلبي و اشفقت عليه وشعرت بالإشمئزاز من نفسي
لقد كنت خجلة من معاملتي له
وضعت يدي امام فمه و قلت
ـــ احمد لا تقل ذلك كل ما املك هو انت ،
انت تساوي عندي كل كنوز الدنيا و اكثر من ذلك
و سأعيش معك على الحصير انا زوجتك و انت فخري و سروري
و رغماً عن كل الناس كل ما املك هو لك انت
انا بنفسي اردتك انت ان اصابك مكروه سوف اموت
انا فخورة بك كيف ما كنت ،
انا احببتك و اردتك و سأبقى على ذلك و انا لست نادمة
ـــ هل تقولين الصدق مرمر؟
ـــ اختبرني يا احمد ، اختبرني
ـــ لا تفعلي مرمر حبيبتي ، لا تفعلي بنفسك هكذا
أنا لا احتمل رويه دموعك الغالية يا غاليتي
مسح دموعي و قبلني و نظر الي و كأنه من سنوات لم يراني و قال
ـــ مرمر لقد اصبحتي نحيفة و تغير شكلك
ـــ هل اصبحت قبيحة ؟
ـــ لا مرمر انت اصبحتي إمرأة ، سيدة
و في الصباح عندما أراد الذهاب الى العمل
قال لوالدته و بصوت مرتفع لكي اسمعه انا
ـــ امي ، مرمر أينما أرادت الذهاب لتذهب لا اسمع مرة ثانية
بأنكي قد منعتيها ها!
كم كانت أيام جميلة ، أيام ممزوجة بالأحزان و الأفراح ،
احمد لم يعد يبقى الظهر في العمل و في الغروب كان يأتي الى المنزل
و لم يعد يشرب من تلك القذرات
أتت الدادا و أحضرت النقود و أنا وضعت النقود في المكان المعتاد
و لكن احمد لم يعد يلمسها ،
و كانت والدته تحترق غيضاً و حسداً
و انا كنت لا اهتم و لا ابالي بما تقول
و كنت سعيدة لأن احمد ايضاً لا يعرها اهتماماً ،
يجب أن أغلق النوافذ و انسى كل شيء و أرتمي في احضان احمد
أتت الدادا و ذهبنا معاً الى الخياطة لكي تخيط لي فستاناً ،
كانت الدادا فرحة لأجلي
و ذهبنا الى السوق لكي نشتري بعض الأغراض
، حذاء ، عطر ، بعض الإكسسوارات و ماكياج و كل هذا لليل ،
عندما يأتي احمد ، اذا كانت توجد جنة على الارض
أو يوجد مفهوم او معنى للسعادة ليس الا حب الزوجين ،
ليس الا حب الزوجة لزوجها و انتظارها له
و هي تعد الساعات و الثواني لوصوله الى البيت
و ايضا رغبة وصول الزوج الى البيت
و الى زوجته التي تنتظره
فعلاً قد تغير احمد كان عمره يقارب الثلاثين يبدوا إنه قد عاد الى صوابه
في ليلة من الليالي وصل احمد الى البيت و كان متعباً ،
شرب الشاي و قال
ـــ ماذا أرى .. ماذا أرى حبيبتي مرمر ما أجملها
ـــ لم اكن جميلة من قبل ؟
ـــ أصبحتي أجمل
قبلني و جلس في زاوية و غرق في افكاره سألته
ـــ احمد حبيبي هل أحضر العشاء ؟
سكت . و سألته مرة اخرى
ـــ لا تشعر بالجوع ؟
ـــ الحقيقة لا رغبه لدي
انت تناولي العشاء لوحدك
ـــ اذ انت لن تأكل انا أيضاً لا أريد ،
لماذا لا ترغب بالعشاء ، ما الذي حدث ؟
ـــ لالا أنا افكر و أتحسر على تعاستي
وقع قلبي من مكانه
ـــ ماذا حدث ؟ احمد استحلفك بالله تكلم ما الذي حصل ؟
افتح لي قلبك حبيبي ؟
قدماي اصبحت لا تحملاني ،
لا استطيع أن أتحمل مصيبة ثانية ، سكت و قال
ـــ و الله واحد نجار و من النجارين المشهورين
و من الذين يعملون في القصور و لدى الاشراف و الوزارات ،
أتى و رأى عملي وأعجبه
قال لي اريد ان اسلمك كل ما استلمه من طلبات
و ربع الذي سيعطوني إياه سيكون لك
و لكن صاحب الطلب يجب أن لا يعرف بهذا الامر
ـــ لماذا ؟
ـــ لأنهم يعرفونه و سلموه طلبهم لأجل مهارته و شهرته
و اذا عرفوا سيسحبون طلبهم
و هو الان يريد رأيي في الموضوع
و انا قلت له امنحني الفرصة لكي افكر
ـــ وافق إن اردت هذه فرصة ولا تعوض و لماذا انت تنتظر ؟
ـــ انا اريد أن اوافق
و لكن اذا ثلاث أو اربع مرات أستلمت بنفسي مثل هذه الطلبات
سيصبح اسمي على كل لسان و سأصبح مشهوراً
و لكن كل ما في الموضوع شريكي
يريد أن اساهم بالمال و انا لا املك المال
و انت تعرفين هذه الأعمال تحتاج خشب و كل الاغراض اللازمه
ـــ و كم يريد؟
ـــ أيّن كان المبلغ فأنا لا املكه
ـــ إذا يجب أن نفكر ، إقترض من احدهم يا احمد
أنتظروا الجزء الخامس عشر :
بيتي ، دكاني، البيت ملكي انا، و الدكان ملكي انا و احمد ليس لديه شيئاً
و لا اعرف ماذا
التفت احمد الي و قال
ـــ حقاً قد قلتي هذا الكلام؟
التفت الى والدته وسألتها
ـــ هل انا ذكرت الدكان ؟
ـــ لا لم تذكري و لكن تكلمتي عن زواج احمد
احمد كان صامتاً و يتجول في الغرفة و بعد فترة قال
ـــ ومن قال لكي بأني سأتزوج ؟
ـــ من قال ؟ والدتك التي تقول اني عاجزة عن الإنجاب ...
ولم أحتمل و أضفت و انا أبكي
ـــ تقول انّ احمد يريد سنداً له ،
و انا ايضاً قد رأيت الفتاة بنفسي امام الدكان و كانت تكلمك
قالت والدته
ـــ يالك من مدللــه و ما ارق قلبك ...
التفت احمد الى والدته و قال
ـــ اذهبي الى غرفتك فأنت سبب كل هذه المشاكل
ذهبت و بعدها جلس احمد في زاوية من الغرفة ووضع رأسه بين ذراعيه
و بعدها بصوت هادئ و منخفض و كأن يتكلم مع نفسه قال
ـــ لم يمر يوم و انا آتي هذه الحثالة و لا يكون صراخاً و شجاراً
و لم تمر ليلة و أضع رأسي على المخدة مرتاح البال
مريم لماذا لا تدعينا نعيش حياتنا بسلام ؟
ـــ انا لا ادع ، انت لماذا كل يوم تركض خلف واحدة
فبعذر العمل تبقى في الدكان و تفعل ما تشاء
قل لي ما هو عيبي ؟ هل انا عمياء ؟صماء ؟أم ماذا ؟
تكتب الشعر وتأخذه الى تلك الفتاة الذي شكلها كالبومة
ـــ من قال لك بأني قد اهديتها شعراً ؟
انت بنفسك قلتي بأنها تشبه البومة
و هي تأتي جنب الدكان و تتحرش بي والله
و بالله انا احسب حساب أشقائها فمرتين قد ذهبت برفقتهما الى الحمام
و في مرة هذه الفتاة قد احضرت لي رسالة من شقيقاها الى الدكان
و هذا كل شيء و من حينها لا تدعني و شأني
و في كل مرة و بأي عذر تأتي الى الدكان ،
الان انتي تريدين أن لا أتاخر في الدكان ،
حاضر لن أتأخر وسأرى هل سيكون لكي عذراً آخراً ام لا ،
و هل انا اتركك انت و بقولك و بهذا الجمال و الكمال و ابنه بصير الملك
و اذهب خلف فتاة لا تساوي شيئاً أين ذهب عقلك يا مرمر
لن أتأخر مرة اخرى لقد تبت هل ارتحتي الان ؟
خجلت و لم اقل له اني بنفسي قد رأيتك انت تمسك ذراعها
و تجرها الى داخل الدكان ،
مازلت اريد ان اعيش ،
الان ان كان هو قد اعترف بغلطته فيجب انا ايضا ان التزم الصمت
و اسامحه
اقترب و جلس بجواري و قال
ـــ الا تريدين ان تسكبي لي الشاي
سكبت له الشاي ووضعته امامه و لقد كنت متوترة جداً
و يداي ترتجفان امسك يداي و قبلهما و قال
ـــ انظري ماذا تفعلين بنفسك انت تعذبينني انا ايضاً معك
عندما اراك و انت مهمومة و حزينة
فكري في انا ايضاً انا لست من حجر من ناحية ابني
و ناحية اخرى زوجتي التي اراها شيئا فشيئاً تتلاشى
و تنتهي امام عيناي
مرة اخرى عيناي اذرفت الدموع و تذكرت ابني
ـــ والدتك تقول انها تريد ان تزوجك
تقول اريد ان يكون لولدي سنداً تقول .....
ـــ والدتي مخطئة ،
انا ان كنت اريد طفلاً اريده منك ، منك انت
و ليس من اي إمرأة اخرى انا اريدك انت مرمر حبيبتي ،
اريد الانجاب منك انت وحدك
لما الان لا تفهمي هذا الشيء ؟
انا اتزوج و انت تتعذبين ، لا، لا مرمر
أنا لست الى هذا الحد عديم الشرف و الرحمة
سنبقى معاً و معاً الى الابد ما دمنا أحياء سنبقى معاً
عندما اكون قد مت ستحررين مني و سترتاحين مني
فقط بعض الاحيان تعالي و إقرائي الفاتحة على قبري
رميت نفسي في احضانه و ضممته بقوة
و كانت الدموع تسيل على وجهي قلت
ـــ لا تقل هذا يا احمد لا اريد ان يأتي ذلك اليوم
و إن أتي عسى أن يكون يومي قبل يومك
إن كنت تريد الزواج فأنا لا مانع لدي اذهب و تتزوج
تذكرت شهناز خانم زوجة منصور و قلت
ـــ أنا بنفسي سأذهب و ابحث لك عن زوجة
و لكن ليس من هذا الصنف من النساء بل فتاة محترمة
و من عائلة محترمة
ـــ دعيني و شأني يا مريم انا ماذا سأفعل بالزوجة ،
تكفيني زوجة واحدة انت و امي كالسكين و الجبن
لقد سلبتموني راحة البال
و ماذا ان انضافت اليكم واحدة ثالثة
لا انسي هذا الأمر و لا تذكريه امامي ،
اسكبي لنا الشاي لكي نشربه قبل ان يبرد
لقد زالت كل الهموم التي كانت تضغط على روحي ،
احسست بالراحة ، مرة اخرى اصبح طيباً معي ،
مرة اخرى كان ينظر الي بالنظرة التي كانت دائماً تسحرني ،
لقد أحيا كل الأحاسيس التي انا قد افتكرتها ماتت في داخلي
كنت اسيرة جسدي و كنت شابة جداً
و كان عمري 22 عاماً و لكن تجربتي مع الهموم
كانت تجربه شخص في الخمسين من عمره
افتكرت إن مع موت ابني انا أيضاً قد مت ،
ولكن لم يخطر على بالي إني مرة اخرى سأرتمي في احضان زوجي
و احس بحبه وبإن تستيقظ المشاعر التي قد تصورتها ماتت قال
ـــ انا ظننت انك قد تكوني عدلتي عن حبي و لم تعدي تحبينني
ـــ انت الذي لم تعد تحبني
ابتسم لي و شدّ يدي بقوة و حرارة و من شدة الحب
سالت دموعي كيف يكون صاحب هذا الوجه ان يكون سيئاً ؟
انا مخطئة انا التي كنت سيئة
انا التي كنت فقط افكر بنفسي
و ماذا فعلت لكي يفكر بهذه الطريقة بأني لا احبه قال
ـــ و في ذلك الوقت عندما ذهبتي و انزلتي جنينك
قلت مع نفسي من الممكن انها تكرهني و كنت دائماً اخاف ،
اخاف مرة اخرى و بعذر ذهابك الى الحمام
ان تذهبي و ترجعي الى المنزل
ـــ احمد ...!
و لكن البكاء لم يدعني اكمل أطفاء السيجارة
و استدار نحوي مسح دموعي و قال
ـــ هل تبكين ،اخجلي يا فتاة!
انا كنت ابكي وهو كان يحاول تهدئتي
و انا كنت استمتع بذلك و لكن مع هذا اشتد بكائي
و كأنه كان سداً أمام عيني و الان قد أنهار هذا السد ،
كانت الالام التي كانت بقلبي و الذي لم اجد احدا اتكلم معه
و افرغه له كانت هذه الالام قد انحلت و امتزجت مع دموعي
و كانت مداعباته لي كالبلسم الشافي على جروحي ،
إن مت في تلك اللحظة
و إن ربي اخذ روحي في تلك اللحظة
سأرحل و انا اسعد واحدة على هذه الارض
و ماذا كنت اريد اكثر من هذا ؟
لا اريد من ربي شيئاً اخر قلت
ـــ احمد لا تجعلني اتعذب مرة اخرى
فأنا لم اعد اتحمل المزيد و ليس لدي سواك ،
كن معي دائماً و لا تتركني وحيدة اتعذب مرة اخرى
قال و بمزحه
ـــ ماهذا الكلام ؟ ابنة بصير الملك ليس لديها احداً إن انت وحيدة
و لا احد لديك فماذا عن الناس المساكين ماذا يقولون ؟
لا تقولي هذا الكلام امام احداً الناس ستضحك عليك
انت تعرفين ان احمد الذي هو لا شيء
ليس لديه غير مريم خانم الثرية
من تواضعه لي و لأنه قد أقر بأنه اقل شأناً مني
تقطع قلبي و اشفقت عليه وشعرت بالإشمئزاز من نفسي
لقد كنت خجلة من معاملتي له
وضعت يدي امام فمه و قلت
ـــ احمد لا تقل ذلك كل ما املك هو انت ،
انت تساوي عندي كل كنوز الدنيا و اكثر من ذلك
و سأعيش معك على الحصير انا زوجتك و انت فخري و سروري
و رغماً عن كل الناس كل ما املك هو لك انت
انا بنفسي اردتك انت ان اصابك مكروه سوف اموت
انا فخورة بك كيف ما كنت ،
انا احببتك و اردتك و سأبقى على ذلك و انا لست نادمة
ـــ هل تقولين الصدق مرمر؟
ـــ اختبرني يا احمد ، اختبرني
ـــ لا تفعلي مرمر حبيبتي ، لا تفعلي بنفسك هكذا
أنا لا احتمل رويه دموعك الغالية يا غاليتي
مسح دموعي و قبلني و نظر الي و كأنه من سنوات لم يراني و قال
ـــ مرمر لقد اصبحتي نحيفة و تغير شكلك
ـــ هل اصبحت قبيحة ؟
ـــ لا مرمر انت اصبحتي إمرأة ، سيدة
و في الصباح عندما أراد الذهاب الى العمل
قال لوالدته و بصوت مرتفع لكي اسمعه انا
ـــ امي ، مرمر أينما أرادت الذهاب لتذهب لا اسمع مرة ثانية
بأنكي قد منعتيها ها!
كم كانت أيام جميلة ، أيام ممزوجة بالأحزان و الأفراح ،
احمد لم يعد يبقى الظهر في العمل و في الغروب كان يأتي الى المنزل
و لم يعد يشرب من تلك القذرات
أتت الدادا و أحضرت النقود و أنا وضعت النقود في المكان المعتاد
و لكن احمد لم يعد يلمسها ،
و كانت والدته تحترق غيضاً و حسداً
و انا كنت لا اهتم و لا ابالي بما تقول
و كنت سعيدة لأن احمد ايضاً لا يعرها اهتماماً ،
يجب أن أغلق النوافذ و انسى كل شيء و أرتمي في احضان احمد
أتت الدادا و ذهبنا معاً الى الخياطة لكي تخيط لي فستاناً ،
كانت الدادا فرحة لأجلي
و ذهبنا الى السوق لكي نشتري بعض الأغراض
، حذاء ، عطر ، بعض الإكسسوارات و ماكياج و كل هذا لليل ،
عندما يأتي احمد ، اذا كانت توجد جنة على الارض
أو يوجد مفهوم او معنى للسعادة ليس الا حب الزوجين ،
ليس الا حب الزوجة لزوجها و انتظارها له
و هي تعد الساعات و الثواني لوصوله الى البيت
و ايضا رغبة وصول الزوج الى البيت
و الى زوجته التي تنتظره
فعلاً قد تغير احمد كان عمره يقارب الثلاثين يبدوا إنه قد عاد الى صوابه
في ليلة من الليالي وصل احمد الى البيت و كان متعباً ،
شرب الشاي و قال
ـــ ماذا أرى .. ماذا أرى حبيبتي مرمر ما أجملها
ـــ لم اكن جميلة من قبل ؟
ـــ أصبحتي أجمل
قبلني و جلس في زاوية و غرق في افكاره سألته
ـــ احمد حبيبي هل أحضر العشاء ؟
سكت . و سألته مرة اخرى
ـــ لا تشعر بالجوع ؟
ـــ الحقيقة لا رغبه لدي
انت تناولي العشاء لوحدك
ـــ اذ انت لن تأكل انا أيضاً لا أريد ،
لماذا لا ترغب بالعشاء ، ما الذي حدث ؟
ـــ لالا أنا افكر و أتحسر على تعاستي
وقع قلبي من مكانه
ـــ ماذا حدث ؟ احمد استحلفك بالله تكلم ما الذي حصل ؟
افتح لي قلبك حبيبي ؟
قدماي اصبحت لا تحملاني ،
لا استطيع أن أتحمل مصيبة ثانية ، سكت و قال
ـــ و الله واحد نجار و من النجارين المشهورين
و من الذين يعملون في القصور و لدى الاشراف و الوزارات ،
أتى و رأى عملي وأعجبه
قال لي اريد ان اسلمك كل ما استلمه من طلبات
و ربع الذي سيعطوني إياه سيكون لك
و لكن صاحب الطلب يجب أن لا يعرف بهذا الامر
ـــ لماذا ؟
ـــ لأنهم يعرفونه و سلموه طلبهم لأجل مهارته و شهرته
و اذا عرفوا سيسحبون طلبهم
و هو الان يريد رأيي في الموضوع
و انا قلت له امنحني الفرصة لكي افكر
ـــ وافق إن اردت هذه فرصة ولا تعوض و لماذا انت تنتظر ؟
ـــ انا اريد أن اوافق
و لكن اذا ثلاث أو اربع مرات أستلمت بنفسي مثل هذه الطلبات
سيصبح اسمي على كل لسان و سأصبح مشهوراً
و لكن كل ما في الموضوع شريكي
يريد أن اساهم بالمال و انا لا املك المال
و انت تعرفين هذه الأعمال تحتاج خشب و كل الاغراض اللازمه
ـــ و كم يريد؟
ـــ أيّن كان المبلغ فأنا لا املكه
ـــ إذا يجب أن نفكر ، إقترض من احدهم يا احمد
أنتظروا الجزء الخامس عشر :
رد: مأساة مريم ( قصة حقيقية ) سأرويها لكم على حلقات
الجزء الخامس عشر :
من الخجل أخفض رأسه الى الأسفل و قال
ـــ انا قلت له أقرضني النقود لكي أأمن كل الأغراض اللازمة
و بعدها سأدفع لك عندما استلم حصتي ،
لم يقل شيئاً و لم يعترض على ذلك و قبل بذلك
و لكن قال لي يجب أن ترهن لي شيئاً للإطمئنان
فكرت كثيراً و قلت ما العمل ؟ فجأة خطرت لي هذه الفكرة و قلت
ـــ احمد إرهن الدكان
ـــ لا الدكان لن يفيد بشيء فهو صغير و لا أعتقد بأن الشريك سوف يقبل
تعجبت ثم قلت
ـــ حسناً سنرهن البيت و هل هذا يكفي ؟
ـــ بنظري انا فكرة جيدة و لكن المهم أن يقبل هو
و اذا لم يقبل سنرهن الإثنان ، البيت و الدكان
ـــ أنت في بداية الامر تكلم معه بخصوص البيت
و سنرى ماذا سيقول انت قم بكل الإجرات
و أنا لا مانع لدي في رهن البيت
رفع رأسه و لكنه لم ينظر في عيني بل حدق الى الأعلى و قال
ـــ لا، أنا لا أريد بأن تتورطي بهذا العمل
و تضطري ان تأتي هنا و هناك ، هناك يوجد رجالاً
ـــ طيب اينما ستذهب سنكون معاً و لن أكون بمفردي
ـــ لا ليس جيداً إن كنتي تريدين رهن البيت 000 أنا أقول 000
ـــ ماذا تقول ؟
ـــ كيف أقول لك ؟ في رأيي أنا 000 أولاً أن تجعلي البيت
000 بإسمي بعدها أنا سأرهنه
تفاجأت ، أنصدمت و الحمدلله بأنه لم يكن ينظر الي
لأني كنت أحدق اليه بإندهاش ،
اشم رائحه خيانة ، من البداية
و مع كل هذه المقدمات و القصة التي رواها لي
لم يستطع إقناعي كنت في أعماقي مشكوكة
و لكن قلبي يرفض التصديق لم أكن أريد لعلاقتنا الجيدة
أن تنهار مرة أخرى قلت
ـــ احمد حبيبي ما الفرق بيني و بينك أنا و أنت شخصاً واحدا ،
سنذهب عند كاتب العدل معاً و نوقع و ننهي الأمر
ـــ أنا لا أريد لزوجتي أن تذهب الى المحاكم
وبقولك أنت انا وأنت شخصاً واحد ،
غداً سنذهب وتكتبين البيت بإسمي
و أنا سأتولى الباقي
ـــ الان لماذا أنت مستجعل ؟ ولماذا غداً ؟ دعني اولاً أفكر 000
وبينما كان يحاول أن يخفي غضبه قال
ـــ تفكرين بماذا ؟ الرجل مستعجل وإن تأخرت عليه سيذهب لغيري ،
وهو لن يجلس ويضع يداً على يد وينتظرك أن تفكري
وبماذا تفكري هل انت لا تثقين بي
ـــ بلى حبيبي أثق بك ولكن المسئلة ليس مسئلة ثقة ولكن 000
شيئاً فشيئاً بدأ صوته يرتفع
ـــ إذا ما هي المسئلة ؟ لا تريدين أن تكتبي البيت بإسمي
هل تخافين أن أستولي على البيت ؟ هل تخافين من هذا الشيء
مرة أخرى رأيت الحقد في عينيه قلت
ـــ للآن أنا ما زلت مشوشة الفكر ولا أستوعب الأمر و ما الموضوع ؟
ـــ مشوشة الفكر أم لا تثقين بي ؟ ألم أقل لك انت لا تحبينني
ـــ احمد ما هذا الكلام ! وما علا قة هذا بحبنا
ـــ إذا مهو الذي يتعلق بالحب ؟
أنا لقد تغيرت معك ولمدة شهر كامل وأنا تحت أمرك و تصرفك ،
قلتي لا تتأخر في العمل قلت حاضر ،
في الليل تعال مبكراً الى البيت قلت حاضر ،
قلتي أريد أن أذهب الى اي مكان اريده قلت اذهبي
ومرة اخرى تقولين ما الموضوع ؟
الموضوع هو إنك لا تريدين أن تجعلي البيت بإسمي
سألته وانا مندهشة من ما اسمع
ـــ إذا لأجل هذا تغيرت معي شهراً كاملاً ولازمت البيت ؟
كنت تريد أن أجعل البيت بإسمك ؟
ـــ لقد طفح الكيل و هل تفكرين إني سأخدعك
ـــ احمد!
ـــ ستجعلين البيت بإسمي ام لا ؟
و عندما رأني صامتة قال
ـــ انت ماذا ستفعلين بالبيت ؟
انت ليس لديك اولاد و انا من يعيلك 000
و الان البيت إن كان بإسمك او بإسمي لا فرق بهذا
و هل تريدين ان تأخذي البيت معك الى الاخرة ؟
ـــ إذا هكذا الموضوع 000
إذا قصة الشريك و بيوت الاشراف وووو لم يكن الا عذراً لإقناعي ؟
الان وقد رحل ابني عن هذه الدنيا تريد ان اجعل البيت بإسمك خوفاً
من ان يذهب البيت لشخصاً اخراً من بعدي ؟
تريد ان تجردني من ما املك لا حبيبي فأنت تحلم بهذا الشيء
فجأة قد اصبحت ذكية و بدأت استوعب كل شيء
و انزاحت الغشاوة من أمام عيني لم أتوقع كل هذا الغباء يوجد عندي
كيف لم أفهم من قبل ؟
لقد زال القناع من على وجهه
و ظهرت أمامي ملامحه الكريهة مرة اخرى صرخ وقال
ـــ يجب ان تجعلي هذا البيت بإسمي هل فهمتي ؟
ومن دون ان أهتم اجبته
ـــ انا لن اجعل البيت بإسمك
ـــ اخرسي ، الان سنرى إن لم تجعلي البيت بإسمي فكل ما سترينه ،
سترينه بعينيك
ـــ اجعل البيت بإسمك لماذا ؟ لكي ماذا يحدث ؟
لابد ستجلب معصومة خانم هنا
ـــ اجل سأجلبها عناداً لكي و لكي تنجب الكثير من الأطفال
و انت العاقر تموتين حسداً
ـــ و في ذلك انا سأبقى و أتفرج
ـــ لا حينها ستذهبين الى منزل والدك ذلك الذي طردك من بيته
لقد كان غاضباً جداً و كان يقلد كلامي احمد حبيبي كن سندي 00
انا لم يظل لي سواك 00
ـــ أصمت احمد مرة أخرى لقد اصبحت متوحشاً
ـــ المتوحش هو والدك الكلب
ـــ اخرس ولا تلفظ اسم والدي على لسانك
ـــ أنا أخرس ؟
أحسست بصفعة التي كانت كسرعة البرق على وجهي
وخلفها تلك الضربات والركلات واللكمات
وكأنه كان يعوض الفترة الذي كان فيها معي طيباً ،
بعد أن تعب من ضربي تركني وذهب في زاوية من الغرفة
وجلس وسأل
ـــ ستجعلين البيت بإسمي أم لا ؟
ـــ لا لا لا ،
تلك معصومة خانم إن تزوجتها تتحضر لك منزلاً معها
ـــ لا هي لن تجلب لي منزل بل هي ستصبح سيدة هذا المنزل
وانت ستصبحين جاريتها ومربية أولادها
فأنا لست عقيماً بل انت العاقر
وأنا اريد ولداً لكي يرثني ،
كانت أمي علي حق عندما قالت اني أريد سنداً خلفي
بصعوبهً نهضت من مكاني ودخلت والدته الغرفة
وكانت تنظر وتستمتع بالتفرج ،
ألتفت الى احمد وبغضب ضحكت وقلت
ــ طبعاً لأنك محترم جداً وعالماً وثروتك باقية وتخاف عليها
لهذا تريد ولياً لكي يرثك الان
أفرض بانك أنجبت ثلاثة أم اربعة ،
إن كنت لا تملك الخبز لكي تقدمه لهم
فالأفضل ان تظل بل اولاد ،
الاطفال الذي قد تكون انت والدهم و معصومة الساقطة والدتهم
فعدم وجودهم أفضل من وجودهم
مرة أخرى نهض من مكانه وكالحيوان المفترس
الذي يريد ان ينقض على فريسته وبكل ما يملك من قوة
ضربني على فمي لدرجة
إني وقعت على الارض صرخ و قال
ـــ ألم أقل لكي أن تخرسي ؟
هل تظنين انك انت الوحيدة الجميلة ؟
هل رأيتي نفسك في المرآة فأنت نكره ،
أو أن تجعلي البيت بإسمي أو إن اجعلك جثة هامدة
وضعت يدي على فمي و عندما رأيتها ملطخة بالدماء
قالت والدته و كأنها تريد أن تهدء الوضع
ـــ يا إمرأة أتركي عنك العناد لماذا تغضبينه ؟
لكي يضربك هكذا ،
أنتي تعلمين كيف هو زوجك
فأنت في نهاية الأمر ستفعلين ما يريد
اذا لماذا لا تفعلين ذلك من البداية و تخلصين نفسك من الضرب
ـــ إن رأيتم أذنكم من الخلف سترون البيت
صرخ احمد قائلاً
ـــ لن تعطيني ، الان سأريك ماذا سأفعل سأجردك من كل شيء
و سأجعلك تموتين في البيت جوعاً
ذهب مسرعاً و هو غاضب و أخذ كل ما يوجد من جواهري و نقود
و كان يكلم نفسه و يقول
ـــ ابنة الكلب لا الحسنى تنفع معها ولا الضرب
سترين ماذا سأفعل بك
قالت والدته
ـــ ألم أقل لك ؟ ألم أقل إنّ لسانها قد أصبح طويلاً
ألم اقل لك لا تدللها كثيرا و هذه هي النتيجة
ـــ لا سيدتي ، لا يوجد شخصاً بلا لسان و لكن البعض يخجلون
و يحترمون الأخرين و هذا الشئ ليس الجميع يستطيع فعله
و لكن هذه الامور أنتم لا تفهمونها لأني من البداية كنت صامته
على ما تفعلونه بي أنا المذنبة بحق نفسي اللعنة علي
يجب علي ان أحصد ما زرعت
لقد جعلتوني أندم من أول سنة في زواجي
لقد تركت الجميع واخترت ابنك
قاطعتني و قالت
ـــ لا يا عزيزتي إن كنتي قد وجدتي أفضل من ابني
لم تكوني لتتركيه لابد إن الذي يليق بك هذا ابني
احمد دون ان يهتم لكلامنا قال
ـــ أين عقدك ؟
تراجعت الى الخلف و أنا خائفة
لأن تلك الليلة قد وضعت هذا العقد في عنقي من أجله
و هذا العقد تذكاراً من والدي وضعت يدي عليه و قلت
ـــ لن اعطيك إياه
أمسك يدي أدارها خلفي لم يعد إنساناً بل حقاً
كان كالحيوان المتوحش
و المفترس و بيده اليمنى أمسك العقد و بوحشية
أنتزعه من عنقي
ومن ثم التفت الى والدته و قال
ـــ منذ الغد إن وضعت رجلها خارج المنزل الويل لكي و لها
و ذهب مسرعاً و أقفل باب المنزل و رجع و قال لي
ـــ الى ان يأتي فكري جيداً من الممكن ان تتعقلي
فأنا أريد هذا المنزل و بأي طريقة سأخذه
فالأفضل لك أن تعطيني إياه بالحسنى
ذهب الى غرفة والدته و كلاهما قد ناما هناك
ظليت مستيقظة الى وقت متأخر من الليل
لم أكن استطيع النوم فوجهي و فمي و يدي
و كل اجزاء جسمي
و حتى بسبب إنتزاع العقد يولمني
و لكن الألم الأكبر قد كان في قلبي ،
إذا أين قد ذهب احمد الذي كنت اراه في الدكان ؟
متى ذهب ؟ لماذا ذهب ؟ هل أنا المذنبة أم هو ؟
لماذا لم أدعه يبقى مع كوثر ؟
إن كانت كوثر مكاني ماذا كانت ستفعل ؟
يا ترى ألم تكن هي تليق به أكثر مني ؟
يا ترى تلك المرأة ألم تفهمه أفضل مني ؟
كنت مرهقة و لم يعد يوجد دموعاً في عيناي
كنت جالسة كالتمثال لم أعد استطيع أن أفكر ،
كنت أحدق الى الأرض , يجب علي ان اشكي ؟
أنا بنفسي و بعينين مغمضتين قد رميت نفسي في البئر ،
الان قد تأخر الوقت على الندم لم أكن اعرف ماذا أفعل ،
فقط أعرف بأني لم أعد استطيع تحمل المزيد
و لقد طفح الكيل ، يكفي ، أن هذا العشق قد دمرني ،
حرق قلبي و مزقه و قتل روحي ،
إن الحياة ليست بلعبة و لا هواية
ان الورطة التي وقعت فيها هي كالجحيم تحرقني ، تطبخني ،
شيئاً فشيئاً بدأت أدرك و أفهم كلام والدي 0
لم أعرف نمت و متى أستيقظت كان الليل حالكاً
أطفأت النور و نمت في مكاني على الارض
و نمت و أنا أتألم و في كل لحظة أستيقظ ثم أنام من الألم
كان الليل طويلاً ،
أيها الليل لماذا أنت طويل ؟
متى ستنتهي أيتها الاحزان أتركيني أم خذي روحي ،
يا الهي انقذني ، خلصني مرة واحدة و ليش رويداً رويداً
خلصني من نفسي لكي أرتاح 0
كانت السماء مليئة بالغيوم
أستيقظت من النوم يالها من الليلة قد أمضيتها ،
جلست مكاني و حدقت الى زاوية من الغرفة
تذكرت ابني اااااه كنت أراه كيف كان يقفز من على السلم
و كيف كان يشعر بالخوف عندما كنا نتشاجر
أنا و والده و كيف كان يبدأ بالبكاء ،
فتح الباب دخلت والدة زوجي و أنا كنت كالتمثال
جالسة و صامتة في مكاني منذ البارحة
وقع نظرها علي تعجبت ثم قالت
ـــ هل مازلتي هنا منذ البارحة
لم أجبها أقتربت و قالت
ـــ اخ اخ أنظري ماذا قد فعل بك لماذا تغضبينه هو عصبي جدا
و هو مثل والده تماماً رحمه الله عليه تعالي
و أجعلي البيت بإسمه و أتركي عنك هذا العناد
والله أنا أريد الخير لكلاكما
ظهر احمد و قال
ـــ أمي ، دعك منها الكلام لا يفيد معها فهي عنيدة جداً
تنحي جانباً
وقف أمامي و قال
ـــ ستجعلين البيت بإسمي أم لا
لم أجب عليه
ـــ الا أكلمك ؟ جالسة كالتمثال و تنظر من حولها ،
سألتك هل ستجعلين البيت بإسمي أم لا ؟
رفعت راسي و كان فمي يولمني و يبدوا أنه قد تورّم قلت
ـــ لا، لا، لاااا
ركلني في رجلي و بقوة و قال
ـــ أيتها اللعينة أنظروا اليها تبدوا و كأنها قد جاءت من عالمٍ آخر
و المرء يجب عليه أن يكفر قبل النظر إليها
ألتفت الى والدته و قال
ـــ أمي ، أنا سأذهب الآن أو سأنصرف الآن
و عندما أرجع يجب أن أرى قد جمعتي كل السجاد الذي في المنزل
لأني أريد بيعه فأنا بحاجة الى النقود
ثم أنصرف قالت لي والدته
ـــ هل أرتحتي ؟ الآن سيذهب و يبيع كل شيء في المنزل
و من ثم سيصرفه على اللهو
يتبع 000
من الخجل أخفض رأسه الى الأسفل و قال
ـــ انا قلت له أقرضني النقود لكي أأمن كل الأغراض اللازمة
و بعدها سأدفع لك عندما استلم حصتي ،
لم يقل شيئاً و لم يعترض على ذلك و قبل بذلك
و لكن قال لي يجب أن ترهن لي شيئاً للإطمئنان
فكرت كثيراً و قلت ما العمل ؟ فجأة خطرت لي هذه الفكرة و قلت
ـــ احمد إرهن الدكان
ـــ لا الدكان لن يفيد بشيء فهو صغير و لا أعتقد بأن الشريك سوف يقبل
تعجبت ثم قلت
ـــ حسناً سنرهن البيت و هل هذا يكفي ؟
ـــ بنظري انا فكرة جيدة و لكن المهم أن يقبل هو
و اذا لم يقبل سنرهن الإثنان ، البيت و الدكان
ـــ أنت في بداية الامر تكلم معه بخصوص البيت
و سنرى ماذا سيقول انت قم بكل الإجرات
و أنا لا مانع لدي في رهن البيت
رفع رأسه و لكنه لم ينظر في عيني بل حدق الى الأعلى و قال
ـــ لا، أنا لا أريد بأن تتورطي بهذا العمل
و تضطري ان تأتي هنا و هناك ، هناك يوجد رجالاً
ـــ طيب اينما ستذهب سنكون معاً و لن أكون بمفردي
ـــ لا ليس جيداً إن كنتي تريدين رهن البيت 000 أنا أقول 000
ـــ ماذا تقول ؟
ـــ كيف أقول لك ؟ في رأيي أنا 000 أولاً أن تجعلي البيت
000 بإسمي بعدها أنا سأرهنه
تفاجأت ، أنصدمت و الحمدلله بأنه لم يكن ينظر الي
لأني كنت أحدق اليه بإندهاش ،
اشم رائحه خيانة ، من البداية
و مع كل هذه المقدمات و القصة التي رواها لي
لم يستطع إقناعي كنت في أعماقي مشكوكة
و لكن قلبي يرفض التصديق لم أكن أريد لعلاقتنا الجيدة
أن تنهار مرة أخرى قلت
ـــ احمد حبيبي ما الفرق بيني و بينك أنا و أنت شخصاً واحدا ،
سنذهب عند كاتب العدل معاً و نوقع و ننهي الأمر
ـــ أنا لا أريد لزوجتي أن تذهب الى المحاكم
وبقولك أنت انا وأنت شخصاً واحد ،
غداً سنذهب وتكتبين البيت بإسمي
و أنا سأتولى الباقي
ـــ الان لماذا أنت مستجعل ؟ ولماذا غداً ؟ دعني اولاً أفكر 000
وبينما كان يحاول أن يخفي غضبه قال
ـــ تفكرين بماذا ؟ الرجل مستعجل وإن تأخرت عليه سيذهب لغيري ،
وهو لن يجلس ويضع يداً على يد وينتظرك أن تفكري
وبماذا تفكري هل انت لا تثقين بي
ـــ بلى حبيبي أثق بك ولكن المسئلة ليس مسئلة ثقة ولكن 000
شيئاً فشيئاً بدأ صوته يرتفع
ـــ إذا ما هي المسئلة ؟ لا تريدين أن تكتبي البيت بإسمي
هل تخافين أن أستولي على البيت ؟ هل تخافين من هذا الشيء
مرة أخرى رأيت الحقد في عينيه قلت
ـــ للآن أنا ما زلت مشوشة الفكر ولا أستوعب الأمر و ما الموضوع ؟
ـــ مشوشة الفكر أم لا تثقين بي ؟ ألم أقل لك انت لا تحبينني
ـــ احمد ما هذا الكلام ! وما علا قة هذا بحبنا
ـــ إذا مهو الذي يتعلق بالحب ؟
أنا لقد تغيرت معك ولمدة شهر كامل وأنا تحت أمرك و تصرفك ،
قلتي لا تتأخر في العمل قلت حاضر ،
في الليل تعال مبكراً الى البيت قلت حاضر ،
قلتي أريد أن أذهب الى اي مكان اريده قلت اذهبي
ومرة اخرى تقولين ما الموضوع ؟
الموضوع هو إنك لا تريدين أن تجعلي البيت بإسمي
سألته وانا مندهشة من ما اسمع
ـــ إذا لأجل هذا تغيرت معي شهراً كاملاً ولازمت البيت ؟
كنت تريد أن أجعل البيت بإسمك ؟
ـــ لقد طفح الكيل و هل تفكرين إني سأخدعك
ـــ احمد!
ـــ ستجعلين البيت بإسمي ام لا ؟
و عندما رأني صامتة قال
ـــ انت ماذا ستفعلين بالبيت ؟
انت ليس لديك اولاد و انا من يعيلك 000
و الان البيت إن كان بإسمك او بإسمي لا فرق بهذا
و هل تريدين ان تأخذي البيت معك الى الاخرة ؟
ـــ إذا هكذا الموضوع 000
إذا قصة الشريك و بيوت الاشراف وووو لم يكن الا عذراً لإقناعي ؟
الان وقد رحل ابني عن هذه الدنيا تريد ان اجعل البيت بإسمك خوفاً
من ان يذهب البيت لشخصاً اخراً من بعدي ؟
تريد ان تجردني من ما املك لا حبيبي فأنت تحلم بهذا الشيء
فجأة قد اصبحت ذكية و بدأت استوعب كل شيء
و انزاحت الغشاوة من أمام عيني لم أتوقع كل هذا الغباء يوجد عندي
كيف لم أفهم من قبل ؟
لقد زال القناع من على وجهه
و ظهرت أمامي ملامحه الكريهة مرة اخرى صرخ وقال
ـــ يجب ان تجعلي هذا البيت بإسمي هل فهمتي ؟
ومن دون ان أهتم اجبته
ـــ انا لن اجعل البيت بإسمك
ـــ اخرسي ، الان سنرى إن لم تجعلي البيت بإسمي فكل ما سترينه ،
سترينه بعينيك
ـــ اجعل البيت بإسمك لماذا ؟ لكي ماذا يحدث ؟
لابد ستجلب معصومة خانم هنا
ـــ اجل سأجلبها عناداً لكي و لكي تنجب الكثير من الأطفال
و انت العاقر تموتين حسداً
ـــ و في ذلك انا سأبقى و أتفرج
ـــ لا حينها ستذهبين الى منزل والدك ذلك الذي طردك من بيته
لقد كان غاضباً جداً و كان يقلد كلامي احمد حبيبي كن سندي 00
انا لم يظل لي سواك 00
ـــ أصمت احمد مرة أخرى لقد اصبحت متوحشاً
ـــ المتوحش هو والدك الكلب
ـــ اخرس ولا تلفظ اسم والدي على لسانك
ـــ أنا أخرس ؟
أحسست بصفعة التي كانت كسرعة البرق على وجهي
وخلفها تلك الضربات والركلات واللكمات
وكأنه كان يعوض الفترة الذي كان فيها معي طيباً ،
بعد أن تعب من ضربي تركني وذهب في زاوية من الغرفة
وجلس وسأل
ـــ ستجعلين البيت بإسمي أم لا ؟
ـــ لا لا لا ،
تلك معصومة خانم إن تزوجتها تتحضر لك منزلاً معها
ـــ لا هي لن تجلب لي منزل بل هي ستصبح سيدة هذا المنزل
وانت ستصبحين جاريتها ومربية أولادها
فأنا لست عقيماً بل انت العاقر
وأنا اريد ولداً لكي يرثني ،
كانت أمي علي حق عندما قالت اني أريد سنداً خلفي
بصعوبهً نهضت من مكاني ودخلت والدته الغرفة
وكانت تنظر وتستمتع بالتفرج ،
ألتفت الى احمد وبغضب ضحكت وقلت
ــ طبعاً لأنك محترم جداً وعالماً وثروتك باقية وتخاف عليها
لهذا تريد ولياً لكي يرثك الان
أفرض بانك أنجبت ثلاثة أم اربعة ،
إن كنت لا تملك الخبز لكي تقدمه لهم
فالأفضل ان تظل بل اولاد ،
الاطفال الذي قد تكون انت والدهم و معصومة الساقطة والدتهم
فعدم وجودهم أفضل من وجودهم
مرة أخرى نهض من مكانه وكالحيوان المفترس
الذي يريد ان ينقض على فريسته وبكل ما يملك من قوة
ضربني على فمي لدرجة
إني وقعت على الارض صرخ و قال
ـــ ألم أقل لكي أن تخرسي ؟
هل تظنين انك انت الوحيدة الجميلة ؟
هل رأيتي نفسك في المرآة فأنت نكره ،
أو أن تجعلي البيت بإسمي أو إن اجعلك جثة هامدة
وضعت يدي على فمي و عندما رأيتها ملطخة بالدماء
قالت والدته و كأنها تريد أن تهدء الوضع
ـــ يا إمرأة أتركي عنك العناد لماذا تغضبينه ؟
لكي يضربك هكذا ،
أنتي تعلمين كيف هو زوجك
فأنت في نهاية الأمر ستفعلين ما يريد
اذا لماذا لا تفعلين ذلك من البداية و تخلصين نفسك من الضرب
ـــ إن رأيتم أذنكم من الخلف سترون البيت
صرخ احمد قائلاً
ـــ لن تعطيني ، الان سأريك ماذا سأفعل سأجردك من كل شيء
و سأجعلك تموتين في البيت جوعاً
ذهب مسرعاً و هو غاضب و أخذ كل ما يوجد من جواهري و نقود
و كان يكلم نفسه و يقول
ـــ ابنة الكلب لا الحسنى تنفع معها ولا الضرب
سترين ماذا سأفعل بك
قالت والدته
ـــ ألم أقل لك ؟ ألم أقل إنّ لسانها قد أصبح طويلاً
ألم اقل لك لا تدللها كثيرا و هذه هي النتيجة
ـــ لا سيدتي ، لا يوجد شخصاً بلا لسان و لكن البعض يخجلون
و يحترمون الأخرين و هذا الشئ ليس الجميع يستطيع فعله
و لكن هذه الامور أنتم لا تفهمونها لأني من البداية كنت صامته
على ما تفعلونه بي أنا المذنبة بحق نفسي اللعنة علي
يجب علي ان أحصد ما زرعت
لقد جعلتوني أندم من أول سنة في زواجي
لقد تركت الجميع واخترت ابنك
قاطعتني و قالت
ـــ لا يا عزيزتي إن كنتي قد وجدتي أفضل من ابني
لم تكوني لتتركيه لابد إن الذي يليق بك هذا ابني
احمد دون ان يهتم لكلامنا قال
ـــ أين عقدك ؟
تراجعت الى الخلف و أنا خائفة
لأن تلك الليلة قد وضعت هذا العقد في عنقي من أجله
و هذا العقد تذكاراً من والدي وضعت يدي عليه و قلت
ـــ لن اعطيك إياه
أمسك يدي أدارها خلفي لم يعد إنساناً بل حقاً
كان كالحيوان المتوحش
و المفترس و بيده اليمنى أمسك العقد و بوحشية
أنتزعه من عنقي
ومن ثم التفت الى والدته و قال
ـــ منذ الغد إن وضعت رجلها خارج المنزل الويل لكي و لها
و ذهب مسرعاً و أقفل باب المنزل و رجع و قال لي
ـــ الى ان يأتي فكري جيداً من الممكن ان تتعقلي
فأنا أريد هذا المنزل و بأي طريقة سأخذه
فالأفضل لك أن تعطيني إياه بالحسنى
ذهب الى غرفة والدته و كلاهما قد ناما هناك
ظليت مستيقظة الى وقت متأخر من الليل
لم أكن استطيع النوم فوجهي و فمي و يدي
و كل اجزاء جسمي
و حتى بسبب إنتزاع العقد يولمني
و لكن الألم الأكبر قد كان في قلبي ،
إذا أين قد ذهب احمد الذي كنت اراه في الدكان ؟
متى ذهب ؟ لماذا ذهب ؟ هل أنا المذنبة أم هو ؟
لماذا لم أدعه يبقى مع كوثر ؟
إن كانت كوثر مكاني ماذا كانت ستفعل ؟
يا ترى ألم تكن هي تليق به أكثر مني ؟
يا ترى تلك المرأة ألم تفهمه أفضل مني ؟
كنت مرهقة و لم يعد يوجد دموعاً في عيناي
كنت جالسة كالتمثال لم أعد استطيع أن أفكر ،
كنت أحدق الى الأرض , يجب علي ان اشكي ؟
أنا بنفسي و بعينين مغمضتين قد رميت نفسي في البئر ،
الان قد تأخر الوقت على الندم لم أكن اعرف ماذا أفعل ،
فقط أعرف بأني لم أعد استطيع تحمل المزيد
و لقد طفح الكيل ، يكفي ، أن هذا العشق قد دمرني ،
حرق قلبي و مزقه و قتل روحي ،
إن الحياة ليست بلعبة و لا هواية
ان الورطة التي وقعت فيها هي كالجحيم تحرقني ، تطبخني ،
شيئاً فشيئاً بدأت أدرك و أفهم كلام والدي 0
لم أعرف نمت و متى أستيقظت كان الليل حالكاً
أطفأت النور و نمت في مكاني على الارض
و نمت و أنا أتألم و في كل لحظة أستيقظ ثم أنام من الألم
كان الليل طويلاً ،
أيها الليل لماذا أنت طويل ؟
متى ستنتهي أيتها الاحزان أتركيني أم خذي روحي ،
يا الهي انقذني ، خلصني مرة واحدة و ليش رويداً رويداً
خلصني من نفسي لكي أرتاح 0
كانت السماء مليئة بالغيوم
أستيقظت من النوم يالها من الليلة قد أمضيتها ،
جلست مكاني و حدقت الى زاوية من الغرفة
تذكرت ابني اااااه كنت أراه كيف كان يقفز من على السلم
و كيف كان يشعر بالخوف عندما كنا نتشاجر
أنا و والده و كيف كان يبدأ بالبكاء ،
فتح الباب دخلت والدة زوجي و أنا كنت كالتمثال
جالسة و صامتة في مكاني منذ البارحة
وقع نظرها علي تعجبت ثم قالت
ـــ هل مازلتي هنا منذ البارحة
لم أجبها أقتربت و قالت
ـــ اخ اخ أنظري ماذا قد فعل بك لماذا تغضبينه هو عصبي جدا
و هو مثل والده تماماً رحمه الله عليه تعالي
و أجعلي البيت بإسمه و أتركي عنك هذا العناد
والله أنا أريد الخير لكلاكما
ظهر احمد و قال
ـــ أمي ، دعك منها الكلام لا يفيد معها فهي عنيدة جداً
تنحي جانباً
وقف أمامي و قال
ـــ ستجعلين البيت بإسمي أم لا
لم أجب عليه
ـــ الا أكلمك ؟ جالسة كالتمثال و تنظر من حولها ،
سألتك هل ستجعلين البيت بإسمي أم لا ؟
رفعت راسي و كان فمي يولمني و يبدوا أنه قد تورّم قلت
ـــ لا، لا، لاااا
ركلني في رجلي و بقوة و قال
ـــ أيتها اللعينة أنظروا اليها تبدوا و كأنها قد جاءت من عالمٍ آخر
و المرء يجب عليه أن يكفر قبل النظر إليها
ألتفت الى والدته و قال
ـــ أمي ، أنا سأذهب الآن أو سأنصرف الآن
و عندما أرجع يجب أن أرى قد جمعتي كل السجاد الذي في المنزل
لأني أريد بيعه فأنا بحاجة الى النقود
ثم أنصرف قالت لي والدته
ـــ هل أرتحتي ؟ الآن سيذهب و يبيع كل شيء في المنزل
و من ثم سيصرفه على اللهو
يتبع 000
رد: مأساة مريم ( قصة حقيقية ) سأرويها لكم على حلقات
لم أجبها تركتها و ذهبت لم أكن في حالة تسمح لي بالنقاش
أو الشجار معها
كان وجهي يؤلمني ذهبت الى المرآة و دهشت بروية نفسي
و بهذه الحالة لقد كان طرف وجهي الأيسر متورماً
و عيني اليسرى كانت نصف مغمضة و متورمة
و فمي الذي قد وجه لكمة عليه لقد أصبح أزرقاً
خفت من روية وجهي بهذه الحالة و تعجبت من بقائي
على قيد الحياة لما الآن
تعجبت كيف نجوت من ركلاته و ضرباته المتوحشة
و ما زالت أذني تؤلمني من الصفعة التي تلقيتها عليها ،
فجأة خطر ببالي شيء ذهبت مسرعة و أخذت الحقيبة
و جمعت ملابسي و بعض الحاجيات الذي قد أحضرتها معي
يوم زواجي ثم حملتها و أنصرفت للخروج من المنزل
و لكن ظهرت في طريقي والدته
ـــ الى اين ؟
ـــ أريد الذهاب لقد طفح الكيل و لم أعد أستطيع تحمل المزيد
ـــ الى أين ستذهبين ؟ الا يوجد صاحباً لهذا المنزل ؟
ألم تسمعي ما الذي قاله زوجك ؟
ـــ أي زوج ؟ أنا لم يعد لدي زوج
ـــ يا عيني ما هذا الكلام الجديد الذي أسمعه ؟
فتحت فمي و كل ما أحمله في قلبي منذ سنين
أخرجته في تلك اللحظة
ـــ ذلك الرجل الحقير ليس زوجي ،
أشعر بالعار من قولي أنه رجل و زوج
ـــ هل تشكين من رجولته ؟
ـــ لا لست أشك من رجولته بل من طباعه السيئة و المتوحشة ،
أنت لا تفهمين ما الذي أقوله ،
ولا هو أيضا يفهمه
و من عليه أن يتعلم ؟
له الحق أن لا يعرف ما معنى الشرف و الغيرة !
فهو لا يقدر الا علي أنا الضعيفة لكي يسحقني تحت أقدامه و ركلاته
لم أعد أخاطب والدة زوجي بالسيدة لأنها لا تستحق هذا
إنها جاهلة و لم أعد ألتزم الصمت أمام تجريحها لي
و لم يعد إحترامها محفوظاً عندي
لأنها لا تستحق الإحترام أو من الممكن لاني قد أصبحت أشبههم
ولقد تعلمت منهم عدم الإحترام و المعاملة السيئة
ولم أعد أعرف ما هو الصواب و ماهو الخطأ ،
قالت لي
ـــ جمعتي كل ما يملك ولدي و تريدين الذهاب
ـــ أي ملك ؟ هل إبنك يملك شيئاً ؟
عندما تزوجني كان كل ما يملك الملابس الذي كان يرتديها ،
الآن أصبح له أملاكاً ؟
ـــ أولاً ستضعين الحقيبة بعدها تذهبين
ـــ حاضر
رجعت الى الغرفة و هي أيضاً أطمئنت
و رجعت الى عملها في المطبخ ،
دخلت الغرفة التي كانت في يوماً عش زواجي
و حبي قفلت الباب خلفي و قلت مع نفسي مريم
ماذا تريدين أن تأخذي معك ؟
هل ترغبين مرة أخرى أن ترتدي هذه الملابس ؟
و هذه الأحذية ؟
هذا كله سيذكرك بمأساتك مع هذا المتوحش ماا ستفعلين ؟
أحرقيها ، أتلفيها ، مزقيها يا مريم
أخذت المقص و أخذت كل الملابس واحداً تلو الآخر
و مزقتها الى قطعى قطعى و من ثم رميتها على الارض
من ثم هجمت على الحذاء و لكن المقص لم يقصه
ذهبت و أخذت شفرة حلاقة و قطعت حذائي
و بينما كنت أقطعه جرحت يدي و لكني لم أشعر بالألم ،
لقد أصبحت متوحشة ، أخذت الغطاء من على السرير
و مزقته قطعة قطعة و مزقت كل ما يوجد في الغرفة
بعدها ذهبت الى الفراش الموجود و بينما كنت أمزقه
كنت أستمتع بذلك و كأنني أمزق احمد أو لسان والدته
بعدها ذهبت الى السجاد و قطعتها قطعة قطعة
و أنا استمتع بهذا الشيء
و أستمتع عندما أتخيل رده فعل احمد و إندهاشه
و من غضبه و هو يرى كل هذا أشعر بالفرح
ظهرت على شفاهي بسمة الإنتقام على شفاهي المتورمة
ووجهي المتورم و الذي لونه قد أصبح أسوداً من الضرب
ثم أخذت الجمر من المدفئة و أخذت عبائتي كانت والدة زوجي
تتمنى أن تملك واحدة مثلها أمسكت الجمرة بالعبائة
لكي لا تحترق يداي وضعتها على السجاد
و بعد إنتهائي من هذا وقفت جانباً لأتفرج
ثم وقع نظري على الصندوق قلت لنفسي هل أكسره أم أحرقه
لكي أدفن كل شيء
و لكن تذكرت إن إبني ألماس كان يضع قبعته في ذلك الصندوق
حملت الصندوق و لبست عبائتي
لكي أخرج وللأبد من هذا الجحيم
و بينما كنت أريد الخروج ظهرت والدة زوجي مثل الشيطان أمامي
ـــ أرى أنك تريدين الخروج مرة أخرى !
ألم يأثر فيكي ضرب البارحة
ـــ تنحي جانباً عن طريقي و دعيني أذهب
ـــ لا لن تذهبي
ـــ أنا تركت حقيبتي في الغرفة 0 الآن دعيني أذهب
ـــ إذا ما هذا الذي في يدك ؟
ـــ هذا يخصني أنا و لا يتعلق بك
ـــ كل ما هو في البيت ملك ولدي و يتعلق بي أنا أيضاً
ـــ الحمدالله إبنك لم يترك شيئاً لي أو له ،
قلت لكي تنحي جانباً من طريقي
صرخت في وجهي وقالت
ـــ الآ تخجلين يا امرأة والآن تقولين لي تنحي جانباً
وأنت الآ تخجلين من الخروج من المنزل
وبهذا الوقت من الظهر تخيلي 000
قاطعتها وبهدوء سألتها
ـــ ألا تريدين أن تتنحي جانباً
ـــ لااااااا
وضعت الصندوق على الارض ثم نزعت عبائتي من علي رأسي
ووضعتها فوق الصندوق
وبيدي اليسرى أمسكتها من شعرها و شديتها منه
و عضضتها من يدها و بينما كنت أعضها أقول
ـــ ألم أقل لكي أبتعدي من طريقي ؟
شديت شعرها بقوة ، قالت
ـــ اللعنة عليك
حاولت الدفاع عن نفسها و تخليص نفسها مني
أمسكت يدها بيدي اليمنى عضضتها بكل ما أتيت من قوة
و كادت أسناني تنغرز في جسمها
و شعرت بأن أسناني أوشكت على أن تتلاقي ببعضها
و كم أستمتعت بما أفعل صرخت صرخة
و لا شك أنّ صرختها قد وصلت الى سابع جار
و في ذلك الوقت ليس من الخوف من صرختها
بل لأني أنا أردت ذلك تركتها
و كان مكان أسناني مرسوما على يدها
لا أعلم لماذا لم أفعل هذا الشيء من قبل
بدأت بالصراخ و بالشتائم قلت لها
ـــ أخرسي أخرسي
لم أتحمل صراخها كان يزعجني لقد كان صراخها كالمطرقة
التي تضرب على رأسي قلت لها مرة أخرى
ـــ هل ستخرسين أم لا ؟
بيدٍ واحدة أمسكتها من فمها بقوة و بيدي الثانية دفعتها الى الجدار
و كانت عيناها تكاد أن تخرج من مكانها من شدت الخوف
سحبتها من شعرها و أخذتها الى المكان
الذي كان في يوم جثة إبني ممدة فيه دفعتها بقوة الى الجدار
و بقدمي اليمنى ركلت رجلها بقوة ،
مثل السمكة أنزلقت من بين يداي و حاولت الهروب
و لكنها وقعت و بقوة على الارض قالت و هي تتألم
ـــ أخ كسرت عظامي ، أخ ظهري ، قتلتني أيتها اللعينة
و بدأت بالبكاء و الصراخ و الشتائم
وقفت أمامها كالمدرس الذي يأمر التلميذ أشرت لها بإصبعي و قلت
ـــ ألم أقل لك بأن تخرسي ؟ ألم أقل لك لا ترفعي صوتك
قلت هذا أم لم أقل؟
مرة أخرى مسكتها من فمها و بكل قوة كنت كالوحش
بلا إحساس و لا شعور و كنت أستمتع بضربها و تعذيبها ،
مرة أخرى بكت و لكن من دون صوت قلت لها
ـــ لا تبكي ، بكاء أيضاً لا يجب ان تبكي و لا أريد ان أسمع صوتك
قربتها الى وجهي المتورم و قلت لها
ـــ أفتحي أذناك جيداً و أسمعي جيداً ما سأقول
أنا الآن سأخرج من هذا البيت و الى الأبد
أستدرت و أشرت بإصبعي الى المكان الذي هي فيه و قلت لها
ـــ أنت ستجلسين الى ان يأتي إبنك المعتوه
و الويل لكي إن صرختي بعد خروجي
إن سمعت صوتك سوف أرجع من آخر الزقاق
و أخنقك و بعدها سأرمي جثتك في الحوض
لكي يظنوا أنك غرقتي يا إمرأة
نظرت الي و هي خائفة و حركت رأسها بعلامة نعم
و من شدة خوفها لم تكن تستطيع الكلام
لقد شعرت بأني لا أمزح معها و يبدوا أنها قد أدركت
بأنني أصبحت كالمجنونة و أنا أيضاً كنت مندهشة أكثر منها
أدركت بأني قادرة على فعل هذا الشيء ،
لم يكن تهديداً أم لإخافتها بل كنت واثقة من نفسي
و من أني أستطيع فعل هذا الشيء
و لا يصعب الأمر علي ، لو تكلمت أو صرخت
أو رأيت أي حركة لكنت في الحال سأفعلها
و أخنقها جلست لدقيقة و بدأت أحدق اليها
و كنت أنتظر أي حركة و صرخة منها
و كنت أتمنى من ربي أن تظل صامتة بلا حراك
لكي لا يكون عندي عذراً لخنقها هذه المرة
قد أستجاب الله لدعوتي ، العجوز كانت خائفة و صامتة
نهضت من مكاني و ركلتها بقوة ،
كم كان احمد مدرساً جيداً كان أستاذاً ماهراً
في التعذيب و الضرب
و أنا كنت تلميذته المتفوقة
و هل كان احمد يستمتع لهذه الدرجة بضربي مثلي أنا ؟ قلت
ـــ طوال هذه السنوات أحترمتك و لكنك لم تستحقي ذلك ،
ولم أكن أعرف بأنك تفضلين الضرب و الشتائم على الإحترام ،
و هذا جزائك 0
أخذت عبائتي ووضعتها على رأسي و حملت الصندوق
و لم أرجع لإلقاء نظرة على المنزل و مكان إبني الفارغ
كنت أعلم أنّ مكانه كان في القبر 0
كنت أستطيع فيما بعد الذهاب اليه نظرة الوداع لم تلزم
فتحت الباب و خرجت و من ثم أغلقته بقوة خلفي ،
تحررت، و تحررت من احمد ولم أعد أسيرته
لقد أستجابت دعوة والدي ،
كان ذلك الفصل الذي تزوجت فيه 0 كان فصل الخريف 0
كنت كالجثة الهامدة ، بلا روح ، كنت أمشي في الأزقة ضائعة ،
تائهة و مشوشة الأفكار ، كنت مرهقة جداً
و كان الشارع مزدحماً اااااه أشعر بالصداع أين أذهب ؟
الى من ألجأ ؟
قد قال والدي ما دمتي تزوجته لستي إبنتي و لا تأتي الى القصر0
أين أذهب ؟ الى بيت أخواتي ؟ و بهذه الحالة ؟
و هل أذهب لكي أحرجهن أمام أزواجهن ؟
سأذهب الى بيت عمتي ؟ وأسعد قلب عدوة والدتي ؟
أأذهب الى بيت عمي و عند زوجة عمي ؟
و بهذه الحالة ؟ أين أذهب يا الهي ؟
سأذهب الى بيت حسن خان شقيق عصمت خانم ،
ضرة والدتي و مهما كانت العواقب 0
وصلت الى أمام المنزل ، ماذا افعل هنا ؟
اااااه يا الهي ماهذه الفضيحة التي سأتسبب بها ،
أعرف إن لم يعد أحداً ينتظرني في هذه الدنيا ،
يجب أن أرجع لكن إلى اين لقد هدمت كل السلالم من خلفي
و لم يعد طريقاً للرجوع ، لا خيار لدي ،
شعرت بألماً يعصر قلبي ، ترددت ، أحسست ببرد الخريف
و نظرت من حولي و قبل أن أنصرف
و من دون إرادتي طرقت الباب و في الحال فتح الباب ،
شاباً قد فتح الباب و توقعت أن يكون هادي إبن عصمت خانم
يبدوا أنه كان علي وشك الخروج من المنزل ،
غطيت نفسي أكثر لكي لا يراني و أنا بهذه الحالة قلت
ـــ السلام عليكم
لقد كان صوتي حزيناً و منخفضاً لدرجة إني تعجبت
فهذا الصوت لم يكن الصوت الذي خرج من حنجرتي هذا الصباح
رد علي و قال
ـــ عليكم السلام ، هل من خدمة
ـــ أنا أريد عصمت خانم
ـــ إسم حضرتك ؟
ـــ أنا 00 أنا 00 أكون إبنة السيد بصير الملك
و أبلغ السيدة عصمت أني مريـم
فتح الباب أكثر و شعرت أنه أرتبك و قال
ـــ سامحيني لم أعرفك تفضلي بالدخول
و فتح الباب لي ووقف جانباً و بكل إحترام لكي أمر 0
دخلت الى الداخل و أغلق الباب خلفي و قال
ـــ الآن سأذهب وأستدعي والدتي
دخلت الى الداخل و كان المنزل يسكنه الهدوء
و تأخرت عصمت خانم قليلا لكان قد غلبني النعاس
و أنا واقفة مكاني و لكنها وصلت و هادي من خلفها ،
عصمت خانم لم تراني من قبل فهي لم ترى و لا واحداً منا
و لا نحن قد رأيناها كنت مضطربة و متوترة جداً
و كنت أريد أن أرى شكلها و كيف هي
و لكن ما إن رأيت ملامحها هدأت ،
كانت إمرأة طويله و نحيلة و تهيأ لي أنها أكبر سناً من والدتي ،
لا أعلم إن كان عمرها كبيراً أم هموم أو المصاعب
التي مرت بها هي السبب ،
لا أعلم و بدت لي حنونة و ما إن وقع نظرها علي رحبت بي
يتبع 000
أو الشجار معها
كان وجهي يؤلمني ذهبت الى المرآة و دهشت بروية نفسي
و بهذه الحالة لقد كان طرف وجهي الأيسر متورماً
و عيني اليسرى كانت نصف مغمضة و متورمة
و فمي الذي قد وجه لكمة عليه لقد أصبح أزرقاً
خفت من روية وجهي بهذه الحالة و تعجبت من بقائي
على قيد الحياة لما الآن
تعجبت كيف نجوت من ركلاته و ضرباته المتوحشة
و ما زالت أذني تؤلمني من الصفعة التي تلقيتها عليها ،
فجأة خطر ببالي شيء ذهبت مسرعة و أخذت الحقيبة
و جمعت ملابسي و بعض الحاجيات الذي قد أحضرتها معي
يوم زواجي ثم حملتها و أنصرفت للخروج من المنزل
و لكن ظهرت في طريقي والدته
ـــ الى اين ؟
ـــ أريد الذهاب لقد طفح الكيل و لم أعد أستطيع تحمل المزيد
ـــ الى أين ستذهبين ؟ الا يوجد صاحباً لهذا المنزل ؟
ألم تسمعي ما الذي قاله زوجك ؟
ـــ أي زوج ؟ أنا لم يعد لدي زوج
ـــ يا عيني ما هذا الكلام الجديد الذي أسمعه ؟
فتحت فمي و كل ما أحمله في قلبي منذ سنين
أخرجته في تلك اللحظة
ـــ ذلك الرجل الحقير ليس زوجي ،
أشعر بالعار من قولي أنه رجل و زوج
ـــ هل تشكين من رجولته ؟
ـــ لا لست أشك من رجولته بل من طباعه السيئة و المتوحشة ،
أنت لا تفهمين ما الذي أقوله ،
ولا هو أيضا يفهمه
و من عليه أن يتعلم ؟
له الحق أن لا يعرف ما معنى الشرف و الغيرة !
فهو لا يقدر الا علي أنا الضعيفة لكي يسحقني تحت أقدامه و ركلاته
لم أعد أخاطب والدة زوجي بالسيدة لأنها لا تستحق هذا
إنها جاهلة و لم أعد ألتزم الصمت أمام تجريحها لي
و لم يعد إحترامها محفوظاً عندي
لأنها لا تستحق الإحترام أو من الممكن لاني قد أصبحت أشبههم
ولقد تعلمت منهم عدم الإحترام و المعاملة السيئة
ولم أعد أعرف ما هو الصواب و ماهو الخطأ ،
قالت لي
ـــ جمعتي كل ما يملك ولدي و تريدين الذهاب
ـــ أي ملك ؟ هل إبنك يملك شيئاً ؟
عندما تزوجني كان كل ما يملك الملابس الذي كان يرتديها ،
الآن أصبح له أملاكاً ؟
ـــ أولاً ستضعين الحقيبة بعدها تذهبين
ـــ حاضر
رجعت الى الغرفة و هي أيضاً أطمئنت
و رجعت الى عملها في المطبخ ،
دخلت الغرفة التي كانت في يوماً عش زواجي
و حبي قفلت الباب خلفي و قلت مع نفسي مريم
ماذا تريدين أن تأخذي معك ؟
هل ترغبين مرة أخرى أن ترتدي هذه الملابس ؟
و هذه الأحذية ؟
هذا كله سيذكرك بمأساتك مع هذا المتوحش ماا ستفعلين ؟
أحرقيها ، أتلفيها ، مزقيها يا مريم
أخذت المقص و أخذت كل الملابس واحداً تلو الآخر
و مزقتها الى قطعى قطعى و من ثم رميتها على الارض
من ثم هجمت على الحذاء و لكن المقص لم يقصه
ذهبت و أخذت شفرة حلاقة و قطعت حذائي
و بينما كنت أقطعه جرحت يدي و لكني لم أشعر بالألم ،
لقد أصبحت متوحشة ، أخذت الغطاء من على السرير
و مزقته قطعة قطعة و مزقت كل ما يوجد في الغرفة
بعدها ذهبت الى الفراش الموجود و بينما كنت أمزقه
كنت أستمتع بذلك و كأنني أمزق احمد أو لسان والدته
بعدها ذهبت الى السجاد و قطعتها قطعة قطعة
و أنا استمتع بهذا الشيء
و أستمتع عندما أتخيل رده فعل احمد و إندهاشه
و من غضبه و هو يرى كل هذا أشعر بالفرح
ظهرت على شفاهي بسمة الإنتقام على شفاهي المتورمة
ووجهي المتورم و الذي لونه قد أصبح أسوداً من الضرب
ثم أخذت الجمر من المدفئة و أخذت عبائتي كانت والدة زوجي
تتمنى أن تملك واحدة مثلها أمسكت الجمرة بالعبائة
لكي لا تحترق يداي وضعتها على السجاد
و بعد إنتهائي من هذا وقفت جانباً لأتفرج
ثم وقع نظري على الصندوق قلت لنفسي هل أكسره أم أحرقه
لكي أدفن كل شيء
و لكن تذكرت إن إبني ألماس كان يضع قبعته في ذلك الصندوق
حملت الصندوق و لبست عبائتي
لكي أخرج وللأبد من هذا الجحيم
و بينما كنت أريد الخروج ظهرت والدة زوجي مثل الشيطان أمامي
ـــ أرى أنك تريدين الخروج مرة أخرى !
ألم يأثر فيكي ضرب البارحة
ـــ تنحي جانباً عن طريقي و دعيني أذهب
ـــ لا لن تذهبي
ـــ أنا تركت حقيبتي في الغرفة 0 الآن دعيني أذهب
ـــ إذا ما هذا الذي في يدك ؟
ـــ هذا يخصني أنا و لا يتعلق بك
ـــ كل ما هو في البيت ملك ولدي و يتعلق بي أنا أيضاً
ـــ الحمدالله إبنك لم يترك شيئاً لي أو له ،
قلت لكي تنحي جانباً من طريقي
صرخت في وجهي وقالت
ـــ الآ تخجلين يا امرأة والآن تقولين لي تنحي جانباً
وأنت الآ تخجلين من الخروج من المنزل
وبهذا الوقت من الظهر تخيلي 000
قاطعتها وبهدوء سألتها
ـــ ألا تريدين أن تتنحي جانباً
ـــ لااااااا
وضعت الصندوق على الارض ثم نزعت عبائتي من علي رأسي
ووضعتها فوق الصندوق
وبيدي اليسرى أمسكتها من شعرها و شديتها منه
و عضضتها من يدها و بينما كنت أعضها أقول
ـــ ألم أقل لكي أبتعدي من طريقي ؟
شديت شعرها بقوة ، قالت
ـــ اللعنة عليك
حاولت الدفاع عن نفسها و تخليص نفسها مني
أمسكت يدها بيدي اليمنى عضضتها بكل ما أتيت من قوة
و كادت أسناني تنغرز في جسمها
و شعرت بأن أسناني أوشكت على أن تتلاقي ببعضها
و كم أستمتعت بما أفعل صرخت صرخة
و لا شك أنّ صرختها قد وصلت الى سابع جار
و في ذلك الوقت ليس من الخوف من صرختها
بل لأني أنا أردت ذلك تركتها
و كان مكان أسناني مرسوما على يدها
لا أعلم لماذا لم أفعل هذا الشيء من قبل
بدأت بالصراخ و بالشتائم قلت لها
ـــ أخرسي أخرسي
لم أتحمل صراخها كان يزعجني لقد كان صراخها كالمطرقة
التي تضرب على رأسي قلت لها مرة أخرى
ـــ هل ستخرسين أم لا ؟
بيدٍ واحدة أمسكتها من فمها بقوة و بيدي الثانية دفعتها الى الجدار
و كانت عيناها تكاد أن تخرج من مكانها من شدت الخوف
سحبتها من شعرها و أخذتها الى المكان
الذي كان في يوم جثة إبني ممدة فيه دفعتها بقوة الى الجدار
و بقدمي اليمنى ركلت رجلها بقوة ،
مثل السمكة أنزلقت من بين يداي و حاولت الهروب
و لكنها وقعت و بقوة على الارض قالت و هي تتألم
ـــ أخ كسرت عظامي ، أخ ظهري ، قتلتني أيتها اللعينة
و بدأت بالبكاء و الصراخ و الشتائم
وقفت أمامها كالمدرس الذي يأمر التلميذ أشرت لها بإصبعي و قلت
ـــ ألم أقل لك بأن تخرسي ؟ ألم أقل لك لا ترفعي صوتك
قلت هذا أم لم أقل؟
مرة أخرى مسكتها من فمها و بكل قوة كنت كالوحش
بلا إحساس و لا شعور و كنت أستمتع بضربها و تعذيبها ،
مرة أخرى بكت و لكن من دون صوت قلت لها
ـــ لا تبكي ، بكاء أيضاً لا يجب ان تبكي و لا أريد ان أسمع صوتك
قربتها الى وجهي المتورم و قلت لها
ـــ أفتحي أذناك جيداً و أسمعي جيداً ما سأقول
أنا الآن سأخرج من هذا البيت و الى الأبد
أستدرت و أشرت بإصبعي الى المكان الذي هي فيه و قلت لها
ـــ أنت ستجلسين الى ان يأتي إبنك المعتوه
و الويل لكي إن صرختي بعد خروجي
إن سمعت صوتك سوف أرجع من آخر الزقاق
و أخنقك و بعدها سأرمي جثتك في الحوض
لكي يظنوا أنك غرقتي يا إمرأة
نظرت الي و هي خائفة و حركت رأسها بعلامة نعم
و من شدة خوفها لم تكن تستطيع الكلام
لقد شعرت بأني لا أمزح معها و يبدوا أنها قد أدركت
بأنني أصبحت كالمجنونة و أنا أيضاً كنت مندهشة أكثر منها
أدركت بأني قادرة على فعل هذا الشيء ،
لم يكن تهديداً أم لإخافتها بل كنت واثقة من نفسي
و من أني أستطيع فعل هذا الشيء
و لا يصعب الأمر علي ، لو تكلمت أو صرخت
أو رأيت أي حركة لكنت في الحال سأفعلها
و أخنقها جلست لدقيقة و بدأت أحدق اليها
و كنت أنتظر أي حركة و صرخة منها
و كنت أتمنى من ربي أن تظل صامتة بلا حراك
لكي لا يكون عندي عذراً لخنقها هذه المرة
قد أستجاب الله لدعوتي ، العجوز كانت خائفة و صامتة
نهضت من مكاني و ركلتها بقوة ،
كم كان احمد مدرساً جيداً كان أستاذاً ماهراً
في التعذيب و الضرب
و أنا كنت تلميذته المتفوقة
و هل كان احمد يستمتع لهذه الدرجة بضربي مثلي أنا ؟ قلت
ـــ طوال هذه السنوات أحترمتك و لكنك لم تستحقي ذلك ،
ولم أكن أعرف بأنك تفضلين الضرب و الشتائم على الإحترام ،
و هذا جزائك 0
أخذت عبائتي ووضعتها على رأسي و حملت الصندوق
و لم أرجع لإلقاء نظرة على المنزل و مكان إبني الفارغ
كنت أعلم أنّ مكانه كان في القبر 0
كنت أستطيع فيما بعد الذهاب اليه نظرة الوداع لم تلزم
فتحت الباب و خرجت و من ثم أغلقته بقوة خلفي ،
تحررت، و تحررت من احمد ولم أعد أسيرته
لقد أستجابت دعوة والدي ،
كان ذلك الفصل الذي تزوجت فيه 0 كان فصل الخريف 0
كنت كالجثة الهامدة ، بلا روح ، كنت أمشي في الأزقة ضائعة ،
تائهة و مشوشة الأفكار ، كنت مرهقة جداً
و كان الشارع مزدحماً اااااه أشعر بالصداع أين أذهب ؟
الى من ألجأ ؟
قد قال والدي ما دمتي تزوجته لستي إبنتي و لا تأتي الى القصر0
أين أذهب ؟ الى بيت أخواتي ؟ و بهذه الحالة ؟
و هل أذهب لكي أحرجهن أمام أزواجهن ؟
سأذهب الى بيت عمتي ؟ وأسعد قلب عدوة والدتي ؟
أأذهب الى بيت عمي و عند زوجة عمي ؟
و بهذه الحالة ؟ أين أذهب يا الهي ؟
سأذهب الى بيت حسن خان شقيق عصمت خانم ،
ضرة والدتي و مهما كانت العواقب 0
وصلت الى أمام المنزل ، ماذا افعل هنا ؟
اااااه يا الهي ماهذه الفضيحة التي سأتسبب بها ،
أعرف إن لم يعد أحداً ينتظرني في هذه الدنيا ،
يجب أن أرجع لكن إلى اين لقد هدمت كل السلالم من خلفي
و لم يعد طريقاً للرجوع ، لا خيار لدي ،
شعرت بألماً يعصر قلبي ، ترددت ، أحسست ببرد الخريف
و نظرت من حولي و قبل أن أنصرف
و من دون إرادتي طرقت الباب و في الحال فتح الباب ،
شاباً قد فتح الباب و توقعت أن يكون هادي إبن عصمت خانم
يبدوا أنه كان علي وشك الخروج من المنزل ،
غطيت نفسي أكثر لكي لا يراني و أنا بهذه الحالة قلت
ـــ السلام عليكم
لقد كان صوتي حزيناً و منخفضاً لدرجة إني تعجبت
فهذا الصوت لم يكن الصوت الذي خرج من حنجرتي هذا الصباح
رد علي و قال
ـــ عليكم السلام ، هل من خدمة
ـــ أنا أريد عصمت خانم
ـــ إسم حضرتك ؟
ـــ أنا 00 أنا 00 أكون إبنة السيد بصير الملك
و أبلغ السيدة عصمت أني مريـم
فتح الباب أكثر و شعرت أنه أرتبك و قال
ـــ سامحيني لم أعرفك تفضلي بالدخول
و فتح الباب لي ووقف جانباً و بكل إحترام لكي أمر 0
دخلت الى الداخل و أغلق الباب خلفي و قال
ـــ الآن سأذهب وأستدعي والدتي
دخلت الى الداخل و كان المنزل يسكنه الهدوء
و تأخرت عصمت خانم قليلا لكان قد غلبني النعاس
و أنا واقفة مكاني و لكنها وصلت و هادي من خلفها ،
عصمت خانم لم تراني من قبل فهي لم ترى و لا واحداً منا
و لا نحن قد رأيناها كنت مضطربة و متوترة جداً
و كنت أريد أن أرى شكلها و كيف هي
و لكن ما إن رأيت ملامحها هدأت ،
كانت إمرأة طويله و نحيلة و تهيأ لي أنها أكبر سناً من والدتي ،
لا أعلم إن كان عمرها كبيراً أم هموم أو المصاعب
التي مرت بها هي السبب ،
لا أعلم و بدت لي حنونة و ما إن وقع نظرها علي رحبت بي
يتبع 000
رد: مأساة مريم ( قصة حقيقية ) سأرويها لكم على حلقات
ـــ مرحباً مريم خانم ، لماذا أنت واقفة هنا تفضلي الى الداخل ،
شرفتينا
فتحت باب الغرفة و قالت
ـــ تفضلي بالدخول و سامحينا ، هل تناولتي الفطور ،
هادي حبيبي أذهب و أجلب شيئا
كذبت و قلت
ـــ أجل يا سيدتي شكرا لك لا هادي لا تزعج نفسك
و كنت حينها أتظور جوعاً قالت عصمت
ـــ إذا ليكن شاياً
و أبتسمت لي تلك الابتسامة التي كلها حنان و طيبة
لدرجة أني عضضت شفاهي لكي لا أنفجر من الحزن وأبدأ بالبكاء ،
بعد مرور كم دقيقة أتى هادي و أحضر الشاي ثم أنصرف ،
جلست عصمت خانم بجواري و مرة أخرى تغطيت جيداً
و هي تنظر الي و بإستغراب ،
مأكد إنها كانت تتساءل مع نفسها لماذا أتغطى أمامها ،
أعلم إن مئة سؤالٍ و سؤال في ذهنها الآن ، لماذا أنا هنا ؟
أين زوجي ؟ وووو 000
دون شك إنها قد شعرت بشيئاً غير طبيعي
و لكن كانت أذكى من تظهر ذلك على وجهها
و كانت تعرف حدودها جيداً ، سألتني و بكل إحترام
ـــ كيف حال زوجك ؟ و لماذا لم يشرفنا ؟
قطعت حبل أفكاري توترت ، أرتبكت سألتها
ـــ نعم 00 نعم 00 ماذا ؟00 ماذا قلتي ؟
ـــ زوجك ؟ سألت كيف حال زوجك ؟
قـلـت
ـــ لم يعد لي زوجاً
أنتظروا الجزء السادس عشر 000
شرفتينا
فتحت باب الغرفة و قالت
ـــ تفضلي بالدخول و سامحينا ، هل تناولتي الفطور ،
هادي حبيبي أذهب و أجلب شيئا
كذبت و قلت
ـــ أجل يا سيدتي شكرا لك لا هادي لا تزعج نفسك
و كنت حينها أتظور جوعاً قالت عصمت
ـــ إذا ليكن شاياً
و أبتسمت لي تلك الابتسامة التي كلها حنان و طيبة
لدرجة أني عضضت شفاهي لكي لا أنفجر من الحزن وأبدأ بالبكاء ،
بعد مرور كم دقيقة أتى هادي و أحضر الشاي ثم أنصرف ،
جلست عصمت خانم بجواري و مرة أخرى تغطيت جيداً
و هي تنظر الي و بإستغراب ،
مأكد إنها كانت تتساءل مع نفسها لماذا أتغطى أمامها ،
أعلم إن مئة سؤالٍ و سؤال في ذهنها الآن ، لماذا أنا هنا ؟
أين زوجي ؟ وووو 000
دون شك إنها قد شعرت بشيئاً غير طبيعي
و لكن كانت أذكى من تظهر ذلك على وجهها
و كانت تعرف حدودها جيداً ، سألتني و بكل إحترام
ـــ كيف حال زوجك ؟ و لماذا لم يشرفنا ؟
قطعت حبل أفكاري توترت ، أرتبكت سألتها
ـــ نعم 00 نعم 00 ماذا ؟00 ماذا قلتي ؟
ـــ زوجك ؟ سألت كيف حال زوجك ؟
قـلـت
ـــ لم يعد لي زوجاً
أنتظروا الجزء السادس عشر 000
رد: مأساة مريم ( قصة حقيقية ) سأرويها لكم على حلقات
الجزء السادس عشر :
أمتلأت عيني دموع و أنزلت رأسي الى الاسفل لكي لا تراها
كانت تنظر الي و فمها مفتوحاً من الدهشة سألت
ـــ لماذا ما الذي حدث ؟ هل أختلفتم أو حصل شجاراً بينكم ؟
و بينما كان رأسي في الاسفل قلت
ـــ أكثر من هذا ؟
ـــ لماذا ؟ ماالذي قد فعله ؟
كشفت عن وجهي و ألتفت اليها و ما إن رأتني قالت
ـــ آخ .. يا إلهي الآن سأقول لهادي أن يذهب لإحضار الطبيب
ـــ لا عصمت خانم لا داعي للطبيب سيتحسن بنفسه
فهذه ليست المرة الأولى
ـــ هل رفع يده عليكي من قبل يا الهي ،
أيها النذل أنظروا ماالذي فعله !
ـــ لا مشكلة أنا قد تعودت على هذا الأمر ،
دعي هادي يذهب الى المدرسة
ـــ لا اليوم هو في عطلة
سألتها
ـــ إذن اليوم عطلة ؟ هل حسن خان هو ايضاً في المنزل ؟
ـــ لا شقيقي قد خرج من المنزل و لكنه سيرجع عند الظهر
يا ليت يرجع بسرعة لأرى ماالذي علي فعله ؟ هل يؤلمك كثيرا ؟
ـــ وجهي ؟ لا ، هنا يؤلمني
و أشرت الى قلبي وفجأة بدأت تذرف دموعي
و لم أستطع منعها كانت تذرف و تذرف لوحدها
لم أكن أريد البكاء أمام هذه المرأة
لم أكن أريد أن أكون ضعيفة أمامها
و كنت أخجل من ما أنا عليه
و لكن الأمر ليس بيدي الآن قد أصبحت موضع الشفقة
من هذا و هذا
يا ليت كانت قد جفت دموعي يا ليت قد كسرت رجلي
قبل أن تطئ عتبة هذا المنزل يال سخرية القدر
الآن أنا هنا في هذا المنزل و في منزل هذه المرأة ضرة والدتي ،
الآن أجلسي هنا يا مريم و دعي هذه المرأة تنظر إليك بفماً مفتوحاً
من الدهشة و إبنها الذي الآن في الحديقة ينظر اليك بشفقة
و لكي يأتي حسن خان و يجد حلاً لمصيبتك و أنت هنا جالسة ،
عاجزة و لا تستطيعين فعل شيء ، أبكي يا مريم ،
أبكي حتي تكونين موضع فرجة الجميع و لكن لا ،
عصمت خانم كانت تذرف الدموع أكثر مني قلت
ـــ أنظروا في يوم العيد كيف أزعجتكم و أشغلتكم بمشاكلي
و في هذا اليوم بالذات ، أنا الآن أستأذن
ـــ ماهذا الكلام ؟ هذا منزلك و هل تظنين بأني سأدعك تذهبين
والله إن تفوهتي بهذا الكلام مرة أخرى سوف أتضايق منك
والدك كان صاحب فضلٍ علينا و كان طيباً معنا000
والآن و قد أتت إبنته ضيفة ليوم واحد الى بيتنا
نتركها تذهب و بهذه الحالة ؟
مرة أخرى سالت دموعي ، لماذا هذه الدموع لا تفارقني ،
لماذا عيني تذرف و تذرف رغماً عني
و لكن رغم هذا أشعر بالراحة شيئاً فشيئاً ،
كم كنت هادئة ما ألطف و أطيب هذه المرأة
كم كنت أتمنى أن أضع رأسي على كتفها
و أفرغ لها ما بداخلي كانت قريبةً مني قلت لها
ـــ هل تعلمين بأني قد أحببته في البداية ؟
كانت تعرف
ـــ هل تعلمين بأني أصبحت زوجته رغماً عن الجميع ؟
كانت تعرف ،
كان شقيقها بنفسه قد أصطحب أحمد و أشترى له الملابس
ـــ هل تعلمين أني قد رزقت بولد ؟
كانت تعرف ،
كان أبي قد أخبرها بكل شيء
ـــ هل تعلمين أن إبني قد مات في الحوض غرقاً ؟
كانت تعرف
ـــ هل تعلمين كم حزنت و تألمت عليه ؟
كانت تعرف ،
كانت دموعها التي تذرف من عيناها تخبرني بأنها تعلم بكل شيء
و في النهاية هي ايضاً لديها إبناً واحداً ولا غير
كان ظهراً تناولنا الطعام أنا و عصمت و هادي
و بعدها أحتسينا الشاي ثم نمت ،
تقريبا كانت الساعة الثالثة ظهراً أحسست بيد تداعب جبيني
كانت عصمت خانم تويقظني من النوم فتحت عيني
و حاولت أن أتذكر أين أنا هل هذا احمد ؟
هل هي والدته ؟
لا اهااا لحسن حظي هذه عصمت خانم
التي كانت بصوتاً هادئ و كله حنان تقول لي
ـــ مريم عزيزتي هيا أستيقظي حسن خان يريد التكلم معك
حسن خان كان أكثر شباباً من ما تصورت و له صوتاً كله حنيه ،
عندما دخل الغرفة كانت عبائتي على أكتافي
ما إن أسرعت لوضعها على رأسي دخل الغرفة و ألقى التحيه
نهضت من مكاني إحتراماً له و بينما كان يجلس قال
ـــ سيدتي هذا الرجل ماذا فعل بك ؟ كيف فعل هذا ؟
كيف أستطاع أن يفعل هذا ؟ و هذا أيضاً بسيدة محترمة مثلك ؟
بصعوبة أستطعت تمالك نفسي و أمنع نفسي عن البكاء
و مع كل هذا أمتلئت عيني من الدموع
سألني
ـــ الآن ماذا قررتي ؟هل تريدين أن أتدخل ؟
ـــ لا ، أريد الطلاق
لم يستغرب من هذا الامر و لم يعترض قال
ـــ هل والدك على علمٍ بهذا ؟
ـــ لا ، أولاً أتيت الى هنا لاني كنت ضائعة
و لم أكن أعرف ما الذي علي فعله
و لكن الآن لن أزعجكم أكثر وسأذهب الى منزل والدي
ـــ لا ياسيدة ،
ليس من الصواب أن تراك والدتك و أنت بهذه الحالة ،
أنتظري قليلا في البداية يجب علينا إبلاغ والدك ،
لكي يأتي و يرى وضعك وهو سيقرر ماذا يفعل
عصمت خانم قالت
ـــ شقيقي على حق إن ذهبتي و بعد كل هذه السنوات
و رأتك والدتك بهذه الحالة سيتوقف قلبها ،
يجب أن نرسل أحداً لكي يبلغ والدك
لم أكن أصدق بأن يوجد ضرة تشفق على ضرتها ،
فكل ما مررت به و جربته في هذه الستة سنوات
التي مضت قد جعلت قلبي قاسياً و متحجراً
و كنت اتصور بأن كل الناس متوحشين و سيئين
ولا رحمة في قلوبهم شيئاً فشيئاً قد بدأت أتذكر الانسانية ،
حسن خان قال
ـــ هادي هل تستطيع أن تذهب الى قصر السيد بصير الملك ؟
ـــ لماذا لا أستطيع يا خالي ؟ طبعا أستطيع
هو أيضا يشفق علي
و كان يريد أن يخدمني بأي طريقة قالت والدته
ـــ يا إلهي و لكن هادي ،
لم يذهب يوماً الى بيت السيد ،
فالسيد قد منعنا من الذهاب الى هناك
لكي لا تعرف زوجته و يصبح خلافاً بينهما
قال حسن خان
ـــ أنا أعلم جيداً ما الذي علي فعله
خرج من الغرفة و من ثم رجع و كان يحمل في يده رسالة
و أعطاها لهادي و قال
ـــ ستذهب الى القصر و ستطرق الباب
و تقول لهم أريد مقابلة السيد و إياك ان تدخل حتى إن أصروا
فلا يجب عليك الدخول فقط تقول لهم لم يؤذن لي بالدخول
ستعطيهم الرسالة و تخبرهم ليعطوها فقط للسيد و لا غير
و تقول إنها رسالة عاجلة و هامة
شعرت بالقلق و سألت
ـــ على ماذا تحتوي هذه الرسالة
أجابني
ـــ لا تخافي يا إبنتي لقد كتبت له :
يجب أن تشرفنا الى المنزل بخصوص مشكلة إبنتك مريم خانم
و تتحدت إليها شخصياً ووضعت إسمي و توقيعي على الرسالة
فقط هذا ما تحتويه الرسالة
كنت أتصبب عرقاً من الخجل و كنت في قلبي أشتم احمد ،
رفعت رأسي و قلت لهادي
ـــ سامحني لقد أزعجتك أنت أيضاً معي
ـــ لا أنت لم تزعجيني الآن سأذهب و أرجع بسرعة
ذهب هادي و بدأ قلبي يخفق بسرعة
لم أعد قادرة على الجلوس ، كنت مضطربة و متوترة للغاية
فبعد مرور كل هذه السنوات سيأتي والدي ،
سأرى والدي طبعاً إن أتى وإن أراد رؤيتي ،
كانا عصمت خانم و حسن خان يهدئونني
كنت أشعر بأن فمي قد أصبح جافاً و جسمي بارداً و يرتجف
و كانت عصمت خانم مضطربةً مثلي ،
سمعت صوت الباب ، تجمدت ، قال لي حسن خان
ـــ هيا أذهبي الى الغرفة لكي أطلعه على القضية أولاً
ركضت الى الغرفة دخلت
ومن ثم أسترقت النظر من خلف فتحة الباب ،
عصمت خانم فتحت الباب ،
أولاً رأيت والدي يدخل من ثم هادي من خلفه
لم أكن أريده أن يراني والدي و أنا بهذه الحالة
إمرأة تتألم بدلاً من تلك الفتاة المدللــة و المرحة
و ما إن دخل والدي صرخ
ـــ حسن خان
أقترب حسن خان منه لإستقباله أنشغل والدي بالكلام معهما
كنت أرى ملامح وجهه من النافذة اااااه كم تغير ،
لقد أصبح شعره أكثر بياضاً و أصبح نحيلاً
و يبدوا لي أكبر سناً من سنه و كان يبدوا لي مضطرباً
و في كل لحظة يصبح أكثر إضطراباً
و بينما كانوا يتحدثون كان مرة ينظر الى حسن خان
و مرة الى عصمت خانم التي كانت تقاطع كلام شقيقها
لكي تقول رأيها ،
بعدها عم السكوت بينهم للحظة ،
تنفس والدي بعمق و سأل سؤالاً
و رأيت حسن خان أشار له الى الغرفة التي كنت موجودة فيها ،
أقترب والدي من الغرفة ووقف بقرب الباب
و كأن حاله لم يكن أفضل من حالي ناداني
ـــ مريم !
أمتلأت عيناي من الدموع أقترب خطوة أخرى و قال
ـــ لماذا لا تخرجين ؟
كان صوته هادئاً و حزيناً أخفضت رأسي الى الأسفل
و فتحت الباب و أتكأت عليه و بما أن رأسي كان في الاسفل
كان شعري يغطي وجهي ، بصوتاً منخفض قلت
ـــ سلام
ـــ و عليكم السلام
أقترب مني ووقف أمامي
وطرف وجهي المصاب و المتورم كان مخفياً تحت شعري
و كان والدي يحاول رؤية وجهي
يريد بعد مرور كل هذه السنوات أن يرى إبنته
و أنا كنت خائفة من أن يراه و بهذه الحالة
كنت أنظر الى حذائه بصوتٍ منخفضاً قال
ـــ هل ألتطمَ رأسك بالصخرة يا مريم ؟
ـــ لا تعاتبني يا والدي
و بدأت دموعي تذرف على الارض بين قدمينا
و في حياتي لم أرى قطرات من الدموع و بهذا الحجم قال
ـــ لا لست أعاتبك ، بل خيراً ما فعلتي بقدومك
كان صوته يرتجف ثم صمت و تنفس بعمق
و حاول تمالك نفسه قال
ـــ أرفعي رأسك أنظري الي
لم أتحرك قال
ـــ هل تحقدين علي ؟
حركت رأسي بعلامه لا
ـــ إذن لماذا لا تريدين النظر في وجهي
ـــ أريد 000
و بعدها رفعت رأسي و كانت عيناي مليئة بالدموع ،
في بداية الأمر لم يظهر أي رده فعل
فقط كانت عيناه تكاد أن تخرج من مكانها من الدهشة
حدق الي بدقةٍ أكثر
و كأن شخصاً آخر يقف أمامه عوضاً عن إبنته ،
حسن خان وأخته كانا ينظران إلينا بتأسف ،
فجأة رجع والدي الى وعيه
أدخل أصابعه بين شعره من الغيظ و قال
ـــ آخ 000
نظر الي و كأنه يكلم نفسه قال
ـــ أنظروا ما الذي فعله 000
و بما أنه كان يعرف الرد من البداية سأل
ـــ من الذي فعل بكي هذا ؟
ـــ أحمد 000 يا والدي 000 أحمد
و بدأت بالبكاء ، أصبح كالأسد السجين في القفص
كان يسير يميناً و شمالاً ثم رجع ناحيتي و قال
ـــ زوجك فعل بك هذا ؟
فعل هذا بزوجته ؟ بشرفه ؟ أتفووو عليه من رجل
قال حسن خان
ـــ و هذه ليست المرة الأولى
نظر الي والدي وقال
ـــ هل هذا صحيح ؟ وأنت بقيتي هناك ؟ وتحملتي ؟
وأستمريتي بالعيش معه ؟
ـــ كنت أقول ربما سيتعقل يا والدي
ـــ يتعقل ؟ لا يا عزيزتي ،
كل هذه الفترة وهو يضربك وأنت لم تشتكي ولم تتركيه
أنظري لنفسك أنظري ما الذي فعله بك ،
يا له من حيوان غريب
وهذا بالفتاة التي تخلت عن كل شيء من أجله ،
بإبنتي الفتاة التي كانت أرق من الوردة 000
لم يستطع أن يكمل ،
للحظة رأيت الدموع في عينيه في الحال
أدار ظهره الي ثم تابع وقال
ـــ هل يظن بأنه قد أعتقل أسيراً ،
سوف أجعله يدفع الثمن غالياً ،
ولكن لماذا بقيتي معه ؟
لماذا كل هذه الفترة تحملتي و صمتي يا مريم ؟ لماذا ؟
كان صوته هادئاً و لكن كلامه عتاباً قلت
ـــ من أجل إبني يا والدي
لم يقل شيئاً و لكن وجهه أصبح شاحباً ،
و ندمت على ما قلت ظل صامتاً و رأسه الى الاسفل ،
كانت عصمت خانم تذرف الدموع ، قال
ـــ أعلم بأنك عانيتي الكثير
قلت و أنا أبكي
ـــ والدي العزيز لا أحد يعلم لا أحد
أتركني الى أن أهدء ، كم من مرة أراد التكلم
و لكن كانت شفاه ترتجف و لم يستطع بعدها قال
ـــ حسناً لا تحملي هماً لقد أنتهى كل شيء
أنا بنفسي سأتولى الأمر لقد شرفتينا بقدومك
و في النهاية هو الخاسر لانه قد خسر إمرأة مثلك أنت
أنا لا أعلم كيف لم يقدر و يحافظ على جوهرة مثلك
و هذا من سوء حظه
و من سوء حظ أناس الذين لا يقدرون النعمة التي وهبهم الله 0
بعدها ذهبنا الى الغرفة و جلسنا قال والدي
ـــ الآن ماذا ستفعلين ؟
ـــ أريد الطلاق
ـــ هذا هو الصواب و لكن مع كل هذا فكري جيداً مرة أخرى
ـــ من سنة بعد زواجنا و أنا أفكر بهذا يا والدي
فكر والدي ثم قال
ـــ أنا لا أستطيع اخذك الى القصر و أنت بهذه الحالة ،
والدتك المسكينة لن تحتمل رؤيتك هكذا
قال حسن خان
ـــ و هذا رأيي أنا أيضاً
ألتفت والدي الى حسن خان و قال
ـــ هل تسمح لمريم أن تبقى لبضعة أيام هنا الى ان يخف وجهها
و تختفي الكدمات من على وجهها بعدها أنا بنفسي سأحضر و أخذها
حسن خان و عصمت خانم تكلما في نفس اللحظة و قالا
ـــ هذا منزلها و قدر ما أشاءت تستطيع البقاء 0
يتبع 000
أمتلأت عيني دموع و أنزلت رأسي الى الاسفل لكي لا تراها
كانت تنظر الي و فمها مفتوحاً من الدهشة سألت
ـــ لماذا ما الذي حدث ؟ هل أختلفتم أو حصل شجاراً بينكم ؟
و بينما كان رأسي في الاسفل قلت
ـــ أكثر من هذا ؟
ـــ لماذا ؟ ماالذي قد فعله ؟
كشفت عن وجهي و ألتفت اليها و ما إن رأتني قالت
ـــ آخ .. يا إلهي الآن سأقول لهادي أن يذهب لإحضار الطبيب
ـــ لا عصمت خانم لا داعي للطبيب سيتحسن بنفسه
فهذه ليست المرة الأولى
ـــ هل رفع يده عليكي من قبل يا الهي ،
أيها النذل أنظروا ماالذي فعله !
ـــ لا مشكلة أنا قد تعودت على هذا الأمر ،
دعي هادي يذهب الى المدرسة
ـــ لا اليوم هو في عطلة
سألتها
ـــ إذن اليوم عطلة ؟ هل حسن خان هو ايضاً في المنزل ؟
ـــ لا شقيقي قد خرج من المنزل و لكنه سيرجع عند الظهر
يا ليت يرجع بسرعة لأرى ماالذي علي فعله ؟ هل يؤلمك كثيرا ؟
ـــ وجهي ؟ لا ، هنا يؤلمني
و أشرت الى قلبي وفجأة بدأت تذرف دموعي
و لم أستطع منعها كانت تذرف و تذرف لوحدها
لم أكن أريد البكاء أمام هذه المرأة
لم أكن أريد أن أكون ضعيفة أمامها
و كنت أخجل من ما أنا عليه
و لكن الأمر ليس بيدي الآن قد أصبحت موضع الشفقة
من هذا و هذا
يا ليت كانت قد جفت دموعي يا ليت قد كسرت رجلي
قبل أن تطئ عتبة هذا المنزل يال سخرية القدر
الآن أنا هنا في هذا المنزل و في منزل هذه المرأة ضرة والدتي ،
الآن أجلسي هنا يا مريم و دعي هذه المرأة تنظر إليك بفماً مفتوحاً
من الدهشة و إبنها الذي الآن في الحديقة ينظر اليك بشفقة
و لكي يأتي حسن خان و يجد حلاً لمصيبتك و أنت هنا جالسة ،
عاجزة و لا تستطيعين فعل شيء ، أبكي يا مريم ،
أبكي حتي تكونين موضع فرجة الجميع و لكن لا ،
عصمت خانم كانت تذرف الدموع أكثر مني قلت
ـــ أنظروا في يوم العيد كيف أزعجتكم و أشغلتكم بمشاكلي
و في هذا اليوم بالذات ، أنا الآن أستأذن
ـــ ماهذا الكلام ؟ هذا منزلك و هل تظنين بأني سأدعك تذهبين
والله إن تفوهتي بهذا الكلام مرة أخرى سوف أتضايق منك
والدك كان صاحب فضلٍ علينا و كان طيباً معنا000
والآن و قد أتت إبنته ضيفة ليوم واحد الى بيتنا
نتركها تذهب و بهذه الحالة ؟
مرة أخرى سالت دموعي ، لماذا هذه الدموع لا تفارقني ،
لماذا عيني تذرف و تذرف رغماً عني
و لكن رغم هذا أشعر بالراحة شيئاً فشيئاً ،
كم كنت هادئة ما ألطف و أطيب هذه المرأة
كم كنت أتمنى أن أضع رأسي على كتفها
و أفرغ لها ما بداخلي كانت قريبةً مني قلت لها
ـــ هل تعلمين بأني قد أحببته في البداية ؟
كانت تعرف
ـــ هل تعلمين بأني أصبحت زوجته رغماً عن الجميع ؟
كانت تعرف ،
كان شقيقها بنفسه قد أصطحب أحمد و أشترى له الملابس
ـــ هل تعلمين أني قد رزقت بولد ؟
كانت تعرف ،
كان أبي قد أخبرها بكل شيء
ـــ هل تعلمين أن إبني قد مات في الحوض غرقاً ؟
كانت تعرف
ـــ هل تعلمين كم حزنت و تألمت عليه ؟
كانت تعرف ،
كانت دموعها التي تذرف من عيناها تخبرني بأنها تعلم بكل شيء
و في النهاية هي ايضاً لديها إبناً واحداً ولا غير
كان ظهراً تناولنا الطعام أنا و عصمت و هادي
و بعدها أحتسينا الشاي ثم نمت ،
تقريبا كانت الساعة الثالثة ظهراً أحسست بيد تداعب جبيني
كانت عصمت خانم تويقظني من النوم فتحت عيني
و حاولت أن أتذكر أين أنا هل هذا احمد ؟
هل هي والدته ؟
لا اهااا لحسن حظي هذه عصمت خانم
التي كانت بصوتاً هادئ و كله حنان تقول لي
ـــ مريم عزيزتي هيا أستيقظي حسن خان يريد التكلم معك
حسن خان كان أكثر شباباً من ما تصورت و له صوتاً كله حنيه ،
عندما دخل الغرفة كانت عبائتي على أكتافي
ما إن أسرعت لوضعها على رأسي دخل الغرفة و ألقى التحيه
نهضت من مكاني إحتراماً له و بينما كان يجلس قال
ـــ سيدتي هذا الرجل ماذا فعل بك ؟ كيف فعل هذا ؟
كيف أستطاع أن يفعل هذا ؟ و هذا أيضاً بسيدة محترمة مثلك ؟
بصعوبة أستطعت تمالك نفسي و أمنع نفسي عن البكاء
و مع كل هذا أمتلئت عيني من الدموع
سألني
ـــ الآن ماذا قررتي ؟هل تريدين أن أتدخل ؟
ـــ لا ، أريد الطلاق
لم يستغرب من هذا الامر و لم يعترض قال
ـــ هل والدك على علمٍ بهذا ؟
ـــ لا ، أولاً أتيت الى هنا لاني كنت ضائعة
و لم أكن أعرف ما الذي علي فعله
و لكن الآن لن أزعجكم أكثر وسأذهب الى منزل والدي
ـــ لا ياسيدة ،
ليس من الصواب أن تراك والدتك و أنت بهذه الحالة ،
أنتظري قليلا في البداية يجب علينا إبلاغ والدك ،
لكي يأتي و يرى وضعك وهو سيقرر ماذا يفعل
عصمت خانم قالت
ـــ شقيقي على حق إن ذهبتي و بعد كل هذه السنوات
و رأتك والدتك بهذه الحالة سيتوقف قلبها ،
يجب أن نرسل أحداً لكي يبلغ والدك
لم أكن أصدق بأن يوجد ضرة تشفق على ضرتها ،
فكل ما مررت به و جربته في هذه الستة سنوات
التي مضت قد جعلت قلبي قاسياً و متحجراً
و كنت اتصور بأن كل الناس متوحشين و سيئين
ولا رحمة في قلوبهم شيئاً فشيئاً قد بدأت أتذكر الانسانية ،
حسن خان قال
ـــ هادي هل تستطيع أن تذهب الى قصر السيد بصير الملك ؟
ـــ لماذا لا أستطيع يا خالي ؟ طبعا أستطيع
هو أيضا يشفق علي
و كان يريد أن يخدمني بأي طريقة قالت والدته
ـــ يا إلهي و لكن هادي ،
لم يذهب يوماً الى بيت السيد ،
فالسيد قد منعنا من الذهاب الى هناك
لكي لا تعرف زوجته و يصبح خلافاً بينهما
قال حسن خان
ـــ أنا أعلم جيداً ما الذي علي فعله
خرج من الغرفة و من ثم رجع و كان يحمل في يده رسالة
و أعطاها لهادي و قال
ـــ ستذهب الى القصر و ستطرق الباب
و تقول لهم أريد مقابلة السيد و إياك ان تدخل حتى إن أصروا
فلا يجب عليك الدخول فقط تقول لهم لم يؤذن لي بالدخول
ستعطيهم الرسالة و تخبرهم ليعطوها فقط للسيد و لا غير
و تقول إنها رسالة عاجلة و هامة
شعرت بالقلق و سألت
ـــ على ماذا تحتوي هذه الرسالة
أجابني
ـــ لا تخافي يا إبنتي لقد كتبت له :
يجب أن تشرفنا الى المنزل بخصوص مشكلة إبنتك مريم خانم
و تتحدت إليها شخصياً ووضعت إسمي و توقيعي على الرسالة
فقط هذا ما تحتويه الرسالة
كنت أتصبب عرقاً من الخجل و كنت في قلبي أشتم احمد ،
رفعت رأسي و قلت لهادي
ـــ سامحني لقد أزعجتك أنت أيضاً معي
ـــ لا أنت لم تزعجيني الآن سأذهب و أرجع بسرعة
ذهب هادي و بدأ قلبي يخفق بسرعة
لم أعد قادرة على الجلوس ، كنت مضطربة و متوترة للغاية
فبعد مرور كل هذه السنوات سيأتي والدي ،
سأرى والدي طبعاً إن أتى وإن أراد رؤيتي ،
كانا عصمت خانم و حسن خان يهدئونني
كنت أشعر بأن فمي قد أصبح جافاً و جسمي بارداً و يرتجف
و كانت عصمت خانم مضطربةً مثلي ،
سمعت صوت الباب ، تجمدت ، قال لي حسن خان
ـــ هيا أذهبي الى الغرفة لكي أطلعه على القضية أولاً
ركضت الى الغرفة دخلت
ومن ثم أسترقت النظر من خلف فتحة الباب ،
عصمت خانم فتحت الباب ،
أولاً رأيت والدي يدخل من ثم هادي من خلفه
لم أكن أريده أن يراني والدي و أنا بهذه الحالة
إمرأة تتألم بدلاً من تلك الفتاة المدللــة و المرحة
و ما إن دخل والدي صرخ
ـــ حسن خان
أقترب حسن خان منه لإستقباله أنشغل والدي بالكلام معهما
كنت أرى ملامح وجهه من النافذة اااااه كم تغير ،
لقد أصبح شعره أكثر بياضاً و أصبح نحيلاً
و يبدوا لي أكبر سناً من سنه و كان يبدوا لي مضطرباً
و في كل لحظة يصبح أكثر إضطراباً
و بينما كانوا يتحدثون كان مرة ينظر الى حسن خان
و مرة الى عصمت خانم التي كانت تقاطع كلام شقيقها
لكي تقول رأيها ،
بعدها عم السكوت بينهم للحظة ،
تنفس والدي بعمق و سأل سؤالاً
و رأيت حسن خان أشار له الى الغرفة التي كنت موجودة فيها ،
أقترب والدي من الغرفة ووقف بقرب الباب
و كأن حاله لم يكن أفضل من حالي ناداني
ـــ مريم !
أمتلأت عيناي من الدموع أقترب خطوة أخرى و قال
ـــ لماذا لا تخرجين ؟
كان صوته هادئاً و حزيناً أخفضت رأسي الى الأسفل
و فتحت الباب و أتكأت عليه و بما أن رأسي كان في الاسفل
كان شعري يغطي وجهي ، بصوتاً منخفض قلت
ـــ سلام
ـــ و عليكم السلام
أقترب مني ووقف أمامي
وطرف وجهي المصاب و المتورم كان مخفياً تحت شعري
و كان والدي يحاول رؤية وجهي
يريد بعد مرور كل هذه السنوات أن يرى إبنته
و أنا كنت خائفة من أن يراه و بهذه الحالة
كنت أنظر الى حذائه بصوتٍ منخفضاً قال
ـــ هل ألتطمَ رأسك بالصخرة يا مريم ؟
ـــ لا تعاتبني يا والدي
و بدأت دموعي تذرف على الارض بين قدمينا
و في حياتي لم أرى قطرات من الدموع و بهذا الحجم قال
ـــ لا لست أعاتبك ، بل خيراً ما فعلتي بقدومك
كان صوته يرتجف ثم صمت و تنفس بعمق
و حاول تمالك نفسه قال
ـــ أرفعي رأسك أنظري الي
لم أتحرك قال
ـــ هل تحقدين علي ؟
حركت رأسي بعلامه لا
ـــ إذن لماذا لا تريدين النظر في وجهي
ـــ أريد 000
و بعدها رفعت رأسي و كانت عيناي مليئة بالدموع ،
في بداية الأمر لم يظهر أي رده فعل
فقط كانت عيناه تكاد أن تخرج من مكانها من الدهشة
حدق الي بدقةٍ أكثر
و كأن شخصاً آخر يقف أمامه عوضاً عن إبنته ،
حسن خان وأخته كانا ينظران إلينا بتأسف ،
فجأة رجع والدي الى وعيه
أدخل أصابعه بين شعره من الغيظ و قال
ـــ آخ 000
نظر الي و كأنه يكلم نفسه قال
ـــ أنظروا ما الذي فعله 000
و بما أنه كان يعرف الرد من البداية سأل
ـــ من الذي فعل بكي هذا ؟
ـــ أحمد 000 يا والدي 000 أحمد
و بدأت بالبكاء ، أصبح كالأسد السجين في القفص
كان يسير يميناً و شمالاً ثم رجع ناحيتي و قال
ـــ زوجك فعل بك هذا ؟
فعل هذا بزوجته ؟ بشرفه ؟ أتفووو عليه من رجل
قال حسن خان
ـــ و هذه ليست المرة الأولى
نظر الي والدي وقال
ـــ هل هذا صحيح ؟ وأنت بقيتي هناك ؟ وتحملتي ؟
وأستمريتي بالعيش معه ؟
ـــ كنت أقول ربما سيتعقل يا والدي
ـــ يتعقل ؟ لا يا عزيزتي ،
كل هذه الفترة وهو يضربك وأنت لم تشتكي ولم تتركيه
أنظري لنفسك أنظري ما الذي فعله بك ،
يا له من حيوان غريب
وهذا بالفتاة التي تخلت عن كل شيء من أجله ،
بإبنتي الفتاة التي كانت أرق من الوردة 000
لم يستطع أن يكمل ،
للحظة رأيت الدموع في عينيه في الحال
أدار ظهره الي ثم تابع وقال
ـــ هل يظن بأنه قد أعتقل أسيراً ،
سوف أجعله يدفع الثمن غالياً ،
ولكن لماذا بقيتي معه ؟
لماذا كل هذه الفترة تحملتي و صمتي يا مريم ؟ لماذا ؟
كان صوته هادئاً و لكن كلامه عتاباً قلت
ـــ من أجل إبني يا والدي
لم يقل شيئاً و لكن وجهه أصبح شاحباً ،
و ندمت على ما قلت ظل صامتاً و رأسه الى الاسفل ،
كانت عصمت خانم تذرف الدموع ، قال
ـــ أعلم بأنك عانيتي الكثير
قلت و أنا أبكي
ـــ والدي العزيز لا أحد يعلم لا أحد
أتركني الى أن أهدء ، كم من مرة أراد التكلم
و لكن كانت شفاه ترتجف و لم يستطع بعدها قال
ـــ حسناً لا تحملي هماً لقد أنتهى كل شيء
أنا بنفسي سأتولى الأمر لقد شرفتينا بقدومك
و في النهاية هو الخاسر لانه قد خسر إمرأة مثلك أنت
أنا لا أعلم كيف لم يقدر و يحافظ على جوهرة مثلك
و هذا من سوء حظه
و من سوء حظ أناس الذين لا يقدرون النعمة التي وهبهم الله 0
بعدها ذهبنا الى الغرفة و جلسنا قال والدي
ـــ الآن ماذا ستفعلين ؟
ـــ أريد الطلاق
ـــ هذا هو الصواب و لكن مع كل هذا فكري جيداً مرة أخرى
ـــ من سنة بعد زواجنا و أنا أفكر بهذا يا والدي
فكر والدي ثم قال
ـــ أنا لا أستطيع اخذك الى القصر و أنت بهذه الحالة ،
والدتك المسكينة لن تحتمل رؤيتك هكذا
قال حسن خان
ـــ و هذا رأيي أنا أيضاً
ألتفت والدي الى حسن خان و قال
ـــ هل تسمح لمريم أن تبقى لبضعة أيام هنا الى ان يخف وجهها
و تختفي الكدمات من على وجهها بعدها أنا بنفسي سأحضر و أخذها
حسن خان و عصمت خانم تكلما في نفس اللحظة و قالا
ـــ هذا منزلها و قدر ما أشاءت تستطيع البقاء 0
يتبع 000
رد: مأساة مريم ( قصة حقيقية ) سأرويها لكم على حلقات
عندما كان والدي على وشك الانصراف وضع يده في جيبه
و أخرج بعض النقود ووضعها في يدي ،
لا عند قدومه قبلني و لا عند إنصرافه ، أعلم لماذا ؟ !
لأنني مازلت زوجة احمد ،
ظليت في منزل عصمت خانم كم يوم
هي طيبة لقد وفرت لي كل ما أحتاجه من ملابس والى 00
كان كل شيئاً نظيفاً و جديداً حتى إنها في ليلة
ذهبت و أشترت بعد الملابس لي ومع إصراري لإعطاها النقود
و لكنها لم تقبل و لم تدعني أقوم بشيئاً في المنزل ،
كانت تقول لي : مازلتي ضعيفة فكري بصحتك و بنفسك ،
لقد أرتحت لها كثيراً و عندما يحين الليل
كنت أفتح لها قلبي و أشكي لها همي
ـــ عصمت خانم لا أستطيع الإنجاب مرة أخرى ،
أريد أن أتعالج لا أعلم هل سيفيد العلاج أم لا
ـــ لماذا لا يفيد يا عزيزتي ، إن شاء الله سيفيد
و لكن إنت لا تعذبي نفسك أكثر ،
لماذا تريدين إنجاب الأطفال أنت ي بنفسك مازلتي طفلة ،
والله الأطفال لا يجلبون الا العذاب
إن الذين لايستطيعون الإنجاب
و يحملون هم الانجاب هم بلا عقل
ـــ عصمت خانم أنا واحدة منهم ،
ولكن لا أحمل هماً لقد فات الآوان على الهم و التحسر
و لكني أتألم و أتحسر لأني أصبحت ناقصة ،
أصبحت عاجزة ، أصبحت عاقر
و كل هذا بسبب ذلك الرجل الذي لا شيء
كانت عصمت خانم تنحني و تقبل رأسي
و تمسح دموعي لقد أحببتها و أحببت منزلها لهدوئه
يوم الأحد الذي كان اليوم الرابع أتى والدي لزيارتي
لقد كان قد خفّ الورم من شفاهي
و الكدمات التي في وجهي قد أصبحت صفراء اللون قال
ـــ لم يبقى الكثير لقد تحسن حالك أنا سوف أأتي يوم الجمعة لأخذك
ـــ والدي ! هل والدتي على علمٍ بشيء
ـــ لا ، لم أقل لأحداً يوم الجمعة أنا بنفسي شيئاً فشيئاً
سأوضح الأمرَ لهم
لم تكن عصمت خانم في الغرفة قلت وأنا خجلة من نفسي
ـــ هل ستخبرها بأني طوال هذه الفترة كنت موجودة هنا
ـــ لا يوجد خياراً آخر غير هذا ما عساني أن أقول غير هذا
ربما هذه أول و أخر مرة يكون فيها والدي
يلفظ اسم عصمت خانم و شقيقها في القصر
و في حضور والدتي و هذا فقط من أجل غلطتي ،
الى صباح يوم الجمعة كنت أتألم و أتأسف لأجل والدتي ،
كنت من الصباح الباكر أنهض وساعات تمضي
وأنا أتقلب في الفراش و أكون في صراع مع نفسي
و مع أفكاري و كانت حياتي كالفلم السينمائي
تمر من أمام عيناي و في النهاية لم أفقد صبري
أجلس على الفراش و أضع رأسي بين ذراعي
و اقول ااااااااه يالها من غلطة و أرتكبتها 0
صباح يوم الجمعة أتى والدي و كنت مستعدة ،
من مسافة بعيدة تعرفت على عربة والدي ،
لقد أصبحت قديمة و كأن والدي قد كان يقرأ أفكاري
و ما يجول في خاطري قال
ـــ هذه العربة قد أصبحت قديمة و يجب علي أن أفكر بشراء سيارة
و السائق أيضا قد أصبح قديماً كالعربة فما أن رأني قال
ـــ مرحبا يا سيدتي الصغيرة
و مع هذه الجملة لقد أعادني الى ذكرياتي
و الأيام الجميلة في الماضي مرة أخرى
أحسست بالحزن و أردت البكاء و بينما كنت أركب العربة قلت
ـــ أهلا فيروزخان لقد أصبحت مسناً
ـــ سيدتي أنا و العربة و الأحصنة ثلاثتنا أصبحنا مسنين
ااااه مرة أخرى رأيت ذلك الشارع و ذلك الزقاق
و ذلك السوق الصغير و ذلك دكان النجار اللعين
الذي لحسن الحظ كان مغلقاً
و مازالت الخشبة مثبتة على باب الدكان 000
و جدار حديقة القصر و 000
وصلنا 0 كنت على غير طبيعتي ، كنت متوترة
و قلبي كان يخفق بشدة ،
والدي قد أخبرني أن إخواتي وأزواجهن و أطفالهم
سيأتون الى القصر للغداء و لروءيتي و لكنهما لم يصلا بعد 0
و ما إن دخلت و كأن ملكة دخلت عليهم
الدادا و الخدم و الطباخ و البستاني والجميع
اقتربوا لإستقبالي إذن أين هي والدتي ؟
أين أخي محمد رضا ؟
توجهنا الى داخل القصر و بينما كنا نصعد على السلالم
رفعت رأسي شعرت بأن قلبي قد وقع من مكانه
فوق السلم كان طفلاً مختبئاً
و ينظر الي و هو متحير لم يكن يشبه إبني الماس
و لكن أسلوبه و حركاته شبيهة به قلت
ـــ محمد رضا ؟
أراد الإختباء ركضت و ضممته و كان خائفاً قال والدي
ـــ محمد ألقى التحية على أختك ، هذه مريم
حملته و قبلته و شممته و كنت أبحث في وجوده
عن ابني رفع رأسه و هو في أحضاني و قال لوالدي
ـــ ليلى أختي ، شهرزاد أختي
ضممته بشدة و قبلته و قلت له
ـــ أنا أيضاً أختك يا عزيزي 00 أنا أيضاً أختك
توجهت الى الداخل و فتحت باب غرفة الجلوس
كانت والدتي جالسة على الأريكا وقفت أمام الباب و قلت
ـــ والدتي العزيزة سلام
فتحت ذراعيها و قالت
ـــ هل جئتي يا مريم 00 هل جئتي ،
أفتكرت بأني سأموت دون أن أراك ،
أفتكرت بأن لن تأتي و بعد ستأتين علي قبري
كانت عيناها حمراء من شدة البكاء
وقعت العبائة من على رأسي ركضت و رميت نفسي
في أحضانها كم كانت رائحتها رائحة الأمومة ،
رائحة الهدوء و السكينة ،
رائحة طفولتي ،
قبلت رأسها ووجهها قبلت يداها التي في يوماً قرصتني بهما ،
وضعت رأسي على صدرها الذي كان مليئاً بهمومي
و شعرت بالراحة 0
لقد وصلوا أخواتي مع أطفالهن و أزواجهن ،
كانا والداي مقهورين لم تعد والدتي مرحة كالسابق
لم أكن أعلم السبب هو مرور الزمن أم بسببي أنا 0
لقد كانوا أزواج أخواتي ينظرون الي
و كأني قد أتيت من عالمٍ اخر ،
كنت اقارن احمد مع أزواج أخواتي
و كنت أتصبب عرقاً من الخجل ،
في يوم من الأيام و في هذا القصر
سألتني مرةً شهرزاد ما الذي قد أعجبني فيه ؟
الان أنا أسأل نفس السؤال و لكن لا أجد له إجابة 0
كان لدى ليلى طفلتان جميلتان وولد
و كان زوجها كما هو لم يتغير ،
و أما شهرزاد قد أصبحت إمرأة طويلة و نحيلة و أنيقة
و كان لديها طفله تبلغ من العمر6 شهور
كانت كالدمية ناعمة و بيضاء البشرة ،
أخواتي قبلوني بحرارة و كنت في نظرهم
قد أصبحت نحيلة و مريضة
و يجب أن أهتم بنفسي و لا يجب أن أحمل هماً
و لقد أنتهي كل شيء ،
قبلت أطفالهم و ضممتهم بشدة
لقد كان زوج شهرزاد رجلاً بمعنى الكلمة
و لقد أرتحت بصحبته كان مودباً و محترماً
جلس بجواري و بكل حب وضع يدي في يده
و بدأ يكلمني و يهدئني و يسكن الآمي كالطبيب ،
شيئاً فشيئاً
بأتت عائلتي تتعرف علي
و مرة أخرى أستعدت مكانتي في العائلة ،
أخذتني ليلى جانباً و قالت لي
ـــ مريم يجب عليكي أن تشتري ملابس جديدة و أن تهتمي بنفسك
في صباح اليوم الثاني بعد الإفطار أستدعى والدي الدادا و قال لها
ـــ دادا خانم سوف تذهبين الى ذلك النذل
و تقولين له يوم الإثنين عند الغروب ليحضر هنا
كنا نعلم من هذا النذل ،
عند الغروب كان قلبي يخفض بسرعة و كنت متوترة ،
هذه المرة ليس من الحب بل من الكراهية و الخوف ،
يا الهي كم يجب على هذا الجسم ان يتحمل ؟
كنت ضعيفة جداً و لا أستطيع تحمل كلما يحصل لي 0
كان غروباً و كان والدي جالساً في الغرفة ،
وقفت خلف الباب ،
تماماً مثل اليوم الذي جاء فيه لطلب يدي
سمعت صوت الدادا و هي تقول
ـــ أدخل من هنا
لم تقل له تفضل ، فكلمة تفضل هي للناس المحترمين ،
للناس المثقفين و المهمين
و لكن كلمة تعال كانت أيضاً ليست لائقة
و مهما كان فهو مازال زوجي ،
كنت أسمع صوته أقدامه و هو يصعد السلالم و قال :
ياالله ، ثم دخل
فجأة ومن إسلوب نزع حذائه و إلقائه التحية
و تواضعه ومن كل حركاته شعرت بالإشمئزاز
ليس منه بل من نفسي لأني في يوم أحببته ،
الآن أراه بالعين التي يجب كنت أن أراه من قبل6 سنوات
يوم الذي جاء لطلب يدي
ذلك اليوم الذي شهرزاد سألتني فيه هل تحبين هذا ؟
رجل من العامة ، جاهل و لا يساوي شيئاً ،
مع إنّ هذه المرة كان يرتدي البدلة ،
مرة اخرى زرين من أزار قميصه كان مفتوحاً
لم يكن مرتباً و شعره الذي كان يبدوا بأنه لم يسرحه
منذ زمن و ذقنه طويل لقد كان في حاله يرثى لها ،
بوجهه الحزين و حتى بأنه قد شعر إن وجوده
لم يكن مناسباً في هذا المنزل
و ماذا إن كان هو زوج ابنة هذا الرجل المسن و المحترم ،
يبدوا إنه كان أيضا ثملاً بعض الشيء ،
لفترة ظل رأسه مخفوضاً الى الاسفل
و لكن بعدها رفع رأسه
و بدأ ينظر الى الابواب و جدران الغرفة بدهشة
و كأنه لأول مرة يرى ذلك المكان
و كأنه لا يصدق إن إبنه هذا القصر هي زوجته
أو كان يحلم ، أمره والدي و قال له
ـــ أجلس
أراد الجلوس على الأرض
و لكن والدي أشار عليه بأن يجلس على الأريكا
التي كانت موجودة في آخر الغرفة و قال
ـــ ليس هنا ، بل هناك
التاريخ يتكرر و الماضي يعود
و الإثنان يتصرفان التصرف ذاته الذي كان في يوم طلب يدي ،
أطاعه و جلس عم السكوت بينهم لفترة و بعدها والدي قال
ـــ أحسنت و ما قصرت
وهو بينما كان رأسه في الأسفل قال
ـــ والله أنا لم أفعل شيئاً
ـــ ماذا كنت تريد أن تفعل أكثر من هذا ؟
هل كانت إبنتي زوجة سيئة لك ؟
و هل قصرت في حقك يوماً ما ؟
و ما هي شكواك منها ؟
كنت أرى في ظاهر والدي الهدوء
و لكن أشعر بغضبه من الداخل
كنت أشعر بالهدوء الذي يكون قبل العاصفة ،
و لكن احمد كان ساذجاً و بسيطاً و أحمقاً
لا يشعر بشيء و لا يدرك ذلك و لهذا السبب تجرأ و قال
ـــ إبنتك التي لم تقصر ، الا تعرف ما الذي فعلته بوالدتي
سأله والدي و بكل هدوء
ـــ مثلاً ماذا فعلت ؟
ـــ ماذا فعلت ؟
أسأل ما الذي لم تفعله ؟
لقد أحرقت و دمرت حياتي ،
لقد رفعت يدها على والدتي و ضربتها ،
العجوز المسكينة كادت تموت من الخوف
قاطعه والدي و قال
ـــ لقد أحرقت و دمرت حياتك ؟ و أي حياة ؟
و مالذي أحرقته ؟
أخبرني لكي أدفع لك ثمن كل ما أحرقته
و كل ما سببت لك من خسائر
ـــ حسناً ، طبعاً كان كل شيء ملكها ، السجاد و السرير 00
ـــ طيب عرفنا هذا ، إذن لنذهب لمسألة والدتك ،
في الشهر كم من مرة كانت تضرب والدتك ؟
ـــ فقط ذلك اليوم عندما تشاجرنا و خرجت من المنزل
ـــ فقط ذلك اليوم ؟ هذا لس عدلاً ،
أنا يجب علي بأن أعقابها و بشدة أيضاً
لأن لو كنت أنا مكانها و هذه الستة سنوات
لم أجني الا التجريح و العذاب منها
و تعذبت وتألمت كثيراً بسبب هذه المرأة
لكنت في الأسبوع سبعة ايام على التوالي سأقوم بضربها ،
إبنتي يجب عليها أن تعاقب على عدم جرأتها لفعل هذا الشيء
قال هذا و هو يبتسم بغيظ ،
احمد رفع رأسه و نظر الى والدي و هو متعجب ،
و يبدوا إنه الان قد فهم إن والدي لا يعره أي إهتمام و لا يبالي به ،
كنت أرى ملامح وجهه بوضوح من خلال فتحه الباب
و كان تحت عيناه متورم
و يبدوا أنه في مرور هذه الخمس عشر يوما
لم يكف عن الشرب
إذا كل هذه الفترة قد قضاها في السكر و الثمالة
وهو ايضاً كان يتعذب و على طريقته ،
لم أشفق عليه مرة أخرى ،
لم يعد يوجد في قلبي ذرة رحمة أو شفقة
و كنت أستمتع و أتلذذ بالعذاب الذي يتعذبه
قال والدي وهو غاضب
أنتظروا الجزء السابع عشر 000
و أخرج بعض النقود ووضعها في يدي ،
لا عند قدومه قبلني و لا عند إنصرافه ، أعلم لماذا ؟ !
لأنني مازلت زوجة احمد ،
ظليت في منزل عصمت خانم كم يوم
هي طيبة لقد وفرت لي كل ما أحتاجه من ملابس والى 00
كان كل شيئاً نظيفاً و جديداً حتى إنها في ليلة
ذهبت و أشترت بعد الملابس لي ومع إصراري لإعطاها النقود
و لكنها لم تقبل و لم تدعني أقوم بشيئاً في المنزل ،
كانت تقول لي : مازلتي ضعيفة فكري بصحتك و بنفسك ،
لقد أرتحت لها كثيراً و عندما يحين الليل
كنت أفتح لها قلبي و أشكي لها همي
ـــ عصمت خانم لا أستطيع الإنجاب مرة أخرى ،
أريد أن أتعالج لا أعلم هل سيفيد العلاج أم لا
ـــ لماذا لا يفيد يا عزيزتي ، إن شاء الله سيفيد
و لكن إنت لا تعذبي نفسك أكثر ،
لماذا تريدين إنجاب الأطفال أنت ي بنفسك مازلتي طفلة ،
والله الأطفال لا يجلبون الا العذاب
إن الذين لايستطيعون الإنجاب
و يحملون هم الانجاب هم بلا عقل
ـــ عصمت خانم أنا واحدة منهم ،
ولكن لا أحمل هماً لقد فات الآوان على الهم و التحسر
و لكني أتألم و أتحسر لأني أصبحت ناقصة ،
أصبحت عاجزة ، أصبحت عاقر
و كل هذا بسبب ذلك الرجل الذي لا شيء
كانت عصمت خانم تنحني و تقبل رأسي
و تمسح دموعي لقد أحببتها و أحببت منزلها لهدوئه
يوم الأحد الذي كان اليوم الرابع أتى والدي لزيارتي
لقد كان قد خفّ الورم من شفاهي
و الكدمات التي في وجهي قد أصبحت صفراء اللون قال
ـــ لم يبقى الكثير لقد تحسن حالك أنا سوف أأتي يوم الجمعة لأخذك
ـــ والدي ! هل والدتي على علمٍ بشيء
ـــ لا ، لم أقل لأحداً يوم الجمعة أنا بنفسي شيئاً فشيئاً
سأوضح الأمرَ لهم
لم تكن عصمت خانم في الغرفة قلت وأنا خجلة من نفسي
ـــ هل ستخبرها بأني طوال هذه الفترة كنت موجودة هنا
ـــ لا يوجد خياراً آخر غير هذا ما عساني أن أقول غير هذا
ربما هذه أول و أخر مرة يكون فيها والدي
يلفظ اسم عصمت خانم و شقيقها في القصر
و في حضور والدتي و هذا فقط من أجل غلطتي ،
الى صباح يوم الجمعة كنت أتألم و أتأسف لأجل والدتي ،
كنت من الصباح الباكر أنهض وساعات تمضي
وأنا أتقلب في الفراش و أكون في صراع مع نفسي
و مع أفكاري و كانت حياتي كالفلم السينمائي
تمر من أمام عيناي و في النهاية لم أفقد صبري
أجلس على الفراش و أضع رأسي بين ذراعي
و اقول ااااااااه يالها من غلطة و أرتكبتها 0
صباح يوم الجمعة أتى والدي و كنت مستعدة ،
من مسافة بعيدة تعرفت على عربة والدي ،
لقد أصبحت قديمة و كأن والدي قد كان يقرأ أفكاري
و ما يجول في خاطري قال
ـــ هذه العربة قد أصبحت قديمة و يجب علي أن أفكر بشراء سيارة
و السائق أيضا قد أصبح قديماً كالعربة فما أن رأني قال
ـــ مرحبا يا سيدتي الصغيرة
و مع هذه الجملة لقد أعادني الى ذكرياتي
و الأيام الجميلة في الماضي مرة أخرى
أحسست بالحزن و أردت البكاء و بينما كنت أركب العربة قلت
ـــ أهلا فيروزخان لقد أصبحت مسناً
ـــ سيدتي أنا و العربة و الأحصنة ثلاثتنا أصبحنا مسنين
ااااه مرة أخرى رأيت ذلك الشارع و ذلك الزقاق
و ذلك السوق الصغير و ذلك دكان النجار اللعين
الذي لحسن الحظ كان مغلقاً
و مازالت الخشبة مثبتة على باب الدكان 000
و جدار حديقة القصر و 000
وصلنا 0 كنت على غير طبيعتي ، كنت متوترة
و قلبي كان يخفق بشدة ،
والدي قد أخبرني أن إخواتي وأزواجهن و أطفالهم
سيأتون الى القصر للغداء و لروءيتي و لكنهما لم يصلا بعد 0
و ما إن دخلت و كأن ملكة دخلت عليهم
الدادا و الخدم و الطباخ و البستاني والجميع
اقتربوا لإستقبالي إذن أين هي والدتي ؟
أين أخي محمد رضا ؟
توجهنا الى داخل القصر و بينما كنا نصعد على السلالم
رفعت رأسي شعرت بأن قلبي قد وقع من مكانه
فوق السلم كان طفلاً مختبئاً
و ينظر الي و هو متحير لم يكن يشبه إبني الماس
و لكن أسلوبه و حركاته شبيهة به قلت
ـــ محمد رضا ؟
أراد الإختباء ركضت و ضممته و كان خائفاً قال والدي
ـــ محمد ألقى التحية على أختك ، هذه مريم
حملته و قبلته و شممته و كنت أبحث في وجوده
عن ابني رفع رأسه و هو في أحضاني و قال لوالدي
ـــ ليلى أختي ، شهرزاد أختي
ضممته بشدة و قبلته و قلت له
ـــ أنا أيضاً أختك يا عزيزي 00 أنا أيضاً أختك
توجهت الى الداخل و فتحت باب غرفة الجلوس
كانت والدتي جالسة على الأريكا وقفت أمام الباب و قلت
ـــ والدتي العزيزة سلام
فتحت ذراعيها و قالت
ـــ هل جئتي يا مريم 00 هل جئتي ،
أفتكرت بأني سأموت دون أن أراك ،
أفتكرت بأن لن تأتي و بعد ستأتين علي قبري
كانت عيناها حمراء من شدة البكاء
وقعت العبائة من على رأسي ركضت و رميت نفسي
في أحضانها كم كانت رائحتها رائحة الأمومة ،
رائحة الهدوء و السكينة ،
رائحة طفولتي ،
قبلت رأسها ووجهها قبلت يداها التي في يوماً قرصتني بهما ،
وضعت رأسي على صدرها الذي كان مليئاً بهمومي
و شعرت بالراحة 0
لقد وصلوا أخواتي مع أطفالهن و أزواجهن ،
كانا والداي مقهورين لم تعد والدتي مرحة كالسابق
لم أكن أعلم السبب هو مرور الزمن أم بسببي أنا 0
لقد كانوا أزواج أخواتي ينظرون الي
و كأني قد أتيت من عالمٍ اخر ،
كنت اقارن احمد مع أزواج أخواتي
و كنت أتصبب عرقاً من الخجل ،
في يوم من الأيام و في هذا القصر
سألتني مرةً شهرزاد ما الذي قد أعجبني فيه ؟
الان أنا أسأل نفس السؤال و لكن لا أجد له إجابة 0
كان لدى ليلى طفلتان جميلتان وولد
و كان زوجها كما هو لم يتغير ،
و أما شهرزاد قد أصبحت إمرأة طويلة و نحيلة و أنيقة
و كان لديها طفله تبلغ من العمر6 شهور
كانت كالدمية ناعمة و بيضاء البشرة ،
أخواتي قبلوني بحرارة و كنت في نظرهم
قد أصبحت نحيلة و مريضة
و يجب أن أهتم بنفسي و لا يجب أن أحمل هماً
و لقد أنتهي كل شيء ،
قبلت أطفالهم و ضممتهم بشدة
لقد كان زوج شهرزاد رجلاً بمعنى الكلمة
و لقد أرتحت بصحبته كان مودباً و محترماً
جلس بجواري و بكل حب وضع يدي في يده
و بدأ يكلمني و يهدئني و يسكن الآمي كالطبيب ،
شيئاً فشيئاً
بأتت عائلتي تتعرف علي
و مرة أخرى أستعدت مكانتي في العائلة ،
أخذتني ليلى جانباً و قالت لي
ـــ مريم يجب عليكي أن تشتري ملابس جديدة و أن تهتمي بنفسك
في صباح اليوم الثاني بعد الإفطار أستدعى والدي الدادا و قال لها
ـــ دادا خانم سوف تذهبين الى ذلك النذل
و تقولين له يوم الإثنين عند الغروب ليحضر هنا
كنا نعلم من هذا النذل ،
عند الغروب كان قلبي يخفض بسرعة و كنت متوترة ،
هذه المرة ليس من الحب بل من الكراهية و الخوف ،
يا الهي كم يجب على هذا الجسم ان يتحمل ؟
كنت ضعيفة جداً و لا أستطيع تحمل كلما يحصل لي 0
كان غروباً و كان والدي جالساً في الغرفة ،
وقفت خلف الباب ،
تماماً مثل اليوم الذي جاء فيه لطلب يدي
سمعت صوت الدادا و هي تقول
ـــ أدخل من هنا
لم تقل له تفضل ، فكلمة تفضل هي للناس المحترمين ،
للناس المثقفين و المهمين
و لكن كلمة تعال كانت أيضاً ليست لائقة
و مهما كان فهو مازال زوجي ،
كنت أسمع صوته أقدامه و هو يصعد السلالم و قال :
ياالله ، ثم دخل
فجأة ومن إسلوب نزع حذائه و إلقائه التحية
و تواضعه ومن كل حركاته شعرت بالإشمئزاز
ليس منه بل من نفسي لأني في يوم أحببته ،
الآن أراه بالعين التي يجب كنت أن أراه من قبل6 سنوات
يوم الذي جاء لطلب يدي
ذلك اليوم الذي شهرزاد سألتني فيه هل تحبين هذا ؟
رجل من العامة ، جاهل و لا يساوي شيئاً ،
مع إنّ هذه المرة كان يرتدي البدلة ،
مرة اخرى زرين من أزار قميصه كان مفتوحاً
لم يكن مرتباً و شعره الذي كان يبدوا بأنه لم يسرحه
منذ زمن و ذقنه طويل لقد كان في حاله يرثى لها ،
بوجهه الحزين و حتى بأنه قد شعر إن وجوده
لم يكن مناسباً في هذا المنزل
و ماذا إن كان هو زوج ابنة هذا الرجل المسن و المحترم ،
يبدوا إنه كان أيضا ثملاً بعض الشيء ،
لفترة ظل رأسه مخفوضاً الى الاسفل
و لكن بعدها رفع رأسه
و بدأ ينظر الى الابواب و جدران الغرفة بدهشة
و كأنه لأول مرة يرى ذلك المكان
و كأنه لا يصدق إن إبنه هذا القصر هي زوجته
أو كان يحلم ، أمره والدي و قال له
ـــ أجلس
أراد الجلوس على الأرض
و لكن والدي أشار عليه بأن يجلس على الأريكا
التي كانت موجودة في آخر الغرفة و قال
ـــ ليس هنا ، بل هناك
التاريخ يتكرر و الماضي يعود
و الإثنان يتصرفان التصرف ذاته الذي كان في يوم طلب يدي ،
أطاعه و جلس عم السكوت بينهم لفترة و بعدها والدي قال
ـــ أحسنت و ما قصرت
وهو بينما كان رأسه في الأسفل قال
ـــ والله أنا لم أفعل شيئاً
ـــ ماذا كنت تريد أن تفعل أكثر من هذا ؟
هل كانت إبنتي زوجة سيئة لك ؟
و هل قصرت في حقك يوماً ما ؟
و ما هي شكواك منها ؟
كنت أرى في ظاهر والدي الهدوء
و لكن أشعر بغضبه من الداخل
كنت أشعر بالهدوء الذي يكون قبل العاصفة ،
و لكن احمد كان ساذجاً و بسيطاً و أحمقاً
لا يشعر بشيء و لا يدرك ذلك و لهذا السبب تجرأ و قال
ـــ إبنتك التي لم تقصر ، الا تعرف ما الذي فعلته بوالدتي
سأله والدي و بكل هدوء
ـــ مثلاً ماذا فعلت ؟
ـــ ماذا فعلت ؟
أسأل ما الذي لم تفعله ؟
لقد أحرقت و دمرت حياتي ،
لقد رفعت يدها على والدتي و ضربتها ،
العجوز المسكينة كادت تموت من الخوف
قاطعه والدي و قال
ـــ لقد أحرقت و دمرت حياتك ؟ و أي حياة ؟
و مالذي أحرقته ؟
أخبرني لكي أدفع لك ثمن كل ما أحرقته
و كل ما سببت لك من خسائر
ـــ حسناً ، طبعاً كان كل شيء ملكها ، السجاد و السرير 00
ـــ طيب عرفنا هذا ، إذن لنذهب لمسألة والدتك ،
في الشهر كم من مرة كانت تضرب والدتك ؟
ـــ فقط ذلك اليوم عندما تشاجرنا و خرجت من المنزل
ـــ فقط ذلك اليوم ؟ هذا لس عدلاً ،
أنا يجب علي بأن أعقابها و بشدة أيضاً
لأن لو كنت أنا مكانها و هذه الستة سنوات
لم أجني الا التجريح و العذاب منها
و تعذبت وتألمت كثيراً بسبب هذه المرأة
لكنت في الأسبوع سبعة ايام على التوالي سأقوم بضربها ،
إبنتي يجب عليها أن تعاقب على عدم جرأتها لفعل هذا الشيء
قال هذا و هو يبتسم بغيظ ،
احمد رفع رأسه و نظر الى والدي و هو متعجب ،
و يبدوا إنه الان قد فهم إن والدي لا يعره أي إهتمام و لا يبالي به ،
كنت أرى ملامح وجهه بوضوح من خلال فتحه الباب
و كان تحت عيناه متورم
و يبدوا أنه في مرور هذه الخمس عشر يوما
لم يكف عن الشرب
إذا كل هذه الفترة قد قضاها في السكر و الثمالة
وهو ايضاً كان يتعذب و على طريقته ،
لم أشفق عليه مرة أخرى ،
لم يعد يوجد في قلبي ذرة رحمة أو شفقة
و كنت أستمتع و أتلذذ بالعذاب الذي يتعذبه
قال والدي وهو غاضب
أنتظروا الجزء السابع عشر 000
رد: مأساة مريم ( قصة حقيقية ) سأرويها لكم على حلقات
الجزء السابع عشر 000
ـــ أيها الرجل ألم تشعر بالخجل عندما رفعت يدك على ابنتي
و عندما سحقتها تحت ركلاتك و لكماتك لها
تلك الزوجة التي كانت بلا حماية وحيدة
و التي تخلت عن كل شيء و تمسكت بإنسان معدم مثلك
و هل تسمي هذه رجولة ،
ألم تشعر بالخجل عندما أخذت مجوهرات زوجتك وتبيعها
و تذهب الى تلك الأماكن لتهدر نقودك على الشرب و السكر
و مع النساء الساقطات و الآن تشتكي من أجل والدتك
و هل الرجل يسمى رجلاً عندما يفعل هذا بزوجته التي هي شرفه
تفاجأت و كانت عيناي تخرج من مكانها
و احمد ايضاً قد تفاجأ مثلي و قال
ـــ أنا ؟ 00 أنا ؟00
و من قال إني أذهب الى تلك الاماكن ؟ مريم ؟ مريم تكذب
ـــ أخرس ولا تلفظ إسم ابنتي ، هي تكذب ؟
المسكينة هي لا تعلم بشيء
أنا الذي كنت في هذه الستة سنوات أراقبك
و كنت أريد ان أرى متى ستخجل من أفعالك و تتعقل
و متى السكين ستصل الى عظام إبنتي و متى ستتعب
و تضجر من سكرك وقذاراتك ،
أنت لم تقدر هذه المسكينة التي تحملت طوال هذه السنين
و لم تحاول التذمر منك و تشتكي ولو لمرة واحدة ،
أنت لم تقدر هذا الملاك الذي وهبه إياه لك الرب ،
لا أحد كان يستطيع تحمل زوجاً مثلك ، مثل ما فعلت هي
ـــ و كيف كنت تريدني ان أقدرها ،
هل أضعها فوق رأسي و أجول بها ؟
شيئاً فشيئاً قد بدأ يتخطى حدوده في الكلام
و على الفور أدرك والدي هذا الشيء قال له
ـــ تكلم مثل ما يتكلم الناس ولا تكثر من الكلام
يجب عليك في الحال أن تطلق ابنتي
و بالثلاث و دون رجعه هل فهمت ؟
أصبح لون احمد شاحباً و أنا كنت أعرفه جيداً
عندما كان يشعر إنّ مصالحه في خطر
و عندما يغضب وعندما يشعر بالخوف
كنت أعرف جيداً ردة فعله قال
ـــ لماذا أطلقها ؟ هي زوجتي و أنا أحبها و لن أمنحها الطلاق
ـــ تحبها ؟! تحبها و أنت قد ضربتها ضرباً مبرحاً ،
فلنفرض حينها ماتت بين يداك ماذا كنت ستفعل ؟ ها ؟
سأجعلك تتعلم كيف يجب على الرجل أن يعامل زوجته
و لا تفكر بأن ابنتي سترجع معك الى منزلك
لا بل لكي تصبح انساناً
و لكي عندما تقع مسكينة أخرى في شباكك
و تدخل الى جحيمك لا تعاملها بهذا الشكل
و ليكن عبرة و درساً لك
بكل وقاحة قال
ـــ كل المتزوجون يتشاجرون و يتخاصمون
و أنت عوضاً أن تعقلها و تنصحها بالرجوع الى بيتها
و حياتها الزوجيه تشعل النار أكثر ، مريم تريدني أنا ،
تحبني ، أنا أعرف هذا و أنا أيضاً احبها و لن أطلقها
صرخ والدي و قال
ـــ مريم 00 مريم أدخلي
كنت بكامل زينتي و أناقتي كان شعري منثوراً على أكتافي
و كنت متعطرة دخلت الغرفة بغرور
و من دون أن أهتم أو أبالي
و كنت من دون حجاب كنت أريد و بالأخص في هذا اليوم
أن يراني أنيقة و جميلة دون نقص ،
كنت أريد لأول و آخر مرى أن يبصرني هكذا ،
دهش لرؤيتي بذلك الوضع و لفترة بدأ يتأملني
بعدها نهض من مكانه و قال
ـــ سلام
لم أرد على سلامه كنت كالسيدة التي تواجه خادمها ،
فكل ما أشعر به الآن هو الحقد و الكره و الإشمئزاز
لإنه في يوماً كان زوجي و قد لمس جسدي ،
كم رميت من ملابس قديمة و كم لبست الجديد
و كم تحممت و تنظفت لكي أزيل كل هذه القذارات من على جسدي
و كل هذا لم يكن كافياً بنظري و لم يرضيني قال
ـــ مرمر
ـــ وجع
لقد تعلمت هذا الاسلوب في الكلام منه ،
تعلمت هذا منه عندما كنت في منزله و في قبضته
و كالحمامة مكسورة الجناح أسيرته هو ووالدته ،
كنت أسمع الشتائم و لأنني كنت دون حماية ووحيدة
لم أكن أشتكي أما الان قد أنعكس الأمر قال
ـــ والدك يريد أن أطلقك
ـــ ليس والدي الذي يريد بل أنا التي تريد
ـــ لماذا ؟
ـــ يالك من إنسان وقح مازلت لما الآن تسأل لماذا؟
ـــ و لكن أنت تحبينني
ـــ في يوماً ما أحببتك أما الان لم أعد أحبك ،
حينها كنت طفلة و عقلي صغير وإن لم يكن صغيراً
لم يختارك أنت الذي لا شيء
فجأة صرخ و قال و بصوتٍ محكم
ـــ إذا أنا ايضاً لن أطلقك
ستبقين الى أن يصبح لون شعرك مثل لون أسنانك
أرتجفت قدماي جلست على الكرسي بجوار والدي
و نظرت إليه لقد كنت خائفة من هذه اللحظة
كنت شيئاً من هذا القبيل لقد كنت أعرفه جيداً
نهض من مكانه و ضحك تلك الضحكة الوقحة
و الذي كلها خبث قال والدي
ـــ أجلس و أغلق فمك
رفع صوته لأنه الآن كانت الورقة الرابحة في يده
كان يريد بصراخه أن يثير فضيحة أمام الخدم
لكي يرعب والدي صرخ و قال
ـــ لا يوجد لدي كلاماً آخر لكي آجلس و هذا آخر كلامي ،
أنا لن أطلق ، أنا أحبها و أريدها و لن أطلقها ،
أيها المسلمون تعالوا و أنظروا أو ليس لديكم انصافاً ؟
هذا الرجل يريد ان يفرق بين زوجين و بالقوة
يريد أن يفصل الاظافر من اللحم
لقد ثار البركان ، لقد هبت العاصفة في البحر ،
ثار والدي غضباً و صرخ
ـــ أيها النذل ، إبن الكلب، أخفض صوتك
هل تخفيني بصراخك يا عديم الشرف ؟
و هل كنت تتعامل مع ابنتي علي هذا النحو؟
الا تعرف أن تتكلم بهدوء و دون صراخ ؟
هل تعتقد بأني مرة أخرى سا أخاف من الفضيحة بمواجهتك ،
اتفووو عليك من رجل ،
فكلما عاملوك بالحسنى و بالطيبة تصبح أكثر وقاحةً ،
ها تعتقد بأننا لا نعرف أن نعلي صوتاً
و لا تظن بأنني لا أستطيع الصراخ مثلك ،
لا تظن بأني أخاف من الفضيحة
فأنا لو كان لدي ذرة من الشرف
لما كنت زوجت ابنتي لك أنت النذل ،
سأكون عديم الشرف إن لم أحصل على طلاق إبنتي منك
و أنا كنت جالسة كالتمثال ،
تجمعوا الخدم وهم في حيرة من أمرهم
لكي يتدخلوا لدفاع عن سيدهم فتحت والدتي الباب
و أدخلت رأسها و قالت
ـــ باشا ! 000باشا! 000
كان والدي لأول مرة يرفع صوته عليها و قال
ـــ أخرجي 00 أخرجي و أغلقي الباب
خرجت والدتي و أغلقت الباب خلفها
قال له والدي بصوت هادي و أمر
ـــ أفتح أذناك جيدا و أسمع ما سأقول لك ،
في مصلحتك أن تطلق و لن يفيدك عنادك
إن فعلت ، فعلت و إن لم تفعل 00
و كان يعد بأصابعه 000
أولاً يجب و بحضوري أنا أن تدفع نفقة إبنتي كل شهر
و هذا طبق حقوق المرأة الذي قرره القانون و الله و رسوله "ص"
و إن لم تفعل هذا
ابنتي لن تأتي معك الى المنزل و يجب أن يكون لها مصروفها الخاص
و تأمن لها كل الوسائل اللازمة
و يجب في كل سنة على الاقل
بأن تدفع مصارف ملابسها و الحمام و الادوية
و كل مصاريف البيت و هذا من البيت و مصاريفه ،
ثانياً و لعلمك إن ابنتي قد جعلت البيت
و الدكان بإسم حضرتي و بهذا يجب عليك ان تشتري لها بيتاً 000
قاطعه احمد و قال
ـــ من أين لي ؟
ـــ اهاااا ، هنا بيت القصيد أساس الموضوع
و هذا ليش بشيء
و لكن أنا لم أكمل كلامي واصل الموضوع هنا ،
يجب عليك أن تدفع مهرها كاملاً مكملاً
و أنت تعرف أنه ليس بقليل
و هو مثل القرض و عند المطالبة به يجب أن تدفعه
يعني المرأة متى ما أرادت بالمطالبة بمهرها
يجب أن يدفع لها و أن تأخذه
و هذا و ما إن قبل أو بعد الطلاق
ـــ أنا لا أملك النقود من أين لي لكل هذا
و هل أسرق لكي أقوم بتأمين كل هذا ؟
ـــ على كل هذا حال يجب عليك ان تأمن المهر
أو إنني سأضعك في السجن الى أن يصبح لون شعرك أبيضاً كأسنانك
صمت احمد و لم يستطع أن يضيف كلمة أخرى على كلام والدي ،
تابع والدي و قال
ـــ الا اذا وافقت أن تطلق اولاً :
لن أطلب منك مأخراً و ثانياً : سأجعل الدكان بإسمك
ـــ و ماذا عن المنزل ؟
ـــ هذا و لا في الحلم ،
لن تحصل على البيت يا لك من وقح و دون حياء
ـــ أنا أريد المنزل أيضاً و لا أستطيع العيش في الشارع
ـــ على العموم ، فكر جيداً ،
فقط الدكان و إن لم تقبل سأرسل من يحضر أشقاء معصومة خانم
ليأتوا و سأشرح لهم من الأف الى الياء
و سأجعل الدكان و المأخر بإسم معصومة خانم
و ابنتي أيضاً سوف تشهد بأنك كنت على علاقة بهذه الفتاة
لكي تتزوجها رغماً عن أنفك ،
لقد أبلغتك بهذا و فكر جيداً بكلامي
اااااه كم أرتاح قلبي كنت أريد القفز في أحضان والدي و أقبل وجهه ،
و كان احمد حينها يائساً و حائراً سأل
ـــ متى علي أن أطلقها ؟ و أين ؟
ـــ غداً في الصباح الباكر ، ستأتي الى هنا
و ستذهب برفقة السائق الى المحضر
و أنا لقد قمت بكل الإجرات مسبقاً
و كل ما عليك هو التوقيع فقط هل فهمت ؟
تطلق بالثلاث و بعد أن توقع و ينتهي
أنا في اليوم الذي بعده سأعطيك الدكان
و المأخر في هذا المحضر و سأجعل الدكان بإسمك
ـــ من أين لي أن اعلم بأنك بعدها لن تتراجع عن كلامك؟
ـــ من هناك ، بأني أنا لست مثلك ناكراً للجميل
ـــ و من سيدفع تكاليف القضية؟
ـــ أنا 000 أنا
و نهض من مكانه ليخرج فمعنى هذه الحركة
إن يجب على احمد أيضاً الإنصراف
و أنا أيضاً أردت الخروج من الغرفة ، قال احمد
ـــ مرمر!
ألتفت والدي و سأله بغضب
ـــ ماذا تريد منها ؟
ـــ أسمح لي أكلمها لبضع دقائق ، ألن تدعني أودعها ؟
تردد والدي و نظر الي ،
كان يخشى من مرة أخرى أضعف أمامه
و أرضخ له و أيضا كان يعرف بأن احمد ينوي خداعي
و التأثير علي مرة أخرى ،
هذان الرجلان ، والدي و احمد
كانا يعتقدان إن مازال قلبي كالسابق طيباً و رقيقاً و حنوناً
و إنه مازال قلب تلك المغمضة العينين و الأذنين و الساذجة
التي تنخدع بسهوله ، حقاً الرجال ساذجون و مثل الاطفال ،
أقتربت من احمد ووقفت أمامه و قلت له بكل برودة و جفاف
و بصوتٍ آمر كالغريب الذي يخاطب غريباً
ـــ قل ما عندك ، ماذا تريد ؟
ووالدي بينما كان يخرج قال
ـــ أنا لن أبتعد و سأكون في الجوار و قريباً جداً
و كأنه كلامه كان يقصد احمد لكي لا يفكر بأذيتي
أو يرفع يده مرة أخري علي ،
خرج و أغلق الباب خلفه ،
احمد رفع رأسه و نظر في عيناي و أبتسم لي إبتسامه حزينه و قال
ـــ مرمر كم أصبحتي جميلة
قلت له و ببرودة
ـــ لقد مضى على هذا الكلام
ـــ ذهبتي ؟ و من دون وداع!
ـــ أنت قد ودعتني بما فيه الكفاية في تلك الليلة
و بقصد تجريحه أضفت
ـــ صحيح كيف حال والدتك؟
ـــ لقد أرسلتها الى بيت ابن خالتي
ـــ صحيح ؟! لقد تأخرت 6 سنوات في إرسالها
ـــ مرمر أتركي عنك هذا العناد و أرجعي الى بيتك
ـــ لا مرة أخرى لن تخدعني ،
هذا إن رأيت أذنك من الخلف ستراني مرة أخرى
ـــ مرمر ألم تعدي تحبينني ؟
ألتزمت الصمت وفكرت بسؤاله وبحثت عن الإجابه في قلبي
و في النهاية وجدت الجواب وقلت
ـــ لا، أنت الذي لم ترد ذلك
لقد كنت واقفة أمامه وكنت باردة وجافة معه
وهو وبإلتماس رفع رأسه ونظر إلي
ـــ أعلم بأني قد أسأت إليك
ولمن والله أنا نادم على ما فعلته
وكان ذنبك أنت أيضاً لانك كنتي ترضخين لكل ما اقول
فعلتي شيئاً ، كي أظن أنك تحبينني وتعشقينني
لدرجة أن أعتقد بأن لن يأتي اليوم الذي ساتتخلين عني فيه
وتتركينني ، الآن أدركت بأنني كنت مخطئاً ،
أغفري لي يا مرمر ، سأتوب
لقد كنت أستمتع و أتلذذ بشعوري بالإنتصار
ـــ إنّ توبة الذئب هي موته ،
فما إن أرجع مرة أخرى سيمتلئ دكانك بالنساء الساقطات
و بقول والدي الذي هم أسوء منك
ـــ أعدك ، أعلم إني اخطأت ، أعطيني يدك لاقبلها ،
كنت أقول في نفسي عندما لم يكن لدي بيت و لا دكان و لا شيء
إمرأة مثل مريم أحبتني و جرت خلفي
و لم تنقطع من أمام دكاني لابد الآن لما 000 الآن لما 000
ـــ الآن لما ماذا ؟ لما أصبحت تملك شيئاً ؟
ـــ أنت قولي كل ما أردتي، كنت أعتقد مرة أخرى أيضاً
سأحصل على واحدة مثلك و أفضل منك ستكون من نصيبي ،
كنتي بريئة جداً و كنت أعتقد بأنك طفلة
ولا تستوعبين شيئاً أنا أقول الصح ،
المقصرة هي أنت ، أنت التي جعلتني هكذا ،
طبعاً أنا أيضاً كنت شاباً ،
أقسم أنك أنت أيضاً تدينين لي ،
الآن دعيني أقبل يدك
يتبع 000
ـــ أيها الرجل ألم تشعر بالخجل عندما رفعت يدك على ابنتي
و عندما سحقتها تحت ركلاتك و لكماتك لها
تلك الزوجة التي كانت بلا حماية وحيدة
و التي تخلت عن كل شيء و تمسكت بإنسان معدم مثلك
و هل تسمي هذه رجولة ،
ألم تشعر بالخجل عندما أخذت مجوهرات زوجتك وتبيعها
و تذهب الى تلك الأماكن لتهدر نقودك على الشرب و السكر
و مع النساء الساقطات و الآن تشتكي من أجل والدتك
و هل الرجل يسمى رجلاً عندما يفعل هذا بزوجته التي هي شرفه
تفاجأت و كانت عيناي تخرج من مكانها
و احمد ايضاً قد تفاجأ مثلي و قال
ـــ أنا ؟ 00 أنا ؟00
و من قال إني أذهب الى تلك الاماكن ؟ مريم ؟ مريم تكذب
ـــ أخرس ولا تلفظ إسم ابنتي ، هي تكذب ؟
المسكينة هي لا تعلم بشيء
أنا الذي كنت في هذه الستة سنوات أراقبك
و كنت أريد ان أرى متى ستخجل من أفعالك و تتعقل
و متى السكين ستصل الى عظام إبنتي و متى ستتعب
و تضجر من سكرك وقذاراتك ،
أنت لم تقدر هذه المسكينة التي تحملت طوال هذه السنين
و لم تحاول التذمر منك و تشتكي ولو لمرة واحدة ،
أنت لم تقدر هذا الملاك الذي وهبه إياه لك الرب ،
لا أحد كان يستطيع تحمل زوجاً مثلك ، مثل ما فعلت هي
ـــ و كيف كنت تريدني ان أقدرها ،
هل أضعها فوق رأسي و أجول بها ؟
شيئاً فشيئاً قد بدأ يتخطى حدوده في الكلام
و على الفور أدرك والدي هذا الشيء قال له
ـــ تكلم مثل ما يتكلم الناس ولا تكثر من الكلام
يجب عليك في الحال أن تطلق ابنتي
و بالثلاث و دون رجعه هل فهمت ؟
أصبح لون احمد شاحباً و أنا كنت أعرفه جيداً
عندما كان يشعر إنّ مصالحه في خطر
و عندما يغضب وعندما يشعر بالخوف
كنت أعرف جيداً ردة فعله قال
ـــ لماذا أطلقها ؟ هي زوجتي و أنا أحبها و لن أمنحها الطلاق
ـــ تحبها ؟! تحبها و أنت قد ضربتها ضرباً مبرحاً ،
فلنفرض حينها ماتت بين يداك ماذا كنت ستفعل ؟ ها ؟
سأجعلك تتعلم كيف يجب على الرجل أن يعامل زوجته
و لا تفكر بأن ابنتي سترجع معك الى منزلك
لا بل لكي تصبح انساناً
و لكي عندما تقع مسكينة أخرى في شباكك
و تدخل الى جحيمك لا تعاملها بهذا الشكل
و ليكن عبرة و درساً لك
بكل وقاحة قال
ـــ كل المتزوجون يتشاجرون و يتخاصمون
و أنت عوضاً أن تعقلها و تنصحها بالرجوع الى بيتها
و حياتها الزوجيه تشعل النار أكثر ، مريم تريدني أنا ،
تحبني ، أنا أعرف هذا و أنا أيضاً احبها و لن أطلقها
صرخ والدي و قال
ـــ مريم 00 مريم أدخلي
كنت بكامل زينتي و أناقتي كان شعري منثوراً على أكتافي
و كنت متعطرة دخلت الغرفة بغرور
و من دون أن أهتم أو أبالي
و كنت من دون حجاب كنت أريد و بالأخص في هذا اليوم
أن يراني أنيقة و جميلة دون نقص ،
كنت أريد لأول و آخر مرى أن يبصرني هكذا ،
دهش لرؤيتي بذلك الوضع و لفترة بدأ يتأملني
بعدها نهض من مكانه و قال
ـــ سلام
لم أرد على سلامه كنت كالسيدة التي تواجه خادمها ،
فكل ما أشعر به الآن هو الحقد و الكره و الإشمئزاز
لإنه في يوماً كان زوجي و قد لمس جسدي ،
كم رميت من ملابس قديمة و كم لبست الجديد
و كم تحممت و تنظفت لكي أزيل كل هذه القذارات من على جسدي
و كل هذا لم يكن كافياً بنظري و لم يرضيني قال
ـــ مرمر
ـــ وجع
لقد تعلمت هذا الاسلوب في الكلام منه ،
تعلمت هذا منه عندما كنت في منزله و في قبضته
و كالحمامة مكسورة الجناح أسيرته هو ووالدته ،
كنت أسمع الشتائم و لأنني كنت دون حماية ووحيدة
لم أكن أشتكي أما الان قد أنعكس الأمر قال
ـــ والدك يريد أن أطلقك
ـــ ليس والدي الذي يريد بل أنا التي تريد
ـــ لماذا ؟
ـــ يالك من إنسان وقح مازلت لما الآن تسأل لماذا؟
ـــ و لكن أنت تحبينني
ـــ في يوماً ما أحببتك أما الان لم أعد أحبك ،
حينها كنت طفلة و عقلي صغير وإن لم يكن صغيراً
لم يختارك أنت الذي لا شيء
فجأة صرخ و قال و بصوتٍ محكم
ـــ إذا أنا ايضاً لن أطلقك
ستبقين الى أن يصبح لون شعرك مثل لون أسنانك
أرتجفت قدماي جلست على الكرسي بجوار والدي
و نظرت إليه لقد كنت خائفة من هذه اللحظة
كنت شيئاً من هذا القبيل لقد كنت أعرفه جيداً
نهض من مكانه و ضحك تلك الضحكة الوقحة
و الذي كلها خبث قال والدي
ـــ أجلس و أغلق فمك
رفع صوته لأنه الآن كانت الورقة الرابحة في يده
كان يريد بصراخه أن يثير فضيحة أمام الخدم
لكي يرعب والدي صرخ و قال
ـــ لا يوجد لدي كلاماً آخر لكي آجلس و هذا آخر كلامي ،
أنا لن أطلق ، أنا أحبها و أريدها و لن أطلقها ،
أيها المسلمون تعالوا و أنظروا أو ليس لديكم انصافاً ؟
هذا الرجل يريد ان يفرق بين زوجين و بالقوة
يريد أن يفصل الاظافر من اللحم
لقد ثار البركان ، لقد هبت العاصفة في البحر ،
ثار والدي غضباً و صرخ
ـــ أيها النذل ، إبن الكلب، أخفض صوتك
هل تخفيني بصراخك يا عديم الشرف ؟
و هل كنت تتعامل مع ابنتي علي هذا النحو؟
الا تعرف أن تتكلم بهدوء و دون صراخ ؟
هل تعتقد بأني مرة أخرى سا أخاف من الفضيحة بمواجهتك ،
اتفووو عليك من رجل ،
فكلما عاملوك بالحسنى و بالطيبة تصبح أكثر وقاحةً ،
ها تعتقد بأننا لا نعرف أن نعلي صوتاً
و لا تظن بأنني لا أستطيع الصراخ مثلك ،
لا تظن بأني أخاف من الفضيحة
فأنا لو كان لدي ذرة من الشرف
لما كنت زوجت ابنتي لك أنت النذل ،
سأكون عديم الشرف إن لم أحصل على طلاق إبنتي منك
و أنا كنت جالسة كالتمثال ،
تجمعوا الخدم وهم في حيرة من أمرهم
لكي يتدخلوا لدفاع عن سيدهم فتحت والدتي الباب
و أدخلت رأسها و قالت
ـــ باشا ! 000باشا! 000
كان والدي لأول مرة يرفع صوته عليها و قال
ـــ أخرجي 00 أخرجي و أغلقي الباب
خرجت والدتي و أغلقت الباب خلفها
قال له والدي بصوت هادي و أمر
ـــ أفتح أذناك جيدا و أسمع ما سأقول لك ،
في مصلحتك أن تطلق و لن يفيدك عنادك
إن فعلت ، فعلت و إن لم تفعل 00
و كان يعد بأصابعه 000
أولاً يجب و بحضوري أنا أن تدفع نفقة إبنتي كل شهر
و هذا طبق حقوق المرأة الذي قرره القانون و الله و رسوله "ص"
و إن لم تفعل هذا
ابنتي لن تأتي معك الى المنزل و يجب أن يكون لها مصروفها الخاص
و تأمن لها كل الوسائل اللازمة
و يجب في كل سنة على الاقل
بأن تدفع مصارف ملابسها و الحمام و الادوية
و كل مصاريف البيت و هذا من البيت و مصاريفه ،
ثانياً و لعلمك إن ابنتي قد جعلت البيت
و الدكان بإسم حضرتي و بهذا يجب عليك ان تشتري لها بيتاً 000
قاطعه احمد و قال
ـــ من أين لي ؟
ـــ اهاااا ، هنا بيت القصيد أساس الموضوع
و هذا ليش بشيء
و لكن أنا لم أكمل كلامي واصل الموضوع هنا ،
يجب عليك أن تدفع مهرها كاملاً مكملاً
و أنت تعرف أنه ليس بقليل
و هو مثل القرض و عند المطالبة به يجب أن تدفعه
يعني المرأة متى ما أرادت بالمطالبة بمهرها
يجب أن يدفع لها و أن تأخذه
و هذا و ما إن قبل أو بعد الطلاق
ـــ أنا لا أملك النقود من أين لي لكل هذا
و هل أسرق لكي أقوم بتأمين كل هذا ؟
ـــ على كل هذا حال يجب عليك ان تأمن المهر
أو إنني سأضعك في السجن الى أن يصبح لون شعرك أبيضاً كأسنانك
صمت احمد و لم يستطع أن يضيف كلمة أخرى على كلام والدي ،
تابع والدي و قال
ـــ الا اذا وافقت أن تطلق اولاً :
لن أطلب منك مأخراً و ثانياً : سأجعل الدكان بإسمك
ـــ و ماذا عن المنزل ؟
ـــ هذا و لا في الحلم ،
لن تحصل على البيت يا لك من وقح و دون حياء
ـــ أنا أريد المنزل أيضاً و لا أستطيع العيش في الشارع
ـــ على العموم ، فكر جيداً ،
فقط الدكان و إن لم تقبل سأرسل من يحضر أشقاء معصومة خانم
ليأتوا و سأشرح لهم من الأف الى الياء
و سأجعل الدكان و المأخر بإسم معصومة خانم
و ابنتي أيضاً سوف تشهد بأنك كنت على علاقة بهذه الفتاة
لكي تتزوجها رغماً عن أنفك ،
لقد أبلغتك بهذا و فكر جيداً بكلامي
اااااه كم أرتاح قلبي كنت أريد القفز في أحضان والدي و أقبل وجهه ،
و كان احمد حينها يائساً و حائراً سأل
ـــ متى علي أن أطلقها ؟ و أين ؟
ـــ غداً في الصباح الباكر ، ستأتي الى هنا
و ستذهب برفقة السائق الى المحضر
و أنا لقد قمت بكل الإجرات مسبقاً
و كل ما عليك هو التوقيع فقط هل فهمت ؟
تطلق بالثلاث و بعد أن توقع و ينتهي
أنا في اليوم الذي بعده سأعطيك الدكان
و المأخر في هذا المحضر و سأجعل الدكان بإسمك
ـــ من أين لي أن اعلم بأنك بعدها لن تتراجع عن كلامك؟
ـــ من هناك ، بأني أنا لست مثلك ناكراً للجميل
ـــ و من سيدفع تكاليف القضية؟
ـــ أنا 000 أنا
و نهض من مكانه ليخرج فمعنى هذه الحركة
إن يجب على احمد أيضاً الإنصراف
و أنا أيضاً أردت الخروج من الغرفة ، قال احمد
ـــ مرمر!
ألتفت والدي و سأله بغضب
ـــ ماذا تريد منها ؟
ـــ أسمح لي أكلمها لبضع دقائق ، ألن تدعني أودعها ؟
تردد والدي و نظر الي ،
كان يخشى من مرة أخرى أضعف أمامه
و أرضخ له و أيضا كان يعرف بأن احمد ينوي خداعي
و التأثير علي مرة أخرى ،
هذان الرجلان ، والدي و احمد
كانا يعتقدان إن مازال قلبي كالسابق طيباً و رقيقاً و حنوناً
و إنه مازال قلب تلك المغمضة العينين و الأذنين و الساذجة
التي تنخدع بسهوله ، حقاً الرجال ساذجون و مثل الاطفال ،
أقتربت من احمد ووقفت أمامه و قلت له بكل برودة و جفاف
و بصوتٍ آمر كالغريب الذي يخاطب غريباً
ـــ قل ما عندك ، ماذا تريد ؟
ووالدي بينما كان يخرج قال
ـــ أنا لن أبتعد و سأكون في الجوار و قريباً جداً
و كأنه كلامه كان يقصد احمد لكي لا يفكر بأذيتي
أو يرفع يده مرة أخري علي ،
خرج و أغلق الباب خلفه ،
احمد رفع رأسه و نظر في عيناي و أبتسم لي إبتسامه حزينه و قال
ـــ مرمر كم أصبحتي جميلة
قلت له و ببرودة
ـــ لقد مضى على هذا الكلام
ـــ ذهبتي ؟ و من دون وداع!
ـــ أنت قد ودعتني بما فيه الكفاية في تلك الليلة
و بقصد تجريحه أضفت
ـــ صحيح كيف حال والدتك؟
ـــ لقد أرسلتها الى بيت ابن خالتي
ـــ صحيح ؟! لقد تأخرت 6 سنوات في إرسالها
ـــ مرمر أتركي عنك هذا العناد و أرجعي الى بيتك
ـــ لا مرة أخرى لن تخدعني ،
هذا إن رأيت أذنك من الخلف ستراني مرة أخرى
ـــ مرمر ألم تعدي تحبينني ؟
ألتزمت الصمت وفكرت بسؤاله وبحثت عن الإجابه في قلبي
و في النهاية وجدت الجواب وقلت
ـــ لا، أنت الذي لم ترد ذلك
لقد كنت واقفة أمامه وكنت باردة وجافة معه
وهو وبإلتماس رفع رأسه ونظر إلي
ـــ أعلم بأني قد أسأت إليك
ولمن والله أنا نادم على ما فعلته
وكان ذنبك أنت أيضاً لانك كنتي ترضخين لكل ما اقول
فعلتي شيئاً ، كي أظن أنك تحبينني وتعشقينني
لدرجة أن أعتقد بأن لن يأتي اليوم الذي ساتتخلين عني فيه
وتتركينني ، الآن أدركت بأنني كنت مخطئاً ،
أغفري لي يا مرمر ، سأتوب
لقد كنت أستمتع و أتلذذ بشعوري بالإنتصار
ـــ إنّ توبة الذئب هي موته ،
فما إن أرجع مرة أخرى سيمتلئ دكانك بالنساء الساقطات
و بقول والدي الذي هم أسوء منك
ـــ أعدك ، أعلم إني اخطأت ، أعطيني يدك لاقبلها ،
كنت أقول في نفسي عندما لم يكن لدي بيت و لا دكان و لا شيء
إمرأة مثل مريم أحبتني و جرت خلفي
و لم تنقطع من أمام دكاني لابد الآن لما 000 الآن لما 000
ـــ الآن لما ماذا ؟ لما أصبحت تملك شيئاً ؟
ـــ أنت قولي كل ما أردتي، كنت أعتقد مرة أخرى أيضاً
سأحصل على واحدة مثلك و أفضل منك ستكون من نصيبي ،
كنتي بريئة جداً و كنت أعتقد بأنك طفلة
ولا تستوعبين شيئاً أنا أقول الصح ،
المقصرة هي أنت ، أنت التي جعلتني هكذا ،
طبعاً أنا أيضاً كنت شاباً ،
أقسم أنك أنت أيضاً تدينين لي ،
الآن دعيني أقبل يدك
يتبع 000
رد: مأساة مريم ( قصة حقيقية ) سأرويها لكم على حلقات
ـــ أنت على حق ، أنا أيضاً أدين لك و أدين لك بالكثير
و الآن حان الوقت لكي نصفي الحساب ،
منذ 6 سنوات و أنا كنت أريد أن أسدد لك هذا الدين
رفعت يدي اليمنى و بكل ما لدي من قوة قد جمعتها في يدي
و صفعته على وجهه و بشدة لقد كانت الصفعة شديدة
لدرجه أن رأسه قد أستدار للجهة الأخرى ،
شعرت بكف يدي من خشونة ذقنه و من شدة الضربة
بدأت تؤلمني ، لفترة بقى على تلك الحالة
و بعدها أخفض رأسه و أمسك يدي اليمنى و قبلها
شعرت بشيئاً دافئاً يذرف على يدي ،
هل يا ترى كانت دموعه التي تذرف على يدي؟
أبعدت يدي و بقوة من يده ،
لم تكن دموعاً لقد كان على يدي دماً ،
الدم الذي قد سال من أنفه ،
بكراهية و إشمئزاز مسحت يدي في فستاني و نظفتها ،
رفع رأسه و قال
ـــ مرمر حبيبتي ! لقد أسلتي دمائي ، هل أرتاح قلبك الآن ؟
لقد أرتاح قلبي و لكن ليس بما فيه الكفاية
الآن أصابعي أنرسمت على وجهه الذي كنت في يوماً
إن سقطت غبارةً عليه أموت من شدة الحسرة عليه ،
الآن وقع نظري على عنقه الذي كنت يوماً
أتمنى أن أدفع حياتي ثمناً بشرط أن أقبل هذه العنق
لمرة واحدة و أموت ، قلت له
ـــ لا لم أرتاح لو كنت أستطيع أن أفصل هذا العنق
عن جسدك في تلك اللحظة سأرتاح في حالة واحدة
سأرتاح لما أرى الدماء تسيل من عنقك
أمسك يدي و بدأ يتوسل الي و قال
ـــ أنا أحب هذه النبرة المتوحشة ،
مرمر هذه النبرة و ليست تلك العنزة البريئة
و المظلومة التي كانت في بيتي ،
حبيبتي مرمر لا تطلبي الطلاق ،
فأنا لا أستطيع العيش من دونك
سوف أموت من دونك يا مرمر 000 سوف أموت
ضحكت ضحكة إنتصار و غضب في أنٍ واحد
إذن أنا كنت في نظرك عنزة مظلومة و أبعدت يدي عن يده قلت
ـــ أتركني و أذهب الى الجحيم
و كان يقول و هو يترجى و بحزن
ـــ مرمر حبيبتي ، كيف يستطيع قلبك ؟
و بينما كنت أخرج من الغرفة و أغلق الباب خلفي قلت
ـــ يالك من نذل
بعد يومين أصبحت مطلقة و احمد قد أخلا البيت ،
ذهبت الى والدي في المكتب كان جالساً هناك ،
أقتربت منه و قلت
ـــ والدي العزيز لقد أرتاح قلبي و أنتهى كل شيء
أنحنيت عليه وقبلت يده و جلست بقربه
وبكل حنان كان يداعب شعري و حينها بصوتٍ هادئ قال
ـــ مرة أخرى قد أصبحتي ابنتي
ومن حينها لم أعد أسمع عن ماضيي
لا من لسانه ولا من لسان الغير ، والدي لقد منع هذا الشيء
مريم حبيبتي أين تذهبين خذيني معك ،
مريم الليلة سأنام معك ، مريم حبيبتي يجب أن تغيري ملابسي ،
أخي محمد لقد تعلق كثيراً بي و لم يفارقني للحظة
و أين ما أذهب يكون برفقتي أصبح كولدي ،
أصبحت بالنسبة له الوالدة و الدادا و المعلمة
و أنا كنت أرتاح معه كثيراً 0
أتى الجميع لرؤيتي عمتي ، زوجة عمي و خالتي و الجميع
و لكن ماعدا منصور و زوجته
و التي يقولون إنها حامل و في الشهر السادس
و لم أتضايق من هذا ، كان محقاً بعدم مجيئه
لاني قد أسئت التصرف معه 0
أقترب الشتاء و أمرَ بكشف الحجاب
<< كشف الحجاب: الذي صدر بأمرٍ من شاه ايران ، محمد رضا بهلوي في ذلك الزمان>>
حينها لقد تقدموا لطلب يدي الكثيرين من الرجال المحترمين
و لكن أغلبهم كانوا مسنين و مطلقين و أرامل أو لديهم أطفال ،
كنت أتحسر على نفسي و على قدري و مستقبلي
و أهم شيئاً كان عندي و الذي هو مصدر هدوئي و إرتياحي
هو رجوعي الى بيت والدي مرة أخرى و أخي محمد رضا الصغير
كان كالبلسم على جروحي يهدء جروحي و يسكنها ،
لقد أستعدت مكانتي كالسابق بين أهلي
و لكن رغم هذا اشعر بالنقص 0
كنت بإستمرار أزور بيت حسن خان و عصمت خانم
دون علم والدتي ليس لإني أخفي عنها هذا الامر
بل كنت أخاف على مشاعرها 0
و في يوماً عندما رجعت من بيت حسن خان سمعت الدادا تقول
ـــ زوجة منصور قد أنجبت طفلها
مرة أخرى شعرت بالحسد في داخلي ،
شعرت بالحزن و التأسف على حالي قلت
ـــ مبروك ، ماذا أنجبت ؟
ـــ فتاة ، عندما قالوا لشهناز لقد أنجبتي طفلة
قالت هذا الذي تمنيته من ربي و منصور أيضا 000
و بينما كانت والدتي تدخل من الباب و كأنها لاحظت على حالتي قالت
ـــ أنجبت فليكن دادا ما الموضوع و في اليوم مئة إمرأة تنجب
و هذه واحدة منهم
اااااه مرة أخرى أشتعل قلبي ناراً و بدأت بحرقة من الداخل
و كل هذا سبب عجزي من الإنجاب ،
كنت أعرف إني لن أكون مثل شهناز أو أي إمرأة أخرى
و كنت أعرف أني لن أستطيع مرة أخرى أن أصبح أماً ،
اللعنة عليك يا احمد 0
بعد يومين قالت لي والدتي
ـــ مريم عزيزتي هل ستأتين معنا لزيارة شهناز خانم ؟
ـــ لا لن أأتي
ـــ لماذا لن تأتي ؟ زوجة ابن عمك قد وضعت مولودها
ـــ و هل منصور و زوجته قد أتوا لزيارتي و سألوا عني ؟
ـــ المسكينة شهناز هي لا تخرج من البيت على الاطلاق
و هي مشغولة ببيتها و أولادها و المسكينة أيضاً
مريضة بالقلب و الولادة و الحمل كانا خطراً عليها 000
قاطعتها الدادا و قالت لها
ـــ ماهذا الكلام يا سيدتي ،
هي لا تريد أن يرون وجهها المليئ بالثقوب
والله هو ليس وجهاً بل يبدوا و كأنه الغربان قد 000
قاطعتها والدتي و قالت
ـــ هذا يكفي يا دادا و لا تقولي هذا الكلام أمامي مرة أخرى
إن هذا الكلام لا يروق لي ، إمرأة و بهذه الرقة و تقولين عنها هذا؟
قلت
ـــ أنتم إذهبوا و أنا سأذهب الى بيت ليلى
الدادا و محمد رضا قد ذهبوا بصحبة والدتي
و عندما رجعوا سألتهم
ـــ كيف كان شكل الطفلة ؟
أجابت والدتي
ـــ طفلة كباقي الأطفال ، إنها جميلة
وخرجت من الغرفة 0
الدادا كانت تراقب والدتي بينما كانت تخرج
و عندما أطمأنت بأنها ذهبت و أبتعدت عن الغرفة
قالت و بصوتٍ منخفض
ـــ كانت فتاة جميلة كباقة الورود ،
بيضاء و حمراء البشرة وممتلئة الجسم
و لديها عينين كبيرتين و المرء يستمتع بمجرد النظر اليها ،
محمد لم يرد أن يتركها و طوال الوقت كان يداعبها و يقبلها
و أراد أن يصحبها معه الى المنزل و لكن والدتك منعته
سألت
ـــ شهناز ماذا تقول ؟
ـــ لا شيء ، المسكينة كانت لا تظهر ذلك
و كانت تقول بإستمرار إنه طفل دعوه يلعب معها
و لكن كان واضحاً إن هذا الكلام ليس من قلبها
ـــ ماذا سموها ؟
ـــ منصور يريد ان يسميها ناهد
مرة أخرى قد حل العيد 0
ليلى و شهرزاد و أزواجهن و أطفالهن
و عمتي و عمي و زوجته و بناته
و منصور مع أولاده إبن شهناز
و إبن أشرف السادات رحمة الله عليها
قد أتوا الى القصر للإحتفال بالعيد ،
سلم علي و سأل عن حالي و كان مأدباً و رسمياً جداً
و كأنه وللآن ما زال متضايقاً مني
و كان كالمعتاد أنيقاً و لكن هذه المرة قد أصبح قليل الكلام ،
جاف و جدي و كان ينظر الى الجميع بلا مبالاة
وشارد الذهن و في هذه الفترة لم أراه يبتسم و لو لمرة واحدة
هذا العيد كان من أفضل الأعياد التي مرّت في حياتي
قالت ليلى
ـــ زوجة عمي قد دعتنا لنمضي عطلة العيد في مزرعتهم
وبرفقتهم وشهناز خانم أيضاً سوف تكون هناك
ـــ لا ، أنا لن أأتي
ضحكت ليلى وقالت
ـــ طيب لا تأتي ، إذن أين تريدين الذهاب
ـــ سنذهب الى مزرعة والدي
ذهبنا الى مزرعة والدي كنا نحن وليلى وشهرزاد
وأزواجهم وأطفالهم وبنات عمي الذيين تركوا مزرعة والدهم
وأتو من أجلي والجميع كان يريد أن يكون معي وأنا أيضاً ،
إبنه عمي الكبرى قالت
ـــ مريم كم تغيرتي لقد أصبحتي نحيلة وأطول
وحقاً قد تغيرت ،
تلك مريم التي كانت في الماضي الفتاة المرحة الممتلئة الجسم
وكأنه قد أخذو تلك الفتاة أحضرو مكانها هذه
وحقاً تلك مريم قد ذهبت ، قد ماتت 0
بعد الظهر أتي منصور و أولاده الى مزرعة والدي
همست شهرزاد في أذني أنا و ليلى
ـــ هذا أيضاً من أين أتى ؟
قالت ليلى و بصوت منخفض
ـــ أتى لكي يرينا سيارته الجديدة
أنتظروا الجزء الثامن عشر :
و الآن حان الوقت لكي نصفي الحساب ،
منذ 6 سنوات و أنا كنت أريد أن أسدد لك هذا الدين
رفعت يدي اليمنى و بكل ما لدي من قوة قد جمعتها في يدي
و صفعته على وجهه و بشدة لقد كانت الصفعة شديدة
لدرجه أن رأسه قد أستدار للجهة الأخرى ،
شعرت بكف يدي من خشونة ذقنه و من شدة الضربة
بدأت تؤلمني ، لفترة بقى على تلك الحالة
و بعدها أخفض رأسه و أمسك يدي اليمنى و قبلها
شعرت بشيئاً دافئاً يذرف على يدي ،
هل يا ترى كانت دموعه التي تذرف على يدي؟
أبعدت يدي و بقوة من يده ،
لم تكن دموعاً لقد كان على يدي دماً ،
الدم الذي قد سال من أنفه ،
بكراهية و إشمئزاز مسحت يدي في فستاني و نظفتها ،
رفع رأسه و قال
ـــ مرمر حبيبتي ! لقد أسلتي دمائي ، هل أرتاح قلبك الآن ؟
لقد أرتاح قلبي و لكن ليس بما فيه الكفاية
الآن أصابعي أنرسمت على وجهه الذي كنت في يوماً
إن سقطت غبارةً عليه أموت من شدة الحسرة عليه ،
الآن وقع نظري على عنقه الذي كنت يوماً
أتمنى أن أدفع حياتي ثمناً بشرط أن أقبل هذه العنق
لمرة واحدة و أموت ، قلت له
ـــ لا لم أرتاح لو كنت أستطيع أن أفصل هذا العنق
عن جسدك في تلك اللحظة سأرتاح في حالة واحدة
سأرتاح لما أرى الدماء تسيل من عنقك
أمسك يدي و بدأ يتوسل الي و قال
ـــ أنا أحب هذه النبرة المتوحشة ،
مرمر هذه النبرة و ليست تلك العنزة البريئة
و المظلومة التي كانت في بيتي ،
حبيبتي مرمر لا تطلبي الطلاق ،
فأنا لا أستطيع العيش من دونك
سوف أموت من دونك يا مرمر 000 سوف أموت
ضحكت ضحكة إنتصار و غضب في أنٍ واحد
إذن أنا كنت في نظرك عنزة مظلومة و أبعدت يدي عن يده قلت
ـــ أتركني و أذهب الى الجحيم
و كان يقول و هو يترجى و بحزن
ـــ مرمر حبيبتي ، كيف يستطيع قلبك ؟
و بينما كنت أخرج من الغرفة و أغلق الباب خلفي قلت
ـــ يالك من نذل
بعد يومين أصبحت مطلقة و احمد قد أخلا البيت ،
ذهبت الى والدي في المكتب كان جالساً هناك ،
أقتربت منه و قلت
ـــ والدي العزيز لقد أرتاح قلبي و أنتهى كل شيء
أنحنيت عليه وقبلت يده و جلست بقربه
وبكل حنان كان يداعب شعري و حينها بصوتٍ هادئ قال
ـــ مرة أخرى قد أصبحتي ابنتي
ومن حينها لم أعد أسمع عن ماضيي
لا من لسانه ولا من لسان الغير ، والدي لقد منع هذا الشيء
مريم حبيبتي أين تذهبين خذيني معك ،
مريم الليلة سأنام معك ، مريم حبيبتي يجب أن تغيري ملابسي ،
أخي محمد لقد تعلق كثيراً بي و لم يفارقني للحظة
و أين ما أذهب يكون برفقتي أصبح كولدي ،
أصبحت بالنسبة له الوالدة و الدادا و المعلمة
و أنا كنت أرتاح معه كثيراً 0
أتى الجميع لرؤيتي عمتي ، زوجة عمي و خالتي و الجميع
و لكن ماعدا منصور و زوجته
و التي يقولون إنها حامل و في الشهر السادس
و لم أتضايق من هذا ، كان محقاً بعدم مجيئه
لاني قد أسئت التصرف معه 0
أقترب الشتاء و أمرَ بكشف الحجاب
<< كشف الحجاب: الذي صدر بأمرٍ من شاه ايران ، محمد رضا بهلوي في ذلك الزمان>>
حينها لقد تقدموا لطلب يدي الكثيرين من الرجال المحترمين
و لكن أغلبهم كانوا مسنين و مطلقين و أرامل أو لديهم أطفال ،
كنت أتحسر على نفسي و على قدري و مستقبلي
و أهم شيئاً كان عندي و الذي هو مصدر هدوئي و إرتياحي
هو رجوعي الى بيت والدي مرة أخرى و أخي محمد رضا الصغير
كان كالبلسم على جروحي يهدء جروحي و يسكنها ،
لقد أستعدت مكانتي كالسابق بين أهلي
و لكن رغم هذا اشعر بالنقص 0
كنت بإستمرار أزور بيت حسن خان و عصمت خانم
دون علم والدتي ليس لإني أخفي عنها هذا الامر
بل كنت أخاف على مشاعرها 0
و في يوماً عندما رجعت من بيت حسن خان سمعت الدادا تقول
ـــ زوجة منصور قد أنجبت طفلها
مرة أخرى شعرت بالحسد في داخلي ،
شعرت بالحزن و التأسف على حالي قلت
ـــ مبروك ، ماذا أنجبت ؟
ـــ فتاة ، عندما قالوا لشهناز لقد أنجبتي طفلة
قالت هذا الذي تمنيته من ربي و منصور أيضا 000
و بينما كانت والدتي تدخل من الباب و كأنها لاحظت على حالتي قالت
ـــ أنجبت فليكن دادا ما الموضوع و في اليوم مئة إمرأة تنجب
و هذه واحدة منهم
اااااه مرة أخرى أشتعل قلبي ناراً و بدأت بحرقة من الداخل
و كل هذا سبب عجزي من الإنجاب ،
كنت أعرف إني لن أكون مثل شهناز أو أي إمرأة أخرى
و كنت أعرف أني لن أستطيع مرة أخرى أن أصبح أماً ،
اللعنة عليك يا احمد 0
بعد يومين قالت لي والدتي
ـــ مريم عزيزتي هل ستأتين معنا لزيارة شهناز خانم ؟
ـــ لا لن أأتي
ـــ لماذا لن تأتي ؟ زوجة ابن عمك قد وضعت مولودها
ـــ و هل منصور و زوجته قد أتوا لزيارتي و سألوا عني ؟
ـــ المسكينة شهناز هي لا تخرج من البيت على الاطلاق
و هي مشغولة ببيتها و أولادها و المسكينة أيضاً
مريضة بالقلب و الولادة و الحمل كانا خطراً عليها 000
قاطعتها الدادا و قالت لها
ـــ ماهذا الكلام يا سيدتي ،
هي لا تريد أن يرون وجهها المليئ بالثقوب
والله هو ليس وجهاً بل يبدوا و كأنه الغربان قد 000
قاطعتها والدتي و قالت
ـــ هذا يكفي يا دادا و لا تقولي هذا الكلام أمامي مرة أخرى
إن هذا الكلام لا يروق لي ، إمرأة و بهذه الرقة و تقولين عنها هذا؟
قلت
ـــ أنتم إذهبوا و أنا سأذهب الى بيت ليلى
الدادا و محمد رضا قد ذهبوا بصحبة والدتي
و عندما رجعوا سألتهم
ـــ كيف كان شكل الطفلة ؟
أجابت والدتي
ـــ طفلة كباقي الأطفال ، إنها جميلة
وخرجت من الغرفة 0
الدادا كانت تراقب والدتي بينما كانت تخرج
و عندما أطمأنت بأنها ذهبت و أبتعدت عن الغرفة
قالت و بصوتٍ منخفض
ـــ كانت فتاة جميلة كباقة الورود ،
بيضاء و حمراء البشرة وممتلئة الجسم
و لديها عينين كبيرتين و المرء يستمتع بمجرد النظر اليها ،
محمد لم يرد أن يتركها و طوال الوقت كان يداعبها و يقبلها
و أراد أن يصحبها معه الى المنزل و لكن والدتك منعته
سألت
ـــ شهناز ماذا تقول ؟
ـــ لا شيء ، المسكينة كانت لا تظهر ذلك
و كانت تقول بإستمرار إنه طفل دعوه يلعب معها
و لكن كان واضحاً إن هذا الكلام ليس من قلبها
ـــ ماذا سموها ؟
ـــ منصور يريد ان يسميها ناهد
مرة أخرى قد حل العيد 0
ليلى و شهرزاد و أزواجهن و أطفالهن
و عمتي و عمي و زوجته و بناته
و منصور مع أولاده إبن شهناز
و إبن أشرف السادات رحمة الله عليها
قد أتوا الى القصر للإحتفال بالعيد ،
سلم علي و سأل عن حالي و كان مأدباً و رسمياً جداً
و كأنه وللآن ما زال متضايقاً مني
و كان كالمعتاد أنيقاً و لكن هذه المرة قد أصبح قليل الكلام ،
جاف و جدي و كان ينظر الى الجميع بلا مبالاة
وشارد الذهن و في هذه الفترة لم أراه يبتسم و لو لمرة واحدة
هذا العيد كان من أفضل الأعياد التي مرّت في حياتي
قالت ليلى
ـــ زوجة عمي قد دعتنا لنمضي عطلة العيد في مزرعتهم
وبرفقتهم وشهناز خانم أيضاً سوف تكون هناك
ـــ لا ، أنا لن أأتي
ضحكت ليلى وقالت
ـــ طيب لا تأتي ، إذن أين تريدين الذهاب
ـــ سنذهب الى مزرعة والدي
ذهبنا الى مزرعة والدي كنا نحن وليلى وشهرزاد
وأزواجهم وأطفالهم وبنات عمي الذيين تركوا مزرعة والدهم
وأتو من أجلي والجميع كان يريد أن يكون معي وأنا أيضاً ،
إبنه عمي الكبرى قالت
ـــ مريم كم تغيرتي لقد أصبحتي نحيلة وأطول
وحقاً قد تغيرت ،
تلك مريم التي كانت في الماضي الفتاة المرحة الممتلئة الجسم
وكأنه قد أخذو تلك الفتاة أحضرو مكانها هذه
وحقاً تلك مريم قد ذهبت ، قد ماتت 0
بعد الظهر أتي منصور و أولاده الى مزرعة والدي
همست شهرزاد في أذني أنا و ليلى
ـــ هذا أيضاً من أين أتى ؟
قالت ليلى و بصوت منخفض
ـــ أتى لكي يرينا سيارته الجديدة
أنتظروا الجزء الثامن عشر :
رد: مأساة مريم ( قصة حقيقية ) سأرويها لكم على حلقات
الجزء الثامن عشر :
و ضحكت و أنا و شهرزاد أيضا ضحكنا على ما قالت ،
كان واضعاً رجلاً على رجل و يتحدث مع الدكتور زوج شهرزاد
أنا كنت أشعر بالخجل منه و لكنه لم يكن يبالي بي
و كأنّ هو ايضاً يفكر بسوء حظه و تعاسته ،
حقاً كان منصور رجلاً وسيماً و أنيقاً و لطيفاً جداً جداً ،
لكن هو في نظري أنا كان فقط مجرد رسماً على جدار
كنت أعلم جيداً بأنه مازال عاتباً علي ،
نهضت من مكاني وناديت الدادا
ثم أخذتها جانباً و قلت لها
ـــ خذي الحساء الى سائق السيد منصور
و لا تنسين الشاي أيضاً
لقد كنت أعطي الأوامر بدلاً من والدتي لأنها كانت مريضه
و بقت لتستريح في المنزل
كنت واقفه و فجأة وقع نظري على منصور
كان واقفاً و يحدق الي فما إن وقع نظري عليه
قد غير مسار نظرته فقط كانت للحظة
و يالها من لحظة قصيرة لدرجة أني قلت لنفسي
إن هذه مجرد خيال و لكن في الحقيقة
أحسست بأن قلبي قد وقع من مكانه
ليس حباً بمنصور بل خوفي من السبب
الذي جلب منصور الى المزرعة
مضى الصيف و أنتهى الخريف و أقترب الشتاء
و في هذه الفتره أحياناً كنت أرى منصور في بيت عمي
و بيتنا أو في بيت ليلى أو بنات عمي
و لكن تلك النظرة السارقة لم تتكرر ،
أنا كنت فرحة بهذا
أو من الممكن كنت من البداية مخطئة لتصوري بهذا ،
من الأفضل بأن لا تكون هذه النظرات ،
لا اشعر بشيئ حيال منصور
و لكن كنت أستمتع جداً عندما ينظر الي و يجاملني
و أنا مثل أي إمرأة كنت أستمتع عندما يجاملني أحدهم ،
لكن إن فكر الرجل بأن هذا الاستمتاع
بمعنى الاستسلام فهو مخطئ ،
فالعشق مرة واحدة
قد أسرني و سحقني و أنا لي قلب واحد
و هذا القلب قد مات و أندفن أو ربما قد كبرت و تعقلت ،
أتمنى لو أغرم مرة أخرى ،
أغرم بشخصاً مثلا كمنصور
و بتلك الحرارة و اللهفة و الشوق ،
ياليتني مرة أخرى يصيبني هذا المرض
و لكني عرفت بعدها أن للحب سيفين
الأول يقتلك به حين يدخل و الثاني يدفنك به حين يخرج
فآمنت أن العشق لا يمكن مرتين
و لكن لقد مضى على هذا الشيء
و بقول والدي رأسي قد الططم بالصخرة و يالها من لطمةً قوية 0
كان الثلج و المطر يتساقط ،
كنت أتية من الخارج دخلت القصر كنت أرتدي معطف و قبعة ،
أعطيت الدادا المظلة و خلعت المعطف
و أعطيتها إياه أحسست بأنها تريد ان تقول شيئاً
و لكنها لا تستطيع لابد إن والدتي قد منعتها من البوح سألتها
ـــ أين محمد رضا ؟
ـــ في غرفته يكتب الواجب
ظهرت والدتي وبصوتٍ منخفض بعض الشيء
و بينما كانت تشير بيدها قالت
ـــ مريم أقتربي أريدك في موضوع
ـــ ماذا يجرى ؟
ـــ منصور منذ العصر و هو هنا ينتظرك
يقول أريد مريم في موضوع مهم ،
أتيت لأتكلم معها
ـــ معي أنا ؟
ـــ هكذا يقول
ـــ أين هو اللآن ؟
ـــ في غرفة الجلوس
ـــ أنت أضا تعالي
ـــ لا أذهبي بمفردك و أعرفي ماالذي يريده منك
و كانت عيون والدتي تضحك في عيون الدادا
لقد كان واقفاً أمام النافذة و ينظر الى الخارج
ـــ سلام
ـــ و عليكم السلام
ـــ لا تعلم كم من الثلوج يتساقط في الخارج
ـــ كيف لا أعلم فأنا أراه
لقد تفوهت بالتفاهات
كنت أبحث عن موضوعٍ لكي أطرد السكوت الذي بيننا
فالسكوت كان خطيراً ، السكوت يجعله أكثر حميمية
ويمسح الخجل و يجعله يبوح بشيئاً لم أكن أريد سماعه سألته
ـــ هل تناولت شيئاً؟
ـــ أجل لقد قاموا بالواجب معي
ـــ الآن إن شربت كوباً آخراً من الشاي لن يضرك ،
فأنا أشعر بالبرد الشديد و أحتاج للشاي
ـــ أنتِ تأمري و أنا أطيع
نظرت في عيناه كانت نظراته جدية
و لكن كلامه كان له معنى آخر ،
قلت وأنا مرتبكة
ـــ لماذا أنت واقف ؟ تفضل بالجلوس
دخلت الدادا و أحضرت الشاي قدمته من ثم أنصرفت ، قال
ـــ مريم ، جئت للتحدث معك ، الآن قد حان وقته
أرتبكت 0 أردت النهوض من مكاني
وضعت كوب الشاي على الطاولة و قلت
ـــ إذا دعني أنادي والدتي
أمسك ذراعي و أجبرني بالجلوس و لكنه لم يتركها قال
ـــ قلت فقط معك
كانت يدي على ركبتي و يده فوقها ،
كأنه ليلى من يمسكني ، كأنه شهرزاد من يمسكني
و لكن رأيت وجهه أحمر ،
لم يشد علي يدي فقط أنزل رأسه الى الأسفل للحظة
نظر الى يدينا و بعدها
بهدوء أبعد يده عن يدي ،
لدقائق عم السكوت بيننا بعدها قال
ـــ مريم أنا مازلت أريد الزواج بك
أرتجفت
و للحظة تصورت أمامي إمرأة تعاني من المرض
ولديها إبنة رضيعة و تربي ولداً لها وولداً لضرتها ،
شعرت بالغضب من منصور حتى طريقة كلامه
بدت لي و كأنه يامرني بهذا
و كأني أنا أنتظر هذا الطلب
و كنت أتمنى هذه الساعة و أعد الدقائق له قلت
ـــ أنا مازلت لما الان أرفض أن أكون زوجتك
نهض من مكانه و مرة أخرى ذهب أمام النافذة
و بدأ يتفرج على الثلوج التي تتساقط ،
لثواني صمت و بعدها قال
ـــ ستصبحين و يجب أن تصبحي
ـــ منصور أنت لديك تلك المرأة التي لم أراها بعد
و لكنني سمعت بأنها طيبة وعاقلة
و هي إمرأة بكل معنى الكلمة
و هي تربي إبن ضرتها ، إبنك ،
أيضاً لم تمر سنة على ولادتها
بينما انت تأتي و تتطلب الزواج مني ؟000!
وضع يده على جبينه و كأنه يتألم قال
ـــ هل تظنين بأنني لا أفهم كل هذا ؟
مئة مرة قد قلت لشهناز هذا الكلام
و لكن منذ ان سمعت بإنفصالك عن زوجك
قالت يجب أن تتزوج مريم
وإن لم تذهب أنت و تطلب يدها
سأذهب بنفسي ، فهي ترغمني على هذا العمل ،
فبالنسبه لموضوع أشرف أيضاً أرغمتني تلك المرة
لم أكن أريد و لكن هذه المرة أريد ،
فأنا حقاً أريدك يا مريم
أستدار ناحيتي و أقترب مني و أنحنى
و وضع يده على الكرسي الذي كنت جالسة عليه
وأقترب كثيراً مني ،
لدرجة أني قلت لنفسي الآن سيقبلني
فأخذت كل إحتياطاتي و قلت إن فعل هذا ،
إما سأنهض و أخرج من الغرفة أم أصفعه علي وجهه
و لكنه لم يقبلني فقط قال
ـــ مريم أنا أحبك و منذ البداية أحببتك ،
يجب أن تصبحي زوجتي ،
أنتي بنفسك تعرفين هذا الأمر جيداً ، فقط أخبريني متى ؟
ـــ لن يأتي هذا اليوم
ـــ لماذا؟
ـــ لأنك متزوج و لديك زوجة طيبة وهي لا تستحق ذلك
و أنا أيضاً أحببت مرة واحدة و جننت
وأرتكبت خطاءً فادحاً بزواجي ،
منصور لا أستطيع أن أحب شخصاً مرة أخرى
ليس لأني مازلت أفكر في ذلك الرجل الحقير
لا ، ابداً الامر ليس هكذا ،
فقط لأنه لم تعد تلك الرغبة موجودة في قلبي
لم أعد أتمنى بأن أحب أي شخصاً آخر ،
أنا لا أريد أن أحب مرة أخرى أو أتزوج ،
إن كان هوساً فيكفي مرة واحدة ،
قد يكون هذا من سوء حظي
بأن يكون احمد النجار الذي هو لاشيء
أن اقع في حبه و من النظرة الأولى
كنت كالكلبة أركض خلفه
اما انت يا منصور أراك بهذه الأناقة وهذه الرجولة
و هذا الادب حينها أعتبرك كأخٍ لي ،
لا تستاء من كلامي ها !000
و لكنني أنا لا أحبك فلماذا أقهر زوجتك ؟
أنا قد ذقت هذا و أعلم جيداً ماذا يعني هذا ؟
ـــ أعلم جيداً بأنك لا تحبينني ولا أتوقع منك هذا
و أعلم أنك ترين الحياة بمنظاراً آخر ،
فحياتك التي قضيتها مع احمد و تجربتك المريرة معه
جعلتك تخشين الزواج مرة أخرى
مريم الأمر ليس كما تظنين
أنتي قد أرتكبتي غلطة مرة واحدة
و لا تحاولي أن ترتكبيها مرة أخرى ،
إن كنتي ترين عيباً في فأخبريني
و إن كان غير هذا أقبلي و تزوجيني
و دعي هذه المرة شيئاً فشيئاٌ يدخل الحب الي قلبك
فأنا لا أنتظر منك الحب التي كنتي تكنينه لأحمد
و لكن دعيني أخدمك دعيني أسكن الآمك ،
دعيني أصبح زوجك و أنسيكي كل شيء
فالحب سيأتي بعدها
مريم أمحيني فرصة ربما أستطيع إسعادك
ـــ منصور! كلامك صحيح الحب أهلكني مرة واحدة
كنت أقول يا إلهي لماذا تعذبني
ماالخطيئة التي ارتكبتها لكي تعاقبني عليها ؟
لكي أحب احمد
و منصور الذي هو بكل هذه المحسنات
لم تجعله يدخل الى قبلي لماذا؟!000
قاطعني و قال
ـــ مريم ، هذا هو القدر ، القدر الذي كتب على جبينك ،
هو القدر الذي أخذك الى دكان النجار و جعلك زوجته ،
أنا في ما بعد فهمت هذا بعد ما أصبحتي زوجته
في ذلك الوقت عندما دهستيني برجلك عندما حطمتني
و جرحتي كبريائي و حطمتي غروري ،
كنت أقول لنفسي أنظروا فضلت من علي ؟!
و لكن بعدها هدأت و قلت يجب رؤية ليلى من خلال عيون قيس ،
أتفووو عليك أيها القدر ،
ثم ذهبت و تزوجت بشهناز كانت تقول لي والدتي
لا تفعل هذا منصور لا تفعل هذا بنفسك
قلت لها أنا أحببت مريم و لكن لم تكن من نصيبي
و الآن من أجلك أنت سوف أتزوج فما الفرق أتزوج بمن ؟
ان كانت جميلة أم قبيحة ؟
كأني كنت أعاند نفسي أيضاً ،
قصتها طويلة ،
قالت والدتي اللعنة عليك يا مريم قلت العنيها يا والدتي ،
العنيها لأنها هي السبب في تعاستي مرة أخرى العنيها 000
ـــ منصور يكفي .. يكفي... يكفي أرجوك
ـــ لا ، مازلنا في البداية أنت قد اصبحتي تعيسة أم لم تصبحي
أنت تقولين كلما تحاولين أن تحبي شخصاً آخراً لم تستطيعي ،
فـ أصبحي زوجتي و على الأقل أسعديني أنا ،
أسعدي قلبي
مريم أنا سأتزوجك شئتي أم أبيتي تلك المرة لقد أخطأت ،
حينها كنت شاباً و ولا أفهم ما يدور حولي ،
كان علي منذ ذلك الوقت الذي قلتي لي فيه أنك لا تحبينني
كان يجب علي أن آخذك و رغماً عنك الى المحكمة
و أتزوجك فبهذه الطريقة سيكون هذا في مصلحتنا نحن الاثنين
إن قلت أني لم أشعر بلذة من أسلوب كلامه فأنا كاذبة ،
نهضت من مكاني قال
ـــ الى أين ؟
ـــ سأذهب لإحضار الشاي
ـــ أجلسي، أنا لا أريد شاياً بل أريدك أنتِ ،
أريد أن أتزوجك ، أريد أن تصبحي زوجتي أمام الله ،
عندما أنظر إليك أتعجب في هذه السنوات التي مضت
لقد تغيرتي كثيراً العذاب و المعاناة بدل أن يشيبك قد زادك جمالاً ،
لقد أصبحتي أكثر جمالاً و جاذبية
و أنتي لا تعلمين بهذا ،
لقد أصبحتي طويلة و نحيلة و أكثر نضجاً
و معاملتك أصبحت أفضل من قبل ،
لست ملاماً عندما تمنيت و منذ الطفولة أن تصبحي زوجتي
ـــ ماذا عن شهناز خانم ؟!
ـــ نحن كنا عكس المتزوجون في ليلة الدخلة
فقط جلسنا و تكلمنا هي قالت :
أنا عانيت كثيراً و كم من التجريح سمعت الذي الله وحده يعلم ،
أخواتي الذي أصغر مني تزوجوا وأنا بقيت ،
و بما أنه لم يتقدم لي أحداً أبيت من كل هذا
حينها قد طلبت من ربي أن يبعث لي زوجاً محترماً
و يقدرني حتي و ان كان زوجي بالإسم و أمام الناس
و أنا أعلم بأني أكبرك سناً وأني مصابة بهذا المرض
و لا أنتظر منك شيئاً أنا راضية بقدري
أن يقولوا شهناز قد حصلت على زوجاً طيباً و نبيلاً و هذا يكفيني ،
منذ هذه الليلة أنت حر ووقت ما أردت ان تتزوج ،
تزوج من إمرأة شابة و جميلة و بصحة جيدة ،
و يجب أن تتزوج لا يجب أن تضيع شبابك معي ،
لكن فقط أوعدني بأنك ستحفظ إحترامي
و بأنك لن تتذمر مني و لن تجعل الناس يحتقرونني فقط هذا 0
ومن ذلك الوقت قد أحترمتها و لم أقصر معها
هي بنفسها أصرت و ذهبت و خطبت أشرف السادات و زوجتنا
تقول: أعلم بأن الحياه لك أنت الشاب المرح صعبة بقربي ،
أنا من البداية كان شرطي مع أشرف
و لكنها منذ شهرين بعد الزواج بدأت تتذمر و تقول :
لماذا شهناز تكون السيدة الكبيرة
و أنا السيدة الصغيرة ،
لماذا لا تطلقها و أنا قلت: إختاري إن أطلقك
و لا أختار أن أطلق شهناز فهذه المرأة ملاك و لا تقدر بثمن 0
بعد إنفصالك أنت قالت لي شهناز :
أنا أعلم بأنك تحب مريم إذهب و تزوجها فأنا لا مانع عندي 0
قلت لها : مرة أخرى تبحثين عن المشاكل ؟
قالت: لا ، هي تختلف عن أشرف كإختلاف الأرض و السماء
هي تحمل دمك و هي أيضاً لا تنجــــ 000
منصور قطع كلامه و أنا أكلمت و قلت
ـــ ولا تنجب أيضاً صح ؟ هل هذا ما قالته ؟
ـــ نعم، هذا ما قالته ، قالت : إمرأة مثلك لن تتذمري منها
و لن تسقط أطفالي من عينك
لكي يظلوا أطفالها العزيزين و المدللين ،
قالت : أنت في النهاية يجب عليك أن تتزوج و مريم المرأة المناسبة0
إنها على حق يا مريم أنت فقط أحفظي إحترام شهناز
و دعيها تكون هي سيدة المنزل ،
دعي قلبها يفرح بلقب السيدة الكبيرة ،
وملكة قلبي ستكونين أنت
يتبع 00
و ضحكت و أنا و شهرزاد أيضا ضحكنا على ما قالت ،
كان واضعاً رجلاً على رجل و يتحدث مع الدكتور زوج شهرزاد
أنا كنت أشعر بالخجل منه و لكنه لم يكن يبالي بي
و كأنّ هو ايضاً يفكر بسوء حظه و تعاسته ،
حقاً كان منصور رجلاً وسيماً و أنيقاً و لطيفاً جداً جداً ،
لكن هو في نظري أنا كان فقط مجرد رسماً على جدار
كنت أعلم جيداً بأنه مازال عاتباً علي ،
نهضت من مكاني وناديت الدادا
ثم أخذتها جانباً و قلت لها
ـــ خذي الحساء الى سائق السيد منصور
و لا تنسين الشاي أيضاً
لقد كنت أعطي الأوامر بدلاً من والدتي لأنها كانت مريضه
و بقت لتستريح في المنزل
كنت واقفه و فجأة وقع نظري على منصور
كان واقفاً و يحدق الي فما إن وقع نظري عليه
قد غير مسار نظرته فقط كانت للحظة
و يالها من لحظة قصيرة لدرجة أني قلت لنفسي
إن هذه مجرد خيال و لكن في الحقيقة
أحسست بأن قلبي قد وقع من مكانه
ليس حباً بمنصور بل خوفي من السبب
الذي جلب منصور الى المزرعة
مضى الصيف و أنتهى الخريف و أقترب الشتاء
و في هذه الفتره أحياناً كنت أرى منصور في بيت عمي
و بيتنا أو في بيت ليلى أو بنات عمي
و لكن تلك النظرة السارقة لم تتكرر ،
أنا كنت فرحة بهذا
أو من الممكن كنت من البداية مخطئة لتصوري بهذا ،
من الأفضل بأن لا تكون هذه النظرات ،
لا اشعر بشيئ حيال منصور
و لكن كنت أستمتع جداً عندما ينظر الي و يجاملني
و أنا مثل أي إمرأة كنت أستمتع عندما يجاملني أحدهم ،
لكن إن فكر الرجل بأن هذا الاستمتاع
بمعنى الاستسلام فهو مخطئ ،
فالعشق مرة واحدة
قد أسرني و سحقني و أنا لي قلب واحد
و هذا القلب قد مات و أندفن أو ربما قد كبرت و تعقلت ،
أتمنى لو أغرم مرة أخرى ،
أغرم بشخصاً مثلا كمنصور
و بتلك الحرارة و اللهفة و الشوق ،
ياليتني مرة أخرى يصيبني هذا المرض
و لكني عرفت بعدها أن للحب سيفين
الأول يقتلك به حين يدخل و الثاني يدفنك به حين يخرج
فآمنت أن العشق لا يمكن مرتين
و لكن لقد مضى على هذا الشيء
و بقول والدي رأسي قد الططم بالصخرة و يالها من لطمةً قوية 0
كان الثلج و المطر يتساقط ،
كنت أتية من الخارج دخلت القصر كنت أرتدي معطف و قبعة ،
أعطيت الدادا المظلة و خلعت المعطف
و أعطيتها إياه أحسست بأنها تريد ان تقول شيئاً
و لكنها لا تستطيع لابد إن والدتي قد منعتها من البوح سألتها
ـــ أين محمد رضا ؟
ـــ في غرفته يكتب الواجب
ظهرت والدتي وبصوتٍ منخفض بعض الشيء
و بينما كانت تشير بيدها قالت
ـــ مريم أقتربي أريدك في موضوع
ـــ ماذا يجرى ؟
ـــ منصور منذ العصر و هو هنا ينتظرك
يقول أريد مريم في موضوع مهم ،
أتيت لأتكلم معها
ـــ معي أنا ؟
ـــ هكذا يقول
ـــ أين هو اللآن ؟
ـــ في غرفة الجلوس
ـــ أنت أضا تعالي
ـــ لا أذهبي بمفردك و أعرفي ماالذي يريده منك
و كانت عيون والدتي تضحك في عيون الدادا
لقد كان واقفاً أمام النافذة و ينظر الى الخارج
ـــ سلام
ـــ و عليكم السلام
ـــ لا تعلم كم من الثلوج يتساقط في الخارج
ـــ كيف لا أعلم فأنا أراه
لقد تفوهت بالتفاهات
كنت أبحث عن موضوعٍ لكي أطرد السكوت الذي بيننا
فالسكوت كان خطيراً ، السكوت يجعله أكثر حميمية
ويمسح الخجل و يجعله يبوح بشيئاً لم أكن أريد سماعه سألته
ـــ هل تناولت شيئاً؟
ـــ أجل لقد قاموا بالواجب معي
ـــ الآن إن شربت كوباً آخراً من الشاي لن يضرك ،
فأنا أشعر بالبرد الشديد و أحتاج للشاي
ـــ أنتِ تأمري و أنا أطيع
نظرت في عيناه كانت نظراته جدية
و لكن كلامه كان له معنى آخر ،
قلت وأنا مرتبكة
ـــ لماذا أنت واقف ؟ تفضل بالجلوس
دخلت الدادا و أحضرت الشاي قدمته من ثم أنصرفت ، قال
ـــ مريم ، جئت للتحدث معك ، الآن قد حان وقته
أرتبكت 0 أردت النهوض من مكاني
وضعت كوب الشاي على الطاولة و قلت
ـــ إذا دعني أنادي والدتي
أمسك ذراعي و أجبرني بالجلوس و لكنه لم يتركها قال
ـــ قلت فقط معك
كانت يدي على ركبتي و يده فوقها ،
كأنه ليلى من يمسكني ، كأنه شهرزاد من يمسكني
و لكن رأيت وجهه أحمر ،
لم يشد علي يدي فقط أنزل رأسه الى الأسفل للحظة
نظر الى يدينا و بعدها
بهدوء أبعد يده عن يدي ،
لدقائق عم السكوت بيننا بعدها قال
ـــ مريم أنا مازلت أريد الزواج بك
أرتجفت
و للحظة تصورت أمامي إمرأة تعاني من المرض
ولديها إبنة رضيعة و تربي ولداً لها وولداً لضرتها ،
شعرت بالغضب من منصور حتى طريقة كلامه
بدت لي و كأنه يامرني بهذا
و كأني أنا أنتظر هذا الطلب
و كنت أتمنى هذه الساعة و أعد الدقائق له قلت
ـــ أنا مازلت لما الان أرفض أن أكون زوجتك
نهض من مكانه و مرة أخرى ذهب أمام النافذة
و بدأ يتفرج على الثلوج التي تتساقط ،
لثواني صمت و بعدها قال
ـــ ستصبحين و يجب أن تصبحي
ـــ منصور أنت لديك تلك المرأة التي لم أراها بعد
و لكنني سمعت بأنها طيبة وعاقلة
و هي إمرأة بكل معنى الكلمة
و هي تربي إبن ضرتها ، إبنك ،
أيضاً لم تمر سنة على ولادتها
بينما انت تأتي و تتطلب الزواج مني ؟000!
وضع يده على جبينه و كأنه يتألم قال
ـــ هل تظنين بأنني لا أفهم كل هذا ؟
مئة مرة قد قلت لشهناز هذا الكلام
و لكن منذ ان سمعت بإنفصالك عن زوجك
قالت يجب أن تتزوج مريم
وإن لم تذهب أنت و تطلب يدها
سأذهب بنفسي ، فهي ترغمني على هذا العمل ،
فبالنسبه لموضوع أشرف أيضاً أرغمتني تلك المرة
لم أكن أريد و لكن هذه المرة أريد ،
فأنا حقاً أريدك يا مريم
أستدار ناحيتي و أقترب مني و أنحنى
و وضع يده على الكرسي الذي كنت جالسة عليه
وأقترب كثيراً مني ،
لدرجة أني قلت لنفسي الآن سيقبلني
فأخذت كل إحتياطاتي و قلت إن فعل هذا ،
إما سأنهض و أخرج من الغرفة أم أصفعه علي وجهه
و لكنه لم يقبلني فقط قال
ـــ مريم أنا أحبك و منذ البداية أحببتك ،
يجب أن تصبحي زوجتي ،
أنتي بنفسك تعرفين هذا الأمر جيداً ، فقط أخبريني متى ؟
ـــ لن يأتي هذا اليوم
ـــ لماذا؟
ـــ لأنك متزوج و لديك زوجة طيبة وهي لا تستحق ذلك
و أنا أيضاً أحببت مرة واحدة و جننت
وأرتكبت خطاءً فادحاً بزواجي ،
منصور لا أستطيع أن أحب شخصاً مرة أخرى
ليس لأني مازلت أفكر في ذلك الرجل الحقير
لا ، ابداً الامر ليس هكذا ،
فقط لأنه لم تعد تلك الرغبة موجودة في قلبي
لم أعد أتمنى بأن أحب أي شخصاً آخر ،
أنا لا أريد أن أحب مرة أخرى أو أتزوج ،
إن كان هوساً فيكفي مرة واحدة ،
قد يكون هذا من سوء حظي
بأن يكون احمد النجار الذي هو لاشيء
أن اقع في حبه و من النظرة الأولى
كنت كالكلبة أركض خلفه
اما انت يا منصور أراك بهذه الأناقة وهذه الرجولة
و هذا الادب حينها أعتبرك كأخٍ لي ،
لا تستاء من كلامي ها !000
و لكنني أنا لا أحبك فلماذا أقهر زوجتك ؟
أنا قد ذقت هذا و أعلم جيداً ماذا يعني هذا ؟
ـــ أعلم جيداً بأنك لا تحبينني ولا أتوقع منك هذا
و أعلم أنك ترين الحياة بمنظاراً آخر ،
فحياتك التي قضيتها مع احمد و تجربتك المريرة معه
جعلتك تخشين الزواج مرة أخرى
مريم الأمر ليس كما تظنين
أنتي قد أرتكبتي غلطة مرة واحدة
و لا تحاولي أن ترتكبيها مرة أخرى ،
إن كنتي ترين عيباً في فأخبريني
و إن كان غير هذا أقبلي و تزوجيني
و دعي هذه المرة شيئاً فشيئاٌ يدخل الحب الي قلبك
فأنا لا أنتظر منك الحب التي كنتي تكنينه لأحمد
و لكن دعيني أخدمك دعيني أسكن الآمك ،
دعيني أصبح زوجك و أنسيكي كل شيء
فالحب سيأتي بعدها
مريم أمحيني فرصة ربما أستطيع إسعادك
ـــ منصور! كلامك صحيح الحب أهلكني مرة واحدة
كنت أقول يا إلهي لماذا تعذبني
ماالخطيئة التي ارتكبتها لكي تعاقبني عليها ؟
لكي أحب احمد
و منصور الذي هو بكل هذه المحسنات
لم تجعله يدخل الى قبلي لماذا؟!000
قاطعني و قال
ـــ مريم ، هذا هو القدر ، القدر الذي كتب على جبينك ،
هو القدر الذي أخذك الى دكان النجار و جعلك زوجته ،
أنا في ما بعد فهمت هذا بعد ما أصبحتي زوجته
في ذلك الوقت عندما دهستيني برجلك عندما حطمتني
و جرحتي كبريائي و حطمتي غروري ،
كنت أقول لنفسي أنظروا فضلت من علي ؟!
و لكن بعدها هدأت و قلت يجب رؤية ليلى من خلال عيون قيس ،
أتفووو عليك أيها القدر ،
ثم ذهبت و تزوجت بشهناز كانت تقول لي والدتي
لا تفعل هذا منصور لا تفعل هذا بنفسك
قلت لها أنا أحببت مريم و لكن لم تكن من نصيبي
و الآن من أجلك أنت سوف أتزوج فما الفرق أتزوج بمن ؟
ان كانت جميلة أم قبيحة ؟
كأني كنت أعاند نفسي أيضاً ،
قصتها طويلة ،
قالت والدتي اللعنة عليك يا مريم قلت العنيها يا والدتي ،
العنيها لأنها هي السبب في تعاستي مرة أخرى العنيها 000
ـــ منصور يكفي .. يكفي... يكفي أرجوك
ـــ لا ، مازلنا في البداية أنت قد اصبحتي تعيسة أم لم تصبحي
أنت تقولين كلما تحاولين أن تحبي شخصاً آخراً لم تستطيعي ،
فـ أصبحي زوجتي و على الأقل أسعديني أنا ،
أسعدي قلبي
مريم أنا سأتزوجك شئتي أم أبيتي تلك المرة لقد أخطأت ،
حينها كنت شاباً و ولا أفهم ما يدور حولي ،
كان علي منذ ذلك الوقت الذي قلتي لي فيه أنك لا تحبينني
كان يجب علي أن آخذك و رغماً عنك الى المحكمة
و أتزوجك فبهذه الطريقة سيكون هذا في مصلحتنا نحن الاثنين
إن قلت أني لم أشعر بلذة من أسلوب كلامه فأنا كاذبة ،
نهضت من مكاني قال
ـــ الى أين ؟
ـــ سأذهب لإحضار الشاي
ـــ أجلسي، أنا لا أريد شاياً بل أريدك أنتِ ،
أريد أن أتزوجك ، أريد أن تصبحي زوجتي أمام الله ،
عندما أنظر إليك أتعجب في هذه السنوات التي مضت
لقد تغيرتي كثيراً العذاب و المعاناة بدل أن يشيبك قد زادك جمالاً ،
لقد أصبحتي أكثر جمالاً و جاذبية
و أنتي لا تعلمين بهذا ،
لقد أصبحتي طويلة و نحيلة و أكثر نضجاً
و معاملتك أصبحت أفضل من قبل ،
لست ملاماً عندما تمنيت و منذ الطفولة أن تصبحي زوجتي
ـــ ماذا عن شهناز خانم ؟!
ـــ نحن كنا عكس المتزوجون في ليلة الدخلة
فقط جلسنا و تكلمنا هي قالت :
أنا عانيت كثيراً و كم من التجريح سمعت الذي الله وحده يعلم ،
أخواتي الذي أصغر مني تزوجوا وأنا بقيت ،
و بما أنه لم يتقدم لي أحداً أبيت من كل هذا
حينها قد طلبت من ربي أن يبعث لي زوجاً محترماً
و يقدرني حتي و ان كان زوجي بالإسم و أمام الناس
و أنا أعلم بأني أكبرك سناً وأني مصابة بهذا المرض
و لا أنتظر منك شيئاً أنا راضية بقدري
أن يقولوا شهناز قد حصلت على زوجاً طيباً و نبيلاً و هذا يكفيني ،
منذ هذه الليلة أنت حر ووقت ما أردت ان تتزوج ،
تزوج من إمرأة شابة و جميلة و بصحة جيدة ،
و يجب أن تتزوج لا يجب أن تضيع شبابك معي ،
لكن فقط أوعدني بأنك ستحفظ إحترامي
و بأنك لن تتذمر مني و لن تجعل الناس يحتقرونني فقط هذا 0
ومن ذلك الوقت قد أحترمتها و لم أقصر معها
هي بنفسها أصرت و ذهبت و خطبت أشرف السادات و زوجتنا
تقول: أعلم بأن الحياه لك أنت الشاب المرح صعبة بقربي ،
أنا من البداية كان شرطي مع أشرف
و لكنها منذ شهرين بعد الزواج بدأت تتذمر و تقول :
لماذا شهناز تكون السيدة الكبيرة
و أنا السيدة الصغيرة ،
لماذا لا تطلقها و أنا قلت: إختاري إن أطلقك
و لا أختار أن أطلق شهناز فهذه المرأة ملاك و لا تقدر بثمن 0
بعد إنفصالك أنت قالت لي شهناز :
أنا أعلم بأنك تحب مريم إذهب و تزوجها فأنا لا مانع عندي 0
قلت لها : مرة أخرى تبحثين عن المشاكل ؟
قالت: لا ، هي تختلف عن أشرف كإختلاف الأرض و السماء
هي تحمل دمك و هي أيضاً لا تنجــــ 000
منصور قطع كلامه و أنا أكلمت و قلت
ـــ ولا تنجب أيضاً صح ؟ هل هذا ما قالته ؟
ـــ نعم، هذا ما قالته ، قالت : إمرأة مثلك لن تتذمري منها
و لن تسقط أطفالي من عينك
لكي يظلوا أطفالها العزيزين و المدللين ،
قالت : أنت في النهاية يجب عليك أن تتزوج و مريم المرأة المناسبة0
إنها على حق يا مريم أنت فقط أحفظي إحترام شهناز
و دعيها تكون هي سيدة المنزل ،
دعي قلبها يفرح بلقب السيدة الكبيرة ،
وملكة قلبي ستكونين أنت
يتبع 00
رد: مأساة مريم ( قصة حقيقية ) سأرويها لكم على حلقات
و بعتاب قلت له
ـــ و لماذا لم تتكلم مع والدي في البداية ؟
ـــ لماذا؟ لكي لا تقولي مرة أخرى لا أريده ،
كان عمري 15 سنة و كنتي جاهلة وطائشة
و لا تعرفين الصواب من الخطأ 0
والآن يجب أن أكلم والدك ؟ مرة أخرى لن أصغي لكلامك ،
أنا أريدك يا مريم ،
أنت فقط تقبلي شهناز و أتركي الباقي علي
ـــ أنا لم أوافق بعد لكي تضع شروطك ؟!
ـــ ستوافقين و يجب أن توافقي ، فكري جيداً قبل أن تعطيني الرد
رفعت رأسي وقلت له بغضب
ـــ هل تعاتبني على ما فات ؟
والدي لم يعاتبني على ذلك وأنت ليس لديك الحق بهذا
أنا لن أنجب أبداً و هل أنت سعيد بهذا الخصوص ،
أنت لا تريدني لروحي بل تريد أن أعوض لك قباحة شهناز
و لهذا هي الأصل و أنا البدل 0
كنت أعلم جيداً أنه لم يكن علي التفوه بهذا الكلام ،
أعلم أني قد رفعت صوتي
و بدأت أصرخ مثل والدة احمد وأجرح في كلامي
و لكن لم يكن بيدي و لكن رغم هذا
كنت أتعذب من كل شيء أعاني من نقصي و عجزي عن الإنجاب
و الله يعاقبني على هذا
و لكن ليس هذا وحده بل الحياة التي عشتها بقرب احمد النجار
قد علمتني كل هذا لقد علمتني درساً في الصراخ و الشتائم
و العنف و الوقاحة و التجريح 0
لقد كنتي تلميذة متفوقة يا مريم ،
كنت أفقد أعصابي لاجل أي شيء
و قد فقدت الهدوء و الإتزان ،
أنا أيضاً قد أصبحت مثل زوجي السابق فقدت الاحترام و الاخلاق ،
لقد أنزلتي نفسك الى مستواه يا مريم
كان منصور ينظر في عيناي هو مستغرب
كأنه لم يتوقع مني هذا الكلام و هذا الأسلوب في الكلام مني
رأيت في عينه الحزن و أراه يترجف من الحزن
كما كنت أنا أرتجف من الغضب
و بعدها نظر الي و قال بصوتٍ منخفض و منخفض جداً
ـــ أن كنتي تظنين هكذا ، فكري كما يحلو لك
فجأة مرة أخرى أراد قلبي أن يطلب مني هذا الطلب
و لكن لم يفعل و قال
ـــ فكري جيداً
و ذهب 0
كانا والداي سعيدين و عمي و زوجته أيضاً
لم أكن أعرف ماذا أفعل كنت أبحث عن عشق منصور في قلبي
و لكن لم يكن له وجود
و في النهاية لا يوجد قلباً لكي يعمل كان بارداً و قاسياً كالصخر
في اليوم مئة مرة أقول لنفسي سأذهب لكن لا ،
لا أريد جرح قلب شهناز أنا لا أريده اذا
لماذا سأجرح قلبها ؟ لماذا سأعذبها ؟
و لكن أرى والداي متحمسان لهذا الزواج
و نظراتهما مليئةً بالشوق و سكوتهم الذي يملأه الرجاء
يجبرني على هذا الشيء ،
لم أكن أريد مرة أخرى أن أتسبب بالحزن لهم ،
و كلما يذكر إسم منصور أرى بريقاً من السعادة في عيون والدتي
والإبتسامة على شفاه والدي ،
أعلم بأن والدي قد طلب من والدتي
بأن لا تفاتحني بهذا الموضوع ،
و إن لم أرد لا تضغط علي بهذا الخصوص
والدي كان أعقل من أن يجبرني على الزواج
كان يخشى من فشلي في الزواج مرة أخرى
و كان يخشى على معنوياتي و لكنني أنا كنت أعلم جيداً
بأنه يجب علي الزواج ولكن من من ؟
فلن يحالفني الحظ مرة أخرى بالزواج ،
لن يكون هناك رجلاً شاباً يقبل بالزواج من مطلقة وعاقر،
وكل هذا النقص الذي أعاني منه سببه
موافقتي بالزواج من احمد وأيضاً لأني ذهبت مع رقية
الى ذلك المكان وفصلت جزاً مني ورميته
و بهذا قد قتلت السعادة بداخلي
كنت أعلم جيداً بأن العشق الجنوني لن يسحقني مرة أخرى
كنت أعلم بأن الحل الوحيد لإنقاذي من مرارة هذه الحياة
ومن تكرار النهوض في الصباح و النوم في الليل
و من الفراغ الذي أعيشه و التفكير و السهر في الليل
و من شعوري بالفراغ و أمنيتي بالموت هو الزواج مجدداً
ومع أني قد تغيرت جذرياً
لقد تحولت الى إمرأة باردة و دون احساس
مع كل هذا كنت أعلم بأن منصور الوحيد الذي سيتحملني
و أنا سأستطيع تحمله بقربي ،
كنت أريد أن أجد الأمان و السكينة و البحث عن هدف في حياتي ،
كنت فرحة لأني سأسعد قلب والدي المحطم
و كنت أرى بعين العقل بأني لن أجد أفضل من منصور ،
هذه المرة أريد أن أقرر بتحكيم العقل و المنطق و بإختيار والدي ،
يريدون مني أن أبقى طوال عمري السيدة الصغيرة
فليس باليد حيلة فهذا أفضل من الوحدة
و الإنطواء بنفسي طوال عمري ،
بعثت برسالة الى منصور<< قبلت أن أصبح زوجتك>> .
لقد كانت حفلة صغيرة و بسيطة جداً ،
هذا كان مراعاةً لشعور شهناز ،
في تلك الليلة عمي و زوجته و بناته مع أزواجهن و أطفالهم
و خالتي و عمتي فقط حضروا الى القصر وأحتفلنا بزواجي 0
منصور أخذني الى منزله الذي كان في المزرعة
قد بنى هذا المنزل من أجل شهناز و بناءً على طلبها ،
و الذي هو أيضاً أصبح منزلي ،
لم تكن شهناز في المنزل لقد كانت قد ذهبت مع أولادها مشهد
<< مشهد : مدينه من مدن ايران>> كنت أعرف لماذا ؟
لقد أخلت المنزل من أجلنا ،
أعلم بأن الليلة قلب منصور سعيد
و بينما قلب شهناز يطفطر من الغيرة و الألم ،
كان بيتي الصغير مجهزاً بكل ما يلزم
و كم كان يختلف عن بيتي السابق كإختلاف الأرض عن السماء ،
كان منصور طيباً و حنوناً معي و كان مجنوناً بي ،
الحالة التي كان فيها تذكرني بالماضي ،
كنت أحبه و كنت أشفق عليه و لكن كنت باردة و جافة معه
وأحاول جاهدة لكي لا يلاحظ هذا ،
كنت واقفة أمام النافذة وأنظر الى الناحية الأخرى من المنزل
الذي كان يخص شهناز ،
و كان ذلك البناء القسمة الرئيسية للمنزل
و كان منصور جالساً و يتأملني و من ثم قال
ـــ هل تعرفين يا مريم بأنه ليس فقط شعرك المنكوش و المنثور
على أكتافك الذي يسحرني و ليس فقط وجهك
الذي بهذا القدر من الجمال ، بل كل شيء
ضحكت و قلت
ـــ عندما تكون في الجمع لم تكن حتى تجامل أحداً
بل تكون بارداً و جدياً ،
و لا أحد يصدق بأن منصور أيضاً يعرف هذا النوع من الكلام
هل تتذكر ليلة العيد ؟
كم كنت جافاً و جدياً لدرجة أني أردت ان أسألك بماذا تفكر؟
لماذا أنت بعيداً عن العالم ؟
ماهو الشيء الذي يشغلك
و لا يدعك تشارك الاخرين في فرحتهم بالعيد
ـــ هل حقاً كنتي تريدين أن تعلمي ؟
عندما كنتي تقفزين من على النار
عندما كان شعرك منثوراً على أكتافك
ووجهك الذي قد أصبح أحمراً ذلك الوقت
عندما لم تعيرني أي إهتمام كنت أنظر اليك
وأنتي حتى لم ترمقيني ولا حتى بنظرة واحدة ،
كنت أعرف بأن في أعماقك تحبينني
و ربما أنت بنفسك مازلتي لا تعلمين بهذا
ضحكت و قلت
ـــ ما هذا الكلام ؟ أنا في تلك الليلة حتى لم أكن أفكر بك
ـــ إذا لماذا لم تكوني تعيرني أي إهتمام ؟
لماذا قفزتي مع الكل من على النار الا أنا ؟
لماذا شهرزاد و ليلى كانتا يمازحني
و لكن أنت كنتي تتجاهلينني ؟
كان يبتسم و يتكلم بهدوء و كان صوته محكماً و خشناً
ويشعرنني بالأمان والسكينة ،
كنت أحبه هو يتكلم و أنا أصغي له
و كانت نظراته لي كالبلسم الشافي و يشفي جروح قلبي
و كنت أعلم بأني أستطيع الإتكاء و إعتماد عليه
كنت أعلم بأنه سيحميني كان رجلاً يحترم و يقدر زوجته ،
ومرت الساعات و الأيام بقربه كالثواني ،
مضى شهراً على زواجنا .
رجعت شهناز و أولادها من المشهد الساعة تقارب العاشرة صباحاً
و حينها كنت نائمة براحة و هدوء بقرب منصور ،
لقد أيقظنا صوت صراخ الأطفال ،
نهض منصور و ذهب أمام النافذة و رأي الأطفال ،
أرتدى ملابسه بسرعة و في تلك اللحظة قال
ـــ مريم أرتدى ملابسك بسرعة ،
أتت السيدة يجب أن نذهب لزيارتهم
قفزت من على السرير كنت أشعر بالإرتباك
و أبحث عن ملابسٍ مناسبة لكي أرتديها ،
لم أكن ماذا أفعل
و منصور من تكراره السيدة ، السيدة 000
يفقدني صوابي ،
أنا لست غبية كنت أعرف جيداً بما يتوجب علي فعله ،
ياليت منصور لم يكرر أوامره لكي لا أرتبك بهذا القدر
و مع كل هذا كنت أبتسم و بينما كنت أرتدى حذائي قلت
ـــ حاضر منصور الان سأجهز
أنتظروا الجزء التاسع عشر 000
ـــ و لماذا لم تتكلم مع والدي في البداية ؟
ـــ لماذا؟ لكي لا تقولي مرة أخرى لا أريده ،
كان عمري 15 سنة و كنتي جاهلة وطائشة
و لا تعرفين الصواب من الخطأ 0
والآن يجب أن أكلم والدك ؟ مرة أخرى لن أصغي لكلامك ،
أنا أريدك يا مريم ،
أنت فقط تقبلي شهناز و أتركي الباقي علي
ـــ أنا لم أوافق بعد لكي تضع شروطك ؟!
ـــ ستوافقين و يجب أن توافقي ، فكري جيداً قبل أن تعطيني الرد
رفعت رأسي وقلت له بغضب
ـــ هل تعاتبني على ما فات ؟
والدي لم يعاتبني على ذلك وأنت ليس لديك الحق بهذا
أنا لن أنجب أبداً و هل أنت سعيد بهذا الخصوص ،
أنت لا تريدني لروحي بل تريد أن أعوض لك قباحة شهناز
و لهذا هي الأصل و أنا البدل 0
كنت أعلم جيداً أنه لم يكن علي التفوه بهذا الكلام ،
أعلم أني قد رفعت صوتي
و بدأت أصرخ مثل والدة احمد وأجرح في كلامي
و لكن لم يكن بيدي و لكن رغم هذا
كنت أتعذب من كل شيء أعاني من نقصي و عجزي عن الإنجاب
و الله يعاقبني على هذا
و لكن ليس هذا وحده بل الحياة التي عشتها بقرب احمد النجار
قد علمتني كل هذا لقد علمتني درساً في الصراخ و الشتائم
و العنف و الوقاحة و التجريح 0
لقد كنتي تلميذة متفوقة يا مريم ،
كنت أفقد أعصابي لاجل أي شيء
و قد فقدت الهدوء و الإتزان ،
أنا أيضاً قد أصبحت مثل زوجي السابق فقدت الاحترام و الاخلاق ،
لقد أنزلتي نفسك الى مستواه يا مريم
كان منصور ينظر في عيناي هو مستغرب
كأنه لم يتوقع مني هذا الكلام و هذا الأسلوب في الكلام مني
رأيت في عينه الحزن و أراه يترجف من الحزن
كما كنت أنا أرتجف من الغضب
و بعدها نظر الي و قال بصوتٍ منخفض و منخفض جداً
ـــ أن كنتي تظنين هكذا ، فكري كما يحلو لك
فجأة مرة أخرى أراد قلبي أن يطلب مني هذا الطلب
و لكن لم يفعل و قال
ـــ فكري جيداً
و ذهب 0
كانا والداي سعيدين و عمي و زوجته أيضاً
لم أكن أعرف ماذا أفعل كنت أبحث عن عشق منصور في قلبي
و لكن لم يكن له وجود
و في النهاية لا يوجد قلباً لكي يعمل كان بارداً و قاسياً كالصخر
في اليوم مئة مرة أقول لنفسي سأذهب لكن لا ،
لا أريد جرح قلب شهناز أنا لا أريده اذا
لماذا سأجرح قلبها ؟ لماذا سأعذبها ؟
و لكن أرى والداي متحمسان لهذا الزواج
و نظراتهما مليئةً بالشوق و سكوتهم الذي يملأه الرجاء
يجبرني على هذا الشيء ،
لم أكن أريد مرة أخرى أن أتسبب بالحزن لهم ،
و كلما يذكر إسم منصور أرى بريقاً من السعادة في عيون والدتي
والإبتسامة على شفاه والدي ،
أعلم بأن والدي قد طلب من والدتي
بأن لا تفاتحني بهذا الموضوع ،
و إن لم أرد لا تضغط علي بهذا الخصوص
والدي كان أعقل من أن يجبرني على الزواج
كان يخشى من فشلي في الزواج مرة أخرى
و كان يخشى على معنوياتي و لكنني أنا كنت أعلم جيداً
بأنه يجب علي الزواج ولكن من من ؟
فلن يحالفني الحظ مرة أخرى بالزواج ،
لن يكون هناك رجلاً شاباً يقبل بالزواج من مطلقة وعاقر،
وكل هذا النقص الذي أعاني منه سببه
موافقتي بالزواج من احمد وأيضاً لأني ذهبت مع رقية
الى ذلك المكان وفصلت جزاً مني ورميته
و بهذا قد قتلت السعادة بداخلي
كنت أعلم جيداً بأن العشق الجنوني لن يسحقني مرة أخرى
كنت أعلم بأن الحل الوحيد لإنقاذي من مرارة هذه الحياة
ومن تكرار النهوض في الصباح و النوم في الليل
و من الفراغ الذي أعيشه و التفكير و السهر في الليل
و من شعوري بالفراغ و أمنيتي بالموت هو الزواج مجدداً
ومع أني قد تغيرت جذرياً
لقد تحولت الى إمرأة باردة و دون احساس
مع كل هذا كنت أعلم بأن منصور الوحيد الذي سيتحملني
و أنا سأستطيع تحمله بقربي ،
كنت أريد أن أجد الأمان و السكينة و البحث عن هدف في حياتي ،
كنت فرحة لأني سأسعد قلب والدي المحطم
و كنت أرى بعين العقل بأني لن أجد أفضل من منصور ،
هذه المرة أريد أن أقرر بتحكيم العقل و المنطق و بإختيار والدي ،
يريدون مني أن أبقى طوال عمري السيدة الصغيرة
فليس باليد حيلة فهذا أفضل من الوحدة
و الإنطواء بنفسي طوال عمري ،
بعثت برسالة الى منصور<< قبلت أن أصبح زوجتك>> .
لقد كانت حفلة صغيرة و بسيطة جداً ،
هذا كان مراعاةً لشعور شهناز ،
في تلك الليلة عمي و زوجته و بناته مع أزواجهن و أطفالهم
و خالتي و عمتي فقط حضروا الى القصر وأحتفلنا بزواجي 0
منصور أخذني الى منزله الذي كان في المزرعة
قد بنى هذا المنزل من أجل شهناز و بناءً على طلبها ،
و الذي هو أيضاً أصبح منزلي ،
لم تكن شهناز في المنزل لقد كانت قد ذهبت مع أولادها مشهد
<< مشهد : مدينه من مدن ايران>> كنت أعرف لماذا ؟
لقد أخلت المنزل من أجلنا ،
أعلم بأن الليلة قلب منصور سعيد
و بينما قلب شهناز يطفطر من الغيرة و الألم ،
كان بيتي الصغير مجهزاً بكل ما يلزم
و كم كان يختلف عن بيتي السابق كإختلاف الأرض عن السماء ،
كان منصور طيباً و حنوناً معي و كان مجنوناً بي ،
الحالة التي كان فيها تذكرني بالماضي ،
كنت أحبه و كنت أشفق عليه و لكن كنت باردة و جافة معه
وأحاول جاهدة لكي لا يلاحظ هذا ،
كنت واقفة أمام النافذة وأنظر الى الناحية الأخرى من المنزل
الذي كان يخص شهناز ،
و كان ذلك البناء القسمة الرئيسية للمنزل
و كان منصور جالساً و يتأملني و من ثم قال
ـــ هل تعرفين يا مريم بأنه ليس فقط شعرك المنكوش و المنثور
على أكتافك الذي يسحرني و ليس فقط وجهك
الذي بهذا القدر من الجمال ، بل كل شيء
ضحكت و قلت
ـــ عندما تكون في الجمع لم تكن حتى تجامل أحداً
بل تكون بارداً و جدياً ،
و لا أحد يصدق بأن منصور أيضاً يعرف هذا النوع من الكلام
هل تتذكر ليلة العيد ؟
كم كنت جافاً و جدياً لدرجة أني أردت ان أسألك بماذا تفكر؟
لماذا أنت بعيداً عن العالم ؟
ماهو الشيء الذي يشغلك
و لا يدعك تشارك الاخرين في فرحتهم بالعيد
ـــ هل حقاً كنتي تريدين أن تعلمي ؟
عندما كنتي تقفزين من على النار
عندما كان شعرك منثوراً على أكتافك
ووجهك الذي قد أصبح أحمراً ذلك الوقت
عندما لم تعيرني أي إهتمام كنت أنظر اليك
وأنتي حتى لم ترمقيني ولا حتى بنظرة واحدة ،
كنت أعرف بأن في أعماقك تحبينني
و ربما أنت بنفسك مازلتي لا تعلمين بهذا
ضحكت و قلت
ـــ ما هذا الكلام ؟ أنا في تلك الليلة حتى لم أكن أفكر بك
ـــ إذا لماذا لم تكوني تعيرني أي إهتمام ؟
لماذا قفزتي مع الكل من على النار الا أنا ؟
لماذا شهرزاد و ليلى كانتا يمازحني
و لكن أنت كنتي تتجاهلينني ؟
كان يبتسم و يتكلم بهدوء و كان صوته محكماً و خشناً
ويشعرنني بالأمان والسكينة ،
كنت أحبه هو يتكلم و أنا أصغي له
و كانت نظراته لي كالبلسم الشافي و يشفي جروح قلبي
و كنت أعلم بأني أستطيع الإتكاء و إعتماد عليه
كنت أعلم بأنه سيحميني كان رجلاً يحترم و يقدر زوجته ،
ومرت الساعات و الأيام بقربه كالثواني ،
مضى شهراً على زواجنا .
رجعت شهناز و أولادها من المشهد الساعة تقارب العاشرة صباحاً
و حينها كنت نائمة براحة و هدوء بقرب منصور ،
لقد أيقظنا صوت صراخ الأطفال ،
نهض منصور و ذهب أمام النافذة و رأي الأطفال ،
أرتدى ملابسه بسرعة و في تلك اللحظة قال
ـــ مريم أرتدى ملابسك بسرعة ،
أتت السيدة يجب أن نذهب لزيارتهم
قفزت من على السرير كنت أشعر بالإرتباك
و أبحث عن ملابسٍ مناسبة لكي أرتديها ،
لم أكن ماذا أفعل
و منصور من تكراره السيدة ، السيدة 000
يفقدني صوابي ،
أنا لست غبية كنت أعرف جيداً بما يتوجب علي فعله ،
ياليت منصور لم يكرر أوامره لكي لا أرتبك بهذا القدر
و مع كل هذا كنت أبتسم و بينما كنت أرتدى حذائي قلت
ـــ حاضر منصور الان سأجهز
أنتظروا الجزء التاسع عشر 000
رد: مأساة مريم ( قصة حقيقية ) سأرويها لكم على حلقات
الجزء التاسع عشر :
في نفس الوقت كنت أحترق غضباً من الداخل ،
لم أتبرج ، لم أكن أريد الإهتمام بمظهري ،
لم يكن له من داعي قال منصور مرة أخرى
ـــ حبيبتي مريم أجمعي شعرك ولا تدعيه منثوراً على أكتافك
لم أكن أفهم إن كان حقاً يحبني مثل ما يقول ،
اذا لماذا يسعى ليكسب قلبها ؟
ـــ حاضر منصور
و أبتسمت في وجهه و كنت أحاول جمع شعري
بينما حضرت خادمة شهناز و أبلغتنا
بأن السيدة قادمة الى هنا ،
كنت للتو أنتهيت من جمع شعري
أنفتح الباب و دخلت إمرأة و كانت ملتفة بعبائتها
و من طريقة إلتفافها بالعبائة عرفت أنها شهناز ،
كان وجهها مغطى تحت العبائة
و كانت عيناها فقط ظاهرة من تحت العبائة
و مع أنه آثار المرض كانت واضحة على جفونها
مع هذا كان لديها عينان كبيرتان وواسعتان
ـــ سلام
توترت و يبدوا أني لم أربط شعري جيداً
و أنفتح رباط شعري و قد أنتثر مرة ثانية علي أكتافي
ـــ و عليكم السلام ،
لماذا أزعجتي نفسك بالحضور ،
أنا أردت الآن الحضور اليك
نظرت الي من رأسي الى رجلي و قالت
ـــ مالفرق ؟ أنت عروس جديدة و أنا المفروض أن آي
أولا لزيارتك
كانت أطول مني ، كانت تقريبا بطول منصور ،
جلست على الكرسي و أشعلت النار في المدفئة ،
كنت أشعر بنظراتها و هي تنظر الي قلت
ـــ سامحيني الآن سأتي
كنت أمام المراة أجمع شعري ،
أحضرت خادمتي الشاي و بعض الفواكه
و كان منصور قد ذهب لروية أطفاله ،
جلست بجوارها و قلت
ـــ شرفتينا بحضورك يا سيدتي
ـــ حقاً أنت جميلة جداً
أخرجت من تحت عبائتها علبة صغيرة
ووضعتها أمامي و قالت
ـــ أقبلي هذه الهدية المتواضعة مني إنها هدية زواجك
فتحت العلبة كانت قلادة كانت بهذه الهدية تعلن إستسلامها ،
أشفقت عليها
ـــ لم يكن له من داعي
فجأةً ضج المنزل بصراخ الأطفال إبنها
وإبن أشرف رحمة الله عليها ،
قبلت الأثنين وبأمراً منها أبلغت خادمتها بأحضار ناهد ،
لقد أحضروها ووضعوها في حضني ،
أرتجف قلبي تمنيت حينها لو تكون لي ،
تكون إبنتي كم كانت لطيفة ومحبوبة ،
ذهبوا الأولاد ليناموا وناهد أيضاً نامت على رجلي
لقد كانت ناعمة جداً قلت
ـــ أنت محظوظة
ـــ أنا محظوظة ؟
ـــ أجل لأن لديك ماشاءالله كل هذا الاطفال الرائعين
نظرت الي و رأيت في نظرتها الحزن ،
صمتت من ثم خلعت عبائتها و قالت
ـــ أنظري الي جيداً لكي لا تتحسري
صدمت برويتها ،
ماذا قد فعل بها المرض!
كل وجهها كاملاً
و عنقها لا يوجد مكاناً لم يصل اليه المرض
و الأسوء من كل شيء هو شعرها و المرء قد يستطيع عده ،
الآن فهمت جيداً لماذا كان منصور يريدني أن أجمع شعري ،
لقد شعرت بالخجل شعرت بأنني إنسانه خبيثة
خجلت من شعري الكثيف و الطويل،
لقد أصبحت تحت تأثير شخصيتها القوية و الحنونة
و رأيتها إمرأةً تستحق الاحترام فعلاً ،
فجأة شعرت بأنها قد دخلت الى قلبي ، أبتسمت و سألتني
ـــ هل مازلت محظوظة ؟
دون ارادةً مني قلت
ـــ أنا أيضاً عاقر و لا أستطيع الإنجاب مرة أخرى
و تجمعت الدموع في عيني
ـــ أعرف
و صمتت حينها و بينما كان رأسها في الاسفل قالت
ـــ أتيت لكي أطلب منك شيئاً ،
لا أريدك أن تسقطيني من عين منصور أنا عندي أطفال ،
أنت أيضاً لن ترضي بأن يصبحوا أطفالي دون والد ،
فقط هذا
ـــ لا ، أنا لن أفعل هذا ،
كنت أعرف من البداية بأن لديك أطفال
وإن قصر منصور معك بشيء فأنا لن أسمح بذلك ،
أولاًيجب عليه أن يخرجني من هذا المنزل
من ثم بعدها يفعل ما يشاء
لقد قلت هذا من أعماق قلبي و لم يكن نفاقاً أو مجاملة ،
حتى في حضورها لم أسمح لنفسي أن أخاطب منصور بزوجي
لم أكن أريد بأن تشعر بعلاقتنا الحميمة ،
لم أكن أريد بأن تعاني ، قالت
ـــ إياك في لحظة أن تظني بأني قد أردت من منصور
ان ينام معي ليلة بعد ليلة
فأنا يكفيني أن هناك يوجد رجلاً يحميني
و أكتفي بهذا القدر من الاطفال الذي وهبني إياهم الرب
و يكفيني إسمه الذي منحني إياه
و يكفيني أن يكونوا أولادي تحت حمايتة و حبه
ـــ أنا لا أرضى بأن يصيب أولادك مكروهاً ،
أنا أيضاً كان لدي ولداً
و بدأت الدموع تذرف على وجنتاي قلت لنفسي ،
مرة أخري أما تتمالك نفسك يا مريم ، لماذا ؟
و لكن جرحي القديم لا و لن يلتئم أبداً ، قالت
ـــ أعذريني لم أقصد أن أسبب لكي الحزن
و هذا من الصباح الباكر
ـــ أنت سببتي لي الحزن؟ لا ، أنت لم تفعلي ،
أنا التي جلبت لنفسي هذا الحزن و العذاب
و هذه التعاسة و لا يمر علي يوماً و لا أتندم
على هذه الغلطة التي أرتكبتها
نهضت من مكانها و قبلتني على جبيني و قالت لي و بكل حنان
ـــ الكثير يتمنون أن يكونوا مكانك و أنا واحدة منهم
و لبست عباءتها و ذهبت
جلست لوحدي قرب النافذة وأنظر الى الخارج
كنت متعجبة من القدر و لعبته
نحن الثلاثة نشكل ثلاثياً بالهموم
كان لدينا كل شيء و لم يكن لدينا شيء
كانت شهناز تريد أطفالاً و رجلاً يحميها و تحمل إسمه
و الباقي لا يهمها و منصور يريد إمرأة و زوجة جميلة
لكي يعوض وجه زوجته المليئ بالثقوب و أنا000
ماذا عني أنا ؟
كان لدي زوج و لم يكن لدي ، كان لدي أطفالاً و لم يكن لدي ،
كان حضوري في هذا البيت ضرورياً و لم يكن ضرورياً ،
كنا إمراتان و كنا نكمل بعضنا البعض ،
كنا سعداء بوجودنا مع بعضنا البعض و لم نكن كذلك ،
و كنا في نفس اللحظة نتعذب هذا هو قدري
و هذا نصيب منصور و شهناز الذي خطاه قلم القدر لنا
لقد كان منصور يعشق فنون الرسم و العزف على آلة العود
لقد كان بيتنا مليئاً باللوحات الثمينة
و التي تعود لأشهر الرسامين
و عندما يكون دوري مع منصور أنتظره بكامل زينتي و أناقتي
و أنثر شعري على أكتافي كما يحب
و عندما يدخل كان يناديني : حبيبتي مرمر
و أنا كنت أموت من الغيرة و أقول مع نفسي
و هل يا ترى ينادي شهناز أيضاً هكذا و بهذا اللحن
و هل يقول لها أيضاً حبيبتي ،
كان يناديها أمامي بالسيدة و أنا أيضاً بحضورها يناديني بالسيدة
و كنت أنا أستغرب من هذه الغيرة و لماذا ؟
أنا لست مغرمة بمنصور فلماذا أريده لي وحدي ،
أريده كاملاً ؟ قلبه ، روحه ، أريدهما ومع بعض
و كنت لا أريد ان يشاركني به شخصاً آخر و يبقى لي وحدي فقط ،
كان يجلس و يتأملني لساعات كنت أذهب و أأتي
و أمشي و أعمل وهو يظل يتأملني و يقول لي:
إياكي أن تقصي شعرك يا مريم ،
أتركيه منثوراً على أكتافك ،
و كل مرة يناديني مرمر حبيبتي أتذكر احمد
و أعض أصابعي ندماً إن أكن قد أرتكبت هذه الغلطة
لم أكن الآن السيدة الصغيرة و لم أكن عاقراً،
و كان الان أبناء منصور في أحضاني
مع أني أشعر بأن أبناء منصور كأبنائي تماماً
و لكن رغم هذا أشعر بالنقص ،
وصوتاً في داخلي يقول لي لقد خسرتي جوهرة ثمينة
شيئاً فشيئاً تمضي الأيام والجميع كان يكبر ،
الأطفال والكبار قد أصبحو مسنين ،مثل والدي
رن الهاتف وكانت والدتي
شعرت بأن قلبي قد وقع من مكانه
كنت أعلم بأن والدي مريضاً وكنت بإستمرار أذهب لزيارته
ولكن في ذلك اليوم قالت لي والدتي وبصوت حزين
أن والدي يريد رؤيتي ، يريد رؤية إبنته ،
وعند وصولنا أنا ومنصور الى القصر
كان الجميع هناك ،كان والدي قد طلب رؤية بناته للتحدث معهم
سأل والدي
ـــ ألم تأتي مريم ؟
ذهبت الى غرفته ومنصور برفقتي ، قال والدي
ـــ أتيتي يا إبنتي ؟
جلست على ركبتاي قرب سريره وقلت
ـــ أجل يا والدي العزيز ، كيف حالك ؟
ـــ سيء ياعزيزتي سيء جداً
بدأ جسمي يرتجف ومتى الدموع سوف تدعني وشأني ؟
لا أعلم ، قلت
ـــ والدي العزيز
ـــ لا تبكي يا إبنتي فالموت حق
ـــ اه لا ، انا لا أبك 000
جلس منصور بقرب والدي
و كانت عيناه حمراء أيضاً من شدة البكاء
أمسك بيد والدي و قال
ـــ مرحبا عمي ، كيف حالك؟
قال والدي
ـــ تعيش مئة سنة يا إبني ، أوصيك مريم
و أنا مرتاح البال لأنك أنت ولي أمرها ،
أنت تعرف عندما تروجت مريم كم فرحت و أرتحت لذلك
أبتسم منصور إبتسامة حزينة
ـــ ماهذا الكلام يا عمي العزيز
قال والدي
ـــ أنصتي لي يا مريم و أسمعيني جيداً ،
ذلك البيت الذي أشتريته لكي في السابق
و الذي جعلتيه بإسمي من أجل طلاقك قد بعته ،
و هل أخطأت بذلك؟
تذكرت ولدي و هو مغطى تحت القماش الأبيض
و في تلك الزواية من البيت آاااه
كم أتمنى لو أقص تلك القطعة من الارض
بمقصٍ و أحتفظ بها و لكي أضعها في صندوق ذكرياتي ،
قلت
ـــ لا أنت لم تخطئ لقد فعلت الصواب و حسناً ما فعلت
كان لدى والدي الوكالة التامة لكي يتصرف بكل شيء ، قال
ـــ عوضاً عن ذلك لقد أشتريت لكي قطعة أرض
و تقارب 500 متراً و لكن في النهاية قد تكون أفضل
أريد أن أعرف هل أنت راضية ؟
ـــ أنا راضية يا والدي العزيز و كنت دوماً راضية
ـــ مريم أوصيك بأخيك محمد و قد أوصيت أخواتك من قبل
محمد يجب أن يتعلم واذا أستلزم الأمر بأن يذهب
الى اي مكان فليذهب و لا تبخلوا عليه بشيء
و يجب أن يتعلم في أفضل المدارس
و أنا أوصيك أنت به ، أول كلامك أنت ومن بعد كلام والدتك ،
ربما أراد الذهاب الى أوربا للدراسة
ووالدتك بسبب عاطفة الأمومة قد لا توافق على ذهابه
ولكن أنت يجب أن تقفي معه وفي كل خطوة يخطيها ،
أنت سوف تكوني خليفتي من بعدي هل فهمتي يا مريم ؟
قد فهمت يجب أن أعتبر محمد كأبني ،
الإبن الذي لا وجود له ،
كنت من شدة البكاء غير قادرة على التنفس والكلام قال منصور
ـــ عمي العزيز ، أقبلني أنا أيضاً ،
أعدك عني وعن مريم ،وأنت لا تحمل هم هذا الموضوع
قال والدي له
ـــ الله يخليك ولا يحرمنا منك ، لقد أرتاح بالي
صمت ومن ثم شرح لي بخصوص التركة
وعن نصيبنا أنا ومحمد رضا ،
رغم أنه قد قام بكتابة الوصية رسمياً وبحضور المحامي
وفي تلك اللحظة قال
ـــ عزيزتي مريم أعرف أنك تذهبين لزيارة عصمت خانم
و لكن أوصيك أيضاً بأن لا تقاطعيها و ساعديها هي و إبنها ،
هم لا أحد لهم
ـــ طبعاً سأذهب يا والدي العزيز ،
و حتى إن لم تقل ذلك فأنا لن أتركهما
ضحك و مسح يده علي رأسي و قال
ـــ مازلتي كما أنت و لم تتغيري ،
هيا الآن أنهضي و أذهبي ، أريد ان أنام
كانت الدموع لا تدعني و شأني
ـــ إنهضي يا إبنتي ، فأنا للآن مازلت أمامك
نهضت من مكاني ، وأرى الذكريات تمر من أمام عيني ،
الليالي التي نقضيها أنا ووالدي في قراءة الأشعار ،
ليلة ولادة محمد رضا ،
يوم عقد قراني وبيت حسن خان
واليوم الذي حضر احمد فيه الى القصر من أجل طلاقي
وشتائم احمد والشتائم التي كان يشتمني بها
وكان يقول لي إبنة الكلب و 000
لقد كان يشتم هذا الرجل الشريف ،
ااااااه 000 فجأه تمنيت لو يكون هنا وأخنقه بيداي
أنحنيت وبينما كانت يدي في يد والدي سألته
ـــ والدي العزيز؟ 0000
أخذت نفساً عميقاً وقلت
ـــ والدي العزيز 000 هل أنت راضياً عني ؟
ااااه كم تمنيت في تلك اللحظة لو كنت خرساء
ولم أطرح سؤالي حتى أمتلأت عيناه بالدموع ،
وشد على يدي وقبلها بكل حرارة وكل حنان ،
يدي ، يدي أنا ،
أنا التي لم أجلب له سوى الهموم والآلآم طوال هذه السنين ،
فارق والدي الحياة و مرة أخرى أظلمت الدنيا أمام عيناي
ما زالت الحياة مستمرة وأنا كنت مجنونة ،
أريد طفلاً و لكن هذا ليس ممكناً ،
لماذا دائماً عندما أتمنى شيئاً يصبح مستحيلاً ،
ذهبت للعلاج و بدأت في العلاج المنزلي
كل ما قالوه فعلت ذهبت للمسنين ، و المشعوذين
و لكن كل هذا لم يجدي نفعاً
و كنت على علم بهذا منذ البداية ،
أنا كنت على علمٍ أكثر من الباقيين بالذي جلبته لنفسي ،
هل أذهب للأطباء أيضاً ،
أعلم بردهم مع كل هذا أخبرت منصور بأني أاريد الذهاب للعلاج
و بأنني مصممة ضحك و قال
ـــ حبيبتي مرمر خيراً ما تفعلين
يتبع 000
في نفس الوقت كنت أحترق غضباً من الداخل ،
لم أتبرج ، لم أكن أريد الإهتمام بمظهري ،
لم يكن له من داعي قال منصور مرة أخرى
ـــ حبيبتي مريم أجمعي شعرك ولا تدعيه منثوراً على أكتافك
لم أكن أفهم إن كان حقاً يحبني مثل ما يقول ،
اذا لماذا يسعى ليكسب قلبها ؟
ـــ حاضر منصور
و أبتسمت في وجهه و كنت أحاول جمع شعري
بينما حضرت خادمة شهناز و أبلغتنا
بأن السيدة قادمة الى هنا ،
كنت للتو أنتهيت من جمع شعري
أنفتح الباب و دخلت إمرأة و كانت ملتفة بعبائتها
و من طريقة إلتفافها بالعبائة عرفت أنها شهناز ،
كان وجهها مغطى تحت العبائة
و كانت عيناها فقط ظاهرة من تحت العبائة
و مع أنه آثار المرض كانت واضحة على جفونها
مع هذا كان لديها عينان كبيرتان وواسعتان
ـــ سلام
توترت و يبدوا أني لم أربط شعري جيداً
و أنفتح رباط شعري و قد أنتثر مرة ثانية علي أكتافي
ـــ و عليكم السلام ،
لماذا أزعجتي نفسك بالحضور ،
أنا أردت الآن الحضور اليك
نظرت الي من رأسي الى رجلي و قالت
ـــ مالفرق ؟ أنت عروس جديدة و أنا المفروض أن آي
أولا لزيارتك
كانت أطول مني ، كانت تقريبا بطول منصور ،
جلست على الكرسي و أشعلت النار في المدفئة ،
كنت أشعر بنظراتها و هي تنظر الي قلت
ـــ سامحيني الآن سأتي
كنت أمام المراة أجمع شعري ،
أحضرت خادمتي الشاي و بعض الفواكه
و كان منصور قد ذهب لروية أطفاله ،
جلست بجوارها و قلت
ـــ شرفتينا بحضورك يا سيدتي
ـــ حقاً أنت جميلة جداً
أخرجت من تحت عبائتها علبة صغيرة
ووضعتها أمامي و قالت
ـــ أقبلي هذه الهدية المتواضعة مني إنها هدية زواجك
فتحت العلبة كانت قلادة كانت بهذه الهدية تعلن إستسلامها ،
أشفقت عليها
ـــ لم يكن له من داعي
فجأةً ضج المنزل بصراخ الأطفال إبنها
وإبن أشرف رحمة الله عليها ،
قبلت الأثنين وبأمراً منها أبلغت خادمتها بأحضار ناهد ،
لقد أحضروها ووضعوها في حضني ،
أرتجف قلبي تمنيت حينها لو تكون لي ،
تكون إبنتي كم كانت لطيفة ومحبوبة ،
ذهبوا الأولاد ليناموا وناهد أيضاً نامت على رجلي
لقد كانت ناعمة جداً قلت
ـــ أنت محظوظة
ـــ أنا محظوظة ؟
ـــ أجل لأن لديك ماشاءالله كل هذا الاطفال الرائعين
نظرت الي و رأيت في نظرتها الحزن ،
صمتت من ثم خلعت عبائتها و قالت
ـــ أنظري الي جيداً لكي لا تتحسري
صدمت برويتها ،
ماذا قد فعل بها المرض!
كل وجهها كاملاً
و عنقها لا يوجد مكاناً لم يصل اليه المرض
و الأسوء من كل شيء هو شعرها و المرء قد يستطيع عده ،
الآن فهمت جيداً لماذا كان منصور يريدني أن أجمع شعري ،
لقد شعرت بالخجل شعرت بأنني إنسانه خبيثة
خجلت من شعري الكثيف و الطويل،
لقد أصبحت تحت تأثير شخصيتها القوية و الحنونة
و رأيتها إمرأةً تستحق الاحترام فعلاً ،
فجأة شعرت بأنها قد دخلت الى قلبي ، أبتسمت و سألتني
ـــ هل مازلت محظوظة ؟
دون ارادةً مني قلت
ـــ أنا أيضاً عاقر و لا أستطيع الإنجاب مرة أخرى
و تجمعت الدموع في عيني
ـــ أعرف
و صمتت حينها و بينما كان رأسها في الاسفل قالت
ـــ أتيت لكي أطلب منك شيئاً ،
لا أريدك أن تسقطيني من عين منصور أنا عندي أطفال ،
أنت أيضاً لن ترضي بأن يصبحوا أطفالي دون والد ،
فقط هذا
ـــ لا ، أنا لن أفعل هذا ،
كنت أعرف من البداية بأن لديك أطفال
وإن قصر منصور معك بشيء فأنا لن أسمح بذلك ،
أولاًيجب عليه أن يخرجني من هذا المنزل
من ثم بعدها يفعل ما يشاء
لقد قلت هذا من أعماق قلبي و لم يكن نفاقاً أو مجاملة ،
حتى في حضورها لم أسمح لنفسي أن أخاطب منصور بزوجي
لم أكن أريد بأن تشعر بعلاقتنا الحميمة ،
لم أكن أريد بأن تعاني ، قالت
ـــ إياك في لحظة أن تظني بأني قد أردت من منصور
ان ينام معي ليلة بعد ليلة
فأنا يكفيني أن هناك يوجد رجلاً يحميني
و أكتفي بهذا القدر من الاطفال الذي وهبني إياهم الرب
و يكفيني إسمه الذي منحني إياه
و يكفيني أن يكونوا أولادي تحت حمايتة و حبه
ـــ أنا لا أرضى بأن يصيب أولادك مكروهاً ،
أنا أيضاً كان لدي ولداً
و بدأت الدموع تذرف على وجنتاي قلت لنفسي ،
مرة أخري أما تتمالك نفسك يا مريم ، لماذا ؟
و لكن جرحي القديم لا و لن يلتئم أبداً ، قالت
ـــ أعذريني لم أقصد أن أسبب لكي الحزن
و هذا من الصباح الباكر
ـــ أنت سببتي لي الحزن؟ لا ، أنت لم تفعلي ،
أنا التي جلبت لنفسي هذا الحزن و العذاب
و هذه التعاسة و لا يمر علي يوماً و لا أتندم
على هذه الغلطة التي أرتكبتها
نهضت من مكانها و قبلتني على جبيني و قالت لي و بكل حنان
ـــ الكثير يتمنون أن يكونوا مكانك و أنا واحدة منهم
و لبست عباءتها و ذهبت
جلست لوحدي قرب النافذة وأنظر الى الخارج
كنت متعجبة من القدر و لعبته
نحن الثلاثة نشكل ثلاثياً بالهموم
كان لدينا كل شيء و لم يكن لدينا شيء
كانت شهناز تريد أطفالاً و رجلاً يحميها و تحمل إسمه
و الباقي لا يهمها و منصور يريد إمرأة و زوجة جميلة
لكي يعوض وجه زوجته المليئ بالثقوب و أنا000
ماذا عني أنا ؟
كان لدي زوج و لم يكن لدي ، كان لدي أطفالاً و لم يكن لدي ،
كان حضوري في هذا البيت ضرورياً و لم يكن ضرورياً ،
كنا إمراتان و كنا نكمل بعضنا البعض ،
كنا سعداء بوجودنا مع بعضنا البعض و لم نكن كذلك ،
و كنا في نفس اللحظة نتعذب هذا هو قدري
و هذا نصيب منصور و شهناز الذي خطاه قلم القدر لنا
لقد كان منصور يعشق فنون الرسم و العزف على آلة العود
لقد كان بيتنا مليئاً باللوحات الثمينة
و التي تعود لأشهر الرسامين
و عندما يكون دوري مع منصور أنتظره بكامل زينتي و أناقتي
و أنثر شعري على أكتافي كما يحب
و عندما يدخل كان يناديني : حبيبتي مرمر
و أنا كنت أموت من الغيرة و أقول مع نفسي
و هل يا ترى ينادي شهناز أيضاً هكذا و بهذا اللحن
و هل يقول لها أيضاً حبيبتي ،
كان يناديها أمامي بالسيدة و أنا أيضاً بحضورها يناديني بالسيدة
و كنت أنا أستغرب من هذه الغيرة و لماذا ؟
أنا لست مغرمة بمنصور فلماذا أريده لي وحدي ،
أريده كاملاً ؟ قلبه ، روحه ، أريدهما ومع بعض
و كنت لا أريد ان يشاركني به شخصاً آخر و يبقى لي وحدي فقط ،
كان يجلس و يتأملني لساعات كنت أذهب و أأتي
و أمشي و أعمل وهو يظل يتأملني و يقول لي:
إياكي أن تقصي شعرك يا مريم ،
أتركيه منثوراً على أكتافك ،
و كل مرة يناديني مرمر حبيبتي أتذكر احمد
و أعض أصابعي ندماً إن أكن قد أرتكبت هذه الغلطة
لم أكن الآن السيدة الصغيرة و لم أكن عاقراً،
و كان الان أبناء منصور في أحضاني
مع أني أشعر بأن أبناء منصور كأبنائي تماماً
و لكن رغم هذا أشعر بالنقص ،
وصوتاً في داخلي يقول لي لقد خسرتي جوهرة ثمينة
شيئاً فشيئاً تمضي الأيام والجميع كان يكبر ،
الأطفال والكبار قد أصبحو مسنين ،مثل والدي
رن الهاتف وكانت والدتي
شعرت بأن قلبي قد وقع من مكانه
كنت أعلم بأن والدي مريضاً وكنت بإستمرار أذهب لزيارته
ولكن في ذلك اليوم قالت لي والدتي وبصوت حزين
أن والدي يريد رؤيتي ، يريد رؤية إبنته ،
وعند وصولنا أنا ومنصور الى القصر
كان الجميع هناك ،كان والدي قد طلب رؤية بناته للتحدث معهم
سأل والدي
ـــ ألم تأتي مريم ؟
ذهبت الى غرفته ومنصور برفقتي ، قال والدي
ـــ أتيتي يا إبنتي ؟
جلست على ركبتاي قرب سريره وقلت
ـــ أجل يا والدي العزيز ، كيف حالك ؟
ـــ سيء ياعزيزتي سيء جداً
بدأ جسمي يرتجف ومتى الدموع سوف تدعني وشأني ؟
لا أعلم ، قلت
ـــ والدي العزيز
ـــ لا تبكي يا إبنتي فالموت حق
ـــ اه لا ، انا لا أبك 000
جلس منصور بقرب والدي
و كانت عيناه حمراء أيضاً من شدة البكاء
أمسك بيد والدي و قال
ـــ مرحبا عمي ، كيف حالك؟
قال والدي
ـــ تعيش مئة سنة يا إبني ، أوصيك مريم
و أنا مرتاح البال لأنك أنت ولي أمرها ،
أنت تعرف عندما تروجت مريم كم فرحت و أرتحت لذلك
أبتسم منصور إبتسامة حزينة
ـــ ماهذا الكلام يا عمي العزيز
قال والدي
ـــ أنصتي لي يا مريم و أسمعيني جيداً ،
ذلك البيت الذي أشتريته لكي في السابق
و الذي جعلتيه بإسمي من أجل طلاقك قد بعته ،
و هل أخطأت بذلك؟
تذكرت ولدي و هو مغطى تحت القماش الأبيض
و في تلك الزواية من البيت آاااه
كم أتمنى لو أقص تلك القطعة من الارض
بمقصٍ و أحتفظ بها و لكي أضعها في صندوق ذكرياتي ،
قلت
ـــ لا أنت لم تخطئ لقد فعلت الصواب و حسناً ما فعلت
كان لدى والدي الوكالة التامة لكي يتصرف بكل شيء ، قال
ـــ عوضاً عن ذلك لقد أشتريت لكي قطعة أرض
و تقارب 500 متراً و لكن في النهاية قد تكون أفضل
أريد أن أعرف هل أنت راضية ؟
ـــ أنا راضية يا والدي العزيز و كنت دوماً راضية
ـــ مريم أوصيك بأخيك محمد و قد أوصيت أخواتك من قبل
محمد يجب أن يتعلم واذا أستلزم الأمر بأن يذهب
الى اي مكان فليذهب و لا تبخلوا عليه بشيء
و يجب أن يتعلم في أفضل المدارس
و أنا أوصيك أنت به ، أول كلامك أنت ومن بعد كلام والدتك ،
ربما أراد الذهاب الى أوربا للدراسة
ووالدتك بسبب عاطفة الأمومة قد لا توافق على ذهابه
ولكن أنت يجب أن تقفي معه وفي كل خطوة يخطيها ،
أنت سوف تكوني خليفتي من بعدي هل فهمتي يا مريم ؟
قد فهمت يجب أن أعتبر محمد كأبني ،
الإبن الذي لا وجود له ،
كنت من شدة البكاء غير قادرة على التنفس والكلام قال منصور
ـــ عمي العزيز ، أقبلني أنا أيضاً ،
أعدك عني وعن مريم ،وأنت لا تحمل هم هذا الموضوع
قال والدي له
ـــ الله يخليك ولا يحرمنا منك ، لقد أرتاح بالي
صمت ومن ثم شرح لي بخصوص التركة
وعن نصيبنا أنا ومحمد رضا ،
رغم أنه قد قام بكتابة الوصية رسمياً وبحضور المحامي
وفي تلك اللحظة قال
ـــ عزيزتي مريم أعرف أنك تذهبين لزيارة عصمت خانم
و لكن أوصيك أيضاً بأن لا تقاطعيها و ساعديها هي و إبنها ،
هم لا أحد لهم
ـــ طبعاً سأذهب يا والدي العزيز ،
و حتى إن لم تقل ذلك فأنا لن أتركهما
ضحك و مسح يده علي رأسي و قال
ـــ مازلتي كما أنت و لم تتغيري ،
هيا الآن أنهضي و أذهبي ، أريد ان أنام
كانت الدموع لا تدعني و شأني
ـــ إنهضي يا إبنتي ، فأنا للآن مازلت أمامك
نهضت من مكاني ، وأرى الذكريات تمر من أمام عيني ،
الليالي التي نقضيها أنا ووالدي في قراءة الأشعار ،
ليلة ولادة محمد رضا ،
يوم عقد قراني وبيت حسن خان
واليوم الذي حضر احمد فيه الى القصر من أجل طلاقي
وشتائم احمد والشتائم التي كان يشتمني بها
وكان يقول لي إبنة الكلب و 000
لقد كان يشتم هذا الرجل الشريف ،
ااااااه 000 فجأه تمنيت لو يكون هنا وأخنقه بيداي
أنحنيت وبينما كانت يدي في يد والدي سألته
ـــ والدي العزيز؟ 0000
أخذت نفساً عميقاً وقلت
ـــ والدي العزيز 000 هل أنت راضياً عني ؟
ااااه كم تمنيت في تلك اللحظة لو كنت خرساء
ولم أطرح سؤالي حتى أمتلأت عيناه بالدموع ،
وشد على يدي وقبلها بكل حرارة وكل حنان ،
يدي ، يدي أنا ،
أنا التي لم أجلب له سوى الهموم والآلآم طوال هذه السنين ،
فارق والدي الحياة و مرة أخرى أظلمت الدنيا أمام عيناي
ما زالت الحياة مستمرة وأنا كنت مجنونة ،
أريد طفلاً و لكن هذا ليس ممكناً ،
لماذا دائماً عندما أتمنى شيئاً يصبح مستحيلاً ،
ذهبت للعلاج و بدأت في العلاج المنزلي
كل ما قالوه فعلت ذهبت للمسنين ، و المشعوذين
و لكن كل هذا لم يجدي نفعاً
و كنت على علم بهذا منذ البداية ،
أنا كنت على علمٍ أكثر من الباقيين بالذي جلبته لنفسي ،
هل أذهب للأطباء أيضاً ،
أعلم بردهم مع كل هذا أخبرت منصور بأني أاريد الذهاب للعلاج
و بأنني مصممة ضحك و قال
ـــ حبيبتي مرمر خيراً ما تفعلين
يتبع 000
رد: مأساة مريم ( قصة حقيقية ) سأرويها لكم على حلقات
و لكن بدا لي ليس متحمساً و لا مبالياً
و قال هذا الكلام فقط لكي يرضيني
هو لديه أولاد و ليس ناقصاً مثلي ،
كنت أعرف جيداً و أتألم من الداخل كثيراً
كانت شهناز على علمٍ بأنني أريد العلاج
و كان القلق واضحاً في عينيها
لقد طلبت المساعدة من زوج شهرزاد و لقد نصحني بأطباء مختصين
في هذا المجال و كنت أذهب قلقة أجلس في إنتظار النتيجة
و كان قلبي يخفق نفس خفقان ذلك اليوم
عندما ذهبت و كنت سعيدة بإسقاط جنيني
و لكن مع الأسف الشديد الاطباء أيضاً لم يتمكنوا من إسعادي
و كان ذهابي لهم بلا فائدة
لم يكن يوجد أملاً في تمكني من الإنجاب مرة أخرى
لقد عانيت كثيراً بسبب هذا الموضوع
و لقد أصبحت مريضة و حساسة و عصبية و مزاجية
و لكن فقط هذا مع منصور
أما البقيه كنت أتمالك نفسي
فقط و بقرب منصور أذرف الدموع و أتذمر
و لقد جعلت أيامه كلها مرارة
في النهاية خفت من أنه شيئاً فشيئاً يلجأ الى أحضان شهناز
في نهاية الأمر فتحت قلبي لليلى و شكيت لها
ـــ ليلى أكاد أن أموت من الحزن
نظرت الي بحزن و قالت
ـــ لا تفعلي هذا يا مريم ، لا تفلي هذا بنفسك
أرتفع صوتي و بدأت بالصراخ
ـــ ماذا أفعل ؟ ليس بيدي حيلة فأنا أغار من شهناز
و أريد منصور لي وحدي فقط ، لي أنا فقط ، يعيش معي أنا
قاطعتني ليلى و قالت لي و هي تعاتبني
ـــ مريم لا تتضايقي من كلامي
و لكن أنت قد أصبحتي متسلطة و أنانية و تبحثين عن المشاكل ،
لقد أصبحتي مثل والدة زوجك ، مثل والدة احمد
فوالدانا لم يربيانا على هذا النحو
و لم أعهد هذا التصرف منك لقد أصبحتي متسلطة
و تبحثين عن الأعذار و ترمين بأخطأك على الآخرين
و تحبين تعذيب الأبرياء و تغارين من شهناز المسكينة
التي تحترمك و تحبك و تتألم لأجلك
أنت التي من جلب هذه المصيبة لنفسك و عليكي تحملها
إنها على حق ، كلامها صحيح ، إنها تقول نفس الكلام
الذي منذ البداية مئات المرات قلته لنفسي
سألتها
ـــ إذا ماذا أفعل يا ليلى ؟ أخبريني ماذا افعل ؟
ـــ سافري و غادري طهران
أبتعدي لمدة شهرين عن حياتك الزوجية
أذهبي الى المشهد ، أذهبي و غيري جو لكي ترتاح نفسيتك
و أيضاً تعرفي غلاة منصور عندك و هو أيضاً يعرف غلاتك
سألني منصور وبإستغراب
ـــ شهرين ؟ !
ـــ أجل منصور يجب علي أن أغادر لمده شهرين
لكي ترتاح أعصابي و أهدأ
ـــ أنت تهدئين ؟ أنا لا اصدق هذا
أنا لم أرى في حياتي مخلوقاً متقلب المزاج أكثر منك
ضحك و قال
ـــ و هذا الشيء الذي يخيفني
لقد سافرت الى المشهد و رافقتني الدادا
لقد أمضيت الشهرين كلها في العبادة و الدعاء لربي
لكي يشفيني و يرزقني و لو بطفلٍ واحد
مضت الشهرين بسرعة
و هدأت و لم أعد أذرف الدموع في النهاية
تقبلت الواقع وفي طريق العودة كنت أتحرق لروية منصور
وصلنا الى طهران و الى المنزل و الجميع كان بإستقبالي ،
شهناز و أولادها و منصور لم يكن في المنزل
عندما وصل الى المنزل كنا جميعاً مجتمعين على المائدة
في منزل شهناز ، لقد كان كالمعتاد بارداً و جدياً
و كأنه قد نسى بأنني كنت مسافرة
في البداية ألقى التحية على شهناز
و بعدها رد التحية على الاطفال
وأخيراً ألتفت الي و أنا أيضاً كنت مثله بمنتهى الجدية
جالسة مكاني ، قال
ـــ الحمدلله على السلامة هل أستمعتي بالرحلة ؟
أنا أيضاً رسمية جداً في ردي عليه
و لكن كنت أعلم بأن خلف هذه البرودة و الجد
يوجد رجلاً متلهفاً و بمجرد دخولنا الى غرفتنا
هذا الرجل البارد ولا مبالي سيتحول الى رجلاً حنوناً و متلهفاً
ذهبت الى غرفتي و غيرت ملابسي و تمددت على الأريكا
و بعد مرور دقائق دخل منصور الى الغرفة
وقف و ظل يحدق بي و كأن يتفرج على تحفةً
مددت يدي ناحيته ، أقترب مني و الشوق ظاهراً في عينيه
ضمني بحرارة و قبلني و قال
ـــ مادمت على قيد الحياة
ليس لديك الحق مرة أخرى بالسفر من دوني
بعدها جلس بجواري و بدأ يعزف لي العود قلت له
ـــ منصور لاحظت بأن ناهد مع مرور الأيام تزداد جمالاً
ـــ أجل ، هي تصبح كوالدتها ، ووالدتها أيضاً
لو لم تكن مصابة بالمرض لكانت إمرأة جميلة ، ناهد تشبهها
ـــ أهاااا
و أحترقت من الغيرة ، قال
ـــ المسكينة لم تكن قبيحة لكن المرض هو السبب
و هو يغطي وجهها الى أكتافها
إذا باقي جسمها لم يتشوه بسبب المرض و مازال سليماً ،
إذا جسدها جميلاً ، مأكد أنه جميل مع هذا الطول و الرشاقة
و بياض بشرتها و مشيتها المميزة
و فعلاً كانت جميلة و رشيقة الجسم
و من يراها من الخلف يتمنى أن يرى
صاحبة هذا الجسم الرشيق و الجميل ، إذا جميلة ، قلت
ـــ ألا تلاحظ بأنها قد أصبحت ممتلئة الجسم قليلاً
و بلا مبالاة قال
ـــ هي حاملاً مرة أخرى
شعرت بأن أحدهم ضربني على رأسي بقوة
و أشتعلت نار الغيرة و الغضب بداخلي ،
إذا كل هذا الدعاء و العبادة لم يجدي نفعاً
و قد ذهب سوداً 0 آااااه
مرة أخرى قد أستيقظت خصائل المرأة بداخلي
رغبةً في التملك و التسلط ،
أنا أنتظر خفقان القلب الذي في صدر زوجي لكي يخفق من أجلي
ذلك الإنتظار الذي كان ممنوعاً
في اليوم الاول ، أكلت الفاكهة ومن ثم طردت من الجنة ،
ماذا أنتظر ؟ و لماذا أخدع نفسي الى متى ؟
لماذا لا أريد التصديق بأن في حياة منصور شخصاً آخر غيري ؟
أشعر بأني مثل الإمرأة التي تتعرض للخيانة لأول مرة من زوجها
و أحاول جاهدةً أن أتظاهر بالهدوء و أن أضبط مشاعري
لن أخدع نفسي مرة أخرى
ـــ في أي شهر هي ؟
ـــ لقد أنهت الشهر الثالث
إذا صحيح ، في ذلك الوقت الذي بدأت العلاج فيه ،
في تلك اللحظة كان منصور بقربها يضحك علي ،
في تلك الليالي و الأيام التي كنت أنا في المشهد
و مشغولة بالدعاء و العبادة
كانت شهناز في تلك الأيام في مرحلة الوحام
و تتدلل على منصور وكانوا يهزئون بي 0 قلت
ـــ مبروك
من شدة الغيرة و الحسد لم أعد قادرة على الكلام ،
لا أعرف إن كان منصور لم يلاحظ علي أو إنه لا يظهر ذلك ،
نهضت من مكاني لكي أخرج من الغرفة قال
ـــ مرمر تعالي و أجلسي بقربي
ـــ أشعر بالصداع ، منصور سأذهب لأنام
نظر الي بنظرة كلها حب و قال لي بعتب
ـــ و ذلك في هذه الليلة عندما أنا هنا ؟
كان يشعر بغضبي و كان يعرف جيداً لماذا
و أنا كنت أموت من الغيرة ،
و هل الغيرة خصلة من خصائل النساء
أم بدأت شيئاً فشيئاً أحب منصور؟ و هل هذا معقول ؟
أجل ، مرة أخرى أعشق من جديد ،
إذا لهذا السبب بدأت أغار مرة أخرى
إذا سهر الليالي و إنتظاري طوال اليوم شوقاً له
لم يكن عادة بل هو الحب ،
الحب الذي لم أكن أريد الإعتراف و الإقرار به ،
كنت أخاف ، أخاف أن أحب
و لم أعرف أني قد أحببت دون أن أعرف
مازال جسمي الصغير في صراع مع روحي المرهقة ،
كنت أرتعب من جسدي لأني أراه يغلبني ،
بدأ قلبي يدفأ من جديد ، بدأ يخفق من جديد ،
أنا التي كنت أتمنى الرحيل من هذه الدنيا ،
كان الحب من جديد يجرني الى حب الحياة
و العيش لأجل من أحب
و لكن هذه المرة مشاعري هادئة ، حبي هادئ
و هل أستجاب الله لدعائي ؟
رجعت الى ناحية الباب و كان منصور يترجاني و قال
ـــ لا تديري لي ظهرك يا مريم
قلت
ـــ احمد حبيبي ليلة واحدة لن تصبح الف ليلة
و في الحال عضضت على لساني ، أنصدم من ما قلت ،
نظر الي و أنا أيضاً كنت أنظر اليه و كنت خائفة
و من ثم رمى بالعود على الارض ،
أقترب مني و أمسكني من أكتافي و قال
ـــ أنظري الي ، أنظري الي جيداً ، أنا منصور و لست احمد ،
أنا لست ذلك الشخص الذي تحبين ،
أنا هذا الذي أصبحتي أسيرته ، ذلك الذي تتهربين منه
ترك أكتافي و ذهب ناحية الباب
ووضع يداً واحدة على الباب و الأخرى على جبينه
و قام بتقليد كلامي و قال
ـــ منصور أطفئ النور ، لا تعزف ، أغلق الستائر ،
لا تفعل هذا الشيء ، لا تضحك بصوتٍ عالي شهناز ستسمع ،
كل هذه مجرد أعذار يا مريم ، كل هذ ه أعذار ،
أنت لا تحبينني أنا أعلم بهذا
و لكن ماذا أفعل لكي تحبينني بنصف ما أنا أحبك ،
أريد أن أدفع كل ما أملك في سبيل أن تحبينني ،
منذ اليوم الذي رفضتيني فيه بسبب حبيبك احمد
و أنا أعيش في عذاب و أسى و الغيرة تحرقني الى هذا اليوم ،
أنا، و الذي بقولك بكل هذا العز كنت أتعذب من الغيرة
و كنت أتمنى لو كنت مكانه ، أخبريني يا مريم ،
أخبريني ماذا أفعل لكي تحبينني ؟
فهذا العذاب ينهش جسمي من الداخل
كان غاضباً وصوته يرتجف ولكنه لم يكن يصرخ
ولم يكن يشتم ولم يكن يضرب ، ولكن أنا أيضاً أيضاَ لم أكن هادئة
بل كنت أيضاً غاضبة وفقدت أعصابي ، فالمعاناة التي عانيتها
و العذاب الذي تعذبته في بيت احمد
قد ترك أثرا و جرحاً عميقاً في حياتي ،
كنت عدائية ، فهذا يحتاج زمناً لكي أرجع كالسابق ، قلت
ـــ منصور لقد أخطأت ، هذا الأسم من دون قصد خرج من فمي ،
لقد عشت ستة سنوات معه وكنت كل يوم أناديه هكذا ،
ليس بالسرور ها بل بحكم الإجبار،
لقد تعودت على هذا الأسم والآن أيضاً ليس بسبب الرغبة
بل بسبب العادة خرج هذا الأسم من فمي ، هل أنت تغار ؟
اذا ماذا عني أنا ؟ ألست إنسانة ؟ أليس لدي قلب ؟
هل أنامن حديد ؟ زوجتك حامل ،
بينما أنا كنت في المستشفيات أراجع الأطباء ،
حضرتك كنت مشغولاً مع زوجتك كنت أرى ولا أتكلم ،
ليس لأني أتذمر و ليس لأنها زوجة سيئة
بل هذا فقط من سوء حظي و تعاستي ؟ ليس بيدي ،
الى متى سأحترق في هذا العذاب و الى متى سأصبر ؟
لا أستطيع أن أراك بقربها و بغرفتها ،
أنظر الي منصور ما أنا ؟
لست الا حثالة في الهواء لا أنفع بشيء ، ماذا عندي ؟
أنا أحب أطفالك ، أنا أحب أخي محمد
و لكنني لا أملك شيئاً من نفسي ،
كل يوم أسأل نفسي هذا السؤال مريم ما الذي تفعلينه هنا ؟
ماذا تفعلين هنا في وسط هذه العائلة
لا فرق بين وجودي و عدم وجودك ،
أقول لنفسي أنت هنا موضع تسلية
و لكن مرة أخرى عندما أسمع صوت أقدامك يرتجف قلبي ،
مرة أخرى أنتظرك و عندما أرى كتبك و قبعتك و عصاتك
و ملابسك مرمية على السرير ،
أتذكرك و يهدأ قلبي و أحاول أن أرضي نفسي
بنصف وجودك المتعلق بي ،
في يوماً ما أحببت احمد بجنون
و لكن الآن أشعر بالإشمئزاز منه و من نفسي و من الدنيا كلها ،
أبداً لن أسامح نفسي على ما فعلت
و لكن لا أعلم ربما اسم احمد يرمز الى الحب و العشق ،
ربما عندما أقول لك حبيبي احمد فهذا يعني أني أحبك ،
أحبك و ليس لدي سواك ،
أنا لست مثل شهناز هذه أنا أكون ، التي ليس لديها سواك ،
أنا قد تعلقت بك و أريدك من صميم قلبي ، أنا لا أكذب ،
مرة أخرى ذلك الشعور الحارق لن يحيى في داخلي ،
ياليته يحيى و لكنه و لم يحيى حتى الآن ،
ماذا تسمي كل هذه الليالي الطويلة و الساهرة
و الحلم بك و رغبتي برءاك قبل النوم ،
أليس هذا هو الحب ؟إذا ماذا هو الحب ؟
قل لي ماذا يعني العشق ؟ لماذا لست منصفاً بحقي ؟
إن كنت أنا لا أظهر شعوري بالغيرة لأنني لا أريدك أن تتعذب ،
كل هذا لأجلك أنت فقط لكي تكون مرتاح البال ،
لكي تكون سعيداً ، اليس هذا هو الحب؟ إذا ماذا ؟
و عندما تكون غاضباً و ترفع صوتك علي
و في تلك اللحظة أتمنى لو أكون بقربك و أحاول تهدئتك ،
أليس هذا حباً ؟ أمنحني الفرصة و أشعر بألمي ،
كم أتمنى لو أستطيع أن أحبك كما أحببت و بجنون احمد ،
و لكن ذلك لم يكن عشقاً بل كان هوساً ، منصور ، كان هوساً ،
التي كانت كالصاعقة دمرتني و دمرت كل شيء
كان منصور ينظر وهو في حيرة من أمره
و أنا أيضاً أبادله النظرة دون أن أعي شيئاً ،
حينها أدركت ماالذي تفوهت به ، ماذا فعلت ؟
الآن أتضحت لي فلسفة الستة سنوات من العذاب و المعاناة
و كنت كالذي يتكلم في النوم قلت
ـــ أجل منصور ، الآن فهمت و أدركت ذلك حقاً ما كان حباً بل كان هوساً
ذهب و جلس على الأريكا لقد كان في كامل هدوئه ،
أحبه كثيراً ، قال لي و بصوت منخفض و هادئ و حزين
ـــ و لكنني أنا أحبك مثل ذلك الحب الجنوني الذي كنتي تكنينه لاحمد ،
اللعنة عليك يا مريم ، أنظري ماذا فعلتي بي و بنفسك ،
هل تعتقدين أني من دونك سعيداً ، لا يا مريم ،
أنا أكون سعيداً معك و بقربك
و هل تعتقدين بأنني راضياً من هذه الحياة و هذا الوضع ؟
أنتظروا الجزء العشرون والأخير 000
و قال هذا الكلام فقط لكي يرضيني
هو لديه أولاد و ليس ناقصاً مثلي ،
كنت أعرف جيداً و أتألم من الداخل كثيراً
كانت شهناز على علمٍ بأنني أريد العلاج
و كان القلق واضحاً في عينيها
لقد طلبت المساعدة من زوج شهرزاد و لقد نصحني بأطباء مختصين
في هذا المجال و كنت أذهب قلقة أجلس في إنتظار النتيجة
و كان قلبي يخفق نفس خفقان ذلك اليوم
عندما ذهبت و كنت سعيدة بإسقاط جنيني
و لكن مع الأسف الشديد الاطباء أيضاً لم يتمكنوا من إسعادي
و كان ذهابي لهم بلا فائدة
لم يكن يوجد أملاً في تمكني من الإنجاب مرة أخرى
لقد عانيت كثيراً بسبب هذا الموضوع
و لقد أصبحت مريضة و حساسة و عصبية و مزاجية
و لكن فقط هذا مع منصور
أما البقيه كنت أتمالك نفسي
فقط و بقرب منصور أذرف الدموع و أتذمر
و لقد جعلت أيامه كلها مرارة
في النهاية خفت من أنه شيئاً فشيئاً يلجأ الى أحضان شهناز
في نهاية الأمر فتحت قلبي لليلى و شكيت لها
ـــ ليلى أكاد أن أموت من الحزن
نظرت الي بحزن و قالت
ـــ لا تفعلي هذا يا مريم ، لا تفلي هذا بنفسك
أرتفع صوتي و بدأت بالصراخ
ـــ ماذا أفعل ؟ ليس بيدي حيلة فأنا أغار من شهناز
و أريد منصور لي وحدي فقط ، لي أنا فقط ، يعيش معي أنا
قاطعتني ليلى و قالت لي و هي تعاتبني
ـــ مريم لا تتضايقي من كلامي
و لكن أنت قد أصبحتي متسلطة و أنانية و تبحثين عن المشاكل ،
لقد أصبحتي مثل والدة زوجك ، مثل والدة احمد
فوالدانا لم يربيانا على هذا النحو
و لم أعهد هذا التصرف منك لقد أصبحتي متسلطة
و تبحثين عن الأعذار و ترمين بأخطأك على الآخرين
و تحبين تعذيب الأبرياء و تغارين من شهناز المسكينة
التي تحترمك و تحبك و تتألم لأجلك
أنت التي من جلب هذه المصيبة لنفسك و عليكي تحملها
إنها على حق ، كلامها صحيح ، إنها تقول نفس الكلام
الذي منذ البداية مئات المرات قلته لنفسي
سألتها
ـــ إذا ماذا أفعل يا ليلى ؟ أخبريني ماذا افعل ؟
ـــ سافري و غادري طهران
أبتعدي لمدة شهرين عن حياتك الزوجية
أذهبي الى المشهد ، أذهبي و غيري جو لكي ترتاح نفسيتك
و أيضاً تعرفي غلاة منصور عندك و هو أيضاً يعرف غلاتك
سألني منصور وبإستغراب
ـــ شهرين ؟ !
ـــ أجل منصور يجب علي أن أغادر لمده شهرين
لكي ترتاح أعصابي و أهدأ
ـــ أنت تهدئين ؟ أنا لا اصدق هذا
أنا لم أرى في حياتي مخلوقاً متقلب المزاج أكثر منك
ضحك و قال
ـــ و هذا الشيء الذي يخيفني
لقد سافرت الى المشهد و رافقتني الدادا
لقد أمضيت الشهرين كلها في العبادة و الدعاء لربي
لكي يشفيني و يرزقني و لو بطفلٍ واحد
مضت الشهرين بسرعة
و هدأت و لم أعد أذرف الدموع في النهاية
تقبلت الواقع وفي طريق العودة كنت أتحرق لروية منصور
وصلنا الى طهران و الى المنزل و الجميع كان بإستقبالي ،
شهناز و أولادها و منصور لم يكن في المنزل
عندما وصل الى المنزل كنا جميعاً مجتمعين على المائدة
في منزل شهناز ، لقد كان كالمعتاد بارداً و جدياً
و كأنه قد نسى بأنني كنت مسافرة
في البداية ألقى التحية على شهناز
و بعدها رد التحية على الاطفال
وأخيراً ألتفت الي و أنا أيضاً كنت مثله بمنتهى الجدية
جالسة مكاني ، قال
ـــ الحمدلله على السلامة هل أستمعتي بالرحلة ؟
أنا أيضاً رسمية جداً في ردي عليه
و لكن كنت أعلم بأن خلف هذه البرودة و الجد
يوجد رجلاً متلهفاً و بمجرد دخولنا الى غرفتنا
هذا الرجل البارد ولا مبالي سيتحول الى رجلاً حنوناً و متلهفاً
ذهبت الى غرفتي و غيرت ملابسي و تمددت على الأريكا
و بعد مرور دقائق دخل منصور الى الغرفة
وقف و ظل يحدق بي و كأن يتفرج على تحفةً
مددت يدي ناحيته ، أقترب مني و الشوق ظاهراً في عينيه
ضمني بحرارة و قبلني و قال
ـــ مادمت على قيد الحياة
ليس لديك الحق مرة أخرى بالسفر من دوني
بعدها جلس بجواري و بدأ يعزف لي العود قلت له
ـــ منصور لاحظت بأن ناهد مع مرور الأيام تزداد جمالاً
ـــ أجل ، هي تصبح كوالدتها ، ووالدتها أيضاً
لو لم تكن مصابة بالمرض لكانت إمرأة جميلة ، ناهد تشبهها
ـــ أهاااا
و أحترقت من الغيرة ، قال
ـــ المسكينة لم تكن قبيحة لكن المرض هو السبب
و هو يغطي وجهها الى أكتافها
إذا باقي جسمها لم يتشوه بسبب المرض و مازال سليماً ،
إذا جسدها جميلاً ، مأكد أنه جميل مع هذا الطول و الرشاقة
و بياض بشرتها و مشيتها المميزة
و فعلاً كانت جميلة و رشيقة الجسم
و من يراها من الخلف يتمنى أن يرى
صاحبة هذا الجسم الرشيق و الجميل ، إذا جميلة ، قلت
ـــ ألا تلاحظ بأنها قد أصبحت ممتلئة الجسم قليلاً
و بلا مبالاة قال
ـــ هي حاملاً مرة أخرى
شعرت بأن أحدهم ضربني على رأسي بقوة
و أشتعلت نار الغيرة و الغضب بداخلي ،
إذا كل هذا الدعاء و العبادة لم يجدي نفعاً
و قد ذهب سوداً 0 آااااه
مرة أخرى قد أستيقظت خصائل المرأة بداخلي
رغبةً في التملك و التسلط ،
أنا أنتظر خفقان القلب الذي في صدر زوجي لكي يخفق من أجلي
ذلك الإنتظار الذي كان ممنوعاً
في اليوم الاول ، أكلت الفاكهة ومن ثم طردت من الجنة ،
ماذا أنتظر ؟ و لماذا أخدع نفسي الى متى ؟
لماذا لا أريد التصديق بأن في حياة منصور شخصاً آخر غيري ؟
أشعر بأني مثل الإمرأة التي تتعرض للخيانة لأول مرة من زوجها
و أحاول جاهدةً أن أتظاهر بالهدوء و أن أضبط مشاعري
لن أخدع نفسي مرة أخرى
ـــ في أي شهر هي ؟
ـــ لقد أنهت الشهر الثالث
إذا صحيح ، في ذلك الوقت الذي بدأت العلاج فيه ،
في تلك اللحظة كان منصور بقربها يضحك علي ،
في تلك الليالي و الأيام التي كنت أنا في المشهد
و مشغولة بالدعاء و العبادة
كانت شهناز في تلك الأيام في مرحلة الوحام
و تتدلل على منصور وكانوا يهزئون بي 0 قلت
ـــ مبروك
من شدة الغيرة و الحسد لم أعد قادرة على الكلام ،
لا أعرف إن كان منصور لم يلاحظ علي أو إنه لا يظهر ذلك ،
نهضت من مكاني لكي أخرج من الغرفة قال
ـــ مرمر تعالي و أجلسي بقربي
ـــ أشعر بالصداع ، منصور سأذهب لأنام
نظر الي بنظرة كلها حب و قال لي بعتب
ـــ و ذلك في هذه الليلة عندما أنا هنا ؟
كان يشعر بغضبي و كان يعرف جيداً لماذا
و أنا كنت أموت من الغيرة ،
و هل الغيرة خصلة من خصائل النساء
أم بدأت شيئاً فشيئاً أحب منصور؟ و هل هذا معقول ؟
أجل ، مرة أخرى أعشق من جديد ،
إذا لهذا السبب بدأت أغار مرة أخرى
إذا سهر الليالي و إنتظاري طوال اليوم شوقاً له
لم يكن عادة بل هو الحب ،
الحب الذي لم أكن أريد الإعتراف و الإقرار به ،
كنت أخاف ، أخاف أن أحب
و لم أعرف أني قد أحببت دون أن أعرف
مازال جسمي الصغير في صراع مع روحي المرهقة ،
كنت أرتعب من جسدي لأني أراه يغلبني ،
بدأ قلبي يدفأ من جديد ، بدأ يخفق من جديد ،
أنا التي كنت أتمنى الرحيل من هذه الدنيا ،
كان الحب من جديد يجرني الى حب الحياة
و العيش لأجل من أحب
و لكن هذه المرة مشاعري هادئة ، حبي هادئ
و هل أستجاب الله لدعائي ؟
رجعت الى ناحية الباب و كان منصور يترجاني و قال
ـــ لا تديري لي ظهرك يا مريم
قلت
ـــ احمد حبيبي ليلة واحدة لن تصبح الف ليلة
و في الحال عضضت على لساني ، أنصدم من ما قلت ،
نظر الي و أنا أيضاً كنت أنظر اليه و كنت خائفة
و من ثم رمى بالعود على الارض ،
أقترب مني و أمسكني من أكتافي و قال
ـــ أنظري الي ، أنظري الي جيداً ، أنا منصور و لست احمد ،
أنا لست ذلك الشخص الذي تحبين ،
أنا هذا الذي أصبحتي أسيرته ، ذلك الذي تتهربين منه
ترك أكتافي و ذهب ناحية الباب
ووضع يداً واحدة على الباب و الأخرى على جبينه
و قام بتقليد كلامي و قال
ـــ منصور أطفئ النور ، لا تعزف ، أغلق الستائر ،
لا تفعل هذا الشيء ، لا تضحك بصوتٍ عالي شهناز ستسمع ،
كل هذه مجرد أعذار يا مريم ، كل هذ ه أعذار ،
أنت لا تحبينني أنا أعلم بهذا
و لكن ماذا أفعل لكي تحبينني بنصف ما أنا أحبك ،
أريد أن أدفع كل ما أملك في سبيل أن تحبينني ،
منذ اليوم الذي رفضتيني فيه بسبب حبيبك احمد
و أنا أعيش في عذاب و أسى و الغيرة تحرقني الى هذا اليوم ،
أنا، و الذي بقولك بكل هذا العز كنت أتعذب من الغيرة
و كنت أتمنى لو كنت مكانه ، أخبريني يا مريم ،
أخبريني ماذا أفعل لكي تحبينني ؟
فهذا العذاب ينهش جسمي من الداخل
كان غاضباً وصوته يرتجف ولكنه لم يكن يصرخ
ولم يكن يشتم ولم يكن يضرب ، ولكن أنا أيضاً أيضاَ لم أكن هادئة
بل كنت أيضاً غاضبة وفقدت أعصابي ، فالمعاناة التي عانيتها
و العذاب الذي تعذبته في بيت احمد
قد ترك أثرا و جرحاً عميقاً في حياتي ،
كنت عدائية ، فهذا يحتاج زمناً لكي أرجع كالسابق ، قلت
ـــ منصور لقد أخطأت ، هذا الأسم من دون قصد خرج من فمي ،
لقد عشت ستة سنوات معه وكنت كل يوم أناديه هكذا ،
ليس بالسرور ها بل بحكم الإجبار،
لقد تعودت على هذا الأسم والآن أيضاً ليس بسبب الرغبة
بل بسبب العادة خرج هذا الأسم من فمي ، هل أنت تغار ؟
اذا ماذا عني أنا ؟ ألست إنسانة ؟ أليس لدي قلب ؟
هل أنامن حديد ؟ زوجتك حامل ،
بينما أنا كنت في المستشفيات أراجع الأطباء ،
حضرتك كنت مشغولاً مع زوجتك كنت أرى ولا أتكلم ،
ليس لأني أتذمر و ليس لأنها زوجة سيئة
بل هذا فقط من سوء حظي و تعاستي ؟ ليس بيدي ،
الى متى سأحترق في هذا العذاب و الى متى سأصبر ؟
لا أستطيع أن أراك بقربها و بغرفتها ،
أنظر الي منصور ما أنا ؟
لست الا حثالة في الهواء لا أنفع بشيء ، ماذا عندي ؟
أنا أحب أطفالك ، أنا أحب أخي محمد
و لكنني لا أملك شيئاً من نفسي ،
كل يوم أسأل نفسي هذا السؤال مريم ما الذي تفعلينه هنا ؟
ماذا تفعلين هنا في وسط هذه العائلة
لا فرق بين وجودي و عدم وجودك ،
أقول لنفسي أنت هنا موضع تسلية
و لكن مرة أخرى عندما أسمع صوت أقدامك يرتجف قلبي ،
مرة أخرى أنتظرك و عندما أرى كتبك و قبعتك و عصاتك
و ملابسك مرمية على السرير ،
أتذكرك و يهدأ قلبي و أحاول أن أرضي نفسي
بنصف وجودك المتعلق بي ،
في يوماً ما أحببت احمد بجنون
و لكن الآن أشعر بالإشمئزاز منه و من نفسي و من الدنيا كلها ،
أبداً لن أسامح نفسي على ما فعلت
و لكن لا أعلم ربما اسم احمد يرمز الى الحب و العشق ،
ربما عندما أقول لك حبيبي احمد فهذا يعني أني أحبك ،
أحبك و ليس لدي سواك ،
أنا لست مثل شهناز هذه أنا أكون ، التي ليس لديها سواك ،
أنا قد تعلقت بك و أريدك من صميم قلبي ، أنا لا أكذب ،
مرة أخرى ذلك الشعور الحارق لن يحيى في داخلي ،
ياليته يحيى و لكنه و لم يحيى حتى الآن ،
ماذا تسمي كل هذه الليالي الطويلة و الساهرة
و الحلم بك و رغبتي برءاك قبل النوم ،
أليس هذا هو الحب ؟إذا ماذا هو الحب ؟
قل لي ماذا يعني العشق ؟ لماذا لست منصفاً بحقي ؟
إن كنت أنا لا أظهر شعوري بالغيرة لأنني لا أريدك أن تتعذب ،
كل هذا لأجلك أنت فقط لكي تكون مرتاح البال ،
لكي تكون سعيداً ، اليس هذا هو الحب؟ إذا ماذا ؟
و عندما تكون غاضباً و ترفع صوتك علي
و في تلك اللحظة أتمنى لو أكون بقربك و أحاول تهدئتك ،
أليس هذا حباً ؟ أمنحني الفرصة و أشعر بألمي ،
كم أتمنى لو أستطيع أن أحبك كما أحببت و بجنون احمد ،
و لكن ذلك لم يكن عشقاً بل كان هوساً ، منصور ، كان هوساً ،
التي كانت كالصاعقة دمرتني و دمرت كل شيء
كان منصور ينظر وهو في حيرة من أمره
و أنا أيضاً أبادله النظرة دون أن أعي شيئاً ،
حينها أدركت ماالذي تفوهت به ، ماذا فعلت ؟
الآن أتضحت لي فلسفة الستة سنوات من العذاب و المعاناة
و كنت كالذي يتكلم في النوم قلت
ـــ أجل منصور ، الآن فهمت و أدركت ذلك حقاً ما كان حباً بل كان هوساً
ذهب و جلس على الأريكا لقد كان في كامل هدوئه ،
أحبه كثيراً ، قال لي و بصوت منخفض و هادئ و حزين
ـــ و لكنني أنا أحبك مثل ذلك الحب الجنوني الذي كنتي تكنينه لاحمد ،
اللعنة عليك يا مريم ، أنظري ماذا فعلتي بي و بنفسك ،
هل تعتقدين أني من دونك سعيداً ، لا يا مريم ،
أنا أكون سعيداً معك و بقربك
و هل تعتقدين بأنني راضياً من هذه الحياة و هذا الوضع ؟
أنتظروا الجزء العشرون والأخير 000
رد: مأساة مريم ( قصة حقيقية ) سأرويها لكم على حلقات
الجزء العشرون والأخير :
و بيده أشار الى المنزل و قال
ـــ في اليوم مئة مرة أدعي و أقول يا ليت تصبح مريم حاملاً ،
يا ليت لو كل هؤلاء الأطفال يكونون أطفالها ،
في الليل أغمض عيناي و أبحث عنك في وجود شهناز،
هل تظنين أن هذا الأمر سهلاً ؟
أنا، الانسان المتعلم و الواعي يكون لدي زوجتان ؟
مع واحدة أستقبل الضيوف و مع الأخرى أخرج معها
أذهب الى المطاعم و الكافتيريا ومن نساء مختلفات
يكون لدي أطفالاً مختلفين ، أنت يا مريم
أنت من جلب لي كل هذا، أنت أيضاً دمرتيني يا مريم
و لكن مع هذه المصائب التي جلبتيها لي و مع قسوتك
و تجريحك لي لا أعلم لماذا مازلت أحبك و بجنون ،
عندما أراك على إتفاق تام مع شهناز
أتمنى لو يكون العكس و تكون شهناز زوجة سيئة
و ليست على إتفاق معك لكي تدفعني الى طلاقها
و أرتاح و لكن ماذا أفعل فهي بريئة وعاجزة عن أذية أحد
أنا لا اعيش معها بدافع الحب بل بدافع الشفقة
وهي أيضاً لا تنتظر مني الحب
أنا أيضاً أكثر ما يؤلمني إننى أقترب منها بدافع الشفقة
و ليس بدافع الرغبة و أنت أيضاً لا تعذبيني أكثر
و لا تزيدي من تعاستي
صمت و من ثم نهض من مكانه و كان يتمشى في الغرفة
و كان غارقاً في أفكاره و كأنه يريد قول شيئاً
و لا يعرف من أين يبدأ و في النهاية ألتفت الي و قال
هل تتذكرين كم كنتي قاسية وبلا رحمة
عندما قلتي لي أنك لا تريدينني ؟ و فضلتي ذلك النجار علي ؟
و هل تعلمين ماذا فعلتي بحياتي ؟
لا ، كنتي فقط تفكرين بنفسك و كنتي أنت الأهم
و رغبتك الجنونية ،
كنت أتمنى لو حينها كان لدي الحق بأن أشبعك ضرباً
أو أضمك الى صدري
و هل تعرفين بأني في ذلك اليوم ركبت فوق الحصان
و ذهبت الى البعيد حتى تجف دموعي
و لم أكن أريد الرجوع الى البيت ذهبت الى المشهد
وأمضيت هناك يومين ،
ذهبت الى مكاناً أكون غريباً ولا أحد يسألني ماذا بك
و من ماذا تشكو ؟ لقد كسرتي غروري و جرحتي كبريائي
هل تعرفين إنّ شهرين بعد زواجك قضيتهم في المزرعة
وحيداً وأعاني ، أياماً كنت أتظاهر بالامبالاة
ولا أذهب لزيارة والدتي لأتجنب الأسئلة و الأجوبة
و لكي لا أرى وجه والدي الحزين
و في الليل أرجع الى المزرعة
و كل هذا الطريق الطويل أعبره مشياً على الأقدام
و أجلس لوحدي في المزرعة وأعزف على العود بعض الأحيان
ووالد شهناز أحياناً عندما يرى أنوار المنزل مضاءة
يأتي من المزرعة المجاورة و يجلس معي و نتحدث
أو أنا أذهب الى منزلهم ،
كان رجلاً فاضلاً لم يسألني ما الذي يحزنني و يضيق صدري
و لكن كان دائماً يتفلسف و يقول كلاماً يريحني شيئاً فشيئاً
بدأت أرتاح بصحبته كان يريد التخفيف عني
كان يريد أن يقول لي فألمك أنت ليس بألماً ،
فالألم هذا و الحزن يعني هذا ،
يعني الفتاة التي هي كالوردة المتفتحة
و تصاب في الثانية عشرة من عمرها بالمرض ،
ووالداها في اليوم مئة مرة يطلبون من ربهم موتها وموتهم
فالألم يعني هذا، لن أقول البقية و الحمدلله على كل حال
شهناز لم تكن تخفي وجهها عني و لم يكن يخطر على بالها
بأني سأطلب منها الزواج ،
كانت تأتي و تذهب و تنظر الي بشفقة دون أن تعلم
ماالذي يحزنني و فجأة أنا ايضاً لم أكن أعرف ماذا حدث
أو كيف قد طلبت يد شهناز من والدها
ربما قلت لنفسي بما أني أنا أصبحت تعيساً
فلماذا لا أسعد شخصاً آخر
ربما بهذا كنت أريد الإنتقام منك و من نفسي
و عاندت الجميع و أغلقت عيناي و قررت الزواج بها
و لم أكن أبالي لا بمعارضة والدي و لا والدتي
و في النهاية دمك أيضاً يجري في عروقي
و لكن حالي أنا كان أسوء من حالك ،
لا تعرفين في الليالي عندما أكون بقرب شهناز
أموت من الغيرة لمجرد أن اتصور بأنك أنت في منزل ذلك النجار
و نائمة بقربه ، كم من مرة أقفز من النوم وأعاني
اللعنة عليك يا مريم لماذا تجعلينني أبوح لكي بكل هذه الأشياء ؟
هل تريدين تحطيمي ؟
جلس على الأريكا و بدأ ينظر الى الأسفل
جلست بقربه لكي أنظر في عينيه و لم يرفع رأسه ، سألته
ـــ منصور هل تضايقت مني ؟
لم يرد علي ، لم أتمالك نفسي و قلت
ـــ لقد أفرغت ما بقلبي لكي أخفف عن نفسي ،
عزيزي منصور دعني أقول لك عن ما يعذبني لكي أرتاح
و الا سأموت من الحزن
و بينما كنت أبكي سألته
ـــ الا تريد النظر الي ؟
ــ لا ، لا أريد رؤية دموعك
و بينما كانت الدموع تذرف من عيني أبتسمت له و قلت
ـــ الان ماذا ؟ الان أنا أضحك
ضحك و قال
ـــ أحبك هكذا
رأيت في المنام بأني أركض من المنزل الى دكان احمد
كنتي محجبة و لم أكن ، كنت أبكي و لم أكن ،
كنت أشعر بأن أحدهم يراقبني و لم يكن أحداً
وصلت الى دكان احمد و أنا أتنفس بسرعة كان الوقت غروباً
يبدو أنه كان ربيعاً ،
كنت أشم رائحة الورود ، احمد كان واقفاً و مديرالي ظهره
قلت لنفسي الحمدلله ، هل رأيتي إن كل هذا كان حلماً
فأنا لم أتزوج بعد من احمد و قريباً كنا نريد الزواج
و كل الذي حدث كان كابوساً و كابوساً مريعاً ،
كان احمد واقفاً هناك ،
كان بريئاً و مظلوماً و غافلاً عن كل شيء
و بصوتٍ منخفض ناديته : احمد 000
و كان صوتي شبيهاً بالنفس الذي يخرج من صدري
نفساً عميقاً و طويلاً ، ألتفت الي وأتجه نحوي
لم يكن احمد بل كان منصور،
أقترب مني و مدّ يده نحوي بشوقاً قال:
كوثر هل أتيتي ؟ تعالي ، أقتربي 0
و بعدها قفزت وأنا مفزوعة من النوم
و رأيت الواقع و كل شيء كان كما كان وقبلت بالواقع كما هو
قبلت منصور ، وقبلت بوضعي وتقبلت حمل شهناز
وهذا هو كان الواقع بأنّ أنا كنت كوثر الذي شيئاً فشيئاً
أحببت منصور وهذا هو قدري الذي كتب على جبيني 00
لقد بعنا قصر والدي وبعد ثلاث سنوات سافر محمد رضا
الى اروبا للدراسة وأشترينا منزلاً صغيراً لتسكن والدتي فيه مع الدادا
والتي قد أصبحت مسنة ،
بعد محمدرضا ابن منصور الاكبر سافر الى انجلترا
ابن أشرف خانم رحمها الله لقد كان يملك طباع والدته مستهتراً
ولم يكمل دراسته وهدر كل أمواله وأموال والدته
كان يرى والده قلق على مستقبله
لكنه لم يكن يبالي شيئاً فشيئاً بدأت تسوء و تتدهور صحة شهناز
لقد أوصتني على أبنائها و قالت
ـــ مريم أعتني بناهد جيداً و كوني لها أماً من بعدي
و الأولاد الثلاثة فهم رجال و لا يخشى عليهم
و لكن ناهد مازلت شابة صغيرة و بعد كم سنة ستتزوج
و ذلك من دون والدة 000
ـــ شهناز خانم ماهذا الكلام الذي تتفوهين به ؟ أنت بخير الحمدلله
ـــ لا ، لقد مضى على هذا الكلام
أرجوك يا مريم كوني كالأم لناهد عندما تتزوج
ـــ هل تريدين الصدق ، أتمنى لو أن ناهد تتزوج بأخي محمد
لا أعرف إن كنتي موافقة على هذا أم لا ؟
سكتت للحظة و فكرت ومن ثم قلت أنا
ـــ هل أنت موافقة ؟
ـــ إن هي أرادت ذلك 00 إن هي أرادت ذلك
و بعدها أمسكت بيدي و كانت تترجاني و قالت
ـــ عزيزتي مريم ، ليس رغماً عنها ،
أرشديها لكن لا ترغميها على مالا تريد
أنا أريد منك هذا لأني أعرف بأن منصور يحب كل ما أنت تحبين
أنا أخشى لا سمح الله ومن أجل إرضائك
يرغمها بالزواج بمحمد رضا و في النهاية منصور يحبك
و لا يرفض لكي طلباً
ضحكت و قلت
ـــ أولاً ناهد ليست من البنات اللواتي يرغمن على مالا يردن
وأيضاً لقد مضى على هذا الكلام
و ثانياً منصور لا يحبني أنا و لا أنت ،
الذي أعرفه إنّ منصور يحب إمرأة واحدة في هذه الدنيا
و هي ناهد و أنت أرتاحي و لا تحملي هماً بهذا الخصوص
ناهد إبنتي مثل ما هي إبنتك
أبتسمت و هدأت
مرة أخرى لقد أوصيت ، أنا كنت و منصور،
أنا كنت و الأولاد و البيت الكبير ،
الأولاد بعد موت والدتهم قد تعلقوا بي كثيراً
و على ما يبدوا كانوا يخشون أن يفقدوني أنا أيضاً
لقد تقدم الكثير لطلب يد ناهد و أنا كنت أقول رأيي بهم و بصراحة
و بعد ذلك اقول لها : أذهبي وأجلسي مع والدك و قرري
هي لم تكن تعلم بما يجري بداخلي الى أن تقول رفضها ،
أرتاح و أهدأ
رجع أخي محمد من اروبا و ذهبنا لرؤيته في منزل والدتي
لقد كانت ناهد حينها تبلغ من العمر عشرون عاماً
و كانت بكامل أناقتها و كان شعرها منثوراً على أكتافها
كم كانت جميلة و كم كنت أتمنى لأخي محمد
بأن يتزوج بفتاة كهذه الفتاة ، أخذني محمد جانباً و قال
ـــ من تكون هذه يا أختي ؟
ـــ هذه ناهد
ـــ اهاااا ؟! وهل هي تلك الفتاة المدللــة و المغرورة ؟
ـــ ماهذه التفاهات ، هي صح مدللــة و لكن ليست مغرورة
هل تعلم بأن الكثيرين قد تقدموا لطلب يدها ؟
إذا بسرعة تقدم لطلب يدها قبل أن يسبقك شخصاً آخر
أتى الوقت الذي سوف يحدد فيه مهر ناهد
و أنا كنت والدة العروس و أنا التي حددت المهر
و كيف يكون الزواج
ـــ يجب ان تجعل نصيبك من المزرعة بإسم ناهد
قالت ليلى و بينما كانت تمزح
ـــ وااا ؟!! اختي هل أنت مع العروس أم مع العريس
قالت لي ناهد
ـــ أنا أعتقد بأن المهر لا يجلب السعادة
أنا أيضاً لا أعتقد و لكن كنت مسئولة
ألتفت الى ليلى و قلت
ـــ أنا مع الاثنين يا أختي و لكن إن كانت ناهد إبنتي
و سأزوجها لشاباً كأخي محمد سأزوجها له
من دون أن أطلب شيئاً منه ،
و لكن أنا الآن مسئولة عنها و كل ما أفعله لأجلها
أقول لنفسي لو كانت والدتها موجودة لفعلت الافضل
و ربما والدتها الآن ليست راضية
و ربما أنا قصرت بشيء
و أن لم تريدوا لمحمد ان يجعل نصيبه من المزرعة بإسمها
أنا التي سأجعل نصيبي من المزرعة بإسمها
سكت الجميع و كان منصور يبتسم لي
و كانت ناهد جالسة بقربي
و الله هو العالم كم تمنيت لو كانت ناهد ابنتي و ابنة منصور
والله هو العالم كم أنا نادمة و أتحسر على ما مضى
لقد تزوجت ناهد و ذهبت
بقينا أنا و منصور و إبنه الصغير ،
كان منصور بقربي دائماً ،
لقد كان سنداً لي و كان بإستمرار يقول لي
ـــ هل تذهبين لزيارة حسن خان و عصمت خانم وأين هادي ؟
و ماذا يعمل؟
هادي لقد اصبح مديراً عاماً
حياتنا الدافئة و المليئة بالحب لم تدوم أكثر من سبع سنوات
أنا أصبحت صاحبة عائلة صغيرة و دافئة ،
كنت سعيدة و راضية عن حياتي ،
شيئاً فشيئاً بدأت أنسى الماضي
و لكن الدنيا لم تجعل الماء العذب بأن يمر من عنقي
كل شيء فد بداء بآآآخ ،
قفز منصور من النوم و هو يتألم اااخ
سألته و أنا مفزوعة و خائفة
ـــ ماذا حصل ؟
ـــ لا شيء ربما قد أصبت بالزكام
في الحقيقة لم يكن زكاماً بل السرطان ،
شيئاً فشيئاً بدأت عوارض المرض تظهر عليه
و أنا كنت متوترة جداً و لا أعرف ماذا أفعل
الآن بدأت أعرف من يكون منصور بالنسبة لي
كان المرض يقضي عليه شيئاً فشيئاً
و كلما أصبح ضعيفاً و هزيلاً أحبه اكثر و أكثر
لقد أصطحبته الى أمهر الاطباء و الى أفضل المستشفيات
ولكن كل هذا لم يجدي نفعاً أردت إصطحابه الى اروبا للعلاج
و لكن قالوا لا فائدة من ذلك لقد تأخر الوقت على ذلك
كنت أراه مدداً على سريره
و لقد اصبح جلداً و عظماً
و لونه أصفر
و رغم كل هذا أريده و أحبه و أتذكر حياتي الماضية معه
، كنت أتذكر نظراته السارقة لي في العيد ،
كنت أتذكر اللحظات السعيدة التي أمضيتها بقربه
الحياة السعيدة التي بحثت عنها
و التي شيئاً فشيئاً بدأت كالماء تتسرب من بين أصابعي و تذهب
كنت أحاول الإحتفاظ به و لكن لم أعد قادره على ذلك
لم أكن أريد فقدانه ،
لم أعد أفهم نفسي لقد أصبحت كالمجنونة هل هذا هو العشق؟
إن لم يكن هو فماذا يكون هذا؟
كان يقول
يتبع 000
و بيده أشار الى المنزل و قال
ـــ في اليوم مئة مرة أدعي و أقول يا ليت تصبح مريم حاملاً ،
يا ليت لو كل هؤلاء الأطفال يكونون أطفالها ،
في الليل أغمض عيناي و أبحث عنك في وجود شهناز،
هل تظنين أن هذا الأمر سهلاً ؟
أنا، الانسان المتعلم و الواعي يكون لدي زوجتان ؟
مع واحدة أستقبل الضيوف و مع الأخرى أخرج معها
أذهب الى المطاعم و الكافتيريا ومن نساء مختلفات
يكون لدي أطفالاً مختلفين ، أنت يا مريم
أنت من جلب لي كل هذا، أنت أيضاً دمرتيني يا مريم
و لكن مع هذه المصائب التي جلبتيها لي و مع قسوتك
و تجريحك لي لا أعلم لماذا مازلت أحبك و بجنون ،
عندما أراك على إتفاق تام مع شهناز
أتمنى لو يكون العكس و تكون شهناز زوجة سيئة
و ليست على إتفاق معك لكي تدفعني الى طلاقها
و أرتاح و لكن ماذا أفعل فهي بريئة وعاجزة عن أذية أحد
أنا لا اعيش معها بدافع الحب بل بدافع الشفقة
وهي أيضاً لا تنتظر مني الحب
أنا أيضاً أكثر ما يؤلمني إننى أقترب منها بدافع الشفقة
و ليس بدافع الرغبة و أنت أيضاً لا تعذبيني أكثر
و لا تزيدي من تعاستي
صمت و من ثم نهض من مكانه و كان يتمشى في الغرفة
و كان غارقاً في أفكاره و كأنه يريد قول شيئاً
و لا يعرف من أين يبدأ و في النهاية ألتفت الي و قال
هل تتذكرين كم كنتي قاسية وبلا رحمة
عندما قلتي لي أنك لا تريدينني ؟ و فضلتي ذلك النجار علي ؟
و هل تعلمين ماذا فعلتي بحياتي ؟
لا ، كنتي فقط تفكرين بنفسك و كنتي أنت الأهم
و رغبتك الجنونية ،
كنت أتمنى لو حينها كان لدي الحق بأن أشبعك ضرباً
أو أضمك الى صدري
و هل تعرفين بأني في ذلك اليوم ركبت فوق الحصان
و ذهبت الى البعيد حتى تجف دموعي
و لم أكن أريد الرجوع الى البيت ذهبت الى المشهد
وأمضيت هناك يومين ،
ذهبت الى مكاناً أكون غريباً ولا أحد يسألني ماذا بك
و من ماذا تشكو ؟ لقد كسرتي غروري و جرحتي كبريائي
هل تعرفين إنّ شهرين بعد زواجك قضيتهم في المزرعة
وحيداً وأعاني ، أياماً كنت أتظاهر بالامبالاة
ولا أذهب لزيارة والدتي لأتجنب الأسئلة و الأجوبة
و لكي لا أرى وجه والدي الحزين
و في الليل أرجع الى المزرعة
و كل هذا الطريق الطويل أعبره مشياً على الأقدام
و أجلس لوحدي في المزرعة وأعزف على العود بعض الأحيان
ووالد شهناز أحياناً عندما يرى أنوار المنزل مضاءة
يأتي من المزرعة المجاورة و يجلس معي و نتحدث
أو أنا أذهب الى منزلهم ،
كان رجلاً فاضلاً لم يسألني ما الذي يحزنني و يضيق صدري
و لكن كان دائماً يتفلسف و يقول كلاماً يريحني شيئاً فشيئاً
بدأت أرتاح بصحبته كان يريد التخفيف عني
كان يريد أن يقول لي فألمك أنت ليس بألماً ،
فالألم هذا و الحزن يعني هذا ،
يعني الفتاة التي هي كالوردة المتفتحة
و تصاب في الثانية عشرة من عمرها بالمرض ،
ووالداها في اليوم مئة مرة يطلبون من ربهم موتها وموتهم
فالألم يعني هذا، لن أقول البقية و الحمدلله على كل حال
شهناز لم تكن تخفي وجهها عني و لم يكن يخطر على بالها
بأني سأطلب منها الزواج ،
كانت تأتي و تذهب و تنظر الي بشفقة دون أن تعلم
ماالذي يحزنني و فجأة أنا ايضاً لم أكن أعرف ماذا حدث
أو كيف قد طلبت يد شهناز من والدها
ربما قلت لنفسي بما أني أنا أصبحت تعيساً
فلماذا لا أسعد شخصاً آخر
ربما بهذا كنت أريد الإنتقام منك و من نفسي
و عاندت الجميع و أغلقت عيناي و قررت الزواج بها
و لم أكن أبالي لا بمعارضة والدي و لا والدتي
و في النهاية دمك أيضاً يجري في عروقي
و لكن حالي أنا كان أسوء من حالك ،
لا تعرفين في الليالي عندما أكون بقرب شهناز
أموت من الغيرة لمجرد أن اتصور بأنك أنت في منزل ذلك النجار
و نائمة بقربه ، كم من مرة أقفز من النوم وأعاني
اللعنة عليك يا مريم لماذا تجعلينني أبوح لكي بكل هذه الأشياء ؟
هل تريدين تحطيمي ؟
جلس على الأريكا و بدأ ينظر الى الأسفل
جلست بقربه لكي أنظر في عينيه و لم يرفع رأسه ، سألته
ـــ منصور هل تضايقت مني ؟
لم يرد علي ، لم أتمالك نفسي و قلت
ـــ لقد أفرغت ما بقلبي لكي أخفف عن نفسي ،
عزيزي منصور دعني أقول لك عن ما يعذبني لكي أرتاح
و الا سأموت من الحزن
و بينما كنت أبكي سألته
ـــ الا تريد النظر الي ؟
ــ لا ، لا أريد رؤية دموعك
و بينما كانت الدموع تذرف من عيني أبتسمت له و قلت
ـــ الان ماذا ؟ الان أنا أضحك
ضحك و قال
ـــ أحبك هكذا
رأيت في المنام بأني أركض من المنزل الى دكان احمد
كنتي محجبة و لم أكن ، كنت أبكي و لم أكن ،
كنت أشعر بأن أحدهم يراقبني و لم يكن أحداً
وصلت الى دكان احمد و أنا أتنفس بسرعة كان الوقت غروباً
يبدو أنه كان ربيعاً ،
كنت أشم رائحة الورود ، احمد كان واقفاً و مديرالي ظهره
قلت لنفسي الحمدلله ، هل رأيتي إن كل هذا كان حلماً
فأنا لم أتزوج بعد من احمد و قريباً كنا نريد الزواج
و كل الذي حدث كان كابوساً و كابوساً مريعاً ،
كان احمد واقفاً هناك ،
كان بريئاً و مظلوماً و غافلاً عن كل شيء
و بصوتٍ منخفض ناديته : احمد 000
و كان صوتي شبيهاً بالنفس الذي يخرج من صدري
نفساً عميقاً و طويلاً ، ألتفت الي وأتجه نحوي
لم يكن احمد بل كان منصور،
أقترب مني و مدّ يده نحوي بشوقاً قال:
كوثر هل أتيتي ؟ تعالي ، أقتربي 0
و بعدها قفزت وأنا مفزوعة من النوم
و رأيت الواقع و كل شيء كان كما كان وقبلت بالواقع كما هو
قبلت منصور ، وقبلت بوضعي وتقبلت حمل شهناز
وهذا هو كان الواقع بأنّ أنا كنت كوثر الذي شيئاً فشيئاً
أحببت منصور وهذا هو قدري الذي كتب على جبيني 00
لقد بعنا قصر والدي وبعد ثلاث سنوات سافر محمد رضا
الى اروبا للدراسة وأشترينا منزلاً صغيراً لتسكن والدتي فيه مع الدادا
والتي قد أصبحت مسنة ،
بعد محمدرضا ابن منصور الاكبر سافر الى انجلترا
ابن أشرف خانم رحمها الله لقد كان يملك طباع والدته مستهتراً
ولم يكمل دراسته وهدر كل أمواله وأموال والدته
كان يرى والده قلق على مستقبله
لكنه لم يكن يبالي شيئاً فشيئاً بدأت تسوء و تتدهور صحة شهناز
لقد أوصتني على أبنائها و قالت
ـــ مريم أعتني بناهد جيداً و كوني لها أماً من بعدي
و الأولاد الثلاثة فهم رجال و لا يخشى عليهم
و لكن ناهد مازلت شابة صغيرة و بعد كم سنة ستتزوج
و ذلك من دون والدة 000
ـــ شهناز خانم ماهذا الكلام الذي تتفوهين به ؟ أنت بخير الحمدلله
ـــ لا ، لقد مضى على هذا الكلام
أرجوك يا مريم كوني كالأم لناهد عندما تتزوج
ـــ هل تريدين الصدق ، أتمنى لو أن ناهد تتزوج بأخي محمد
لا أعرف إن كنتي موافقة على هذا أم لا ؟
سكتت للحظة و فكرت ومن ثم قلت أنا
ـــ هل أنت موافقة ؟
ـــ إن هي أرادت ذلك 00 إن هي أرادت ذلك
و بعدها أمسكت بيدي و كانت تترجاني و قالت
ـــ عزيزتي مريم ، ليس رغماً عنها ،
أرشديها لكن لا ترغميها على مالا تريد
أنا أريد منك هذا لأني أعرف بأن منصور يحب كل ما أنت تحبين
أنا أخشى لا سمح الله ومن أجل إرضائك
يرغمها بالزواج بمحمد رضا و في النهاية منصور يحبك
و لا يرفض لكي طلباً
ضحكت و قلت
ـــ أولاً ناهد ليست من البنات اللواتي يرغمن على مالا يردن
وأيضاً لقد مضى على هذا الكلام
و ثانياً منصور لا يحبني أنا و لا أنت ،
الذي أعرفه إنّ منصور يحب إمرأة واحدة في هذه الدنيا
و هي ناهد و أنت أرتاحي و لا تحملي هماً بهذا الخصوص
ناهد إبنتي مثل ما هي إبنتك
أبتسمت و هدأت
مرة أخرى لقد أوصيت ، أنا كنت و منصور،
أنا كنت و الأولاد و البيت الكبير ،
الأولاد بعد موت والدتهم قد تعلقوا بي كثيراً
و على ما يبدوا كانوا يخشون أن يفقدوني أنا أيضاً
لقد تقدم الكثير لطلب يد ناهد و أنا كنت أقول رأيي بهم و بصراحة
و بعد ذلك اقول لها : أذهبي وأجلسي مع والدك و قرري
هي لم تكن تعلم بما يجري بداخلي الى أن تقول رفضها ،
أرتاح و أهدأ
رجع أخي محمد من اروبا و ذهبنا لرؤيته في منزل والدتي
لقد كانت ناهد حينها تبلغ من العمر عشرون عاماً
و كانت بكامل أناقتها و كان شعرها منثوراً على أكتافها
كم كانت جميلة و كم كنت أتمنى لأخي محمد
بأن يتزوج بفتاة كهذه الفتاة ، أخذني محمد جانباً و قال
ـــ من تكون هذه يا أختي ؟
ـــ هذه ناهد
ـــ اهاااا ؟! وهل هي تلك الفتاة المدللــة و المغرورة ؟
ـــ ماهذه التفاهات ، هي صح مدللــة و لكن ليست مغرورة
هل تعلم بأن الكثيرين قد تقدموا لطلب يدها ؟
إذا بسرعة تقدم لطلب يدها قبل أن يسبقك شخصاً آخر
أتى الوقت الذي سوف يحدد فيه مهر ناهد
و أنا كنت والدة العروس و أنا التي حددت المهر
و كيف يكون الزواج
ـــ يجب ان تجعل نصيبك من المزرعة بإسم ناهد
قالت ليلى و بينما كانت تمزح
ـــ وااا ؟!! اختي هل أنت مع العروس أم مع العريس
قالت لي ناهد
ـــ أنا أعتقد بأن المهر لا يجلب السعادة
أنا أيضاً لا أعتقد و لكن كنت مسئولة
ألتفت الى ليلى و قلت
ـــ أنا مع الاثنين يا أختي و لكن إن كانت ناهد إبنتي
و سأزوجها لشاباً كأخي محمد سأزوجها له
من دون أن أطلب شيئاً منه ،
و لكن أنا الآن مسئولة عنها و كل ما أفعله لأجلها
أقول لنفسي لو كانت والدتها موجودة لفعلت الافضل
و ربما والدتها الآن ليست راضية
و ربما أنا قصرت بشيء
و أن لم تريدوا لمحمد ان يجعل نصيبه من المزرعة بإسمها
أنا التي سأجعل نصيبي من المزرعة بإسمها
سكت الجميع و كان منصور يبتسم لي
و كانت ناهد جالسة بقربي
و الله هو العالم كم تمنيت لو كانت ناهد ابنتي و ابنة منصور
والله هو العالم كم أنا نادمة و أتحسر على ما مضى
لقد تزوجت ناهد و ذهبت
بقينا أنا و منصور و إبنه الصغير ،
كان منصور بقربي دائماً ،
لقد كان سنداً لي و كان بإستمرار يقول لي
ـــ هل تذهبين لزيارة حسن خان و عصمت خانم وأين هادي ؟
و ماذا يعمل؟
هادي لقد اصبح مديراً عاماً
حياتنا الدافئة و المليئة بالحب لم تدوم أكثر من سبع سنوات
أنا أصبحت صاحبة عائلة صغيرة و دافئة ،
كنت سعيدة و راضية عن حياتي ،
شيئاً فشيئاً بدأت أنسى الماضي
و لكن الدنيا لم تجعل الماء العذب بأن يمر من عنقي
كل شيء فد بداء بآآآخ ،
قفز منصور من النوم و هو يتألم اااخ
سألته و أنا مفزوعة و خائفة
ـــ ماذا حصل ؟
ـــ لا شيء ربما قد أصبت بالزكام
في الحقيقة لم يكن زكاماً بل السرطان ،
شيئاً فشيئاً بدأت عوارض المرض تظهر عليه
و أنا كنت متوترة جداً و لا أعرف ماذا أفعل
الآن بدأت أعرف من يكون منصور بالنسبة لي
كان المرض يقضي عليه شيئاً فشيئاً
و كلما أصبح ضعيفاً و هزيلاً أحبه اكثر و أكثر
لقد أصطحبته الى أمهر الاطباء و الى أفضل المستشفيات
ولكن كل هذا لم يجدي نفعاً أردت إصطحابه الى اروبا للعلاج
و لكن قالوا لا فائدة من ذلك لقد تأخر الوقت على ذلك
كنت أراه مدداً على سريره
و لقد اصبح جلداً و عظماً
و لونه أصفر
و رغم كل هذا أريده و أحبه و أتذكر حياتي الماضية معه
، كنت أتذكر نظراته السارقة لي في العيد ،
كنت أتذكر اللحظات السعيدة التي أمضيتها بقربه
الحياة السعيدة التي بحثت عنها
و التي شيئاً فشيئاً بدأت كالماء تتسرب من بين أصابعي و تذهب
كنت أحاول الإحتفاظ به و لكن لم أعد قادره على ذلك
لم أكن أريد فقدانه ،
لم أعد أفهم نفسي لقد أصبحت كالمجنونة هل هذا هو العشق؟
إن لم يكن هو فماذا يكون هذا؟
كان يقول
يتبع 000
رد: مأساة مريم ( قصة حقيقية ) سأرويها لكم على حلقات
مريم، لا تدعيني و تذهبي أبقي بقربي و حدثيني
وأنثري شعرك على أكتافك
أريد رؤيتك بكامل زينتك وأريد أن أشبع نظري برؤياك يا حبيبتي
دعيني أتأملك الى أن أشبع و عندما أرحل لتكن صورتك
مطبوعة في عيناي
كنت أترجاه و أقول له
ـــ ما هذا الكلام يا منصور ، أنت لن ترحل الى أي مكان
ـــ أتمنى ذلك لكن لا أستطيع ، ليس بيدي حيلة ،
قد حان وقت رحيلي و أنا أيضاً لا أصدق و أرفض التصديق
كان زوج شهرزاد يأتي بإستمرار لزيارته
و الإطمئنان على صحته , كانت حرارته مرتفعة
و كان بحاله سيئة ، لقد كان يتألم و يتصبب عرقاً
و كانت يدي في يده و كان يواسيني و يهدئني قلت
ـــ منصور الله وحده العالم كم أنا نادمة
و كم تمنيت في ذلك اليوم في المزرعة
لو أخذتني و بالضرب و بالقوة رغماً عني و تزوجتني
أبتسم لي و كان الإرهاق واضحاً على وجهه و قال
ـــ المرء يجب أن يكون نذلاً و لا رحمة لديه لكي يضربك أنت
كان قلبي ينزف و يتقطع ألماً و بعدها أضاف
ـــ أنا قلق على ولدي إن لم أكن أنا لا أعرف ماذا سيحل به ؟
ـــ و أنا ماذا هنا ؟ ألم أكن مكان والدته طوال هذه السنين ؟
و لم أتعب وأسهر عليه ،
هل قصرت بشيء لا تفكر إنه كان من أجلك
بل لأني أنا أيضاً أحبه و عندما يجلس بقربي
أشعر بأنه ولدي و أنا والدته الحقيقية
و عندما يتأخر ساعة خارج المنزل يجن جنوني
ـــ اعرف هذا يا مريم و لكن أنت مازلتي شابة
و يجب أن تتزوجي و أنا لا أعارض ومع أني قد أموت من الغيرة
قاطعته و نهضت من مكاني و أحضرت القرآن و قلت له
ـــ أقسم بهذا القران الكريم أني لن أتزوج من بعدك أبداً
فليرتاح بالك و أقسم أيضاً أني ساكون لإبنك الوالدة و الوالد
هذا لأجلك أنت و لأجلي أنا
أحمد ربك بأني لم أرزق بالاطفال
كن راضياً ولدك سيكون لي ، الله وهبني إياه مكان إبني
تنهد من الحسرة و أغلق عيناه و لقد كان ضعيفاً جداً و قال
ـــ الله وحده يعلم كم أتمنى لو كان هذا الولد منك
و ليس هذا فقط بل كل أبنائي
ـــ هذا جزائي ولكن عوضاً من هذا أنا لقد سرقت أطفالك
ضحك وقال
ـــ الله يلعنك يا مريم
ـــ لقد لعنني ، لقدلعنني ، كيف يلعنني أكثر ؟
أنحنيت وقبلت جبينه
قالو لأجل سلامته يجب أن تنذري ،
يجب أن تبيعي شيئاً عزيزاً وغالياً عليك وتوزعي نقوده على الفقراء
ذهبت و أحضرت العقد الذي هو أعطاني إياه لكي أبيعه
و بالرغم من معارضة الجميع
بعته ووزعت نقوده على الفقراء
و لكن كل هذا لم يجدي نفعاً ، كان قدره محتوماً
كانت يدي في يده و كانت عيناه في عيني
و كان يناديني عندما فارق الحياة
ااااااه أصبحت وحيدة ،
فجأة أحسست بالظلام الحالك قد خيم على حياتي
لقد رحل و تركني ،
تركني وحيده في هذا العالم ،
لقد رحل من كان يعطيني الأمان ،
لقد رحل من كان يمسح دموعي
الآن قد فهمت ما معنى الوحدة
و كنت أحاول و أبذل قصار جهدي
لكي لا أجعل إبنه يشعر بالوحدة ،
لقد أصبحت له الأم و الأب
لقد أحترق قلبي حسرةً و حزناً على رحيل منصور
ذلك الذي منحني الحياة و الامان ،
ذلك الذي أحبني بصدق المشاعر ،
ااااه كم هي ظالمة هذه الدنيا
محمد و ناهد لم يسمحا لي بالبقاء و العيش وحدي ،
لقد أصبح مكانه فارغاً في حياتي
التي لم تعد لها معنى و لا طعم من بعده
و للآن مازلت أحتفظ بعوده
الذي كان يعزف عليه في زاوية من زوايا غرفتي
و كل ليلة أتأمله و اتذكر الماضي عندما يقع نظري عليه
و كأنه مازال يعزف عليه و يبتسم لي و يقول :
اللعنة عليك يا مريم
كم كانت نظراته حنونة و مهدئة
و ذكرياته كانت تمنحني الهدوء و السكينة 000
والنهاية
وأنثري شعرك على أكتافك
أريد رؤيتك بكامل زينتك وأريد أن أشبع نظري برؤياك يا حبيبتي
دعيني أتأملك الى أن أشبع و عندما أرحل لتكن صورتك
مطبوعة في عيناي
كنت أترجاه و أقول له
ـــ ما هذا الكلام يا منصور ، أنت لن ترحل الى أي مكان
ـــ أتمنى ذلك لكن لا أستطيع ، ليس بيدي حيلة ،
قد حان وقت رحيلي و أنا أيضاً لا أصدق و أرفض التصديق
كان زوج شهرزاد يأتي بإستمرار لزيارته
و الإطمئنان على صحته , كانت حرارته مرتفعة
و كان بحاله سيئة ، لقد كان يتألم و يتصبب عرقاً
و كانت يدي في يده و كان يواسيني و يهدئني قلت
ـــ منصور الله وحده العالم كم أنا نادمة
و كم تمنيت في ذلك اليوم في المزرعة
لو أخذتني و بالضرب و بالقوة رغماً عني و تزوجتني
أبتسم لي و كان الإرهاق واضحاً على وجهه و قال
ـــ المرء يجب أن يكون نذلاً و لا رحمة لديه لكي يضربك أنت
كان قلبي ينزف و يتقطع ألماً و بعدها أضاف
ـــ أنا قلق على ولدي إن لم أكن أنا لا أعرف ماذا سيحل به ؟
ـــ و أنا ماذا هنا ؟ ألم أكن مكان والدته طوال هذه السنين ؟
و لم أتعب وأسهر عليه ،
هل قصرت بشيء لا تفكر إنه كان من أجلك
بل لأني أنا أيضاً أحبه و عندما يجلس بقربي
أشعر بأنه ولدي و أنا والدته الحقيقية
و عندما يتأخر ساعة خارج المنزل يجن جنوني
ـــ اعرف هذا يا مريم و لكن أنت مازلتي شابة
و يجب أن تتزوجي و أنا لا أعارض ومع أني قد أموت من الغيرة
قاطعته و نهضت من مكاني و أحضرت القرآن و قلت له
ـــ أقسم بهذا القران الكريم أني لن أتزوج من بعدك أبداً
فليرتاح بالك و أقسم أيضاً أني ساكون لإبنك الوالدة و الوالد
هذا لأجلك أنت و لأجلي أنا
أحمد ربك بأني لم أرزق بالاطفال
كن راضياً ولدك سيكون لي ، الله وهبني إياه مكان إبني
تنهد من الحسرة و أغلق عيناه و لقد كان ضعيفاً جداً و قال
ـــ الله وحده يعلم كم أتمنى لو كان هذا الولد منك
و ليس هذا فقط بل كل أبنائي
ـــ هذا جزائي ولكن عوضاً من هذا أنا لقد سرقت أطفالك
ضحك وقال
ـــ الله يلعنك يا مريم
ـــ لقد لعنني ، لقدلعنني ، كيف يلعنني أكثر ؟
أنحنيت وقبلت جبينه
قالو لأجل سلامته يجب أن تنذري ،
يجب أن تبيعي شيئاً عزيزاً وغالياً عليك وتوزعي نقوده على الفقراء
ذهبت و أحضرت العقد الذي هو أعطاني إياه لكي أبيعه
و بالرغم من معارضة الجميع
بعته ووزعت نقوده على الفقراء
و لكن كل هذا لم يجدي نفعاً ، كان قدره محتوماً
كانت يدي في يده و كانت عيناه في عيني
و كان يناديني عندما فارق الحياة
ااااااه أصبحت وحيدة ،
فجأة أحسست بالظلام الحالك قد خيم على حياتي
لقد رحل و تركني ،
تركني وحيده في هذا العالم ،
لقد رحل من كان يعطيني الأمان ،
لقد رحل من كان يمسح دموعي
الآن قد فهمت ما معنى الوحدة
و كنت أحاول و أبذل قصار جهدي
لكي لا أجعل إبنه يشعر بالوحدة ،
لقد أصبحت له الأم و الأب
لقد أحترق قلبي حسرةً و حزناً على رحيل منصور
ذلك الذي منحني الحياة و الامان ،
ذلك الذي أحبني بصدق المشاعر ،
ااااه كم هي ظالمة هذه الدنيا
محمد و ناهد لم يسمحا لي بالبقاء و العيش وحدي ،
لقد أصبح مكانه فارغاً في حياتي
التي لم تعد لها معنى و لا طعم من بعده
و للآن مازلت أحتفظ بعوده
الذي كان يعزف عليه في زاوية من زوايا غرفتي
و كل ليلة أتأمله و اتذكر الماضي عندما يقع نظري عليه
و كأنه مازال يعزف عليه و يبتسم لي و يقول :
اللعنة عليك يا مريم
كم كانت نظراته حنونة و مهدئة
و ذكرياته كانت تمنحني الهدوء و السكينة 000
والنهاية
صفحة 2 من اصل 2 • 1, 2
صفحة 2 من اصل 2
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الخميس 18 أبريل - 21:24 من طرف b7ar
» بشرة نضرة فى اسبوع
الخميس 18 أبريل - 21:23 من طرف b7ar
» اهمية العناية بالاظافر
الخميس 18 أبريل - 21:22 من طرف b7ar
» أفضل خلطة للتبييض
الخميس 18 أبريل - 21:17 من طرف b7ar
» نفسى جوزى يبقى رومانسى
الخميس 18 أبريل - 20:29 من طرف b7ar
» كيف تجعلين زوجك منجذب اليك دائما ؟
الخميس 18 أبريل - 20:27 من طرف b7ar
» أســــــباب تشد الرجل لمراته !!!
الخميس 18 أبريل - 20:20 من طرف b7ar
» اهم 10 خطوات لتصبحي زوجة مثالية
الخميس 18 أبريل - 20:18 من طرف b7ar
» الرقص وسحره على الزوج
الخميس 18 أبريل - 20:17 من طرف b7ar
» ازاى تدلعى جوزك
الخميس 18 أبريل - 20:15 من طرف b7ar